منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 10 - 2024, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 175751 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عظيم في تجسده
لقد تجسد ابن الله الأزلي «فإذا تشارك الأولاد في اللحم اشترك هو أيضا كذلك فيهما» (عب2: 14). شاركنا في اللحم والدم، لكنه قدوس «القدوس المولود منك يدعى ابن الله» (لو1: 35)، «والكلمة صار جسدًا وحل بيننا». «بالإجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد» (1تى3: 16).

وفى متى الأصحاح الثاني عشر نجد الرب يقول «ولكن أقول إن ههنا أعظم من الهيكل» (مت12: 6).
ونفهم من الكلام الوارد في إنجيل يوحنا أن هيكل جسده أعظم من الهيكل الذي بناه سليمان «أجاب يسوع وقال لهم انقضوا هذا الهيكل... وأما هو فكان يتكلم عن هيكل جسده» (يو2: 19-21) الذي فيه سُرّ أن يحل كل الملء.
 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 175752 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عظيم في موته وقيامته
لقد كان سيدنا عظيمًا في موته وقيامته، وهذا واضح من قوله أيضًا في انجيل متى أصحاح 12، عندما طلب الفريسيون آية «أجاب يسوع وقال لهم: جيل شريرٌ وفاسقٌ يطلب آية، ولا تُعطى له إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيامٍ وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ» (مت12: 39،40).
وهنا قال «هوذا أعظم من يونان ههنا». يونان قذفه الحوت أما سيدنا فقد أقام نفسه من الأموات تتميمًا للقول «لأني أضع نفسي لآخذها أيضًا... لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضًا. هذه الوصية قَبِلتها من أبي» (يو10: 18).
 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:05 PM   رقم المشاركة : ( 175753 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


عظيم في شخصه كملك
الذي قال له الله «اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك، وأقاصي الأرض ملكًا لك» (مز2: 8). وعندما جاء الكلام عن ملكة التيمن لما أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان قال سيدنا: «وهوذا أعظم هن سليمان ههنا» (مت12: 42).
بحق سيكون المسيح ملكًا كبيرًا على كل الأرض، وستجثوا أمامه أهل البرية، وأعداؤه سيلحسون التراب، ومُلكه سيكون ملك العدل «هوذا بالعدل يملك ملك» (إش32: 1). «يخرج قضيب من جذع يسى وينبت غصن من أصوله... ويكون البر منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه» (إش11: 1-5).
سيدنا الكريم ما أعظمك؟! لك حمد القلب.
 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:07 PM   رقم المشاركة : ( 175754 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الرب يسوع في صباه


ما أروع ما كتبه البشير لوقا عن طفولة ربنا يسوع المسيح وصباه «وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئًا حكمة، وكانت نعمة الله عليه... أما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس» (لوقا2: 40،52)‍‍‍. إن ما ذُكر هنا عن طفولته ونموه يرتبط بناسوته، أي بشخصه كالإنسان الكامل، تبارك اسمه.

إنه بطبيعته الإلهية لا بداية له ولا نهاية، لا يحده زمان أو مكان، وذلك لأنه هو الله، ولكنه إذ جاء إلينا في صورة إنسان فكان يخضع لقانون النمو الجسدي، أي أن جسم الصبي نما طبقًا للنواميس الطبيعية، وعقله تقدّم متمشيًا مع نموه الجسماني.

كان ممتلئًا حكمة، وأيضًا كان يتقدم في الحكمة كلما تقدم في القامة. وكانت نعمة الله عليه، أي لم يكن هناك شيء يُرى في هذا الصبي إلا ويعبِّر عن نعمة الله، كل شيء فيه يُظهِر سرور الله به ورضاه.

نعم يا ربنا يسوع المسيح ما أعظمك في اتضاعك! إذ وأنت الله العظيم والخالق القدير، ورب الكل، أتيت إلى أرضنا في صورة إنسان، وكنت طفلاً، ثم صبيًا تنمو نموًا جسديًا طبيعيًا.

لقد نما الصبي يسوع في عائلة يهودية تقية متمسكة بالشريعة وتنفيذ وصايا الله، وكانت العائلة كبيرة من حيث العدد (مت13: 55،56)، وأيضًا فقيرة، وفي قرية حقيرة تدعى الناصرة. وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح، تنفيذًا للشريعة. وصارت العادة أن النساء يذهبن مع الرجال (1صم1: 7)، ولذلك فقد صعدت مريم مع رجلها يوسف إلى أورشليم في ذلك الوقت.

«ولما كانت له اثنتا عشرة سنة، صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد. وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما. وإذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف. ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه» (لو2: 42-45).

لماذا بقي الرب يسوع في أورشليم؟ لأن قلبه كان دائمًا متعلِّقًا بالله في شركة معه، وخاضعًا له كالإنسان الكامل.

كان المسافرون يسيرون على قافلتين، إحداهما للنساء والأطفال، والثانية للرجال، وكان الصبيان يسيرون إما مع الرجال أو مع النساء، ولأن الصبي يسوع كان عمره 12 سنة فكان من السهل له أن يتحرك من المجموعة الأولى إلى الثانية والعكس، ولا يُفقد. ظن يوسف في رحلة العودة أن الصبي يسوع مع مريم في المجموعة الأخرى، وهكذا ظنت مريم أنه مع يوسف في مجموعة الرجال، أو مع الأقارب أو بين الرفقة. ثم اكتشفا عند وصولهما أن الصبي غير موجود. وظلا يبحثان عنه في اليوم الثاني بين الأقرباء والمعارف فلم يجداه. ثم رجعا إلى أورشليم يطلبانه، فوجداه في الهيكل. ويذكر الكتاب «وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسًا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم» (لو2: 46).

إن حضور الاجتماعات الروحية مهم جدًا حيث الوصية «غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة» (عب10: 25). ونحن نحضر لكي نتعلم أقوال الله الصادقة والأمينة، ولنعرف التعليم الصحيح الذي هو حسب التقوى، ولكي نكون في شركة كمؤمنين بعضنا مع بعض؛ وبالأكثر لكي نتمتع بالرب.

«وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل» إن رقم 3 هو رقم القيامة. لقد اختفى الرب عنهما ثلاثة أيام ثم وجداه، وهذا يذكِّرنا بصلبه وموته ودفنه ثلاثة أيام (مت12: 40)، إذ اختفى عن أحبائه التلاميذ، لكنه في اليوم الثالث قام ظافرًا غالبًا ناقضًا أوجاع الموت، ثم ظهر لهم.

«وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسًا وسط المعلمين». لقد تعود رؤساء اليهود والمعلمين أن يجتمعوا في الهيكل في العيد ليشرحوا ويفسروا الشريعة للراغبين في فهمها والتعمق في تفاصيلها، وجلوس الرب في وسطهم يفيد الإكرام الذي قُدِّم له. والرب يسوع دائمًا مكانه في الوسط، ففي حياته عندما كان يصنع المعجزات كانت الجموع تزحمه من كل جانب، وهو على الصليب كان في وسط المذنبين (يو19: 18)، وبعد القيامة عندما ظهر للتلاميذ «جاء يسوع ووقف في الوسط» (يو20: 19،26)، وبعد صعوده للمجد نرى «في وسط العرش ... وفي وسط الشيوخ خروفًا قائمًا كأنه مذبوح» (رؤ5: 6). وفي اجتماعات المؤمنين المجتمعين حول اسمه نجد مكانه في الوسط «لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم» (مت18: 20).

«يسمعهم ويسألهم»، وما أروع شخص الرب يسوع؛ لقد كان يسمع أولاً ثم يسأل. ونحن نحتاج أن نتمثل به «ليكن كل إنسان مسرعًا في الاستماع مبطئًا في التكلم» (يع1: 19). ما أعجب ما دوّنه الروح القدس بلسان الرب «أعطاني السيد الرب لسان المتعلمين لأعرف أن أغيث المُعيي بكلمة. يوقظ كل صباح. يوقظ لي أذنًا لأسمع كالمتعلمين» (إش50: 4). لذلك جلس الرب في وسطهم بكل اتضاع يصغي إلى المعلمين، يسمعهم ثم يسألهم، يظهر هنا لا كمعلِّم بل كمتعلم.

«وكل الذين سمعوه بُهتوا من فهمه وأجوبته»، بحق ما أعظمك أيها الرب يسوع في كلماتك وأقوالك التي قلتها! فكل الذين سمعوك بُهتوا من فهمك وأجوبتك، لأن أفكارك كان يحكمها المكتوب، وكنتَ تتلذذ دائمًا بالشريعة «في ناموس الرب مسرته وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً».

في صباه بهتوا من فهمه وأجوبته، وفي حياته عندما تكلم في مجمع الناصرة كان الجميع يشهدون له، ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه (لو4: 22). ومن خلال جلسة الصبي يسوع وسط المعلمين نرى كمال الأشواق والرغبات التي في قلبه، ونرى فهمه للمكتوب. يا ليتنا نتمثل بهذا الشخص العظيم والمبارك ربنا يسوع المسيح في ذلك!

«فلما أبصراه أندهشا. وقالت له أمه: يا بني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذَّبين» (لو2: 48). لقد اختلط في قلب مريم السرور بلقائه، والألم والحيرة لفراقه، فنسيت أنها أمام ابن الله كما قال لها الملاك: «القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله». فقالت له بلسان الأم، وبنغمة تمتزج فيها الحيرة والحنان والعتاب: «يا بني لماذا فعلت بنا هكذا؟»، فأجابهما بلطفه المعهود: «لماذا كنتما تطلبانني؟ أ لم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبى؟». هذه هي العبارة الأولى التي يسجِّلها الكتاب المقدس للرب يسوع المسيح.

تأمّل معي في كلمات المطوبة مريم «كنا نطلبك معذَّبين». أي ما إن شعر يوسف ومريم أن الصبي يسوع ليس معهما ارتبكا واضطربا وشعرا أنهما فقدا كنزًا عظيمًا، لذلك بحثا عنه باجتهاد حتى وجداه. وأي مؤمن حقيقي بالرب يسوع يفقد شركته معه، ويضل بعيدًا عنه يشعر بعدم الراحة والاضطراب. ولن يعود إليه الاستقرار والراحة إلا بعد أن تُرَد شركته مع الرب «مثل العصفور التائه من عشه، هكذا الرجل التائه من مكانه» (أم27: 8). لقد ضَلّ بطرس وأنكر الرب، لكنه خرج إلى خارج وبكي بكاء مرًا. وبعد القيامة تقابل الرب معه ورد شركته، وحينما جاء يوم الخمسين، استخدمه الروح القدس بقوة في ربح ثلاثة آلاف نفس.

ثم لاحظ معي الفرق بين قول مريم: «هوذا أبوك» وبين قول المسيح له المجد «أبي». عندما قالت مريم: «أبوك» كانت تقصد يوسف النجار، أما المسيح - له المجد - عندما قال: «أبي» كان يقصد الآب السماوي.

ما أعجب كلمات ربنا يسوع المسيح هذه! فهي تكشف لنا أن هدفه وغايته، كالإنسان الكامل، هو إرضاء الآب في كل شيء وفعل مشيئته؛ وهو القانون الذي اتخـذه لنفسه، ولم يحِد عنه مطلقًا كل الزمان، إلى أن صعد إلى السماء. إن راحة المسيح كانت في الهيكل، كانت في ما لأبيه، وما كان ممكنًا أن يكون هو فـي عمل أو مكان آخر!

بالرغم من صغر سنه لم يكن جوابه اعتذارًا عما فعل، بل أوضح الغرض من بقائه في أورشليم وأن هذه هي مشيئة الآب، وأنه ينبغي أن يقدِّم إراداة الله أبيه على أية إرادة أخرى.

«ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعًا لهما». ما أروع هذه الكلمات! فبالرغم من كل ما للمسيح من مجد وعظمه وجلال وسلطان وقدرة، لأنه هو الله، لكنه أخلى نفسه وجاء إلينا في صورة إنسان، لذلك رجع معهما إلى الناصرة حيث كان مطيعًا وخاضعًا لهما. بحق ما أعجبك وأعظمك يا ربنا يسوع! فأنت الوحيد الذي نفذت الناموس حيث الوصية «أكرم أباك وأمك» (خر20: 12). لقد كنت كاملاً في طفولتك وفي صباك وفي رجولتك.

ولقد كان الصبي يسوع مثالاً عظيمًا لكل صبي ولكل شاب في الطاعة والخضوع للوالدين. وإن كانت صفة الأيام الآخيرة أن الأولاد غير طائعين لوالديهم (2تي3: 2)، لكن الأولاد المؤمنين بالمسيح يجب أن يتمثلوا بالرب يسوع في كل شيء، وفي هذا الأمر أيضًا.


 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 175755 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


جمالية الأضداد في شخصية المسيح

تنفرد المسيحية بأضداد، وتتمحور الأضداد في الله، والإنسان، والطبيعة، فيُحرِّك الإله الكون، مُستخدِمًا عناصره المختلفة.. المتنوعة.. المتعددة.
أ يُعقَل أن يتحول المستحيل واقعًا؟!!
أ يصدُقُ أن يصير السرمدي محدودًا؟!!
أ يُقبَل أن يغدو اللا نهائي محدَّد الزمان والمكان؟!!
من تفاعُل هذه الأضداد تنبثق صيرورتان: واحدة سماوية تحتية؛ إله قدوس يستأنس. وثانية أرضية، تتركز في الإنسان كائنًا مدرحيًا مخلوقًا بأنمل الله، ليكون للطهر مثالاً، وللاستقامة منهجًا.
لكنَّ الخطيئة أفسدت نزوع الروح، وشلَّت نشاطها؛ فتحكَّم الجسد بنزعاتِ شرِّه. إنما بخضوع هذه الصيرورة للسماوية، تتحول سماوية.. مطهَّرَة.. مُبرَّرة.. نقية.
وتبدت الأضداد في نظام الكون والطبيعة. ففي سفر التكوين، سفر البدايات والمصادر والأصول، والخلق البديع؛ حيث أحسن الله نظامًا، وأتقن ترتيبًا؛ فاتّسقت الأشياء، وانسجمت جمالاً، وحفلت إبداعًا،
وأتلف المُختلِف،
والتأم المتنافر،
وتقارب المتباعد،
واتحَد المنفصل.
انبلج النور من غياهب الظلمة يسطع.
وتفجَّر النهار من أحشاء الليل يلمع.
وانتظم الفضاء من ثبات الشمس يبرع.
دوران الكواكب، وحركات النجوم، وتحرُّك مجرَّات. واكتملت دورة الخليقة بعد الطوفان، تنقسم فصولاً؛ فقسا الشتاء ألم رقادٍ وانتظار، وأطلَّ الربيع يقظةَ حياةٍ، وقيامةً طبيعية، ونثْرَ جمال.
وتستند الأضداد في المسيحية إلى الإيمان لا العيان، إيمان تُعمِقّه شمولية محبة، ويرسِّخه وطيد رجاء، ويُفعِّله جوهر روح، لا فناء مادة. فهو غير منظور.. يحقق ما فوق العقل.. يستحضر المستحيل.
تتركز جمالية الأضداد في شخص واحد وحيد، هو الرب يسوع المسيح، وتنتسج إثنينييات.
دخل المسيح التاريخ، فجدَّده وبدَّله، وصحَّح مساره. وكانت ولادته فاصل فيصل، بين ”الما قبل“ و”الما بعد“. فبينما كانت حركة التاريخ انحدارًا خطئًا، استقامت زمانًا، صاعدًا، صحيحًا.
تزخر شخصية المسيح بأضداد جمَّة. لأنه هو الله والإنسان معًا. لكن في هذه العُجالة نبحث إثنينية واحدة في هذه الأضداد:-
فقر المسيح وغناه:
إن التجسُّد تعبير أمثل عن مشيئة الآب الفائقة لخلاص الانسان الساقط، وبذل الابن ذاته لتنفيذ هذه المشيئة، ورغبة الروح القدس. فالآب أحب.. والابن تطوَّع.. والروح القدس هندَّس العمل.
أنعم الله على أناس يعيشون التقوى حياة، ومسكنة الروح سلوكًا، والبساطة فكرًا، والفقر حالة. عذراء تقية نقية، وهبها الله أن تحمل القدوس المتجسد، بحلول الروح القدس عليها، مظلَّلَةً بقوة الله.
أين ولد المسيح؟
هل في أعظم عاصمة آنذاك؟
هل في قصر منيف، رائع، فخم؟
تغمره الجواهر، وتزيّنه اللآلئ؟ ويبهجه الأرجوان والديباج والدمقس؟ محاطا بالعظماء، والأغنياء، والعلماء، والفهماء؟
ولد الإله المتجسِّد في قرية، نسيها التاريخ، واحتقرها البشر، وغارت في قاعة ذاكرة الزمن.
كيف عاش المسيح؟
لا مسكن يأويه (لو7:2، يو8:1).
لا سرير يُعلِّيه.
لا غطاء يقيه.
لا مال يغذِّيه (لو3:8، مت27:17).
لا وسادة تحميه (مت22:8).
لم يزره الكبار والعظام، بل رعاة يلتفعون البداوة، ويسامرون البرية. يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء. يقاسون من العيش شظفه، ومن الحياة قسوتها.
من هو هذا المسيح الفقير؟
إنه الله بالذات، منبع الكمال والجلال والجمال. الذي لا يَحدُّ غناه أيُّ قصي. يبسط راحته، فيمنح العالم شبعًا وتمتعًا (أف8:3). وهو المالك خزائن وخيرات الأرض. منه ينحدر السخاء والرواء، فيُشبِع ويُروي الجياع والفقراء؛ ويسند االبائسين، ويُبلّسم قلوب الملهوفين (2كو9:8).
هو خالق كل شيء، سبب وجود كل الكائنات؛ بأمره تنطلق ساعية إلى غاياتها.
به يزدهر العدل والقسطاس، ويملك الشرفاء، ويسود الأتقياء. يدور التاريخ في فلكه، ويتحرك الزمن في مركزه؛ وعند قدميه تنطرح كل أماني الإنسانية وآمالها (أم8: 15،16،18؛ لو1: 52،53؛ رو11: 36؛ كو1: 16؛ يو1: 10).
هل تعرّفت بالمسيح، الإله المتأنسن؟
مخلِّصًا.. محرِّرًا.. راعيًا.. ملكًا..؟
الذى حطم القيود، ورفع السدود، وأزال الحدود، ليكمِّل الخلاص؟
فتكسرت المقاييس.. وخشع العقل.. وتهيب المنطق.. وأُبكِمَ العلم والفهم.. ووقف الإنسان متسائلاً..
أنظره على الصليب - صليب اللعنة والعار:
مجروحًا.. مضروبًا.. مذلولاً..
محتَقرًا.. مذلولاً.. متروكًا..
متألِّمًا.. مُحشرِّجًا.. مُدانًا..
آنًا.. صارخًا.. مائتًا.

 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:10 PM   رقم المشاركة : ( 175756 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فقر المسيح وغناه

إن التجسُّد تعبير أمثل عن مشيئة الآب الفائقة لخلاص الانسان

الساقط، وبذل الابن ذاته لتنفيذ هذه المشيئة، ورغبة الروح القدس.
فالآب أحب.. والابن تطوَّع.. والروح القدس هندَّس العمل.
أنعم الله على أناس يعيشون التقوى حياة، ومسكنة الروح سلوكًا،
والبساطة فكرًا، والفقر حالة. عذراء تقية نقية، وهبها الله أن تحمل
القدوس المتجسد، بحلول الروح القدس عليها، مظلَّلَةً بقوة الله.
 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:11 PM   رقم المشاركة : ( 175757 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أين ولد المسيح؟
هل في أعظم عاصمة آنذاك؟
هل في قصر منيف، رائع، فخم؟

تغمره الجواهر، وتزيّنه اللآلئ؟
ويبهجه الأرجوان والديباج والدمقس؟
محاطا بالعظماء، والأغنياء، والعلماء، والفهماء؟
ولد الإله المتجسِّد في قرية، نسيها التاريخ،
واحتقرها البشر، وغارت في قاعة ذاكرة الزمن.
 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:12 PM   رقم المشاركة : ( 175758 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كيف عاش المسيح؟
لا مسكن يأويه (لو7:2، يو8:1).
لا سرير يُعلِّيه.
لا غطاء يقيه.
لا مال يغذِّيه (لو3:8، مت27:17).
لا وسادة تحميه (مت22:8).

لم يزره الكبار والعظام، بل رعاة يلتفعون البداوة،
ويسامرون البرية. يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء.
يقاسون من العيش شظفه، ومن الحياة قسوتها.
 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:13 PM   رقم المشاركة : ( 175759 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من هو هذا المسيح الفقير؟

إنه الله بالذات، منبع الكمال والجلال والجمال. الذي لا يَحدُّ غناه
أيُّ قصي. يبسط راحته، فيمنح العالم شبعًا وتمتعًا (أف8:3).
وهو المالك خزائن وخيرات الأرض. منه ينحدر السخاء والرواء،
فيُشبِع ويُروي الجياع والفقراء؛ ويسند االبائسين،
ويُبلّسم قلوب الملهوفين (2كو9:8).
هو خالق كل شيء، سبب وجود كل الكائنات؛
بأمره تنطلق ساعية إلى غاياتها.
به يزدهر العدل والقسطاس، ويملك الشرفاء، ويسود الأتقياء.
يدور التاريخ في فلكه، ويتحرك الزمن في مركزه؛ وعند قدميه
تنطرح كل أماني الإنسانية وآمالها
(أم8: 15،16،18؛ لو1: 52،53؛ رو11: 36؛ كو1: 16؛ يو1: 10).
 
قديم 17 - 10 - 2024, 12:14 PM   رقم المشاركة : ( 175760 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هل تعرّفت بالمسيح، الإله المتأنسن؟
مخلِّصًا.. محرِّرًا.. راعيًا.. ملكًا..؟
الذى حطم القيود، ورفع السدود، وأزال الحدود، ليكمِّل الخلاص؟
فتكسرت المقاييس.. وخشع العقل.. وتهيب المنطق..
وأُبكِمَ العلم والفهم.. ووقف الإنسان متسائلاً..
أنظره على الصليب - صليب اللعنة والعار:
مجروحًا.. مضروبًا.. مذلولاً..
محتَقرًا.. مذلولاً.. متروكًا..
متألِّمًا.. مُحشرِّجًا.. مُدانًا..
آنًا.. صارخًا.. مائتًا.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024