منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 10 - 2024, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 175391 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سأجاوب الذين يعيرونني
لأني بكلامك أثق
(مز 119: 42)



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 12 - 10 - 2024, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 175392 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع هو السراج في الظلمة

والقائد في الحياة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 12 - 10 - 2024, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 175393 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اسكتش احد التجربة


بندق وبندقة في قطر الصوم


اسكتش احد التجربة مناسب لمراحل ابتدائى ممكن تعملوه فى الفصل او فى مدارس الاحد .
"بندقة تسير وراء بندق الذي يبدو عليه الضيق وتقول له "

بندقة : يا بندق يا بندق هتلففني وراك كدة برده

بندق : بس بقي انا زعلان منك ومخاصمك

بندقة : خلاص بقي مش هزعلك تاني

بندق : لا ياستي انتي كل مرة بتقولي كدة وبرده بتزعليني

بندقة : طب خلاص خلاص خد طيب البسكوتة دي أنا هصالحك بيها

بندق : إيه دي وريني كدة

"يقوم بأكلها ويقول وهو يأكل"

بندق : إنتي عاوزة تضحكي عليا بالبسكوتة لا ياستي أنا مش عاوزها

"بعد ماياكلها يديها الكيس فاضي ويقول"

بندق : خدي ياستي خدي أنا مش عاوزها

بندقة : طب ماكنت تاكل الكيس بالمرة .. يا بندق بقي متزعلش وبعدين ماهو اللي انت كنت عاوز تعمله ده كان غلط وكان لازم موافقكش عليه

بندق : ايه يعني ضربت الكمسري وكنت عاوز أنزل من قطر الصوم قبل ميقف

بندقة : غلط يا بندق غلط ده انا لولا اني اتحايلت ع الكمساري مكنش هيرضي يركبنا قطر الصوم تاني

بندق : طيب كنتي سبيني أنط من القطر وأعمل حتة أكشن كدة

بندقة : أكشن إيه إنت فاكر نفسك بندق السقا ؟؟ يابندق إنت كدة كان ممكن تتعور وتتكسر مية حتة وملاقيش حد أكمل معاه رحلة الصوم وإحنا لسه قدامنا خمس محطات

بندق : وكمان مكنش همك اني اموت وهمك بس إنك تبقي لوحدك

بندقة : يا بندق انا بهزر معاك هو أنا ليا غيرك يابندق ياخويا

بندق : طيب خلاص المحطة الجاية بقي ابقي سبيني براحتي وسبيني انط من قطر الصوم وهو بيقف انا نفسي اجرب الحركة دي انا اصلي شفتها ف فيلم قبل كدة وكانت حلوة أوي

بندقة : ماهو ساعتها اللي عمل الحركة دي مات يا بندق

بندق : لا لا ده هو بس عملها غلط وبعدين ماهو ربنا هياخد باله مني مش المس قالت لنا ان في ملاك حارس بيمشي معانا هو بقي يبقي ياخد باله مني

بندقة : غلط يا بندق غلط انت كدة هتكون بتجرب ربنا

بندق : بجرب ربنا ؟؟ يعني إيه بجرب ربنا إنتي بتقولي كلام كدة مش مفهوم أصلا

بندقة : يعني يعني .. ماانا مش عارفة اصلا يعني ايه أنا كمان بس المس أكيد هتعرفنا انهاردة يعني ايه

بندق : امال عمالة بقي تقوليلي ف كلام وعملالي فيها مس وده غلط وده صح وانتي اصلا مش عارفة حاجة وبعدين هي المس هتحكيلنا القصة دي ولا هتحكيلنا القصة بتاعة المحطة التانية متلخبطيش المس معاكي بقي

بندقة : آآه معني كلامك كدة يا بندق إنك ناسي إسم المحطة التانية

بندق : انا ؟ هو انا بنسي برده لا فاكر بس " ويدور جوة لبسه" هو راح فين بس كنت حطه هنا

بندقة : انت بتدور علي ايه يا بندق هه بتدور علي إيه

بندق : كان في ف جيبي قطر عليه صورة المحطة التانية دي انا اصلي بصراحة نسيت المعلومات كلها من كترها دخلت ف بعضها

بندقة : ولا يهمك خلاص انا هفكرك وامري لله ولا اقولك لما نشوف كدة اصحابنا دول فاكرين ولا لأ .. هه حد فاكر

"تستمع للاجابة"

بندقة : شطار شطار هه افتكرت يا بندق

بندق : ايوة ايوة افتكرت كل حاجة محطة التجربة أنا أصلا كنت حافظها حتي أنا عارف إيه اللي حصل فيها دي اللي ربنا جرب فيها ابونا ابراهيم صح عشان تعرفي بس اني عارف كل حاجة

بندقة : غلط يا بندق غلط مش دي

بندق : ايه مش دي ؟؟ انتي بقي اللي شكلك مش عارفة حاجة انا واثق إنها هي دي انتي مش بتقولي اسمها التجربة يبقي هي دي

بندقة : ياعم بندق مش هي .. حد التجربة ده اللي اتجرب فيه اصلا هو ربنا

بندق : نعم ؟ ربنا ؟؟ هو في حد اصلا ينفع يجرب ربنا

بندقة : ايوة الشيطان جرب ربنا زي ماانت كنت عاوز تجربه وترمي نفسك من قطر الصوم

بندق : يعني الشيطان برده رمي نفسه من القطر ايه ده هو كان راكب معانا ؟

بندقة : لا يا بندق ده الشيطان طلب من ربنا ان هو اللي يرمي نفسه بس بصراحة مش فاكرة منين

بندق : انتي كل حاجة مش فاكراها كدة امال هنعرف الحكاية ازاي بس ولا إحنا نازلين المحطة دي ع الفاضي خلاص يالله نركب القطر بقي أناملي شوية

بندقة : إستني بس يا بندق ماهو إحنا جايين هنا عشان نسمع الحدوتة دي من المس وكمان هناخد حاجة حلوة

بندق : هييييييييييه حاجة حلوة خلاص خلاص أنا هستني ومش هنام

بندقة : جدع يا بندق فاكر المرة اللي فاتت كنا قاعدين كويس والمس انبسطت مننا

بندق : اه صح المس دي اللي حكيتلنا المرة اللي فاتت المحطة الأولي اللي هي بتاعة ... بتاعة آآه بتاعة الكنوز صح

بندقة : صح يا بندق ماانت صاحي اهو

بندق : لا انا عارف كل حاجة بس انا يعني مبحبش أحسسك إني أعرف أكتر منك يعني

بندقة : ماشي ياسيدي ,, المهم يالله بقي نسمع قصة التجربة من المس عشان نلحق نركب القطر قبل مايتحرك عشان المحطة الجاية هنقابل واحد إسمه الإبن الضال

بندق : طيب يالله بينا


تأليف / ميلاد نبيل الرب يعوض كل من له تعب فى الخدمة



 
قديم 12 - 10 - 2024, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 175394 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اسكتش مكتوب لعيد الختان

الشخصيات المقدمة
( مرمر - مينا - يوسف النجار - مريم العذراء - الطفل يسوع )

اهداف الاسكتش :
1- معرفة الاطفال بقصة الختان فى العهد القديم .
2- معرفة المخدومين بميعاد ختان الطفل فى العهد القديم .
3- اهمية الطاعة فى حياتنا ومساعدة الاخرين .
4- احترام بيت ربنا فى كل مكان .


يدخل مينا احد الاولاد ويتحدث مع الاطفال .
مينا : ازيكم يا اصحابى انا اسمى مينا زيكم فى مدارس الاحد والنهارده عندنا قصة حلوه كتير خالص قصة عيد الختان وكمان هنروح مع بعض نشوف اللى حصل ايه فى عيد الختان

تدخل مرمر علي مينا وتتحدث معه .
مرمر : فينك كدا يا مينا انا بدور عليك اتاخرنا خالص النهارده عايزين نروح نشوف اللى حصل ايه فى عيد الختان وكل اصحابنا مستنين يروحوا معانا يحضروا الدرس
مينا : ايوه يا مرمر انا موجود من بدرى هنا انتى اللى رحتى فين انا مستنى تيجى عشان نروح نشوف قصة عيد الختان عشان انا معرفش حصل ايه لبابا يسوع فى الوقت ده .
مرمر : خلاص يا مينا يلا بينا نشوف مع بعض .

يخرج مينا ومرمر

يدخل رجل عجوز ويتكأ على عكاز ومعه مريم ومينا
يوسف النجار : يااه النهارده كان يوم تعب خالص فى شغل النجارة ازيكم يا اولاد انتوا عارفين انا مين هقولكم انا مين دلوقت .
يدخل مينا ومرمر عليه
مرمر : شايف يا مينا مين الراجل العجوز اللى هناك تعال نشوفه يمكن عايز مساعده .
مينا : ايوه صح احنا لازم نساعد اى حد كبير فى السن ونشوفه عايز ايه يمكن محتاج مساعده واحنا نساعده كمان .
مرمر :يلا بينا نشوفه

يقترب مينا ومرمر على الراجل العجوز
مرمر : سلام يا جدو انا اسمى مرمر وده اخويا مينا احنا جايين نشوفك يمكن محتاج مساعده ونساعدك لو محتاج حاجه .
يوسف النجار : شكرا يا اولادى انا كنت بشتغل فى النجارة الخشب بعمل كراسى وحاجات كتير وكنت رايح مشوار دلوقت انتوا عارفين انا مين ؟
مينا : لا يا جدو ممكن تقولنا انت مين عشان مش عارفين .
يوسف النجار : انا اسمى يوسف النجار عرفتوا مين انا ؟
مينا : ايوه طبعا انت خطيب العذراء مريم صح
يوسف النجار : ايوه صح
مرمر : ياااه احنا مبسوطين خالص عشان هنشوف الطفل يسوع يا ترى عامل ايه هو دلوقت ممكن تقولنا ؟
يوسف النجار : ايوه يا اولادى دلوقت الطفل يسوع ليه ثمانية ايام مولود واحنا رايحين حسب الناموس عشان نختنوه وكلمة ختان يا اولاد يعنى طهارة اللى بنعملها للاولاد دلوقت وطبعا ده كانت وصية ربنا فى العهد القديم اى ولد يتولد ويكمل ثمانية ايام لازم يتختن واحنا دلوقت رايحين عشان نختنوه انا وامه مريم تعالوا معانا عشان تشوفوا اللى هيحصل
مرمر : اكيد هنروح احنا هنستنى هنا لحد ما تجهزوا
يوسف النجار : لا ازاى تعالوا ادخلوا البيت عشان نخرج مع بعض يلا بينا .
يخرج الجميع ثم يدخل يوسف النجار
يوسف النجار: يا مريم يا مريم يلا اجهزى عشان نروح نختن الطفل يسوع دلوقت
تدخل مريم العذراء
مريم العذراء : ايوه يا يوسف انا جاهزه اهو وكمان ابننا الصغنن جاهز عشان نروح ونختنه زى ما قالنا موسى فى الناموس .
يوسف النجار : تعالوا يا اولاد اتفضلوا عشان تروحوا معانا
يدخل مينا ومرمر
مينا : شايفه يا مرمر الطفل يسوع اهو هناك وكمان هنروح معاهم .
مريم العذراء : تعالوا يا اطفال احنا مبسوطين انكم جايين بيتنا وكنتوا عايزين كمان تساعدوا يوسف النجار وشكرا على مساعدتكم عشان كدا هتروحوا معانا ونروح نختن الطفل يسوع دلوقت جاهزين .
مرمر : ايوه يلا بينا
يخرج الجميع
يسمع صوت من الداخل بكاء الطفل
يوسف النجار: شوفتوا يا اولاد اهو احنا دلوقت ختنا الطفل الصغنن واحنا فرحانين خالص بكدا عشان النهارده اليوم الثامن مولود .
مرمر : اكيد احنا عرفنا ان الله قال فى العهد القديم واحنا لازم نسمع كلام ربنا .
يوسف النجار : اكيد يا اولاد لازم تعرفوا وتسمعوا كلام ربنا ونسمع كلامه فى كل كلمة فى الكتاب المقدس وتبقوا شاطرين كدا وتتعلموا حلو كمان .
مينا : ايوه طبعا يا جدو احنا بنسمع كلام ماما وبابا فى البيت
يوسف النجار: وكمان يا اولاد لازم تسمعوا كلام الكبير ومينفعش نزعق ونعلى صوتنا فى بيت ربنا ونحترمه ونسمع كلام الاستاذ فى الفصل ونبقى كويسين خالص .
ولازم تبقى عندكم طاعة عشان نطيع ونسمع كلام ربنا زى ما قالنا فى كل حاجه ونعمل اعمال كويسه كتير ومش نشتم ولا نحلف ولا نكذب .
مرمر : اكيد لازم نحترم بيت ربنا هو الكنيسة عندنا ومينفعش انا واخواتى واصحابى نعمل هيصه فى الكنيسة لازم نقعد بأحترام ونحافظ على الهدوء كمان .
مينا : برافو يا مرمر انا كمان بعمل كدا ولازم كل اصحابنا اللى شايفينا يعملوا كدا ويسمعوا الكلام وتبقى عندهم طاعة ويسمعوا كلام بابا وماما زينا .
يوسف : برافو عليكم يا اولاد يلا همشى دلوقت وانا بشكركم كتير خالص عشان انتوا حبيتوا تساعدونى وانا مبسوط خالص عشان انا نشوف حد تعبان ومش قادر يمشى وراجل عجوز نحاول نساعده وفى الكنيسة لو لقيتوا حد تعبان لازم نساعده لو محتاج مساعدة .
مرمر : ايوه طبعا يلا هنمشى دلوقت شكرا يا اصحابى يلا سلام
يخرج الجميع ويقفل الستار



 
قديم 12 - 10 - 2024, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 175395 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التصرفات غير المسئولة



إذ يُحذرنا الحكيم في الأصحاح الخامس من صوت المرأة الزانية التي تحمل عسلًا في فمها ممتزجًا بمرارة مع سُمٍ مميتٍ، موضحًا أن الإنسان إنما يسقط في حبائل شره، ويشرب من ذات الكأس التي يملأها، الآن يقدم أربعة أمثلة للتصرفات الخاطئة التي تجلب على الإنسان مرارةً وهلاكًا، وهي:
التصرفات غير المسؤولة (بلا تقدير سليم).
الكسل.
الخداع.
الدنس.


1. التسرع في ضمان الغير (التصرفات غير المسئولة)

يَا ابْنِي، إِنْ ضَمِنْتَ صَاحِبَكَ،
إِنْ صَفَّقْتَ كَفَّكَ لِغَرِيبٍ،
إِنْ عَلِقْتَ فِي كَلاَمِ فَمِكَ،
إِنْ أُخِذْتَ بِكَلاَمِ فِيكَ،
إِذًا فَافْعَلْ هذَا يَا ابْنِي، وَنَجِّ نَفْسَكَ
إِذَا صِرْتَ فِي يَدِ صَاحِبِكَ،
اذْهَبْ تَرَامَ وَأَلِحَّ عَلَى صَاحِبِكَ.
لاَ تُعْطِ عَيْنَيْكَ نَوْمًا، وَلاَ أَجْفَانَكَ نُعَاسًا.
نَجِّ نَفْسَكَ كَالظَّبْيِ مِنَ الْيَدِ،
كَالْعُصْفُورِ مِنْ يَدِ الصَّيَّادِ." [1-5].

في الأصحاح السابق يُحَذِّر سليمان الحكيم الشاب من الخلط بين الحب الطاهر الذي ينمي الشخصية ويسند النفس والشهوة التي تحطم كيان الإنسان كله: جسدًا ونفسًا وروحًا. هنا يحذر الشاب من المحبة المتسرعة غير الحكيمة، حيث يقوم الإنسان بضمان الغير دون الاهتمام بحساب النفقة. وقد حذر الحكيم من هذا السلوك عدة مرات (أم 15:11؛ 18:17؛ 16:20؛ 26:22؛13:27). فبحسب القضاء اليهودي يتعرض الضامن الذي يعجز عن إيفاء دين من ضمنه لمصادرة ممتلكاته، بل وبيعه عبدًا لحساب الدائن.
كثيرًا ما يتقدم الشاب ضامنًا لغيره بدافع الكبرياء والاعتزاز بذاته وإمكانياته، بغير تروٍ، لهذا يطالبه الحكيم بالاتضاع فيرتمي كما عند قدمي المدين ويسأله أن يوفي ما عليه. إنه لم يطلب منه أن يرتمي عند قدمي الدائن ليعفو أو يؤجل الدين للمدين، بل عند قدمي المدين ليوفي ما عليه، مما يدل أنه يتحدث عن كفالةٍ لتاجرٍ قادرٍ على السداد، وليس لفقيرٍ محتاجٍ إلى القرض للضرورة.


يرى البعض أن ممارسة الضمان قد تطورت وتزايدت بين اليهود في ذلك الحين، فتخصص بعض الشبان الأثرياء في القيام بعمليات الضمان بين أفراد من بني جنسهم وغرباء، هدفهم أخذ أكبر قدر من الربا، فانجرفوا بهذا وراء الطمع، لكن انتهت حياتهم بالإفلاس، بل وبضياعهم تمامًا. فالتحذير هنا ليس ضد العمل الإنساني والكرم في الضمان وإنما ضد المعاملات التجارية الخاطئة.
يُقدم لنا سليمان الحكيم المبادئ التالية في ضمان الغير:
أولًا: ألا تتسرع في ضمان الغير، فإن هذا الضمان وإن كان بكلمة من الفم، فإن الإنسان المؤمن يرتبط بالكلمة التي ينطق بها. هذا التسرع يُحسب فخًا يسقط فيه الإنسان. يقول البعض إن شفتي الإنسان هما فخ يسقط فيه الإنسان بكلماته. لهذا يليق بالمؤمن أن يُكرس طاقاته لضبط اللسان أكثر من بقية الأعضاء، ووضع لجام له. نحتاج إلى عمل الروح القدس الذي يُقدس اللسان.
* تسيب اللسان هو فخ خطير، يحتاج إلى لجامٍ قويٍ. لذلك قال أحدهم: "شفتا الإنسان فخ قوي يُنصب له، يصطاده بكلمات فمه".
لنضبط هذا العضو أكثر من كل بقية الأعضاء.
لنلجمه، ولنستبعد عنه كلمات العتاب العنيفة والألفاظ الفظة والحمقاء والأسلوب الجارح، وعادة القسم الرديئة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إكثار الكلام هو عرش للعُجب...
إكثار الكلام دليل عدم المعرفة.
* صديق الصمت يتقرّب من الله، وإذ يناجيه سرّا يستنير بنوره.
القديس يوحنا الدرجي
ثانيًا: إن ضمنت إنسانًا لا تأخذ الأمر بتهاون، لكن يليق بك ألا تنام ولا تستريح، باذلًا كل الجهد لكي يسدد المدين دينه الذي ضمنته، بهذا تحرر نفسك من الالتزام فتكون كالظبي المسرع من يد الصياد، أو كالعصفور الطائر بعيدًا عن الفخ.
ويلاحظ أن كلمتي "يد" و"صياد" في العربية كما في العبرية "sayyad, yad"؛ وأن كلمة "يد" مشتركة في الكلمتين إذ يسقط بجهله أسيرًا في يد الصياد ولا يفلت منها.
يشجع ابن سيراخ المؤمن أن يعامل الإنسان أخاه بالحب مع الحكمة فيقول:
"الرجل الصالح يكفل قريبه، والذي فقد كل حياء يخذله...
الكفالة أهلكت كثيرين من الميسورين، وتقاذفتهم كأمواج البحر.
ألجأت رجالًامقتدرين إلى الهجرة ، فتاهوا بين أمم غريبة.
الخاطئ الذي يتهافت على الكفالة سعيًا وراء الكسب يتهافت على دينونته.
ساعد قريبك بقدر طاقتك،
وأحذر على نفسك أن تسقط" (ابن سيراخ 14:29-20).
مرة أخرى نؤكد أن سليمان الحكيم لا يوصي بعدم الضمان، وإنما بالحكمة في التصرف، مهما كان الدافع إليه. يوجد مثل يهودي (ربّاني): "عندما يذهب الأحمق إلى السوق يفرح التجار".



2. الكسل والنملة

6 اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا. 7 الَّتِي لَيْسَ لَهَا قَائِدٌ أَوْ عَرِيفٌ أَوْ مُتَسَلِّطٌ، 8 وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا، وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أُكْلَهَا. 9 إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ؟ 10 قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلًا لِلرُّقُودِ، 11 فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله ينحط بالخطية لينزل حتى تصير الحيوانات والحشرات أفضل منه في أمور كثيرة. فالحيوانات المفترسة كالأسود إذ تجتمع معًا تسند بعضها البعض، ولا يهاجم أحدها الآخر، أما الإنسان فإذ يجتمع بأخيه غالبًا ما تدب بينهما روح الغيرة والحسد مما يدفع أحيانًا إلى ارتكاب جرائم القتل. أيضًا يفقد الإنسان حديثه ونشاطه وحكمته فيحتاج أن يتعلم ذلك من النملة. وكما يقول سليمان الحكيم:
"اذهب إلى النملة أيها الكسلان.
تأمل طرقها وكن حكيمًا.
التي ليس لها قائد أو عريف أو متسلط.
وتعد في الصيف طعامها، وتجمع في الحصاد أكلها.
إلى متى تنام أيها الكسلان؟
متى تنهض من نومك؟!" (6-9)
يطلب الحكيم من الكسلان أن يذهب إلى النملة لكي يتعلم منها أمورًا كثيرة منها:
ا. بالرغم من عدم وجود قائدٍ أو مدبرٍ عام، لكن النمل يعرف كيف يعمل معًا لصالح الجماعة (team work). لقد سبق النمل الإنسان في العمل المنظم الجماعي، دون صراعٍ على مراكز القُوى أو السلطة.
ب. لا تحتاج النملة إلى قائد لها يُلزمها بالعمل، لكنها تعمل بغريزة داخلية دون ضغط خارجي، بينما كثيرًا ما يعمل الإنسان، لا من أجل أمانته الداخلية لكن خوفًا من الغير، خشية أن يفقد الأجرة أو الكرامة.
ج.يُعدْ النمل طعامه في الربيع والصيف والخريف، لينام ويستريح وقت الشتاء. إنه يعمل ما دام وقت عمل ويبقى عاملًا إلى فترات طويلة حتى متى حل الوقت الذي فيه لا يقدر على العمل يجد بجواره ما يأكله. إنه لا يعرف النوم في فترات العمل، بل يجتهد بلا تراخٍ. هكذا يليق بنا أن نعمل ما دام الوقت نهار، حتى متى حلّ الليل نستريح.


ليس بين الحشرات من هو مجتهد بحق وعامل باستمرار كالنمل، حتى النحل الذي يجمع الرحيق من الزهور ليس دائم الحركة والعمل كالنمل.
د. لم يذكر سليمان الحكيماهتمام النمل بصغاره، فإنه يحمل الصغار قبل اكتمال نموه ويخرج به إلى خارج الثقب ويضعه عند المدخل ليتعرض لضوء الشمس وينتفع بها. وإذا ما شعر بأن المطر يحل يحمله إلى داخل الثقب, ويضع حجرًا صغيرًا جدًا حتى لا يتسلل الماء إلى صغاره. حقًا يُحسب النمل مثالًا رائعًا وحيًّا للإنسان في العمل الدائب مع الاهتمام بالصغار.
كان البعض، في العصور الأولى، يخجلون أن يتعلموا على يد امرأة ولو كانت هذه السيدة هي الأم، كما اعترف القديس أغسطينوس قائلًا لله: "كنتَ تُحدثني على فم أمي، لكنني لم أكن أنصت إليك، لأنك كنت تحدثني على فم امرأة". ويقول القديس يوحنا الذهبي الفممتعجبًا ممن يرفضون تعليم بعض النساء كالأمهات، بينما نزل الإنسان إلى المستوى الذي صار فيه محتاجًا أن يتعلم من حشرة صغيرة كالنملة.
* إن كنتَ تخجل من أن يكون لك امرأة كمعلمٍ لك اهرب من الخطية، عندئذ تستطيع الصعود إلى الحكمة التي يهبها لك الله. ما دمت تخطئ فإن الكتاب المقدس يرسل لك ليس فقط امرأة بل وخليقة غير عاقلة وأحيانًا رديئة! حقًا إنه ليس مخجلًا أن يرسلك تلميذًا لنملة وأنت مكرم بالعقل.
* نقول: لاحظ كيف أن كائنًا أقل منكمملوء غيرة وساهر! لذا تقبل من هذه الحشرات (الحيوان) أفضل نصيحة في العمل، وتعجب من ربك ليس لأنه خلق السماء والأرض فقط، ولكنه أيضًا خلق النملة. فمع كونها صغيرة تقدم برهانًا على عظمة حكمة الله. تطلع كيف تسلك النملة بتعقلٍ، وكيف غرس الله في هذا الجسد الصغير رغبة للعمل بلا انقطاع!
القديس يوحنا الذهبي الفم
* كن متعقلًا، قلِّد النملة كما يقول الكتاب: "لتُخزن في الصيف لئلا تجوع في الشتاء".
الشتاء هو اليوم الأخير، يوم الدينونة.
الشتاء هو يوم العصيان والمرارة.
اجمع ما سيكون لك في المستقبل وإلا فإنك تهلك لأنك غير متعقلٍ ولا حكيمٍ.
القديس أغسطينوس
كاد أن يخصص القديس يوحنا كاسيانمقالاُ كاملاُ عن ضرورة العمل وعدم الكسل حتى بالنسبة للمتوحدين:
* (الرسول بولس) كطبيبٍ مختبرٍ ماهرٍ يحاول العلاج بإجراء جراحة بسلاح روحي قائلًا: "أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس6:3). هكذا يأمرهم أن يتجنبوا أولئك الذين لا يُكرسون وقتًا للعمل، وبترهم كأعضاء من البدن شوّهتها قروح البطالة والفراغ، خشية أن ينتقل مرض التراخي والكسل تدريجيًا إلى الأجزاء السليمة من الجسم، مثل بعض الأمراض المعدية المميتة.
حين يتكلم الرسول عن أولئك الذين لا يعملون بأيديهم، ويأكلون خبزهم في هدوء، يحثنا على تجنبهم. استمع إلى ما يدفعهم به من ضروب الملامة والتوبيخ عند استهلاله. فهو أولًا: يدعوهم "بلا ترتيب"، وأيضًا: "لا يسلكون حسب التعليم". وبعبارة أخرى يصفهم بالعناد لأنهم لا يسلكون وفق توجيهه، وبعدم اللياقة لأنهم لا يلتزمون بالأوقات اللائقة المضبوطة في خروجهم وزياراتهم وأحاديثهم. لأن الشخص غير المرتب يتعرض بالتأكيد لكل هذه الأخطاء.
"وليس حسب التعليم الذي أخذوه منا"، بهذا يوبخهم على أنهم على نحوٍ ما متمردون، ومستهزئون، قد استخفوا بالتعليم الذي أخذوه منه ولم يحرصوا عليه، ولم يتبعوا ما تذكروا أنه قد علمهم به لا باللفظ فحسب بل ومارسه بالفعل أيضًا... "إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يُتمثَّل بنا" (2تس7:3).
يحشد الرسول كومة هائلة من التقريع واللوم حين يؤكد أنهم لم يراعوا ما لا يزال عالقًا بذاكرتهم. والذين تعلموه ليس فقط بالإرشاد الشفوي، بل تسلموه أيضًا في شخصه كقدوة في العمل لا بُد أن تُحتذى.
القديس يوحنا كاسيان
3. اللؤم

12 اَلرَّجُلُ اللَّئِيمُ، الرَّجُلُ الأَثِيمُ يَسْعَى بِاعْوِجَاجِ الْفَمِ. 13 يَغْمِزُ بِعَيْنَيْهِ. يَقُولُ بِرِجْلِهِ. يُشِيرُ بِأَصَابِعِهِ. 14 فِي قَلْبِهِ أَكَاذِيبُ. يَخْتَرِعُ الشَّرَّ فِي كُلِّ حِينٍ. يَزْرَعُ خُصُومَاتٍ. 15 لأَجْلِ ذلِكَ بَغْتَةً تُفَاجِئُهُ بَلِيَّتُهُ. فِي لَحْظَةٍ يَنْكَسِرُ وَلاَ شِفَاءَ.

إن كان الكسلان يُدان على كسله وإن كان لا يمارس شرًا، فكم بالأكثر تكون إدانة من يمارس الشر، خاصة اللؤم؟! إذ يعمل الإنسان كل شيء بطريقة متكلفة، مخططًا بمكرٍ ضد الغير؛ مثل هذا الإنسان يفقد براءته باعتزاله طريق الرب فيُدمر نفسه.
يقدم الحكيم سبعة أعمال تتسم بالخداع ، يمارسها الإنسان الأحمق.
"الرجل اللئيم، الرجل الأثيم،
يسعى باعوجاج الفم،
يغمز بعينيه،
يقول برجله،
يُشير بأصابعه.
في قلبه أكاذيب.
يخترع الشر في كل حين.
يزرع خصومات.
لأجل ذلك بغتة تُفاجئه بليته.
في لحظةٍ ينكسر ولا شفاء" [12-15].
جاءت كلمة" اللئيم" في العبرية لتعني حرفيًا "إنسان بليعال Man of Belial " ، أي الإنسان التافه، الذي لا يصلح في عمل شيء، لأن معاملاته مع الكلمات الكاذبة.
يتسم اللئيم بالصفات التالية:
ا. رجل أثيم: جاءت الكلمة العبرية لتعني إنسانًا مرتدًّا، منفصلًا عن الله ومقاومًا له. يستخدم فمه لكي ينحرف بالحق، سالكًا باعوجاج.
ب. يتحدث ليس فقط بلسانه، لكنه يُسخر إن أمكن كل أعضاء جسمه لتُعبِر عمَّا يحمله في داخله من اعوجاج، أو انحراف عن الحق. فمه ينطق باعوجاج، وعيناه تغمزان في سخرية، ورجلاه تتحركان لتتحدثا بما يتفق مع قلبه الفاسد، وأصابعه تُشير نحو ما يود أن يُحققه.
غالبًا ما تُستخدم الأرجل والأصابع في الشرق كوسيلة للتعبير عن أفكارٍ معينة خاصة في وجود أشخاص يريد الإنسان أن يخفي عنهم ما يحدث به غيره، فعوض الحديث باللسان يتحدث بحركات قدميه وأصابعه دون أن يدرك الحاضرون ما يعنيه الشخص. عُرف عن بعض التجار أيضًا أنهم إذ كانوا يدخلون في عقد صفقات في حضور آخرين يجلسون على الأرض ويضعون قطعة من القماش على الفخذين، ويعبّرون عما يتحدثون به خلال حركات أصابعهم. وبنفس الطريقة ينقل البراهمة الأسرار الدينية إلى تلاميذهم وهم يخفون أياديهم في ثنايا ثيابهم، بهذا يعلمون بأصابعهم. كان هذا الأمر معروفًا عند الرومان القدامى، وصفه الكتّاب الكلاسكيين.
يرى البعض أن سمعان بطرس لم يستطع أن يتحدث مع السيد المسيح متسائلًا عمن يسلمه، لذلك أومأ إليه متحدثًا معه بلغة الإشارات، إذ قيل: "فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل من عسى أن يكون الذي قال عنه" (يو24:13).
اعتادت الفتيات الفاسدات والراقصات أن يستخدمن أقدامهن للتعبير عما يردن أن ينطقن به. يرى البعض أن سليمان الحكيم غالبًا ما قصد هؤلاء الفاسدات عندما تحدث عن الرجل اللئيم الأثيم.
ج. في قلبه أكاذيب: إن كانت أعضاء جسمه الظاهرة مُكرسة للشر، فإن سرّ ذلك هو القلب الذي يحمل أكاذيب عِوض الحق.
من يحمل السيد المسيح - الحق ذاته - في قلبه تتقدس كل أعضاء جسمه، ومن يحمل إبليس - الكذاب وأبو الكذابين - تُستخدم كل أعضاء الجسد لممارسة أعماله الشريرة وخداعاته.
* نقاوة القلب تعني نقاوة العين التي بها نعاين الله، ولا شك يزداد اهتمامنا بنقاوة القلب قدر ما يكون ما نراه بالقلب عظيمًا.
القديس أغسطينوس
* من أجل نقاوة القلب ينبغي أن نفعل كل شيء، ونصبر على كل شيء، ولا نتعلق بأقربائنا وأرضنا (ممتلكاتنا) وكرامتنا (الأرضية) وجاهنا ومباهج العالم وكل أنواع الملذات...
ينبغي أن نصنع كل شيء أو نبحث عن أي شيء من أجل نقاوة القلب. فمن أجلها نطلب التوحد... ومن أجلها نصوم ونسهر ونحتمل الأتعاب والعري والدراسة ونقتني كل الفضائل الأخرى، لكي ما نهيئ قلوبنا ونحفظها من كل السموم الشريرة، وبهذا نصعد إلى كمال المحبة...
فالأمور التي تأتي في المرتبة الثانية في أهميتها كالصوم والسهر والزهد في العالم والتأمل في الكتاب المقدس، هذه يلزمنا أن نفعلها ناظرين إلى الهدف الرئيسي وهو "نقاوة القلب" التي هي "المحبة". فعلينا ألا نفقد هذه الفضيلة الرئيسية بسبب تحقيق فضيلة أخرى.
فإذا لم ننفذ إحدى هذه الفضائل الأخرى لسبب قهري لا يصيبنا أذى، طالما وجدت الفضيلة الرئيسية. فلا يسوغ لنا أن ننفذ عملًا يكون من شأنه أن نفقد هذا الهدف موضوع حديثنا، بل نجاهد من أجله مهما كلفنا الأمر.
الأب موسى
د. يخترع الشر بلا انقطاع: فلا ينخدع من إبليس فحسب، وإنما يحمل سمته، فيحث كل من حوله لممارسة أعمال إبليس. ينشغل نهاره وليله، حتى في أحلامه، على ممارسة أعمال أبيه، إبليس.
ه. يزرع خصومات: يقول الأب غريغوريوس (الكبير)عمَّا يجب أن نقدمه من توجيهات لزارعي الخصومات:
[يوجد اختلاف بين ما يُقدم من نصائح لزارعي الخصومات ولصانعي السلام. فيُنصح زارعو الخصومات أن يُدركوا من هو هذا الذي يتبعونه. قيل عن الزوان الذي زُرع وسط الحنطة الصالحة بأن عدوًا فعل هذا (مت28:13)، أي أنه ملاك لئيم... كما يقول سليمان الحكيم، أنه شخص لئيم، إنسان بلا نفع، يسير بفم معوج، ويغمز بعينيه، ويضرب بقدميه، ويتكلم بأصبعه، ويخترع شرورًا بلا انقطاع بقلبٍ فيه أكاذيب، ويزرع خصومات.
نعم ذاك الذي يُريد أن يتحدث عنه هو زارع خصومات. يُدعى أولًا لئيمًا، حيث أنه على منوال الملاك المتكبر، يسقط أولًا في داخله بانحراف فكره عن وجه خالقه، بعد ذلك يزرع الخصومات في الخارج. بحق وصفه أيضًا أنه يغمز بعينيه ويتكلم بأصبعه ويضرب بقدميه. فإن سهر الإنسان الداخلي يحفظ أعضاءه الخارجية مضبوطة في نظامها. فمن يفقد ثبات فكره يسقط أيضًا في الخارج في حركات غير رزينة، وبحركاته الخارجية يظهر أنه لا يحمل جذورًا مستقرة في الداخل. يسمع زارعو الخصومات ما هو مكتوب: "طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون" (مت9:5). ومن الجانب الآخر ليُدرك هؤلاء أنه إن كان صانعوا السلام يُدعون أولاد الله، فإن من يُقاومون ذلك (زارعين خصومات) يُدعون حتمًا أبناء إبليس.]
حقًا إن الإنسان اللئيم أو المُخادع يزرع الخصومات حتى بين الزوجين، ليُحطم روح الحب والوحدة.
أما نهاية الإنسان اللئيم فهي السقوط في بلايا مفاجئة، ينكسر وليس من شفاءٍ لكسره.
لعلَّه يُشير هنا إلى الإنسان المخادع الذي يصير مخدوعًا، خاصة من خطية الزنا، فيتعرض فجأة للرجم - حسب الشريعة الموسوية - وتنكسر عظامه، وليس من يشفي كسرها، أو من يترفق به وهو في الحفرة تنهال على جسده الحجارة من كثيرين.
4. سبعة أمورٍ مكرهة للرب

16 هذِهِ السِّتَّةُ يُبْغِضُهَا الرَّبُّ، وَسَبْعَةٌ هِيَ مَكْرُهَةُ نَفْسِهِ: 17 عُيُونٌ مُتَعَالِيَةٌ، لِسَانٌ كَاذِبٌ، أَيْدٍ سَافِكَةٌ دَمًا بَرِيئًا، 18 قَلْبٌ يُنْشِئُ أَفْكَارًا رَدِيئَةً، أَرْجُلٌ سَرِيعَةُ الْجَرَيَانِ إِلَى السُّوءِ، 19 شَاهِدُ زُورٍ يَفُوهُ بِالأَكَاذِيبِ، وَزَارِعُ خُصُومَاتٍ بَيْنَ إِخْوَةٍ.

تصف العبارات التالية "إنسان بليعال"، وتطابق ما سبق فأعلنه في (الآيات 15-12)، مؤكدًا أن أخطر الخطايا هي زرع الخصومات بين الأخوة.
"هذه الستة يبغضها الرب، وسبعة هي مكرهة نفسه.
عيون متعالية،
لسان كاذب،
أيد سافكة دمًا بريئًا.
قلب يُنشئ أفكارًا رديئة،
أرجل سريعة الجريان إلى السوء،
شاهد زور تفوه بالأكاذيب،
وزارع خصومات بين اخوة" [16-19].
يتساءل البعض: "إن كان الله محبة، فهل يحمل بغضًا أو كراهية؟" هو حب ، وبحبه يبغض البغض والكراهية، ولا يقبل الشر.

ففي سفر الجامعة يوصينا: "للحب وقت وللبغضة وقت" (جا8:3). وفي سفر التثنية قيل: "ولا تقم لك نصبّا. الشيء الذي يبغضه الرب إلهك" (تث22:16). وفي المزامير: "أحببت البرّ وأبغضت الإثم" (مز7:45)، وفي سفر الرؤيا: "ولكن عندك هذا أنك تبغض أعمال النقولاويين التي أبغضها أنا أيضًا" (رؤ6:2). يشبّه البعض أبوة الله المملوءة حبًا بأبٍ يحب طفله الصغير، لكنه إذ يرى حيَّة سامة تود أن تقتله يبغضها ويقتلها. هكذا الله في حبه لنا يبغض الخطية التي تبث سمومها فينا.
يٌقدم لنا الحكيم قائمة بالأمور التي يبغضها الرب. وهي خطايا تسبب بالأكثر أضرارًا للحياة البشرية، وكأن من يُؤذي أخاه إنما يُسيء إلى الله نفسه الذي يشتهي راحة البشر ويطلب سلامهم ونموهم.
لنتطلع إلى هذه القائمة لا لندين الآخرين، وإنما لنكتشف أخطاءنا نحن فنتوب عنها بروح الاتضاع مع الصلاة والطلبة وتجنب كل باب للشر.
هذه الخطايا هي:
ا. العيون المتعالية: إنها عيون المتكبرين، إذ يتشامخ الإنسان على إخوته عِوض أن يتطلع إليهم بنظرات العطف والحنو والشوق إلى العطاء. هذه هي أول الأمور التي يبغضها الله، وقد سقط الشيطان في هذه الخطية (إش13:14، 14). وهو لا يكف عن أن يحث كل إنسانٍ لكي يدعي الألوهية ولا يتكل على الله، ظانًا أنه غير محتاج إليه. لهذا يقول الرب لأيوب: "أنظر إلى كل متعظم وذلّلهُ، ودُس الأشرار في مكانهم" (أي12:40). ويصرخ داود النبي: "يا رب لم يرتفع قلبي، ولم تستعل عيناي، ولم أسلك في العظائم التي هي أعلى مني" (مز1:131). ويقول الله في إشعياء: "إلى هذا أنظر، إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي" (إش2:66).
* لا يوجد خطأ ما يحطم كل الفضائل ويسلبها، ويعري الإنسان من كل برّ وقداسة، مثل شر الكبرياء، الذي يشبه وباءً خطيرًا يهاجم الإنسان بكليته، ولا يقتنع بإتلاف جزء منه أو عضوٍ واحدٍ، إنما يتلف الجسم كله بتأثيره المميت. يجتهد الكبرياء أن يطرح الإنسان بسقوط مهلك، ويحطم في الحال الذين وصلوا إلى قمة الفضائل.
بالنسبة لأي خطأ آخر يكتفي أن يسبب في الداخل جرحًا في حدودٍ معينة، فإن كان يقاوم بعض الفضائل، لكنه يتجه أساسًا ضد فضيلة واحدة فقط ويهاجمها بصفة خاصة.
لكي أوضح قصديفإن الشراهة وشهوات البطن والأطباق الشهية (اللذيذة) تحطم فضيلة العفة (ضبط النفس). والجشع والطمع يشينا أو يعيبا الطهارة أو النقاوة. والغضب يقضي على الصبر. لذلك فالإنسان الذي يكون مستعبدًا لإحدى هذه الخطايا تنقصه بعض الفضائل... فالشخص ببساطة يُحرم من واحدة من الفضائل عندما يذعن أو يخضع للرذيلة (أو الإثم) التي تقاومه بإغراءاتها، لكنه يستطيع الحفاظ على فضائله الأخرى. لكن عندما تملك هذه الرذيلة مرة على نفسٍ بائسة، فإنها تشبه بعض الوحوش المفترسة (الكاسرة) التي تهدم القلعة السامية للفضيلة، وتحطم المدينة بالكلية وتهدمها، فتقوم الرذائل على هدم حصون القداسة وإرباكها معًا.
إن نير العبودية للكبرياء قاسٍ ومؤلم، وبواسطة قساوته الممزِقة يجرد النفس ويقهر كل قوة للفضيلة.
القديس يوحنا كاسيان
ب. اللسان الكاذب: لا يقدر أن ينطق بالحق، ولا يحمل لطفًا ورقةُ صادقة نحو الاخوة. هذا هو الأمر الثاني الذي يبغضه الرب. والكذب من سمة عدو الخير إبليس الذي يتسم بالكذب مع الكبرياء،عمله بث هذا الروح بين كل البشر، حتى أن داود النبي صرخ قائلًا: "في حيرتي قلت أن كل الناس كاذبون" (مز11:116)، كما يصرخ قائلًا: "يا رب خلص نفسي من الشفاه الكاذبة واللسان الغاش" (مز2:120).
ج. أيد سافكة دمًا بريئًا: أيضًا يحمل الإنسان روح الغدر والخيانة كيهوذا الخائن. هذا هو الأمر الثالث الذي يبغضه الله، ألا وهو العنف والظلم، وقد دُعي عدو الخير قتالًا منذ البدء.
د. قلب يخترع تخيلات شريرة: الأمر الرابع الذي يبغضه الله هو أفكار الشر التي تصدر عن القلب المتدنس. فإنه يضع أساسات باطلة لتخيلات غير صادقة ويبني عليها الكثير، مُقيمًا بناءً من الأكاذيب يُشوه بها صورة اخوته، ويدفع بهم إلى الظلم.
ه. أرجل مسرعة الجريان إلى السوء تُعين الإنسان على ارتكاب الإثم بُغية الطمع. إذ يفسد القلب يسحب الجسم كله نحو الشر، وتسرع القدمان نحو ممارسته. وكما يقول إشعياء النبي: "أرجلهم إلى الشر تجري، وتسرع إلى سفك الدماء المزكي، أفكارهم أفكار إثمٍ، في طرقهم اغتصاب وسحق؛ طريق السلام لم يعرفوه، وليس في مسالكهم عدل. جعلوا لأنفسهم سبلًا معوجة، كل من يسير فيها لا يعرف سلامًا" (إش7:59، 8).
و. شاهد زور ينطق بالأكاذيب تسبب ظلمًا يَسقط على الأبرياء. للأسف هذه الخطية التي يبغضها الله صارت شائعة اليوم، فما أسهل أن يستأجر أحد شاهد زور ينطق بالكذب.
ز. زارع خصومات بين الاخوة سواء على مستوى الفرد أو الأُسر أو المجتمعات، وأحيانًا بين الدول. إن كان صانعو السلام يُدعون أولاد الله (مت9:5)، فزارعو الخصومات يُدعون أولاد إبليس.
هذه الخطايا السبع التي يبغضها الله أشبه بمرآة ، يتطلع إليها الإنسان فيكتشف ضعفه، عندئذ يسرع نحو الله معترفًا بخطاياه، سائلًا إياه أن يطهره.
5. الحاجة إلى التعلم

20 يَا ابْنِي، احْفَظْ وَصَايَا أَبِيكَ وَلاَ تَتْرُكْ شَرِيعَةَ أُمِّكَ. 21 اُرْبُطْهَا عَلَى قَلْبِكَ دَائِمًا. قَلِّدْ بِهَا عُنُقَكَ. 22 إِذَا ذَهَبْتَ تَهْدِيكَ. إِذَا نِمْتَ تَحْرُسُكَ، وَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَهِيَ تُحَدِّثُكَ. 23 لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ.

تسند الوصية الإلهية المؤمن كي لا يسقط في الخطايا السابقة، لذا يجب عليه أن يحفظ هذه الوصية التي يعلمها إياه والده، ويخزنها في أعماق قلبه ويربطها بكل كيانه. وكما جاء في سفر التثنية:
"لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصها على أولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام، وحين تقوم، واربطها علامة على يدك، ولتكن عصائب بين عينيك، وأكتبها على قوائم بيتك وعلى أبوابك" (تث6:6-9؛ راجع تث18:11-20).
"يا ابني احفظ وصايا أبيك،
ولا تترك شريعة أمك.
اربطها على قلبك دائمًا.
قلِّد بها عُنقك.
إذا ذهبت تهديك،
إذا نمتَ تحرسك،
وإذا استيقظت فهي تُحدثك" [20-22].
لا يتوقف الحكيم عن تذكير تلميذه أن يسمع وصايا أبيه ويتمسك بشريعة أمه (أم 8:1)، حيث يقدمان له كلمة الله أو الوصية الإلهية.
ماذا تقدم له الوصية؟
أ. الشبع الداخلي: يربطها دائمًا على قلبه، فتُشبع كل عواطفه وأحاسيسه، ولا يعاني من الفراغ الداخلي.
ب. الكرامة الحقة: إنها كرامة ومجد له، يُطوِّق بها عنقه علامة ملوكيته وبنوته لله أبيه السماوي. ويكتبها على لوحي قلبه أو يربطها به، فتضبط مركز حبه وعواطفه وأحاسيسه، وتصدر كل أفكاره وكلماته وتصرفاته متناغمة مع الوصية الإلهية.
ج. هدية إلهية: هنا يُشخْصِن الشريعة أو الوصية، حيث يُقدمها كمعلمٍ أو مدربٍ للنفس وحارسٍ لها وصديق، تلازمه الوصية في سيره في طريق الحياة، وتحرسه في نومه، وتحاوره بالحب، فلا يشعر بالعزلة أو الفراغ.
د. حراسة سمائية: لن يذهب المؤمن الحقيقي إلى موضع دون أن يطلب قيادة الوصية الإلهية. ولن يُعطي لعينيه نومًا ما لم يستظل تحت جناحيها. وعندما يستيقظ يدخل معها في حديث حبٍ، خلال الصلاة ودراسة الكتاب المقدس، فيمتلئ كيانه فرحًا وشبعًا. إنه يُعطي بكر يومه -الصباح المبكر- لله، حيث يلتقي معه متحدثًا كابن مع أبيه، ويتمسك بالوعود الإلهية ليتذرع بمراحمه السماوية.
ه. استنارة داخلية:
"لأن الوصية مصباح،
والشريعة نور،
وتوبيخات الأدب طريق الحياة" [23].
تُنير الوصية أعماقنا فنرى حقيقة أنفسنا، وندرك عوزنا الدائم إلى المخلص. نكتشف أيضًا عمل الثالوث القدوس فينا فنمتلئ رجاءً، كما تنفتح أعيننا على معرفة الإرادة الإلهية وإدراك الأسرار الإلهية. بهذا نتقبل كل تأديب من قبل الرب، ونحسبه نافعًا لأعماقنا، حيث يسحبنا من ملذات الخطايا وإغراءاتها لنسلك طريق الحياة الأبدي، تسحبنا من خداعات الشرير لنقبل الحق الإلهي والطهارة.
6. تحذير من الشريرات

24 لِحِفْظِكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الشِّرِّيرَةِ، مِنْ مَلَقِ لِسَانِ الأَجْنَبِيَّةِ. 25 لاَ تَشْتَهِيَنَّ جَمَالَهَا بِقَلْبِكَ، وَلاَ تَأْخُذْكَ بِهُدُبِهَا. 26 لأَنَّهُ بِسَبَبِ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ يَفْتَقِرُ الْمَرْءُ إِلَى رَغِيفِ خُبْزٍ، وَامْرَأَةُ رَجُل آخَرَ تَقْتَنِصُ النَّفْسَ الْكَرِيمَةَ. 27 أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟ 28 أَوَ يَمْشِي إِنْسَانٌ عَلَى الْجَمْرِ وَلاَ تَكْتَوِي رِجْلاَهُ؟ 29 هكَذَا مَنْ يَدْخُلُ عَلَى امْرَأَةِ صَاحِبِهِ. كُلُّ مَنْ يَمَسُّهَا لاَ يَكُونُ بَرِيئًا. 30 لاَ يَسْتَخِفُّونَ بِالسَّارِقِ وَلَوْ سَرِقَ لِيُشْبعَ نَفْسَهُ وَهُوَ جَوْعَانٌ. 31 إِنْ وُجِدَ يَرُدُّ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ، وَيُعْطِي كُلَّ قِنْيَةِ بَيْتِهِ. 32 أَمَّا الزَّانِي بِامْرَأَةٍ فَعَدِيمُ الْعَقْلِ. الْمُهْلِكُ نَفْسَهُ هُوَ يَفْعَلُهُ. 33 ضَرْبًا وَخِزْيًا يَجِدُ، وَعَارُهُ لاَ يُمْحَى.

يعود إلى خطية الزنا التي كثيرًا ما تحدث عنها سليمان الحكيم، والتي يدعوها البعض" خطية العصر". والعجيب أن كثيرين يشربون هذه الخطية كالماء، ويحسبونها نوعًا من الحب!
كم من زيجات بين الأحداث أو الكبار قد حطمها طرف ثالث، رجل أو امرأة، دخل ليُفقد الزوجين وحدتهما.
"لحفظك من المرأة الشريرة،
من ملق لسان الأجنبية" [24].
بإدراكنا لحكمة الله وقبولنا تأديباته نُحفظ من لسان المرأة الزانية المعسول والمخادع لنقبل كلمات الله الحازمة والمملوءة بالحق.
تحمل كلمات المرأة الشريرة شهوات ممتزجة سُمًا، أما كلمات الرب فهي الحب المملوء حياة أبدية. لهذا نستمع إلى لسان الرب لا لسان الشريرات.
"لا تشتهين جمالها بقلبك،
ولا تأخذك بهُدبها" [25].
يُقدم لنا سليمان الحكيمخبراته المرة، حيث سقط في حبائل جمال النساء، فانحرف إلى عبادة الأوثان، وشاركهن رجاساتهن.
اهتمام النساء بتجميل عيونهم وأهداب أجفانهن حتى تبدو العيون متسعة وجذَّابة أمر قديم في الشرق.
ليس جمال المرأة ولا اهتمامها بمظهرها هو سرّ سقوط الإنسان، إنما انحراف القلب. بهذا يقول الحكيم: "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة" (أم23:4). فالخطية تبدأ بالقلب، لهذا يحذرنا: "لا تشتهين جمالها بقلبك".
* لا تدع شهوة الجمال تغلبك. فإن الكثير من الشباك والفخاخ منصوبة بواسطة الشيطان. التطلع إلى زانية هو فخ منصوب لمن يحبها. (فساد) عيوننا هي شِباك تُنصب لنا، كما هو مكتوب: "لا تُؤخذ بعينيك". لهذا نحن ننصب الشباك لأنفسنا، فنسقط فيها ونتعرقل. إننا نربط أنفسنا بقيود كما هو مكتوب: "لأن كل واحد يُربط بقيود (حبال) خطاياه".
القديس أمبروسيوس
كتب الطوباوي اكليمنضس السكندري في مقاله "عن العذارى":
* لهذا لا نسمح لأي إنسان أيًّا كان أن يجلس (لفترات طويلة) مع امرأة متزوجة، وبالأكثر ألا يعيش في بيتٍ واحدٍ مع فتاة قدمت حياتها نذرًا، ولا أن ينام حيث تنام هي، ولا يكون مرافقًا على الدوام معها. فإن هذا أمر يكرهه خائفو الرب ويبغضونه.
القديس اكليمنضس الروماني
"لأنه بسبب امرأة زانية يفتقر المرء إلى رغيف خبز،
وامرأة رجل آخر تقتنص النفس الكريمة" [26].
جاء في الترجمة السبعينية والفولجاتا والسريانية: "لأن أجرة المرأة الزانية هو رغيف خبز واحد". وكأن الرجل يستأجر المرأة الزانية بثمن بخسٍ وهو رغيف خبز، لكنه لا يُدرك أنها تسحب ثمنًا آخر هو نفسه الثمينة. يظن الإنسان أن الخطية رخيصة جدًا لا تُكلفه شيئًا بينما يفقد حياته الداخلية وخلاصه الأبدي.
"أيأخذ إنسان نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟!
"أو يمشي إنسان على جمر ولا تكتوي رجلاه؟!
هكذا من يدخل على امرأة صاحبه.
كل من يمسها لا يكون بريئًا" [27-29].
التهاون مع خطية الزنا هو لعب بالنار، فإن شهوته تلتهب نارًا تحرق ثيابه فيصير عاريًا في خزي، وتكوي رجليه فيذوق المرارة ولا يقدر أن يكمل رحلة حياته كما يليق به، وتحرق أيضًا كل شوق للطهارة، فلا يصير بريئًا في أعين الله والناس.
* لنهرب من (نار الشهوة هذه) بالرغم من أنها تتبعنا، ليس فقط تجري خلفنا، بل وفي داخلنا. لنحذر بكل اجتهاد لئلا ونحن نهرب منها نحملها في داخلنا. فإننا نود بالأكثر أن نهرب فقط، لكن إن لم نُلقٍ بها تمامًا خارج أذهاننا نكون بالأحرى قد أمسكنا بها ولم نتركها.
لنقفز ونعبر منها لئلا يُقال لنا:"اسلكوا في لهيب ناركم التي أوقدتموها" (إش11:50). لأنه كما أن من يأخذ نارًا في حضنه يَحرق ملابسه، هكذا من يسير على جمرٍ متقدٍ بالضرورة تكتوي قدماه، كما هو مكتوب: "أيمشي إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه؟!" [28].
القديس أمبروسيوس
* الشهوة الشريرة تشبه لهيبًا ونارًا. هل تحرق النار ثوبًا ولا تحرق شهوة الزنا النفس؟!
القديس أغسطينوس
* إن سقطت العين على شخص فعلى الأقل لا تدع العاطفة الداخلية أن تتبعها. فإن النظر ليس خطية، لكن يجب أن يكون الإنسان حذرًا ألا تكون مصدر خطية.
لتنظر العين الجسدية، ولتُغلق عين القلب، وليبقى اتضاع الذهن.
لنا رب حازم ومتسامح... يقول الرب: "كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه" (مت28:5). إنه لم يقل: "كل من نظر يرتكب زنا"، بل "من نظر ليشتهيها". إنه يدين الشهوة الداخلية لا النظرة.
القديس أمبروسيوس
* لكي لا تقول: أيّ ضرر في العينين حيث ليس بالضرورة تكون النظرة مفسدة؟! إنه يظهر لكي أن الشهوة هي نار وأن الجسد يشبه ثوبًا. يُمكن للأخير أن يكون فريسة سهلة فالشهوة طاغية. لا يحدث الضرر في الداخل فحسب بل يمتد وينطلق حتى يجد له منفذًا في الخارج. لأن من ينظر إلى امرأة وإن كان يهرب من التجربة، لكنه لا يكون طاهرًا من الشهوة تمامًا.
ولماذا يبقى الإنسان في تعب ما دام في قدرته أن يتحاشاه ويتحرر منه؟ انظر ماذا يقول أيوب: "قطعت عهدًا مع عيني ألا أفكر في زوجة آخر". هكذا يعرف خطورة الإفساد. وأيضًا لنفس السبب أقمَع بولس جسده واستعبده. وبطريقة رمزية من يسمح لفكر غير نقي أن يسكن في قلبه إنما يحتفظ بنار في صدره. ومن يُمارس الخطية بالعمل يسير على جمر ويهلك نفسه.
القديس هيبوليتس
إن كان السارق لا يستطيع أن يبرر نفسه أمام القانون حتى إن سرق ليأكل لأنه جائع، فأيّ عذر للزاني الذي يرتكب الخطية فيهلك نفسه؟!

"لا يستخفون بالسارق ولو سرق ليشبع نفسه وهو جوعان.
إن وُجد يرُد سبعة أضعاف ويُعطي كل قنية بيته.
أما الزاني بامرأة فعديم العقل.
المهلك نفسه هو يفعله.
ضربًا وخزيًا يجد، وعاره لا يُمحى" [30-33].
يشفق الناس على الفقير الذي يسرق لكي يأكل، لكن القانون لا يُبرئه، بل يُلزمه برد سبعة أضعاف ما سرقة، وإن لم يكن لديه ما يوفي يُباع كعبدِ (خر1:22-4؛ لا39:25).
* اللص عاصٍ خطير، لكن الزاني أخطر منه. لأن الأول لسبب مؤسف يسلك هكذا، لكن في نفس الوقت العوز يلزمه بذلك، أما الأخير فلا توجد ضرورة تلزمه إنما جنونه يجعله يندفع إلى هوة الإثم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
من يرتكب الزنا مع سيدة متزوجة لا يتعرض للخزي فحسب بل وإلى الموت [33]. فعند الرومان إن أُمسك إنسان يرتكب هذا الفعل فمن حق الزوج أن يتمسك بالقانون ويقتله، فيكون الزاني في عارٍ ويفقد حياته.

7. الغيرة

"لأَنَّ الْغَيْرَةَ هِيَ حَمِيَّةُ الرَّجُلِ، فَلاَ يُشْفِقُ فِي يَوْمِ الانْتِقَامِ.
لاَ يَنْظُرُ إِلَى فِدْيَةٍ مَّا،
وَلاَ يَرْضَى وَلَوْ أَكْثَرْتَ الرَّشْوَةَ." [24-25].

يتحدث هنا عن غيرة الزوج الذي اغتصب الزاني امرأته، فإنه ينتقم لكرامته وشرفه، ولا يطلب فدية مهما بلغ قدرها بل يطلب قتل الزاني.

من وحي أمثال 6

لأعمل بروح الحكمة والحب،

فأحيا ملتزمًا بمسئولياتي!


* لأتمتع بك يا حكمة الله،
فالتزم بروح المسئولية الجادة.
لا يحركني روح الكبرياء،
ولا يحطمني روح اليأس.
لأحب وأعمل،
لكن بروح الحكمة العاملة،
لا بروح الكلمات الجوفاء!
* أنت العامل مع أبيك،
هب لي بركة العمل.
كان يليق بي أن أكون عاملًا على الدوام،
متشبها بك يا من تجول تصنع خيرًا.
لكن في غباوتي تراضيت وتكاسلت.
فصارت النملة الصغيرة معلمة توبخني!
لأعمل مثلها بروح الجماعة بلا أنانية.
لأعمل فأجمع ما احتاج إليه،
وأحمله معي إلى أبديتي.
لأعمل بروح الحب فهو رصيدي الدائم.
* لأعمل بنقاوة قلب،
أسلك بالحب بلا لؤمٍ أو خداعٍ.
كل كياني الداخلي وأعضاء جسمي تتحرك بالحب.
تعمل للسلام، ولا تطيق الخصومات.
* قدس كل حركات جسمي،
هب لي عينين حمامتين،
ولسانًا ينطق بالحق،
ويدين تسرعان في عمل الخير،
ورجلين تسلكان الطريق الملوكي،
وقلبًا يفيض بأفكارٍ إلهيةٍ!
* هب لي أن أهرب من الشر.
لأهرب من نار الخطية،
فلا تحرق ثوب عرسي الأبدي،
ولا تكوي قدماي!
لتملأ قلبي بالروح الناري،
فيلتهب بنيران الحب،
ولا تقدر نيران الخطية أن تقترب إليّ.

 
قديم 12 - 10 - 2024, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 175396 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




التصرفات غير المسئولة



إذ يُحذرنا الحكيم في الأصحاح الخامس من صوت المرأة الزانية التي تحمل عسلًا في فمها ممتزجًا بمرارة مع سُمٍ مميتٍ، موضحًا أن الإنسان إنما يسقط في حبائل شره، ويشرب من ذات الكأس التي يملأها، الآن يقدم أربعة أمثلة للتصرفات الخاطئة التي تجلب على الإنسان مرارةً وهلاكًا، وهي:
التصرفات غير المسؤولة (بلا تقدير سليم).
الكسل.
الخداع.
الدنس.


التسرع في ضمان الغير (التصرفات غير المسئولة)

يَا ابْنِي، إِنْ ضَمِنْتَ صَاحِبَكَ،
إِنْ صَفَّقْتَ كَفَّكَ لِغَرِيبٍ،
إِنْ عَلِقْتَ فِي كَلاَمِ فَمِكَ،
إِنْ أُخِذْتَ بِكَلاَمِ فِيكَ،
إِذًا فَافْعَلْ هذَا يَا ابْنِي، وَنَجِّ نَفْسَكَ
إِذَا صِرْتَ فِي يَدِ صَاحِبِكَ،
اذْهَبْ تَرَامَ وَأَلِحَّ عَلَى صَاحِبِكَ.
لاَ تُعْطِ عَيْنَيْكَ نَوْمًا، وَلاَ أَجْفَانَكَ نُعَاسًا.
نَجِّ نَفْسَكَ كَالظَّبْيِ مِنَ الْيَدِ،
كَالْعُصْفُورِ مِنْ يَدِ الصَّيَّادِ." [1-5].

في الأصحاح السابق يُحَذِّر سليمان الحكيم الشاب من الخلط بين الحب الطاهر الذي ينمي الشخصية ويسند النفس والشهوة التي تحطم كيان الإنسان كله: جسدًا ونفسًا وروحًا. هنا يحذر الشاب من المحبة المتسرعة غير الحكيمة، حيث يقوم الإنسان بضمان الغير دون الاهتمام بحساب النفقة. وقد حذر الحكيم من هذا السلوك عدة مرات (أم 15:11؛ 18:17؛ 16:20؛ 26:22؛13:27). فبحسب القضاء اليهودي يتعرض الضامن الذي يعجز عن إيفاء دين من ضمنه لمصادرة ممتلكاته، بل وبيعه عبدًا لحساب الدائن.
كثيرًا ما يتقدم الشاب ضامنًا لغيره بدافع الكبرياء والاعتزاز بذاته وإمكانياته، بغير تروٍ، لهذا يطالبه الحكيم بالاتضاع فيرتمي كما عند قدمي المدين ويسأله أن يوفي ما عليه. إنه لم يطلب منه أن يرتمي عند قدمي الدائن ليعفو أو يؤجل الدين للمدين، بل عند قدمي المدين ليوفي ما عليه، مما يدل أنه يتحدث عن كفالةٍ لتاجرٍ قادرٍ على السداد، وليس لفقيرٍ محتاجٍ إلى القرض للضرورة.


يرى البعض أن ممارسة الضمان قد تطورت وتزايدت بين اليهود في ذلك الحين، فتخصص بعض الشبان الأثرياء في القيام بعمليات الضمان بين أفراد من بني جنسهم وغرباء، هدفهم أخذ أكبر قدر من الربا، فانجرفوا بهذا وراء الطمع، لكن انتهت حياتهم بالإفلاس، بل وبضياعهم تمامًا. فالتحذير هنا ليس ضد العمل الإنساني والكرم في الضمان وإنما ضد المعاملات التجارية الخاطئة.
يُقدم لنا سليمان الحكيم المبادئ التالية في ضمان الغير:
أولًا: ألا تتسرع في ضمان الغير، فإن هذا الضمان وإن كان بكلمة من الفم، فإن الإنسان المؤمن يرتبط بالكلمة التي ينطق بها. هذا التسرع يُحسب فخًا يسقط فيه الإنسان. يقول البعض إن شفتي الإنسان هما فخ يسقط فيه الإنسان بكلماته. لهذا يليق بالمؤمن أن يُكرس طاقاته لضبط اللسان أكثر من بقية الأعضاء، ووضع لجام له. نحتاج إلى عمل الروح القدس الذي يُقدس اللسان.
* تسيب اللسان هو فخ خطير، يحتاج إلى لجامٍ قويٍ. لذلك قال أحدهم: "شفتا الإنسان فخ قوي يُنصب له، يصطاده بكلمات فمه".
لنضبط هذا العضو أكثر من كل بقية الأعضاء.
لنلجمه، ولنستبعد عنه كلمات العتاب العنيفة والألفاظ الفظة والحمقاء والأسلوب الجارح، وعادة القسم الرديئة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إكثار الكلام هو عرش للعُجب...
إكثار الكلام دليل عدم المعرفة.
* صديق الصمت يتقرّب من الله، وإذ يناجيه سرّا يستنير بنوره.
القديس يوحنا الدرجي
ثانيًا: إن ضمنت إنسانًا لا تأخذ الأمر بتهاون، لكن يليق بك ألا تنام ولا تستريح، باذلًا كل الجهد لكي يسدد المدين دينه الذي ضمنته، بهذا تحرر نفسك من الالتزام فتكون كالظبي المسرع من يد الصياد، أو كالعصفور الطائر بعيدًا عن الفخ.
ويلاحظ أن كلمتي "يد" و"صياد" في العربية كما في العبرية "sayyad, yad"؛ وأن كلمة "يد" مشتركة في الكلمتين إذ يسقط بجهله أسيرًا في يد الصياد ولا يفلت منها.
يشجع ابن سيراخ المؤمن أن يعامل الإنسان أخاه بالحب مع الحكمة فيقول:
"الرجل الصالح يكفل قريبه، والذي فقد كل حياء يخذله...
الكفالة أهلكت كثيرين من الميسورين، وتقاذفتهم كأمواج البحر.
ألجأت رجالًامقتدرين إلى الهجرة ، فتاهوا بين أمم غريبة.
الخاطئ الذي يتهافت على الكفالة سعيًا وراء الكسب يتهافت على دينونته.
ساعد قريبك بقدر طاقتك،
وأحذر على نفسك أن تسقط" (ابن سيراخ 14:29-20).
مرة أخرى نؤكد أن سليمان الحكيم لا يوصي بعدم الضمان، وإنما بالحكمة في التصرف، مهما كان الدافع إليه. يوجد مثل يهودي (ربّاني): "عندما يذهب الأحمق إلى السوق يفرح التجار".
 
قديم 12 - 10 - 2024, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 175397 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يليق بالمؤمن أن يُكرس طاقاته لضبط اللسان
أكثر من بقية الأعضاء، ووضع لجام له.
نحتاج إلى عمل الروح القدس الذي يُقدس اللسان.
تسيب اللسان هو فخ خطير، يحتاج إلى لجامٍ قويٍ.
لذلك قال أحدهم:
"شفتا الإنسان فخ قوي يُنصب له، يصطاده بكلمات فمه".
لنضبط هذا العضو أكثر من كل بقية الأعضاء.
لنلجمه، ولنستبعد عنه كلمات العتاب العنيفة والألفاظ الفظة
والحمقاء والأسلوب الجارح، وعادة القسم الرديئة.

القديس يوحنا الذهبي الفم
 
قديم 12 - 10 - 2024, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 175398 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* إكثار الكلام هو عرش للعُجب...
إكثار الكلام دليل عدم المعرفة.
* صديق الصمت يتقرّب من الله،
وإذ يناجيه سرّا يستنير بنوره.

القديس يوحنا الدرجي
 
قديم 12 - 10 - 2024, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 175399 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الكسل والنملة

6 اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا. 7 الَّتِي لَيْسَ لَهَا قَائِدٌ أَوْ عَرِيفٌ أَوْ مُتَسَلِّطٌ، 8 وَتُعِدُّ فِي الصَّيْفِ طَعَامَهَا، وَتَجْمَعُ فِي الْحَصَادِ أُكْلَهَا. 9 إِلَى مَتَى تَنَامُ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ؟ مَتَى تَنْهَضُ مِنْ نَوْمِكَ؟ 10 قَلِيلُ نَوْمٍ بَعْدُ قَلِيلُ نُعَاسٍ، وَطَيُّ الْيَدَيْنِ قَلِيلًا لِلرُّقُودِ، 11 فَيَأْتِي فَقْرُكَ كَسَاعٍ وَعَوَزُكَ كَغَازٍ.

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله ينحط بالخطية لينزل حتى تصير الحيوانات والحشرات أفضل منه في أمور كثيرة. فالحيوانات المفترسة كالأسود إذ تجتمع معًا تسند بعضها البعض، ولا يهاجم أحدها الآخر، أما الإنسان فإذ يجتمع بأخيه غالبًا ما تدب بينهما روح الغيرة والحسد مما يدفع أحيانًا إلى ارتكاب جرائم القتل. أيضًا يفقد الإنسان حديثه ونشاطه وحكمته فيحتاج أن يتعلم ذلك من النملة. وكما يقول سليمان الحكيم:
"اذهب إلى النملة أيها الكسلان.
تأمل طرقها وكن حكيمًا.
التي ليس لها قائد أو عريف أو متسلط.
وتعد في الصيف طعامها، وتجمع في الحصاد أكلها.
إلى متى تنام أيها الكسلان؟
متى تنهض من نومك؟!" (6-9)
يطلب الحكيم من الكسلان أن يذهب إلى النملة لكي يتعلم منها أمورًا كثيرة منها:
ا. بالرغم من عدم وجود قائدٍ أو مدبرٍ عام، لكن النمل يعرف كيف يعمل معًا لصالح الجماعة (team work). لقد سبق النمل الإنسان في العمل المنظم الجماعي، دون صراعٍ على مراكز القُوى أو السلطة.
ب. لا تحتاج النملة إلى قائد لها يُلزمها بالعمل، لكنها تعمل بغريزة داخلية دون ضغط خارجي، بينما كثيرًا ما يعمل الإنسان، لا من أجل أمانته الداخلية لكن خوفًا من الغير، خشية أن يفقد الأجرة أو الكرامة.
ج.يُعدْ النمل طعامه في الربيع والصيف والخريف، لينام ويستريح وقت الشتاء. إنه يعمل ما دام وقت عمل ويبقى عاملًا إلى فترات طويلة حتى متى حل الوقت الذي فيه لا يقدر على العمل يجد بجواره ما يأكله. إنه لا يعرف النوم في فترات العمل، بل يجتهد بلا تراخٍ. هكذا يليق بنا أن نعمل ما دام الوقت نهار، حتى متى حلّ الليل نستريح.


ليس بين الحشرات من هو مجتهد بحق وعامل باستمرار كالنمل، حتى النحل الذي يجمع الرحيق من الزهور ليس دائم الحركة والعمل كالنمل.
د. لم يذكر سليمان الحكيماهتمام النمل بصغاره، فإنه يحمل الصغار قبل اكتمال نموه ويخرج به إلى خارج الثقب ويضعه عند المدخل ليتعرض لضوء الشمس وينتفع بها. وإذا ما شعر بأن المطر يحل يحمله إلى داخل الثقب, ويضع حجرًا صغيرًا جدًا حتى لا يتسلل الماء إلى صغاره. حقًا يُحسب النمل مثالًا رائعًا وحيًّا للإنسان في العمل الدائب مع الاهتمام بالصغار.
كان البعض، في العصور الأولى، يخجلون أن يتعلموا على يد امرأة ولو كانت هذه السيدة هي الأم، كما اعترف القديس أغسطينوس قائلًا لله: "كنتَ تُحدثني على فم أمي، لكنني لم أكن أنصت إليك، لأنك كنت تحدثني على فم امرأة". ويقول القديس يوحنا الذهبي الفممتعجبًا ممن يرفضون تعليم بعض النساء كالأمهات، بينما نزل الإنسان إلى المستوى الذي صار فيه محتاجًا أن يتعلم من حشرة صغيرة كالنملة.
* إن كنتَ تخجل من أن يكون لك امرأة كمعلمٍ لك اهرب من الخطية، عندئذ تستطيع الصعود إلى الحكمة التي يهبها لك الله. ما دمت تخطئ فإن الكتاب المقدس يرسل لك ليس فقط امرأة بل وخليقة غير عاقلة وأحيانًا رديئة! حقًا إنه ليس مخجلًا أن يرسلك تلميذًا لنملة وأنت مكرم بالعقل.
* نقول: لاحظ كيف أن كائنًا أقل منكمملوء غيرة وساهر! لذا تقبل من هذه الحشرات (الحيوان) أفضل نصيحة في العمل، وتعجب من ربك ليس لأنه خلق السماء والأرض فقط، ولكنه أيضًا خلق النملة. فمع كونها صغيرة تقدم برهانًا على عظمة حكمة الله. تطلع كيف تسلك النملة بتعقلٍ، وكيف غرس الله في هذا الجسد الصغير رغبة للعمل بلا انقطاع!
القديس يوحنا الذهبي الفم
* كن متعقلًا، قلِّد النملة كما يقول الكتاب: "لتُخزن في الصيف لئلا تجوع في الشتاء".
الشتاء هو اليوم الأخير، يوم الدينونة.
الشتاء هو يوم العصيان والمرارة.
اجمع ما سيكون لك في المستقبل وإلا فإنك تهلك لأنك غير متعقلٍ ولا حكيمٍ.
القديس أغسطينوس
كاد أن يخصص القديس يوحنا كاسيانمقالاُ كاملاُ عن ضرورة العمل وعدم الكسل حتى بالنسبة للمتوحدين:
* (الرسول بولس) كطبيبٍ مختبرٍ ماهرٍ يحاول العلاج بإجراء جراحة بسلاح روحي قائلًا: "أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس6:3). هكذا يأمرهم أن يتجنبوا أولئك الذين لا يُكرسون وقتًا للعمل، وبترهم كأعضاء من البدن شوّهتها قروح البطالة والفراغ، خشية أن ينتقل مرض التراخي والكسل تدريجيًا إلى الأجزاء السليمة من الجسم، مثل بعض الأمراض المعدية المميتة.
حين يتكلم الرسول عن أولئك الذين لا يعملون بأيديهم، ويأكلون خبزهم في هدوء، يحثنا على تجنبهم. استمع إلى ما يدفعهم به من ضروب الملامة والتوبيخ عند استهلاله. فهو أولًا: يدعوهم "بلا ترتيب"، وأيضًا: "لا يسلكون حسب التعليم". وبعبارة أخرى يصفهم بالعناد لأنهم لا يسلكون وفق توجيهه، وبعدم اللياقة لأنهم لا يلتزمون بالأوقات اللائقة المضبوطة في خروجهم وزياراتهم وأحاديثهم. لأن الشخص غير المرتب يتعرض بالتأكيد لكل هذه الأخطاء.
"وليس حسب التعليم الذي أخذوه منا"، بهذا يوبخهم على أنهم على نحوٍ ما متمردون، ومستهزئون، قد استخفوا بالتعليم الذي أخذوه منه ولم يحرصوا عليه، ولم يتبعوا ما تذكروا أنه قد علمهم به لا باللفظ فحسب بل ومارسه بالفعل أيضًا... "إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يُتمثَّل بنا" (2تس7:3).
يحشد الرسول كومة هائلة من التقريع واللوم حين يؤكد أنهم لم يراعوا ما لا يزال عالقًا بذاكرتهم. والذين تعلموه ليس فقط بالإرشاد الشفوي، بل تسلموه أيضًا في شخصه كقدوة في العمل لا بُد أن تُحتذى.
القديس يوحنا كاسيان
 
قديم 12 - 10 - 2024, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 175400 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يرى القديس يوحنا الذهبي الفم



أن الإنسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله ينحط بالخطية لينزل حتى تصير الحيوانات والحشرات أفضل منه في أمور كثيرة. فالحيوانات المفترسة كالأسود إذ تجتمع معًا تسند بعضها البعض، ولا يهاجم أحدها الآخر، أما الإنسان فإذ يجتمع بأخيه غالبًا ما تدب بينهما روح الغيرة والحسد مما يدفع أحيانًا إلى ارتكاب جرائم القتل. أيضًا يفقد الإنسان حديثه ونشاطه وحكمته فيحتاج أن يتعلم ذلك من النملة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024