17 - 10 - 2024, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 175761 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||
17 - 10 - 2024, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 175762 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني “أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ” مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة مرقس «أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ»: هي رسالة التزام وشِبْه الأمر، وفيها شيءٌ غريبٌ جدًّا، فنحن البشر دائمًا نميل إلى القوَّة، ومن الكلمات غير المُريحة بالنسبة للإنسان كلمة ”الضعف“، ومن الألعاب المشهورة عند الأطفال ”لعبة القوَّة بالذراع“، ويُحاول كل طفل أن يُثبت قوَّته، وقد يلعبها الطفل مع أبيه. وهنا يترك الأب لابنه أن يغلبه كنوعٍ من التشجيع، فالضعف شيءٌ غير مُستحَبٍّ للجميع. وإن كان الكتاب المقدَّس يسرد هذه الآية الجميلة: «اخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ» (1كو 1: 27). فالله يختار مَنْ ينظر لهم العالم كضعفاء، ليُخزي بهم الأقوياء، والقدِّيس بولس الرسول في رسالته للعبرانيين يتحدَّث عن قوَّة الله التي ساندت رجال الله، فيقول: «لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعَوْنَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيِفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ. الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضَعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ» (عب 11: 32 – 34). لقد اختار الله إرميا الصغير الضعيف، فعندما دعاه الرب قال عن نفسه: إني ما زلتُ ولدًا: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لَا أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ» (إر 1: 6). فشجَّعه الرب وقال له: «لَا تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ … هَأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ» (إر 1: 7، 18). وكان يوسف الصِّدِّيق أضعف إخوته، إلَّا أنَّ الله سنده ليكون مُتسلِّطًا على كلِّ أرض مصر، وصار مُدبِّرًا لشعب مصر وهو ما زال صغير السِّنِّ: «قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: ”انْظُر قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ“» (تك 41: 4)؛ بل جعله الله أبًا لفرعون وسيِّدًا لكلِّ بيته: «فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَونَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (تك 45: 8). لقد أوصى الله في شريعته بالشفقة على العبيد والغريب واليتيم والفقراء والمساكين، وإنصاف المظلومين (خر 20، 23؛ لا 25: 35؛ مز 146: 9؛ يع 1: 27). كانت البشرية كلها في ضعفٍ بسبب خطية آدم، حتى الأبرار منهم كانوا أيضًا في ضعف، فقد كانوا في قبضة الشيطان، إلى أن جاء السيِّد المسيح. ويُقرِّر بولس الرسول صراحةً ويقول: «لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ» (رو 5: 6). أنواع الضعف: هناك ثلاثة أنواع من الضعف، وهي: الضعف الجسدي (الصحي)، والضعف النفسي، والضعف الروحي. والوصية التي يُعلِّمنا إيَّاها بولس الرسول هي: «أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ»، ويمكن أن نُسمِّيها: ”خدمة السَّنَد“. الضعف الجسدي: كان السيِّد المسيح مثالًا في مُساندة الضعفاء جسديًّا، فكان من مظاهر حُبِّه للناس ورحمته بهم، أنه إذا رأى مريضًا شفاه من مرضه مهما كان هذا المرض مُستعصيًا أو مُستحيل الشفاء. فيكتب القدِّيس متى عنه: «فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ» (مت 14: 14). ومِن ثَمَّ كان يهرع إليه المرضى بكلِّ أنواع المرض من كلِّ مكان لينالوا الشفاء من أوجاعهم. ومن أقوى الأمثلة كمُساندة للضعفاء قصة شفاء ”مريض بِرْكة بيت حِسْدَا“ (يو 5). أمَّا الضعف النفسي: فهو قاسٍ جدًّا على الإنسان (انظر: تك 49: 7)، فقد تكون نفس الإنسان هشَّة، لذلك يوجد مرضى النفس والأطباء النفسيُّون. والضعف النفسي قد يكون بسبب الحالة الصحيَّة أو المرض أو الإعاقة. وأحيانًا يكون بسبب ضعف في القدرات العقلية كالذكاء والتفكير، بمعنى أنَّ الطفل يكون بطيئًا في التعلُّم، وهذا النوع من الأطفال يحتاج إلى عنايةٍ خاصة، فما يحتاجه هذا الطفل من وقتٍ في التعليم، قد يساوي عشرة أمثال ما يحتاجه الطفل العادي. وقد يكون هذا الضعف بسبب ضعف الثقة في النفس والخوف والتردُّد، بمعنى: قد تكون ثقة شخصٍ ما في نفسه ضعيفة، فيُصاب بصِغَر النفس، ويُعتَبَر صِغَر النفس في مقام الخطية. والضعف النفسي قد يتسبَّب أحيانًا بمخاوف عند الإنسان، وهذه المخاوف تأخذ شكل المرض. ومن أسباب الضعف النفسي أيضًا وجود قدر من الإحباط أو اليأس أو القلق عند الإنسان. وقد يكون بسبب ظروفٍ اجتماعية وأُسريَّة تربَّى فيها الشخص بأسلوبٍ خاطئ. أمَّا الضعف الروحي: فهو يحتاج المُساندة، لأن الروح مُتداخلة ومُتفاعلة في وحدةٍ واحدة مع الجانب المادي في الإنسان، فهي تؤثِّر وتتأثَّر بكلِّ ضعفٍ إنساني، وقد تضعف وتمرض وتسقط مثل الجسد. وحينما تعجز الروح عن التواصُل مع الله، تبدأ في الضعف وتقل استنارتها. ومع الأيام تقل سيطرتها على الجسد، وتعجز عن قيادة حياة الإنسان. والروح تحتاج إلى ما يُغذِّيها لتستمر في قوَّتها، وغذاء الروح هو اتِّصالها بالله عن طريق وسائط النعمة (الصوم، الصلاة، قراءة الكتاب المقدَّس، التوبة، التناول … إلخ). الروح تَقْوَى بجهاد الإنسان، وبعمل النعمة الإلهيَّة. فالمرأة المُنحنية كان بها روح ضعف لمدَّة ثماني عشرة سنة، وكانت منحنية ولم تقدر أن تنتصب البتَّة، فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ» (لو 13: 12). وقال للذين قاوموه لأنه صنع ذلك في سبت: «هذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْرَاهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» (لو 13: 16). كيف نسند الضعفاء؟ إنَّ ضعفات الإنسان كثيرةٌ جدًّا، فاسأل نفسك: هل فكَّرتُ في يومٍ أن أَسند إنسانًا في ضعفه؟ إذن، يُمكن وَضْع خدمة السَّنَد في خمسة أشكال: أولاً: الدَّعم المعنوي: يكون الدَّعم المعنوي من خلال: (1) الشعور بالقرب للشخص المُراد به الدَّعم: لأن أحد أمراض هذا الزمان أنَّ الإنسان يشعر أنه مُتغرِّبٌ، وأنه لا يوجد أحدٌ بالقُرب منه. وأيضًا الدَّعم المعنوي يحتاجه الطالب وقت الامتحان. (2) المحبة: التعبير عن محبة الله، يكون بمحبة الناس ومُساعدتهم. فأعطِ من قلبك حُبًّا وتعضيدًا ومُساندةً للمحتاجين. أعطِ حبًّا للأطفال، للعَجَزَة، للأيتام، للمُسنِّين، للفقراء، للمُعوَّقين. (3) الخدمة: الخدمة هي طريقة من طُرُق مُساندة الضعفاء، كافة أنواع الخدمات. (4) الاحتمال: كم مرَّة احتملك الله وسَنَدَكَ في ضعفك وسقطتك وزلَّاتك. كم مرَّة قدَّمتَ توبة واعترفتَ، ثم رجعتَ مرةً أخرى للخطية. لقد استطاع موسى النبي أن يحتمل شعبًا صُلْب الرقبة سنواتٍ طويلة في البريَّة، ويقودهم في رِفقٍ، ويسندهم في ضعفاتهم، ويشفع في خطاياهم.  في احتمالك التمس الأعذار، فـ «لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا (بلا خطية) إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ» (مت 19: 17).  الكلُّ مُعرَّضٌ للوقوع في الضعف والخطية، فلا تحتقر سقطة الضعيف. فما أسهل أن تقع عليك حروب العدو فتسقط ويكون سقوطك عظيمًا.  التمس العُذر للآخر، وأسنده في ضعفه، فليس إنسانٌ بلا نقطة ضعف. ثانيًا: الدَّعم المالي: نحن دولة من دول العالَم الثالث، وذات اقتصادٍ محدود، ونُعاني جميعًا من متاعب في الاقتصاد، وهذا يكون على مستوى الأفراد والأُسَر والخدمة و … إلخ. وهنا يأتي الدَّعم المادي كوسيلة تحت عنوان: ”خدمة الضعفاء“، وهذا الدَّعم يختلف من مكانٍ إلى آخر، فليس له قاعدة مُحدَّدة. فالدَّعم المالي يصلح للأفراد مثل الطلبة، ويصلح للأُسَر والعائلات، ويصلح أيضًا للخدمة الكنسيَّة، ويصلح للمجتمع ككلٍّ مثل صندوق ”تحيا مصر“، أو مستشفى تقوم بعلاج الأطفال، أو مستشفى تقوم بعلاج أمراض خطيرة، وتحتاج الأدوية إلى تكاليف باهظة الثمن. فخدمة السَّنَد يمكن أن تكون في خدمة الوطن، أو تقديم مساندة لمؤسَّسة تسند الجميع، فكلُّ هذا يُساهم في أعمالٍ عظيمة. ثالثًا: الدَّعم اللفظي: (1) التشجيع والكلمة الطيِّبة: الدَّعم اللفظي، بمعنى الكلمة الطيِّبة والرقيقة التي تخرج من الإنسان. والكلمة الطيِّبة تصلُح للصغير والكبير، لكي ما يتقوَّى ويتشجَّع كلاهما. فمثلًا رئيس الدير كان يقول لأيِّ راهب يُرسَل في خدمةٍ مُعيَّنة: ”أنت شاطر“، كنوعٍ من التشجيع لهذا الراهب، وبالطبع هذه الكلمة تحمل قوَّتها وبركتها. وأتذكَّر حينما كنتُ في المرحلة الجامعية أعبُر على كنيسة بالقرب من الكليَّة لأصلِّي فيها قبل الذهاب إلى الامتحان. وكان هناك أب كاهن عندما يراني كان يقول لي: ”ربنا معك“، وكنتُ عندما أسمع هذه الكلمات، أشعر أنَّ الامتحان في هذا اليوم سيكون جيِّدًا جدًّا. «أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ»، تسبقها وصية: «شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ»، إنها وصية تسبقها وملتحمة بها، فكأنَّ بولس الرسول يقول: ”أسندوا الضعفاء بالتشجيع“. إنَّ التشجيع يُعطي قوَّةً ودفعةً للضعيف، فيجعله أفضل من ذي قبل، ويبثُّ فيه الأمل والثقة بالنفس. (2) التماس الأعذار: التماس العُذر أيضًا نوعٌ من الدَّعم اللفظي، مثل كلمات: معلهش، ما حصلش حاجة، تتعوَّض، وغيرها من الكلمات التي تُبسِّط الأمور. رابعًا: الدَّعم الاجتماعي: يُقصَد بالدَّعم الاجتماعي تسديد احتياج إنسان مثل تقديم الطعام. فمثلًا السيِّد المسيح علَّمنا قائلًا: «لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ» (مت 25: 35 – 36). والمقصود من هذه الآية، هو تقديم خدمة السَّنَد. فالجوعان تُقدِّم له الطعام، والعطشان تسقيه، وهكذا. خامسًا: الدَّعم الروحي: هو سَنَدٌ هام جدًّا للضعفاء روحيًّا، فقد يُصاب الإنسان بالفتور أو الجفاف أو العَوَز الروحي، فمثلًا عندما تُقدِّم كتابًا مقدَّسًا لإنسانٍ في احتياج له فأنت تسنده. وإن كان طفلًا، فيُمكنك أن تُقدِّم له الكتاب بخطٍّ كبير أو ملون أو مصوَّر. الأهم في السَّنَد الروحي، هو أنك تُسامح الآخرين، تُسامح مَنْ أخطأ في حقِّك، فلا تبتعد عنه أو تُفكِّر في أن تُخاصمه، فعندما عاد الابن الضال إلى بيت أبيه، قدَّم له أبوه خاتمًا وحذاءً وحُلَّةً جديدة، وذَبَحَ له العِجْل المُسمَّن. وكلُّ هذه احتياجات مادية ونفسية؛ ولكن كان الأهم من كلِّ هذا أنَّ الأب أَخَذَ ابنه في حضنه، فيقول الكتاب: «وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ» (لو 15: 20). وكان هذا الحضن بمثابة قول الأب لابنه: ”لقد سامحتك على كلِّ ما بَدَرَ منكَ“. السَّنَد الروحي هو أحد الأمور القويَّة جدًّا في حياة الإنسان، فالإنسان يحتاج إلى مَنْ يغفر خطاياه. أنت تستطيع أن تُقدِّم السَّنَد للآخر عن طريق مُكالمة تليفونية أو زيارة افتقاد. وعندما تبحث عن أيِّ إنسانٍ ضعيف بأيَّة صورة من صور الضعف، وتقف بجانبه وتسنده في ضعفه وتشعر به؛ فإنك تُقدِّم خدمة السَّنَد: «أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ». هذا يُذكِّرنا بقول أحد الآباء: ”بحثتُ عن الله كثيرًا ولم أجده، وبحثتُ عن نفسي كثيرًا ولم أجدها؛ ولكن عندما بحثتُ عن أخي، وجدتُ الثلاثة: الله، ونفسي، وأخي“. فعندما تبحث عن أخيك، وتكون سَنَدًا له في ضعفه كيفما يكون هذا الضعف، وبما يليق به، وبما يحتاج إليه؛ تكون قد اقتنيتَ هذه اللؤلؤة: «أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ». |
||||
17 - 10 - 2024, 12:21 PM | رقم المشاركة : ( 175763 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني «أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ»: هي رسالة التزام وشِبْه الأمر، وفيها شيءٌ غريبٌ جدًّا، فنحن البشر دائمًا نميل إلى القوَّة، ومن الكلمات غير المُريحة بالنسبة للإنسان كلمة ”الضعف“، ومن الألعاب المشهورة عند الأطفال ”لعبة القوَّة بالذراع“، ويُحاول كل طفل أن يُثبت قوَّته، وقد يلعبها الطفل مع أبيه. وهنا يترك الأب لابنه أن يغلبه كنوعٍ من التشجيع، فالضعف شيءٌ غير مُستحَبٍّ للجميع. وإن كان الكتاب المقدَّس يسرد هذه الآية الجميلة: «اخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ» (1كو 1: 27). فالله يختار مَنْ ينظر لهم العالم كضعفاء، ليُخزي بهم الأقوياء، والقدِّيس بولس الرسول في رسالته للعبرانيين يتحدَّث عن قوَّة الله التي ساندت رجال الله، فيقول: «لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعَوْنَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيِفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ. الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضَعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ» (عب 11: 32 – 34). لقد اختار الله إرميا الصغير الضعيف، فعندما دعاه الرب قال عن نفسه: إني ما زلتُ ولدًا: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لَا أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ» (إر 1: 6). فشجَّعه الرب وقال له: «لَا تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ … هَأَنَذَا قَدْ جَعَلْتُكَ الْيَوْمَ مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ» (إر 1: 7، 18). وكان يوسف الصِّدِّيق أضعف إخوته، إلَّا أنَّ الله سنده ليكون مُتسلِّطًا على كلِّ أرض مصر، وصار مُدبِّرًا لشعب مصر وهو ما زال صغير السِّنِّ: «قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: ”انْظُر قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ“» (تك 41: 4)؛ بل جعله الله أبًا لفرعون وسيِّدًا لكلِّ بيته: «فَالآنَ لَيْسَ أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمُونِي إِلَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي أَبًا لِفِرْعَونَ وَسَيِّدًا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطًا عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ» (تك 45: 8). لقد أوصى الله في شريعته بالشفقة على العبيد والغريب واليتيم والفقراء والمساكين، وإنصاف المظلومين (خر 20، 23؛ لا 25: 35؛ مز 146: 9؛ يع 1: 27). كانت البشرية كلها في ضعفٍ بسبب خطية آدم، حتى الأبرار منهم كانوا أيضًا في ضعف، فقد كانوا في قبضة الشيطان، إلى أن جاء السيِّد المسيح. ويُقرِّر بولس الرسول صراحةً ويقول: «لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ» (رو 5: 6). |
||||
17 - 10 - 2024, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 175764 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني أنواع الضعف: هناك ثلاثة أنواع من الضعف، وهي: الضعف الجسدي (الصحي)، والضعف النفسي، والضعف الروحي. والوصية التي يُعلِّمنا إيَّاها بولس الرسول هي: «أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ»، ويمكن أن نُسمِّيها: ”خدمة السَّنَد“. |
||||
17 - 10 - 2024, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 175765 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني الضعف الجسدي: كان السيِّد المسيح مثالًا في مُساندة الضعفاء جسديًّا، فكان من مظاهر حُبِّه للناس ورحمته بهم، أنه إذا رأى مريضًا شفاه من مرضه مهما كان هذا المرض مُستعصيًا أو مُستحيل الشفاء. فيكتب القدِّيس متى عنه: «فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ» (مت 14: 14). ومِن ثَمَّ كان يهرع إليه المرضى بكلِّ أنواع المرض من كلِّ مكان لينالوا الشفاء من أوجاعهم. ومن أقوى الأمثلة كمُساندة للضعفاء قصة شفاء ”مريض بِرْكة بيت حِسْدَا“ (يو 5). |
||||
17 - 10 - 2024, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 175766 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني الضعف الجسدي: كان السيِّد المسيح مثالًا في مُساندة الضعفاء جسديًّا، فكان من مظاهر حُبِّه للناس ورحمته بهم، أنه إذا رأى مريضًا شفاه من مرضه مهما كان هذا المرض مُستعصيًا أو مُستحيل الشفاء. فيكتب القدِّيس متى عنه: «فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ» (مت 14: 14). ومِن ثَمَّ كان يهرع إليه المرضى بكلِّ أنواع المرض من كلِّ مكان لينالوا الشفاء من أوجاعهم. ومن أقوى الأمثلة كمُساندة للضعفاء قصة شفاء ”مريض بِرْكة بيت حِسْدَا“ (يو 5). |
||||
17 - 10 - 2024, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 175767 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني الضعف النفسي: فهو قاسٍ جدًّا على الإنسان (انظر: تك 49: 7)، فقد تكون نفس الإنسان هشَّة، لذلك يوجد مرضى النفس والأطباء النفسيُّون. والضعف النفسي قد يكون بسبب الحالة الصحيَّة أو المرض أو الإعاقة. وأحيانًا يكون بسبب ضعف في القدرات العقلية كالذكاء والتفكير، بمعنى أنَّ الطفل يكون بطيئًا في التعلُّم، وهذا النوع من الأطفال يحتاج إلى عنايةٍ خاصة، فما يحتاجه هذا الطفل من وقتٍ في التعليم، قد يساوي عشرة أمثال ما يحتاجه الطفل العادي. وقد يكون هذا الضعف بسبب ضعف الثقة في النفس والخوف والتردُّد، بمعنى: قد تكون ثقة شخصٍ ما في نفسه ضعيفة، فيُصاب بصِغَر النفس، ويُعتَبَر صِغَر النفس في مقام الخطية. والضعف النفسي قد يتسبَّب أحيانًا بمخاوف عند الإنسان، وهذه المخاوف تأخذ شكل المرض. ومن أسباب الضعف النفسي أيضًا وجود قدر من الإحباط أو اليأس أو القلق عند الإنسان. وقد يكون بسبب ظروفٍ اجتماعية وأُسريَّة تربَّى فيها الشخص بأسلوبٍ خاطئ. |
||||
17 - 10 - 2024, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 175768 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني الضعف الروحي: فهو يحتاج المُساندة، لأن الروح مُتداخلة ومُتفاعلة في وحدةٍ واحدة مع الجانب المادي في الإنسان، فهي تؤثِّر وتتأثَّر بكلِّ ضعفٍ إنساني، وقد تضعف وتمرض وتسقط مثل الجسد. وحينما تعجز الروح عن التواصُل مع الله، تبدأ في الضعف وتقل استنارتها. ومع الأيام تقل سيطرتها على الجسد، وتعجز عن قيادة حياة الإنسان. والروح تحتاج إلى ما يُغذِّيها لتستمر في قوَّتها، وغذاء الروح هو اتِّصالها بالله عن طريق وسائط النعمة (الصوم، الصلاة، قراءة الكتاب المقدَّس، التوبة، التناول … إلخ). |
||||
17 - 10 - 2024, 12:26 PM | رقم المشاركة : ( 175769 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني الروح تَقْوَى بجهاد الإنسان وبعمل النعمة الإلهيَّة. فالمرأة المُنحنية كان بها روح ضعف لمدَّة ثماني عشرة سنة، وكانت منحنية ولم تقدر أن تنتصب البتَّة، فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يَا امْرَأَةُ، إِنَّكِ مَحْلُولَةٌ مِنْ ضَعْفِكِ» (لو 13: 12). وقال للذين قاوموه لأنه صنع ذلك في سبت: «هذِهِ، وَهِيَ ابْنَةُ إِبْرَاهِيمَ، قَدْ رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُحَلَّ مِنْ هذَا الرِّبَاطِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟» (لو 13: 16). |
||||
17 - 10 - 2024, 12:28 PM | رقم المشاركة : ( 175770 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قداسة البابا تواضروس الثاني للضعيف الدَّعم المعنوي: يكون الدَّعم المعنوي من خلال: (1) الشعور بالقرب للشخص المُراد به الدَّعم: لأن أحد أمراض هذا الزمان أنَّ الإنسان يشعر أنه مُتغرِّبٌ، وأنه لا يوجد أحدٌ بالقُرب منه. وأيضًا الدَّعم المعنوي يحتاجه الطالب وقت الامتحان. (2) المحبة: التعبير عن محبة الله، يكون بمحبة الناس ومُساعدتهم. فأعطِ من قلبك حُبًّا وتعضيدًا ومُساندةً للمحتاجين. أعطِ حبًّا للأطفال، للعَجَزَة، للأيتام، للمُسنِّين، للفقراء، للمُعوَّقين. (3) الخدمة: الخدمة هي طريقة من طُرُق مُساندة الضعفاء، كافة أنواع الخدمات. (4) الاحتمال: كم مرَّة احتملك الله وسَنَدَكَ في ضعفك وسقطتك وزلَّاتك. كم مرَّة قدَّمتَ توبة واعترفتَ، ثم رجعتَ مرةً أخرى للخطية. لقد استطاع موسى النبي أن يحتمل شعبًا صُلْب الرقبة سنواتٍ طويلة في البريَّة، ويقودهم في رِفقٍ، ويسندهم في ضعفاتهم، ويشفع في خطاياهم.  في احتمالك التمس الأعذار، فـ «لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا (بلا خطية) إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ» (مت 19: 17).  الكلُّ مُعرَّضٌ للوقوع في الضعف والخطية، فلا تحتقر سقطة الضعيف. فما أسهل أن تقع عليك حروب العدو فتسقط ويكون سقوطك عظيمًا.  التمس العُذر للآخر، وأسنده في ضعفه، فليس إنسانٌ بلا نقطة ضعف. |
||||