منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 10 - 2024, 11:41 AM   رقم المشاركة : ( 176061 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"حَافِظُ التَّعْلِيمِ (التأديب) هُوَ فِي طَرِيقِ الْحَيَاةِ،
وَرَافِضُ التَّأْدِيبِ ضَالٌّ" [ع 17]

يحيا الإنسان كمن في رحلة نحو السماء، فالمؤمن إذ يحفظ التأدب، يقبل المشورة، فلا ينحرف عن طريق الحياة. أما الشرير فيرفض المشورة ولا يقبل التأديب فيضل ويبقى في ضلاله.
* كما يُلقي ممحص الذهب بقطعة الذهب في الفرن لتحتمل النار إلى حين، حتى يراها قد تنقت، هكذا يسمح الله بامتحان الأنفس البشرية بالضيقات حتى تتنقى وتحصل على نفعٍ عظيمٍ...
فليتنا لا نضطرب ولا نيأس عندما تحل بنا التجارب. لأنه كما أن ممحص الذهب يعلم الزمن الذي ينبغي أن يُترك فيه الذهب في الفرن، فيُخرجه في الوقت المعين ولا يتركه بعد في النار حتى لا يفسد ولا يحترق، كم بالأكثر يعلم الله ذلك. فعندما يرانا قد تنقينا بالأكثر، يعتقنا من تجاربنا حتى لا ننطرح ونُطرد بسبب تزايد شرورنا.
عندما يحل بنا أمر ما لم نكن نتوقعه لا نتذمر ولا تخور قلوبنا، بل نقبله من الله الذي يعرف هذه الأمور بدقةٍ، حتى يمتحن قلوبنا بالنار كيفما يُسر، إذ يُفعل هذا بقصد فائدة المجربين. لذلك يوصينا الحكيم قائلًا بأن نخضع لله في كل الأمور، لأنه يعرف تمامًا متى يخرجنا من فرن الشر (حكمة يشوع 1:1-2).
يليق بنا أن نخضع له على الدوام، ونشكره باستمرار، محتملين كل شيءٍ برضا، سواء عندما يمنحنا بركات أو يقدم لنا تأديبات. لأن هذه الأخيرة هي نوع من أنواع البركات.
فالطبيب ليس فقط يسمح لنا بالاستحمام (في الحمامات)... أو الذهاب إلى الحدائق المبهجة، بل وأيضًا عندما يستخدم المشرط والسكين هو طبيب!
والأب ليس فقط عندما يلاطف ابنه، بل وعندما يؤدبه ويعاقبه... هو أب!
وإذ نعلم أن الله أكثر حنوًا من كل الأطباء، فليس لنا أن نستقصي عن معاملاته، ولا أن نطلب منه حسابًا عنها، بل ما يحسن في عينيه يفعله. فلا نميز إن كان يعتقنا من التجربة أو يؤدبنا، لأنه بكلا الطريقين يود ردنا إلى الصحة، ويجعلنا شركاء معه، وهو يعلم احتياجاتنا المختلفة، وما يناسب كل واحدٍ منا، وكيف، وبأية طريقةٍ يلزمنا أن نخلص...
لنتبعه حيثما يأمرنا، ولا نفكر كثيرًا إن كان يأمرنا أن نسلك طريقًا سهلًا وممهدًا أو طريقًا صعبًا وعرًا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:43 AM   رقم المشاركة : ( 176062 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* اجعل الأبواب مغلقة عندئذ تخضع لك الأفكار الشريرة بسرعة.

* "كثرة الكلمات لا تخلو من المعاصي".
إن كان لك كلمة نافعة حقًا افتح شفتيك.
أما إذا لم تكن هناك ضرورة للكلام اصمت، فإن هذا أفضل!



القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:51 AM   رقم المشاركة : ( 176063 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




شرف الخدمة ومفهومها


أودّ في البداية أن أذكُر وأذكِّر أن ما رسخ في أذهاننا وأذهان الكثيرين أن الخدمة المسيحية قوامها التبشير أو التعليم أو الوعظ أو المنابر عامة أو ما شابه ذلك من خدمات في الدوائر الكنسية هو فقط الجزء الظاهر من جبل الجليد العائم في المحيط الكنسي. لكن الخدمة في الواقع هي حياة مكرَّسة للمسيح في السِرّ والعَلن في البيت والعمل في الاجتماع والمجتمع.

والخدمة والعبادة شيء واحد، وإن تعدّدت صور الممارسات لكن الجوهر واحد ووحيد. وهذا ما أفهمه من بعض الآيات:

1- «الله الذي أعبده (أو أخدمه) بروحي في انجيل ابنه» (رو1: 9).

2- «أطلب إليكم أن تقدِّموا أجسادكم ذبيحة... عبادتكم (أو خدمتكم) العقلية» (رو12: 1).

3- «كيف رجعتم إلى الله... لتعبدوا (أو تخدموا) الله الحي الحقيقي» (1تس1: 9).

4- «أشكر الله الذي أعبده (أو أخدمه) من أجدادي» (2تي1: 3).

وأساس هذا كله ما قاله شاول عندما قابله الرب في الطريق «ماذا تريد يا رب أن أفعل؟» (أع9: 6).

هيا بنا نتمشّى معًا في رحاب الكلمة لنرى شعب الرب في علاقتهم بالرب ومع بعضهم البعض.

قالت الشونمية في يومها: «إنما أنا ساكنة في وسط شعب شعبي» (2مل4: 13). يا للعز! «ورفع بلعام عينيه ورأى إسرائيل حالاًّ حسب أسباطه... فنطق بمثله وقال... ما أحسن خيامك يا يعقوب، مساكنك يا إسرائيل» (عد24: 2-5). فيا للجمال! وترنَّم بنو قورح «ما أحلى مساكنك يا رب الجنود... طوبى للساكنين في بيتك أبدًا يسبحونك... طوبى لأناس عزهم بك... يومًا في ديارك خير من ألف... اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار» (مز84). فيا للروعة!

في هذا الجو الجميل والترتيب الرائع والبديع لجماعة مدعوة خارجة، سائرة في برية وقفر مخوف، قاصدة وطنًا؛ نرى جمالاً وروعة وإبداعًا تخبرنا عنه الأصحاحات الأولى من سفر العدد: رايات مرفوعة، وحدود موضوعة، وأسباط حول مسكن الرب، مجموعة أجناد من كل ناحية، وفي الدائرة الداخلية سبط بأكمله يحل حول مسكن الرب؛ سبط لاوي المُفرَز للخدمة ممثَّلاً في كهنوت هارون وخدمة اللاويين، وسحابة المجد حالّة فوق المسكن ليلاً نهارًا، في الحَلّ والترحال. وما هذا كله من جلال وروعة ومجد وترتيب إلا لأن الرب يسكن في وسطهم (خر25: 8).

وفي هذا الجو الجميل نسمع صوت موسى يبارك سبط لاوي في ختام الرحلة «تميمك وأوريمك لرجلك الصديق... حفظوا كلامك وصانوا عهدك... يعلّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك، يضعون بخورًا في أنفك ومحرقات على مذبحك». شرف لا يُدانيه شرف، شرف خدمة الرب، خدمة المسكن والأقداس، وخدمة المحلة والأسباط.

في العهد القديم سبط مفرز للخدمة، أما في العهد الجديد، فيا للعجب، كل المؤمنين مفرزون ومقدَّسون. «ليسوا من العالم» (يو17: 16). «جنس مختار، كهنوت ملوكي، أُمّة مقدّسة، شعب اقتناء» (1بط2: 9).

طريقنا إلى الأقداس مفتوح، فلنتقدّم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا، ومغتَسلة أجسادنا (عب10: 22). وهذا يأتي بنا إلى كهنوتنا المقدس؛ الدائرة الأولى فيه تبدأ بالعلاقة الخاصة بين النفس وبين الرب «ادخل إلى مخدعك واغلق بابك» (مت6: 6). هناك في الخفاء ”يجري حديثي معه سرًا ولا رقيب“. حيث تُسكَب النفس في حضرته، وندخل بأرواحنا إلى أقداسه لتقديم ذبائح روحية، بخور ومحرقات، محورها شخص المسيح وعمله ووظائفه وأمجاده الحاضرة والمستقبلة.

ثم تتسع الدائرة، لكن في داخل الأبواب التي رُشّت قوائمها بدم الحمل؛ دائرة العائلة، خيام الصديقين. قال يشوع قديمًا في ختام رحلته مع الشعب «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» (يش24: 15). ولنا في العهد الجديد بيوت كثيرة وجد الرب فيها راحة وسرورًا، واشتمّ فيها محرقات وبخورًا، من ليديا وأهل بيتها إلى السجان مع جميع من في بيته (أع16)، إلى أكيلا وبريسكلا والكنيسة التي في بيتهما (1كو16: 19)، إلى بيت استفاناس (1كو16: 15) إلى بيت أنسيفورس (2تي1: 16). ألا نجد في هذه البيوت خدمة مباركة «يضعون بخورًا في أنفك ومحرقات على مذبحك».

ثم نخرج إلى دائرة أوسع، حيثما يُجمَع المؤمنون إلى اسم الرب. لكل واحد مزمور أو تعليم أو نبوة... سيمفونية رائعة يقودها الروح القدس ومنها تستقبل السماء بخورًا ومحرقات.
ليتنا نقدِّر هذا كله في كل دائرة: دائرة المخدع، دائرة البيت والعائلة، دائرة الاجتماع إلى اسم الرب.

كهنوت مقدّس.. ذبائح مقبولة بيسوع المسيح.. يا لامتيازنا!

من هذا الجو نخرج بأجسادنا، لا بأرواحنا، لنمارس الجانب الآخر من الكهنوت: الكهنوت الملوكي. «لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب» (1بط2: 9). «يعلّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك» (تثنية33: 10). خدمة تلقائية وشهادة لا يمكن كتمانها.

قال الذي كان قبلاً أعمى «كنت أعمى والآن أبصر» (يو9: 25)، وقالت السامرية «هلموا انظروا» (يو4: 29)، وقال الرب لمن أخرج منه الشياطين في مرقس5: 19 «اذهب إلى بيتك وإلى أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك». وقال بولس «من أورشليم وما حولها حتى إلى الليريكون قد أكملت التبشير بانجيل المسيح.» (رو15: 19)، وكان شوق قلبه بعد روما «سأمضي مارًا بكم إلى أسبانيا» (رو15: 28).

ولا ننسى أن الرب ينظر وينتظر الأمانة والأمناء في كل جيل «عيناي على أمناء الأرض... السالك طريقًا كاملاً هو يخدمني» (مز101: 6). فيذكر في سفر العدد25: 11 «فينحاس بن العازار... غار غيرتي في وسطهم... ها أنا أعطيه ميثاقي ميثاق السلام، فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدي لأجل أنه غار غيرتي وكفّر عن بني إسرائيل».

وفي سفر ملاخي2: 4-7 آخر أسفار العهد القديم «عهدي مع لاوي، قال رب الجنود. كان عهدي معه للحياة والسلام وأعطيه إياهما للتقوى فاتقاني، ومن اسمي ارتاع هو، شريعة الحق كانت في فيه، وإثم لم يوجد في شفتيه. سلك معي في السلام والاستقامة، وأرجع كثيرين عن الإثم».

ليتنا ندرك شرف الخدمة ونَعي مفاهيمها ودوائرها. وليت الرب يحفظنا أمناء في كل دائرة من دوائر كهنوتنا؛ ندخل أقداس الله، نضع بخورًا في أنفه، ونُصعد محرقات على مذبحه، ونخرج لنمارس كهنوتنا الملوكي شاهدين مخبرين بفضائل الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب
 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:53 AM   رقم المشاركة : ( 176064 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الخدمة والعبادة شيء واحد، وإن تعدّدت صور الممارسات
لكن الجوهر واحد ووحيد. وهذا ما أفهمه من بعض الآيات:

1- «الله الذي أعبده (أو أخدمه) بروحي في انجيل ابنه» (رو1: 9).

2- «أطلب إليكم أن تقدِّموا أجسادكم ذبيحة... عبادتكم (أو خدمتكم) العقلية» (رو12: 1).

3- «كيف رجعتم إلى الله... لتعبدوا (أو تخدموا) الله الحي الحقيقي» (1تس1: 9).

4- «أشكر الله الذي أعبده (أو أخدمه) من أجدادي» (2تي1: 3).

وأساس هذا كله ما قاله شاول عندما قابله الرب في الطريق «ماذا تريد يا رب أن أفعل؟» (أع9: 6).

هيا بنا نتمشّى معًا في رحاب الكلمة لنرى شعب الرب في علاقتهم بالرب ومع بعضهم البعض.

قالت الشونمية في يومها: «إنما أنا ساكنة في وسط شعب شعبي» (2مل4: 13). يا للعز! «ورفع بلعام عينيه ورأى إسرائيل حالاًّ حسب أسباطه... فنطق بمثله وقال... ما أحسن خيامك يا يعقوب، مساكنك يا إسرائيل» (عد24: 2-5). فيا للجمال! وترنَّم بنو قورح «ما أحلى مساكنك يا رب الجنود... طوبى للساكنين في بيتك أبدًا يسبحونك... طوبى لأناس عزهم بك... يومًا في ديارك خير من ألف... اخترت الوقوف على العتبة في بيت إلهي على السكن في خيام الأشرار» (مز84). فيا للروعة!

في هذا الجو الجميل والترتيب الرائع والبديع لجماعة مدعوة خارجة، سائرة في برية وقفر مخوف، قاصدة وطنًا؛ نرى جمالاً وروعة وإبداعًا تخبرنا عنه الأصحاحات الأولى من سفر العدد: رايات مرفوعة، وحدود موضوعة، وأسباط حول مسكن الرب، مجموعة أجناد من كل ناحية، وفي الدائرة الداخلية سبط بأكمله يحل حول مسكن الرب؛ سبط لاوي المُفرَز للخدمة ممثَّلاً في كهنوت هارون وخدمة اللاويين، وسحابة المجد حالّة فوق المسكن ليلاً نهارًا، في الحَلّ والترحال. وما هذا كله من جلال وروعة ومجد وترتيب إلا لأن الرب يسكن في وسطهم (خر25: 8).

وفي هذا الجو الجميل نسمع صوت موسى يبارك سبط لاوي في ختام الرحلة «تميمك وأوريمك لرجلك الصديق... حفظوا كلامك وصانوا عهدك... يعلّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك، يضعون بخورًا في أنفك ومحرقات على مذبحك». شرف لا يُدانيه شرف، شرف خدمة الرب، خدمة المسكن والأقداس، وخدمة المحلة والأسباط.

في العهد القديم سبط مفرز للخدمة، أما في العهد الجديد، فيا للعجب، كل المؤمنين مفرزون ومقدَّسون. «ليسوا من العالم» (يو17: 16). «جنس مختار، كهنوت ملوكي، أُمّة مقدّسة، شعب اقتناء» (1بط2: 9).
 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:54 AM   رقم المشاركة : ( 176065 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طريقنا إلى الأقداس مفتوح، فلنتقدّم بقلب صادق في يقين الإيمان مرشوشة قلوبنا، ومغتَسلة أجسادنا (عب10: 22). وهذا يأتي بنا إلى كهنوتنا المقدس؛ الدائرة الأولى فيه تبدأ بالعلاقة الخاصة بين النفس وبين الرب «ادخل إلى مخدعك واغلق بابك» (مت6: 6). هناك في الخفاء ”يجري حديثي معه سرًا ولا رقيب“. حيث تُسكَب النفس في حضرته، وندخل بأرواحنا إلى أقداسه لتقديم ذبائح روحية، بخور ومحرقات، محورها شخص المسيح وعمله ووظائفه وأمجاده الحاضرة والمستقبلة.

ثم تتسع الدائرة، لكن في داخل الأبواب التي رُشّت قوائمها بدم الحمل؛ دائرة العائلة، خيام الصديقين. قال يشوع قديمًا في ختام رحلته مع الشعب «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» (يش24: 15). ولنا في العهد الجديد بيوت كثيرة وجد الرب فيها راحة وسرورًا، واشتمّ فيها محرقات وبخورًا، من ليديا وأهل بيتها إلى السجان مع جميع من في بيته (أع16)، إلى أكيلا وبريسكلا والكنيسة التي في بيتهما (1كو16: 19)، إلى بيت استفاناس (1كو16: 15) إلى بيت أنسيفورس (2تي1: 16). ألا نجد في هذه البيوت خدمة مباركة «يضعون بخورًا في أنفك ومحرقات على مذبحك».

ثم نخرج إلى دائرة أوسع، حيثما يُجمَع المؤمنون إلى اسم الرب. لكل واحد مزمور أو تعليم أو نبوة... سيمفونية رائعة يقودها الروح القدس ومنها تستقبل السماء بخورًا ومحرقات.
ليتنا نقدِّر هذا كله في كل دائرة: دائرة المخدع، دائرة البيت والعائلة، دائرة الاجتماع إلى اسم الرب.

كهنوت مقدّس.. ذبائح مقبولة بيسوع المسيح.. يا لامتيازنا!

من هذا الجو نخرج بأجسادنا، لا بأرواحنا، لنمارس الجانب الآخر من الكهنوت: الكهنوت الملوكي. «لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب» (1بط2: 9). «يعلّمون يعقوب أحكامك وإسرائيل ناموسك» (تثنية33: 10). خدمة تلقائية وشهادة لا يمكن كتمانها.

قال الذي كان قبلاً أعمى «كنت أعمى والآن أبصر» (يو9: 25)، وقالت السامرية «هلموا انظروا» (يو4: 29)، وقال الرب لمن أخرج منه الشياطين في مرقس5: 19 «اذهب إلى بيتك وإلى أهلك، وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك». وقال بولس «من أورشليم وما حولها حتى إلى الليريكون قد أكملت التبشير بانجيل المسيح.» (رو15: 19)، وكان شوق قلبه بعد روما «سأمضي مارًا بكم إلى أسبانيا» (رو15: 28).

ولا ننسى أن الرب ينظر وينتظر الأمانة والأمناء في كل جيل «عيناي على أمناء الأرض... السالك طريقًا كاملاً هو يخدمني» (مز101: 6). فيذكر في سفر العدد25: 11 «فينحاس بن العازار... غار غيرتي في وسطهم... ها أنا أعطيه ميثاقي ميثاق السلام، فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدي لأجل أنه غار غيرتي وكفّر عن بني إسرائيل».

وفي سفر ملاخي2: 4-7 آخر أسفار العهد القديم «عهدي مع لاوي، قال رب الجنود. كان عهدي معه للحياة والسلام وأعطيه إياهما للتقوى فاتقاني، ومن اسمي ارتاع هو، شريعة الحق كانت في فيه، وإثم لم يوجد في شفتيه. سلك معي في السلام والاستقامة، وأرجع كثيرين عن الإثم».

ليتنا ندرك شرف الخدمة ونَعي مفاهيمها ودوائرها. وليت الرب يحفظنا أمناء في كل دائرة من دوائر كهنوتنا؛ ندخل أقداس الله، نضع بخورًا في أنفه، ونُصعد محرقات على مذبحه، ونخرج لنمارس كهنوتنا الملوكي شاهدين مخبرين بفضائل الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب
 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:56 AM   رقم المشاركة : ( 176066 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الخدمة في الوظائف الكنسية



يذكر لنا العهد الجديد وظيفتين كنسيتين، هما وظيفة الأسقف، ووظيفة الشماس. وهناك فارقان بين المواهب التي تكلمنا عنها في الفصلين السابقين، والوظائف الكنسية التي نتحدث عنها الآن. أولاً: الموهبة تمارس في كل مكان حيث يوجد المؤمنون، وذلك لبنيان جسد المسيح، أما الوظيفة فهي محلية في طابعها؛ فالأسقف أو الشماس في كنيسة ما لا يمارسان عملهما (الأسقفية أو الشموسية) في كنيسة أخرى. ثانيًا: أن الموهبة تُعطى من الرب مباشرةً، ولا دخل للإنسان فيها؛ بينما الوظائف هو عمل تطوعي، واختيار الإنسان واضح فيها، سواء من جانب الشخص الذي يخدم (في خدمة الأساقفة - 1تي3: 1)، أو من جانب الأشخاص الذين تؤدى الخدمة لهم (كما في خدمة الشموسية - أع6: 3).

الأساقفة

وبمقارنة كلمة الله معًا يتضح لنا أن الشيوخ أو القسوس، هم بعينهم النظار أو الأساقفة.

ففي أعمال 20: 17-28 نقرأ: «وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ (بولس) إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ. فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: ...اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ».

واضح من هذه الآيات أن القسوس هم بعينهم الأساقفة.

ثم في تيطس 1: 5-7 نقرأ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخاً كَمَا أَوْصَيْتُكَ». ثم يقول: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ».

ومن هذه الآيات نفهم أن الشيخ هو بعينه الأسقف.

ثم من 1بطرس 5: 1-3 نقرأ: «أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّاراً، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاِخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ».

ومن الآيات السابقة نفهم أن الشيخ هو الناظر.

وبمراجعة هذه الأسماء الأربعة السابقة يتضح لنا أن كلمتين منها عربية، هما ”الشيخ“ و”الناظر“، وأن كلمتين منها ليستا من أصل عربي، هما ”القسيس“ و”الأسقف“. فكلمة ”قسيس“ من أصل سرياني ”قشيشو“، وترجمتها العربية هي ”الشيخ“، وكلمة ”أسقف“ أصلها يوناني ”أبيسكوبس“ وترجمتها بالعربي ”ناظر“.

ومما سبق يتضح لنا أن تعبيرين من هذه التعبيرات الأربعة يخصان السن، هما القسيس (وهي كلمة سريانية الأصل) وبالعربية شيخ، وتعبيرين يخصان الوظيفة أو العمل، وهما الأسقف (وهي كلمة يونانية الأصل) وبالعربية ناظر.

لن نشغل أنفسنا الآن بخطإ إقامة الشيوخ عن طريق التعيين البشري أو الانتخابات، فواضح أن هذا كله مخالف لكلمة الله. لقد كانت إقامة الأساقفة تتم عن طريق الرسل أو مندوبيهم (أع14: 23؛ تي1: 5). ولأن الرسل رحلوا، لكن الروح القدس باقٍ، فالروح القدس الآن هو الذي يقيمهم (أع20: 28). ولكن حيث إننا نتحدث الآن عن الخدمة في كنيسة الله، فسنحصر حديثنا في الدور الذي على كل من الأساقفة والشمامسة أن يؤدوه.

ما هي خدمة الأسقف؟
يمكننا تتبع أربعة أعمال هامة للشيوخ الذين هم الأساقفة:

أولاً: السهر التقوي على حالة القطيع
وأقصد به هنا الخطر القادم من الخارج.


فيقول الرسول بولس: «اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذَلِكَ اسْهَرُوا» (أع20: 28-31).

فهناك خطر ممكن أن يواجه شعب الرب، سواء تعاليم كاذبة من معلمي الضلال، أو ممارسات خاطئة من الذين ينحرفون عن كلمة الله. وبيت الله ليس مجالاً لكي يتصرف فيه كل واحد حسبما يحلو له (انظر 1تيموثاوس3: 14، 15). تُرى من الذي يراقب أحوال كنيسة الله؟ هذا هو في المقام الأول دور الأسقف.

ويقول الرسول بولس لابنه تيطس: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ... مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِراً أَنْ ... يُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ. فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ ... يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، ... الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ» (تي1: 7-11).

وهناك صورة توضيحية عن ضرورة وأهمية السهر على أحوال القطيع، نجدها في وصف الرعاة، الذين وصلتهم البشارة بمولد المسيح في بيت لحم، إذ يقول الوحي عنهم: «كَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ» (لو2: 8). ففي الليل يكثر اللصوص، وتنتشر الذئاب، ويجب على النظار السهر لحراسة قطيع الرب.

ثانيًا: الإرشاد والقيادة لجماعة المؤمنين

أعني به مراقبة طرق المؤمنين لتشجيعهم وتوجيههم، وإنذارهم أيضًا عند اللزوم. فيقول الرسول بولس للمؤمنين في تسالونيكي: «ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيراً جِدّاً فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ» (1تس5: 12، 13).

وينبغي أن يتميز الأسقف بمحبة قلبية حقيقية لشعب الرب، بحيث إنهم يكونون موضوع صلاته واهتمامه. ويصور لنا الرسول بولس هذه المحبة الصادقة عندما قال: «من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب؟» (2كو11: 29). ويقول كاتب العبرانيين عن الأمر عينه: «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ» (عب13: 17).

والرسول بولس عندما تحدث عن محبة المسيح للكنيسة قائلاً: «فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضًا للكنيسة» (أف5: 29)، يمكن القول إن المسيح يقوت جسده عن طريق أصحاب المواهب، ويربي جسده (يعتني به ويدفئه) عن طريق الوظائف، ولا سيما الأسقفية.

ثالثًا: تقديم الطعام لشعب الرب

وهذا هو معنى كلمات الرسول لقسوس كنيسة أفسس: «أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ» (أع20: 28)، أي لتطعموهم. وأيضا قول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا» (1بط5: 2)، بمعنى أطعموهم. وفي هذا قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ» (عب13: 7). فكلمة الله هي الطعام الذي يحتاج إليه شعب الله. فلا ينبغي على الشيوخ أن يقدموا لشعب الله أفكارهم هم أو أفكار البشر، ولا أقوال الآباء أو قصص الأقدمين، هذا كله ليس الطعام الذي يشبع ويقيت شعب الله، بل أن ما يبنيهم حقًا هو تقديم كلمة الله للمؤمنين. قال الرب قديمًا على لسان إرميا: «ما للتبن مع الحنطة يقول الرب؟» (إر23: 28). ولذلك فإنه من ضمن شروط الأسقف الواردة في 1تيموثاوس 3: 2 أن يكون ”صالحًا للتعليم“. ويقول الرسول لتيطس كلامًا أوضح أنه ينبغي أن يكون الأسقف: «مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ» (تي1: 9). هذا هو عمل الشيوخ، بالإضافة إلى عملهم في التدبير (1تي5: 17).

رابعًا: أن يقدموا أنفسهم أمثلة للرعية

فالناس تتعلم مما تراه أكثر من تعلمها مما تسمع. ولو كان الشيوخ مثالاً للتقوى والانضباط بين الجماعة، فعادة يكون باقي المؤمنين كذلك. في هذا يقول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا... صائرين أمثلة للرعية» (1بط5: 2، 3). كما قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ» (عب13: 7)

مما تقدم يتضح لنا أنه يجب أن يميِّز الأسقف أو الشيخ المحبة العميقة للنفوس، والحكمة في التعامل معهم، والحزم لمواجهة كل انحراف، وطول الأناة للترفق بمن يضل ويتوه. فليت الرب يكثر من بيننا من يتميزون بهذه الميزات الرائعة، ويرغبون في خدمة المسيح والنفوس الغالية على قلبه. فإن هؤلاء يشتهون ”عملاً صالحًا“ (1تي3: 1). ومكافأتهم آتية في القريب العاجل، فمتى ظهر رئيس الرعاة فإنهم سينالون إكليل المجد الذي لا يبلى (1بط5: 4).

الشمامسة

كلمة ”شماس“، وباليوناني ”دياكونوس“ تعني ”الخادم“. ويقال إن الكلمة حرفيًا تعني من يهيل التراب في سيره، للدلالة على سرعة تحركه لإنجاز المهمة. ولقد وردت هذه الكلمة حوالي 30 مرة، وتُرجمت في معظم هذه المرات ”خادم“ (مثل يوحنا 2: 5-9؛ رومية 13: 4، 6؛ 16: 1؛ أعمال 6؛ ... إلخ). والمسيح استخدم هذا التعبير عن نفسه عندما قال «أنا بينكم كالذي يخدم» (لو22: 27). وكلمة الشماس لم تَرِد في الكتاب بحصر اللفظ إلا في فيلبي 1: 1، 1تيموثاوس 3: 8-13.

ما هي خدمة الشماس؟

إن كان الأسقف يُعنى بالأمور الروحية بين جماعة الرب، فإن عمل الشماس هو الأمور المادية (انظر أعمال6).

ومع ذلك فلا ينبغي أن يظن أحد أن وظيفة الشماس وخدمته هما بالأمر الزهيد. فيقول الرسول: «لأَنَّ الَّذِينَ تَشَمَّسُوا حَسَناً يَقْتَنُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَرَجَةً حَسَنَةً وَثِقَةً كَثِيرَةً فِي الإِيمَانِ الَّذِي بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ» (1تي3: 13).

إن استفانوس الشهيد الأول في المسيحية؛ وفيلبس - وهو الوحيد الذي دُعي في الكتاب أنه مبشِّر - كانا شماسين. وكثيرون من رجال الله العظام بدأوا خدمتهم بأعمال بسيطة، ولكن سرعان ما ائتمنهم الرب على خدمات أوسع. فيشوع مثلاً كان خادمًا لموسى، ولكنه صار بعد موت موسى قائدًا لشعب الله، وهو الذي أدخلهم أرض الموعد، وأليشع كان يصب ماء على يدي إيليا، ثم نال نصيب اثنين من روح إيليا عليه. ومرقس خدم احتياجات بولس وبرنابا الزمنية، ولكنه صار خادمًا نافعًا للمسيح، واستخدمه في كتابة واحد من البشائر الأربع.

أخي العزيز: إن أصغر خدمة لله أو لبيته هي عظيمة القيمة جدًا في نظر الله. فابدأ فورًا بأبسط عمل في طريق خدمة الرب، وتذكر أن الأمين في القليل أمين أيضًا في الكثير (لو16: 10).

 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:57 AM   رقم المشاركة : ( 176067 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الأساقفة

وبمقارنة كلمة الله معًا يتضح لنا أن الشيوخ أو القسوس هم بعينهم النظار أو الأساقفة.

ففي أعمال 20: 17-28 نقرأ: «وَمِنْ مِيلِيتُسَ أَرْسَلَ (بولس) إِلَى أَفَسُسَ وَاسْتَدْعَى قُسُوسَ الْكَنِيسَةِ. فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ قَالَ لَهُمْ: ...اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ».

واضح من هذه الآيات أن القسوس هم بعينهم الأساقفة.

ثم في تيطس 1: 5-7 نقرأ: «مِنْ أَجْلِ هَذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ الأُمُورِ النَّاقِصَةِ، وَتُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ شُيُوخاً كَمَا أَوْصَيْتُكَ». ثم يقول: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ».

ومن هذه الآيات نفهم أن الشيخ هو بعينه الأسقف.

ثم من 1بطرس 5: 1-3 نقرأ: «أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّاراً، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاِخْتِيَارِ، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ بَلْ بِنَشَاطٍ، وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ».

ومن الآيات السابقة نفهم أن الشيخ هو الناظر.

وبمراجعة هذه الأسماء الأربعة السابقة يتضح لنا أن كلمتين منها عربية، هما ”الشيخ“ و”الناظر“، وأن كلمتين منها ليستا من أصل عربي، هما ”القسيس“ و”الأسقف“. فكلمة ”قسيس“ من أصل سرياني ”قشيشو“، وترجمتها العربية هي ”الشيخ“، وكلمة ”أسقف“ أصلها يوناني ”أبيسكوبس“ وترجمتها بالعربي ”ناظر“.

ومما سبق يتضح لنا أن تعبيرين من هذه التعبيرات الأربعة يخصان السن، هما القسيس (وهي كلمة سريانية الأصل) وبالعربية شيخ، وتعبيرين يخصان الوظيفة أو العمل، وهما الأسقف (وهي كلمة يونانية الأصل) وبالعربية ناظر.

لن نشغل أنفسنا الآن بخطإ إقامة الشيوخ عن طريق التعيين البشري أو الانتخابات، فواضح أن هذا كله مخالف لكلمة الله. لقد كانت إقامة الأساقفة تتم عن طريق الرسل أو مندوبيهم (أع14: 23؛ تي1: 5). ولأن الرسل رحلوا، لكن الروح القدس باقٍ، فالروح القدس الآن هو الذي يقيمهم (أع20: 28). ولكن حيث إننا نتحدث الآن عن الخدمة في كنيسة الله، فسنحصر حديثنا في الدور الذي على كل من الأساقفة والشمامسة أن يؤدوه.
 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:57 AM   رقم المشاركة : ( 176068 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


السهر التقوي على حالة القطيع
وأقصد به هنا الخطر القادم من الخارج.


فيقول الرسول بولس: «اِحْتَرِزُوا إذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ. لأَنِّي أَعْلَمُ هَذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. لِذَلِكَ اسْهَرُوا» (أع20: 28-31).

فهناك خطر ممكن أن يواجه شعب الرب، سواء تعاليم كاذبة من معلمي الضلال، أو ممارسات خاطئة من الذين ينحرفون عن كلمة الله. وبيت الله ليس مجالاً لكي يتصرف فيه كل واحد حسبما يحلو له (انظر 1تيموثاوس3: 14، 15). تُرى من الذي يراقب أحوال كنيسة الله؟ هذا هو في المقام الأول دور الأسقف.

ويقول الرسول بولس لابنه تيطس: «لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ كَوَكِيلِ اللهِ... مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِراً أَنْ ... يُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ. فَإِنَّهُ يُوجَدُ كَثِيرُونَ ... يَتَكَلَّمُونَ بِالْبَاطِلِ، وَيَخْدَعُونَ الْعُقُولَ، ... الَّذِينَ يَجِبُ سَدُّ أَفْوَاهِهِمْ» (تي1: 7-11).

وهناك صورة توضيحية عن ضرورة وأهمية السهر على أحوال القطيع، نجدها في وصف الرعاة، الذين وصلتهم البشارة بمولد المسيح في بيت لحم، إذ يقول الوحي عنهم: «كَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ» (لو2: 8). ففي الليل يكثر اللصوص، وتنتشر الذئاب، ويجب على النظار السهر لحراسة قطيع الرب.
 
قديم 20 - 10 - 2024, 11:59 AM   رقم المشاركة : ( 176069 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الإرشاد والقيادة لجماعة المؤمنين

أعني به مراقبة طرق المؤمنين لتشجيعهم وتوجيههم، وإنذارهم أيضًا عند اللزوم. فيقول الرسول بولس للمؤمنين في تسالونيكي: «ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيراً جِدّاً فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ» (1تس5: 12، 13).

وينبغي أن يتميز الأسقف بمحبة قلبية حقيقية لشعب الرب، بحيث إنهم يكونون موضوع صلاته واهتمامه. ويصور لنا الرسول بولس هذه المحبة الصادقة عندما قال: «من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب؟» (2كو11: 29). ويقول كاتب العبرانيين عن الأمر عينه: «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ» (عب13: 17).

والرسول بولس عندما تحدث عن محبة المسيح للكنيسة قائلاً: «فإنه لم يبغض أحد جسده قط، بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضًا للكنيسة» (أف5: 29)، يمكن القول إن المسيح يقوت جسده عن طريق أصحاب المواهب، ويربي جسده (يعتني به ويدفئه) عن طريق الوظائف، ولا سيما الأسقفية.
 
قديم 20 - 10 - 2024, 12:00 PM   رقم المشاركة : ( 176070 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تقديم الطعام لشعب الرب

وهذا هو معنى كلمات الرسول لقسوس كنيسة أفسس: «أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ» (أع20: 28)، أي لتطعموهم. وأيضا قول الرسول بطرس للشيوخ: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا» (1بط5: 2)، بمعنى أطعموهم. وفي هذا قال كاتب العبرانيين: «اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ» (عب13: 7). فكلمة الله هي الطعام الذي يحتاج إليه شعب الله. فلا ينبغي على الشيوخ أن يقدموا لشعب الله أفكارهم هم أو أفكار البشر، ولا أقوال الآباء أو قصص الأقدمين، هذا كله ليس الطعام الذي يشبع ويقيت شعب الله، بل أن ما يبنيهم حقًا هو تقديم كلمة الله للمؤمنين. قال الرب قديمًا على لسان إرميا: «ما للتبن مع الحنطة يقول الرب؟» (إر23: 28). ولذلك فإنه من ضمن شروط الأسقف الواردة في 1تيموثاوس 3: 2 أن يكون ”صالحًا للتعليم“. ويقول الرسول لتيطس كلامًا أوضح أنه ينبغي أن يكون الأسقف: «مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ» (تي1: 9). هذا هو عمل الشيوخ، بالإضافة إلى عملهم في التدبير (1تي5: 17).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024