منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 176281 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أَخْآبُ ويَهُوشَافَاطُ
توصيل كلمة الرب (عظ،ظ£-ظ¢ظ¨)

وسواء أراد أَخْآب ذلك أم لا، فإنه لم يكن قادرًا، مرة أخرى، على منع كلمة الرب من الدخول إلى حياته، وفضح شره. قد يبدو غريبًا أنه لم يذكر إِيلِيَّا، عندما سأله يَهُوشَافَاطُ: «أَمَا يُوجَدُ هُنَا بَعْدُ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟» (عظ§). وواضح أن أَخْآب لم يكن يعرف مكانه بالضبط في أي وقت من الأوقات. وفي الواقع، كان إِيلِيَّا يظهر في المشهد، ثم يختفي، بدون سابق إنذار. ولكن من الناحية الأخرى، كان أَخْآب يعرف أين يمكن العثور على مِيخَا بْنُ يَمْلَةَ. إن أمره اللاحق بإعادته – من حيث جاء - إلى ”آمُونَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ، وَإِلَى يُوآشَ ابْنِ الْمَلِكِ“ (عظ¢ظ¦)، يُشير إلى أنه وضعه بالفعل تحت شكل من أشكال الإقامة الجبرية، نتيجة لأمور تكلَّم بها مِيخَا سابقًا، وأزعجته.

كان المشهد يسيطر عليه ملك متمرد وملك متساهل وأنبياء كذبة يُعطون آمالاً كاذبة. وبالرغم من إلحاح الرسول المُرسل لإحضار مِيخَا، أن يقف في الصف مع هؤلاء الأنبياء، ويتكلَّم بنفس النغمة «هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ، فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ مِثْلَ كَلاَمِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ» (عظ،ظ£)، كان تصميم مِيخَا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ» » (عظ،ظ¤). لو كان أَخْآبُ وأنبياؤه الكذبة، لهم إدراك بالإله الحي الحقيقي، لما تكلَّموا وتصرفوا على هذا المنوال! وإن ما تكلَّم به مِيخَا يُقدِّم تحديًا لجميع خدام الرب لإيصال كلمة الرب بأمانة، مهما كانت التكلفة؛ فليس من حقهم التلاعب بها، لتسهيل الأمر عليهم، لإيصال رسالة أكثر استساغةً وقبولاً لآذان سامعيهم.

وللوهلة الأولى، قد يبدو رد مِيخَا على أَخْآب مفاجئًا، لأنه يتطابق مع نصيحة الأنبياء الكذبة، لأنه «لَمَّا أَتَى إِلَى الْمَلِكِ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا مِيخَا، أَنَصْعَدُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ، أَمْ نَمْتَنِعُ؟ فَقَالَ لَهُ: اصْعَدْ وَأَفْلِحْ فَيَدْفَعَهَا الرَّبُّ لِيَدِ الْمَلِكِ» (عظ،ظ¥). ولكن يجب أن نلاحظ أننا لسنا في وضع يسمح لنا بسماع نبرة صوت مِيخَا. ولكن رد أَخْآب يكشف عن الأسلوب التهكمي الساخر الذي انتهجه ميخَا: «فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: كَمْ مَرَّةٍ اسْتَحْلَفْتُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ الْحَقَّ بِاسْمِ الرَّبِّ» (عظ،ظ¦). من الواضح أن أَخْآب كان يعلم أنه كان يعصي كلمة الرب، وأن نبيًا حقيقيًا للرب لم يكن ليُقدِّم نفس النصيحة التي قدَّمها أنبياؤه.

وقد انتقد بعض الشراح أسلوب مِيخَا، واتهموه بالسخرية والخداع، وحتى الكذب. ولكن وجهات النظر هذه لا تُنصف هذا الخادم الأمين، الذي صرح للتو: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ» (عظ،ظ¤). وهكذا فمن غير المعقول الإشارة إلى أنه كان سيلجأ على الفور إلى أساليب خفية ملتوية، لتحقيق غاياته. ويجب أن نتذكر أنه كان يتعامل مع رجل سجل عنه الوحي الإلهي: «وَعَمِلَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ ... وَزَادَ أَخْآبُ فِي الْعَمَلِ لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ» (ظ،ملظ،ظ¦: ظ£ظ*، ظ£ظ£). لقد تقسى قلب أَخْآب تدريجيًا على كلمة الرب؛ ولذلك استخدم مِيخَا هذا الاختبار النهائي ليؤثر عليه.
 
قديم اليوم, 12:47 PM   رقم المشاركة : ( 176282 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أَخْآبُ ويَهُوشَافَاطُ
لم يكن بحاجة إلى اللجوء إلى السخرية أو الكذب، ولكن من خلال تقديم نفس النصيحة التي قدمها الأنبياء الكذبة، وبلا شك، بنبرة صوت مناسبة، قاده إلى إدراك خطئه، والاعتراف به، ومع ذلك كان مستعدًا للسير في طريق العصيان والعناد، ولو على حساب اتباع الحق. وهكذا مهد أَخْآبُ الطريق لكل ما كان سيتبع، ومضى مِيخَا ليُعلن الحق له من خلال ربط رؤيتين أعطاهما الرب له.

أولاً: قال مِيخَا: «رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى الْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. فَقَالَ الرَّبُّ: لَيْسَ لِهؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ» (عظ،ظ§). أو «عِنْدَئِذٍ قَالَ مِيخَا: رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُبَدَّدِينَ عَلَى الْجِبَالِ كَخِرَافٍ بِلاَ رَاعٍ. فَقَالَ الرَّبُّ: لَيْسَ لِهَؤُلاَءِ قَائِدٌ، فَلْيَرْجِعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ» (عظ،ظ§ – ترجمة الحياة). كان المعنى واضحا تمامًا، أي أن أَخْآب سيفقد حياته في المعركة القادمة من أجل رَامُوتَ جِلْعَادَ. وفي الواقع، تظهر كلمات أَخْآب لِيَهُوشَافَاطَ أنه لم يكن في شك في الدينونة التي صدرت عليه، فقال: «أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْرًا بَلْ شَرًّا؟» (عظ،ظ¨).

ثانيًا: وصف مِيخَا مشهدًا في السماء يؤكد رسالة الدينونة التي سلمها للتو إلى أَخْآب. وهكذا كان مؤهلاً لتمهيد وصفه الرؤيا التي رآها بكلمات حاسمة: «فَاسْمَعْ إِذًا كَلاَمَ الرَّبِّ» (عظ،ظ©). لم يكن على وشك أن يروي حلمًا خياليًا، ولكن مشهدًا من مشاهد السماء ذاتها، فقال: «قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ» (عظ،ظ©). وسمع الرب يسأل سؤالاً: «مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟» (عظ¢ظ*). وكانت هناك ردود مختلفة «فَقَالَ هذَا هكَذَا، وَقَالَ ذَاكَ هكَذَا» (عظ¢ظ*)، «ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ» (عظ¢ظ،). أو «ثُمَّ تَقَدَّمَ رُوحُ الضَّلالِ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ» (عظ¢ظ، – ترجمة الحياة). وصوَّر هذا الروح للرب كيف سيحقق هذا: «فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ» (عظ¢ظ¢). فأعطاه الرب إذنا ليفعل ما وصفه، وقال الرب: «إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ، فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا» (عظ¢ظ¢). ومرة أخرى كانت الرسالة واضحة؛ أي أن أخْآبَ سيُهزم في المعركة التي تلت ذلك، لأن الرب قد أمر بأن يكون الأمر كذلك: «وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرّ» (عظ¢ظ£). وبالطبع لا يصح اتهام الرب بأنه خالق الشر أو أنه يتغاضى عنه! ولكن الله - في مطلق سلطانه وسيادته - يُمكنه استخدام الشر لتحقيق إرادته. كان أَخْآبُ مخادعًا وكذابًا طوال فترة حكمه، لذلك كان من المناسب أن يسمح الرب لروح ضلال أن يخبره بما يريد أن يسمعه،

من الواضح أن مِيخَا عانى من توبيخ كثير على أمانته في إعلان الحق. وبمجرد ما فرغ من إعلان رؤياه، حتى «تَقَدَّمَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى الْفَكِّ وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ عَبَرَ رُوحُ الرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَكَ؟» (عظ¢ظ¤). كان صِدْقِيَّا مشتعلاً بالغضب لأن نبوة مِيخَا تتعارض بشكل مباشر مع نبوته، وبالتالي قوضت ادعاءه بأن روح الرب كان يتكلَّم من خلاله. ورد أَخْآبَ بعداء مماثل، وأمر بإرجاع مِيخَا إلى المكان الذي أُحضِرَ منه؛ «إِلَى آمُونَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ، وَإِلَى يُوآشَ ابْنِ الْمَلِكِ» (عظ¢ظ¦)، اللذين يبدو أنهما كانا وصيين مشتركين على السجن. وواضح أن مِيخَا كان بالفعل تحت الإقامة الجبرية قبل مثوله أمام أَخْآب، ولكنه – بالتأكيد - كان ينتظره عقاباً كثر صرامة عند عودته. كانت تعليمات أَخْآب واضحة: «ضَعُوا هذَا فِي السِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ الضِّيقِ وَمَاءَ الضِّيقِ حَتَّى آتِيَ بِسَلاَمٍ» (عظ¢ظ§)، وهكذا كان من المقرر أن يتلقى مِيخَا حصصًا غذائية هزيلة في السجن.

كانت الكلمات المتبجحة، والأفعال العدوانية لأَخْآب وصِدْقِيَّا، هي نموذج لردود أفعال الرجال الذين يدركون أنهم يقفون على أرض هشة، عندما يُواجهون بحقيقة كلمة الرب. من ناحية أخرى، تحمَّل مِيخَا اللوم والتوبيخ والمعاملة السيئة، دون تذمر أو شكوى، مستريحًا في معرفة أن الرب قد تحدث إليه. كان مِيخَا مسؤولاً عن طاعة الرب، وكان الرب مسؤولاً عن نتائج وعواقب هذه الطاعة. وكان يعلَّم أن برهان صحة النبوات التي نطق بها الأنبياء يعتمد على النتائج، وليس على العنف والتهديدات القصيرة المدي. لقد تنبأ بأن صِدْقِيَّا سوف يهرب كجبان بعد الهزيمة في المعركة القادمة: «فَقَالَ مِيخَا: إِنَّكَ سَتَرَى فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ» (عظ¢ظ¥). أما بخصوص تفاخر أَخْآب بأنه سيعود من المعركة بسلام، قائلاً: «ضَعُوا هذَا فِي السِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ الضِّيقِ وَمَاءَ الضِّيقِ حَتَّى آتِيَ بِسَلاَمٍ» (عظ¢ظ§)، فقد ردَّ مِيخَا بالعبارة الواثقة: «إِنْ رَجَعْتَ بِسَلاَمٍ فَلَمْ يَتَكَلَّمِ الرَّبُّ بِي. وَقَالَ: اسْمَعُوا أَيُّهَا الشَّعْبُ أَجْمَعُونَ» (عظ¢ظ¨).
 
قديم اليوم, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 176283 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تواضع مسئول كبير

أريد أن انقل للقارئ العزيز خبرين، واحد من الأرض، والثاني من خارجها.

أما الخبر الذي من الأرض، فهو من نيودلهي. وهو عبارة عن صورة لرئيس وزراء الهند ”انيدرو كومار جوجرال“ وكبار المسئولين وهم يكنسون شارعًا احتفالاً بذكرى وفاة ”غاندي“ لتشجيع الناس على الخدمة العامة.

أما الخبر الآخر، فهو من فوق، سماوي. فالمسيح الذي «كل شيء به كان»، بل «والكل به وله قد خُلق. الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل» (كو1: 15-17)، «ظهر في الجسد» «مولودًا من امرأة» (غل4: 4)، فقيرة (لو2: 24؛ لا12: 8) وفى قرية صغيرة (مي5: 2). ولم يولد في غرفة في فندق فاخر، ولا غرفة عادية، إذ لم يكن له موضع في هذه أو تلك. لذلك قمطته وأضجعته في ”المزود“، علامة رفضه من العالم (لو2: 7). ورغم مشغولية السماء بهذا المولود العظيم كانت الأرض في نوم عميق إلا بقية تقية كانت تنتظره بشوق وشغف (لو2: 26،38).

فما أعظم درجات اتضاع المسيح «الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خُلسة أن يكون معادلاً لله» (فعندما أعلن أنه والآب واحد لم يكن ذلك اختلاسًا لأنه ابن محبته المعادل له منذ الأزل وإلى الأبد).

1- لكنه أخلى نفسه

لكي يقترب الإنسان من الله ويتعامل معه، كان لا بد للمسيح أن يخلي نفسه وذلك باختياره المطلق، إذ قال «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت» (مز40: 8).

لقد كان مستحيلاً أن يصل الإنسان إلى الله، ولكن لم يكن مستحيلاً أن يتنازل هو ويصل إلينا. والساكن في نور لا يدنى منه، دنا منا، «والكلمة صار جسدًا وحل بيننا».

2- آخذًا صورة عبد

يسوع المسيح الذي له سلطانُ في السماء وعلى الأرض، الكائن على الكل إلهًا مباركًا، أخذ صورة عبد. فالملائكة عبيد (مز103: 20) إلا أن المسيح وُضع قليلاًً عن الملائكة من أجل ألم الموت، وكان هو العبد الحقيقي، العبد الكامل الذي سُر الله به (خر21: 1-6 ؛ إش42: 1). تأمله، وهو السيد، كيف قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحهما بالمنشفة.

3- صائرًا في شبه الناس

لم يكن في مظهره مختلفًا عن الناس، فالمسيح لكي يفدي الإنسان صار إنسانًا لكنه بلا خطية، «فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما... من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء... حتى يكفر خطايا الشعب» (عب2: 14-17)

4- وإذ وُجد في الهيئة كانسان

في طفولته كان ينمو (لو2: 52)، مع أنه هو الله الذي يُنمي (1كو3: 7). وكان يتعب (يو4: 6)، وهو مريح التعابى (مت11: 28). وكان يعطش، وهو مروى العطاش (يو7: 37). بل وكان مجرَّبًا (مر1: 13)، وهو الذي يعين المجربين (عب2: 18). وكإنسان مات المسيح (1كو15: 3)، مع أنه مصدر الحياة ومانحها (يو1: 4 ؛ 5: 21 ،24).

5- وضع نفسه

عندما جاء إلى العالم كان يقول: «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت» (مز40: 8). وأثناء سيره في العالم كان يقول «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» (يو4: 34). ولما أوشك أن يترك العالم قال: «لتكن إرادتك» (لو22: 42).

فالذي أخلى نفسه هو الذي وضع نفسه، بل وصنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا. هو الذي قال: «أنا أضع نفسي عن الخراف... لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضًا. هذه الوصية قبلتها من أبي» (يو10: 15،17،18).

6- وأطاع حتى الموت

لم تكن طاعة المسيح كطاعة العبد، بل طاعة ابن «تعلم الطاعة مما تألم به» (عب5: 8). وأطاع هنا، تعني عادة الاستماع المقرونة بنية الطاعة، كما قال المسيح «لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» (يو8: 28). وقد كلَّفت الطاعة العبد العبراني الذي يحب سيده أن يقدّمه سيده إلى الباب ويثقب أذنه بالمثقب (خر21: 6)، أما الابن فقد أطاع حتى الموت.

7- موت الصليب

وهنا نأتي إلى قمة درجات التواضع والطاعة وإنكار الذات، فإننا ننظر إلى موت المسيح هنا من حيث كونه محرقة لا باعتباره ذبيحة خطية، صحيح أن عمله وطاعته هو نفسه الذي به تُرفع الخطية، لكن وجهة النظر التي أمامنا هي إنكار الذات أكثر منها رفع الخطية، فالرب يسوع الذي ضحى بكل شيء ونزل إلى هذه الأرض وعاش فقيرًا وعمل نجارًا، نزل أيضًا «إلى أقسام الأرض السفلى» (أف4: 9).

إن موت الصليب هو موت اللعنة، وموت العار، لكن موت المسيح، أزال اللعنة، وأزاح العار، وصار صليب المسيح رمز المحبة وموضوع الافتخار.

مكافئة الاتضاع:

«لذلك رفّعه الله أيضًا وأعطاه اسمًا فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو ربٌّ لمجد الآب» (في2: 9-11).

نعم إن الطريق إلى فوق يبدأ بالنزول تحت.
تذكر أن تواضع رئيس وزراء الهند كلّفه أن يكنس شارعًا،
أما المسيح فقد حمل خطايانا وأقذارنا وحماقاتنا ودفع الثمن كاملاًً.

فيا له من اتضاع!
 
قديم اليوم, 12:54 PM   رقم المشاركة : ( 176284 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المسيح الذي «كل شيء به كان»
بل «والكل به وله قد خُلق. الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل» (كو1: 15-17)، «ظهر في الجسد» «مولودًا من امرأة» (غل4: 4)، فقيرة (لو2: 24؛ لا12: 8) وفى قرية صغيرة (مي5: 2). ولم يولد في غرفة في فندق فاخر، ولا غرفة عادية، إذ لم يكن له موضع في هذه أو تلك. لذلك قمطته وأضجعته في ”المزود“، علامة رفضه من العالم (لو2: 7). ورغم مشغولية السماء بهذا المولود العظيم كانت الأرض في نوم عميق إلا بقية تقية كانت تنتظره بشوق وشغف (لو2: 26،38).

فما أعظم درجات اتضاع المسيح «الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خُلسة أن يكون معادلاً لله» (فعندما أعلن أنه والآب واحد لم يكن ذلك اختلاسًا لأنه ابن محبته المعادل له منذ الأزل وإلى الأبد).
 
قديم اليوم, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 176285 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لكنه أخلى نفسه


لكي يقترب الإنسان من الله ويتعامل معه،
كان لا بد للمسيح أن يخلي نفسه وذلك باختياره المطلق،
إذ قال «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت» (مز40: 8).


لقد كان مستحيلاً أن يصل الإنسان إلى الله،
ولكن لم يكن مستحيلاً أن يتنازل هو ويصل إلينا.
والساكن في نور لا يدنى منه، دنا منا،
«والكلمة صار جسدًا وحل بيننا».
 
قديم اليوم, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 176286 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


آخذًا صورة عبد


يسوع المسيح الذي له سلطانُ في السماء وعلى الأرض،
الكائن على الكل إلهًا مباركًا، أخذ صورة عبد.
فالملائكة عبيد (مز103: 20) إلا أن المسيح وُضع قليلاًً
عن الملائكة من أجل ألم الموت، وكان هو العبد الحقيقي،
العبد الكامل الذي سُر الله به (خر21: 1-6 ؛ إش42: 1).
تأمله، وهو السيد، كيف قام عن العشاء وخلع ثيابه
وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسل
وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحهما بالمنشفة.
 
قديم اليوم, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 176287 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


صائرًا في شبه الناس


لم يكن في مظهره مختلفًا عن الناس،
فالمسيح لكي يفدي الإنسان صار إنسانًا لكنه بلا خطية،
«فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما...
من ثم كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء...
حتى يكفر خطايا الشعب» (عب2: 14-17)
 
قديم اليوم, 12:59 PM   رقم المشاركة : ( 176288 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وإذ وُجد في الهيئة كانسان


في طفولته كان ينمو (لو2: 52)،
مع أنه هو الله الذي يُنمي (1كو3: 7).
وكان يتعب (يو4: 6)،
وهو مريح التعابى (مت11: 28).
وكان يعطش، وهو مروى العطاش (يو7: 37).
بل وكان مجرَّبًا (مر1: 13)،
وهو الذي يعين المجربين (عب2: 18).
وكإنسان مات المسيح (1كو15: 3)،
مع أنه مصدر الحياة ومانحها (يو1: 4 ؛ 5: 21 ،24).

 
قديم اليوم, 01:00 PM   رقم المشاركة : ( 176289 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وضع نفسه


عندما جاء إلى العالم كان يقول:
«أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت» (مز40: 8)
وأثناء سيره في العالم كان يقول
«طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» (يو4: 34).
ولما أوشك أن يترك العالم قال: «لتكن إرادتك» (لو22: 42).


فالذي أخلى نفسه هو الذي وضع نفسه، بل وصنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا.
هو الذي قال: «أنا أضع نفسي عن الخراف... لهذا يحبني الآب
لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها منى بل أضعها
أنا من ذاتي، لي سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها أيضًا.
هذه الوصية قبلتها من أبي» (يو10: 15،17،18).

 
قديم اليوم, 01:01 PM   رقم المشاركة : ( 176290 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,043

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وأطاع حتى الموت


لم تكن طاعة المسيح كطاعة العبد، بل طاعة ابن
«تعلم الطاعة مما تألم به» (عب5: 8).
وأطاع هنا، تعني عادة الاستماع المقرونة بنية الطاعة،
كما قال المسيح «لأني في كل حين أفعل ما يرضيه» (يو8: 28).
وقد كلَّفت الطاعة العبد العبراني الذي يحب سيده أن يقدّمه سيده
إلى الباب ويثقب أذنه بالمثقب (خر21: 6)،
أما الابن فقد أطاع حتى الموت.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024