11 - 10 - 2024, 09:44 AM | رقم المشاركة : ( 175231 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ما هي قمة تشييد هذا البناء الذي نؤسسه؟ إلى أين ستبلغ قمة هذا البناء العالية؟ أقول للحال إلى رؤية الله . والآن ترى كم هو عظيم أن تعاين الله. إن الذي ارتفع إلى هذا يستطيع أن يفهم كل ما أقوله وما يسمعه. قد وعدنا برؤية الله، رؤية الله ذاته تتعالى لأنه حسن أن نرى الذي يرانا، فالذين يعبدون آلهة باطلة يرونها بسهولة، ولكنهم يرون التي لها أعين ولا تبصر. وأما نحن فقد وُعدنا بمعاينة الله الحي المبصر حتى نشتاق لرؤية ذلك الإله الذي يقول عنه الكتاب المقدس: "الغارس الأذن ألا يسمع؟ الصانع العين ألا يبصر؟" (مز94: 9) ألا يسمع ذلك الذي صنع لك ما تسمع به، أما يرى ذلك الذي خلق ما ترى به؟ لذلك يقول في المزمور حسنًا: "افهموا أيها البلداء في الشعب، ويا جهلاء متى تعقلون" (مز 94: 8)، لأن كثيرين يرتكبون أفعالًا شريرة، ظانين أن الله لا يراهم. حقيقة إنه يصعب عليهم أن يعتقدوا أنه لا يستطيع رؤيتهم، بل يظنون أنه لا يريد ذلك. قليلون هم الملحدون تمامًا الذين يتم فيهم المكتوب: "قال الجاهل في قلبه ليس إله". هذا جنون القليلين فقط. فإذ قليلون هم الورعون تمامًا، فانه ليس بأقل منهم أيضًا هم الملحدون تمامًا، وأما غالبية البشر فيقولون هكذا، ماذا؟ هل يفكر الله الآن فيّ، حتى يعرف ما أفعله في منزلي، وهل يهم الله ما قد أختار فعله على سريري. من يقول هذا؟ "أفهموا أيها البلداء في الشعب ويا جهلاء متى تعقلون؟" (مز 94: 8) فبكونك رجلًا من شأنك أن تعلم كل ما يحدث في منزلك، وأن تصلك أفعال خدمك وأقوالهم. ألا تظن أن لله عملًا كهذا أن يلاحظك، الذي لم يتعب في خلقتك؟ أفلا يثبت عينيه عليك ذاك الذي صنع عينيك؟ إنك لم تكن موجودًا وقد خلقك وأعطاك الوجود. ألا يهتم بك الآن وأنت موجود، الذي "يدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة" (رو 4: 17)؟ إذن لا تعد نفسك بهذا فإنه يراك، إن أردت أو لم ترد. وليس هناك مكان تستطيع أن تختبئ فيه عن عينيه. "إن صعدت إلى السماء، فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مز 139: 8). عظيمة هي أتعابك بينما لا ترغب في الانفصال عن الأعمال الشريرة، مع هذا فإنك لا ترغب في أن يراك الله . حقا يا له من تعب مضني! كل يوم ترغب في صنع الشر ومع هذا أتشك في أنك لا تُرى؟ استمع إلى الكتاب المقدس القائل: "الغارس الأذن، ألا يسمع؟ الصانع العين، ألا يبصر؟" (مز 94: 90). أين تستطيع أن تخفي الأعمال الشريرة عن أعين الله؟ إن لم تمت عنها، فبالحق تعبك مضني. القديس أغسطينوس |
||||
11 - 10 - 2024, 09:45 AM | رقم المشاركة : ( 175232 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* من جهة اليونانيين يقول البعض إن الله نفس (Soul) العالم. وآخرون قالوا إن سلطانه يسود السماء وحدها دون الأرض. ويشترك البعض معهم في خطأهم، مسيئين استخدام العبارة القائلة: "حقك إلى السحاب"، فتجاسروا بتحديد عناية الله بالسحب والسماوات، عازلين الله عن شؤون الأرض، ناسين المزمور القائل: "إن صعدت إلى السماوات، فأنت هناك، وإن نزلت إلى الجحيم، فأنت هناك" (مز 139: 8). فإن كان ليس شيء أعلى من السماوات والجحيم أدنى من الأرض، فإن من يدير أمور الجحيم السفلي يهتم بالأرض أيضًا. القديس كيرلس الأورشليمي |
||||
11 - 10 - 2024, 09:47 AM | رقم المشاركة : ( 175233 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْر [9]. جناحا الصبح هما تلميح لأشعة الشمس في الصباح التي تعبر من الشرق إلى الغرب بسرعة 186000 ميلًا في الثانية حتى إن استطعنا أن نسير من أقصى المسكونة بسرعة الضوء،، فسنجد الرب هناك ينتظرنا لكي يقودنا ويسندنا. * إن كنت بالخطية تنحدر إلى أعماق الشر، وتستخف بالاعتراف، قائلًا: "من يراني؟"... فأنت هناك أيضًا حاضر لكي تُعاقب... لذلك ليتني أهرب من وجهك الذي يجازي؛ كيف؟ "إن أخذت لي جناحين بالغداة وأقمتهما، وأسكن في أواخر البحر" [9]. هكذا استطيع أن أهرب من وجهك... أهرب في رجاءٍ وفي اشتياق، بجناحي الحب... لنهرب إلى الله في رجاء! القديس أغسطينوس * يليق بكِ ألا تسمحي لاقتراحات الشر أن تنمو فيكِ، أو بابل التي للارتباك أن تنال قوة في صدركِ. اذبحي العدو وهو صغير، ولا يكون لديكِ محصول من الزوان، أزيلي الشر وهو بعد برعم. القديس جيروم * ندهش حين نتطلع إلى البحر المفتوح وأعماقه التي بلا حدود؛ بل وندهش في خوفٍ عندما ننحني ونرى مدى أعماقه. بهذا فإن النبي انحنى وتطلع إلى بحر حكمة الله غير المحدودة! لقد صُدم في رعدة. وخاف في أعماقه، ورجع إلى خلف، وهو يقول بصوتٍ عالٍ: "أشكرك، فإنك مُعجب برهبةٍ؛ عجيبة هي أعمالك" [14]، وأيضًا: "عجيبة هي المعرفة فوقي، ارتفعتْ، لا أستطيعها" . القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
11 - 10 - 2024, 09:49 AM | رقم المشاركة : ( 175234 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إن كنت بالخطية تنحدر إلى أعماق الشر، وتستخف بالاعتراف قائلًا: "من يراني؟"... فأنت هناك أيضًا حاضر لكي تُعاقب... لذلك ليتني أهرب من وجهك الذي يجازي؛ كيف؟ "إن أخذت لي جناحين بالغداة وأقمتهما، وأسكن في أواخر البحر" هكذا استطيع أن أهرب من وجهك... أهرب في رجاءٍ وفي اشتياق، بجناحي الحب... لنهرب إلى الله في رجاء! القديس أغسطينوس |
||||
11 - 10 - 2024, 09:50 AM | رقم المشاركة : ( 175235 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* يليق بكِ ألا تسمحي لاقتراحات الشر أن تنمو فيكِ، القديس جيرومأو بابل التي للارتباك أن تنال قوة في صدركِ. اذبحي العدو وهو صغير، ولا يكون لديكِ محصول من الزوان، أزيلي الشر وهو بعد برعم. |
||||
11 - 10 - 2024, 09:51 AM | رقم المشاركة : ( 175236 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ندهش حين نتطلع إلى البحر المفتوح وأعماقه التي بلا حدود؛ القديس يوحنا الذهبي الفمبل وندهش في خوفٍ عندما ننحني ونرى مدى أعماقه. بهذا فإن النبي انحنى وتطلع إلى بحر حكمة الله غير المحدودة! لقد صُدم في رعدة. وخاف في أعماقه، ورجع إلى خلف، وهو يقول بصوتٍ عالٍ: "أشكرك، فإنك مُعجب برهبةٍ؛ عجيبة هي أعمالك" وأيضًا: "عجيبة هي المعرفة فوقي، ارتفعتْ، لا أستطيعها" . |
||||
11 - 10 - 2024, 09:52 AM | رقم المشاركة : ( 175237 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ، وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ [10]. بعد أن يكشف المرتل عن معرفة الله أمر مدهش وعجيب للغاية، تفوق الفكر البشري، حتى حضوره بكليته في كل مكانٍ لا يمكن فحصه، فإنه بعناية الإلهية لا يتركنا في حيرة، بل يده تمسكنا لنختبر عمليًا وجوده ورعايته وحنوه. إن كانت يد الله الآب تشير إلى كلمته الإلهي المتجسد، ويمينه إلى كلمة الله أو قوة الله ربنا يسوع المسيح، فبتجسده حقق الخلاص بالصليب، فدخل بنا إليه بكونه الطريق، وأمسك بنا لكي ننعم بالأحضان الإلهية. أينما كانت تحركاتنا، ومهما تكن سرعتها، فإن الله بمحبته لنا يعيننا ويسندنا. * هذا الشكل (شكل الصليب) قد ترنم به العظيم داود في مزاميره، قائلًا: "أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السماوات (الارتفاع) فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية (العمق) فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح الذي هو شروق الشمس (العرض)، وسكنت في أقاصي البحر (هنا يتحدث عن الغروب)" (مز 139: 7-10). أرأيت كيف أن بكلامه هذا يرسم الصليب أمامنا! القديس غريغوريوس النيسي * ليكن هذا هو رجاؤنا، وهذه هي تعزيتنا. لنأخذ خلال الحب الجناحين اللذين فقدناهما بالشهوة. فإن الشهوة تُكلس الجناحين اللذين لنا، وتنحدر بنا من حرية سمائنا، أي من حرية نسمات روح الله. من هناك حيث تحطمنا وفقدنا أجنحتنا، وصرنا كما يُقال محبوسين تحت سلطان الصياد. لهذا خلصنا (ربنا) بدمه فنهرب ولا نسقط في الفخ. يقيم لنا أجنحة بوصاياه، ونبسطها مرتفعين ومتحررين من الفخ... إذن نحن في حاجة إلى أجنحة، نحتاج أن يقودنا، فإنه هو عوننا. لدينا حرية الإرادة، ولكن حتى بهذه الحرية للإرادة ماذا يمكننا أن نفعل ما لم يسندنا ذاك الذي يوصينا؟ القديس أغسطينوس |
||||
11 - 10 - 2024, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 175238 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* هذا الشكل (شكل الصليب) قد ترنم به العظيم داود في مزاميره، قائلًا: "أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب. إن صعدت إلى السماوات (الارتفاع) فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية (العمق) فها أنت. إن أخذت جناحي الصبح الذي هو شروق الشمس (العرض)، وسكنت في أقاصي البحر (هنا يتحدث عن الغروب)" (مز 139: 7-10). القديس غريغوريوس النيسيأرأيت كيف أن بكلامه هذا يرسم الصليب أمامنا! |
||||
11 - 10 - 2024, 09:54 AM | رقم المشاركة : ( 175239 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ليكن هذا هو رجاؤنا، وهذه هي تعزيتنا. لنأخذ خلال الحب الجناحين اللذين فقدناهما بالشهوة. فإن الشهوة تُكلس الجناحين اللذين لنا، وتنحدر بنا من حرية سمائنا، أي من حرية نسمات روح الله. من هناك حيث تحطمنا وفقدنا أجنحتنا، وصرنا كما يُقال محبوسين تحت سلطان الصياد. لهذا خلصنا (ربنا) بدمه فنهرب ولا نسقط في الفخ. يقيم لنا أجنحة بوصاياه، ونبسطها مرتفعين ومتحررين من الفخ... إذن نحن في حاجة إلى أجنحة، نحتاج أن يقودنا، فإنه هو عوننا. لدينا حرية الإرادة، ولكن حتى بهذه الحرية للإرادة ماذا يمكننا أن نفعل ما لم يسندنا ذاك الذي يوصينا؟ القديس أغسطينوس |
||||
11 - 10 - 2024, 09:58 AM | رقم المشاركة : ( 175240 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَقُلْتُ: إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي. فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! [11] * الظلمة هنا تعني الضيق. فإنه يعني هذا: صرت محصورًا بالمتاعب، وقلت لنفسي: "الظلمة تغشاني، أي الظلمة تطأني تحت قدمها. وجاءت في ترجمة أخرى: "الظلمة تحجبني، والليل صار نورًا في عجزي"، وجاء في ترجمة أخرى: "يشرق الليل حولي". ماذا يعني هذا؟ يقول: "فجأة تحول الضيق إلى خيرٍ، أو بالحري ليس الضيق تحول إلى خير، وإنما وإن كان الضيق ضغط عليّ، صرت في حال أفضل. لم يقل إن الليل قد زال، إنما الليل يضيء، فمع بقاء الليل ليلًا واضح أن المتاعب والكوارث (يشير إليها بتعبير الليل) لم تعد تطأني تحت قدمها، بل أضاء نور في الليل، أي غطاني العون. تحولت الأمور إلى ما يضادها وتظهر هكذا عندما يريد الله. ألم تروا الأتون يشتعل والندى يُرطبِّ دون أن ينطفئ الأتون ولا الندى يجف، المطر والنار معًا؟ (في قصة الثلاثة فتية في أتون). القديس يوحنا الذهبي الفم * الآن أؤمن بالمسيح، الآن انطلق عاليًا بجناحي الحب الثنائي... وإذ أتطلع إلى طول الطريق أقول لنفسي: "والليل يضيء في بهجتي"... شكرًا له، ذاك الذي بحث عني حين كنت هاربًا، ذلك الذي يضرب ظهري بالجلدات، والذي استدعاني من الدمار، وجعل ليلي نورًا. فإن الليل طويل، ونحن نعبر هذه الحياة. كيف صار الليل نورًا؟ لأن المسيح نزل إلى الليل. القديس أغسطينوس |
||||