منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 11:14 AM   رقم المشاركة : ( 176251 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قوة في استخدام كلمة الله

إن سيف الروح هو كلمة الله، وعندما يمتلئ الخادم بالروح القدس يعرف كيف يستخدم كلمة الله. فإن كان المحارب لا يعرف كيف يستخدم أسلحته فأية فائدة ترجي منه؟

إن حاولنا أن نخدم باختباراتنا وآرائنا ونظرياتنا، لا يمكن أن تنجح خدمتنا. لكن متي أسلمنا القيادة للروح القدس، فإنه يجعلنا قادرين على أن نشهر سيف الروح.

عندما وقف بطرس يوم الخمسين وهو ممتلئ بالروح القدس، ليلقي عظته الرائعة، فإنه كرز للجموع بكلمة الله، والكلمة هي التي نخست قلوبهم.
واستفانوس، نقرأ أنهم «لم يقدروا أن يقاوموا الحكمة والروح القدس الذي كان يتكلم به» (أع 6: 10)؛ لأنه كان يكلّمهم بكلمة الله.

والرسول بولس يقول لإخوة كورنثوس: «وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة، أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة مناديًا لكم بشهادة الله، لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا... وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة» (1كو 2: 1-4).

وعن الروح القدس قال المسيح «وأما متي جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يو 16: 13)
 
قديم اليوم, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 176252 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قوة في تمجيد المسيح

إن الروح القدس لا يتكلم عن نفسه، بل إنه يمجِّد المسيح «ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم» (يو 16: 14).

ونحن لا نُعطى القوة في الخدمة لكن نستخدمها لمجد ذواتنا، أو إشباع رغبات في قلوبنا، أو لنبدو في صورة أفضل روحيًا؛ لكننا نُعطاها لغرض واحد هو: تمجيد المسيح. والخادم الممتلئ بالروح القدس، لا همّ له إلا الكلام عنه، ولا غرض عنده إلا مجد اسمه العظيم. وماذا نظن في شخص كلَّفه زوج متغيب عن بيته بتوصيل رسالة إلى زوجته، وحالما وصل لم يتكلم إلا عن نفسه، ولم يذكر شيئًا عن الزوج أو الرسالة؟! هكذا كل خادم يتحدث عن نفسه أو عن نظريات عقيمة دون أن يقدِّم المسيح للناس. إن الروح القدس موجود في العالم لكي يذكِّرنا بالمسيح، ويرشدنا إلى الحق المختص به.
 
قديم اليوم, 11:16 AM   رقم المشاركة : ( 176253 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قوة المحبة

إن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس، وهذه المحبة هي الدافع الحقيقي لأية خدمة ناجحة. المحبة للرب، والمحبة لمن تقدَّم لهم الخدمة. يقول الرسول بولس: «لأن محبة المسيح تحصرنا» (2كو 5: 14). هذا المجيد الذي امتلك قلوبنا بمحبته، يستحق أن نُقضّي حياتنا في خدمته.

كذلك نحن لا نستطيع أن نعمل مع الله بدون محبة للنفوس التي نخدمها. من الممكن أن يكون الإنسان محاميًا ناجحًا جدًا دون أن يحب عملائه، ومن الممكن أن يكون طبيبًا ناجحًا جدًا دون أن يحب مرضاه، لكن لا يمكن أن يكون المؤمن خادمًا ناجحًا للمسيح دون أن يحب النفوس التي يخدمها. من الميسور جدًا أن تصل إلى قلب الإنسان إن كنت تحبه، فالمحبة تكسر كل الحواجز والقيود.

في أصحاح المحبة الشهير (1كو13) يقول الرسول: «لو كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة، فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن» (ع1).
 
قديم اليوم, 11:17 AM   رقم المشاركة : ( 176254 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قوة للصراع مع الشيطان

كل خدمة ناجحة للسيد لا بد وأن تلقى مقاومة عنيفة من الشيطان، لكن الخادم الممتلئ من الروح القدس يستطيع أن يقاومة وأن يهزمه.
أليس هذا ما فعلة الخادم الحقيقي – الرب يسوع المسيح – بعد أن حل عليه الروح القدس عند نهر الأردن؟ لقد ذهب ليواجه الشيطان في البرية فهزمه وأحرز النصر عليه. وفي سفر الأعمال نقرأ عن الرسول بولس أنه كان في حرب مواجهة مع الشيطان حين أراد الوالي سرجيوس بولس أن يسمع كلمة الله «فقاومهما عليم الساحر... طالبًا أن يفسد الوالي عن الإيمان، وأما شاول... فامتلأ من الروح القدس وشَخَصَ إليه» (أع 13: 8، 9). ثم نطق عليه بكلمات القضاء.
 
قديم اليوم, 11:18 AM   رقم المشاركة : ( 176255 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قوة الإرشاد

متى سلمنا القيادة للروح القدس فإنه يرشدنا إلى الخدمة المناسبة في المكان المناسب وفي التوقيت المناسب.

حاول بولس ورفاقه أن يتكملوا بالكلمة في أسيا، فمنعهم الروح القدس. ثم حاولوا أن يذهبوا إلى بثينية فلم يدعهم الروح، ثم ظهرت لبولس رؤيا في الليل: رجل مكدوني قائم يطلب إليه ويقول: «اعبر إلى مكدونية وأعنّا»، فتحقق أن الرب قد دعاه إلى مكدونية ليبشّر.

وفيلبس كان يعظ في السامرة، وكانت فرصة تبشيرية عظيمة، لكن ملاك الرب كلّمه ليترك هذه النهضة، وينزل إلى البرية ليقابل فردًا واحدًا، فترك الجماهير وأطاع وذهب، وتقابل مع الخصي الحبشي، وربحه للمسيح. وبعدما آمن ذهب إلى الحبشة حاملاً معه إنجيل المسيح.
 
قديم اليوم, 11:19 AM   رقم المشاركة : ( 176256 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




قوة للبذل والتضحية
إن قوة الروح القدس هي التي تسند الخادم، وتدعمه، وتجعله يحتمل الآلام من أجل المسيح، والتضحية في طريق الخدمة. لقد تقدّم المسيح إلى الصليب وهناك «بروح أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب» (عب 9: 14).

واستفانوس الممتلئ من الروح القدس، كانت تنهال عليه الحجارة من كل مكان، لكنه ارتفع فوق آلامه الجسدية، وما كان يرى الوجوه الحاقدة التي كانت تصرّ عليه بأسنانها، لكنه كان يرى محبة الله، وابن الإنسان قائمًا عن يمن الله.
 
قديم اليوم, 11:20 AM   رقم المشاركة : ( 176257 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ثلاثة أمور أساسية لنيل قوة الروح القدس في الخدمة:

أولاً: تفريغ الذات

إذا أردنا أن نمتلئ علينا أولاً أن نتفرغ من الذات، من الأنانية، من حب الشهرة، من كل غرض آخر في حياتنا غير مجد المسيح. علينا أن نحكم علي كل خطية تقف حائلاً دون تمتعنا بملء الروح القدس.

ثانيًا: الطاعة
أن نكون مستعدين لأن نذهب حيث يريدنا هو، وأن نكون كما يريدنا هو، وأن تكون إرادته هي إرادتنا، متمثلين بالخادم الكامل الذي كان شعار حياته «ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت» (مر 14: 36).

وبولس رسول المسيح، بدأ حياته معه بعبارته الخالدة، التي تصلح شعارًا لكل خادم حقيقي للمسيح: «يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» (أع 9: 6).

لنسلم أنفسنا عجينة لينة في يد الفخاري الأعظم، ليشكِّل منها، حسب مشيئته، أواني للكرامة مقدّسة ونافعة للسيد، مستعدة لكل عمل صالح.

يقول الرسول بطرس في أعمال 5: 32 «ونحن شهود له بهذه الأمور، والروح القدس أيضًا، الذي أعطاه الله للذين يطيعونه». فالروح القدس أعطاه الله للذين يطيعونه، وملء الروح القدس والقوة يُعطى أيضًا للطائعين.

ثالثًا: الصلاة
نحن لسنا مستودعًا للقوة، لكن ينبغي لنا أن نستمدها باستمرار عن طريق الصلاة. لا نستطيع أن نخدم اليوم بقوة نلناها بالأمس أو في العام الماضي؛ فنحن نحتاج إلى إمدادات جديدة، وقوة جديدة، وملء جديد، إن طلبناها على ركبنا وفي مخادعنا. علينا قبل أن نخدم أن نواظب على الصلاة بلجاجة وانتظار واتحاد؛ عندئذ يمكن لله أن يتحدث إلينا، ويجهز قلوبنا، ويجعلنا مستعدين لنوال القوة.

وحين نصلي دعونا نتذكر أن هذه القوة ليست شيئًا، لكنه شخص. فالروح القدس أقنوم إلهي، وهو ”روح القوة“، وهو معطي القوة.
 
قديم اليوم, 11:22 AM   رقم المشاركة : ( 176258 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الخروف الضائع والدرهم المفقود



أ- مقدمة
سعى يسوع خلال حياته العامة أن يهيىّء البشر إلى رحمة الله تجاه الخطأة في مواقفه وأقواله. هذا ما تعلمنا به الأناجيل ولا سيما الإنجيل الثالث الذي يظهر فيه لوقا "كاتباً يحدّثنا عن حنان المسيح ولطفه. إنه ذلك الذي يشدّد على شفقة المخلص على الفقراء والمساكين" (1: 5 ي؛ 6: 20 ي؛ 10: 31 ي). كما يبدي اعتباره للنساء اللواتي كن محتقرات في أيّامه، وغفرانه للضالين من أي نوع كانوا (7: 36 ي؛ 15: 1 ي؛ 19: 1 ي). إنه يريد أن يعلم قرّاءه في الكنائس البولسية الثقة برحمة الله. هو يعرف أن معظمهم ينتمون إلى الطبقات الإجتماعية المعدمة (1 كور 1: 25 ي). ويعرف أنهم ارتدوا مباشرة من العالم الوثني، وأن العناصر المتهودة تحاول أن تبلبل إيمانهم. من أجل هذا كتب إليهم فيما كتب مثل الخروف الضال والدرهم المفقود لينشد رحمة الله إلى جيل وجيل أمام الذين يتقونه.
ب- الظروف التاريخية
نحن نجهل كل شيء عن ظروف الزمان والمكان التي فيها قدّم يسوع هذين المثلين. فلا النص ولا السياق يعلماننا بأي شيء في هذا الموضوع. وكان إفتراض يقول إن يسوع ضرب هذين المثلين في نهاية رسالته العامة. في اليهودية أو بيريه، قرب إحدى المدن. لا شك في أن لوقا يضم هذه الأمثال في وسط إنجيله الذي يتخذ شكل صعود إلى أورشليم (9: 51؛ 13: 22؛ 17: 11). ولكننا نعلم أن هذه المسيرة نحو المدينة المقدسة، وهو المكان الذي فيه يتمّ الخلاص، والذي منه يمتد إلى العالم، هذه المسيرة هي في نظره مسيرة لاهوتية.
ولكن لوقا يقدّم لنا السياق المباشر لهذين المثلين بطريقة موجزة جدّاً: "وكان العشارون والخطأة يدنون من يسوع ليسمعوه. فقال الفريسيون ومعلمو الشريعة متذمّرين: هذا الرجل يرحّب بالخاطئين ويأكل معهم" (15: 1- 2).
في العالم اليهودي في بداية المسيحية، وبتأثير من الكتبة والمعلّمين من الشيعة الفريسية الذين أثقلوا الشريعة الموسوية بعدد كبير من الممنوعات التفصيلية، بل عظّموا هذه الممنوعات بحيث تفوّقت على الشريعة نفسها (مت 7: 6- 8؛ لو 11: 38 ي)، في ذلك المحيط أضاع الناس المعنى الحقيقي للبار والخاطىء. فالأبرار هم الذين يعرفون الشريعة كما يعرفها الفريسيون ويعملون بها. وأهم الشرائع هي: راحة السبت، الطهارة بحسب الشريعة، دفع العشور. فإن اخطأ الأبرار تكون خطاياهم "ديونا" (حبوت) وتُغفر بسرعة بسبب ممارساتهم العديدة. وهكذا لا ينقضي وقت إلاّ ويصبح الله مديناً لهم (لو 18: 9 ي). أمّا سائر الناس فكانوا خاطئين، أي مذنبين اقترفوا خطايا ملموسة وظاهرة وثابتة. هناك أولاً الوثنيون (غوييم) والمنشقون (السامرين) الذين جهلوا الشريعة الموسوية أو لم يقبلوها كلها فما استطاعوا ان يعيشوا حياة مقدّسة (مت 18: 17؛ يو 4: 9). ثم هناك اليهود الذين يسلكون سلوكاً لا أخلاقياً كالزناة والقاتلين والسارقين (لو 18: 11). وأخيراً هناك شعب الأرض، أغنياء أو فقراء، الذين لا يهتمون بالممارسات الفريسية، ولا سيّما هؤلاء الذين يمارسون مهناً منحطة مثل العشارين (يأخذون العشر، يجمعون الضرائب) والرعاة والدباغين.
والفئة التي تعتبر نفسها من الأبرار لا تقيم مع الذين تعلنهم خاطئين إلاّ علاقات دنيوية محضة. كانت تخاف أن تتنجّس بأي إتصال يتضمّن ما هو مقدس. كانت تمتنع عن الأكل معهم، لأنها تعتبر أن مباركة الأكل في بداية الطعام ونهايته تعطيه وجهاً قدسياً. وهذا الإبتعاد كان قوياً إلى حد ان الجماعات المسيحية الأولى المطعّمة بعناصر فريسية، ستجد صعوبة في التخلّي عن هذه العوائد (أع 15: 14، 28؛ 15: 1 ي، 21: 17 ي؛ فل 3: 1 ي؛ 2 كور 10- 11؛ غل 2: 4 ي). لهذا شدّد التعليم الإنجيلي على موقف المخلّص الشخصيّ تجاه الخطأة.
إن يسوع لا يقبل بالنظرة الفريسية في مجال العلاقات الإجتماعية والدينية. فهو يرحّب بالعشّارين الخاطئين الذين يريدون أن يسمعوا تعليمه (لو 15: 1)، بل يستقبلهم في بيت يلجأ إليه ويجلس معهم إلى المائدة (لو 15: 2؛ مر 2: 15). وهذا الموقف الذي هو تعليم عملي أثار تذمّرات فئة "الأبرار" الذين يراقبون يسوع ولا يستطيعون أن يوفقوا مثل هذه المعاشرات مع مناداته بأنه مرسل الله (رج لو 4: 18 ي؛ 7: 39).
فقدّم مثلاً الخروف الضال والدرهم المفقود الجواب على هذه الانتقادات (15: 3- 15). كشف فيهما المخلّص على ان اهتمامه "بالضالين" يلتقي بإهتمام الله نفسه وبالتالي لا يقبل إنتقاداً. هو لا يتأخّر هذه المرّة في التشديد على رياء خصومه الذين يكتفون بقداسة "سطحية" لا تستطيع أن تخلّصهم (لو 11: 39 ي؛ 18: 14؛ مت 5: 20؛ 6: 2 ي؛ 23: 13 ي). ولا يضيع وقته في تبرئة محيطه المؤقّت: فالعشّارون لم يكونوا بريئين من كل ظلم (3: 12 ي؛ 19: 8)، وعامّة الشعب كانوا يستحقّون لقب الخاطئين (7: 29، 37).
وتحدّثنا الأناجيل في مواضع أخرى عن أوضاع مشابهة تذكّرنا بالظرف المباشر لهذين المثلين، لا سيما بمناسبة دعوة لاوي، ومتّى، وارتداد زكا. في هذه الظروف، جلس يسوع الى المائدة مع العشّارين فانتقده الفريسيون لأنه يأكل مع العشّارين والخاطئين (5: 29- 30 وز؛ 19: 5-7؛ رج 7: 34 وز). هل نستنتج أن لوقا دوّن هذه المقدّمة (15: 1- 2) مستلهماً أحد هذه الظروف وبالأخص الوليمة في بيت لاوي (5: 29- 30)؟ هذا ما أشار إليه بعض الشرّاح واستنتج أن الأداة "أوتي " في 15: 2 تدل على الإستفهام كما نجده في مر 2: 16: "لماذا يرحّب هذا الرجل بالخاطئين ويأكل معهم"؟ ليس الأمر بمستحيل. ولكننا نتساءل حينئذ لماذا لم يستلهم لوقا تعبيره السابق (لو 5: 30 ب) لا تعبير مرقس (2: 16). ونلاحظ في مجال آخر أن علاقات يسوع كانت موضع إنتقاد خلال حياته العامة بشكل أو بآخر (رج لو 19: 7).
واختلفت الانتقادات كما اختلفت الأجوبة. نشير في وليمة لاوي انه دلّ على شرعيّة موقفه فأبرز حاجة القريب إليه: حضور الطبيب بقرب المرضى الروحيين، والذهاب إليهم لدعوتهم إلى التوبة. قال: "ليس الأصحاء بحاجة إلى طبيب بل المرضى. ما جئت لادعو الأبرار إلى التوبة، بل الخطأة" (5: 31- 32). والألفاظ التي يستعملها خلال وليمة زكا تدلّ دلالة أوضح على مضمون أمثال الرحمة هذه: "جاء ابن الإنسان ليطلب ويخلص ما هلك" (19: 10). ونحن نعرف أن صورة الخطأة الضالين الذين يشبّهون بخراف ضائعة، كانت قريبة من المخلّص ( مت 10: 6؛ 15: 24) كما كانت قريبة من الأنبياء (إر 50: 6، 17؛ حز 34: 4؛ أش 40: 11).
وبمختصر الكلام، إن الظرف الذي قيل فيه هذان المثلان لا يختلف عن ظروف أخرى مشابهة.
 
قديم اليوم, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 176259 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الخروف الضائع والدرهم المفقود


مثلاًن توأمان
وضع مثل الخروف الضائع بقرب مثل الدرهم المفقود في موازاة تامة من أجل هدف تعليمي، وربطا بأداة عطف: "أو". ويبدو تماثل الشكل الأدبي والمعنى واضحا حين نضع المثل تجاه الآخر.
أي رجل منكم أية امرأة
له مئة خروف لها عشرة دراهم
فأضاع واحد منها فأضاعت درهما واحداً
لا يترك... لا تشعل...
الى أن يجده إلى أن تجده
فإذا وجده فإذا وجدته
يدعو أصدقاءه تدعو صديقاتها
وجيرانه وجاراتها
ويقول لهم وتقول لهن
افرحوا معي افرحن معي
لأني وجدت لأني وجدت
خروفي الضائع الدرهم الذي أضعته
أقول لكم: هكذا يكون أقول لكن: هكذا يكون
الفرح الكثير فرح
في السماء عند ملائكة الله
لخاطىء يتوب لخاطىء يتوب
أسلوب تربوي لدى يسوع. يقول مثلين فيشدّد في الثاني على ما قاله في الأول. وإليك بعض الأمثال: الأثواب المرقعة والزقاق البالية (مر 2: 21- 22). المملكة والبيت المنقسمان (مر 3: 24-25). ملح الأرض ونور العالم (مت 5: 13 ي). زنابق الحقل وطيور السماء (مت 6: 26 ي). البيت المبني على الصخر والبيت المبني على الرمل (مت 7: 24 ي). حبة الخردل والخميرة (مت 13: 31 ي). الكنز والدرة (مت 13: 44 ي). بناء برج والذهاب إلى حرب (لو 14: 28 ي). وفي المثلين اللذين ندرس نجد تعارضاً طبيعياً بين رجل وامرأة، وهذه علامة من علامات لوقا.
حين يقدّم متّى مثل الخروف الضال (18: 12- 14) ويغفل المثل التوأم، مثل الدرهم المفقود، فقد لا يكون احتفظ بالسياق المباشر. وسنرى أنه سيستعيده في الخطبة الرابعة في إنجيله هي الخطبة الكنسية (18: 1- 35). ثم إنه يكتشف أمثولة غير أمثولة لوقا: واجب السهر على خلاص آخر مؤمن في الجماعة. هناك من قال إن يسوع استعمل على دفعتين المثل عينه ليدلّ على تبدّل طفيف في فكره. بل يبدو من المعقول أن إنجيل متّى كيَّف المثل الأولاني على حاجات المسيحيين الذين وجّه إليهم، مع أنه لم يقم بتصليحات قام بها لوقا في إنجيله.
 
قديم اليوم, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 176260 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,264,802

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





مثل الخروف الضائع (15: 3- 7)
صورة ولوحة (15: 3- 6)
يصوّر المثل مشهداً من حياة الرعاية كما يعرفها السامعون. فمشهد الرعاة الذين يقودون قطعانهم إلى المرعى أمر معروف في الشرق. وقد استعمل العهد القديم مراراً موضوع الحياة الرعائية ليدلّ على علاقات ألله بشعبه (مز 23: 1 ي؛ 80: 2؛ حز 34: 1 ي؛ إر 50: 6، 17؛ أش 40: 11). سار يسوع مع هذه العقلية البسيطة وجعلهم يدركون فكره.
يبدأ المثل باستفهام (رج 11: 5؛ 14: 28، 31) فيدخل السامع في اللعبة. قال: "من منكم له مئة خروف فأضاع واحداً منها لا يترك... ويركض وراء الضائع حتى يجده "؟ كان بإمكانه أن يقول أيضاً بطريقة مشابهة ولكن بشكل لا يجتذب الإنتباه: لنتخيّل شخصاً له مئة خروف... فالرقم العالي (رج 1صم 25: 2)، رقم مئة، يتيح له أن يميّز بين نوعين من الخراف، وهكذا يبرز تعلّق الراعي العميق بأي عنصر من قطيعه.
ان ضياع خروف ليس بالأمر الغريب في هذه الجبال (مت 18: 12) الوعرة. ثم لا نفهم بشكل مطلق التخلّي عن 99 خروفاً ما زالت مجتمعة والذهاب في طلب الخروف الضائع. نحن هنا أمام إيجاز أدبي هدفه أن يبرز تعلّق الراعي بكل من خرافه، وهو تعلّق يشدّد عليه الإستمرار في البحث والفرح حين يجده.
كدّس يسوع التفاصيل التي تدلّ على فرح الراعي كما سيكثر من مظاهر الحنان التي بها يعبّر الأب عن عاطفته في عودة الابن الضال (15: 20 ي). قال: "حين يجد الراعي خروفه يحمله على كتفيه فرحاً. وإذ يعود إلى بيته يدعو الأصدقاء والجيران ليقول لهم: افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضائع ". قد نظنّ أن هذا التفصيل أو ذاك يتعدّى واقع حياة الراعي، مع العلم أننا رأينا كلّنا راعياً يحمل على كتفه خروفاً صغيراً، مع العلم ان الناس يخبرون جيرانهم بأفراح الحياة وأحزانها. ولكن يبقى أن هذه التفاصيل تهيّىء الدرب لعبرة المثل (15: 7) فتصوّر لنا بملامح بشرية سلوك الله نفسه. وإننا نجد الصور في الدياميس أو على القبور، وهي تمثّل المخلّص بشكل راعٍ صالح يحمل خروفاً رمزياً على كتفيه.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024