12 - 10 - 2024, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 175401 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان البعض، في العصور الأولى، يخجلون أن يتعلموا على يد امرأة ولو كانت هذه السيدة هي الأم، كما اعترف القديس أغسطينوس قائلًا لله: "كنتَ تُحدثني على فم أمي، لكنني لم أكن أنصت إليك، لأنك كنت تحدثني على فم امرأة". |
||||
12 - 10 - 2024, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 175402 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم متعجبًا ممن يرفضون تعليم بعض النساء كالأمهات، بينما نزل الإنسان إلى المستوى الذي صار فيه محتاجًا أن يتعلم من حشرة صغيرة كالنملة. * إن كنتَ تخجل من أن يكون لك امرأة كمعلمٍ لك اهرب من الخطية، عندئذ تستطيع الصعود إلى الحكمة التي يهبها لك الله. ما دمت تخطئ فإن الكتاب المقدس يرسل لك ليس فقط امرأة بل وخليقة غير عاقلة وأحيانًا رديئة! حقًا إنه ليس مخجلًا أن يرسلك تلميذًا لنملة وأنت مكرم بالعقل. * نقول: لاحظ كيف أن كائنًا أقل منكمملوء غيرة وساهر! لذا تقبل من هذه الحشرات (الحيوان) أفضل نصيحة في العمل، وتعجب من ربك ليس لأنه خلق السماء والأرض فقط، ولكنه أيضًا خلق النملة. فمع كونها صغيرة تقدم برهانًا على عظمة حكمة الله. تطلع كيف تسلك النملة بتعقلٍ، وكيف غرس الله في هذا الجسد الصغير رغبة للعمل بلا انقطاع! القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
12 - 10 - 2024, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 175403 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كاد أن يخصص القديس يوحنا كاسيان مقالاُ كاملاُ عن ضرورة العمل وعدم الكسل حتى بالنسبة للمتوحدين: * (الرسول بولس) كطبيبٍ مختبرٍ ماهرٍ يحاول العلاج بإجراء جراحة بسلاح روحي قائلًا: "أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس6:3). هكذا يأمرهم أن يتجنبوا أولئك الذين لا يُكرسون وقتًا للعمل، وبترهم كأعضاء من البدن شوّهتها قروح البطالة والفراغ، خشية أن ينتقل مرض التراخي والكسل تدريجيًا إلى الأجزاء السليمة من الجسم، مثل بعض الأمراض المعدية المميتة. حين يتكلم الرسول عن أولئك الذين لا يعملون بأيديهم، ويأكلون خبزهم في هدوء، يحثنا على تجنبهم. استمع إلى ما يدفعهم به من ضروب الملامة والتوبيخ عند استهلاله. فهو أولًا: يدعوهم "بلا ترتيب"، وأيضًا: "لا يسلكون حسب التعليم". وبعبارة أخرى يصفهم بالعناد لأنهم لا يسلكون وفق توجيهه، وبعدم اللياقة لأنهم لا يلتزمون بالأوقات اللائقة المضبوطة في خروجهم وزياراتهم وأحاديثهم. لأن الشخص غير المرتب يتعرض بالتأكيد لكل هذه الأخطاء. "وليس حسب التعليم الذي أخذوه منا"، بهذا يوبخهم على أنهم على نحوٍ ما متمردون، ومستهزئون، قد استخفوا بالتعليم الذي أخذوه منه ولم يحرصوا عليه، ولم يتبعوا ما تذكروا أنه قد علمهم به لا باللفظ فحسب بل ومارسه بالفعل أيضًا... "إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يُتمثَّل بنا" (2تس7:3). يحشد الرسول كومة هائلة من التقريع واللوم حين يؤكد أنهم لم يراعوا ما لا يزال عالقًا بذاكرتهم. والذين تعلموه ليس فقط بالإرشاد الشفوي، بل تسلموه أيضًا في شخصه كقدوة في العمل لا بُد أن تُحتذى. القديس يوحنا كاسيان |
||||
12 - 10 - 2024, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 175404 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللؤم 12 اَلرَّجُلُ اللَّئِيمُ، الرَّجُلُ الأَثِيمُ يَسْعَى بِاعْوِجَاجِ الْفَمِ. 13 يَغْمِزُ بِعَيْنَيْهِ. يَقُولُ بِرِجْلِهِ. يُشِيرُ بِأَصَابِعِهِ. 14 فِي قَلْبِهِ أَكَاذِيبُ. يَخْتَرِعُ الشَّرَّ فِي كُلِّ حِينٍ. يَزْرَعُ خُصُومَاتٍ. 15 لأَجْلِ ذلِكَ بَغْتَةً تُفَاجِئُهُ بَلِيَّتُهُ. فِي لَحْظَةٍ يَنْكَسِرُ وَلاَ شِفَاءَ. إن كان الكسلان يُدان على كسله وإن كان لا يمارس شرًا، فكم بالأكثر تكون إدانة من يمارس الشر، خاصة اللؤم؟! إذ يعمل الإنسان كل شيء بطريقة متكلفة، مخططًا بمكرٍ ضد الغير؛ مثل هذا الإنسان يفقد براءته باعتزاله طريق الرب فيُدمر نفسه. يقدم الحكيم سبعة أعمال تتسم بالخداع ، يمارسها الإنسان الأحمق. |
||||
12 - 10 - 2024, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 175405 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الرجل اللئيم، الرجل الأثيم، يسعى باعوجاج الفم، يغمز بعينيه، يقول برجله، يُشير بأصابعه. في قلبه أكاذيب. يخترع الشر في كل حين. يزرع خصومات. لأجل ذلك بغتة تُفاجئه بليته. في لحظةٍ ينكسر ولا شفاء" [12-15]. جاءت كلمة" اللئيم" في العبرية لتعني حرفيًا "إنسان بليعال Man of Belial " ، أي الإنسان التافه، الذي لا يصلح في عمل شيء، لأن معاملاته مع الكلمات الكاذبة. يتسم اللئيم بالصفات التالية: ا. رجل أثيم: جاءت الكلمة العبرية لتعني إنسانًا مرتدًّا، منفصلًا عن الله ومقاومًا له. يستخدم فمه لكي ينحرف بالحق، سالكًا باعوجاج. ب. يتحدث ليس فقط بلسانه، لكنه يُسخر إن أمكن كل أعضاء جسمه لتُعبِر عمَّا يحمله في داخله من اعوجاج، أو انحراف عن الحق. فمه ينطق باعوجاج، وعيناه تغمزان في سخرية، ورجلاه تتحركان لتتحدثا بما يتفق مع قلبه الفاسد، وأصابعه تُشير نحو ما يود أن يُحققه. غالبًا ما تُستخدم الأرجل والأصابع في الشرق كوسيلة للتعبير عن أفكارٍ معينة خاصة في وجود أشخاص يريد الإنسان أن يخفي عنهم ما يحدث به غيره، فعوض الحديث باللسان يتحدث بحركات قدميه وأصابعه دون أن يدرك الحاضرون ما يعنيه الشخص. عُرف عن بعض التجار أيضًا أنهم إذ كانوا يدخلون في عقد صفقات في حضور آخرين يجلسون على الأرض ويضعون قطعة من القماش على الفخذين، ويعبّرون عما يتحدثون به خلال حركات أصابعهم. وبنفس الطريقة ينقل البراهمة الأسرار الدينية إلى تلاميذهم وهم يخفون أياديهم في ثنايا ثيابهم، بهذا يعلمون بأصابعهم. كان هذا الأمر معروفًا عند الرومان القدامى، وصفه الكتّاب الكلاسكيين. يرى البعض أن سمعان بطرس لم يستطع أن يتحدث مع السيد المسيح متسائلًا عمن يسلمه، لذلك أومأ إليه متحدثًا معه بلغة الإشارات، إذ قيل: "فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه" (يو24:13). اعتادت الفتيات الفاسدات والراقصات أن يستخدمن أقدامهن للتعبير عما يردن أن ينطقن به. يرى البعض أن سليمان الحكيم غالبًا ما قصد هؤلاء الفاسدات عندما تحدث عن الرجل اللئيم الأثيم. ج. في قلبه أكاذيب: إن كانت أعضاء جسمه الظاهرة مُكرسة للشر، فإن سرّ ذلك هو القلب الذي يحمل أكاذيب عِوض الحق. من يحمل السيد المسيح - الحق ذاته - في قلبه تتقدس كل أعضاء جسمه، ومن يحمل إبليس - الكذاب وأبو الكذابين - تُستخدم كل أعضاء الجسد لممارسة أعماله الشريرة وخداعاته. * نقاوة القلب تعني نقاوة العين التي بها نعاين الله، ولا شك يزداد اهتمامنا بنقاوة القلب قدر ما يكون ما نراه بالقلب عظيمًا. القديس أغسطينوس * من أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا (ممتلكاتنا) وكرامتنا (الأرضية) وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات...ينبغي أن نصنع كل شيء أو نبحث عن أي شيء من أجل نقاوة القلب. فمن أجلها نطلب التوحد... ومن أجلها نصوم ونسهر ونحتمل الأتعاب والعري والدراسة ونقتني كل الفضائل الأخرى، لكي ما نهيئ قلوبنا ونحفظها من كل السموم الشريرة، وبهذا نصعد إلى كمال المحبة... فالأمور التي تأتي في المرتبة الثانية في أهميتها كالصوم والسهر والزهد في العالم والتأمل في الكتاب المقدس، هذه يلزمنا أن نفعلها ناظرين إلى الهدف الرئيسي وهو "نقاوة القلب" التي هي "المحبة". فعلينا ألا نفقد هذه الفضيلة الرئيسية بسبب تحقيق فضيلة أخرى. فإذا لم ننفذ إحدى هذه الفضائل الأخرى لسبب قهري لا يصيبنا أذى، طالما وجدت الفضيلة الرئيسية. فلا يسوغ لنا أن ننفذ عملًا يكون من شأنه أن نفقد هذا الهدف موضوع حديثنا، بل نجاهد من أجله مهما كلفنا الأمر. الأب موسى د. يخترع الشر بلا انقطاع: فلا ينخدع من إبليس فحسب، وإنما يحمل سمته، فيحث كل من حوله لممارسة أعمال إبليس. ينشغل نهاره وليله، حتى في أحلامه، على ممارسة أعمال أبيه، إبليس.ه. يزرع خصومات: يقول الأب غريغوريوس (الكبير)عمَّا يجب أن نقدمه من توجيهات لزارعي الخصومات: [يوجد اختلاف بين ما يُقدم من نصائح لزارعي الخصومات ولصانعي السلام. فيُنصح زارعو الخصومات أن يُدركوا من هو هذا الذي يتبعونه. قيل عن الزوان الذي زُرع وسط الحنطة الصالحة بأن عدوًا فعل هذا (مت28:13)، أي أنه ملاك لئيم... كما يقول سليمان الحكيم، أنه شخص لئيم، إنسان بلا نفع، يسير بفم معوج، ويغمز بعينيه، ويضرب بقدميه، ويتكلم بأصبعه، ويخترع شرورًا بلا انقطاع بقلبٍ فيه أكاذيب، ويزرع خصومات. نعم ذاك الذي يُريد أن يتحدث عنه هو زارع خصومات. يُدعى أولًا لئيمًا، حيث أنه على منوال الملاك المتكبر، يسقط أولًا في داخله بانحراف فكره عن وجه خالقه، بعد ذلك يزرع الخصومات في الخارج. بحق وصفه أيضًا أنه يغمز بعينيه ويتكلم بأصبعه ويضرب بقدميه. فإن سهر الإنسان الداخلي يحفظ أعضاءه الخارجية مضبوطة في نظامها. فمن يفقد ثبات فكره يسقط أيضًا في الخارج في حركات غير رزينة، وبحركاته الخارجية يظهر أنه لا يحمل جذورًا مستقرة في الداخل. يسمع زارعو الخصومات ما هو مكتوب: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (مت9:5). ومن الجانب الآخر ليُدرك هؤلاء أنه إن كان صانعوا السلام يُدعون أولاد الله، فإن من يُقاومون ذلك (زارعين خصومات) يُدعون حتمًا أبناء إبليس.] حقًا إن الإنسان اللئيم أو المُخادع يزرع الخصومات حتى بين الزوجين، ليُحطم روح الحب والوحدة. أما نهاية الإنسان اللئيم فهي السقوط في بلايا مفاجئة، ينكسر وليس من شفاءٍ لكسره. لعلَّه يُشير هنا إلى الإنسان المخادع الذي يصير مخدوعًا، خاصة من خطية الزنا، فيتعرض فجأة للرجم - حسب الشريعة الموسوية - وتنكسر عظامه، وليس من يشفي كسرها، أو من يترفق به وهو في الحفرة تنهال على جسده الحجارة من كثيرين. |
||||
12 - 10 - 2024, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 175406 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من يحمل السيد المسيح - الحق ذاته - في قلبه تتقدس كل أعضاء جسمه، ومن يحمل إبليس - الكذاب وأبو الكذابين - تُستخدم كل أعضاء الجسد لممارسة أعماله الشريرة وخداعاته. * نقاوة القلب تعني نقاوة العين التي بها نعاين الله، ولا شك يزداد اهتمامنا بنقاوة القلب قدر ما يكون ما نراه بالقلب عظيمًا. القديس أغسطينوس |
||||
12 - 10 - 2024, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 175407 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* من أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا (ممتلكاتنا) وكرامتنا (الأرضية) وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات... ينبغي أن نصنع كل شيء أو نبحث عن أي شيء من أجل نقاوة القلب. فمن أجلها نطلب التوحد... ومن أجلها نصوم ونسهر ونحتمل الأتعاب والعري والدراسة ونقتني كل الفضائل الأخرى، لكي ما نهيئ قلوبنا ونحفظها من كل السموم الشريرة، وبهذا نصعد إلى كمال المحبة... فالأمور التي تأتي في المرتبة الثانية في أهميتها كالصوم والسهر والزهد في العالم والتأمل في الكتاب المقدس، هذه يلزمنا أن نفعلها ناظرين إلى الهدف الرئيسي وهو "نقاوة القلب" التي هي "المحبة". فعلينا ألا نفقد هذه الفضيلة الرئيسية بسبب تحقيق فضيلة أخرى. فإذا لم ننفذ إحدى هذه الفضائل الأخرى لسبب قهري لا يصيبنا أذى، طالما وجدت الفضيلة الرئيسية. فلا يسوغ لنا أن ننفذ عملًا يكون من شأنه أن نفقد هذا الهدف موضوع حديثنا، بل نجاهد من أجله مهما كلفنا الأمر. الأب موسى |
||||
12 - 10 - 2024, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 175408 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الأب غريغوريوس (الكبير) عمَّا يجب أن نقدمه من توجيهات لزارعي الخصومات: [يوجد اختلاف بين ما يُقدم من نصائح لزارعي الخصومات ولصانعي السلام. فيُنصح زارعو الخصومات أن يُدركوا من هو هذا الذي يتبعونه. قيل عن الزوان الذي زُرع وسط الحنطة الصالحة بأن عدوًا فعل هذا (مت28:13)، أي أنه ملاك لئيم... كما يقول سليمان الحكيم، أنه شخص لئيم، إنسان بلا نفع، يسير بفم معوج، ويغمز بعينيه، ويضرب بقدميه، ويتكلم بأصبعه، ويخترع شرورًا بلا انقطاع بقلبٍ فيه أكاذيب، ويزرع خصومات. نعم ذاك الذي يُريد أن يتحدث عنه هو زارع خصومات. يُدعى أولًا لئيمًا، حيث أنه على منوال الملاك المتكبر، يسقط أولًا في داخله بانحراف فكره عن وجه خالقه، بعد ذلك يزرع الخصومات في الخارج. بحق وصفه أيضًا أنه يغمز بعينيه ويتكلم بأصبعه ويضرب بقدميه. فإن سهر الإنسان الداخلي يحفظ أعضاءه الخارجية مضبوطة في نظامها. فمن يفقد ثبات فكره يسقط أيضًا في الخارج في حركات غير رزينة، وبحركاته الخارجية يظهر أنه لا يحمل جذورًا مستقرة في الداخل. يسمع زارعو الخصومات ما هو مكتوب: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (مت9:5). ومن الجانب الآخر ليُدرك هؤلاء أنه إن كان صانعوا السلام يُدعون أولاد الله، فإن من يُقاومون ذلك (زارعين خصومات) يُدعون حتمًا أبناء إبليس.] |
||||
12 - 10 - 2024, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 175409 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هذه الستة يبغضها الرب، وسبعة هي مكرهة نفسه. عيون متعالية، لسان كاذب، أيد سافكة دمًا بريئًا. قلب يُنشئ أفكارًا رديئة، أرجل سريعة الجريان إلى السوء، شاهد زور تفوه بالأكاذيب، وزارع خصومات بين اخوة" [16-19]. يتساءل البعض: "إن كان الله محبة، فهل يحمل بغضًا أو كراهية؟" هو حب ، وبحبه يبغض البغض والكراهية، ولا يقبل الشر. ففي سفر الجامعة يوصينا: "للحب وقت وللبغضة وقت" (جا8:3). وفي سفر التثنية قيل: "ولا تقم لك نصبّا. الشيء الذي يبغضه الرب إلهك" (تث22:16). وفي المزامير: "أحببت البرّ وأبغضت الإثم" (مز7:45)، وفي سفر الرؤيا: "ولكن عندك هذا أنك تبغض أعمال النقولاويين التي أبغضها أنا أيضًا" (رؤ6:2). يشبّه البعض أبوة الله المملوءة حبًا بأبٍ يحب طفله الصغير، لكنه إذ يرى حيَّة سامة تود أن تقتله يبغضها ويقتلها. هكذا الله في حبه لنا يبغض الخطية التي تبث سمومها فينا. يٌقدم لنا الحكيم قائمة بالأمور التي يبغضها الرب. وهي خطايا تسبب بالأكثر أضرارًا للحياة البشرية، وكأن من يُؤذي أخاه إنما يُسيء إلى الله نفسه الذي يشتهي راحة البشر ويطلب سلامهم ونموهم. لنتطلع إلى هذه القائمة لا لندين الآخرين، وإنما لنكتشف أخطاءنا نحن فنتوب عنها بروح الاتضاع مع الصلاة والطلبة وتجنب كل باب للشر. هذه الخطايا هي: ا. العيون المتعالية: إنها عيون المتكبرين، إذ يتشامخ الإنسان على إخوته عِوض أن يتطلع إليهم بنظرات العطف والحنو والشوق إلى العطاء. هذه هي أول الأمور التي يبغضها الله، وقد سقط الشيطان في هذه الخطية (إش13:14، 14). وهو لا يكف عن أن يحث كل إنسانٍ لكي يدعي الألوهية ولا يتكل على الله، ظانًا أنه غير محتاج إليه. لهذا يقول الرب لأيوب: "أنظر إلى كل متعظم وذلّلهُ، ودُس الأشرار في مكانهم" (أي12:40). ويصرخ داود النبي: "يا رب لم يرتفع قلبي، ولم تستعل عيناي، ولم أسلك في العظائم التي هي أعلى مني" (مز1:131). ويقول الله في إشعياء: "إلى هذا أنظر، إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي" (إش2:66). * لا يوجد خطأ ما يحطم كل الفضائل ويسلبها، ويعري الإنسان من كل برّ وقداسة، مثل شر الكبرياء، الذي يشبه وباءً خطيرًا يهاجم الإنسان بكليته، ولا يقتنع بإتلاف جزء منه أو عضوٍ واحدٍ، إنما يتلف الجسم كله بتأثيره المميت. يجتهد الكبرياء أن يطرح الإنسان بسقوط مهلك، ويحطم في الحال الذين وصلوا إلى قمة الفضائل. بالنسبة لأي خطأ آخر يكتفي أن يسبب في الداخل جرحًا في حدودٍ معينة، فإن كان يقاوم بعض الفضائل، لكنه يتجه أساسًا ضد فضيلة واحدة فقط ويهاجمها بصفة خاصة. لكي أوضح قصديفإن الشراهة وشهوات البطن والأطباق الشهية (اللذيذة) تحطم فضيلة العفة (ضبط النفس). والجشع والطمع يشينا أو يعيبا الطهارة أو النقاوة. والغضب يقضي على الصبر. لذلك فالإنسان الذي يكون مستعبدًا لإحدى هذه الخطايا تنقصه بعض الفضائل... فالشخص ببساطة يُحرم من واحدة من الفضائل عندما يذعن أو يخضع للرذيلة (أو الإثم) التي تقاومه بإغراءاتها، لكنه يستطيع الحفاظ على فضائله الأخرى. لكن عندما تملك هذه الرذيلة مرة على نفسٍ بائسة، فإنها تشبه بعض الوحوش المفترسة (الكاسرة) التي تهدم القلعة السامية للفضيلة، وتحطم المدينة بالكلية وتهدمها، فتقوم الرذائل على هدم حصون القداسة وإرباكها معًا. إن نير العبودية للكبرياء قاسٍ ومؤلم، وبواسطة قساوته الممزِقة يجرد النفس ويقهر كل قوة للفضيلة. القديس يوحنا كاسيان ب. اللسان الكاذب: لا يقدر أن ينطق بالحق، ولا يحمل لطفًا ورقةُ صادقة نحو الاخوة. هذا هو الأمر الثاني الذي يبغضه الرب. والكذب من سمة عدو الخير إبليس الذي يتسم بالكذب مع الكبرياء،عمله بث هذا الروح بين كل البشر، حتى أن داود النبي صرخ قائلًا: "في حيرتي قلت أن كل الناس كاذبون" (مز11:116)، كما يصرخ قائلًا: "يا رب خلص نفسي من الشفاه الكاذبة واللسان الغاش" (مز2:120).ج. أيد سافكة دمًا بريئًا: أيضًا يحمل الإنسان روح الغدر والخيانة كيهوذا الخائن. هذا هو الأمر الثالث الذي يبغضه الله، ألا وهو العنف والظلم، وقد دُعي عدو الخير قتالًا منذ البدء. د. قلب يخترع تخيلات شريرة: الأمر الرابع الذي يبغضه الله هو أفكار الشر التي تصدر عن القلب المتدنس. فإنه يضع أساسات باطلة لتخيلات غير صادقة ويبني عليها الكثير، مُقيمًا بناءً من الأكاذيب يُشوه بها صورة اخوته، ويدفع بهم إلى الظلم. ه. أرجل مسرعة الجريان إلى السوء تُعين الإنسان على ارتكاب الإثم بُغية الطمع. إذ يفسد القلب يسحب الجسم كله نحو الشر، وتسرع القدمان نحو ممارسته. وكما يقول إشعياء النبي: "أرجلهم إلى الشر تجري، وتسرع إلى سفك الدماء المزكي، أفكارهم أفكار إثمٍ، في طرقهم اغتصاب وسحق؛ طريق السلام لم يعرفوه، وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم سبلًا معوجة، كل من يسير فيها لا يعرف سلامًا" (إش7:59، 8). و. شاهد زور ينطق بالأكاذيب تسبب ظلمًا يَسقط على الأبرياء. للأسف هذه الخطية التي يبغضها الله صارت شائعة اليوم، فما أسهل أن يستأجر أحد شاهد زور ينطق بالكذب. ز. زارع خصومات بين الاخوة سواء على مستوى الفرد أو الأُسر أو المجتمعات، وأحيانًا بين الدول. إن كان صانعو السلام يُدعون أولاد الله (مت9:5)، فزارعو الخصومات يُدعون أولاد إبليس. هذه الخطايا السبع التي يبغضها الله أشبه بمرآة ، يتطلع إليها الإنسان فيكتشف ضعفه، عندئذ يسرع نحو الله معترفًا بخطاياه، سائلًا إياه أن يطهره. |
||||
12 - 10 - 2024, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 175410 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العيون المتعالية إنها عيون المتكبرين إذ يتشامخ الإنسان على إخوته عِوض أن يتطلع إليهم بنظرات العطف والحنو والشوق إلى العطاء. هذه هي أول الأمور التي يبغضها الله، وقد سقط الشيطان في هذه الخطية (إش13:14، 14). وهو لا يكف عن أن يحث كل إنسانٍ لكي يدعي الألوهية ولا يتكل على الله، ظانًا أنه غير محتاج إليه. لهذا يقول الرب لأيوب: "أنظر إلى كل متعظم وذلّلهُ، ودُس الأشرار في مكانهم" (أي12:40). ويصرخ داود النبي: "يا رب لم يرتفع قلبي، ولم تستعل عيناي، ولم أسلك في العظائم التي هي أعلى مني" (مز1:131). ويقول الله في إشعياء: "إلى هذا أنظر، إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي" (إش2:66). * لا يوجد خطأ ما يحطم كل الفضائل ويسلبها، ويعري الإنسان من كل برّ وقداسة، مثل شر الكبرياء، الذي يشبه وباءً خطيرًا يهاجم الإنسان بكليته، ولا يقتنع بإتلاف جزء منه أو عضوٍ واحدٍ، إنما يتلف الجسم كله بتأثيره المميت. يجتهد الكبرياء أن يطرح الإنسان بسقوط مهلك، ويحطم في الحال الذين وصلوا إلى قمة الفضائل. بالنسبة لأي خطأ آخر يكتفي أن يسبب في الداخل جرحًا في حدودٍ معينة، فإن كان يقاوم بعض الفضائل، لكنه يتجه أساسًا ضد فضيلة واحدة فقط ويهاجمها بصفة خاصة. لكي أوضح قصديفإن الشراهة وشهوات البطن والأطباق الشهية (اللذيذة) تحطم فضيلة العفة (ضبط النفس). والجشع والطمع يشينا أو يعيبا الطهارة أو النقاوة. والغضب يقضي على الصبر. لذلك فالإنسان الذي يكون مستعبدًا لإحدى هذه الخطايا تنقصه بعض الفضائل... فالشخص ببساطة يُحرم من واحدة من الفضائل عندما يذعن أو يخضع للرذيلة (أو الإثم) التي تقاومه بإغراءاتها، لكنه يستطيع الحفاظ على فضائله الأخرى. لكن عندما تملك هذه الرذيلة مرة على نفسٍ بائسة، فإنها تشبه بعض الوحوش المفترسة (الكاسرة) التي تهدم القلعة السامية للفضيلة، وتحطم المدينة بالكلية وتهدمها، فتقوم الرذائل على هدم حصون القداسة وإرباكها معًا. إن نير العبودية للكبرياء قاسٍ ومؤلم، وبواسطة قساوته الممزِقة يجرد النفس ويقهر كل قوة للفضيلة. القديس يوحنا كاسيان |
||||