منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 04 - 2017, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 17621 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة الشهيدة أجنس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لوحة تصور السيدة العذراء مريم والدة الإله مع القديسة الشهيدة آجنس (مع الحمل) والقديسة مارتينا، رسم الفنان إل جريكو سنة 1597-1599 تقريبًا، زيت على قماش، محفوظة في معرض الفن القومي في واشنطون

عريس لا مثيل له

إنها فتاة صغيرة جميلة جدًا أكملت جهادها ونالت إكليل الاستشهاد وهي في الثانية عشر من عمرها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. ولدت في روما من أبوين مسيحيين تقيين من أشراف المدينة ومنذ طفولتها وأحبت أن تكون هيكلًا مقدسًا لمخلصها.. فنذرت بتوليتها وكرست حياتها لعريسها السماوي وهي لا تزال في سن العاشرة فثار عليها عدو الخير مكثفًا جهده ضدها لعرقلة سيرتها الطاهرة واستغل جمالها الجسدي ليفقدها جمالها الروحي.. ولتنفيذ خطته أثار في قلب ابن حاكم روما حبًا شديدًا تجاهها وعقد العزم على الزواج بها.. ولكن كانت المفاجأة إذ سمع إجابة أجنس (لن أتخلى عن عريسي الذي سبق واختارني وارتبطت به.. ولا تحيا روحي إلا بمحبته فلا مثيل له وهو وحده يستحق كل الحب فهو أبرع جمالًا من بنى البشر.. حكيم.. سيد ممالك الأرض.. غنى.. شريف.. رؤوف.. عظيم.. فإن محبتي له تزيدني عفة وطهارة واقترابي منه يزيدني نقاوة إني لم أغير أبدًا عريسي السماوي الذي سبق أن اخترته حتى ولو وضعت أمامي كل ممتلكات العالم).


شعرها غطى جسدها

وهنا بدأ طريق الاستشهاد.. اقتادها الحاكم بأغلال الحديدية إلى هيكل الأصنام لتسجد لها.. فوضعوا أصغر قيد حديدي في يديها ولكنه انزلق من يديها الصغيرتين وسقط على الأرض وكانت تقف ثابتة ولعنت الآلهة.. فوضعوها في بيت للشر.. وشرع الجند يعرونها من ثيابها ولكن في الحال طال شعرها وصار كثيفًا جدًا بصورة معجزيه وغطى كل جسدها وتعجب الكل من ذلك.. حقا إن الرب هو حافظ نفوس أتقياءه من يد الأشرار ينقذهم (مز 97:10).. وعندما زج بالفتاة في بيت الأشرار أضاء المكان بنور ساطع جدًا ورأت أجنس ملاكًا واقفًا بجوارها كما وجدت ثوبًا جميلًا جدًا أكثر بياضًا من الثلج فارتدته وتعزت أجنس إذ غمرت بمحبة عريسها وفاديها واستغرقت في صلاة عميقة تشكر إلهها صانع العجائب الذي يحميها.
فلم يجسر أحد من الأشرار أن يدنو منها.. فما من شاب دنس اقترب من الحجرة إلا وتراجع مذهولًا مما رآه وخرج مؤمنًا بإله أجنس.. بل وأحب العفة والطهارة.. حقا لقد تشرف هذا المكان الذي للفساد بذهاب عروس المسيح إليه فحولته إلى فردوس وميناء للطهارة والعفة وهيكل لله.. وصار هذا المكان كنيسة على اسم الشهيدة أجنس بعد مضى زمن الاضطهاد.
أما ابن الحاكم تجاسر ودخل ذلك البيت مقتحمًا ليفتك بأجنس غير مكترث بالنور العجيب الذي يملأ المكان وأسرع ليقترب منها ولكن ملاك الرب ضربه ولم يمهله فسقط ميتًا طريحًا عند أقدام الفتاة النقية الطاهرة أجنس التي سترها الله بيمينه.

الحاكم يتذلل للفتاة

وبدأ الحاكم يتذلل لها طالبًا منها أن ترد الحياة إلى ابنه حتى يعرف الجميع أنها لم تميته بفنونها السحرية.. فأجابت. إن ظلمة عينيك وقلبك لا يستحقان مثل هذا الصنيع ولكن من أجل أن يتمجد أسم إلهي ويعلم الجميع قوته وعظمته فإني سأطلب منه أن يقيم لك ابنك وجثت أجنس وصلت إلى الله بدموع غزيزة راجية منه أن يتمجد ويقيم الشاب ليعلم الجميع أنه هو الإله الوحيد الحقيقي وحده.. وما كادت تنتهي من صلاتها حتى مثل أمامها ملاك وأقام الشاب.. فقام وخرج في الحال وهو يصيح بعظمة الإله العظيم القادر على كل شيء الذي يعبده المسيحيون.
وعند قطع رأسها.. وضعوها في السجن.. وأوقدوا نارًا تحتها ولكن العناية الإلهية لم تسمح أن تصيب النار جسدها فحكموا عليها بالموت بحد السيف وأحنت الفتاة رأسها منتظره أن يهوى عليها السياف بحد السيف ولكن السياف لم يستطع وارتعشت يده.. وشحب لونه أما أجنس فكانت تلومه على تباطئه.. فقالت له.. ماذا تنتظر.. لماذا تتوانى.. أمت هذا الجسد الذي أعثر آخرين.. أمت هذا الجسد لتحيا الروح التي هي ثمينة في عين الله.. حينئذ زمجر القاضي منتهرًا السياف لينفذ الحكم سريعًا.. وهنا غطى السياف عينيه بيده اليسرى وباليد اليمنى أطاح برأس الحمامة الوديعة الراكعة أمامه.
أنظروا يا أحبائي أنه نموذج رائع يلزم أن تقتدي به كل شابه وفتاة مدحها آباء الكنيسة على عظمة شجاعتها فيقول عنها القديس أمبروسيوس.. (إن الفتيات في هذا السن الصغير لا يحتملن نظرة غضب من والديهم.. ويبكين من خز الإبرة كأنها جرح حاد.. أما الفتاة أجنس فكانت ثابتة لا تتزعزع بين أيدي الجلادين الملطخة بالدماء.. لم تكن أجنس تدرك بعد معنى الموت ولكنها كانت مستعدة أن تواجهه وتذوقه.. ففي خطوات ثابتة وسريعة تقدمت نحو موضع العذاب ورأسها مزين ليس بضفائر الشعر وإنما بالمسيح رأسها وعريسها ومتوجة بإكليل مزين ليس بالورود وإنما بالفضائل وثمار جهادها.. فكان لها ما هو فائق الطبيعة من خالق الطبيعة نفسه.. كان الكل يبكى أما هي فلم تذرف دمعة.. إنها انطلقت إلى أحضان حبيبها وعريسها لتحيا معه إلى الأبد).
 
قديم 25 - 04 - 2017, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 17622 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العفيفة لوسيه عذراء الإسكندرية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت القديسة العفيفة لوسيا من أهل مدينة الإسكندرية وكانت حسنة المنظر جدًا.
وكانت تشتغل بصناعة النسيج.. وقد وضعت في قلبها أن تحفظ طهارتها وبتوليتها لله.. وحدث أن تعلق بها قلب شاب وصار يتبعها ذهابًا وإيابًا.. وكان يتردد دائمًا حول منزلها فحزنت الفتاة لوسيا جدًا وظلت تصلى إلى الله لكي ينقذها وينقذ هذا الشاب حتى لا تكون سبب عثرة له ويتنجس قلبه بسببها.. وفي طريقها إلى الكنيسة زاد إلحاح الشاب عليها.. فتوقفت وسألته أعلمني لماذا تلاحقني في ذهابي وإيابي.. ماذا تتطلع وراء جسد شقي مصيره الفناء ودود الأرض.
أجاب الشاب عيناك فتنتاني وإذا أبصرتك لا يهدأ قلبي حينئذ بكت العفيفة لوسيا وقالت له.. اعلم يا أخي أن العينين اللذين تبصرهما من الواجب على ان أهلكهما في هذا الزمان اليسير حتى لا أعذب زمانًا لا ينقضي في الدهر الآتي.. وفي سرعة وشجاعة نادرة خلعت الفتاة أحدى عينيها بمِخْراز كان في يدها وطرحتها أمامه ثم شرعت في خلع العين الأخرى إلا ان الشاب منعها من ذلك.
أما الشاب فارتعد وخاف جدًا.. وزالت عنه شهوة قلبه وخر ساجدًا عند قدميها باكيًا نادمًا وخرج ووزع ماله على الفقراء والمساكين ومضى إلى الصحراء وصار راهبًا عابدًا ناسكًا ممجدًا الله عاملًا بوصاياه إلى وقت وفاته.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 05:26 PM   رقم المشاركة : ( 17623 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة من عند الرب يسوع


ابنتي المحبوبة المباركة..
يا من تحملي أسمى وتعلني مجدي..
يا من وهبتك ملامحي وجمالي..
من بسطت ذيلي عليك وسترتك حتى لا يظهر خزي عُريك.
أوصيك بجسدك الذي هو جسدي وأناشدك أن تكريمه في أعين الجميع.. ليكن له وقار وبهاء وجمال كهيكل قدسي زينيه بالفضائل واستريه بالثياب اللائقة بكرامته لا تسمحي لأحد أن يتفوه بكلمة تهينني بسببك..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يكفى ما نال من تعيير أحتملها بسبب بنات الغرب واضعين صليب في أعناقهن وهن غير محتشمات.. أما أنت يا ابنة كنيستي المحبوبة مصر التي باركت شعبها وجعلت عليها أمانة كرازة للعالم كله قدمي لي إكرامًا عوض كل إهانة وحبًا حقيقيًا عوض كل جحود لأنه أن فسد الملح فماذا يملح أنه سيطرح خارجًا وسيداس من الناس.
لا تجعلي لك من بنات أهل العالم من تتمثلي به أنا قد اشتريتك لي اقتنيتك لي وحدي فلا تكوني لغيري.. أحملي شكلي وأنت قد لبستيني وسيرى في طريقي.
وها قد تركت لك ألوف ألوف وربوات ربوات عذارى حكيمات حفظوا أسمى ومجدوا جسدي وبذلوا حياتهم من أجل وصايا محبتي فكوني معهم دائمًا واتبعي خطواتهم.
ولا تجعلي قلبك مع الجاهلات اللواتي احتقرن وصاياي وبدلن ملامحي وكشفن كنوز التي في أجسادهم فعرضوها للنهب والسلب مثل هؤلاء سأطالبهم بكل ما أعطيتهم وعلمتهم وكل ما بددوه بجهل وغباوة ور نهم احتقروني وسمحوا لاسمي أن يُهان بسببهم سأطردهم من حفل عشاءي لأنهن قد انحمقن جدًا.
أما أنت فمكانك معد فاتبعي كلامي ومحبتي..
ارفعي نظرك إلى فوق.. ولا تنبهري بكل ما هو زائل..
ولا تستندي على كل ما هو ظل.. بل تمسكي بالحق الدائم..
فويل لمن كشف ما أردت أن أستره.. وويل لمن ازدرى بعريي من أجله واستمر بعزم وعناد أن يعرى جسده ولا يسمع ولا يفهم.
أنظري إلى الحيوانات التي لا تفهم ولا تلبس ها أنا قد سترت أعضاءها بأعضائها حتى أحفظ كرامتها.. فكم يليق بجسد سيتمجد في السماء.
اعلمي أن عيني تنظر وتراقب وتخترق أستار الظلام وما أوصيك به افعليه في الخفاء وفي العلن وحتى وأنت في حجرتك لان عيني هناك أيضًا ولك ملاك لحراستك يرافقك ليلًا ونهارًا.. فاخجلي منه واسلكي بكل وقار وعفاف واعلمي أني آتى سريعًا وأجرتي معي لك ولكل من حفظ كلامي.
وها أمي القديسة مريم قد أوصيتها بحفظ العذارى فتشفعي بها فهي تفرح ببناتها العفيفات القديسات.. اجعلي ملامحها أمامك كل حين واسأليها في كل ما تحتاجي فهي أم قادرة معينة.. وها نعمتي ومراحمي معك طول الأيام.. وحتى إعلان المكافأة.

الرب يسوع
 
قديم 25 - 04 - 2017, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 17624 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يجب أن يرى المسيحي الغنى؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يجب أن تكون نظرة المسيحي للغنى مستمدة من الكتاب المقدس. ويسجل العهد القديم مرات عديدة أعطى الله شعبه ثروات. فقد وعد الله سليمان بالغنى والثروة وأصبح أغنى ملوك الأرض (ملوك الأول 3: 11-13؛ أخبار الأيام الثاني 9: 22)؛ وقال داود في سفر أخبار الأيام الأول 29: 12 "الْغِنَى وَالْكَرَامَةُ مِنْ لَدُنْكَ, وَأَنْتَ تَتَسَلَّطُ عَلَى الْجَمِيعِ". كما بارك الله إبراهيم (تكوين 17-20)، ويعقوب (تكوين 30-31)، ويوسف (تكوين 41)، والملك يهوشافاط (أخبار الأيام الثاني 17: 5)، وكثيرين غيرهم بالغنى. ولكن، اليهود كانوا شعباً مختاراً له وعود ومكافآت أرضية. وقد أعطيت لهم أراض بكل ما تحمله من ثروات.

ولكن يوجد مبدأ مختلف في العهد الجديد. فلم تُعطىَ الكنيسة أراض أو وعود بالغنى. تقول رسالة أفسس 1: 3 "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ." كما تحدث المسيح في إنجيل متى 13: 22 بشأن وقوع بذرة كلمة الله بين الشوك وأن "وَهَمُّ هَذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ". وهذه أول إشارة إلى الغنى الأرضي في العهد الجديد. ومن الواضح أنها ليست صورة إيجابية.

مرقس 10: 23 "فَنَظَرَ يَسُوعُ حَوْلَهُ وَقَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «مَا أَعْسَرَ دُخُولَ ذَوِي الأَمْوَالِ إِلَى مَلَكُوتِ اللَّهِ!»" لم يكن أمراً مستحيلاً – لأنه لا يستحيل على الرب شيء – ولكنه "عسير" (صعب). وفي لوقا 16: 13 تحدث المسيح عن "المال" (mammon باللغة الآرامية وتعني الثروة أو المال) وقال: "لاَ يَقْدِرُ خَادِمٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." مرة أخرى تشير كلمات المسيح إلى الغنى وتأثيره السلبي على الحياة الروحية وقدرته على إبعادنا عن الله.

يتحدث الله عن الغنى الحقيقي الذي يعطيه لنا اليوم في رومية 2: 4 "أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟" هذا هو الغنى الذي يعطي الحياة الأبدية. ويتم تأكيد هذا مرة أخرى في رومية 9: 23 "وَلِكَيْ يُبَيِّنَ غِنَى مَجْدِهِ عَلَى آنِيَةِ رَحْمَةٍ قَدْ سَبَقَ فَأَعَدَّهَا لِلْمَجْدِ الَّتِي أَيْضاً دَعَانَا نَحْنُ إِيَّاهَا لَيْسَ مِنَ الْيَهُودِ فَقَطْ بَلْ مِنَ الأُمَمِ أَيْضاً." وأيضاً في أفسس 1: 7 "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ." كما يسبح الرسول بولس الله في رومية 11: 33 من أجل النعمة التي يمنحنا إياها: "يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الِاسْتِقْصَاءِ!" ويركز العهد الجديد على غنى الله فينا: "مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ." (أفسس 1: 18). وفي الواقع، يريد الله أن يظهر الغنى الذي له فينا في السماويات: "وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." (أفسس 2: 6-7)

فهذا هو الغنى الذي يريده الله لنا: "لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ" (أفسس 3: 16). ونجد في فيلبي 4: 19 أعظم آيات العهد الجديد بشأن الغنى: "فَيَمْلأُ إِلَهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." وقد كتب الرسول بولس هذه العبارة عندما أرسل أهل فيلبي تقدمات من إحتياجهم لتغطية إحتياج الرسول بولس.

تقدم رسالة تيموثاوس الأولى 6: 17 تحذيراً للأغنياء: "أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ." كما تقدم رسالة يعقوب 5: 1-3 تحذيراً آخر بشأن الثروات التي يتم إكتسابها بغير حق: "هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ. غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ. ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ." وآخر مرة يذكر فيها الغنى في الكتاب المقدس موجودة في رؤيا 18: 17 في إطار الحديث عن دمار بابل: "لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ خَرِبَ غِنىً مِثْلُ هَذَا!"

خلاصة القول إن شعب إسرائيل كانت لهم وعود أرضية ومكافآت بإعتبارهم شعب الله المختار على الأرض. وقد قدم الله لنا العديد من التوضيحات والحقائق من خلالهم. ويريد الكثيرين أن يأخذوا لأنفسهم بركاتهم دون اللعنات. ولكن، من خلال تقدم الإعلان الإلهي، يعلن الله خدمة أفضل من خلال الرب يسوع المسيح: "وَلَكِنَّهُ (المسيح) الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ" (عبرانيين 8: 6).

الله لا يدين الأغنياء. فيحصل الناس على الثروة من مصادر متعددة. ولكنه يحذر من يسعون وراء الثروة والغنى والثقة بها بدلاً من السعي وراء الله والثقة فيه. إن رغبة الله الكبرى من أجلنا هي أن نضع قلوبنا على ما هو فوق، وليس على الأمور الأرضية. قد تبدو هذه رغبة سامية ولا يمكن تحقيقها، ولكن الرسول بولس كتب قائلاً: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (فيلبي 4: 13). السر هو معرفة المسيح كمخلص والسماح للروح القدس بشكيل أذهاننا وقلوبنا لنتشبه به (رومية 12: 1-2).
 
قديم 25 - 04 - 2017, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 17625 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف أستطيع أن أثق في الله في مواجهة البطالة أو تصفية الرهن أو الإفلاس؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن فقدان العمل و/أو الدخل هو واحد من أصعب الأحداث المؤسفة في الحياة، خاصة بالنسبة لمن لديهم عائلات يعولونها. ويضيف الإضطرار لتصفية رهن بيت العائلة أو إعلان الإفلاس نتيجة البطالة إلى الخوف والحيرة والأزمات النفسية التي يمر بها الشخص. وبالنسبة للشخص المؤمن الذي يواجه البطالة أو الرهن أو الإفلاس فإنه يمكن أن يجد نفسه أيضاً في مواجهة زيادة الشك في صلاح الله ووعوده بتدبير إحتياجات أولاده. فكيف يجب أن يتصرف المؤمن تجاه هذه الأحداث الكارثية في الحياة؟ ما هي المباديء الكتابية التي يمكن تطبيقها في حالة خسارة البيت أو العمل وما يتعلق به من مميزات (التأمين الصحي/التأمين على الحياة، المعاش)؟

أولاً، من المهم أن ندرك أن الله قد رسم أن يعمل البشر. فيصف الكتاب المقدس العمل بأنه مفيد لأنه يتيح لنا تدبير إحتياجاتنا (أمثال 14: 23؛ جامعة 2: 24، 3: 13، 5: 18-19) ويوفر لنا الموارد التي يمكن أن نشارك المحتاجين بها (أفسس 4: 28). وقد ذكَّر الرسول بولس المؤمنين في تسالونيكي أن من لا يريد أن يعمل فلا يجب أن يأكل أيضاً (تسالونيكي الثانية 3: 10) وأنه هو نفسه عمل كصانع خيام حتى لا يكون عبئاً على أحد (أعمال الرسل 18: 3؛ كورنثوس الثانية 11: 9). لهذا فإن فقدان العمل لا يجب أن يكون عذراً للكسل، ويجب بذلك كل جهد ممكن حتى نجد عملاً آخر بسرعة بقدر الإمكان (أمثال 6: 9-11).

وفي نفس الوقت، قد لا يكون من الممكن أن نجد وظيفة مماثلة في الدخل أو المكانة لتلك التي فقدناها. وفي هذه الحالة لا يجب أن يسمح المؤمنين للكبرياء أن يمنعهم عن العمل في مجال آخر، حتى إن كان معنى ذلك مكانة أو دخلاً أقل، ولو بصورة مؤقتة. يجب أيضاً أن نكون مستعدين لقبول المعونة من مؤمنين آخرين أو من كنائسنا، وقد يكون ذلك مقابل عمل يحتاجون إليه في بيوتهم، أو حدائقهم، أو مرافق الكنيسة. إن مد "يد المعونة" وقبولها في مثل هذه الأوقات هو بركة لمن يعطي ومن يأخذ إذ يظهر من خلاله "ناموس المسيح" الذي هو محبة أحدنا الآخر (غلاطية 6: 2؛ يوحنا 13: 34).

وبالمثل فإن خسارة منزل العائلة من خلال تصفية الرهن أو الإفلاس يمكن أن يصبح وقتاً لبركة العائلة، أي وقت "يتقارب" فيه الآباء والأبناء ويدركون محبتهم بعضهم لبعض بصورة أوضح، وكذلك يعرفون ما هي الأمور المهمة في الحياة – الإيمان والعائلة والمجتمع – وعدم التركيز على الأمور المادية التي لا قيمة أبدية لها ويمكن فقدانها في لحظة. يستطيع الله أيضاً أن يستخدم هذه الظروف لتذكيرنا بالحق الذي قدمه المسيح في متى 6: 19-20 فنعيد توجيه قلوبنا للتركيز على الكنز السماوي.

وفوق الكل، فإن تجديد إيماننا وثقتنا في وعود الله له أهمية كبرة أثناء الأزمات المادية. سوف تعمل إعادة قراءة المقاطع الكتابية التي تتحدث عن أمانة الله لأولاده على تقويتنا وتشجيعنا عندما يبدو المستقبل مظلماً. تذكرنا رسالة كورنثوس الأولى 10: 13 بأن الله أمين ولن يدعنا نجرَّب فوق ما نحتمل وأنه سوف يدبر مخرجاً من التجربة. قد يعني هذا "المخرج" توفر وظيفة جديدة أفضل بصورة فورية. وقد يعني أيضاً فترة طويلة من البطالة نرى فيها أمانة الله في توفير خبزنا اليومي. وقد يعني توافر بيت جديد أو الحياة مع الأقارب في ظروف أقل لفترة من الوقت. وفي كل حال، فإن "المخرج" هو في الحقيقة "الطريق عبر" التجربة، حيث نتعلم معنى أمانة الله في تدبير إحتياجاتنا إذ يسير جنباً إلى جنب معنا أثناء الأزمة كلها. وعندما ينتهي وقت التجربة، يكون إيماننا أقوى ونتمكن من تشديد الآخرين من خلال تقديم شهادة قوية عن أمانة إلهنا.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 06:02 PM   رقم المشاركة : ( 17626 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لو أن عليك ديناً كبيراً، هل تستطيع التوقف عن دفع العشور حتى تنتهي من دفع الديون؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: من الممكن التوقف عن دفع العشور حتى الإنتهاء من دفع الديون. فإن إستيفاء الديون واجب؛ أما العشور فهي "إختيارية" لسبب بسيط وهو أن الوصية الخاصة بالعشور كانت جزءاً من ناموس موسى، والمسيحيين ليسو تحت الناموس. وهنا أرجو عدم إساءة فهم ما أقول – فالتقدمات لعمل الرب مهمة جداً. والعطاء من الإحتياج هو جزء من دعوة الرب لكل مؤمن. فإذا كان فعلاً لا يمكن دفع الديون مع الإستمرار في دفع العشور/ التقدمات في نفس الوقت، لن يكون من الخطأ تقليل التقدمات أو التوقف عنها تماماً، بصورة مؤقتة، حتى يتم إستيفاء الديون.

إن واجبنا الأوحد الذي لا يمكن تغييره تجاه الآخرين هو أن نحبهم وأن نعاملهم كما نريد أن يعاملوننا (متى 7: 12). كلنا نريد أن يدفع لنا الآخرين ما هم مدينون لنا به. لهذا، كمؤمنين "لاَ تَكُونُوا مَدْيُونِينَ لأَحَدٍ بِشَيْءٍ إِلاَّ بِأَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضاً لأَنَّ مَنْ أَحَبَّ غَيْرَهُ فَقَدْ أَكْمَلَ النَّامُوسَ. لأَنَّ «لاَ تَزْنِ لاَ تَقْتُلْ لاَ تَسْرِقْ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ لاَ تَشْتَهِ» وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: «أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ." (رومية 13: 8-10)

كان قانون العشور في العهد القديم هو تدبير الله لتوفير الإحتياجات المادية للكهنة من سبط لاوي. فكانوا يحتاجون إلى الدعم حتى يخدموا في الهيكل ويدبروا إحتياجات الفقراء (عدد 18: 26؛ تثنية 26: 12-15). لهذا، عندما لم يقدم شعب إسرائيل العشور إلى الهيكل حذّرهم الله: "أَيَسْلُبُ الإِنْسَانُ اللَّهَ؟ فَإِنَّكُمْ سَلَبْتُمُونِي. فَقُلْتُمْ: بِمَ سَلَبْنَاكَ؟ فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ." (ملاخي 3: 8)

كانت العشور هي العشر من دخل الشخص: "وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ - أَيْ إِخْوَتَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ."(عبرانيين 7: 5). إستمر كهنوت اللاويين في خدمة الهيكل في أثناء حياة المسيح على الأرض، وكان مطلوباً الإستمرار في دفع العشور. ولكن بعد موت وقيامة وصعود المسيح تغير الوضع: "لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضاً." (عبرانيين 7: 12). المسيح هو رئيس كهنتنا الآن. والمؤمنين هم هيكل الله وكهنوته الملوكي (عبرانيين 4: 14-14؛ كورنثوس الأولى 6: 19-20؛ بطرس الأولى 2: 9-10).

إن رئيس كهنتنا يخدمنا بالعهد الجديد (ناموس الله المكتوب على قلوبنا) بأن يعطينا الروح القدس (عبرانيين 12: 24؛ 10: 16). هذا الناموس يعمل بقوة، ويجعلنا نحب الآخرين بمحبة الروح القدس (غلاطية 5: 22-23). لهذا يكتب يوحنا قائلاً: "وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجاً، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" (يوحنا الأولى 3: 17-18). إن محبة الله تدفع المؤمن إلى العطاء، ولكن لا توصي أو تأمر أي من رسائل العهد الجديد المؤمن بدفع عشور أو أية نسبة أخرى. إن العطاء المسيحي نابع من المحبة المسيحية.

يستطيع المؤمنون، إذا أرادوا، تقديم عشور (عشر) دخلهم للكنيسة، لتلبية الإحتياجات الروحية والمادية في عالمهم المحتاج. وقد يختار البعض تقديم أقل من العشر؛ وآخرين أكثر من ذلك. يوصي بولس الرسول بإحضار التقدمات إلى الكنيسة يوم الأحد: "فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ خَازِناً مَا تَيَسَّرَ..." (كورنثوس الأولى 16: 2).

لا يجب أن يكتنز المؤمنين ما لديهم، بل أن يعطوا بقدر ما يرشدهم الله. فالمال هو ملك الله. ومكافآته تفوق تكلفته. "هَذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضاً يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضاً يَحْصُدُ. كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ. وَاللَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. " (كورنثوس الثانية 9: 6-8).
 
قديم 25 - 04 - 2017, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 17627 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أين/كيف تضع الحد بين مساعدتك للآخرين وبين السماح لهم بإستغلالك؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يقول إنجيل لوقا 6: 30، 35-36 "وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَخَذَ الَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ.... بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ. فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ." تعلمنا هذه الآيات، وغيرها في الكتاب المقدس، أن المسيحيين يجب أن يتحلوا بالمحبة والرحمة وانكار الذات. فعندما نرى إحتياجات الناس من حولنا يجب أن نمتليء بالرأفة، كما أن أبانا السماوي يتراءف على جميع الناس. "الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ." (145: 9).

فمن الصواب أن يكون لدينا قلب يعطي الآخرين دون توقف، ومن المرضي لله أن يرى هذه الصفة الرائعة في حياتنا. ولكن، يعلمنا الكتاب المقدس أيضاً أننا، في مجال العطاء والمساعدة، يجب أن يكون لنا تمييز وحكمة (متى 10: 16). ويعطينا الله مباديء معينة نضعها في الإعتبار عندما نقدم أموالنا للآخرين. فعندما يوصينا الكتاب المقدس بمساعدة الآخرين، ليس المقصود أن نفعل هذا حتى يصبح أمراً مفروضاً. فمن الجيد أن نقوم بما نستطيعه، ولكن تذكرنا رسالة تسالونيكي الثانية 3: 10 ايضاً أنه: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ." يوجد أناس يريدون أن يعيشوا حياة تخلو من المسئولية أو المحاسبية. لهذا يجب أن تكون هناك حدود؛ فنساعد من لديه إحتياج، ولكن إن وجدنا أن ذلك تحول إلى نمط مزمن فمن الخطأ أن نستمر في تشجيع ذلك الأسلوب في الحياة. فمن الأذى للآخرين أن نساهم في خمولهم وكسلهم. إذ تصدق المقولة القديمة: "أعط الشخص سمكة فيأكل ليومه، ولكن علمه الصيد فيأكل لحياته." فطالما نرى أن الشخص يبذل مجهود، علينا أن نسانده بأي طريقة يرشدنا الله إليها.

أحياناً، يكون من المفيد أكثر مساعدة الآخرين بتقديم النصح والمباديء والتشجيع الكتابي. فإذا كان لديهم الإستعداد للإصغاء والعمل، فإنهم سوف يتمكنون بمعونة الروح القدس من تغيير نمط الإعتمادية على الآخرين. وهذا يبدأ بالطبع، بتقديم رسالة الإنجيل بوضوح، التي بدونها لا يمكن تحقيق هذه التغييرات الكبيرة في أسلوب الحياة.

علينا أيضاً أن نضع في الإعتبار ما يقوله الكتاب المقدس بشأن كوننا وكلاء أمناء. عندما نضع ثقتنا في الله ونسير معه، فإنه يعدنا بتدبير إحتياجاتنا (فيلبي 4: 19). فيجب أن نستخدم ما يعطينا إياه الله بحكمة. يجب أن نرد للرب جزء مما يعطينا؛ وندبر إحتياجات عائلاتنا؛ وأن ندفع إلتزاماتنا المادية. تتضمن الوكالة أيضاً كيفية قضاء وقتنا؛ فمن المهم إيجاد توازن بين العبادة والعمل والعائلة. هذه كلها جوانب رئيسية للوكالة ولا يمكن إهمالها، لهذا يجب وضعها في الإعتبار عندما نقرر ما نفعله لمساعدة الآخرين. فإذا كانت مساعدتنا لشخص آخر مادياً ستعوقنا عن إستيفاء ديوننا وإلتزاماتنا فإن ما نفعله لمساعدة الآخرين لا يعتبر صحيحاً.

يمكن أن يتعرض الناس للإستغلال من قبل الآخرين بطرق متعددة. فمن المهم أن نصلي من أجل هذا ونطلب من الرب أن يرشدنا إلى ما يريدنا أن نفعله. سوف يعطينا الحكمة لإدراك الإحتياجات الحقيقية والتمييز بين الفرص وما يشتت مجهوداتنا (يعقوب 1: 5). أحياناً يكون الناس مغلوبين من تجارب الحياة وفشلها وبحاجة إلى من يكون على إستعداد لرفقتهم على المدى الطويل. وهذه قد تكون علاقة متعبة، ولكنها أيضاً يمكن أن تكون ذات نتائج مجزية. ويمكن أن تكون الكنائس المحلية عوناً كبيراً لمن يثقلهم الرب بالمحتاجين. ولكن، محاولة مساعدة شخص غير مستعد أن يأخذ خطوات نحو الحل قد يكون قضية خاسرة. مرة أخرى نقول أن الصلاة من أجل حكمة الله والتمييز الذي يعطينا إياه مهم جداً في مثل هذه الظروف.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 17628 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا شخص مسيحي وأدمن التدخين. كيف يمكنني الإقلاع عن التدخين؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يستطيع الكثير من المؤمنين الذين كانوا يدخنون بشراهة لسنوات طويلة الإحساس بمأساة أي شخص يحاول الإقلاع عن التدخين، ويمكنهم أن يتفهموا الصراع الذي يختبره من يريدون الإقلاع عن التدخين. فالأمر ليس سهلاً بكل تأكيد، ولكنه ممكن. فكثيرين ممن إعتادوا تدخين علبتين يومياً صاروا الآن غير مدخنين ويستطيعون أن يشهدوا عن إمكانية تحقيق ذلك عند اللجوء إلى الله والإتكال على قوته وسلطانه.

توجد أسباب عديدة لكون الإقلاع عن عادة التدخين أمراً جيداً بالنسبة للجميع، وبصورة خاصة بالنسبة للمؤمنين. وإذا كان الشخص المؤمن غير متأكد من السبب الذي يجعله يقلع عن التدخين، ويشك في كون التدخين خطية أم لا، فإن مقالنا بعنوان "ما هي نظرة المؤمن للتدخين؟ هل التدخين خطية؟" هو نقطة بداية جيدة لدراسة الأمر. تقدم الأسباب المذكورة في المقال حافزاً مناسباً للمدخن المتردد في الإقلاع عن التدخين. وإذا كان الشخص قد قرر بالفعل الإقلاع عن التدخين، فيجب إدراك أن الإقلاع عن التدخين هو واحد من أصعب الأمور التي يفعلها. فقد أثبتت الأبحاث أن النيكوتين مادة تسبب الإدمان الشديد، بل يقول البعض إنها تسبب الإدمان أكثر من الهيروين.

ولكن لا يجب أن تحبطنا هذه الحقيقة. يقول الرسول بولس في رسالة فيلبي: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي." فيلبي 4: 13. وبالرغم من صعوبة الأمر، ولأن الإقلاع الكامل قد يستغرق وقتاً حتى لا يعود الشخص يرغب في التدخين، فإننا كمؤمنين يجب أن نرفع عيوننا إلى الله من حيث يأتي عوننا. ونثبت قلوبنا على الأمور السماوية ونصلي أن يمنحنا الرب القوة للإنتصار في هذه التجربة. إن كثيرين يتركون الله جانباً في محاولاتهم التغلب على العادات السيئة، وهذا خطأ جسيم. فالصلاة ضرورية في مثل هذه الظروف، حيث نستطيع أن نأخذ مشكلاتنا مباشرة إلى عرش الله الذي يستطيع وحده أن يحلها.

إن الإتكال على قوة الروح القدس لا يعني بالضرورة أنه لا يمكننا إستخدام المساعدات الطبية للإقلاع عن التدخين. فقد وجد الكثيرين عوناً عند إستخدام الأنواع المختلفة من اللاصق، أو اللبان، أو الأدوية...الخ. بعد أن تصلي وتستشير طبيبك، إذا شعرت بسلام من الله تجاه إستخدام وسائل المساعدة للإقلاع عن التدخين، فلا يوجد سبب كتابي يمنع ذلك.

لقد أعلن الله أن نعمته كافية (كورنثوس الثانية 12: 9). فهو قوي حيث نكون نحن ضعفاء. إن رغبتنا في التدخين سوف تضمحل إذ ننمو ونزداد قوة في الرب. سوف تعمل قوة الله في داخلنا لتخفف ضغط الرغبة في التدخين، وهذا لمجد الله. وسوف يمنحنا الله القوة لكي نضع المسيح أولاً وأنفسنا آخراً. وهكذا نجد أن ما نربحه يعوضنا كثيراً عما نتخلى عنه.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 17629 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف يجب أن يرى المسيحي حماية البيئة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: هناك فرق بين النظرة الكتابية للبيئة وبين الحركة السياسية المعروفة بإسم "حماية البيئة". لهذا، فإن فهم هذا الإختلاف هو ما يشكل نظرة المسيحي نحو حماية البيئة. إن الكتاب المقدس واضح في أن الله قد أعطى الإنسان الأرض وكل ما عليها لكي يسود عليها ويخضعها. "وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلاوا الارْضَ وَاخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الارْضِ»" (تكوين 1: 28). ولكون الإنسان مخلوق على صورة الله، فإن الله أعطى الرجل والمرأة مكانة مميزة بين كل الخلائق وأمرهم أن يكونوا وكلاؤه على كل الأرض (تكوين 1: 26-28؛ مزمور 8: 6-8). والوكالة تعني العناية والإهتمام وليس الإستغلال. فعلينا إدارة الموارد التي أعطانا الله بفطنة وبعناية فائقة لكي نحافظ عليها ونحميها. ونرى هذا في العهد القديم حيث أمر الله أن يتم زرع وحصد الحقول والكروم مدة ست سنوات، ثم تترك بلا زراعة في السنة السابعة حتى تستعيد التربة خصوبتها، وقصد الله هذا لكي ترتاح الأرض ولكي يضمن الإستمرار في توفير إحتياج شعبه في المستقبل (خروج 23: 10-11؛ لاويين 25: 1-7).

وبالإضافة إلى دورنا في الإهتمام بالأرض، علينا أن نفهم وظيفة وجمال البيئة. لقد وضع الله في نعمته وقدرته العجيبة، كل ما يلزم لتوفير المأكل والملبس والمسكن لبلايين الناس الذين عاشوا على الأرض منذ جنة عدن على هذا الكوكب. وكل الموارد التي وفرها متلبية لإحتياجاتنا هي موارد متجددة، وهو يستمر في توفير الشمس والمطر اللازمين لإستدامة وتجديد هذه الموارد. وكأن هذا ليس كافياً، فإنه أيضاً قام بتزيين الكوكب بألوان بديعة ومناظر خلابة لإرضاء الحس الجمالي لدينا وإبهاج نفوسنا بروعتها. فتوجد أنواع لا تحصى من الزهزر، والطيور، والمظاهر الجميلة الأخرى المعبرة عن نعمته علينا.

وفي نفس الوقت، فإن الأرض التي نعيش عليها ليست كوكباً أبدياً، ولم يكن القصد أن تكون كذلك أبداً. إن حركة حماية البيئة تركز على محاولات المحافظة على كوكب الأرض للأبد، ونحن نعلم أن هذه ليست هي خطة الله. فيقول لنا في رسالة بطرس الثانية 3: 10 أنه في نهاية الزمان سوف تدمر الأرض وكل ما عليها: "وَلَكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا." إن كوكب الأرض، المادي الطبيعي بصورته الحالية، وكذلك الكون كله سوف يحترق ويخلق الله "سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضاً جَدِيدَةً" (بطرس الثانية 3: 13؛ رؤيا 21: 1).

لهذا نرى أنه علينا بدلاً من محاولة الحفاظ على الأرض لآلاف أو ملايين السنين في المستقبل، علينا أن نكون وكلاء أمناء عليها طالما بقيت، أي طالما تخدم خطة وهدف الله السامي.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 06:12 PM   رقم المشاركة : ( 17630 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما معنى إرتداء ملابس الحشمة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يشجع الرسول بولس النساء على إرتداء ملابس "الحشمة" مع "ورع وتعقل"، وذلك في سياق وصفه اللباس المناسب للنساء في الكنيسة، ثم يوضح التناقض بين اللباس غير المحتشم والأفعال الحسنة المناسبة لمن يقولون أنهم يعبدون الله بالحق (تيموثاوس الأولى 2: 9-10). إن الحشمة في لباسنا ليست مقتصرة على وجودنا في الكنيسة فقط؛ بل يجب أن تكون هي الأساس لكل المؤمنين في كل الأوقات. ويشكل فحص توجهات ونوايا القلب مفتاحاً لفهم الحشمة في الملابس. فأولئك الذين تهتم قلوبهم بالله سوف يبذلون ما بوسعهم لتكون ملابسهم محتشمة وملائمة ومقبولة. ومن يركزون على ذواتهم سوف يرتدون ملابس تلفت الأنظار إليهم دون الإهتمام بتبعات ذلك عليهم أو على الآخرين.

إن المرأة التقية تجتهد أن تعمل كل شيء من منظور التقوى والقداسة. فهي تعلم أن الله يريد أن يهتم شعبه بتمجيده وبالحالة الروحية لإخوتهم وأخواتهم في المسيح. فإذا كانت إمرأة تقول أنها مسيحية ولكن ملابسها تلفت الأنظار إلى جسدها بطريقة غير لائقة، فإنها تكون شهادة سيئة عمن إشترى نفسها بموته من أجلها على الصليب. وهي بذلك تنسى أن المسيح قد إفتدى جسدها الذي أصبح الآن هيكلاً للروح القدس (كورنثوس الأولى 6: 19-20). وتقول للعالم أنها ترى قيمتها الذاتية في جسدها فقط، وأن جاذبيتها للآخرين تعتمد على مقدار ما تكشف لهم من جسدها. وفوق هذا فإن ملابسها غير المحتشمة، والتي تكشف عن جسدها حتى يشتهيها الرجال، تتسبب في وقوع إخوتها في المسيح في الخطية، وهو أمر يدينه الله (متى 5: 27-29). يذكر سفر الأمثال 7: 10 إمرأة "فِي زِيِّ زَانِيَةٍ وَخَبِيثَةُ الْقَلْبِ". وهو وصف لإمرأة تكشف ملابسها عن حالة قلبها.

تقول كلمة الله أن المرأة يجب أن ترتدي لباس الحشمة، ولكن ماذا يعني هذا بالضبط في المجتمعات الحديثة؟ هل يجب أن تتغطى المرأة من أعلى الرأس إلى إخمص القدمين؟ توجد بدع وديانات في العالم تفرض هذا على النساء. ولكن هل هذا هو المفهوم الكتابي للحشمة؟ مرة أخرى علينا أن نرجع إلى حالة القلب. فإذا كان توجه قلب المرأة هو التقوى، فإنها ترتدي ملابس لا تكون كاشفة أو مثيرة، ملابس ليس لها إنعكاس سلبي على شهادتها كإبنة الله. وحتى إن كان الجميع يرتدون ملابس غير محتشمة فإنها تقاوم إغراء مسايرة الجمهور. فهي تعرف أن هذا النوع من الملابس مصمم لجذب الإنتباه إلى جسدها وإثارة شهوة الرجال، ولكنها من الحكمة بحيث تعلم أن هذا النوع من الإنتباه إنما يقلل من قيمتها. وتكون فكرة كون ملابسها السبب في إرتكاب الرجال خطية أمام الله مكروهة لديها لأن هدفها هو أن تحب الله وتكرمه وتريد أن يفعل الآخرين هذا أيضاً. إن حشمة الملابس تعكس إتضاع وتقوى القلب وهذه يجب أن تكون رغبة قلب كل إمرأة تعيش لكي ترضي الله وتكرمه.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024