وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

[Mary Naeem]

تعليم الرب يسوع مثلنا الأعلى في التوبة

X كرازته للتوبة : التوبة هى موضوع كرازة الرب يسوع وهى إعداد طريق الملكوت السماوى "قائلا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات"(مت 3 : 2) ودعوته للتوبة لكل الناس "لأني لم آت لادعوا أبرارا بل خطاة الى التوبة" (مت 9: 13)وأعطى الحرية من قيود الخطية.
X فتح باب التوبة للخطاة : دعوته لزكا العشار وقبول توبته "فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت "(لو19 : 9) وخلص المرأة الخاطئة من الرجم وأعطاها رجاء فى التوبة "فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي ايضا" (يو8: 11) وقبل توبة تلميذه بطرس وغفر له ، الذى أنكره بعد أن "بكى بكاء مرا" (مت26 : 75)
Xفرحه وفرح السماء بالتائبين : ولو واحدا "اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة"(لو 15 : 7)

[Mary Naeem]

الروح القدس والتوبة

X روح التوبة :الروح القدس هو المحرض والمرشد للتوبة ، ويبكتنا على كل خطية وعلى كل خير قصرنا فى عمله "ومتى جاء ذاك (الروح القدس) يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"(يو16: 8) قال القديس انطونيوس "الروح القدس يدعوك ويسهل عليك كل الأمور حتى يحلو لك الدخول فى التوبة ويظهر لك كل طرقها لتتوب بروحك حتى تطهر وتصير وارثا الحياة الأبدية "
X حارساً للتوبة : يساعد الإنسان لكى يحيا فى التوبة قال القديس انطونيوس " ان روح التوبة يعزى الإنسان ويعرفه ألا يرجع الى الوراء ..ويفتح عيني النفس للتوبة الحقيقية "

[Mary Naeem]

سمات التوبة المسيحية



التوبة الكاملة : التى تشمل التوبة عن خطايا الفكر والقلب والحواس والفعل ..الخ وأيضا التقصير فى وسائط النعمة من صلاة وصوم وتناول ..الخ او اى عمل صالح ، فان التوبة هى رجوع لله " لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع الى الرب"(مرا 3:40) فأن الله يقبل ويفرح بعودة الخاطئ وتوبته "من يقبل الي لا أخرجه خارجا"(يو6: 37) قال القديس موسى الأسود" أيها الحبيب ما دامت لك فرصة فأرجع وتقدم الى المسيح بتوبة خالصة ، سارع قبل أن يغلق الباب فتبكى بكاءا مرا بدون فائدة ..أسرع واعزم على التوبة فان المسيح إلهنا يريد جميع الناس وإتيانهم الى معرفة الحق وهو ينتظرك وسوف يقبلك ."

التوبة الدائمة : التوبة هى بداية العلاقة مع الله وعلينا ان نطلب مساعدته للتوبة " توبني فأتوب لأنك أنت الرب الهي"(أر31: 18) وهى طريق طويل غايته القداسة والكمال "فكونوا انتم كاملين كما إن أباكم الذي في السماوات هو كامل " (مت5: 48) فالتوبة تفريغ للخطية وعنصر الشر الذى فينا وامتلاء من النعمة والبر وثمر الروح ..الخ "فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة"(مت 3 : 8) قال القديس انطونيوس " اطلب التوبة فى كل لحظة ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة."
التوبة مع الاعتراف : الاعتراف بالخطية علامة صدق التائب " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو1 : 9) كما إن الاعتراف بالخطية لا ينفع وحدة دون الإقلاع عنها "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها و يتركها يرحم" (أم28: 13) لذلك تقدم الكنيسة سر التوبة والاعتراف حيث يعترف التائب أمام الكاهن أب الاعتراف لينال الحل وغفران خطاياه فى استحقاقات دم المسيح الذى أعطاه للكهنة " من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت"(يو20: 23) قال القديس كبريانوس " اطلب أليكم أيها الإخوة أن تعترفوا بخطاياكم ما دمتم فى الحياة الحاضرة ، حيث الصفح عن الخطايا الممنوح من الكهنة مقبول ومرضى عند الله أيضا."

[Mary Naeem]

مجالات التوبة

1- توبة عن الخطايا الفعلية : لأن عقوبة الخطية الموت الابدى "لان أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (بالخلاص والغفران)"(رو6: 23)ويذكر بولس الرسول قائمة بالخطايا الفعلية التى تمنع الإنسان من ملكوت الله وهى "أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر وأمثال هذه .. إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (غلا 5: 19-21)قال القديس باسيليوس " جيد ألا تخطيء ، وان أخطأت فجيد ألا تؤخر التوبة ، وان تبت فجيد ألا تعاود الخطية ، وإذا لم تعاودهافجيد أن تعرف ذلك بمعونة الله ، وإذا عرفت ذلك فجيد أن تشكره على نعمته وتلازم سؤاله فى طلب معونته."
2– توبة عن الخطايا الفكرية والقلبية : فالتوبة هى تغيير اتجاه القلب الداخلى والفكر والإرادة لتتجه لعمل البر الخير وفقا لمشيئة الله " القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في أعمال البر"(سيراخ 3 : 32) فان التوبة الحقيقية هى تغيير فى القلب ، وليست مجرد امتناع خارجى عن الخطية بينما القلب يشتهيها فى الداخل لذلك يقول الرب عن التوبة "ارجعوا الي بكل قلوبكم" (يؤ2: 12) إن الانتصار على الخطية يأتي بتغيير القلب والفكر.. بمعونة النعمة " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم"(رو12: 2) قال القديس موسى الأسود "من يتذكر خطاياه ويقر بها لا يخطئ كثيرا ، أما الذى لا يتذكر خطاياه ولا يقر بها فأنه يهلك بها."
3– توبة عن إهمال الفضائل الروحية : مثل التقصير فى وسائط النعمة من صلاة وصوم وصدقة وعدم اقتناء فضائل الروح " أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف " (غل5: 22)فيجب السلوك فى الفضيلة والبرقال القديس اباهور" الفضيلة سبيل يوصل الإنسان إلي شركة دائمة مع الله ونور يهديه إلي البر وعمل الصلاح."

[Mary Naeem]

بركات حياة التوبة


الصلح مع الله : ان الخطية هى انفصال عن الله والتوبة هى رجوع الى الله والصلح معه " فتوبوا و ارجعوا(لله) لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب"(أع3: 19) فالتوبة صلح وسلام مع الله "تصالحوا مع الله" (2كو5 : 20) ويتم بغفران الخطايا بدم المسيح "عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات" (كو1 : 20) قال القديس مار اسحق "ليست خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة." وقال القديس اشعياء الاسقيطى " يلزم أن تتذكر كل يوم فيما أخطأت وتطلب الغفران لأن هذا يساعدك كثيرا فى معرفة الذات وإصلاحها."
الحرية من سلطان الخطية :فالشيطان يقيد الإنسان بقيود الخطية والشهوة فيصير عبدا للخطية ، ويقوده الى هوة السقوط لأنه مسلوب الإرادة . وبالتوبة ينال الحرية بعمل الرب داخله فتتحطم القيود وينطلق نحو الحق الذى يحرره " إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.. فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا." (يو8: 34، 36)فان التوبة هى حرية من عبودية وقيود الخطية والشيطان فقال القديس موسى الأسود "قهر الشهوة يدل علي تمام الفضيلة والانهزام لها يدل علي نقص المعرفة." وقال القديس انطونيوس "الإنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية بل يتحكم فى الجسد بتمييزصالح وعفة."
3-نوال الحياة الأبدية : بالتوبة وغفران الخطية ننال الحياة الأبدية "وأما الآن اذ أعتقتم من الخطية (بالتوبة والاعتراف) وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" (رو 6 : 22)ان التوبة تفرح الله والسماء من ملائكة وقديسين "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب (لو 15 : 7) قال القديس انطونيوس" تفكر كل يوم انه آخر ما بقى لك فى العالم فأن ذلك ينقذك من الخطية.. طوبى لمن لزم التوبة حتى يمضى الى الرب." وقال القديس باخوميوس "احرص على طهارة جسدك وسلامة قلبك لان كان تمكنت من نوالهما أبصرت الله ربك."

[Mary Naeem]

تدريبات لحياة التوبة

+ اجلس الى نفسك لتدرك حالتك ، وتعرف اخطائك وتكتشف خطاياك وضعفاتك ، واعزم على ترك الخطية التي تسيطر عليك ، او الخطية المحبوبة ، على الا ترجع اليها مرة اخرى .
+ اشعر بالندم على خطاياك التى اقترفتها ، فى حق الله ، وفى حق الاخرين ، واطلب من الله أن يغفر لك خطاياك التى اعترفت بها أمامه .
+ اعترف بخطاياك وزلاتك ..امام أب الاعتراف ولا تخبئ منها شيئاً ، ولا تلتمس لنفسك الاعذار واستمع جيداً لنصائحه واقبلها ونفذها .
+ لا تجارى الخطاه فى أخطائهم ، ولكن لا تدينهم ، بل اشفق عليهم وصلى لأجل خلاصهم .
+ كن متواضعاً منسحق القلب .. ، وكن حريصاً ومدققاً فى حياتك ..، فأن النعمة تعمل فى المتواضعين ، وتحفظهم من السقوط.
+ داوم على التناول باستمرار لأنه ثبات فى المسيح ، وغفران لخطاياك ، وغذاء لروحك .

+ نصيحة للقديس يوحنا ذهبى الفم :"مهما كانت خطاياك يمكن غسلها بالتوبة ، أما عندما نرحل (بعد الموت) فلا تنفعنا عمق التوبة ."!

[Mary Naeem]

حياة التوبة

Vتعريف :
+ فى اللغة العربية ،التوبة : الاعتراف والندم على الا يعاود الانسان ما اقترفه من ذنب
+ فى اللغة اليونانية ، توبة :Metania
+ فى اللغة الانجليزية ،التوبة : Repentance


Vمفهوم التوبة

Xتوبة شاملة : التوبة ليست مجرد ندم ولكنها تعنى تغيير الاتجاه والسلوك وطريق الشر ، والتحول لله والعمل بوصاياه وعمل الخير والصلاح " فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل "(اع17 : 30)
Xتوبة مستمرة : هى توبة بعد كل ارتكاب خطية ولا تؤجل التوبة ، لان عدم التوبة الفورية يفتح مجال ارتكاب خطايا كثيرة ، ويدل على عدم جدية فى الحياة الروحية "لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطأ من يوم الى يوم"(سيراخ5 : 8)
X توبة واعتراف : التوبة لا تكتمل إلا بالاعتراف أمام الأب الروحى "معترفين بخطاياهم" (مت 3: 6) الذى ينقل خطايانا على المسيح حيث تغفر فى دمه حيث كل الخطايا قابلة للغفران "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو 1 : 7)
Xتوبة مثمرة : ليست التوبة هى الامتناع عن الخطايا من الناحية السلبية فقط ، بل اقتناء فضائل وأعمالا صالحة فهى ثمار التوبة الحقيقية من الناحية الايجابية "فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة"(مت 3 : 8)
X الغفران والتقديس : فى العهد القديم كان التقديس وغفران الخطايا بدم الذبائح الحيوانية "كل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية"(عب10 : 11) اما فى العهد الجديد فأن الغفران والتقديس بذبيحة المسيح الكفارية للعالم كله بالإيمان والتوبة والتناول " لأنه بقربان واحد (ذبيحة المسيح) قد أكمل الى الأبد المقدسين"(عب 10 : 14)


Vالله والتوبة

X طول أناة الله على الخطاة : إن الله لا يشاء موت الخاطى "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله أنما يقتادك الى التوبة" (رو 2 : 4)
X الله يقبل الجميع للتوبة : " لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل إن يقبل الجميع الى التوبة" (2بط 3 : 9)


V تعليم الرب يسوع مثلنا الأعلى في التوبة

X كرازته للتوبة : التوبة هى موضوع كرازة الرب يسوع وهى إعداد طريق الملكوت السماوى "قائلا توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات"(مت 3 : 2) ودعوته للتوبة لكل الناس "لأني لم آت لادعوا أبرارا بل خطاة الى التوبة" (مت 9: 13)وأعطى الحرية من قيود الخطية.
X فتح باب التوبة للخطاة : دعوته لزكا العشار وقبول توبته "فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت "(لو19 : 9) وخلص المرأة الخاطئة من الرجم وأعطاها رجاء فى التوبة "فقال لها يسوع ولا أنا أدينك اذهبي ولا تخطئي ايضا" (يو8: 11) وقبل توبة تلميذه بطرس وغفر له ، الذى أنكره بعد أن "بكى بكاء مرا" (مت26 : 75)
Xفرحه وفرح السماء بالتائبين : ولو واحدا "اقول لكم انه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة"(لو 15 : 7)


V الروح القدس والتوبة

X روح التوبة :الروح القدس هو المحرض والمرشد للتوبة ، ويبكتنا على كل خطية وعلى كل خير قصرنا فى عمله "ومتى جاء ذاك (الروح القدس) يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة"(يو16: 8) قال القديس انطونيوس "الروح القدس يدعوك ويسهل عليك كل الأمور حتى يحلو لك الدخول فى التوبة ويظهر لك كل طرقها لتتوب بروحك حتى تطهر وتصير وارثا الحياة الأبدية "
X حارساً للتوبة : يساعد الإنسان لكى يحيا فى التوبة قال القديس انطونيوس " ان روح التوبة يعزى الإنسان ويعرفه ألا يرجع الى الوراء ..ويفتح عيني النفس للتوبة الحقيقية "


Vسمات التوبة المسيحية



التوبة الكاملة : التى تشمل التوبة عن خطايا الفكر والقلب والحواس والفعل ..الخ وأيضا التقصير فى وسائط النعمة من صلاة وصوم وتناول ..الخ او اى عمل صالح ، فان التوبة هى رجوع لله " لنفحص طرقنا ونمتحنها ونرجع الى الرب"(مرا 3:40) فأن الله يقبل ويفرح بعودة الخاطئ وتوبته "من يقبل الي لا أخرجه خارجا"(يو6: 37) قال القديس موسى الأسود" أيها الحبيب ما دامت لك فرصة فأرجع وتقدم الى المسيح بتوبة خالصة ، سارع قبل أن يغلق الباب فتبكى بكاءا مرا بدون فائدة ..أسرع واعزم على التوبة فان المسيح إلهنا يريد جميع الناس وإتيانهم الى معرفة الحق وهو ينتظرك وسوف يقبلك ."

التوبة الدائمة : التوبة هى بداية العلاقة مع الله وعلينا ان نطلب مساعدته للتوبة " توبني فأتوب لأنك أنت الرب الهي"(أر31: 18) وهى طريق طويل غايته القداسة والكمال "فكونوا انتم كاملين كما إن أباكم الذي في السماوات هو كامل " (مت5: 48) فالتوبة تفريغ للخطية وعنصر الشر الذى فينا وامتلاء من النعمة والبر وثمر الروح ..الخ "فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة"(مت 3 : 8) قال القديس انطونيوس " اطلب التوبة فى كل لحظة ولا تدع نفسك للكسل لحظة واحدة."
التوبة مع الاعتراف : الاعتراف بالخطية علامة صدق التائب " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1يو1 : 9) كما إن الاعتراف بالخطية لا ينفع وحدة دون الإقلاع عنها "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها و يتركها يرحم" (أم28: 13) لذلك تقدم الكنيسة سر التوبة والاعتراف حيث يعترف التائب أمام الكاهن أب الاعتراف لينال الحل وغفران خطاياه فى استحقاقات دم المسيح الذى أعطاه للكهنة " من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت"(يو20: 23) قال القديس كبريانوس " اطلب أليكم أيها الإخوة أن تعترفوا بخطاياكم ما دمتم فى الحياة الحاضرة ، حيث الصفح عن الخطايا الممنوح من الكهنة مقبول ومرضى عند الله أيضا."


V مجالات التوبة

1- توبة عن الخطايا الفعلية : لأن عقوبة الخطية الموت الابدى "لان أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا (بالخلاص والغفران)"(رو6: 23)ويذكر بولس الرسول قائمة بالخطايا الفعلية التى تمنع الإنسان من ملكوت الله وهى "أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة عبادة الأوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة حسد قتل سكر بطر وأمثال هذه .. إن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (غلا 5: 19-21)قال القديس باسيليوس " جيد ألا تخطيء ، وان أخطأت فجيد ألا تؤخر التوبة ، وان تبت فجيد ألا تعاود الخطية ، وإذا لم تعاودهافجيد أن تعرف ذلك بمعونة الله ، وإذا عرفت ذلك فجيد أن تشكره على نعمته وتلازم سؤاله فى طلب معونته."
2– توبة عن الخطايا الفكرية والقلبية : فالتوبة هى تغيير اتجاه القلب الداخلى والفكر والإرادة لتتجه لعمل البر الخير وفقا لمشيئة الله " القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح في أعمال البر"(سيراخ 3 : 32) فان التوبة الحقيقية هى تغيير فى القلب ، وليست مجرد امتناع خارجى عن الخطية بينما القلب يشتهيها فى الداخل لذلك يقول الرب عن التوبة "ارجعوا الي بكل قلوبكم" (يؤ2: 12) إن الانتصار على الخطية يأتي بتغيير القلب والفكر.. بمعونة النعمة " تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم"(رو12: 2) قال القديس موسى الأسود "من يتذكر خطاياه ويقر بها لا يخطئ كثيرا ، أما الذى لا يتذكر خطاياه ولا يقر بها فأنه يهلك بها."
3– توبة عن إهمال الفضائل الروحية : مثل التقصير فى وسائط النعمة من صلاة وصوم وصدقة وعدم اقتناء فضائل الروح " أما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف " (غل5: 22)فيجب السلوك فى الفضيلة والبرقال القديس اباهور" الفضيلة سبيل يوصل الإنسان إلي شركة دائمة مع الله ونور يهديه إلي البر وعمل الصلاح."


Vبركات حياة التوبة


الصلح مع الله : ان الخطية هى انفصال عن الله والتوبة هى رجوع الى الله والصلح معه " فتوبوا و ارجعوا(لله) لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب"(أع3: 19) فالتوبة صلح وسلام مع الله "تصالحوا مع الله" (2كو5 : 20) ويتم بغفران الخطايا بدم المسيح "عاملا الصلح بدم صليبه بواسطته سواء كان ما على الأرض أم ما في السماوات" (كو1 : 20) قال القديس مار اسحق "ليست خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة." وقال القديس اشعياء الاسقيطى " يلزم أن تتذكر كل يوم فيما أخطأت وتطلب الغفران لأن هذا يساعدك كثيرا فى معرفة الذات وإصلاحها."
الحرية من سلطان الخطية :فالشيطان يقيد الإنسان بقيود الخطية والشهوة فيصير عبدا للخطية ، ويقوده الى هوة السقوط لأنه مسلوب الإرادة . وبالتوبة ينال الحرية بعمل الرب داخله فتتحطم القيود وينطلق نحو الحق الذى يحرره " إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.. فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا." (يو8: 34، 36)فان التوبة هى حرية من عبودية وقيود الخطية والشيطان فقال القديس موسى الأسود "قهر الشهوة يدل علي تمام الفضيلة والانهزام لها يدل علي نقص المعرفة." وقال القديس انطونيوس "الإنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية بل يتحكم فى الجسد بتمييزصالح وعفة."
3-نوال الحياة الأبدية : بالتوبة وغفران الخطية ننال الحياة الأبدية "وأما الآن اذ أعتقتم من الخطية (بالتوبة والاعتراف) وصرتم عبيدا لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية" (رو 6 : 22)ان التوبة تفرح الله والسماء من ملائكة وقديسين "يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب (لو 15 : 7) قال القديس انطونيوس" تفكر كل يوم انه آخر ما بقى لك فى العالم فأن ذلك ينقذك من الخطية.. طوبى لمن لزم التوبة حتى يمضى الى الرب." وقال القديس باخوميوس "احرص على طهارة جسدك وسلامة قلبك لان كان تمكنت من نوالهما أبصرت الله ربك."

Vتدريبات لحياة التوبة

+ اجلس الى نفسك لتدرك حالتك ، وتعرف اخطائك وتكتشف خطاياك وضعفاتك ، واعزم على ترك الخطية التي تسيطر عليك ، او الخطية المحبوبة ، على الا ترجع اليها مرة اخرى .
+ اشعر بالندم على خطاياك التى اقترفتها ، فى حق الله ، وفى حق الاخرين ، واطلب من الله أن يغفر لك خطاياك التى اعترفت بها أمامه .
+ اعترف بخطاياك وزلاتك ..امام أب الاعتراف ولا تخبئ منها شيئاً ، ولا تلتمس لنفسك الاعذار واستمع جيداً لنصائحه واقبلها ونفذها .
+ لا تجارى الخطاه فى أخطائهم ، ولكن لا تدينهم ، بل اشفق عليهم وصلى لأجل خلاصهم .
+ كن متواضعاً منسحق القلب .. ، وكن حريصاً ومدققاً فى حياتك ..، فأن النعمة تعمل فى المتواضعين ، وتحفظهم من السقوط.
+ داوم على التناول باستمرار لأنه ثبات فى المسيح ، وغفران لخطاياك ، وغذاء لروحك .

+ نصيحة للقديس يوحنا ذهبى الفم :"مهما كانت خطاياك يمكن غسلها بالتوبة ، أما عندما نرحل (بعد الموت) فلا تنفعنا عمق التوبة ."!

[Mary Naeem]

مفهوم النقاوة

Xنقاوة خارجية : هى نقاوة السلوك
من الخطأ والخطية ونقاوة الحواس من نظر وكلام وسمع ..الخ "والطهارة (النقاوة) تقرب الى الله" (الحكمة 6 : 20)
X النقاوة الداخلية : هى نقاوة القلب والفكر والروح ..الخ وهى أساس النقاوة الخارجية ، وان يكون العمل النقي أهدافه ووسائله نقية أيضا " فانه من فضلة القلب يتكلم الفم"(مت12: 34)
Xنقاوة سلبية :هى عدم فعل اى خطية او إثم والتوبة المستمرة وحفظ الإنسان من فعل الشر ..الخ "الديانة الطاهرة النقية عند الله هي هذه افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس فى العالم."(يع1: 27) وهى تعنى حياة الطهارة .
X نقاوة ايجابية : هى الالتصاق بالله فكرا وقلبا وعملا واقتناء الفضائل وثمار الروح القدس ..الخ "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف "(غلا5: 22) وهى تعنى حياة القداسة .
X نقاوة مستمرة : عن طريق التوبة والاعتراف التى بها تغفر الخطايا بدم المسيح " ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية "(1يو 1 : 7) لأنه ليست خطية بلا مغفرة إلا التى بلا توبة .
X نقاوة التعليم : اى التعليم المسيحي السليم والإيمان الأرثوذكسية الخالي من البدع والانحرافات ..الخ لذلك يوصى بولس الرسول تلميذه الأسقف تيموثاوس وكل الاكليروس والخدام أن يكونوا قدوة فى السلوك ونقاوة فى التعليم والعقيدة "مقدما نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة ومقدما في التعليم نقاوة ووقارا وإخلاصا" (تي2 : 7)

[Mary Naeem]

الرب يسوع مثلنا الأعلى فى النقاوة

Xكان المسيح طاهرا نقيا : من كل خطية او إثم فقد قال متحديا اليهود " من منكم يبكتني على خطية"(يو8: 46)ولا يوجد للشيطان شيء فيهحيث قال " لان رئيس هذا العالم يأتي و ليس له في شيء"(يو14: 30)
Xتعليمة السامية عن النقاوة : أعطى أهمية كبيرة للنقاوة الداخلية التى من نقاوة القلب ، فأن القلب هو المعبر عن حالة الإنسان النهائية إن كان صالحا او شريرا " الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر فانه من فضلة القلب يتكلم فمه"(لو6: 45)
Xإن نقاوة القلب تؤهل لرؤية الله : بمداومة حفظ القلب تتولد فيه النقاوة التى بها يرى الله حسب شهادة الرب "طوبى للانقياء القلب لأنهم يعاينون الله"(مت5: 8)

[Mary Naeem]

وسائط النعمة والنقاوة

وسائل النقاوة - حياة النقاوة Xالنقاوة بالتوبة : ، أن بالتوبة والاعتراف تغفر جميع الخطايا وتمحو كل إثم بدم المسيح ويصير الإنسان نقيا "فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم"(أع3: 29) وان يجاهد الإنسان ضد الخطية ليحافظ على نقاوته " فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة."(مت 3 : 8)قال القديس مار اسحق "ليست خطية بلا مغفرة إلا التي بلا توبة".
Xالنقاوة بالتناول : نعمة التناول بركة كبيرة للثبات فى الله ويعطى مغفرة للخطايا وحياة أبدية .. "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه"(يو6 : 56) "يعطى لمغفرة الخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. " قال القديس مقاريوس "بهذا السر (التناول) تحفظون من الأعداء (الشياطين) ومن يتهاون بهذا السر فأن قوات الظلمة تقوى عليه."!
Xالنقاوة بكلام الله :لان كلمة الله تعلم وتحرر وتنقى "انتم الآن انقياء لسبب الكلام الذيكلمتكم به"(يو15 : 3)بالقراءة والاستماع لكلام الله والعمل به يتنقى الإنسان "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك"(مز119 :11)