منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 04 - 2017, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 17611 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تردّد توما وثباتنا

يوحنا 20، 19-31

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في الأحد الثاني للفصح يظهر الربّ يسوع مرّة ثانية للتلاميذ في العلّية، ولكن هذه المرّة مع توما أيضاً. لم يكن إيمان توما أضعف من إيمان التلاميذ. فالتلاميذ العشرة آنذاك آمنوا حين ظهر لهم يسوع مساء أحد الفصح. ولكن لأن توما اشتهى ما رأوه وأراد أن يلمس ما لمسوه جاء يسوع في الأحد الثاني والأبواب مغلقة وظهر لهم ولتوما معهم، وقال له "عاينْ" و"ألمسْ" ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً.
هناك ثلاث درجات للإيمان. الدرجة الأولى هي الإيمان بالأمور الملموسة. وهذه الأمور قد تكون حقائق طبيعيّة، بكلّ ما هو تحت إدراكنا من حقائق الكون كالشمس مثلاً والماء والقمر وعلوم الطبّ وخصائص الجسد ووظائفه. فنحن نملك معارف واسعة وعديدة ونؤمن بثباتها ونتائجها. وقد تكون هذه حقائق معنويّة فنحن نؤمن مثلاً بأهمّية الحنان في التربية وبأهمّية السّلام في المجتمعات العالمية وبضرورة العدالة الاجتماعيّة وسواها... وهذه الأمور هي ضمن إدراكنا وإن لم تكن تحت لمس حواسّنا. وكلّ هذه نؤمن بها.
لكنّ كلّ ما سبق ليس "الإيمان" وإنّما هو الدرجة الأولى منه وما نسمّيه "المعرفة". وما تختلف به المعرفة عن الإيمان، أنّ الأولى تتعامل مع الثوابت والبديهيّات أمّا الثاني فيجب أن يحمل شيئاً من المجازفة التي تعتمد على قاعدتَين. الأولى هي "عين الإيمان"، وهذه العين تمتلك رؤيا معينة بفضل خبرات روحيّة ومعرفة سابقة. والقاعدة الثانية هي الحريّة الشخصيّة والرغبة والميل لنذهب من معرفة الحقائق الطبيعيّة والمعنويّة إلى معرفة أسبابها وغاياتها. أن ننطلق من الخليقة إلى الخالق وأن نقرأ في الخليقة محبّة الخالق.
عند هذه الدرجة من الإيمان كانت العتبة التي وقف عليها توما. لأنه، كما يقول القدّيس غريغوريوس النيصصي، لما عاين توما المسيح ولمس الجنب وموضع المسامير لم يصرخ "يا معلّم" ولم يؤمن بجسد قائم وإنّما صرخ "ربّي وإلهي". فلما أدرك توما باليد والعين انطلق إلى الإيمان بالربّ والإله. اعتمد توما على العقل والحواس ومنهما صعد إلى درجة الإيمان بألوهيّة السيّد وربوبيّته. لم يلمس توما جنباً فآمن بجسد حيّ وحسب، بل لمس مواضع الجراح وصرخ "إلهي". وهذه هي الدرجة العامّة من الإيمان لأغلب المسيحيّين. حيث نريد عموماً أن نفهم ونقتنع ثم "نؤمن" بالمعنى الثاني للكلمة.
أمّا الدرجة الثالثة فهي تلك التي غبّطها يسوع قائلاً "طوبى لمن آمن ولم يرَ". قد نؤمن نحن بعجائب السيّد بعد بعض الشروحات ونقبل قيامته بعد كلّ الروايات عن الظهورات ومن خبرة الكنيسة لألفَي سنة. ولكن هناك درجة من الإيمان اختبرت الدرجة الثانية منه لفترة، وهذه الخبرة الشخصيّة مع الإيمان لسنوات تعطي حاملها الثقة - الإيمان الكامل، بحيث تصبح "عين العقل" لا تطلب فحصاً ولا لمساً، بل مزيداً. حين نتدرّج في الإيمان نحتاج للشرح وتبقى ثقتنا بما أو بمَنْ نؤمن به تحتاج لدعم العقل والتفاسير والشروحات والبراهين. ولكن الخبرة الشخصيّة ترفع الإيمان إلى نضوج "المطلق". ألم يطلب بطرس من يسوع في إحدى العجائب إثباتات؟ لقد قال له إن كنت أنت هو فمرني أن آتي على المياه. وألم يطلب اليهود "آية" ليؤمنوا؟ كلّ هذه الحوادث هي مظاهر لإيمان من الدرجة الوسطى- الثانية، الإيمان الذي ما زال يستند على إشباع المعرفة ولمس الحواس وإدراك العقل. الإيمان بدرجته الثالثة "دون أن يرى" هو إيمان سبق ورأى كفايةً وأشبعَ عطش المعرفة وأنهى تردّد الثقة. إنّه كإيمان بطرس بعد القيامة حين سأله يسوع "أتحبّني يا بطرس"، فأجاب "أنت تعلم"!
لم يصلْ إيمان الرسل العشرة ولا إيمان توما إلى هذه الدرجة الثالثة الكاملة المطوّبة إلا بعد ظهورات السيّد، ولو لم يشك توما لبقيَ أيضاً شكُّنا. لقد كان غياب توما في مساء أحد الفصح حين ظهر الربّ للتلاميذ تدبيراً إلهيّاً لكيما بشكّ توما وظهور يسوع له واللمس والصرخة ربّي وإلهي يزيل السيّد شكوكنا.
إنّ أغلبيّتنا، بعد قراءة وسماع ظهور السيّد وقيامته من بين الأموات، تردد مطلب توما ذاته، نريد أن نرى ونلمس. وهكذا حين لمس توما ورأى لمس عنّا وصرخ عنا ربّي وإلهي.
إنّ الدرجة الأولى من الإيمان هي "المعرفة" والدرجة الثانية هي "الحكمة" حيث تمتلك هذه "عينَ الإيمان" فترى بها أكثر من عين الحواس. والدرجة الثالثة هي "الإيمان الكامل" التي يتحوّل بها الإنسان إلى رجل صلاة وإلى بارّ "يحيا بالإيمان". ويتّحد حينها القلب والعقل في المعرفة، وتصير خبرة النجاحات الطويلة للإيمان في الدرجة الثانية أساساً لثقة مطلقة ترفع الإيمان إلى درجته الكاملة، حيث لا يعود يطلب براهين بل نعمة، ولا يشترط تعليلاً وإنّما يستمدّ مزيداً.
وبما أنّنا بأغلبيتنا نتأرجح على عتبة الإيمان الأوسط في درجته الثانية، جاء هذا الأحد ليجيب على تردّدنا ويخفّف من تأرجحنا ويثبت إيماننا، وكما تقول الترانيم: "فما أظرف عدم تصديق توما، إذ أقبل بقلوب المؤمنين إلى المعرفة، وهتف بخوف ربّي وإلهي" (الإيمان الكامل). "فيا له من عجب أنّ عدم الإيمان صار توطيداً للإيمان، لقد ظهر السيّد ليمحو ارتياب توما ونحن نصرخ معه ربّي وإلهي المجد لك".
 
قديم 25 - 04 - 2017, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 17612 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رســــالـة الــــقيامــــة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسرني أن أهنئكم جميعاً بعيد القيامة المجيد ، لأننا إذ نفرح بقيامة السيد المسيح ، إنما نفرح أيضاً بالقيامة ذاتها ، قيامة جميع البشر . و ما تحمله هذه القيامة من معان روحية عميقة ، ترفع من قيمة الإنسانية ، و تظهر ما اعده الله لها من خير و متع في العالم الآخر . إنما نقول أولاً إن القيامة هي دليل الإيمان ... إنها تدل بلا شك علي إيمان الإنسان بالله ، و إيمانه بالروح و بالخلود و بالحياة الأخري . و إيمانه بالدينونة العامة التي بعد القيامة ، بالثواب و العقاب .و بالتالي إيمانه بالسماء و السمائيين ، و بملكوت الله ... لأن الملحدين لا يؤمنون بالقيامة و لا بالعالم الآخر ... و من هنا كانت حياة الإنسان في نظرهم لا تختلف عن حياة الحيوان ، من جهة فناء كليهما بالموت . حقاً ما أتفه فناء كليهما بالموت . حقاً ما أتفه حياة الإنسان في نظر الملحدين . إن كانت تقتصر علي بضع سنوات يقضيها علي هذا الكوكب ، ثم ينتهي إلي لا شئ ...! و ما أقسي الموت و أبشع في نظر الملحدين ، إذ أنه كممحاة يمحو كل ما في البشر من وجود و من ذكاء و علم ، و به يصبحون عدماً . و من هذا النوع كان جماعة الصدوقيين الذين قيل عنهم في الإنجيل إنهم كانوالا يؤمنون بالقيامة و لا بالروح و لا بالملائكة ، و كذلك كان الابيقوريون الذين يقولون " لنأكل و نشرب ، لأننا غداً نموت " ..!
و الشيطان بلا شك هو وراء إنكار القيامة ... إنه هو الذي أوحي بهذا الادعاء إلي الملحدين من فلاسفة وجهلاء حتي إذا ما أقنعهم بأنه لا حياة بعد الموت ، ينغمسون حينئذ في الحياة الدنيا ، و مشاغلها و ملاذها ، غير مفكرين في أبديتهم و لا في الوقوف أمام الله في يوم الدين ، و هكذا يهلكون .أما المؤمنون ، ففي إيمانهم بالله يؤمنون بالقيامة و اليوم الآخر .فالقيامة تدل علي قدرة الله غير المحدودة ... عند الموت تقف كل قدرة البشر . تقف كل مقدرة الذكاء و كل مقدرة العلم و يظهر الإنسان بكل عقله عاجزاً تمام العجز . و لكن الكتاب يعلمنا أن " غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله " ( مر10 : 27 ) . إن الله قادر علي كل شئ . بيده الحياة و الموت ، هو الذي يحيي و يميت . إنه يقدر أن يقيم الإنسان بعد موته ، ل،ه هو الذي خلق الإنسان من تراب الأرض ، فيستطيع أن يرجعه إلي الحياة بعد أن يندمج جسده بالموت في تراب الأرض ... إن الذي له القدرة علي الخلق من العدم ، له أيضاً القدرة علي أن يقيم من الموت . و القيامة هي ايضاً دليل علي محبة الله و جوده ... إنه الله الذي لم يشأ أن يكون في الوجود وحده ، إنما خلق كائنات فوجدت . و منها الإنسان . و لما مات الإنسان لم يسمح الله بأن يفني هذا المخلوق ،و إنما من جوده و محبته و هبه حياة بعد الموت ، ليستمر وجوده ن ليس فقط إلي حين . و إنما إلي البد . و هكذا وهب الله للإنسان المائت حياة أبدية ... إن القيامة شئ مفرح . به يلتقي الناس باحبائهم الذين انتقلوا ... ماذا عن الأحباء الذين ترتبط قلوبهم معاً خلال فترة حياتهم معاً علي الأرض . ثم يفترقون بالموت ؟ أتراه يكون فراقاً أبدياً إلي غير لقاء ؟! يقيناً إن محبة الله لا تسمح بهذا . إنما يلتقي هؤلاء في القيامة . تلتقي أرواحهم بعد الموت . و بالقيامة يلتقون روحاً و جسداً . إنه لقاء عام ، نلتقي ، نلتقي فيه ليس بأحبائنا فقط ، إنما بكل الأجيال عبر التاريخ . و ستكون حفلة تعاف كبري . تلك التي سيقيمها لنا الله بعد القيامة ... تلك الحفلة العجيبة التي نتعرف علي كل شخصيات التاريخ التي قرأنا عنها و لم نرها ، ولم نعرف شكلها ، و لا لهجتها و أسلوبها ز سواء من أحكام أو القادة او الأدباء أو المفكرين ... و لعل الله سيرسل لنا ملائكة يعرفوننا أيضاً بجميع الآباء و الأنبياء : حيث نري أباءنا اَدم و نوحً و إبراهيم و اسحق و يعقوب و أيوب ... و نري أمهاتنا حواء و سارة و اليصابات و رفقة و راحيل ، و قد تقدمتهن جميعاً أمنا العذراء القديسة مريم ... و تقدم لنا القيامة أفراحاً أخري ، هي أفراح العشرة مع الملائكة و القديسين ، بل المتعة بالله نفسه . التي أمامها يقف العقل مبهوراً في دهشة . لا يستطيع ان يعبر . إنما يكفيه أن يذوق و يتمتع ... القيامة تحمل في داخلها عملية توازن و تعويض ... فالذين لم يأخذوا حقهم علي الأرض ، يأخذونه كاملاً في السماء بعد القيامة . و الذين ظلمتهم البشرية ، ينالون العدل الإلهي كاملاً بعد القيامة . كذلك ينال أجرهم هناك ، الذين عملوا الخير في الخفاء . و لم يشعر بهم احد و لكن الله كان يسجل لهم كل أعمال برهم ليكافئهم عليها . كذلك سيعطي كل الذين لم يكافأوا علي الخير الذين عملوه في الأرض . و لم ينالوا عليه ما ينتظرونه من تقدير... سيشعر الناس في القيامة أن أحكام الله غير احكام الناس . و أنه سيكمل عدل الله في السماء . و يتمتع بهذا العدل أيضاً من قد ولدوا بظروف معينة . أو في بيئات معينة لم تكفل لهم الخير و السعادة و التكافؤ الاجتماعي . سيعوضهم الله عن كل ما تنقصهم في الدنيا . كما تشرح لنا قصة الغني و لعازر ( لو 16 ) . و في القيامة يرد الإنسان إلي رتبته الأولي . ترجع إلي روحه هيبتها ، و يرجع إلي الجسد بهاؤه ... ينال الجسد لوناً من التجلي يعطيه مجداً ، و كذلك النفس ... و تخلص الجسد من كل نقائصه . و كذلك النفس ... لذلك حسناً قال الكتاب عن الجسد إنه " يزرع في هوان ، و يقام في مجد . يزرع في ضعف و يقام في قوة ز يزرع جسماً حيوانياً ، و يقام جسماً روحانياً " ( 1 كو 15 : 43 ، 44 ) . بالقيامة يتخلص الجسد من كل أمراضه و عاهاته و تشوهاته ، و يظهر كاملاً في بهاء . و كذلك النفس تتخلص من كل أمراضها ونقائصها : من الخوف و الشك و التردد و القلق و الشهوة و الجبن و مال إلي ذلك . و الفلاسفة الذين كانوا يبحثون عن السوبر مان ، سيجدونه في القيامة . لن يحمل ديوجين مصباحاً فيما بعد ن ليبحث عن إنسان ، فإنسان القيامة سيكون بالصورة المثلي . و لكن كل واحد حسب مستواه الكل منيرون . و لكن نوراً يقوف اَخر في الضياء . و يتحقق حلم البشرية في وجود مجتمع بار كامل ...هناك في مدينة " مدينة الله " التي تشرح شيئاً عنها القديس أوغسطينوس . مجتمع ينتهي فيه الصراع و الشقاق . و لا يوجد فيه خلاف و لا كراهية ، لا أنانية ، و لا تنافس . مجتمع تسوده المحبة و تسوده القداسة . و في القيامة يحيا الناس الحياة البرئية البسيطة ، و يكونون - كما قال الكتاب - " كملائكة الله في السماء " . في القيامة تزول الخطية ، إذ لا يصبح الجسد خاضعاً للخطية و لا للفساد . بل يتطهر منها تماماً تماماً . يغسله الله ، فيبيض أكثر من الثلج ( مز 50 ) . و يحيا في مستوي روحي يليق بالسماء و طهرها ... و في القيامة ينتصر الأصيل علي الدخيل ... ينتصر الحق علي الباطل . لأن الحق هو الأقدم ، هو الأصيل ، و الباطل دخيل علي العالم . و في القيامة تنتصر الحياة علي الموت ، لأن الحياة هي الأصيل ،و الموت دخيل ..الإنسان من روح ومن الجسد . الروح حية بطبيعتها و ستبقي هكذا .أما الجسد الذي كان علي الأرض قابلاً للموت ، يصبح بعد القيامة جسداً حياً روحانياً لا يموت فيما بعد . و تصبح للإنسان بصيرة روحية ، فلا يعتمد كلية علي حواس الجسد ...من أجل هذا كله ، يجاهد الإنسان حالياً للتمتع بأمجاد القيامة هذه ... ذلك لأنه ليس الجميع يتمتعون بكل ما ذكرناه . إنما المتعة هي فقط للمستحقين . إذ أن بعد القيامة الدينونة ، و يقف الناس جميعاً أمام عدل الله . الذي يجازي كل واحد حسب أعماله ( رؤ 22 : 12 ) و طوبي لمن يكون مستحقاً لأمجاد الأبدية و سعادة العشرة مع القديسين . فليبذل كل منا جهده . و ليعمل خيراً علي الأرض . لكي يلقاه هناك ... و ليكن كل واحد أميناً في علاقته مع الناس ، و في واجبه نحو نفسه ، و واجبه نحو المجتمع الذي يعيش فيه ، فيصنع خيراً نحو الكل ، و تكون له ذكري طيبة علي الأرض و مكافأة حسنة في السماء .
1- كان لا بد أن يقوم المسيح ، لأن فيه كانت الحياة . هكذا قال القديس يوحنا الإنجيلي : " فيه كانت الحياة " ( يو 1 : 4 ) ... و الذي فيه الحياة ، لا يمكن أن يبقي ميتاً ، بل إنه قال لمرثا " أنا هو القيامة و الحياة ... من اَمن بي و لو مات فسيحيا " ( يو 11 : 25 ) ، مادام هو الحياة ، فكيف إذن لا يقوم ؟ ... إنه يؤكد نفس المعني بقوله " أنا هو الطريق و الحق و الحياة " ( يو 14 : 6 ) ... نعم كيف لا يقوم ، هذا الذي قال عن نفسه ليوحنا الرائي " أنا هو الأول و الآخر ، و الحي و كنت ميتاً ، و ها أنا حي إلي أبد الآبدين اَمين ... و لي مفاتيح الهاوية و الموت " ( رؤ 1 : 18 ) ... لهذا كله وبخ ملاك القيامة النسوة قائلاً : " لماذا تطلبن الحي من بين الأموات " ( يو 24 : 5 ) .
2- نعم ، كان لا بد أن يقوم من الموت ، لأنه هو نفسه قد أقام غيره من الموت ، بمجرد أمره . لقد أقام إيليا ميتاً ، و لكن بسبع صلوات ... و أقام أليشع ميتاً بصلوات أيضاً ... أما السيد المسيح ، فقد أقام إبنة يايرس ، و إبن أرملة نايين ، و لعازر ، بمجرد كلمة الأمر ، غنه معطي الحياة ... في إقامته إبنة يايرس ، أمسك بيدها و قال لها : " طليثا قومي " الذي تفسيره : " يا صبية لك أقول قومي " و للوقت قامت الصبية و مشت ( مر 5 : 41 ، 42 ) . و في إقامته إبن أرملة نايين ، تقدم و لمس النعش فوقف الحاملون ... فقال " ايها الشاب لك اقول قم ، فجلس الميت و ابتدأ يتكلم ، فدفعه إلي أمه " ( لو 7 : 14 ، 15 ) ... و في إقامته لعازر " صرخ بصوت عظيم : لعازر هلم خارجاً ... فخرج الميت و يداه و رجلاه مربوطات بأقمطة ، و وجهه ملفوف بمنديل .. فقال لهم : حلوه و دعوه يذهب " ( يو 11 : 43 ، 44 ) . هذا الذي أمر الموتي فقاموا ... أكان صعباً عليه أن يقوم ؟! ... كلا ، بل كان لا بد أن يقوم ، لأنه مقيم ، لأنه مقيم الموتي بأمره . نعم ، كان لا بد أن يقوم ، هذا الذي قال عنه الكتاب : " كما أن الرب يقيم الأموات و يحيي ، كذلك الإبن أيضاً يحيي من يشاء " ( يو 5 : 21 ) . فهذا الذي يحيي من يشاء ، ألا يحيي نفسه ؟!
3- و كان لا بد للمسيح أن يقوم ، لأن قيامته نبوءة لا بد أن تتحقق . يقول الكتاب بعد شهادة بطرس للمسيح أنه إبن الله " من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه ، أنه ينبغي أن يذهب غلي أورشليم و يتألم كثيراً من الشيوخ و رؤساء الكهنة و الكتبة ،و يقتل ، و في اليوم الثالث يقوم " ( متي 16 : 21 ) ... و بعد معجزة التجلي " فيما هم نازلون من الجبل ، أوصاهم يسوع قائلاً : لا تعلموا أحداً بما رأيتم حتي يقوم إبن الإنسان من الأموات " ( مت 17 : 19 ) . و بعد أنشفي المصروع و قال " هذا الجنس لا يخرج بشئ إلا بالصلاة و الصوم " ، قال لهم و هم يترددون في الجليل : " إن إبن الإنسان يسلم إلي أيدي الناس ، فيقتلونه ، و في اليوم الثالث يقوم " ( متي 17 : 22 ، 23 ) . و بعد أن شرح مثل الكرم ، و من جاء في الساعة الحادية عشرة ، أخذ تلاميذه علي أنفراد و قال لهم : " ها نحن صاعدون إلي أورشليم ، و ابن الإنسان يسلم إلي رؤساء الكهنة و الكتبة ، فيحكمون عليه بالموت ، ويسلمونه إلي الأمم لكي يهزأوا به و يجلدوه و يصلبوه ، و في اليوم الثالث يقوم " ( متي 20 : 18 ، 19 ) ، ( لو 9 : 31 - 33 ) . لهذا كله حدث تذكير بعد القيامة بذلك قال ملاك القيامة للمرأتين " إني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب ... ليس هو ههنا ، لأنه قام كما قال " ( متي 28 : 5 ، 6 ) . و عبارة " كما قال " تعني ما تنبأ به عن نفسه من حيث قيامته في اليوم الثالث . بل أن هناك نبوءات في العهد القديم عن قيامته من الأموات . و لذلك فإن السيد المسيح قال لتلاميذه بعد قيامته " هذا هو الكلام الذي كلمتكم به ، و أنا بعد معكم ، إنه لا بد أن يتم ما هو مكتوب علي في ناموس موسي و الأنبياء و المزامير ... حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ... و قال لهم هكذا هو مكتوب و هكذا هو مكتوب و هكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم و يقوم من الموات في اليوم الثالث " ( لو 24 : 44 - 46 ) . حقاً ما أكثر النبواءت عن ذلك نتركها الآن لمبحث اَخر ... و لعله بسببها نقول في قانون الإيمان " و قام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب " . و لعل من الرموز لهذه القيامة في العهد القديم : قصة يونان النبي : فعندما طلب منه اليهود اَية ... قال لهم " جيل فاسق و شرير يطلب اَية و لا تعطي له إلا اَية يونان النبي ... لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام و ثلاثة ليال ، هكذا يكون إبن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام و ثلاث ليال " ( متي 12 : 39 ، 40 ) .
4- كان لا بد أن يقوم المسيح ، لأن قيامته كانت في سلطانه هو : لقد مات بارادته ... هو قدم نفسه للموت ، و لم يكن مضغوطاً عليه في ذلك ... و قد قال موضحاً هذا الأمر في عبارته الخالدة " إني أضع نفسي لآخذها أيضاً ، ليس أحد يأخذها مني ، بل أضعها من ذاتي ... لي سلطان أن أضعها ، و لس سلطان أن اَخذها أيضاً " ( يو 10 : 17 ، 18 ) ... حقاً ما أعجب هذه العبارة " و لي سلطان أن اَخذها أيضاً " أي أن استرجع هذه الحياة التي وضعتها من ذاتي ، و لم يكن لأحد سلطان أن يأخذني مني ... إذن كان لا بد أن يقوم ، و يقوم بإرادته ... و لعلنا نسأل : لماذا وضع ذاته ؟ ... و ما فائدة ذلك في القيامة .. ؟
5- كان لا بد أن يقوم ، لأن موته كان مجرد وضع مؤقت ، لأداء رسالة مزوجة . كان ممكناً أنه لا يموت بحسب طبيعته ، و لأن الموت هو أجرة الخطية ( رو 6 : 23 ) . و هو لم تكن له خطيئة تستحق الموت ... و لكنه قبل أن يموت عوضاً عنا ، لكي يفدينا بموته ، كما قال الرسول " متبررين مجاناً بنعمته ، بالفداء الذي بيسوع المسيح ، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه ... من أجل الصفح عن الخطايا السالفة " ( رو 3 : 24 ، 25 ) . كانت هذه هي الرسالة الأساسية للموت ، أي الفداء ... و ماذا أيضاً ..؟ و كان لا بد بعد الفداء ، أن يذهب و يبشر الراقدين علي الرجاء ، و يفتح باب الفردوس ، و ينقل هؤلاء الراقدين من الجحيم إلي الفردوس ... و في هذا يقول القديس بطرس الرسول : " فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا ، البار من أجل الأثمة ، لكي يقربنا إلي الله ، مماتاً في الجسد ، و لكن محيي في الروح ، الذي فيه أيضاً ذهب فكرز للأرواح التي في السجن " ( 1 بط 3 : 18 ، 19 ) .. نعم كرز لتلك الأرواح بالخلاص ، و نقلها إلي الفردوس ، كما نقل اللص اليمين . و يقول القديس بولس الرسول : " و أما أنه صعد ، فما هو إلا أنه نزل أيضاً أولاً إلي أقسام الأرض السفلي ، الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السموات " ( أف 4 : 9 ، 10 ) .
6- و كان لا بد أن يقوم المسيح ، لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة و لا طرفة عين . حتي عندما مات ... تقول القسمة السريانية : انفصلت روحه عن جسده ...و لكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن روحه و لا عن جسده ... روحه المتحدة باللاهوت نزلت إلي أقسام الأرض السفلي ، و كرزت للأرواح التي في السجن ، و أصعدتها إلي الفردوس ...أما جسده فبقي في القبر متحداً بلا هوته أيضاً ... فهو قد مات بشرياً من جهة انفصال الروح عن الجسد ، و لكنه كان "محيي في الروح " .. كانت له الحياة الثابتة في اللاهوت ، و التي من أجلها صرخ نيقوديموس و هو يكفنه " قدوس الله .. قدوس القوس .. قدوس الحي الذي لا يموت . نعم كان لا بد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت .. و ما كان ممكناً أن يستمر في الموت . إن الموت لم ينتصر عليه مطلقاً ، و ما كان ممكناً أن ينتصر عليه ... بل أنه بموته داس الموت ، أي داس علي هذا الموت الذي انتصر علي كافة البشر ، فنجاهم السيد من هذا الموت بموته عنهم ، و دفع ثمن خطاياهم .. و هكذا قضي علي سلطان الموت .
7- و هذا الذي قضي علي سلطان الموت بموته ، كان لا بد أن يقوم . كان لا بد أن يقوم ، ليعلن انتصاره علي الموت بقيامته ، و ليعلن للناس جميعاً أنه لا شوكة للموت ، حسب تسبحة بولس الرسول " أين شوكتك يا موت ؟ ... أين غلبتك يا هاوية ؟" ( 1 كو 15 : 55 ) .
8- و كان لا بد للمسيح أن يقوم ، لكي يعزي التلاميذ و يقويهم . كان لا بد أن يقوم ، لكي يزيل النتائج المرعبة التي نتجت عن صلبه ، حيث خاف التلاميذ و اختفوا في العلية ، و تشتت باقي المؤمنين به خائفين من اليهود و بطشهم ... و أنكر من أنكر ، و شك من شك ... و كان لا بد أن يقوم المسيح لكي يقوم بعملية ترميم لإيمان الناس ، و يشجعهم لكي يستمروا في إيمانهم ،و يصمدوا أمام اضطهادات اليهود ... و هكذا كانت قيامته أكبر دافع لهم علي الكرازة .
9- و كان لا بد له أن يقوم ، ليثبت أنه ليس إنساناً عادياً يموت كباقي الناس . جميع الناس يموتون ، و يستمرون هكذا منتظرين القيامة العامة ، لكي يقوموا .. أما السيد المسيح فكان لا بد أن يقوم مباشرة ، و إلا حسبوه إنساناً عادياً ... إن قيامته قد أثبت لاهوته ، و بخاصة أنه قام بذاته دون أن يقيمه أحد .
10- و كان لا بد أن يقوم المسيح ، ليكون الباكورة التي علي شبهها يقوم الكل . و هكذا قال القديس بولس " اَلان قد قام المسيح من الأموات ، و صار باكورة الراقدين .. لأنه كما أن في اَدم يموت الجميع ، هكذا أيضاً في المسيح أيضاً سيحيا الجميع المسيح باكورة ، ثم الذين في المسيح في مجيئه " ( 1 كو 15 : 20 - 22 ) . و يتكلم عن أهمية قيامة المسيح ، فيقول " إن لم يكن المسيح قد قام ، فباطل إيمانكم ... أنتم بعد في خطاياكم ..ز إذن الذين رقدوا في المسيح أيضاً قد هلكوا " ... و يستطرد " إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح ، فإننا أشقي جميع الناس " ( 1 كو 185 : 17 - 19 ) .
11- نعم .. كان لا بد أن يقوم المسيح ، لكي يؤسس المسيحية . و لكي يمكث مع التلاميذ أربعين يوماً يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله ( أع 1 : 3 ) ، و يضع لهم قواعد الإيمان ... و يسلمهم الأسرار و الطقوس ، و ينفخ في وجوهم قائلاً " اقبلوا الروح القدس ... من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ، و من أمسكتموها عليهم أمسكت " ( يو 20 : 22 ، 23 ) ... ثم يعدهم بحلول الروح القدس عليهم لكي ينالوا قوة ، و يكونوا له شهوداً في أورشليم و كل اليهودية و إلي أقصي الأرض " ( أع 1 : 8 ) .. ثم بعد ذلك يعهد إليهم بالكرازة قائلاً " اذهبوا إلي العالم اجمع ، و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها .. من اَمن و اعتمد خلص " ( مر 16 : 15 ، 16 ) .. " اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم ، و عمدهم باسم الآب و الإبن و الروح القدس .. و علموهم أن يحفظوا جميع ما اوصيتكم به .. و ها أنا معكم كل الأيام و إلي انقضاء الدهر " ( متي 28 : 19 ، 20 ) .
 
قديم 25 - 04 - 2017, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 17613 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مجد ابنة الملك من داخل:

الهيكل إذا كان فارغًا من الداخل فهو يلجأ إلى الزينة الخارجية كطلاء خارجي يسعى نحو تغطية الفساد الداخلي فيكون هذا الهيكل شبيه بالقبور المبيضة من الخارج، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. ومن داخل عظام نتنة.. أو كصنم مطلي بالذهب والفضة ولا روح البتة في داخله (حبقوق 2:19).
إن داود النبي كان بارع الجمال إذ كان أشقر مع حلاوة العينين (1 صم 16:12) حينما تكلم عن الجمال والزينة الحقيقية قال.. إن كل مجد ابنة الملك من داخل مشتملة بأطراف موشاة بالذهب متزينة بأشكال كثيرة (مز 45)
والكتاب المقدس يحفزنا في كل موضع إلى الاهتمام بالزينة الداخلية حيث يلبس مختارو الله القديسون المحبوبون أحشاء رأفات ولطفًا وتواضعًا ووداعة وطول أناة إنهم يلبسون الرب يسوع ولا يصنعون تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات (رو 13:14)..
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثياب باليه الأجساد غالية

فلننظر إلى ثياب الراهبات والعذارى والأتقياء نجد بساطة متناهية لأنهم لا يلتمسون جمالًا من الخارج ولا يفكرون أو ينشغلون به كثيرًا ما يستر الجسد ويحفظ وقاره وكرامته.
لنعلم إن ارتداء الثياب الغالية والمزينة لا تضيف إلى من يلبسها شيئًا ولا تجعله ممجدًا في أعين الناس.. ولكن ما يصنع الإنسان هو ما في داخل قلبه وعقله.. وجمال نفسه الداخلي وزينتها هي الكثيرة الثمن هل ذهبت إلى مزار المتنيح القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم هل رأيت ثيابه البسيطة الممزقة؟!.. هل رأيت ثوب أبونا عبد المسيح المناهري كم هو بال ورخيص؟! ولكننا نتبارك به لأنه تلامس مع جسد رجل تقي قديس فجعل الثوب الرخيص موضع التفاف الجميع.. إنها دروس رائعة من رجل أتقياء قديسين.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 25 - 04 - 2017, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 17614 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء النبي وبنات صهيون:

وهنا لابد أن نتوقف لنقرأ ما قاله إشعياء النبي وليتنا نتمهل في القراءة حين كان ينتقِد بروح النبوة جميع البنات اللواتي يتشامخن بجمالهن الجسدي. فيقول:-
من أجل ان بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وغمازات بعيونهن وخاترات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلع السيد هامة بنات صهيون (أش 3:16 -17).. وكلنا يعلم أن الصلع بالنسبة للشابة علامة للقبح الشديد فقد وهب الله الشعر تاج مجد لها ولكن إن خرجت عن الناموس الطبيعي بروح اللهو والكبرياء تفقد حتى جمالها الطبيعي وكرامتها، فتصير كمن أصيب بصلع في رأسها.. تعبيرًا عن كشف فساد طبيعتها.. أو إشارة إلى عريها. فليس من يبسط ذيله عليها ويستر حياتها ويهبها اسمه لتحتمي فيه وترتبط به وينزع منها كل مظاهر الغنى والزينة هذا ما حذر منه إشعياء النبي لكي تجد بنات صهيون (اللواتي يرمزن إلى بنات كنيسة العهد الجديد) في المخلص والعريس الحقيقي سر جمالها وزينتها فتنجو من الغضب والتأديب.
حقًا إن الاهتمام بالزينة يعبر عن غرور وتفاخر.. وهو كشف لروح كبرياء خفية في أعماق الإنسان لذلك بما تستطيع ان تتعرف على الشخصية من ملابسها إذ أنها تكشف ما في الداخل... وبحسب نصيحة أرميا النبي للذين يتفاخرون بمظهرهم لا بما في قلوبهم لمجرد إرضاء الناس.. إذا لبست قرمزًا (وهو ثيابًا فاخرة يرتديها الملوك)... إذا تزينت بزينة من ذهب إذا كحلت بالأثمد عينيك فباطلًا تحسنين ذاتك (ار 4:30).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذي يحب الزينة يحب الكرامة:

وهنا لابد أن نستمع إلى نصيحة غالية في بستان الرهبان حيث ينصح بمحاربة الزينة إذ يقول.. إن كنت محبًا للتواضع فلا تكن محبًا للزينة، لأن الإنسان الذي يحب الزينة لا يقدر أن يحتمل الإهانة وأعمال الاتضاع، ولا يسرع إلى ممارسة الأعمال البسيطة ويصعب عليه جدا أن يخضع لمن هو دونه، ويخجل من ذلك أما المتعبد لله فأنه لا يزين جسده واعلم ان كل من يحب زينة الجسد فهو ضعيف بفكرته، ولا ترى له حسنات... والذي يحب الزينة يحب الكرامة... فلا تسأله عن حقيقة الاتضاع والعفة ومن المعروف أن الشاب يلحظ الشابة المعجبة بجمالها... فيعرف كيف يتملقها ويكثر من عبارات الإعجاب.. ولكنه يريد أن يصطادها من نقطة ضعفها، مما يتسبب لها في الكثير من الأتعاب والضيقات.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 25 - 04 - 2017, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 17615 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاهتمام بالزينة الداخلية


نرى إشعياء النبي يتحدث عن الجمال الجسدي في قوله (كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل يبس العشب ذبل الزهر لان نفخة الرب هبت عليه) (إش 40: 6 -7) ويتفق سليمان الحكيم مع إشعياء النبي ويقول (الحسن غش والجمال باطل) (ام 31: 3) حقًا جمال الجسد كزهر الحقل ييبس ويذبل.

صورة لشابة جميلة
الجمال الدائم
إعجاب شاب
الاهتمام بالزينة الداخلية
الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي
مجد ابنة الملك من داخل
ثياب باليه الأجساد غالية
الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة
إشعياء النبي وبنات صهيون
الذي يحب الزينة يحب الكرامة
الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي
لا تنظر إلى منظره
حشمة دفعت إلى التوبة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صورة لشابة جميلة:

كنت دائمًا أذهب إلى سيدة عجوز بمنزلها لتتناول من الأسرار المقدسة.. وكنت دائمًا أرى صورة لشابة جميلة في صورة ملونه بألوان زاهية فاعتقدت من شكل الصورة وجاذبيتها أنها صورة لإحدى الممثلات المشهورات، أو غلاف إحدى المجلات الأجنبية.. ومع مرور الوقت عرفتني هذه السيدة العجوز، أن هذه هي صورتها في شبابها، والتقطها لها ابنها بكاميرا أحضرها من أمريكا في بدايات استخدام التصوير بالألوان فتعجبت جدًا.. يا إلهي أهذه السيدة العجوز المنحنية كثيرة التجاعيد التي لا تستطيع الحركة كانت كذلك فقلت حقًا صدق الحكيم حين قال أن "الحسن غش والجمال باطل".. وبدأت أصطحب معي فتيات إلى منزلها ليتعرفوا على هذه السيدة.. بل على نظرة جديدة للجمال ويدركوا زوال الجمال الخارجي وأن الذي سيبقى هو الجمال الداخلي في هذه الحياة.. كخطوة مبدئية إلى حين التمتع بجمال الأبدية الذي لا يزول.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجمال الدائم:

ومن هنا نرى أن هناك جمالًا آخر دائم يجب الاعتناء به كنصيحة معلمنا بطرس الرسول (ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن فإنه هكذا كانت قديمًا النساء القديسات أيضًا المتوكلات على الله يزين أنفسهن خاضعات لرجالهن (1 بط 3: 3-5).
إن الحشمة لها ينبوع داخلي.. والزينة الخارجية مرتبطة بالداخل فكلما كانت الفضائل ساكنة ومستقرة داخليًا تكون مثمرة خارجيًا وكلما ازداد الاهتمام بالداخل يقل الاهتمام بالخارج ومن هنا نرى ضرورة الحديث عن خطورة الاهتمام بالزينة الخارجية.. وكيف يستمد الجسد جماله من جمال النفس والروح.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إعجاب شاب:


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أناس يُصلون خارج الكنيسة
قال شاب في مدى إعجابه بالشابة التي ترتدي ثياب حشمة.. إن ملابس الحشمة تلفت نظري إلى وداعتها لا إلى تبجحها.. إلى اتضاعها لا إلى تشامخها إلى اكتفائها لا إلى طمعها.. إلى إرضائها للرب لا إرضائها للناس... إلى اهتمامها بجمال روحها لا بجمال جسدها إلى أنها سماوية لا أرضية بنت لله وليس للشيطان.. غالبة للعالم وتياراته لا سائرة معه.. في طريق الملكوت وليس الجحيم.. هذا بعض ما تلفت الحشمة نظري إليه.. وهذا ما أريده في الشخصية التي أرغب أن أحيا معها بقية أيام حياتي.. وتربى أولادي وتساعدني على خلاص نفسي ونربح الملكوت معًا.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاهتمام بالزينة الداخلية

هنا نتساءل ونوضح.. ماذا يعنى الاهتمام بالزينة الداخلية؟
وسنجيب في ثلاثة نقاط:
1- الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي
2- الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة
3- الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الزينة الداخلية علامة على الامتلاء الداخلي


مجد ابنة الملك من داخل:

الهيكل إذا كان فارغًا من الداخل فهو يلجأ إلى الزينة الخارجية كطلاء خارجي يسعى نحو تغطية الفساد الداخلي فيكون هذا الهيكل شبيه بالقبور المبيضة من الخارج، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. ومن داخل عظام نتنة.. أو كصنم مطلي بالذهب والفضة ولا روح البتة في داخله (حبقوق 2:19).
إن داود النبي كان بارع الجمال إذ كان أشقر مع حلاوة العينين (1 صم 16:12) حينما تكلم عن الجمال والزينة الحقيقية قال.. إن كل مجد ابنة الملك من داخل مشتملة بأطراف موشاة بالذهب متزينة بأشكال كثيرة (مز 45)
والكتاب المقدس يحفزنا في كل موضع إلى الاهتمام بالزينة الداخلية حيث يلبس مختارو الله القديسون المحبوبون أحشاء رأفات ولطفًا وتواضعًا ووداعة وطول أناة إنهم يلبسون الرب يسوع ولا يصنعون تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات (رو 13:14)..

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثياب باليه الأجساد غالية

فلننظر إلى ثياب الراهبات والعذارى والأتقياء نجد بساطة متناهية لأنهم لا يلتمسون جمالًا من الخارج ولا يفكرون أو ينشغلون به كثيرًا ما يستر الجسد ويحفظ وقاره وكرامته.
لنعلم إن ارتداء الثياب الغالية والمزينة لا تضيف إلى من يلبسها شيئًا ولا تجعله ممجدًا في أعين الناس.. ولكن ما يصنع الإنسان هو ما في داخل قلبه وعقله.. وجمال نفسه الداخلي وزينتها هي الكثيرة الثمن هل ذهبت إلى مزار المتنيح القديس الأنبا أبرام أسقف الفيوم هل رأيت ثيابه البسيطة الممزقة؟!.. هل رأيت ثوب أبونا عبد المسيح المناهري كم هو بال ورخيص؟! ولكننا نتبارك به لأنه تلامس مع جسد رجل تقي قديس فجعل الثوب الرخيص موضع التفاف الجميع.. إنها دروس رائعة من رجل أتقياء قديسين.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الزينة الداخلية علامة على الاتضاع والوداعة


إشعياء النبي وبنات صهيون:

وهنا لابد أن نتوقف لنقرأ ما قاله إشعياء النبي وليتنا نتمهل في القراءة حين كان ينتقِد بروح النبوة جميع البنات اللواتي يتشامخن بجمالهن الجسدي. فيقول:-
من أجل ان بنات صهيون يتشامخن ويمشين ممدودات الأعناق وغمازات بعيونهن وخاترات في مشيهن ويخشخشن بأرجلهن يصلع السيد هامة بنات صهيون (أش 3:16 -17).. وكلنا يعلم أن الصلع بالنسبة للشابة علامة للقبح الشديد فقد وهب الله الشعر تاج مجد لها ولكن إن خرجت عن الناموس الطبيعي بروح اللهو والكبرياء تفقد حتى جمالها الطبيعي وكرامتها، فتصير كمن أصيب بصلع في رأسها.. تعبيرًا عن كشف فساد طبيعتها.. أو إشارة إلى عريها. فليس من يبسط ذيله عليها ويستر حياتها ويهبها اسمه لتحتمي فيه وترتبط به وينزع منها كل مظاهر الغنى والزينة هذا ما حذر منه إشعياء النبي لكي تجد بنات صهيون (اللواتي يرمزن إلى بنات كنيسة العهد الجديد) في المخلص والعريس الحقيقي سر جمالها وزينتها فتنجو من الغضب والتأديب.
حقًا إن الاهتمام بالزينة يعبر عن غرور وتفاخر.. وهو كشف لروح كبرياء خفية في أعماق الإنسان لذلك بما تستطيع ان تتعرف على الشخصية من ملابسها إذ أنها تكشف ما في الداخل... وبحسب نصيحة أرميا النبي للذين يتفاخرون بمظهرهم لا بما في قلوبهم لمجرد إرضاء الناس.. إذا لبست قرمزًا (وهو ثيابًا فاخرة يرتديها الملوك)... إذا تزينت بزينة من ذهب إذا كحلت بالأثمد عينيك فباطلًا تحسنين ذاتك (ار 4:30).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذي يحب الزينة يحب الكرامة:

وهنا لابد أن نستمع إلى نصيحة غالية في بستان الرهبان حيث ينصح بمحاربة الزينة إذ يقول.. إن كنت محبًا للتواضع فلا تكن محبًا للزينة، لأن الإنسان الذي يحب الزينة لا يقدر أن يحتمل الإهانة وأعمال الاتضاع، ولا يسرع إلى ممارسة الأعمال البسيطة ويصعب عليه جدا أن يخضع لمن هو دونه، ويخجل من ذلك أما المتعبد لله فأنه لا يزين جسده واعلم ان كل من يحب زينة الجسد فهو ضعيف بفكرته، ولا ترى له حسنات... والذي يحب الزينة يحب الكرامة... فلا تسأله عن حقيقة الاتضاع والعفة ومن المعروف أن الشاب يلحظ الشابة المعجبة بجمالها... فيعرف كيف يتملقها ويكثر من عبارات الإعجاب.. ولكنه يريد أن يصطادها من نقطة ضعفها، مما يتسبب لها في الكثير من الأتعاب والضيقات.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الزينة الداخلية علامة فهم الجمال الحقيقي

لا تنظر إلى منظره

إن المفهوم الحقيقي للجمال هو جمال الروح لأنه متى تزينت النفس بالروح القدس وفهمت المفاتن الساطعة المنبعثة من البر والحكمة والاحتمال والاتزان وحب الخير والاحتشام.. متى تزينت بهذه وجدت أن هذه المفاتن تفوق بكثير كل جمال.
تعالوا نتذكر ما حدث مع صموئيل النبي وهو يمسح داود النبي ملكًا.. ذهب صموئيل بأمر من الله ليسمح أحد أولاد يسى ملكًا... ووجد ابنه الأكبر طويلًا حسن المنظر سر به وبادر بإخراج قنينة الدهن ليمسحه ملكًا ولكن الله قال له لا تنظر إلى منظره وطول قامته لأني قد رفضته لأنه ليس كما ينظر الإنسان.. لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب فأنه ينظر إلى القلب (1 صم 16:7).
والنفس التي تنشغل بالزينة الخارجية غير مقتنعة بجمالها الداخلي وتريد أن تنشغل عن القبح الداخلي بمجرد مظاهر متغيرة خادعة وتحاول تحيا في جمال مصطنع تضيع في سبيله قوى الإنسان ومواهبه وأمواله...
طوبى لمن عرفوا الجمال الحقيقي وتلامسوا مع من هو أبرع جمالًا من بنى البشر الذي انسكبت النعمة من شفتيه وأدركوا أن يسوع قد خطبهم لنفسه عروسًا بلا عيب فسعوا وراء البر والتقوى والتعفف ويزينون الداخل عالمين أن النور الداخلي سوف يستعلن يومًا عندما يظهر الرب مجد كنيسته وجمالها الحقيقي فيراها كل احد جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حشمة دفعت إلى التوبة

حقًا إن الحشمة والوداعة للشابة المسيحية من أهم سماتها.. وقادرة بمظهرها أن تشهد لمسيحها وتكرز به وتربح نفوسًا للمسيح.
وهنا نتذكر قصه توبة شاب كان سببها شابة مسيحية محتشمة يقول:- كنت أحيا غارقًا في خطايا كثيرة.. ولكنني كنت معجبًا جدًا بشابة ترتدي ثيابًا محتشمة وتسير في الشارع بكل وقار ورغم كل شروري كنت افتخر بها لأن كثيرًا من الشابات المسيحيات غير ملتزمات في ملابسهن كن يسببن لي حرجًا شديدًا وسط أصدقائي غير المسيحيين أما هذه الشابة فكنت أفكر فيها كثيرًا وأحب رؤيتها ومن شدة إعجابي بها سرت وراءها حتى دخلت إلى الكنيسة وترددت في الدخول لأني غارق في خطايا كثيرة وغير مستحق لدخول الكنيسة. ولكن بسبب تعلقي بهذه الشابة قلت أدخل وراءها وأراقبها واسمع ما تسمعه وأرى الأمور التي تتبعها هذه الشابة وإذ بي اسمع ما جذب قلبي، ورأيت سماء على الأرض، فتحرك اشتياقي لمعرفة الله والتوبة.. وهكذا صار إنسانًا أخر.. وكان السبب ملابس هذه الشابة
أيتها الشابة المسيحية ابنة الملك السمائي هل تهتمين بزينة الروح الوديع الهادي.. فليكن النطق باسمه القدوس هو بهجة شفتيك والنظر إلى وجه يسوع هو جمال عينيك.. وسمع تسابيحه هو زينة أذنيك.. وليكن صليبه هو زينة عنقك ورائحة سيدك يسوع وصفوف قديسيه اللذين أرضوه منذ البدء هو أجمل ما تستنشقين وليكن هو رائحتك التي يستنشقها الآخرين.. ليكن كل من يراك يرى صورة مجد أولاد الله.
وستظهر الحشمة محكًا من أهم المحكات التي بها يختبر أولاد الله ليظهروا النور الذي فيهم ويشهدوا للحق الذي عرفوه.
أحبائي إن لم نستطع أن ننادى أمام الجميع بتعاليم المسيح فلنظهر رائحته ونعلن سيرته.. أن مجرد مظهر الشابة المسيحية في مجتمعنا الذي نحياه الآن فرصة رائعة لإظهار رائحة المسيح الذكية.. فأصبح مجرد مظهر الشابة المسيحية أعظم مجال للكرازة بتعاليم المسيح المملوءة عفة وقداسة.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 17616 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس كبريانوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العذارى أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاءً

يقول القديس كبريانوس في كتابه "ثياب العذارى"... إن أعضاءنا عندما تتطهر من دنس المرض القديم بتقديس حميم المياه أي المعمودية تصير هياكل لله.. فيجب ألا تهان أو تدنس فصرنا هياكل خاصة له كما يقول معلمنا بولس الرسول أنكم لستم لأنفسكم.. لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم (1 كو 6: 19-20)..
وعلينا أن نمجد الله في جسد طاهر عفيف بطاعة كاملة حتى لا يدخل أي شيء دنس أو غير طاهر داخل هيكل الله لئلا يهان فيهدم الهيكل الذي سكنه.
ويوجه القديس كبريانوس حديثه للعذارى ويمتدحهن قائلًا أنهن زهور بذار الكنيسة.. أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاء وبهن تفرح الأم الكنيسة.. فلا يوبخهن بل يخشى عليهن من تجارب العدو... وينصح ويقول يجب على العذارى أن يحفظن أنفسهن طاهرات عفيفات ليس فقط في الجسد بل وأيضًا في الروح.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وعن الاهتمام بالزينة والأصباغ والشعر يقول:

ليس من الصواب أن تبالغ العذارى في الاهتمام بزينة جسدها أو تتباهى بجمالها الجسدي في حين أنه ليس لديهم جهاد أعظم من جهادها ضد جسدها وليس لديها صراع أصعب من هزيمة وإخضاع الجسد.
ورغم أن بولس يعلن بصوت عالي.. "وأما من جهتي فحاشى لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6:14) ويتساءل كيف أن من نذرت أن تجحد شهواتها وأهواء الجسد توجد خاضعة لهذه الأمور عينها التي سبق ونذرت أن تجحدها.
فمن غير اللائق بأي مسيحي وبالأخص بالعذارى أن ينظر أو يهتم بأي مجد أو كرامة للجسد بل فقط يهتم بما ياقوته ويربيه لأنه يطلب ويشتهى كلمة الله حتى ينال العطايا التي تدوم إلى الأبد ويتحدث القديس كبريانوس عن العذارى اللائي يتعذبن ويتألمن لأجل الاعتراف بالاسم الحسن وكيف أنهن أقوى من العذابات رغم رقة أعضائهن.. ولكن اجتزن النيران والصلب والحيوانات المفترسة حتى كللن ويصف أثار عذاباتهن في أجسادهن بأنها أفضل زينة لأجسادهن وأنها جواهر الجسد الثمينة.
إن سمات الزينة والمبالغة في الثياب وإغراءات الجمال لا تليق إلا بغير العفاف ولنتذكر أن الكتاب المقدس الذي به أراد الله أن يعلمنا ويهذبنا أعطى وصفًا للمدينة الزانية أنها جميلة للغاية في المنظر بسبب زينتها.. ولكنها ستهلك بسبب هذه الزينة عينها..
ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلًا لي هلم فاريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها فمضى بي بالروح إلى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات ونجاسات زناها (رؤ 17: 1-4).
إذا كان هناك رسامًا ورسم بدقة صورة لشخص بألوان رائعة واكتملت الصورة وصارت شبه الشخص المرسوم تمامًا ثم جاء أخر ووضع يده عليها كما لو كان لأنه أكثر مهارة.. يمكنه أن يجعلها أفضل.. سيكون من الطبيعي أن يحدث خطأً شديدًا وتتلف الصورة وسيكون ذلك سببًا وجيهًا لغضب الرسام الأصلي.
وارتكاب العذارى لمثل هذه التعديات إنما هو إهانة لله الخالق الصانع الكل حسنًا..
وعندما يبالغن في استخدام الأصباغ المغرية ويتزين يشوهن العمل الإلهي ويزغن عن الحق. ويعاتبهن قائلًا: أن كيف نبدل ما هو حق بكذب.
وبمحبة أبوية رعوية يحث القديس كبريانوس بناته العذارى قائلًا لذلك استمعن إلى أيتها العذارى كأب.. استمعن إلى أرجوكن لأني أخاف عليكن.. لذلك أُحَذِر.. احفظن أنفسكن كما صنعكن الله الخالق..
احفظن أنفسكن كما زينكن أبوكن السماوي.. ليظل وجهكن غير فاسد هيئتكن بسيطة لتكن عيونكن مستحقة وأن تعاين الله اهزمن الزينة الخارجية.. لأنكن يجب أن تهزمن الجسد والعالم فمن غير المعقول أن تهزمن الأكبر (أي الجسد والعالم) إن انغلبتن للأصغر (أي الزينة الخارجية).. فلترتفع عيونكن نحو الله والسماء وليس إلى أسفل نحو الشهوة والجسد وشهوة العيون محبة العالم.. تذكروا أن الباب ضيق احتملن بشجاعة.. تقدمن روحيًا.. أجعلن المسيح يُكافئ فيكن.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 25 - 04 - 2017, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 17617 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس يوحنا ذهبي الفم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البطريرك يوحنا ذهبي الفم يتم نفيه عن طريق الامبراطورة أودوكسيا (أفدوكسيا)، لوحة للفنان بنيامين جان جوزيف كونستانت، فنان فرنسي (1845-1902)

تمثال الإمبراطورة

اهتم القديس يوحنا ذهبي الفم بالتعليم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وله جرأة وواقعية شديدة جعلته يتعرض لأخطار كثيرة.. واستمر في تمسكه بالحق والتعليم إلى النفس الأخير.. وهنا نذكر ما حدث مع الملك اركاديوس الذي أقام تمثال من الفضة الخالصة لزوجته الإمبراطورة افدوكسيا ووضعه في أكبر ساحات المدينة بجوار كنيسة أجيا صوفيا.. وفي حفل تنصيب التمثال اجتمع الشعب في الساحة التي تحولت لمسارح وحفلات راقصة ودخلت الإمبراطورة في موكب مهيب وهي لابسة ملابس خليعة وغير محتشمة فغار القديس يوحنا على الكنيسة فصاح يشجب هذه التصرفات ويبكت الإمبراطورة على خلاعتها فأثار ذلك مشاعر الإمبراطورة وبدأت تخطط لعقد مجمع من الأساقفة لاستبعاد ذهبي الفم.. وإذ سمع الأب البطريرك بذلك لم يبال بالأمر بل على العكس وقف في عيد يوحنا المعمدان وبدأ يعظ بهذه الكلمات وهوذا هيروديا جديدة في وسطنا. إنها تعود فترقص في ثياب خليعة.. إنها تطلب رأس يوحنا من جديد في طبق ولكن أقول أن يوحنا فضل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير وأدى ذلك إلى نفى القديس يوحنا وبقى في منفاه حتى تنيح عام 407م.

سؤال لنبحث له عن إجابة..

إن كان القديس يوحنا ذهبي الفم فعل ذلك مع الإمبراطورة.. ماذا يفعل لو أتى إلى بنات المسيح اليوم وهن في المناسبات والأعياد والأفراح ورأى أكثر مما فعلته الإمبراطورة افدوكسيا.. وأسال نفسي ماذا ينبغي أن افعل إن رأيت ما رآه القديس يوحنا ذهبي الفم.. هل اختلفت الأجيال.. أمْ أن الوصية ثابتة وقداسة الكنيسة دائمة.. أمْ أن الحق فينا غير معلن كما كان في القديس يوحنا ذهبي الفم؟!!

ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم العذارى ويقول:-
أتريدي أن تكوني جميلة؟؟
تسربلي بالصدقة.. البسي العطف.. توشحي بالعفة.. كونين خالية من التشامخ.. هذه كلها أوفر كرامة من الذهب.. هذه تصير الجميلة كثيرة الجمال. وغير الجميلة جميلة.. وعندما تغالين في التزين تكونين قد خلعتِ عنكِ حسن الجمال.

ويخاطب العذارى قائلًا:-
قولي لي لو أعطاك أحد ثوبًا ملكيًا فأخذتيه ولبستي فوقه ثوب العبيد، أما يكون لك خزي يليه عذاب؟؟ لقد لبستي المسيح سيد الملائكة أفترجعين إلى الأرض؟ قولي لي لماذا تتزينين.. اعلمي إن الرجال قد يعجبن بالزينة الخارجية لكن إلى حين أما ما يجذب قلوبهم بحق فهو الزينة الداخلية بل وتجذب قلب المسيح أيضًا قائلًا ها أنت جميلة يا حبيبتي.. عيناك حمامتان (نش 1: 15).
ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم بالحشمة أيضًا للمتزوجات...
إذ كيف تهتم أن ترضى رجلها أولًا وأخيرًا وكما يَغير رب المجد على عروسه فلا يطلب منها أن تتصدق وتصوم أو تصلى لأجل إرضاء ومدح الآخرين.. إنما تصنع هذا كله في الخفاء لأجله هو وحده... هكذا النساء المتزوجات كيف يكون لهن تقوى وعفاف ووداعة وجمال في الخفاء وتهتم بفضائلها كيف ترضى رجلها.. وليس العكس.. وهنا يؤكد معلمنا بطرس الرسول أن النساء يستطعن عن طريق العفاف والطهارة والحشمة ربح أزواجهن.. "كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف" (1 بط 3: 1-2).
إذْ أعطى للحشمة والوداعة والطاعة عند المرأة دورًا تبشيريًا كرازيًا وعمل هام في ربح النفوس للمسيح.
وأكثر من ذلك ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم المتزوجات قائلًا "ليتنا لا نهتم بالمظهر الجميل الباطل وبلا نفع... ليتنا ألا نُعَلم أزواجنا أن يعجبوا بالشكل الخارجي المجرد.. لأنه إن كانت زينتك هي هذه فإنه يعتاد على رؤية وجهك هكذا فيُمْكِن لزانية أن تأسره بسهولة من هذا الجانب لكن أن تَعَلّمْ أن يُحب أخلاقك الصالحة وتواضعك فإنه لا يكون معدًا للضياع... إذ لا يجد في الزانية ما يجذبه إليها.. هذا التي لا تحمل هذه السمات بل نقيضتها لا تعلميه أن يؤسر بالضحك. ولا بالملابس الخليعة لئلا تهيئين له السم".
كذلك القديس اكليمنضس الإسكندري يشير إلى خطورة الزينة الخارجية بقوله..
إن النسوة اللاتي ينفقن في الزينة الخارجية، لا يدركن مدى تبدد القوى الداخلية لأنه أن نزع احد عنهن هذه الزينة الزائفة يصاب بخيبة أمل عنيفة إذ لا يجد في الداخل صورة الله الساكن داخل الإنسان، كما يجب بل يجد صورة شهواني مسكين.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 17618 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعاليم آباء الكنيسة


الخروج على آثار الغنم
القديس كبريانوس
العذارى أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاءً
عن الاهتمام بالزينة والأصباغ والشعر
القديس يوحنا ذهبي الفم
تمثال الإمبراطورة
سؤال لنبحث له عن إجابة..

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخروج على آثار الغنم

تعالوا لننظر ما هي تعاليم آباء الكنيسة في أمر الحشمة حيث أن الخروج على آثار الغنم هو الضامن للوصول.. والكنيسة ممتدة من شخص يسوع المسيح والآباء الرسل إلى انقضاء الدهر، لذلك فنحن نلتزم بروح التلمذة لآبائنا وكل تراثهم الغنى لأن التلمذة هي حارسة الرجاء ورابطة الإيمان والمرشدة لطريق الخلاص ومعلمة الفضيلة وبها نثبت في المسيح ونحيا دومًا لله. إتباعها نافع ومفيد وإهمالها مهلك ومميت.. وهنا ينبهنا معلمنا داود النبي والملك على ضرورة سماع التعاليم والعمل بها وخطورة إهمالها وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك (مز 50:17).
وعلى الكنيسة ممثلة في رعاتها أن تعلم وتنذر وتؤدب فهي لا تبغض من توبخه بل تحبه لأجل تهذيبه لأن الله قد تنبأ بأرميا النبي قائلًا وأعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم (ار 3: 15).. لذلك علينا أن نؤسس نفوسنا على صخرة الكنيسة غير المتزعزعة من عواصف وزوابع العالم كي نصل بالتعاليم الإلهية إلى جعالات (جوائز) الله.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس كبريانوس


العذارى أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاءً

يقول القديس كبريانوس في كتابه "ثياب العذارى"... إن أعضاءنا عندما تتطهر من دنس المرض القديم بتقديس حميم المياه أي المعمودية تصير هياكل لله.. فيجب ألا تهان أو تدنس فصرنا هياكل خاصة له كما يقول معلمنا بولس الرسول أنكم لستم لأنفسكم.. لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم (1 كو 6: 19-20)..
وعلينا أن نمجد الله في جسد طاهر عفيف بطاعة كاملة حتى لا يدخل أي شيء دنس أو غير طاهر داخل هيكل الله لئلا يهان فيهدم الهيكل الذي سكنه.
ويوجه القديس كبريانوس حديثه للعذارى ويمتدحهن قائلًا أنهن زهور بذار الكنيسة.. أكثر أعضاء قطيع المسيح بهاء وبهن تفرح الأم الكنيسة.. فلا يوبخهن بل يخشى عليهن من تجارب العدو... وينصح ويقول يجب على العذارى أن يحفظن أنفسهن طاهرات عفيفات ليس فقط في الجسد بل وأيضًا في الروح.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وعن الاهتمام بالزينة والأصباغ والشعر يقول:

ليس من الصواب أن تبالغ العذارى في الاهتمام بزينة جسدها أو تتباهى بجمالها الجسدي في حين أنه ليس لديهم جهاد أعظم من جهادها ضد جسدها وليس لديها صراع أصعب من هزيمة وإخضاع الجسد.
ورغم أن بولس يعلن بصوت عالي.. "وأما من جهتي فحاشى لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غل 6:14) ويتساءل كيف أن من نذرت أن تجحد شهواتها وأهواء الجسد توجد خاضعة لهذه الأمور عينها التي سبق ونذرت أن تجحدها.
فمن غير اللائق بأي مسيحي وبالأخص بالعذارى أن ينظر أو يهتم بأي مجد أو كرامة للجسد بل فقط يهتم بما ياقوته ويربيه لأنه يطلب ويشتهى كلمة الله حتى ينال العطايا التي تدوم إلى الأبد ويتحدث القديس كبريانوس عن العذارى اللائي يتعذبن ويتألمن لأجل الاعتراف بالاسم الحسن وكيف أنهن أقوى من العذابات رغم رقة أعضائهن.. ولكن اجتزن النيران والصلب والحيوانات المفترسة حتى كللن ويصف أثار عذاباتهن في أجسادهن بأنها أفضل زينة لأجسادهن وأنها جواهر الجسد الثمينة.
إن سمات الزينة والمبالغة في الثياب وإغراءات الجمال لا تليق إلا بغير العفاف ولنتذكر أن الكتاب المقدس الذي به أراد الله أن يعلمنا ويهذبنا أعطى وصفًا للمدينة الزانية أنها جميلة للغاية في المنظر بسبب زينتها.. ولكنها ستهلك بسبب هذه الزينة عينها..
ثم جاء واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات وتكلم معي قائلًا لي هلم فاريك دينونة الزانية العظيمة الجالسة على المياه الكثيرة التي زنى معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من خمر زناها فمضى بي بالروح إلى برية فرأيت امرأة جالسة على وحش قرمزي مملوء أسماء تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات ونجاسات زناها (رؤ 17: 1-4).
إذا كان هناك رسامًا ورسم بدقة صورة لشخص بألوان رائعة واكتملت الصورة وصارت شبه الشخص المرسوم تمامًا ثم جاء أخر ووضع يده عليها كما لو كان لأنه أكثر مهارة.. يمكنه أن يجعلها أفضل.. سيكون من الطبيعي أن يحدث خطأً شديدًا وتتلف الصورة وسيكون ذلك سببًا وجيهًا لغضب الرسام الأصلي.
وارتكاب العذارى لمثل هذه التعديات إنما هو إهانة لله الخالق الصانع الكل حسنًا..
وعندما يبالغن في استخدام الأصباغ المغرية ويتزين يشوهن العمل الإلهي ويزغن عن الحق. ويعاتبهن قائلًا: أن كيف نبدل ما هو حق بكذب.
وبمحبة أبوية رعوية يحث القديس كبريانوس بناته العذارى قائلًا لذلك استمعن إلى أيتها العذارى كأب.. استمعن إلى أرجوكن لأني أخاف عليكن.. لذلك أُحَذِر.. احفظن أنفسكن كما صنعكن الله الخالق..
احفظن أنفسكن كما زينكن أبوكن السماوي.. ليظل وجهكن غير فاسد هيئتكن بسيطة لتكن عيونكن مستحقة وأن تعاين الله اهزمن الزينة الخارجية.. لأنكن يجب أن تهزمن الجسد والعالم فمن غير المعقول أن تهزمن الأكبر (أي الجسد والعالم) إن انغلبتن للأصغر (أي الزينة الخارجية).. فلترتفع عيونكن نحو الله والسماء وليس إلى أسفل نحو الشهوة والجسد وشهوة العيون محبة العالم.. تذكروا أن الباب ضيق احتملن بشجاعة.. تقدمن روحيًا.. أجعلن المسيح يُكافئ فيكن.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا ذهبي الفم



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البطريرك يوحنا ذهبي الفم يتم نفيه عن طريق الامبراطورة أودوكسيا (أفدوكسيا)، لوحة للفنان بنيامين جان جوزيف كونستانت، فنان فرنسي (1845-1902)

تمثال الإمبراطورة

اهتم القديس يوحنا ذهبي الفم بالتعليم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. وله جرأة وواقعية شديدة جعلته يتعرض لأخطار كثيرة.. واستمر في تمسكه بالحق والتعليم إلى النفس الأخير.. وهنا نذكر ما حدث مع الملك اركاديوس الذي أقام تمثال من الفضة الخالصة لزوجته الإمبراطورة افدوكسيا ووضعه في أكبر ساحات المدينة بجوار كنيسة أجيا صوفيا.. وفي حفل تنصيب التمثال اجتمع الشعب في الساحة التي تحولت لمسارح وحفلات راقصة ودخلت الإمبراطورة في موكب مهيب وهي لابسة ملابس خليعة وغير محتشمة فغار القديس يوحنا على الكنيسة فصاح يشجب هذه التصرفات ويبكت الإمبراطورة على خلاعتها فأثار ذلك مشاعر الإمبراطورة وبدأت تخطط لعقد مجمع من الأساقفة لاستبعاد ذهبي الفم.. وإذ سمع الأب البطريرك بذلك لم يبال بالأمر بل على العكس وقف في عيد يوحنا المعمدان وبدأ يعظ بهذه الكلمات وهوذا هيروديا جديدة في وسطنا. إنها تعود فترقص في ثياب خليعة.. إنها تطلب رأس يوحنا من جديد في طبق ولكن أقول أن يوحنا فضل أن يكون بلا رأس عن أن يكون بلا ضمير وأدى ذلك إلى نفى القديس يوحنا وبقى في منفاه حتى تنيح عام 407م.

سؤال لنبحث له عن إجابة..

إن كان القديس يوحنا ذهبي الفم فعل ذلك مع الإمبراطورة.. ماذا يفعل لو أتى إلى بنات المسيح اليوم وهن في المناسبات والأعياد والأفراح ورأى أكثر مما فعلته الإمبراطورة افدوكسيا.. وأسال نفسي ماذا ينبغي أن افعل إن رأيت ما رآه القديس يوحنا ذهبي الفم.. هل اختلفت الأجيال.. أمْ أن الوصية ثابتة وقداسة الكنيسة دائمة.. أمْ أن الحق فينا غير معلن كما كان في القديس يوحنا ذهبي الفم؟!!

ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم العذارى ويقول:-
أتريدي أن تكوني جميلة؟؟
تسربلي بالصدقة.. البسي العطف.. توشحي بالعفة.. كونين خالية من التشامخ.. هذه كلها أوفر كرامة من الذهب.. هذه تصير الجميلة كثيرة الجمال. وغير الجميلة جميلة.. وعندما تغالين في التزين تكونين قد خلعتِ عنكِ حسن الجمال.

ويخاطب العذارى قائلًا:-
قولي لي لو أعطاك أحد ثوبًا ملكيًا فأخذتيه ولبستي فوقه ثوب العبيد، أما يكون لك خزي يليه عذاب؟؟ لقد لبستي المسيح سيد الملائكة أفترجعين إلى الأرض؟ قولي لي لماذا تتزينين.. اعلمي إن الرجال قد يعجبن بالزينة الخارجية لكن إلى حين أما ما يجذب قلوبهم بحق فهو الزينة الداخلية بل وتجذب قلب المسيح أيضًا قائلًا ها أنت جميلة يا حبيبتي.. عيناك حمامتان (نش 1: 15).
ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم بالحشمة أيضًا للمتزوجات...
إذ كيف تهتم أن ترضى رجلها أولًا وأخيرًا وكما يَغير رب المجد على عروسه فلا يطلب منها أن تتصدق وتصوم أو تصلى لأجل إرضاء ومدح الآخرين.. إنما تصنع هذا كله في الخفاء لأجله هو وحده... هكذا النساء المتزوجات كيف يكون لهن تقوى وعفاف ووداعة وجمال في الخفاء وتهتم بفضائلها كيف ترضى رجلها.. وليس العكس.. وهنا يؤكد معلمنا بطرس الرسول أن النساء يستطعن عن طريق العفاف والطهارة والحشمة ربح أزواجهن.. "كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة يربحون بسيرة النساء بدون كلمة ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف" (1 بط 3: 1-2).
إذْ أعطى للحشمة والوداعة والطاعة عند المرأة دورًا تبشيريًا كرازيًا وعمل هام في ربح النفوس للمسيح.
وأكثر من ذلك ينصح القديس يوحنا ذهبي الفم المتزوجات قائلًا "ليتنا لا نهتم بالمظهر الجميل الباطل وبلا نفع... ليتنا ألا نُعَلم أزواجنا أن يعجبوا بالشكل الخارجي المجرد.. لأنه إن كانت زينتك هي هذه فإنه يعتاد على رؤية وجهك هكذا فيُمْكِن لزانية أن تأسره بسهولة من هذا الجانب لكن أن تَعَلّمْ أن يُحب أخلاقك الصالحة وتواضعك فإنه لا يكون معدًا للضياع... إذ لا يجد في الزانية ما يجذبه إليها.. هذا التي لا تحمل هذه السمات بل نقيضتها لا تعلميه أن يؤسر بالضحك. ولا بالملابس الخليعة لئلا تهيئين له السم".
كذلك القديس اكليمنضس الإسكندري يشير إلى خطورة الزينة الخارجية بقوله..
إن النسوة اللاتي ينفقن في الزينة الخارجية، لا يدركن مدى تبدد القوى الداخلية لأنه أن نزع احد عنهن هذه الزينة الزائفة يصاب بخيبة أمل عنيفة إذ لا يجد في الداخل صورة الله الساكن داخل الإنسان، كما يجب بل يجد صورة شهواني مسكين.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 17619 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله يستخدم الجمال
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجمال هبة إلهية تعلن جلال الله وإحسانه.. فكيف ستحول إلى وسيلة عثرة.. وهلاك فلا ننسى أبدًا أن الله سمح أن يستخدم الجمال لمجد اسمه القدوس.. بل ولإنقاذ شعبة المقدس.. كما رأينا في جمال أستير الملكة التي قال عنها الكتاب المقدس وكانت الفتاة جميلة الصورة وحسنة المنظر. (أش 2:7) فكان جمالها سببًا في اختيارها ملكة لتخلص شعبه.
وأيضًا موسى النبي قائد الشعب العظيم.. استخدم الله جماله وكان سببًا في استبقاء حياته.. ولما رأته أنه حسن خبأته (خر 2:2).. وكان جماله سببًا لجذب ابنة فرعون إليه.. فتربى في قصر فرعون وتعلم وتهذب بكل حكمة المصريين.. وكان الله يعده لقيادة الشعب داخل قصر فرعون وكان جماله سببًا في تأهيله لهذه الرسالة العظيمة.
وداود النبي قيل عنه أنه أشقر مع حلاوة العينين وبنات أيوب البار قيل عنهن أنه لم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض (أي 42:15).
والله أراد أن يجعل الجمال وسيلة لإظهار بره ومجده فحينما أرسل ابنه الوحيد إلى العالم كان أبرع جمالًا من بنى البشر وقد ارتسمت النعمة على شفتيه.. فكان جماله جاذبًا لكل جمال.. فجذب قلوب شباب وعذارى ونساء وشيوخ وأطفال.. فنجد القديس الشيخ الروحاني يناجيه قائلًا أقسمت بحبك ألا أحب وجها أخر غير وجهك.. لأن مَنْ رآه ثم أحتمل ألا يراه.
 
قديم 25 - 04 - 2017, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 17620 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسة أوليمبياس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت جميلة الشكل جدًا.. وجهها ملائكي.. ملامحها هادئة ملابسها بسيطة.. تفوح منها روائح الكرامة والمجد وكانت تلميذه للقديس يوحنا ذهبي الفم وأعطاها رتبة شماسة وكان دائمًا يمدحها بسبب روحانياتها العالية وسلوكها.. وقد قال لها أنك تظهرين بساطة بغير تأنق فهذه الفضيلة تبدو كأنها أقل من غيرها لكن من يدقق في الأمر يجدها فضيلة عظيمة تكشف عن نفس مملوءة حكمة وقد وطأة تحت قدميها الأمور الزمنية وتنطلق نحو السماء طاهرة.
ويعوزني ألف لسان لأنادي باسمك من أجل بساطة مظهرك إذ بواسطتك تظهر كل ألوان الفضائل المسيحية.. التي عبرت إلى الخارج تعلن عن الحكمة الكامنة في داخلك من أجل هذا أدعوك وندعوك مطوبة وها نرى كم من نفوس جذبتها أولمبياس إلى المسيح الملك بجمالها.. كم من شباب مجدوا الله وكم من شابات عرفوا الطريق الصحيح إزاء الجمال.. فعرفوا كيف يمجدوا الخالق ويقدموا له أغلى ما يملكون.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024