![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17561 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ممارسة الحريَّة المسيحية ![]() ''وليقودوا حسب طبيعتهم إلى تقدّم عامّ في الحريَّة الإنسانية والمسيحية، وهكذا عبر أعضاء الكنيسة، ينير المسيح بنوره الخلاصي المجتمع الإنساني بأسره أكثر فأكثر'' (نور الأمم/36). ''كلُّ شيء حلال، ولكن ليس كلّ شيء يبني'' (1كورنثس 23/10)، قد يطلب منا ضميرنا أن نتنازل عن حقوقنا في سبيل مصلحة الأخوة، إنَّ هذا لا يعتبر بلا شكّ حداً لحريَّتنا، بل طريقاً لممارستها بنوع أسمى. والمؤمنون إذا ما تَحرَّروا من عبوديتهم السابقة ليخدموا الله ''عليهم أن يصيروا بالمحبَّة عبيدَ بعضهم البعض'' (غلاطية 13/5)، كما يوجِّههم الروح القدس، وإذ جعل بولس نفسه خادماً، أو بمعنى آخر -عبداً لأخوته- (1كورنثس 19/9)، لم يفقد حريَّته لكنَّه كان مقتدياً بالمسيح وهو الابن الذي جاء لِيَخْدُمْ. ويقول القديس بولس أنَّ المحبَّة هي كمال الشريعة (رومية 13/ 8-10). ولا تعرف محبَّة القريب حدوداً، بل تَتَّسع للأعداء والمضطهدين ويتمثّل الكمال، على صورة كمال الله، بالرحمة التي يتوجب على تلميذ المسيح أن يكون مشدوداً إليها. تستمد المحبّة المسيحية، المجانية والشاملة، طبيعتها من محبَّة المسيح الذي وهبنا حياته: ''فليحبَّ بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم'' (يوحنا 13/ 34-35)، هذه هي الوصية الأولى الموّجهة للتلاميذ. ويؤكِّد القديس يوحنا أنَّ من يتصرَّف بثروات هذا العالم، ويغلق قلبه بوجه قريبه المحتاج، لا يستطيع أن يحظى بمحبَّة الله المقيمة في داخله. إنَّ محبَّة الأخ هي محكّ محبَّة الله ''لأنَّ الذي لا يحبّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أن يحبَّ الله وهو لا يراه'' (1يوحنا 20/4) . هذه المحبَّة الإنجيلية والدعوة إلى النبوّة الإلهية الموجَّهة إلى جميع الناس، تفرضان فرضاً مباشراً وجازماً إحترام حقوق الكائن البشري بالحياة والكرامة. لا فارق بين محبَّة القريب وإرادة العدل، التعارض بينهما تشويه للمحبَّة والعدل معاً، لا بل يُكمِّل معنى الرحمة معنى العدالة، بالحؤول دون إنغلاقها في دائرة الثأر. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17562 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نحو ملء الحريَّة ![]() 1- الكنيسة والرجاء الأواخري والالتزام بالتحرُّر الزمني: ''هكذا إذ تقوم الكنيسة برسالتها الخاصّة تساهم بذلك أيضاً بعمل التَمدُّن وتدفع إليه، إنَّ عملها، حتى الطقسي، يساعد على صوغ حريَّة الإنسان الداخلية'' (فرح ورجاء/85). إنَّ الكنيسة، في طواعيتها للروح، تَتقدَّم بإخلاص على سبل التَحرُّر الأصيل، فهي شعب إله الميثاق الجديد، وشريعة المحبَّة وصيَّتها، يسكن الروح في قلب أعضائها، كما في هيكل. أنَّها نواة وبداية ملكوت الله على الأرض. لذلك يقود الله شعبه نحو ملء الحريَّة، بعد أن منحه عربون روحه. وأورشليم الجديدة المنتظرة بشوق تدعى بحقٍّ مدينة الحريَّة، عندئذ ''يُكفكف [الله] كلَّ دمعة تسيل من عيونهم. لم يبق للموت وجود ولا للبكاء ولا للصراخ ولا للألم، لأنَّ العالم القديم قد زال'' (رؤيا 4/21)، إنَّ الرجاء هو الانتظار الثابت ''لسماوات جديدة وأرض جديدة تقيم فيها العدالة'' (2بطرس 13/3). والإقدام لأنَّه ''حيث روح الربّ فهناك الحريَّة'' (2كورنثس 17/3). ورجاء الآخرة هذا لا يضعف الإلتزام في سبيل تقدّم المدينة الأرضية، بل يمنحه معنى وقوة. فالكنيسة المستنيرة بالروح القدس تُميِّز بين علامات الأزمنة الواعدة بالتحرير وبين تلك الخادعة والوهميّة، داعية الإنسان والمجتمعات إلى العمل على إيجاد الظروف الملائمة للحريَّة الصحيحة. وعياً منها بأنَّ كلَّ هذه القيم: الكرامة الإنسانية والاتِّحاد الأخوي والحريَّة، التي تُمثِّل ثمرة الجهود المنسجمة مع مشيئة الله، نجدها ''منضحة من كلِّ وصمة، ومضيئة ومتجليَّة عندما يُسلِّم المسيح الآب الملكوت الأبدي الشامل'' (فرح ورجاء، 3/39)، الذي هو ملكوت الحريَّة. 2- اللقاء النهائي مع المسيح: 'فتَكلَّموا واعمَلوا مثل الذين سيُدانون بشريعة الحرية'' (يعقوب 13/2). إنَّ تجلّي الكنيسة بواسطة المسيح القائم من الموت، في ختام مطافها لا يلغي مطلقاً المصير الشخصي لكلِّ فرد في ختام حياته الخاصّة. فكلُّ مَنْ ظهر فاضلاً أمام منبر المسيح، بعد أن يكون قد أحسن التصرُّف، بنعمة الله، في إختياره الحرّ، يحظى بالسعادة التي تجعله على مثال الله لأنَّه حينئذ يراه وجهاً لوجه. إنَّ هبة السعادة التي يمنّ الله بها على الإنسان هي الإشادة بأسمى حريَّة يمكن أن يَتصوَّرها عقل. إنَّ الحقيقة الإنجيلية، وفقاً لأمرِ المسيح يجب أن يُدعى إليها جميع الناس، الذين من حقِّهم أن تُعرَض عليهم. إنَّ الروح القدس يرشد الكنيسة وتلامذة يسوع المسيح ''إلى الحقِّ كلِّه'' (يوحنا 13/16)، وهو الحاضر في ضمير ينضج لمزيد من إحترام كرامة الشخص البشري، الروح القدس ينبوع الشجاعة والبطولة والإقدام لانه "حيث روح الرب فهناك الحرية" (2كورنش 3/17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17563 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الحريـــــــة المسيحيــــــــة ![]() إنَّ الحريّة الحقيقية هي في الإنسان علامة مُميَّزة عن صورة الله فيه، لأنَّ الله أراد أن ''يتركه لمشورته الخاصّة'' (ابن سيراخ 14/15)حتى يَتمكَّن بذاته أن يبحث عن حالته وخالقه ويلتحق به بحريَّته ويبلغ هكذا إلى تمام سعادته الكاملة (فرح ورجاء/17). المقدمـة: لم يَتوصَّل البشر كما تَوصَّلوا اليوم إلى إدراك معنى الحريَّة بكلِّ أبعادها، ولكن في الوقت نفسه تظهر أشكال جديدة من الإستعباد الإجتماعي والنفسي. فالأفراد والجماعات ظمئون لحياة حرَّة، وطريق الحريَّة وطريق الإستعباد مفتوحان أمامه، وكذلك طريق التقدُّم أو التقهقر، وطريق الأخوَّة والبغض. غير أنَّ الإنسان يَتَّجه نحو الخير بملء حريَّته، هذه الحريَّة التي يعتبرها معاصرونا إعتباراً عظيماً ويبحثون عنها بكلِّ حماس، وهم في ذلك على حقٍّ، ولكن غالباً ما يُعزِّزونها بطريقة منحرفة. إذ يعرِّفونها على أنَّها إجازة لصنع كلِّ شيء يجلب السرور حتى وإن كان شراً. إنَّ وعي الناس في عصرنا لكرامة الشخص البشري يتزايد يوماً بعد يوم، كما أنَّه يتزايد عدد أولئك الذين يطلبون بإلحاح حتى يَتمكَّن الناس من أن يَتصرَّفوا وفقاً لآرائهم الخاصَّة مُتحمَّلين مسؤوليتهم ومُتمتّعين بكامل حريَّتهم، لا يواجههم ضغط، بل شعورهم بالواجب. يقول القديس بولس: ''إنَّكم أيُّها الأخوة، قد دُعيتم إلى الحريَّة'' (غلاطية 13/5)، هذه الدعوة هي رُكن أساسيّ من أركان إنجيل الخلاص. لقد جاء يسوع ''ليُبلِّغَ المأسورين بإطلاق سبيلهم ويفرج عن المظلومين'' (لوقا18/4)، والكنيسة إذ تضطلع بدورها في فهم الأمور على ضوء الإنجيل الذي هو بطبيعته رسالة حريَّة وَتحرُّر، تتبنَّى هذه التَطلُّعات التي تنكشف على ضوء معاني الخلق والفداء. ''الحقيقة تُحرِّركم'' (يوحنا 32/8)، تتمحور هذه الحقيقة المُنزَلة من الله حول المسيح مُخلِّص العالم الذي منه - وهو ''الطريق والحقّ والحياة'' (يوحنا 6/14)، - تنهل الكنيسة ما تُزوِّد به الناس، وتستقي، من سرِّ الكلمة المُتجسِّدة وفادية العالم، الحقيقة عن الأب ومحبَّته لنا، كما الحقيقة عن الإنسان وحريَّته. ماذا يعني أن تكون حراً؟ إنَّ الإجابة العفوية على هذا السؤال هي أنَّ الحرَّ هو مَن إستطاع أن يفعل فقط ما يريده من دون أن يردعه إكراه خارجي، وَتمتَّع بالتالي باستقلال تامّ، وعليه كان إنقياد إرادته لإرادة غريبة نقيضاً للحريَّة. لكن، هل يعلم الإنسان دائماً ماذا يريد؟ وهل يستطيع أن يفعل كلَّ ما يريده؟ وهل الاكتفاء بحدود الذات والإنفصال عن إرادة الآخر مطابق لطبيعة الإنسان؟ غالباً ما لا تكون إرادة اللّحظة الراهنة هي الإرادة الفعلية، وقد يتواجد في الإنسان الواحد إرادات متناقضة، وبالأخصِّ يصطدم الإنسان بحدود طبيعته الخاصّة، فهو يريد أكثر ممّا يستطيع، وبالتالي فإنَّ الحاجز الذي يعترض إرادته لا يتأتّى دائماً من الخارج، بل من حدود كينونته. دعوة الخالق إنَّ الله يأخذ بعين الإعتبار كرامة الشخص البشري الذي خلقه بذاته والذي يجب أن يَتصرَّف وفقاً لحكمه الشخصي بممارسة حريَّته (الكرامة الإنسانية/11). إنَّ صورة الله في الإنسان هي الركن الذي تستند إليه حريَّة الشخص البشري وكرامته، فإنَّه عندما خلق الله الإنسان طبع فيه صورته ومثاله، لذلك يفهم الإنسان دعوة الخالق له، من خلال نزوع طبيعته وتوقها نحو الخير الأسمى وأيضاً من خلال كلمة الوحي، التي وَجَدَتْ صيغتها التامّة في المسيح، وقد كَشَفَتْ للإنسان أنَّه خُلِقَ حرّاً، ليتمكَّن، بالنعمة، من الدخول في مودَّة الله وتكون له شركة في حياته الإلهية. لا حريَّة إنسانية إذن بدون المشاركة في الحريَّة الإلهية، ولا تُلغى أبداً مقدرة الإنسان على تحقيق ذاته من خلال تبعيته لله ''تؤكِّد الكنيسة أنَّ الاعتراف بالله لا يعاكس بأيَّة طريقة من الطرق كرامة الإنسان، لأنَّ في الله ذاته ما يُبرِّر هذه الكرامة وما يُكمِّلها، فالله الخالق أقام الإنسان في مجتمع وَزيّنه بالفهم والحريَّة'' (فرح ورجاء/21). الخطيئة مصدر تفرقة وقهر لقد أقام الله الإنسان في حالة من البرارة غير أنَّ الشرير أغواه منذ بدء التاريخ فأساء إستعمال حريَّته واقفاً في وجه الله، راغباً في أن يصل غايته بدونه تعالى. يدعو الله الإنسان إلى الحريَّة، وفي كلِّ واحد منّا تشتعل الرغبة في أن يكون حرّاً، ومع ذلك وبصورة شبه دائمة، لا تقود هذه الإرادة إلاّ إلى العبودية والقهر، لذلك يفترض كلّ التزام بالتَحرُّر والحريَّة المواجهة مع هذه المفارقة المأسوية. إنَّ الخطيئة، تحت إرادة الحريَّة، تكمن في إنكار طبيعة الإنسان الخاصَّة، طالما يريد الإنسان أن يريد كلَّ شيء ويعمل كلَّ شيء متناسياً أنَّه محدود ومخلوق، فهو لا ينفكّ عن تماديه في إدّعاء الألوهة، ''وتصيران كآلهة'' (تكوين 5/3)، تلك هي طبيعة الخطيئة العميقة. صحيح أنَّ الإنسان مدعو لكي يَتمثّل بالله، لكن هذا التَمثُّل لا يكون من خلال إرادة تَتصرَّف على هواها، بقدر ما يكون من خلال إقرار بأنَّ الحقيقة والمحبَّة هما في آنٍ واحد مبدأ الحريَّة وغايتها. والإنسان، باقترافه الخطيئة، ينافق على نفسه وينفصل عن حقيقته، وبسعيه إلى الإستقلال الكامل والإكتفاء الذاتي، ينكر الله، كما ينكر ذاته، وبإنكاره هذا أو بمحاولته إنكار الله، المبدأ والغاية، يؤذي إيذاءً عميقاً، ليس فقط نظامه وتوازنه الداخلي، بل نظام وتوازن المجتمع والخليقة المنظورة. يشير سفر التكوين، سواء في ما يَتميّز به العمل من مشقة، والأمومة من عناء، وعلاقة الرجل والمرأة من هيمنة، أو في الموت، إلى عواقب الخطيئة الأصلية، ممّا جعل البشر بعد أن حرموا النعمة الإلهية، يرثون طبيعة مشتركة، قابلة للموت، عاجزة عن الثبات في الخير، مدفوعة إلى الطمع. بالخطيئة يحاول الإنسان أن يَتحرَّر من الله، لكنَّه في الواقع يَتحوَّل إلى كائن مُستَعبَد، لأنَّه برفضه المُطلَق ينزلق حتماً إلى التَعلُّق بالمخلوق على نحو مُضلٍّ وهدّام، فيحشد الإنسان في المخلوق رغبته الجامعة إلى المُطلق، لكّنَّ الأشياء المخلوقة محدودة، لذلك يظلّ قلبه يجري من مخلوق إلى آخر، سعياً وراء سلام مستحيل، فيفقد بالتالي معنى كينونته المخلوقة لزعمه العثور على محوره ووحدته في ذاته وينزع إلى إثبات وإشباع رغبته إلى المُطلق عن طريق تداول الأشياء: المال، الجاه، السلطة، اللذة...والخ. الإلحاد إنعتاق خاطئ للحريَّة إنَّ الإلحاد الحديث يظهر غالباً بشكلٍ مذهبي يدفع بميل الإنسان إلى السيادة إلى حدٍّ يصعب فيه الارتباط بالله، فتقوم الحريَّة بما يلي: الإنسان هو غاية في ذاته، هو الذي يصنع تاريخه ويُنظِّمه بذاته (فرح ورجاء/20). يصبح ذلك بياناً، عندما يعتبر الإنسان الخاطئ أنَّه لا يستطيع إثبات حريَّته الذاتية إلاّ إذا نفى الله نفياً قاطعاً، وإنَّ تبعية المخلوق للخالق أو تبعية الضمير الأخلاقي للشريعة الإلهية، عبودية لا تُطاق. ويرى في الإلحاد الشكل الحقيقي لإنعتاق الإنسان وَتَحرُّره، فيرفض في آنٍ واحد فكرة الله وفكرة الخطيئة. الإنجيل رسالة حريَّة وَتحرُّر ''غير أنَّ الحريَّة الإنسانية التي جرحتها الخطيئة لا تستطيع أن تسير نحو الله كلياً وبطريقة فعلية إلاّ بمعونة النعمة الإلهية'' (فرح ورجاء/17). لو كان الله تَخلَّى عن خليقته، لأفضى بنا التاريخ البشري، المطبوع بتجربة الخطيئة، إلى اليأس، لكن الوعود الإلهية بالتحرير والوفاء بها المظفّر، في موت المسيح وقيامته، كانت أساس ''الرجاء المفرح'' الذي منه إستمدَّت الجماعة المسيحية قوّة العمل الجادّ والفاعل في خدمة المحبَّة والعدل والسلام. الإنجيل رسالة حريَّة وقوّة تحرير يُحقِّق رجاء شعب الله. هذا الرجاء تُجسِّده مريم العذراء، وتعلن بفرح الزمن المسيحاني، مُهلِّلة للربِّ في ''نشيد التعظيم'' فتشيد لسرِّ الخلاص. حريَّة أبناء الله ''ما من شريعة إنسانية تستطيع أن تحافظ على كرامة شخصية الإنسان وحريَّته، مثلما يحافظ عليهما إنجيل المسيح الذي سُلِّمَ إلى الكنيسة، فهذا الإنجيل يُبشِّر بحريَّة أبناء الله ويعلنها ويرفض كلَّ إستعباد، لأنَّ الإستعباد، بعد البحث والتدقيق يأتي من الخطيئة (فرح ورجاء/41). فالمسيح قد حَرَّرَنا لنكون أحراراً (غلاطية 1/5)، وهو الذي يقيم فعلاً عهد الحريَّة الكاملة والنهائية لكلِّ من إتَّحد به بالإيمان والمحبَّة، سواء أكان يهودياً أم وثنياً. ما من أحد يَتحرَّر تَحرُّراً كاملاً من ضعفه أو عزلته أو إستعباده، بل جميعهم بحاجة إلى المسيح المثال والمُعلِّم والمُحرِّر والمُخلِّص والمُحييّ، فالإنجيل كان حقاً في تاريخ البشرية حتى الزمني منه، خمير حريَّة وتقدُّم، كما أنَّه لا يزال دوماً بذاته خمير أخوّة ووحدة وسلام، ولذا فالمسيح لا يُحتفى به بدون داع ''كانتظار الشعوب ومخلصهم'' (نشاط الكنيسة الارسالي/78). طبيعة الحريَّة المسيحية ''لأنَّ الربَّ هو الروح، وحيث يكون روح الربّ تكون الحريَّة'' (2قورنثس 17/3). إنَّ الحريَّة المسيحية لها إنعكاساتها على المستوى الاجتماعي، إلاّ أنَّها تقوم في ما هو أسمى من ذلك، فهي سهلة المنال للعبيد والأحرار، لأنَّها لا تفترض تغيير الحال الذي كان عليه المرء ''فإن كنت عبداً حين دُعيت فلا تُبال، ولو كان بوسعك أن تصير حرّاً، فالأولى بك أن تستفيد من حالك، لأنَّه مَنْ دُعي في الربِّ وهو عبد كان عتيق الربِّ (1قورنثس 21/7)، ففي العالم الروماني - اليوناني، الذي كان يرى في الحريَّة المدنية الأساس الأول للكرامة الشخصية، كانت هذه الحريَّة المسيحية أمراً متناقضاً مع العقل، لكن بهذه الطريقة، ظهرت بوضوح أكبر قيمة التحرير الجذري الذي يُقدِّمه لنا المسيح. فالحريَّة المسيحية، التي هي أبعد من أن تكون ثمرة عقيدة ذهنية مُجرَّدة عن الزمن، هي بالأحرى نتيجة حدث تاريخي هو موت المسيح الظافر، وإتِّصال مباشر هو الإتِّحاد بالمسيح في المعمودية، والمؤمن الحرّ يعيش منذ الآن وإلى الأبد في صلة حميمة مع الأب، دون أن تُعرقله قيود الخطيئة والموت والشريعة. التحرّر المسيحي 1- من الخطيئة: ''لقد نجّانا الله من سلطان الظلمات، ونقلنا إلى ملكوت إبنه الحبيب، فكان به الفداء وغفران الخطايا'' (كولسي1/ 13-14). الخطيئة هي القوة الغاشمة التي ينتزعنا يسوع المسيح من نيرها، والحريَّة التي أَعدَّها المسيح في الروح القدس أعادت إلينا المقدرة التي حرمتنا منها الخطيئة، على أن نُحبَّ الله فوق كلّ شيء ونبقى على إتّصال معه. لقد تَحرّرنا من محبَّة ذاتنا العشوائية، مصدر إزدرائنا القريب، ومن علاقات الهيمنة بين الناس، على الرغم من إستمرار الظلم في العالم، إلى يوم يعود بالمجد ذلك القائم من الموت، يُنبِّه القديس بولس إلى أنَّ ''المسيح قد حَرَّرَنا لنكون أحراراً'' (غلاطية 1/5). لذلك ينبغي لنا أن نصمد ونناضل لئلا نسقط من جديد تحت نير العبودية ''تعرفون الحقَّ والحقّ يُحرِّركم… مَنْ يرتكب الخطيئة يكون عبداً، والعبد لا يقيم في البيت للأبد، بل الإبن يقيم للأبد، فإذا حَرَّركم الإبن صرتم أحراراً حقاً''. ( يوحنا 8 /32-36). 2- من الموت: فليس بعد الآن من هلاك للذين هم في يسوع المسيح لأنَّ شريعة الروح الذي يهب الحياة في يسوع المسيح قد حرّرتني من شريعة الخطيئة والموت'' (رومية8 /1-2). قد تمَّ الإنتصار على الموت الرفيق الملازم للخطيئة (تكوين17/2)، لقد فقد شوكته (1كورنثس 56/15)، ولم يعد المسيحيون عبيداً لمخافة الموت، أجل لن يتمّ هذا التحرّر الكامل إلاّ عند القيامة المجيدة ونحن ما زلنا ننتظر إفتداء أجسادنا (رومية23/8)، لكنَّ الأزمنة الأخيرة قد بدأت بنوع ما، وإنتقلنا من الموت إلى الحياة على قدر ما نحيا في الإيمان والمحبَّة (1يوحنا 14/3). 3- من الشريعة: ''فلا يكوننَّ للخطيئة من سلطان عليكم من بعد. فلستم في حكم الشريعة ولكنَّكم في حكم النعمة'' (رومية14/6). أعلن القديس بولس هبة شريعة الروح الجديدة، خلافا لشريعة الجسد والطمع التي تنزع بالإنسان إلى الشرِّ وتعيقه عن إختيار الخير. وبما أنَّنا متنا - سريّاً - مع المسيح عمّا كان يعتقلنا، فقد حلَّلنا من الشريعة وأصبحنا نعمل في نظام الروح الجديد، لا في نظام الحرف القديم (رومية 6/7)، ولا نقدر أن نجد مبدأ خلاصنا بتتميم شريعة خارجية، فنحن الآن نعيش في عهد جديد، نجد فيه قاعدة سلوكنا في الإنقياد للروح القدس المنسكب في قلوبنا ''فإذا كان الروح يقودكم فلستم في حكم الشريعة'' (غلاطية18/5). حقاً، لا يزال القديس يتكلَّم عن ''شريعة المسيح'' (غلاطية 2/6)، والشريعة تحتفظ بقيمتها بالنسبة للإنسان وللمسيحي لأنَّها مُقدَّسة والوصية مُقدَّسة عادلة صالحة (رومية 12/7)، إلاّ أنَّ هذه الشريعة تتلَخَّص في المحبَّة وبالإنقياد للروح القدس، نحن نُتمِّمها تلقائياً، لأنَّه ''حيث يكون روح الربِّ، تكون الحريَّة'' (2 كوررنثس 17/3). مؤكِّداً بذلك على الوصايا العشر وبنفس الوقت مقارناً بينها وبين المحبَّة التي هي ملؤها الحقيقي. 4- من سائر العبوديات: عند تحرّره يمتلئ المؤمن شجاعة وثقة وفخراً، يَتحرَّر بقول كلِّ شيء ''كلُّ شيءٍ يحلّ لي'' (1قورنثس12/6)، فأتَّخَذَ من ذلك شعاراً له، ولكنَّه شوّه معناها (الحريَّة)، فلا يجب أن ينسى المؤمن أنَّه منتمٍ إلى الربِّ، وإنَّه مدّعو إلى القيامة من بين الأموات. ''إنَّكم، أيُّها الأخوة، قد دُعيتم إلى الحريَّة، على أن لا تجعلوا هذه الحريَّة سبيلاً لإرضاء الجسد'' (غلاطية 13/5)، ولا نجعل من الحريَّة ستاراً للخبث، بل نبتعد عن أدناس الدنيا، ولا نعود إلى ''تلك الأركان الضعيفة الحقيرة وتريدون أن تعودوا عبيداً لما كنتم قبلا؟'' (غلاطية 9/4). خاصَّة وأنَّ الفداء قد تمّ بدمٍ ثمين، وقد علمتم أنَّكم لم تُعتقوا بالفاني من الفضة أو الذهب من سيرتكم الباطلة التي ورثتموها عن آبائكم، بل بدمٍ كريم، دم الحمل الذي لا عيب فيه ولا دنس، أي دم المسيح'' (1بطرس 1/ 18-19). ممارسة الحريَّة المسيحية ''وليقودوا حسب طبيعتهم إلى تقدّم عامّ في الحريَّة الإنسانية والمسيحية، وهكذا عبر أعضاء الكنيسة، ينير المسيح بنوره الخلاصي المجتمع الإنساني بأسره أكثر فأكثر'' (نور الأمم/36). ''كلُّ شيء حلال، ولكن ليس كلّ شيء يبني'' (1كورنثس 23/10)، قد يطلب منا ضميرنا أن نتنازل عن حقوقنا في سبيل مصلحة الأخوة، إنَّ هذا لا يعتبر بلا شكّ حداً لحريَّتنا، بل طريقاً لممارستها بنوع أسمى. والمؤمنون إذا ما تَحرَّروا من عبوديتهم السابقة ليخدموا الله ''عليهم أن يصيروا بالمحبَّة عبيدَ بعضهم البعض'' (غلاطية 13/5)، كما يوجِّههم الروح القدس، وإذ جعل بولس نفسه خادماً، أو بمعنى آخر -عبداً لأخوته- (1كورنثس 19/9)، لم يفقد حريَّته لكنَّه كان مقتدياً بالمسيح وهو الابن الذي جاء لِيَخْدُمْ. ويقول القديس بولس أنَّ المحبَّة هي كمال الشريعة (رومية 13/ 8-10). ولا تعرف محبَّة القريب حدوداً، بل تَتَّسع للأعداء والمضطهدين ويتمثّل الكمال، على صورة كمال الله، بالرحمة التي يتوجب على تلميذ المسيح أن يكون مشدوداً إليها. تستمد المحبّة المسيحية، المجانية والشاملة، طبيعتها من محبَّة المسيح الذي وهبنا حياته: ''فليحبَّ بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم'' (يوحنا 13/ 34-35)، هذه هي الوصية الأولى الموّجهة للتلاميذ. ويؤكِّد القديس يوحنا أنَّ من يتصرَّف بثروات هذا العالم، ويغلق قلبه بوجه قريبه المحتاج، لا يستطيع أن يحظى بمحبَّة الله المقيمة في داخله. إنَّ محبَّة الأخ هي محكّ محبَّة الله ''لأنَّ الذي لا يحبّ أخاه وهو يراه، لا يستطيع أن يحبَّ الله وهو لا يراه'' (1يوحنا 20/4) . هذه المحبَّة الإنجيلية والدعوة إلى النبوّة الإلهية الموجَّهة إلى جميع الناس، تفرضان فرضاً مباشراً وجازماً إحترام حقوق الكائن البشري بالحياة والكرامة. لا فارق بين محبَّة القريب وإرادة العدل، التعارض بينهما تشويه للمحبَّة والعدل معاً، لا بل يُكمِّل معنى الرحمة معنى العدالة، بالحؤول دون إنغلاقها في دائرة الثأر. نحو ملء الحريَّة 1- الكنيسة والرجاء الأواخري والالتزام بالتحرُّر الزمني: ''هكذا إذ تقوم الكنيسة برسالتها الخاصّة تساهم بذلك أيضاً بعمل التَمدُّن وتدفع إليه، إنَّ عملها، حتى الطقسي، يساعد على صوغ حريَّة الإنسان الداخلية'' (فرح ورجاء/85). إنَّ الكنيسة، في طواعيتها للروح، تَتقدَّم بإخلاص على سبل التَحرُّر الأصيل، فهي شعب إله الميثاق الجديد، وشريعة المحبَّة وصيَّتها، يسكن الروح في قلب أعضائها، كما في هيكل. أنَّها نواة وبداية ملكوت الله على الأرض. لذلك يقود الله شعبه نحو ملء الحريَّة، بعد أن منحه عربون روحه. وأورشليم الجديدة المنتظرة بشوق تدعى بحقٍّ مدينة الحريَّة، عندئذ ''يُكفكف [الله] كلَّ دمعة تسيل من عيونهم. لم يبق للموت وجود ولا للبكاء ولا للصراخ ولا للألم، لأنَّ العالم القديم قد زال'' (رؤيا 4/21)، إنَّ الرجاء هو الانتظار الثابت ''لسماوات جديدة وأرض جديدة تقيم فيها العدالة'' (2بطرس 13/3). والإقدام لأنَّه ''حيث روح الربّ فهناك الحريَّة'' (2كورنثس 17/3). ورجاء الآخرة هذا لا يضعف الإلتزام في سبيل تقدّم المدينة الأرضية، بل يمنحه معنى وقوة. فالكنيسة المستنيرة بالروح القدس تُميِّز بين علامات الأزمنة الواعدة بالتحرير وبين تلك الخادعة والوهميّة، داعية الإنسان والمجتمعات إلى العمل على إيجاد الظروف الملائمة للحريَّة الصحيحة. وعياً منها بأنَّ كلَّ هذه القيم: الكرامة الإنسانية والاتِّحاد الأخوي والحريَّة، التي تُمثِّل ثمرة الجهود المنسجمة مع مشيئة الله، نجدها ''منضحة من كلِّ وصمة، ومضيئة ومتجليَّة عندما يُسلِّم المسيح الآب الملكوت الأبدي الشامل'' (فرح ورجاء، 3/39)، الذي هو ملكوت الحريَّة. 2- اللقاء النهائي مع المسيح: 'فتَكلَّموا واعمَلوا مثل الذين سيُدانون بشريعة الحرية'' (يعقوب 13/2). إنَّ تجلّي الكنيسة بواسطة المسيح القائم من الموت، في ختام مطافها لا يلغي مطلقاً المصير الشخصي لكلِّ فرد في ختام حياته الخاصّة. فكلُّ مَنْ ظهر فاضلاً أمام منبر المسيح، بعد أن يكون قد أحسن التصرُّف، بنعمة الله، في إختياره الحرّ، يحظى بالسعادة التي تجعله على مثال الله لأنَّه حينئذ يراه وجهاً لوجه. إنَّ هبة السعادة التي يمنّ الله بها على الإنسان هي الإشادة بأسمى حريَّة يمكن أن يَتصوَّرها عقل. إنَّ الحقيقة الإنجيلية، وفقاً لأمرِ المسيح يجب أن يُدعى إليها جميع الناس، الذين من حقِّهم أن تُعرَض عليهم. إنَّ الروح القدس يرشد الكنيسة وتلامذة يسوع المسيح ''إلى الحقِّ كلِّه'' (يوحنا 13/16)، وهو الحاضر في ضمير ينضج لمزيد من إحترام كرامة الشخص البشري، الروح القدس ينبوع الشجاعة والبطولة والإقدام لانه "حيث روح الرب فهناك الحرية" (2كورنش 3/17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17564 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مشكلتنا الحقيقية في التعوق عن المسيرة الروحية
هذا هو منهج شخص ربنا يسوع ونطقه حينما يجدنا تائهين، لأنه أتى أساساً لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ (لوقا 1: 79)، وطريق السلام مستحيل أن ندخل فيه ونراه أن لم نسمع منه نداء (اتبعني) فنُطيع ونتبعه للنهاية سائرين معه خطوة بخطوة، لأنه هو قائد حياتنا الحقيقي، لأن كل من سمع نداء اتبعني، فهو يسير وراءه شخصياً لا وراء الناس مهما ما كانت مكانتهم رفيعة وعلمهم اللاهوتي والروحي واسع، لأننا لا نتبع بشر بل مسيح القيامة والحياة بذاته وشخصه. فالرب هو الداعي ونداءه نداء تبعية، وليس نداء أعمال بر نعملها نحن، بل نداء اتبعني، لأننا حينما نسير وراءه نخلص حتماً وبالضرورة دون عناء أو مشقة على الإطلاق، لأن هو الذي يقودنا نحو حضن الآب لنسكنه، لأن الله لم يكلمنا – في ملء الزمان – عن طريق ملاك أو نبي عظيم، بل كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في (ابن)، أي ابنه، لأن غرضه الأساسي هو ان نكون أبناء لله فيه، وحينما نصير أبناء نتبعه لأننا نلتصق به فنصير معه روحاً واحداً، وطالما صار لنا شركة معه وهو طبيعياً في حضن الآب، لذلك فأننا سنصير تلقائياً باستحقاقه هو في نفس ذات الحضن عينه، لأن طالما هو فينا ونحن فيه، وهو في حضن الآب يسكن، إذاً هذا هو مكاننا أيضاً لا بسبب أعمال عملناها لكن بسبب استحقاقه هو لأنه البسنا ذاته وهذا يكفينا جداً، بل أكثر جداً من كل كفاية. لذلك يا إخوتي علينا أن نزيل من أفكارنا أن الله يُريد منا شيء نعمله، أو أنه يفرح ويُسر حينما تزدحم الكنائس ونركض على الأماكن التي نراها مقدسة ونحلم أن نتواجد فيها للنال بركة، لأننا لو كنا نفعل هذا وهذا اقصى طموح عندنا، وكلنا رغبة أن نقوم بواجبنا المسيحي من جهة الأعمال، فنحن اشقى جميع الناس، لأن المسيح الرب لا يبحث قط عن رجال ونساء وشباب وأطفال يعطونه أوقات فراغهم المسائية أو عطلتهم الأسبوعية، أو يصير تسليتهم في وقت فراغهم عوض ما يقضوه في أي شيء آخر كما نسمع من بعض الناس الذين يرسلون أولادهم للكنائس وقت فراغهم أو في أجازتهم الصيفية، ولا يبحث عن شيوخ يقضون سنين تقاعدهم في الكنائس والخدمة. الرب يُنادي نداء من نوع خاص وهو [اتبعني]، والنداء على المستوى الشخصي [اتبعني انت]، ولكنه حدد شكل التبعية أيضاً إذ قال: ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني (متى 10: 38) وذلك لأن الرب سار في طريق الصليب بغرض انه يموت، فلا يوجد تبعية للمسيح الرب بدون هذا الاستعداد: وقال للجميع أن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني (لوقا 9: 23) ولذلك كان يتكلم دائماً عن التجرد وترك كل شيء من القلب، لأن بدون الترك والتجرد لن يكون هناك استعداد حقيقي للسير وراء المسيح الرب إلى الصليب ومن ثم الموت لنبلغ قيامته لنسكن معه في حضن الآب ونتذوق قوة حياة الشركة الحقيقي كواقع اختباري في حياتنا الشخصية.انظروا يا إخوتي وتفكروا في هذا الكلام جيداً جداً، الحياة مع الله ليست فكرة ولا نظرية ولا حياة في الفراغ، أو مجرد ظنون وتخيلات وكلام عن الحب في شكل رومانسي حالم، أو الكلام عن شركة الطبيعة الإلهية والمحاربة على لفظة التأله والاتحاد بالله، ولا اللغو الحادث في الصراع القائم على الألفاظ اللاهوتية ودقة شرحها، وأيضاً الجدل الحادث عن نقص المعرفة وضعف الدراسات اللاهوتية والكتابية العلمية والثقافية، لأن كل هذا انشغال عن واقعية الحياة مع الله من جهة اتخاذ موقف قلبي واضح وصريح من نداء المسيح الرب: [اتبعني] واتبع المسيح يعني مستعد أن أتخلى عن كل شيء للنهاية بل وحتى حياتي نفسها ولا أعزها عنه أو أحبها حتى الموت: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك؛ لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح؛ وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت (لوقا 18: 28؛ فيلبي 1: 21؛ رؤيا 12: 11)+ إِنْ كَانَ لَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ (1كورنثوس 15: 19) فكل من يحيا مع الله ويضع رجاءه في هذا العالم ويظن أنه سينال معجزات وأعمال كما كانت في العهد القديم وينتظر بركات الله المادية، فهو لم يتبع المسيح الرب بعد، لأنه لم يقرأ الإنجيل قراءة سليمة ولا صحيحة ولم يعلم بعد ملامح الطريق الإلهي الصحيح لكي يسير فيه خطوة بخطوة مع المسيح الرب، لذلك لنصغي لكلام الرب الذي دائماً نتكلم به ولكننا لا نعيه ولا نفهمه من جهة الخبرة التي ضاعت من كثيرين ركزوا على المعرفة والعلم أكثر من ان تكون لهم حياة خبرة حقيقية مع الله على مستوى العمل والفعل: هذه ثلاث عينات، اثنين يريدوا أن يتبعوا المسيح الرب، وواحد دعاه الرب ليأتي وراءه، ولكن كل واحد كان له مطلب والرب وضح المشكلة المعوقة للسير معه، ولا ننسى الشاب الغني الذي احبه الرب لكن هو لم يكن عنده الاستعداد أن يتخلى عن شيء وكان قلبه متعلق بأمواله الكثيرة، فكيف له ان يتخلى عن كل هذا، في حين نجد أن زكا العشار وزع كل ما له حينما دخل الرب بيته، وتذوق حلاوة حضرة الرب يسوع معه في منزله، فترك كل شيء بسهولة دون عناء، ومن ثمَّ تبعه بإخلاص.(1) وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ فِي الطَّرِيقِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ». فأن لم نتخلى – من القلب – عن كل شيء وأي شيء تتعلق به نفوسنا فستستحيل تبعيتنا للمسيح الرب بإخلاص مهما ما صنعنا حتى لو كان لنا كل المعرفة والعلم النافع والباني للجميع، لأن نداء الرب اتبعني لن يتحقق فينا، بل ولن نستطيع ان نتمم هذه الدعوة أن لم نعرف طبيعة السلوك فيها وهو التخلي التام عن كل شيء وأي شيء يتعلق به قلبنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17565 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديسة مريم المجدلية ![]() نشاتها لقد ولدت القديسة مريم المجدلية في بلدة مجدل وهي واقعة غرب بحر الجليل عند المدخل الجنوبي لسهل جنيسارت لذلك لقبت بالمجدلية . لقد كانت بلدة مجدل نامية كثيفة السكان وكانت تشتهر بالصباغة ومصانع الغزل يدويا وهذه الصناعة أنمت ثروة المجتمع في هذه المدينة أو يبدو أن مريم المجدلية كانت لها أسهم في هذه الصناعة لذلك خدمت السيد المسيح من ثروتها مع أخريات بما كان يحتاج إليه من أموال . لقد عاشت مريم المجدلية حياة ترف لأنها كانت من طبقة غنية وتنعم بظروف إجتماعية مريحة ولم يكن يعكر صفو حياتها إلا الشياطين السبعة الذين دخلوها ، لقد كانت الشياطين تتحكم في تصرفاتها فكانت تعاني معاناة قاسية ، لقد أفقدتها الشياطين التحكم في العقل والفكر النفسي . مقابلتها مع السيد المسيح كانت القديسة مريم المجدلية أسوء حالاً من الأخريات اللواتي شفين لذلك في اللحظة التي وقعت فيها عين السيد المسيح الرحيمة الحانية على المرأة الخائفة المرتعدة ذات العيون الغائرة من آلامها ، وسمعت صوت السيد المسيح و السلطان والسلطة والقوة وأمر تلك الأرواح التي تعذبها أن تخرج منها ولا تدخلها ثانيا فإستراحت من أحزانها ، وأصبحت هادئة متزنة . لقد وهبها السيد المسيح النجاة من قوى الجحيم . إنها مثل البحر الهائج الذي هدأ بأمر المسيح ، لقد صارت الآن إنسانة عاقلة لبيبة تتحكم في أفعالها وتصرفاتها . لقد أعطت السيد المسيح أفضل ما تملك وهو قلبها ، لقد صارت الآن بعقل سوي وفكر ناضج لذلك كرست نفسها لأن تتبع المخلص الذي تدين له بكثير والكثير . التبعية للسيد المسيح لقد صارت القديسة مريم المجدلية من أتباع السيد المسيح ، وبعد خلاصها من الأرواح الشريرة السبعة ، لقد تحررت من عبودية الشيطان ، وقد تركت مريم المجدلية منزلها وصارت تخدم السيد المسيح وتلاميذه مع النساء الأخريات ، كانت تعلم في هدوء ونشاط وحب ، مع كل هذا كانت توفر لهم المال من مالها الخاص الذي كان لازماً للخدمة ، لقد كان المال أحد الوزنات التي تملكها القديسة مريم المجدلية وقد كرست وقتها أيضاً لقد أصبحت تابعة للسيد المسيح تذهب معه في أسفاره الدائمة ، لقد خلصها السيد المسيح من الأرواح الشريرة فأثار قلبها بأسمى خصال التضحية والثبات والشجاعة . لم تقف القديسة مريم المجدلية أمام قوة العمل الإلهي متفرجة ولكنها سلمت حياتها بين يديه ليعمل فيها بسلطانه ، تحررت من العبودية المرة وصارت تتبعه . لقد أيقنت أن السيد المسيح نورها الذى لا ظلمة فيه البتة فاستنارت حياتها بنوره وضيائه الإلهي سالكة في طريق الفضيلة بثبات وجمدت الأعمال المخزية ورفضت الخطية ، فصارت تعمل في النور وصارت هي نفسها نوراً لكل فتاه تعترف بقوة تقديسه وغفرانه ليس بالكلام وفقط بل بالاعمال المثمرة . لقد تبعت السيد المسيح الحقيقي تبعت الأصل الذي فيه ومنه قوة النمو الذي أنقذها من الخطية . مع المسيح حتى الصلب لقد تبعت السيد المسيح في الأيام الحلكة الظلام ، لقد رافقت السيد المسيح حتى دار الولاية غير عابئة بما سيحدث لها ، حتى عندما تنكر له تلاميذه وهربوا هي لم تهرب . مع النساء الأخريات اللاتي تبعن المسيح حتى الصليب لقد كانت مريم المجدلية في بيت بيلاطس البنطي يحكم بموت السيد المسيح على الصليب ، بكت عندما غادر الرب يسوع قصر بيلاطس ، رأته وهو يقاد إلى الجلجثة حاملاً الصليب ، وقفت أقرب ما إستطاعت عند أقدام المصلوب ، رأت رئيس الجند وهو يطعنه بالحربة شاهدة على فتح جنبه وميلاد الكنيسة، بأيدي حانية لمست جراحات المصلوب عندما أنزلوه من على خشبة الصليب ، ساعدت يوسف ونيقوديموس في إنزال الجسد المسحوق من على الصليب وإعداده للدفن ثم وضعه في المقبرة في البستان ، حتى دحرجوا الحجر عند أقدام المخلص في أشد لحظات تعبه أثناء الصليب ومعها القديس يوحنا الحبيب وقفت تبكي بحرارة متألمة من الذل والهوان الذي يلاقيه من خلصها من أتعابها مع الشياطين السبعة ، في الجلجثة ، بدأت مريم المجدلية المحبة الوفية وقد إتشحت بالسواد والحزن وكساها ثوب الألم ووقفت تذرف دمع المحبة الصادقة الوفية حتى دفنوه في جثسيماني ، وبحسب أمانة مريم المجدلية ظلت إلى النهاية تخدم الرب بكل إجتهاد وسعي ، وحركتها محبتها حنو الرب لتنظر إليه وحده برغبة كبيرة فأخذت على عاتقها السير خلفه في موكب الصليب وأمتلأت نفسها بمكيال المحبة والطاعة للمتألم ، الذي أظهر بالضعف ما هو أعظم من القوة . ظهور السيد المسيح لها لم تترك السيد المسيح حتى الدفن ، لقد أراد السيد المسيح أن يكافئها فكانت أول من رآه بعد قيامته في أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية باكراً والظلام باق ، بينما كانت أشعة الشمس تنتشر فوق أورشليم ، كانت هي تسير ، كم كانت حزينة باكية وهي ذاهبة تفكر في حبيبها ومخلصها وتفكر من سيدحرج لها الحجر ومن معها حتى تضع له الحنوط والأطياب . عند القبر وقفت مريم المجدلية خارج القبر تبكي وعندما إستدارت رأت شخصا كانت تعتقد أنه البستاني وسألها : " ياإمرأة لماذا تبكين ومن تطلبين ؟ " فأجابت : " ياسيد إن كنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه " . عندئذ سمعت كلمة واحدة من الصوت الذي تعرفه جيداً وتحبه " يامريم ! ! " ، وفي الحال صرخت " رابوني " لقد عرفته عندما ناداها كما كان يناديها قبل الصلب ، لقد كان ردها على السيد المسيح برهان على حبها الوقور للسيد المسيح . يخبرنا يوحنا الحبيب أن مريم المجدلية كانت بدون منازع أكثر حرارة في حبها من سائر النسوة اللاتي خدمن الرب ـ هؤلاء اللواتي رأين القبر فارغا وفيما هن حائرات عاتبهن الملاكان في عتاب رقيق ملائكي كيف تتوقعن وجود الحي بين الأموات ليس هو ها هنا لكنه قام ـ لقد ناداها الرب القائم بإسمها فعرفته وانطلقت للبشارة بأنها رأت الرب فكان عليها أن تفرح لا أن تبكي وأن يدوم فرحها ، وتكلم معها وسمعت صوته فقامت من موتها ، ناداها الرب يسوع يامريم وأظهر ذاته بندائه عليها ، لأنه يعرف خاصته المدعوين للحياة معه وينادي كل من يريد ويسعى أن يأخذه ، إنه صوت الرب الذي ناداها وهي تعرفه جيدا وتميزه . هذه هي خبرة القيامة لمريم المجدلية أن ترى السيد المسيح وجهاً لوجه ، أراد أن يكافئ محبتها له فدعاها لأن تتعرف عليه عندما إستنارت ، وعلى الفور فهمت وطرحت كل شكوكها فقدمت له كل الكرامة ، فالذين يتبعونه بكل قلوبهم طائعين وصاياه يعطيهم ميراثه السمائي . عند أقدام المخلص لقد طرحت نفسها عند قدمي يسوع المسيح القائم من بين الأموات وكادت تعانق قدميه الطاهرتين ولكنه قال لها لاتلمسيني لأن هيئته قد تغيرت وتغيرت وظيفته وهو لحظة عبور وليس أقامه " إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم " ( يو 20 : 17 ) إذ كيف يلمسه البشر وهو بعد في السماء ، لقد أراد أن تتلامس معه على المستوى الروحي لا أن تلمسه بالجسد بل تنتظر الروح القدس الذي به نقدر أن نلمسه لأنه من الآن سيعرف بالروح ( كو 5 : 16 ) إن القديسة مريم المجدلية لا تزال تبكيه إنسانا قد مات ورحل ، ولم يعد موجوداً في القبر بعد ، لم تعرفه كإله قائم من بين الأموات ، إنها لا تزال تتخيله كما كانت تشاهده بعينيها لذلك قال لها لا تلمسيني ، ولأنها بحثت عن الميت بين الأموات لا عن الحي بين الأموات بحثت عن المعلم لا عن الرب . ويقول القديس يعقوب السروجي : إنه أرادت أن تمسكه وأن تتعلق به أي أنها تخيلت أنه يمكن لها أن تبقيه على الأرض ولهذا قال لها ( لا تلمسيني ) فلا يزال حبها له على المستوى البشري المحسوس لذا أراد أن يرفع قلبها إلى السماويات وأن يمتص حماسها وإندفاعها فليس الوقت وقت إمساك وتعلق وإنما وقت فرح وبشارة ، فالمقصود بعدم اللمس التدرج بمريم من الشك إلى الإيمان ومن محاولة البحث عن جسد يسوع المسيح الميت إلى الإيمان بالحي بين الموات . ذهاب المجدلية إلى التلاميذ لا تستطيع أن تتخيل بأي سرعة عادت مريم المجدلية للتلاميذ لتخبرهم بأن الرب يسوع الذي مات قام من الأموات وصار باكورة الراقدين . جاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ في الحال ببشارتها للعالم بأنها رأت الرب وهكذا أصبحت القديسة مريم المجدلية أول من رأى الرب قائما تذيع خبر الحياة المباركة ، ويوم بداية الخليقة الجديدة . لقد كرم السيد المسيح المجدلية وأعطاها شرفاً أبدياً لاينزع منها وهو أن تكون الأولى بين الرجال والنساء التي ترى السيد المسيح القائم وتتسلم أول رسالة من شفتيه ( يو 20 : 18 ) مريم المجدلية بعد الصعود لقد كانت مع التلاميذ والنسوة اللاتي إجتمعن مع الرسل في العلية ، من أجل الصلاة والتضرع وإنتظار حلول الروح القدس المعزي فنالت مواهب الروح القدس وبشرت مع التلاميذ وردت نساء كثيرات إلى الإيمان بالمسيح ، ويقال في التقليد أن القديسة مريم المجدلية تبعت القديس يوحنا الحبيب إلى أفسس حيث تنيحت ودفنت في أحد الكهوف ، وقيل أن رفاتها أخذت من هناك مع رفات القديس يوحنا الحبيب الذي كان يسوع يحبه . وجاء في كتاب الحياة الرسولية للقديسة مريم المجدلية : أن القديسة مريم المجدلية أبحرت من فلسطين إلى فرنسا وعاشت حياة الصلاة والتكريس في اطراف مدينة Baune إلا أن رفاتها سرقت ونقلت من مكان إلى آخر ، ولها كنيسة في شمال فرنسا تعتبر واحدة من أمجاد العمارة القوطية وبنيت كنائس على إسمها في فيزلاي . وفي التقليد أيضا أن الرسل أقاموها شماسة لتعليم النساء والمساعدة في تعميدهم ، وقد نالها من اليهود إضطهادات كثيرة لقد كان إيمان المجدلية يتزايد على مدى عمرها كله ينمو في ملء الطاعة والتسليم والتبعية والتلمذة الحقيقية في رجاء وجهاد ومحبة نحو الله العامل فينا لتسلك في جدة الحياة الروحية في الطريق الملوكي تطلب ماهو فوق حيث السيد المسيح جالس، مستترة مع السيد المسيح في الله وستظهر معه في المجد الأبدي . نياحة القديسة مريم المجدلية تنيحت بسلام إلى الكنيسة المنتصرة في الأبدية وهي متوجة واقفة في حضرة الملك الأبدي مع كل أرواح الأبرار والصديقين في يوم 28 أبيب . بركة صلواتها تكون معنا آمين . *بركه صلاته تكون معنا أمين* |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17566 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إن كنت في وسط العاصفة إن كنت مهموماً ينقصك الرجاء اترك ليسوع تنظيم حياتك وقيادتها…رسالة رجاء إلى كلّ متعب ![]() 0 هل سبق وأن سعيت إلى إيجاد السلام والبحث عن الفرح؟ حين أجلس هنا على الشرفة، خلال عطلة عائلتنا الشاطئية، أُفتن بالمحيط الذي يلتمس الشاطئ. وقد قلت مرارا إن هذا هو مكاني المفضل. وأنا أنظر إلى التحركات الممنهجة الجميلة لهذه الكمية الهائلة من المياه، أدرك أن البحار ليست دائما هادئة جدا. ستأتي العواصف وتُفشل المشهد السلمي من أمامي. ![]() في خضم العاصفة … ذكرني إيماني بإنجيل مرقس ، حين صعد يسوع وتلاميذه إلى السفينة للعبور إلى الجانب الآخر من الشاطئ. وعندما أصبحوا على متن السفينة متوجهين نحو الشاطئ، جلس يسوع ليرتاح، وإذ هبّت عاصفة وأخذت السفينة تهتزّ. خاف تلاميذ المسيح وقلقوا على سلامتهم وحياتهم. عليّ الاعتراف أنني أجد بعضا من الراحة لدى معرفة أن ثمّة من يقلق، في بعض الأحيان، في خضم العاصفة وأنني لست بمفردي. إلا أنّ قراءتي هذه المرة في الكتاب المقدس لاستجابة يسوع، أتتني بمعنى جديد تماما، وكأن النور ظهر فجأة. وقد حدث معي ذلك، لأننا كمسيحيين، نسير مع يسوع على أسس يوميّة. نتحدث معه، ونختبر قوته وقدرته وحبه ونعمه وحريته. على الرغم من ذلك، عندما تهب العواصف أو تهتز السفينة قليلا، نشعر بالقلق والشك كردّة فعل أوّلية. كان يسوع في السفينة. تماما كتلاميذ المسيح، وعلى الفور نشعر بالذعر كما لو كان علينا إيقاظه في حياتنا من أجل أن ينقذنا. ونسأله، “أما يهمك أننا نهلك؟” في حين يسوع موجود معنا ولم يتغير. درس في سلطة التحكم كان المسيح يُظهر لتلاميذه أنهم أعطوا سلطة التحكم بالعواصف في حياتهم. أحب ما فعله يسوع عندما استجاب للتلاميذ. فقام، وانتهر الريح فسكنت الريح وكان هدوء عظيم. من ثم التفت إلى التلاميذ وقال لهم: “ما بالكم خائفين هكذا؟” “كيف لا إيمان لكم؟”. ما جرى يبدو غريبا جدا لأن رد فعلنا الطبيعي هو الشعور بالخوف أثناء العاصفة، إلا أنّ يسوع يمكنه التحكّم بالعاصفة! وأعتقد أن يسوع كان يودّ أن يظهر لنا شيئا قويا جدا في تلك اللحظة. أظنّ أنه كان يريد الإظهار للتلاميذ أنّهم أعطوا القدرة على التحكم بالعواصف في حياتهم. حتى في خضم الفوضى والاضطرابات والخوف والكوارث، ثمة مكان يسمى السلام، ويصبح بإمكاننا العيش فيه عندما نفهم أن يسوع موجود في سفينتنا. عواصف بأشكال كثيرة عندما أوقف يسوع الريح والأمواج، كان يود إبراز جانب أهم في الموضوع ليراه تلاميذه. وتذكرنا رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 17:14، بأنّ “ملكوت الله هو البر والسلام والفرح في الروح القدس”. وهذا ما فعله. لقد أعلن “السلام” و”الهدوء”! ليس فقط للرياح والأمواج إنّما للمياه كلّها الممتدّة نحو الشاطئ، حيث كان يوجد رجل يلبسه شيطان ويعيش في عذاب تام. رجل لم يعش حياة بر أو سلام أو فرح. فقد عاش في الاضطرابات الداخلية والفوضى ليلا ونهارا. أراد يسوع أن يثبت أن وجوده في حياتنا يمكن أن ينظمها ويوحّدها. وقد نجم من السلام الذي أعلنه، سلسلة من ردات الفعل التي استدعت أيضا الرد. ولم يقتصر الأمر على طاعة عناصر الطبيعة لصوت المسيح، إنّما بعيدا عن العاصفة كانت حرية تُنجز. ردنا على العاصفة يحدد ما سيحدث في الجانب الآخر. لم يوبّخ يسوع الريح والأمواج فقط إنما حصيلة العاصفة أيضا. غالبا ما نحصر تركيزنا على العاصفة، ولا نرى أنه سيترتب عنها عواقب. ويقول إنجيل متّى 33:6: ” لكن اطلبوا أوّلا ملكوت الله وبرّه، وهذه كلّهَا تزاد لكم”. إعلان السلام ذاته تسبب في رضوخ عاصفة الشيطان، الذي يسكن حياة المرء، وسقوطها عند أقدام يسوع حين وصل إلى الجانب الآخر من العاصفة. أترى ذلك؟! إن حضور يسوع نفسه في العاصفة أثار رغبة وجود البر في حياة ذاك الإنسان، ونتيجة لذلك كان حرا وأُخِذ إلى مكان يملأه السلام والفرح. نحن نعلم هذا الأمر لأن الكتاب المقدس يذكر أنّه عندما خرج الناس لرؤية ما حدث، رأوا الرجل الذي كان يسكنه الشيطان، يجلس هناك متأنقا، في حالته العقلية الطبيعية (السلام). ثم عرض يسوع على الرجل الذهاب وتشاطر ما حدث له مع عائلته لكي تستعيد تلك الأخيرة (الفرح). السير على طريق السلام ما تعلمته هو التالي: عندما تكون العواصف لا مفر منها وتُفقد السيطرة على الظروف في بعض الأحيان، يمكنني السير على طريق السلام والفرح في جميع الأوقات حين أفهم أنّ البر الحقيقي والإيمان بيسوع موجودين في حياتي. يعرّف القاموس الإيمان على أنّه “الثقة الكاملة أو الثقة في شخص ما أو شيء”. والسؤال الذي علينا طرحه على أنفسنا هو: “هل نثق تماما بالله في جميع الأمور؟” أعلم أنني أثق به حين تسير الحياة بشكل جيّد، أم أنا فقط أثق في نفسي؟ الوثوق بالله بشكل تام يكون عبر الخضوع والطاعة أيا تكن الأمور جيّدة أم لا. على أن يكون السعي أوّلا إلى مملكة الله والبرّ والسلام والفرح، المرافق الدائم. السلام ليس عاطفة إنما مكان في يسوع، تسكن فيه أرواحنا. كان يسوع يحاكي السلام إلى كلّ نفس، عندما كان على متن السفينة مع تلاميذه. وقد أوضح ذلك، مرة أخرى، عندما قال في إنجيل يوحنا 27:14 “سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب”. يجب أن يتغيّر أسلوب ردنا على الخوف، ونتيجة لذلك، سيتم الوصول إلى الحرية. نحن مدعوون إلى السير على طريق السلام يوميا بصرف النظر عن الظروف أو الأوضاع. فالسلام ليس عاطفة إنما مكان في يسوع، تسكن فيه أرواحنا. إن كنت اليوم تواجه عاصفة ما، أشجعك على النهوض ورؤية يسوع في العاصفة معك والتحدث عن حقيقة الله وكلماته وإعلان “السلام! فليحلّ!”، وتذكّر السلطة التي منحك إياها المسيح لتساعدك على هزم خطط العدو في حياتك واجتياز الجانب الآخر الذي يوصلك إلى الحرية! تعلّم عبادة من خلصك لتعبر إلى الجانب الآخر! يقول سفر إشعياء 26: 3: “ذو الرأي الممكّن تحفظه سالما سالما، لأنّه عليك متوكّل”. العاصفة ليست بالعقبة. فهي تثير إيماننا لكي نرد بالتالي ونفعّل إيماننا وثقتنا بالله فنختبر السلام والفرح وكأننا لم نقم بذلك من قبل. ما تسميه حجر قبر، يدعوه الله بمرقّم الأميال! الحياة هي مغامرة رائعة وعظيمة مع الله، احتضنها! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17567 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() Palm Sunday
![]() (John 12:1-8) A foretaste of the new life Between Great Lent which finished the day before yesterday on Friday, and Holy Week which begins tomorrow night, are inserted these two days: Lazarus Saturday and Palm Sunday. It is like a respite, but also like a foretaste of all the things that will happen during Holy Week, and also like a foretaste of the Resurrection, of the new life. And for the Christian who truly tries to live in accordance with the will of God, a time comes when the Lord will guide him to such a state as these two days, and will give us a foretaste: foretaste of the Passion and of the Resurrection; foretaste of eternal life; foretaste of that life which is free from sin. It is a foretaste that provides us with the certainty that someday everything will end, that someday all these things that torture us will pass, that truly someday all the things that are spoken in the Gospel will be true also for us: we will be redeemed from sin, from death, and from the old man. We will be resurrected and will live in the Lord. The Lord as the king enters triumphantly into the city Jerusalem, and small and great are moved—it was ordered this way by Divine Providence—and sing and receive Him as king. And He enters the city sitting on an ass’s colt. The Lord is God and man, and He always knows moderation. But all these things are simultaneously also lessons for us, for us to be moderate and careful. Christ voluntarily does what He does, not as self-determining, but as the heavenly Father has appointed things. Every harm to us Christians arises from our unwillingness to allow God to guide us. Let’s give ourselves to God so that He will guide us, fix us, govern us, and bring us to where it is that we should arrive. Holy Hesychasterion “The Nativity of Theotokos” Publications. Archimandrite Symeon Kragiopoulos |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17568 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 5th Sunday of the Fast—St. Mary of Egypt
![]() (Mark 10:32-45) God spoke in particular to St. Mary of Egypt We Christians fall far short. In the Day of Judgement the Lord will say to us: “I never knew you.” We have wealth and we live like we are impoverished. Time passes and we take no notice of the blessings of God; we don’t respond. For each person things are a mystery. We see here that at one point God spoke to St. Mary of Egypt in particular and she heard and responded. Normally, souls sleep in the death of convenience, and it is needful each time for us to wake more and more. But sometimes this awakening, this coming to our spiritual senses needs to be dramatic, and for a person to begin to repent. Are you still unrepentant and asleep at this moment? At the very least wake up now. Even one word from God is enough, is enough for souls to awaken—those who desire to awaken, of course. If deep within our soul there exists a desire to change, Christ sees it, and if it is necessary for Him to do something shocking, He will do it. He has not done it to us yet since it appears more deeply as though our soul is hardened. Let’s allow St. Mary of Egypt to be our lesson and example, who didn’t hesitate at all to respond. As soon as God showed her what to do, she did it. She promised our All-Holy Lady and kept it Holy Hesychasterion “The Nativity of Theotokos” Publications. Archimandrite Symeon Kragiopoulos |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17569 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مفهوم التوبة ![]() Xتوبة شاملة : التوبة ليست مجرد ندم ولكنها تعنى تغيير الاتجاه والسلوك وطريق الشر ، والتحول لله والعمل بوصاياه وعمل الخير والصلاح " فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان ان يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل "(اع17 : 30) Xتوبة مستمرة : هى توبة بعد كل ارتكاب خطية ولا تؤجل التوبة ، لان عدم التوبة الفورية يفتح مجال ارتكاب خطايا كثيرة ، ويدل على عدم جدية فى الحياة الروحية "لا تؤخر التوبة الى الرب ولا تتباطأ من يوم الى يوم"(سيراخ5 : 8) X توبة واعتراف : التوبة لا تكتمل إلا بالاعتراف أمام الأب الروحى "معترفين بخطاياهم" (مت 3: 6) الذى ينقل خطايانا على المسيح حيث تغفر فى دمه حيث كل الخطايا قابلة للغفران "ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو 1 : 7) Xتوبة مثمرة : ليست التوبة هى الامتناع عن الخطايا من الناحية السلبية فقط ، بل اقتناء فضائل وأعمالا صالحة فهى ثمار التوبة الحقيقية من الناحية الايجابية "فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة"(مت 3 : 8) X الغفران والتقديس : فى العهد القديم كان التقديس وغفران الخطايا بدم الذبائح الحيوانية "كل كاهن يقوم كل يوم يخدم ويقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية"(عب10 : 11) اما فى العهد الجديد فأن الغفران والتقديس بذبيحة المسيح الكفارية للعالم كله بالإيمان والتوبة والتناول " لأنه بقربان واحد (ذبيحة المسيح) قد أكمل الى الأبد المقدسين"(عب 10 : 14) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17570 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الله والتوبة ![]() X طول أناة الله على الخطاة : إن الله لا يشاء موت الخاطى "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله أنما يقتادك الى التوبة" (رو 2 : 4) X الله يقبل الجميع للتوبة : " لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أناس بل إن يقبل الجميع الى التوبة" (2بط 3 : 9) |
||||