منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 10 - 2024, 12:12 PM   رقم المشاركة : ( 175871 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كيف يمكنني أن أظهر الاحترام لكرامة المرأة باعتبارها مخلوقة على صورة الله

لكي نكرم حقًا كرامة المرأة كحاملة لصورة الله، يجب علينا أولاً أن ندرك الحقيقة القوية بأن جميع البشر خُلقوا متساوين في عيني ربنا. كما يخبرنا سفر التكوين 1: 27: "خلق الله البشر على صورته، على صورة الله خلقهم؛ ذكرًا وأنثى خلقهم". هذه المساواة الأساسية تشكل أساس الاحترام الحقيقي والتوقير لكرامة كل إنسان.

لإظهار الاحترام لكرامة المرأة التي وهبها الله لها، ابدأ بتنمية نظرة حب وتقدير لها، والنظر إليها كشخص كامل له قيمة متأصلة تتجاوز أي صفات جسدية. انظروا إليها كما ينظر المسيح إلى كنيسته - بحنان وشفقة ومحبة غير أنانية. استمع بانتباه عندما تتحدث، وقيّم أفكارها ومشاعرها وخبراتها كتعبير عن شخصيتها الفريدة (ر وآخرون، 2023).

في تفاعلاتك، مارس اللطف والمجاملة الحقيقيين، ليس كمجرد شكليات، ولكن كانعكاس للاحترام الذي تحمله في قلبك. انتبهوا لأقوالكم وأفعالكم، واحرصوا على أن تكون كلماتكم وأفعالكم راعيةً لها ومؤكدةً لها بدلاً من التقليل من شأنها أو التقليل من شأنها. اعترفوا بمواهبها ومواهبها وإنجازاتها واحتفلوا بها كمظاهر لعمل الله الخلاق في حياتها.

والأهم من ذلك، احترمي حريتها واستقلاليتها كطفلة لله. لا تسعى للسيطرة عليها أو التلاعب بها، بل ادعم نموها وازدهارها كفرد. شجعها على السعي لتحقيق دعوتها التي وهبها الله لها، مهما كان شكلها. قف إلى جانبها كحليف في مواجهة الظلم أو التمييز.

تذكر دائمًا أن الاحترام الحقيقي متجذر في الحب - ليس الحب الأناني أو حب التملك، بل الحب غير الأناني والمضحي الذي جسده المسيح. وبينما تزرعون هذه المحبة الشبيهة بالمسيح في قلوبكم، ستنمو بطبيعة الحال قدرتكم على احترام كرامة المرأة وجميع الناس كحاملين للصورة الإلهية (توماس وهيل، 2006).
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:13 PM   رقم المشاركة : ( 175872 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ما هي الحدود المناسبة التي يجب الحفاظ عليها في علاقة مواعدة مسيحية

إن وضع حدود صحية في علاقة المواعدة هو فعل محبة - محبة لله وللآخر وللرابطة المقدسة التي تتشاركانها. تعمل هذه الحدود على حماية ورعاية علاقتكما، وتساعدها على النمو بطريقة تكرم الله وتحترم بعضكما البعض.

الالتزام بالطهارة الجنسية قبل الزواج. وهذا يعني الاحتفاظ بالعلاقة الحميمة الجسدية لعهد الزواج، وفقًا لتصميم الله. انتبهوا للمواقف التي يمكن أن تؤدي إلى الإغواء، وادعموا بعضكم بعضًا في الحفاظ على طهارة العقل والجسد. تذكروا أن أجسادكم هي هياكل للروح القدس، ويجب أن تعاملوها بوقار واحترام (أورجي وأونينيمريم، 2020).

ضع حدودًا حول الوقت والأولويات. اجعلا علاقتكما مع الله أولوية غير قابلة للتفاوض، سواء على المستوى الفردي أو كزوجين. خصص وقتًا مخصصًا للصلاة والعبادة والنمو الروحي. وبالمثل، احرصا على تخصيص وقت لرعاية علاقتكما، واحرصا على ألا يكون للعمل أو الالتزامات الاجتماعية أو الأنشطة الأخرى الأولوية على وقتكما معًا.

ضع حدودًا عاطفية تحمي قدسية علاقتكما. انتبه إلى الصداقات الحميمة مع أفراد الجنس الآخر، وكن حذرًا بشأن مشاركة التفاصيل الحميمة لعلاقتك مع الآخرين. عزز الشفافية والثقة في علاقتك مع الحفاظ على الخصوصية المناسبة.

وضع حدود حول حل الخلافات. الاتفاق على معالجة الخلافات باحترام، وتجنب الكلمات أو الأفعال الجارحة. التزموا بعدم ترك الشمس تغيب عنكم كما ينصح الكتاب المقدس، والسعي للمصالحة في الوقت المناسب. ضع في اعتبارك وضع إشارة "وقت مستقطع" للحظات الغضب، مما يتيح مساحة لتهدئة المشاعر قبل مواصلة المناقشات.

في عصرنا الرقمي، من المهم وضع حدود لاستخدام التكنولوجيا. اتفقا على حدود لاستخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي خلال وقتكما معاً. ضع في اعتبارك تطبيق ضمانات ضد الإغراءات عبر الإنترنت التي قد تضر بعلاقتكما.

الحدود المالية مهمة أيضًا، خاصة وأنك تستعد لمستقبل مشترك. ناقشوا أساليبكم في الإنفاق والادخار والعطاء. إذا لم تكونا متزوجين بعد، حافظا على موارد مالية منفصلة مع التحلي بالشفافية بشأن أوضاعكما المالية.

وأخيراً، ضعوا حدوداً تحمي هويتكم الفردية ونموكم الشخصي. في حين أن الوحدة جميلة، إلا أنه من المهم الحفاظ على الاستقلالية الصحية. شجعوا اهتمامات بعضكم البعض الشخصية وصداقاتكم ومساعيكم التي تساهم في الرفاهية والنمو الفردي (أورجي وأونينيميرم، 2020).

وتذكروا يا أبنائي أن الحدود ليست أسوارًا تفرق بينكم بل أسوارًا تحمي. يجب أن تُقام بالحب والاحترام المتبادل والالتزام المشترك بإكرام الله في علاقتكما.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 175873 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كيف يمكنني تنمية الحميمية الروحية أثناء المواعدة

إن تنمية العلاقة الحميمة الروحية في علاقة المواعدة هي رحلة جميلة للتقرب من الله ومن بعضكما البعض في آن واحد. عندما توجهان حياتكما حول المسيح، فإنكما تخلقان مساحة للروح القدس للعمل في علاقتكما ومن خلالها.

ابدأ بجعل الصلاة المشتركة وقراءة الكتاب المقدس حجر الزاوية في وقتكما معًا. خصصا لحظات كل يوم، حتى لو لبضع دقائق فقط، للصلاة معًا والتأمل في كلمة الله. تدعو هذه الممارسة الله إلى مركز علاقتكما وتساعدكما على تمييز مشيئته لحياتكما معًا. أثناء صلاتكم، كونوا ضعفاء مع بعضكم البعض، وشاركوا آمالكم ومخاوفكم والمجالات التي تحتاجون فيها إلى نعمة الله (توماس وهيل، 2006).

انخرطوا في محادثات هادفة حول رحلاتكم الإيمانية. شاركوا شهاداتكم، وناقشوا ما تتعلمونه في أوقات عبادتكم الشخصية، واستكشفوا أسئلة الإيمان معًا. كونوا منفتحين حول صراعاتكم وانتصاراتكم الروحية، وادعموا بعضكم البعض في مسيرتكم مع المسيح. ستقوي هذه المحادثات الروحية العميقة رابطتكم وتساعدكم على النمو معًا في الفهم والحكمة.

حضور الخدمات الكنسية والمشاركة في مجموعات صغيرة أو دراسات الكتاب المقدس معًا. يمكن لهذه التجارب الجماعية للعبادة والتعلم أن تثير محادثات مفيدة بينكما كزوجين. فكر في الانضمام إلى برنامج دراسة الأزواج أو برنامج إرشادي في كنيستك، والذي يمكن أن يوفر التوجيه والدعم الخاص بمرحلة علاقتكما.

اخدموا الآخرين معًا كتعبير عن إيمانكم. ابحث عن فرص في كنيستك أو مجتمعك حيث يمكنكما التطوع جنبًا إلى جنب. إن هذه المهمة المشتركة لا تمنح البركة للآخرين فحسب، بل تقوي أيضًا رابطتكما بينما تعملان على تحقيق أهداف مشتركة متجذرة في الإيمان (توماس وهيل، 2006).

شجّعوا بعضكم البعض على ممارسة التمارين الروحية الشخصية. بينما من المهم أن تكون هناك ممارسات روحية مشتركة، لا تهملوا النمو الفردي. ادعموا بعضكم البعض في الحفاظ على أوقات الصلاة الشخصية، ودراسة الكتاب المقدس، وغيرها من التخصصات الروحية. شاركوا مع بعضكم البعض ما تتعلمونه وكيف يعمل الله في حياتكم.

مارس التسامح والنعمة في تفاعلاتك اليومية. لا توجد علاقة مثالية، ولكن عندما تمدون المحبة الشبيهة بالمسيح لبعضكم البعض، حتى في لحظات الصراع أو خيبة الأمل، فإنكم تخلقون بيئة يمكن أن يزدهر فيها النمو الروحي.

فكروا في قراءة كتب مسيحية عن العلاقات أو الإيمان معًا، وناقشوا ما تعلمتموه وكيف يمكنكم تطبيقه في حياتكم. يمكن أن يوفر هذا إطارًا لمحادثات روحية أعمق ونمو متبادل.

تذكروا أن الحميمية الروحية هي رحلة وليست وجهة. كونوا صبورين مع أنفسكم ومع بعضكم البعض، واحتفلوا بخطوات صغيرة من التقدم على طول الطريق. وكلما أبقيتم المسيح في المركز، ستجدون حبكم لله وبعضكم البعض يتعمق بطرق جميلة (توماس وهيل، 2006).
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:16 PM   رقم المشاركة : ( 175874 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كيف يمكنني أن أثق في توقيت الله وخطته لعلاقاتي

إن الثقة في توقيت الله وخطته لعلاقاتنا هو عمل إيماني قوي يتطلب صبرًا واستسلامًا وثقة عميقة في حكمة الرب ومحبته اللامتناهية. من الطبيعي أن نشعر بالقلق أو نفاد الصبر، خاصة في الأمور القلبية، ولكن يجب أن نتذكر أن أبانا المحب يمسك حياتنا بين يديه ويرغب في الأفضل لنا حقًا.

ابدأ بتنمية علاقة شخصية قوية مع الله. اقضِ وقتًا في الصلاة، ليس فقط في طلب ما تريد، بل استمع إلى صوته وسعَ لفهم مشيئته. انغمس في الكتاب المقدس، واسمح لكلمة الله أن تشكل فهمك للحب والعلاقات وتوقيت الله المثالي. كلما اقتربت من الله، ستجد أنه من الأسهل أن تثق في خطته لحياتك، بما في ذلك علاقاتك (توماس وهيل، 2006).

تدرب على القناعة في موسم حياتك الحالي. سواء كنت أعزب، أو تواعد، أو في علاقة جادة، أدرك أن الله يعمل في حياتك الآن. لكل موسم بركاته وفرصه الفريدة للنمو. وبدلاً من الانتظار بفارغ الصبر للمرحلة التالية، اسعَ إلى احتضان المكان الذي وضعك الله فيه اليوم. استخدم هذا الوقت لتنمية مواهبك وتعميق إيمانك وخدمة الآخرين.

تذكر أن الجدول الزمني لله غالبًا ما يختلف عن جدولنا الزمني. إن منظوره أبدي، وهو يرى الصورة الأكبر لحياتنا. ما قد يبدو لنا تأخيرًا أو خيبة أمل قد يكون طريقة الله في حمايتنا، أو إعدادنا، أو قيادتنا إلى شيء أفضل بكثير مما كنا نتخيله. ثق بأن توقيته مثالي، حتى عندما لا يتماشى مع توقعاتنا (شياو وين، 2005).

سلِّم رغباتك وخططك لله يوميًا. هذا لا يعني أن تتخلى عن آمالك في العلاقة، بل أن تتمسك بها بيدين مفتوحتين. صلِّ من أجل الحكمة لتمييز مشيئة الله والشجاعة لاتباعها، حتى عندما تكون مختلفة عما كنت تتصوره. تذكر كلمات الأمثال 3: 5-6: "اتكل على الرب من كل قلبك ولا تتكل على فهمك، واخضع له في كل طرقك فيجعل طرقك مستقيمة".

اطلب الحكمة من المؤمنين الناضجين الذين يمكنهم تقديم المشورة الإلهية والمنظور الإلهي. في بعض الأحيان، نحتاج إلى الآخرين لمساعدتنا في رؤية كيف يعمل الله في حياتنا عندما نكون قريبين جدًا من الموقف لنرى بوضوح. كن منفتحًا على رؤاهم ونصائحهم، بينما تسعى في النهاية إلى إرشاد الله من خلال الصلاة والكتاب المقدس.

ركز على أن تصبح الشخص الذي يدعوك الله لتكونه، بدلاً من البحث بقلق عن الشخص "المناسب". كلما نمت في شخصية شبيهة بالمسيح وسعيت وراء هدف الله لحياتك، ستكون مستعدًا بشكل أفضل لعلاقة صحية تتمحور حول الله عندما يحين الوقت المناسب.

عندما تظهر الشكوك أو نفاد الصبر، ذكّر نفسك بأمانة الله في الماضي. تأمل في الأوقات التي رأيت فيها يده تعمل في حياتك، وترشدك وترزقك. دع هذه الذكريات تعزز ثقتك في خطته لمستقبلك.

أخيرًا، تذكر أن تحقيقك النهائي وهويتك يأتيان من علاقتك بالمسيح، وليس من أي علاقة بشرية. في حين أن الرغبة في شراكة المحبة أمر طبيعي وجيد، إلا أنه لا ينبغي أن تصبح معبودًا يطغى على علاقتك مع الله. ثق أنه سواء في العزوبية أو في الزواج، فإن محبة الله لك ثابتة وكاملة (توماس وهيل، 2006).

بينما تخوضون رحلة العلاقات، عسى أن تجدوا السلام والفرح في الاستسلام لتوقيت الله المثالي وخطته. ثق في محبته اللامتناهية لك، واعلم أنه يعمل كل شيء معًا لخيرك ومجده.


 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:26 PM   رقم المشاركة : ( 175875 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




العمل الزمني والتفرغ للخدمة

لقد كان الرب - تبارك اسمه - على الأرض هو الخادم الحقيقي لله، وكان لسان حاله «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت». وإنجيل مرقس يتكلم عن الرب في صفته كالخادم، ونرى أنه هو الذي يدعو خدامه، وهو الذي يرسلهم، وهو الذي يتكفل بهم أيضًا. وفي هذا الأمر نقتبس من إنجيل مرقس العبارة «ودعا الاثني عشر، وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين، وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة، وأوصاهم أن لا يحملوا شيئًا للطريق غير عصا فقط؛ لا مزودًا ولا خبزًا ولا نحاسًا في المَنطَقة» (مر6: 7-8).

عزيزي القارئ، إن الحديث عن إعالة الخادم موضوع شائك، ونخشى أن ننزلق فيه هنا وهناك وراء أفكار البشر؛ لكن أماننا الوحيد هو الرجوع للمكتوب والتمسك به، مهما كان ضدَّ رغباتنا، أو ضد أي نظام بشري استحسنه الإنسان. وهنا علينا أن نناقش أمرين: أولاً؛ متى يترك الخادم عمله الزمني؟ ثانيًا؛ كيف تتم إعالته؟

أولاً: متى يترك الخادم عمله الزمني؟

هنا لا بد أن نُدرك أن الخادم، وهو في عمله، تظهر فيه الموهبة التي أعطاه إياها الرب. ولم نرَ في الكتاب شخصًا كان فاشلاً في عمله ودعاه الرب ليسلك طريق الخدمة الشائك. وقد يدعو الرب الخادم أن يخدمه حسب الوقت المُتاح له، أو يستقطع جزءًا من الوقت. وإذا اتسعت دائرة الخدمة، يدعوه الرب أن يخدمه كل الوقت؛ طبقًا لما يراه الرب، وليس حسب استحسان الشخص. ولكن لا بد أن نؤكِّد على أن الخادم هو خادم بالموهبة المعطاة له، وليس بتركه للعمل وتفرغه بالكامل لخدمة الرب. وهناك خدّام أفاضل كثيرون ظلّوا في أعمالهم الزمنية، واستخدمهم الرب لبنيان القديسين. أما أن يكون الشخص بلا موهبة ويندفع، ويدّعي أن الرب قد دعاه، وهو بلا موهبة، لمجرد أنه تعثَّر في عمله، فهذه هي الطامة الكبرى. وننبِّر على أن الأصل في الموضوع أن يظلّ الشخص في عمله وهو يخدم الرب، إلى أن يتيقن من مشيئته. أ لم يكوِّن الرب كنيسة كورنثوس مستخدِمًا بولس الرسول، حيث ظل يخدم لمدة سنة وستة أشهر، وكان بولس يعمل خيامًا هناك بعض الوقت؟ بل ظل بولس يخدم بينهم، ولم يقبل خدمة منهم، على الرغم من غناهم المادي، في حين كانت حالتهم الروحية هابطة، وفي الوقت ذاته كان يقبل خدمة من أهل مكدونيه الفقراء، حيث نقرأ المكتوب: «أم أخطأت خطية إذ أذللت نفسي كي ترتفعوا أنتم لأني بشَّرتكم مجانًا بإنجيل الله؟ سلبت كنائس أخرى آخذًا أجرة لأجل خدمتكم، وإذ كنت حاضرًا واحتجت؛ لم أُثقل علي أحد. لأن احتياجي سدَّه الإخوة الذين أتوا من مكدونية. وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم، وسأحفظها» (2كو11: 7-9).

كما يجب أن ننبِّر أن تفرّغ الخادم كل الوقت لعمل الرب ينبغي أن يكون نتيجة معاملات خاصة بينه وبين الرب، والرب وحده هو الذي يتحكم في هذا الأمر. وعلى الخادم أن يسير ببطء، ويبتعد عن القرارت المتسرعة، حتى لا يتم فيه القول «لم أرسل الأنبياء بل هم جروا» (أر23: 21). وعلي الشخص أن يتيقن من مشيئة الرب ليستند إلى الرب في مواجهة الصعوبات، والتي ولا بد وأن تأتي في طريق الخدمة. وغالبًا الشخص الذي يدعوه الرب للعمل يشعر بجسامة المسؤولية، ويتمنى لو تنحى عنها. انظر ماذا قال موسى للرب (خر4: 10-16)، وماذا قال إرميا للرب حين دعاه (إر1: 4-10). تسرع واحد وقال للرب: «يا سيد أتبعك أينما تمضي. فقال له يسوع: للثعالب أوجرة، وطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه» (لو9: 57، 58).

ثانيًا: كيف تتم إعالة الخادم؟

لقد أرسل الرب تلاميذه للخدمة، وعندما رجعوا سألهم: «حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟ فقالوا: لا» (لو22: 35).

فالخادم الذي يدعوه الرب ليترك عمله، يكون الرب مسؤولاً عن إعالته مسؤولية كاملة. أما إن كان الخادم يتبع إرساليه معيّنه دَعَته للعمل بها، أو جماعه معينه دَعَته، فمن حقِّه أن يطالبهم بمعاشه، بل وبزيادة معاشه بين الحين والآخر. والرب يعرف كيف يعول خادمه، بالطرق التي يراها، وذلك لتدريب إيمانه. أ لم يأخذ الرب إيليا عند نهر كريت، وهناك أمر الغربان أن تعوله، ثم أمره أن يذهب إلى أرملة صرفة صيدا، وأخذ الرب يطعمه هو والأرملة وابنها من كوار الدقيق وكوز الزيت (1مل17).

ولا يجب أن يضع الخادم عينه على الوسائل التي يستخدمها الرب، بل على الرب نفسه. فقد يجف النهر، ولا تأتي الغربان، لكن يبقى الرب وحده صاحب كل الينابيع. كما لا يجب أن يضع عينه على الأشخاص، فهم لا يدومون في عطائهم، وإلا سيضطر إلى تملقهم ليحصل على معاش سهل. قال بولس للتسالونيكيين: «لم نكن قَطّ في كلام تملق، كما تعلمون، ولا في علة طمع. الله شاهد» (1تس2: 5). وعلي الخادم أن يكون متعفِّفًا. قال بولس في هذا الأمر: «خير لي أن أموت من أن يعطِّل أحد فخري» (1كو9: 15). وعلي الخادم أن يخدم قطيع الرب، من واقع محبته للرب، وهو لا يسعى لأي ربح، كما كتب بطرس: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا، لا عن اضطرار، بل بالاختيار؛ ولا لربح قبيح، بل بنشاط» (1بط5: 2). وعلي الخادم أن تكون سيرته خاليه من محبة المال.

ولا يوجد في الكتاب نظام معين لإعالة الخادم. فلا يوجد راتب أو عطاء محدَّد له، سواء كان شهريًا أو سنويًا، أيا كان هذا النظام. لأن العطاء المنظَّم يحوِّل الشخص من خادم للرب، مستند علي الرب استنادًا كاملاً، إلي موظف يقوم بالخدمة كواجب يؤدّيه مقابل الراتب الذي يأخذه.

كتب بولس «من تجنَّد قط بنفقة نفسه... ومن يرعى رعيه ومن لبن الرعية لا يأكل... لا تكُمّ ثورًا دارسًا... أ لعل الله تهمّه الثيران؟ أم يقول مطلقًا من أجلنا... إن كنا قد زرعنا لكم الروحيات؛ أ فعظيم إن حصدنا منكم الجسديات؟... ألستم تعلمون أن الذين يعملون في الأشياء المقدسة من الهيكل يأكلون؟ الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح. هكذا أيضًا أمر الرب: أن الذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون» (1كو9: 7-14). ولم يكتب بولس ذلك لكي يأخذ خدمه من المؤمنين في كورنثوس، بل على العكس. ويقول أيضًا «لأنه ما هو الذي نقصتم عن سائر الكنائس، إلا إني لم أثقل عليكم؟ سامحوني بهذا الظلم!» (2كو12: 13). يا لتعفف هذا الخادم وإدراكه لأمور الله، علي الرغم من أنه لم يأخذ منهم خدمة، توبيخًا لهم على حالتهم الروحية.

والمبدأ الكتابي هو أن تقوم الجماعة بمسؤوليتها تجاه أصحاب المواهب الذين يخدمون بينها. فعليهم أن يميّزوهم ويقبلوهم، وبالتالي عليهم أن يهتموا بهم من جهة سداد أعوازهم «ولكن ليشارك الذي يتعلم الكلمة المعلّم في جميع الخيرات». ولكن على الخادم أن لا يضع عينه على القطيع في هذا الأمر؛ فهو يخدمهم من واقع محبته للمسيح، ولأن القطيع قطيع المسيح. فإن اهتم به المؤمنون، فقد كسبوا بسبب طاعتهم للمكتوب وإلا فإنهم الخاسرون «لا تضلوا! الله لا يُشمَخ عليه؛ فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). كما كتب يوحنا إلى غايس «أيها الحبيب أنت تفعل بالأمانه كل ما تصنعه إلى الإخوة وإلى الغرباء الذين شهدوا بمحبتك أمام الكنيسة، الذين تفعل حسنا إذا شيَّعتهم كما يحق لله، لأنهم من أجل اسمه خرجوا وهم لا يأخذون شيئًا من الأمم. فنحن ينبغي لنا أن نقبل أمثال هؤلاء لكي نكون عاملين معهم بالحق» (3يو 5-7). وإن لم يهتم القطيع بأعواز الخادم، فقد كسب الخادم في هذا الأمر؛ لأنه عندئذ سيستند إلى الرب أكثر، وتُمتحن محبته للرب وللقطيع. وعلي الخادم أن يكون في شركه مع الرب، لكي يميز: هل يقبل هذه الخدمة كعطية من الرب، أم يرفضها بسبب شيء ما؟ مرة أخرى، فإن الشركة مع الرب تجعلنا نعرف كيف نتصرف حسنًا.

وهناك قول شائع إن ”فلان يخدم علي نفقة نفسه“، مع أنه لا يوجد هذا التعبير في الكتاب، بل الكتاب يقول «مَن تجنَّد قَطّ بنفقة نفسه؟» (1كو9: 7). فالرب متكفل بالخادم سواء كان فقيرًا أم غنيًا. وقبول الخادم للعطية من إخوته يحفظه في حالة الاتضاع.

والخدمة المادية تبقى وتظل، ليست أجرة، بل هي تعبير محبة لخدمة صاحب الموهبة التي بينهم. ولا يهم مطلقًا الكَمّ، بل الكيفيه في هذا الأمر. وعلى الخادم أيضًا أن يكون له التدريب الروحي في كيف يهتم بأعواز الآخرين.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 175876 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

متى يترك الخادم عمله الزمني؟

هنا لا بد أن نُدرك أن الخادم، وهو في عمله، تظهر فيه الموهبة التي أعطاه إياها الرب. ولم نرَ في الكتاب شخصًا كان فاشلاً في عمله ودعاه الرب ليسلك طريق الخدمة الشائك. وقد يدعو الرب الخادم أن يخدمه حسب الوقت المُتاح له، أو يستقطع جزءًا من الوقت. وإذا اتسعت دائرة الخدمة، يدعوه الرب أن يخدمه كل الوقت؛ طبقًا لما يراه الرب، وليس حسب استحسان الشخص. ولكن لا بد أن نؤكِّد على أن الخادم هو خادم بالموهبة المعطاة له، وليس بتركه للعمل وتفرغه بالكامل لخدمة الرب. وهناك خدّام أفاضل كثيرون ظلّوا في أعمالهم الزمنية، واستخدمهم الرب لبنيان القديسين. أما أن يكون الشخص بلا موهبة ويندفع، ويدّعي أن الرب قد دعاه، وهو بلا موهبة، لمجرد أنه تعثَّر في عمله، فهذه هي الطامة الكبرى. وننبِّر على أن الأصل في الموضوع أن يظلّ الشخص في عمله وهو يخدم الرب، إلى أن يتيقن من مشيئته. أ لم يكوِّن الرب كنيسة كورنثوس مستخدِمًا بولس الرسول، حيث ظل يخدم لمدة سنة وستة أشهر، وكان بولس يعمل خيامًا هناك بعض الوقت؟ بل ظل بولس يخدم بينهم، ولم يقبل خدمة منهم، على الرغم من غناهم المادي، في حين كانت حالتهم الروحية هابطة، وفي الوقت ذاته كان يقبل خدمة من أهل مكدونيه الفقراء، حيث نقرأ المكتوب: «أم أخطأت خطية إذ أذللت نفسي كي ترتفعوا أنتم لأني بشَّرتكم مجانًا بإنجيل الله؟ سلبت كنائس أخرى آخذًا أجرة لأجل خدمتكم، وإذ كنت حاضرًا واحتجت؛ لم أُثقل علي أحد. لأن احتياجي سدَّه الإخوة الذين أتوا من مكدونية. وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم، وسأحفظها» (2كو11: 7-9).

كما يجب أن ننبِّر أن تفرّغ الخادم كل الوقت لعمل الرب ينبغي أن يكون نتيجة معاملات خاصة بينه وبين الرب، والرب وحده هو الذي يتحكم في هذا الأمر. وعلى الخادم أن يسير ببطء، ويبتعد عن القرارت المتسرعة، حتى لا يتم فيه القول «لم أرسل الأنبياء بل هم جروا» (أر23: 21). وعلي الشخص أن يتيقن من مشيئة الرب ليستند إلى الرب في مواجهة الصعوبات، والتي ولا بد وأن تأتي في طريق الخدمة. وغالبًا الشخص الذي يدعوه الرب للعمل يشعر بجسامة المسؤولية، ويتمنى لو تنحى عنها. انظر ماذا قال موسى للرب (خر4: 10-16)، وماذا قال إرميا للرب حين دعاه (إر1: 4-10). تسرع واحد وقال للرب: «يا سيد أتبعك أينما تمضي. فقال له يسوع: للثعالب أوجرة، وطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه» (لو9: 57، 58).
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 175877 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كيف تتم إعالة الخادم؟

لقد أرسل الرب تلاميذه للخدمة، وعندما رجعوا سألهم: «حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟ فقالوا: لا» (لو22: 35).

فالخادم الذي يدعوه الرب ليترك عمله، يكون الرب مسؤولاً عن إعالته مسؤولية كاملة. أما إن كان الخادم يتبع إرساليه معيّنه دَعَته للعمل بها، أو جماعه معينه دَعَته، فمن حقِّه أن يطالبهم بمعاشه، بل وبزيادة معاشه بين الحين والآخر. والرب يعرف كيف يعول خادمه، بالطرق التي يراها، وذلك لتدريب إيمانه. أ لم يأخذ الرب إيليا عند نهر كريت، وهناك أمر الغربان أن تعوله، ثم أمره أن يذهب إلى أرملة صرفة صيدا، وأخذ الرب يطعمه هو والأرملة وابنها من كوار الدقيق وكوز الزيت (1مل17).

ولا يجب أن يضع الخادم عينه على الوسائل التي يستخدمها الرب، بل على الرب نفسه. فقد يجف النهر، ولا تأتي الغربان، لكن يبقى الرب وحده صاحب كل الينابيع. كما لا يجب أن يضع عينه على الأشخاص، فهم لا يدومون في عطائهم، وإلا سيضطر إلى تملقهم ليحصل على معاش سهل. قال بولس للتسالونيكيين: «لم نكن قَطّ في كلام تملق، كما تعلمون، ولا في علة طمع. الله شاهد» (1تس2: 5). وعلي الخادم أن يكون متعفِّفًا. قال بولس في هذا الأمر: «خير لي أن أموت من أن يعطِّل أحد فخري» (1كو9: 15). وعلي الخادم أن يخدم قطيع الرب، من واقع محبته للرب، وهو لا يسعى لأي ربح، كما كتب بطرس: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا، لا عن اضطرار، بل بالاختيار؛ ولا لربح قبيح، بل بنشاط» (1بط5: 2). وعلي الخادم أن تكون سيرته خاليه من محبة المال.

ولا يوجد في الكتاب نظام معين لإعالة الخادم. فلا يوجد راتب أو عطاء محدَّد له، سواء كان شهريًا أو سنويًا، أيا كان هذا النظام. لأن العطاء المنظَّم يحوِّل الشخص من خادم للرب، مستند علي الرب استنادًا كاملاً، إلي موظف يقوم بالخدمة كواجب يؤدّيه مقابل الراتب الذي يأخذه.

كتب بولس «من تجنَّد قط بنفقة نفسه... ومن يرعى رعيه ومن لبن الرعية لا يأكل... لا تكُمّ ثورًا دارسًا... أ لعل الله تهمّه الثيران؟ أم يقول مطلقًا من أجلنا... إن كنا قد زرعنا لكم الروحيات؛ أ فعظيم إن حصدنا منكم الجسديات؟... ألستم تعلمون أن الذين يعملون في الأشياء المقدسة من الهيكل يأكلون؟ الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح. هكذا أيضًا أمر الرب: أن الذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون» (1كو9: 7-14). ولم يكتب بولس ذلك لكي يأخذ خدمه من المؤمنين في كورنثوس، بل على العكس. ويقول أيضًا «لأنه ما هو الذي نقصتم عن سائر الكنائس، إلا إني لم أثقل عليكم؟ سامحوني بهذا الظلم!» (2كو12: 13). يا لتعفف هذا الخادم وإدراكه لأمور الله، علي الرغم من أنه لم يأخذ منهم خدمة، توبيخًا لهم على حالتهم الروحية.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 175878 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المبدأ الكتابي هو أن تقوم الجماعة بمسؤوليتها تجاه أصحاب المواهب الذين يخدمون بينها. فعليهم أن يميّزوهم ويقبلوهم، وبالتالي عليهم أن يهتموا بهم من جهة سداد أعوازهم «ولكن ليشارك الذي يتعلم الكلمة المعلّم في جميع الخيرات». ولكن على الخادم أن لا يضع عينه على القطيع في هذا الأمر؛ فهو يخدمهم من واقع محبته للمسيح، ولأن القطيع قطيع المسيح. فإن اهتم به المؤمنون، فقد كسبوا بسبب طاعتهم للمكتوب وإلا فإنهم الخاسرون «لا تضلوا! الله لا يُشمَخ عليه؛ فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). كما كتب يوحنا إلى غايس «أيها الحبيب أنت تفعل بالأمانه كل ما تصنعه إلى الإخوة وإلى الغرباء الذين شهدوا بمحبتك أمام الكنيسة، الذين تفعل حسنا إذا شيَّعتهم كما يحق لله، لأنهم من أجل اسمه خرجوا وهم لا يأخذون شيئًا من الأمم. فنحن ينبغي لنا أن نقبل أمثال هؤلاء لكي نكون عاملين معهم بالحق» (3يو 5-7). وإن لم يهتم القطيع بأعواز الخادم، فقد كسب الخادم في هذا الأمر؛ لأنه عندئذ سيستند إلى الرب أكثر، وتُمتحن محبته للرب وللقطيع. وعلي الخادم أن يكون في شركه مع الرب، لكي يميز: هل يقبل هذه الخدمة كعطية من الرب، أم يرفضها بسبب شيء ما؟ مرة أخرى، فإن الشركة مع الرب تجعلنا نعرف كيف نتصرف حسنًا.

وهناك قول شائع إن ”فلان يخدم علي نفقة نفسه“، مع أنه لا يوجد هذا التعبير في الكتاب، بل الكتاب يقول «مَن تجنَّد قَطّ بنفقة نفسه؟» (1كو9: 7). فالرب متكفل بالخادم سواء كان فقيرًا أم غنيًا. وقبول الخادم للعطية من إخوته يحفظه في حالة الاتضاع.

والخدمة المادية تبقى وتظل، ليست أجرة، بل هي تعبير محبة لخدمة صاحب الموهبة التي بينهم. ولا يهم مطلقًا الكَمّ، بل الكيفيه في هذا الأمر. وعلى الخادم أيضًا أن يكون له التدريب الروحي في كيف يهتم بأعواز الآخرين.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:42 PM   رقم المشاركة : ( 175879 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هناك حالات يدعو فيها الرب خدامه إلى خدمة خاصة


بحيث لا يقدر الذين يؤدونها أن يعملوا، ولا أن يأتوا بما يسد احتياجاتهم الجسدية؛ وفي هذه الحالات على قديسي الله أن يدبروا لاحتياجاتهم ولا يتركوهم معوزين. لكني أعتقد جازمًا أن هذه الحالات نادرة جدًا. ولم يكن الرسول واحدًا منهم، رغم تميُّز مسار خدمته، لكنه اشتغل بيديه، وسدّد احتياجاته الشخصية، ورفض أن يعوله أحد (1تس2 : 9). وإذ فعل هذا، قال لقسوس كنيسة أفسس إنه ترك لهم مثالاً (أع20: 35). يا له من خادم مبارك ومكرَّم! إنه مستعد دائمًا لأن يضحي بحقوقه وامتيازاته، لكى يتمجد ربه ويُخدَم القديسون.

وعمومًا، فإن مشيئة الرب لقديسيه هي أن يبقوا على أشغالهم «الدعوة التي دُعي فيها كل واحد فليثبت فيها. دُعيت وأنت عبد فلا يهمك، بل وإن استطعت أن تصير حرًا فاستعملها بالحري. لأن من دُعي في الرب وهو عبد فهو عتيق الرب، كذلك أيضًا الحر المدعو هو عبد للمسيح. قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدًا للناس. ما دُعي كل واحد فيه أيها الإخوة فليثبت في ذلك مع الله» (1كو7: 20-24). إني أعلم أن الذين كانوا في ذهن الرسول عند كتابة هذه الكلمات هم العبيد لا المبشّرون أو الخدام، إلا أن المبدأ سارٍ.

الرب يرشدك يا أخي المحبوب، ويحفظك من أن تقع في أي خطإ، فنحن لا يمكننا أن نخدم الرب أكثر مما يجب، ولكن لتكن خدمتنا دائمًا له حسب حقّه المعلن لنا.
 
قديم 18 - 10 - 2024, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 175880 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مكافآت الخدمة


يسجل الكتاب في رؤيا22: 12 وعدًا حلوًا: «وَهَا أَنَا آتِي سَرِيعاً وَأُجْرَتِي مَعِي لأُجَازِيَ كُلَّ وَاحِدٍ كَمَا يَكُونُ عَمَلُهُ». هذه الأجرة سيعطيها الرب نفسه لمن خدموه بأمانة في حياتهم، في يومٍ يسميه بولس «يوم يسوع المسيح» (في1: 6)، قاصدًا به يوم أن يظهر جميع المؤمنين أمام كرسي المسيح لنوال المكافأة. في ذلك اليوم ستمتحن نيران الفحص الإلهي عمل كل واحد، فإن بقي عمل أحد فسيأخذ أجرة، أما من يحترق عمله فسيخسر الأجرة (1كو3: 13-15). أما الأجرة أو المكافأة فهي عبارة عن ثلاثة أنواع من الأكاليل تُعطَى تبعًا لنوع العيشة، ووفقًا لطبيعة الخدمة.

إكليل البر (2تي4: 6-8)

الرسالة الثانية إلى تيموثاوس هي آخر ما كتبه بولس قُبيل رقاده بفترة وجيزة. وفي الأعداد التي أمامنا نجد بولس ينظر ثلاث نظرات مختلفة:

أولاً: نظرة للحاضر

لقد أدرك بولس أن وقت انحلاله قد حضر، وأنه سيرقد شهيدًا عندما يقطع السيف رأسه. لكن يا لروعة هدوءه وثباته في مواجهة ملك الأهوال! لم يكن مرتعبًا جزعًا، بل كان بحسب كلام الكتاب واثقًا عند موته (أم14: 32). كيف لا وهو من قال: «الموت هو ربح» (في1: 21)، وقال أيضًا: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. ذَاكَ أَفْضَلُ جِدّاً» (في1: 23). فإن كان بولس قد أنفق حياته لأجل المسيح، فها هو على أتم الاستعداد أن يسفك دماءه لأجله.

ثانيًا: نظرة للماضي

إذ أوشكت حياة بولس على النهاية، نظر نظرةً شاملةً لحياة عاشها للمسيح، وأعطى تقريرًا ما أحلاه، فقال:

ïپ* «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ» (I have combated the good combat)، فلقد شبَّه حياته الروحية بمعركة أو مصارعة، واعتبر نفسه جنديًا أو مصارعًا، وفي نهاية المعركة قرَّر أنه أبلى حسنًا. لقد كان بولس في جهاده ضابطًا نفسه في كل شيء. لم يكن له غرض إلا أن يرضي من جنده. ولاحظ أنه لم يقل: ”جاهدت جهادًا حسنًا“ بل «الجهاد الحسن»، فهو لم يُرد لفت الأنظار إلى جهاده الشخصي، بل إلي الجهاد المسيحي الذي ينبغي على كل تقي أن يحياه، فيقول لمؤمني فيلبي: «إِذْ لَكُمُ الْجِهَادُ عَيْنُهُ الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ فِيَّ، وَالآنَ تَسْمَعُونَ فِيَّ» (في1: 30)، ويقول لابنه تيموثاوس: «جَاهِدْ جِهَادَ الإِيمَانِ الْحَسَنَ» (1تي6: 12).

ïپ* «أَكْمَلْتُ السَّعْيَ »(I have finished the race) ، هذه المرة شبَّه الحياة الروحية بسباق، واعتبر نفسه متسابقًا أو عدَّاءً. من أعمال 9: 15،16 بدأ بولس سعيه، واستمر مواصلاً سعيه بكل قوة، حسب قوله: «وَلَكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي» (أع20: 24)، وقوله أيضًا: «أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ، لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (في3: 14). ولم يكن طريقه سهلاً، بل كان وعرًا مليئًا بالمصاعب، لكنه تخطى جميع المعوقات حتى وصل لنهاية السباق. وما كان في ماضيه غايةً وهدفًا، أصبح في حاضره حقيقةً وواقعًا.

ïپ* «حَفِظْتُ الإِيمَانَ» (I have kept the faith)، هنا يشبِّه بولس حقائق الإيمان التي وصلت إليه بالوديعة، معتبرًا نفسه كالحارس على هذه الوديعة. ولقد حفظ بولس الوديعة، إذ كان له كل الحرص على أن يُقِدم للآخرين الحق كاملاً، مدافعًا بكل قوة ضد أي تعاليم مضلة، متخذًا موقف المحاماة عن الإنجيل. ولقد سلَّم الوديعة للأمناء كما تسلَّمها. لاحظ قوله لتيموثاوس: «احْفَظِ الْوَدِيعَةَ» (1تي6: 20؛ 2تي1: 14)، وقوله أيضًا: «وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً» (2تي2: 2). ومن ناحية أخرى عاش عمليًا ما كان ينادي به من حقائق.

ثالثًا: نظرة للمستقبل

«وَأَخِيراً قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضاً» (ع8).

لقد عانى بولس من الظلم الشديد لما حُكم عليه من البشر: فمؤمنو كورنثوس شككوا في رسوليته، ونيرون الطاغية أصدر حكمًا ظالمًا بقطع رأسه. ولا غرابة فهذا طابع يوم البشر. ولم يُعِر بولس أحكام البشر أي اهتمام، إذ كان يتطلع إلى اليوم الذي يحكم في خدمته «الرب الديان العادل». ووجد أن جزاء خدمته هو «إكليل البر». إلا أن هذا الإكليل لم يقتصر على بولس فقط، بل سيعطيه الرب لجميع محبي ظهوره أيضًا. هؤلاء يحبون الظهور لسببين: الأول هو لأنه بظهور المسيح سيُكرم في الأرض التي أهين فيها، أما السبب الثاني فلأن يوم الظهور مرتبط بمكافأة القديسين أمام كرسي المسيح، ومن ثم استعلانهم مع المسيح.

إذًا إكليل البر يُعطى للذين تتسم حياتهم بالاستقامة والبر العملي. وبالتأكيد فإن المشغولية بظهور المسيح لا بد وأن تؤثر بقوة في حياة القديسين، فيكون طابعها البر العملي.

إكليل الحياة (يع1: 12؛ رؤ2: 10)

هذا الإكليل يعطيه ربنا المعبود نفسه لفريقين من المؤمنين:

الفريق الأول: هم من قال عنهم يعقوب الرسول: «طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ، الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». ويقصد يعقوب بالتجربة هنا، ذلك النوع من التجارب الذي مصدره الله، وغرضه خير القديسين وبركتهم. لكن يجب أن تلاحظ عزيزي القارئ أن إكليل الحياة لا يُعطَى لكل المؤمنين المجرَّبين، لكن يُعطَى فقط لمن يحتمل التجربة منهم. ولاحظ قوله «إذا تزكَّى»، فكما يتزكَّى الذهب بدخوله في النار، فتبرهن النار على أنه ذهب نقي، فإن نيران التجارب تُظهر حقيقة نوعية المؤمن، فالمؤمن المتذمر الشاكي لن ينال شيئًا، ولكن المؤمن الصابر الشاكر، الصامد أثناء التجربة، والواثق أنها لخيره، فله إكليل الحياة.

إن كنا بصدد إكليل البر قرأنا عن «الذين يحبون ظهوره»، فهنا نقرأ عن «الذين يحبونه»، والبرهان على المحبة للمسيح هو موقفك منه أثناء ضغط التجربة، وحين تقسو الظروف. فهل تفصلك التجربة عنه، أم تزيدك قربًا منه؟

الفريق الثاني: هم من قال لهم سيدنا المجيد: «كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ». ليس المقصود بهذا القول التمسك بالأمانة حتى نهاية الحياة، بل أن أظل أمينًا مهما كلفتني عيشة الأمانة، حتى ولو وصلت الكُلفة إلى حد الموت لأجل المسيح. أفراد هذا الفريق هم الذين لم يحبوا حياتهم حتى الموت (رؤ12: 11). قيل عن بعض منهم: «عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ... مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ» (عب11: 35، 36).

إذًا إكليل الحياة هو أبلغ تعويض سواء لمن عاش حياة شاقة محتملاً لظى نيران التجربة، أو لمن ضحى بحياته في سبيل أمانته.

إكليل المجد (1بط 5: 4)

جميل أن يكتب عن هذا الإكليل بطرس الذي سبق أن كلفه الرب بالعمل الرعوي، قائلاً له «ارعَ غنمي» (يو21: 16، 17). لذا فإنه يطلب من الشيوخ أن يرعوا رعية الله. وتتلخص مهمة الراعي الأمين في أنه يُطعم القطيع، ويقوم بحمايته من أي مخاطر يتعرض لها - مثلما فعل داود بقتله الأسد والدب - ومن واجبه أيضًا الملاحظة الدقيقة للغنم، ليس للقطيع بجملته بل لكلٍ على حدة. إذًا مهمة الراعي ليست سهلة، بل تتطلب المزيد من النشاط ولا مجال فيها للكسل أو التراخي. ولا يمكن للراعي أن ينجح في مهمته ما لم يكن يملك قلبًا ملتهبًا بمحبة الرب يسوع «أتحبني... ارعَ غنمي»، والشرط الثاني لنجاح الراعي هو أن يملك قلبًا عطوفًا على الغنم «مَعْرِفَةً اعْرِفْ حَالَ غَنَمِكَ، وَاجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى قُطْعَانِكَ» (أم27: 23).

لكن على العكس تمامًا الرعاة المزيفون، فهؤلاء لا يشغلهم القطيع بقدر ما تشغلهم أنفسهم، وبحسب (حز 34: 2)، هم يرعون أنفسهم وليس الغنم. دافعهم في عملهم كرعاة، إما ربح قبيح، أو طمع في السيادة والوجاهة الاجتماعية.

لذلك إن كان بطرس قدَّم نفسه للشيوخ باعتباره رفيقهم (ع1)، فهو يقدِّم المسيح لهم باعتباره «رئيس الرعاة» (ع4)، وهذه هي المرة الوحيدة التي يرد فيها هذا اللقب في الكتاب المقدس. وكون الرب رئيس الرعاة فهذا يعني أنه هو من يقيم الرعاة الحقيقيين، وهو المسؤول عن مجازاتهم عن كل أتعابهم لأجل قطيع الرب.

وسيكافئ الرب الرعاة الأمناء بان يعطي لكل منهم «إكليل المجد الذي لا يبلى»، ولاحظ القول: «لا يبلى»، بالمقارنة مع الأكاليل التي كانت تُعطى للمتسابقين الفائزين في المسابقات الاوليمبية آنذاك، إذ كان يُعطى الفائز إكليل من الزهور أو من أغصان غضة لبعض الأشجار، لكنه خلال ساعات قليلة أو أيام معدودة يذبل ويجف، لذا يقول الرسول: «أَمَّا أُولَئِكَ فَلِكَيْ يَأْخُذُوا إِكْلِيلاً يَفْنَى، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِكْلِيلاً لاَ يَفْنَى» (1كو9: 25).

لذا هيا بنا يا أحبائي نخدم الرب بكل طاقاتنا، وليتنا نكثر في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبنا في الرب ليس باطلاً (1كو 15: 58).

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024