منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 04 - 2017, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 17491 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديسين الشهداء سوكياس ورفقته (القرن2م)
15 نيسان غربي (28 نيسان شرقي)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان هؤلاء من عائلات أميرية وكان هو في خدمة الملك الأرمني أرتاسيس. لما بلغ القديس فوسكينك، تلميذ تداوس الرسول، أرمينيا كارزاً بإنجيل يسوع المسيح، اقتبل سوكياس ورفقته الإيمان وجرت عمادتهم بفوسكينك. ما إن درت الملكة ساتينيك بما جرى حتى منعت الرسل من بلوغ القصر فهرب وتبعه تلاميذه الجدد، سوكياس وجماعته. غير أن عملاء للملكة قبضوا عليهم بعد حين وحاولوا إقناعهم عبثاً، بالعودة إلى القصر. جواب سوكياس والجماعة كان أنهم باقون بجوار فوسكينك، مبشرهم، مهما كلفهم الأمر. فقتل خدام الملك عبد الله فوسكينك لكنهك لم يجسروا على مد يد السوء إليهم. وقد لجأ الأمراء إلى قمة زراباش التي ما لبثت أن دُعيت سوكافيت. هناك، فيما يبدو، أقاموا زمناً طويلاً يلبسون الخشن ويقتاتون ببقول الحقل ويقتدون بملائكة الله في تسبيحهم الدائم لله. وقد ذُكر أن أحداً منهم، في تلك الحقبة، لم يذق المرض.
ثم بعدما رقد الملك خلفه من راعه أن يتنكر الأمراء لمعالم الرفعة والأمارة ويقتبلوا إيمان المسيحيين. ولما لم تعد له طاقة على غض الطرف عنهم قام فبعث بعسكر يستردونهم. فلما وجدوهم، في الجبل، وقد غطاهم الفرو ظن الجند لأول وهلة، أنهم بإزاء كائنات غير بشرية. وإذ وجه قائدهم إلى سوكياس جملة أسئلة سمع منه أنهم فروا من العالم ليعيشوا، بسلام، مكرسين لله واضعين رجاءهم عليه لجهة حاجاتهم الجسدية. حاول أن يذكرهم بحياة الرخاء السالفة لهم مستغرباً أن ينبذوا حريتهم ورفعة مقامهم ويقتبلوا دين عبيد يعبدون رجلاً مات صلباً. جوابهم كان أنهم لا يقبلون عنه بديلاً، ولو عرفه، هو نفسه، لما تردد في فعل ما فعلوا سعياً إلى الحياة الأبدية التي يسبغها على المؤمنين به.
إثر ذلك أسلمهم الضابط للتعذيب. وبعدما تيقن من أنه عبثاً يحاول إخضاعهم وكسر إيمانهم قطع هاماتهم. اثنان منهم أفلتا فواريا رفاقهم الثرى وثبتا، في الموضع، في حياة التقشف. ثم أن العديد من الذين شقوا طريقهم إلى هناك مستهم النعمة فانضموا إليهما. وقد ورد أن القديس غريغورويوس المنير أنشأ في المكان، في القرن الثالث الميلادي، كنيسة وديراً. وإن نبع ماء فاض من ضريح القديسين كانت له قوة على شفاء البرص.
هذا وقد ذكرت، في التراث، أسماء الجماعة. هؤلاء، بالإضافة إلى سلوكياس، كانوا لوقيانوس وبوليفكتوس وكودراتوس وأنطيوخوس وإيكصورون وميماس وفوكاس وسرجيوس وضوميطيوس وأدريانوس وزوسيماس وفيكتور وتلكيسوس وجواردانوس وأناستاسيوس وثيودوروس ويعقوب وثيودوسيوس. أما التلميذان اللذان بقيا على قيد الحياة، واللذان كانا، فيما يبدو، غائبيين لغرض ما، فهما يعقوب وثيودوسيوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 04 - 2017, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 17492 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس البار سلوانس لافرا الكهوف الكييفي (13/14م)
10 حزيران شرقي (23 تموز غربي)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نسك في الكهوف البعيدة. جعل بقوة صلاته لصوصاً جاؤوا لسرقة البستان ييبسون في مكانهم ثلاثة أيام. ثم أطلقهم بعدما تابوا.
 
قديم 13 - 04 - 2017, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 17493 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبينا الجليل في القديسين سمعان الفارسي ورفقته (+431م)
17 نيسان غربي (30 نيسان شرقي)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ورد ذكره في تيبيكون الكنيسة العظمى اليوم وهو من القدّيسين السريان البارزين. كتب سيرته المستفيضة القديس ماروثا المعيَّد له عندنا في 16 شباط، وهو الذي جمع رفات القدّيسين المستشهدين في زمن الملك الفارسي شابور الثاني (341–379). في مقرّ أسقفيته، ميافرقين، فدُعيت، مذ ذاك، مدينة الشهداء أو مرتيروبوليس.
يُعرف القدّيس سمعان، عند السريان، بتسمية مار شمعون برصبّاعي، أي ابن الصبَّاغين، لأن آباءه، على حدّ تعبير كاتب السيرة، كان من حرفتهم أن يصبغوا بدم ليس من دمهم ثياباً حريرية كسوة لمملكة عدوّة الحقّ، فيما صبغ قدّيسنا المعظّم بدمه عينه ثوب نفسه الذي تزيّن به في ملكوت السماء. كان جاثليقا، أي رئيس أساقفة، على سليق وقطسفون. والذين قضوا معه كانوا مائة وثلاثة، بينهم مار كدياب ومار سابينا، أسقفي بلافاط، ومار يوحنا، أسقف هرمز أرداشير ومار بوليداع، أسقف فرات ميشان، ومار يوحنا، أسقف كرخ ميشان، وسبعة وتسعين كاهناً وشمّاساً، وماركوشتازد رئيس الخصيان.
مفاد استشهاد القدّيس سمعان ورفاقه أنه بعد وفاة الإمبراطور قسطنطين الكبير الذي نَعِم المسيحيون في فارس في زمانه بالهدوء، قام شابور الثاني على النصارى واضطهد كهنتهم ورهبانهم وهدم الكنائس والأديرة. ولم يدفع الرب الإله عن شعبه، يوم ذاك، البلوى سريعاً لسبب مبارك حدّده كاتب السيرة بعدم تمكين الشيطان وخدّامه من القول "إنما الأمن جعل شعب الله أن يتكاثر والرفاهية صيّرت كنيسة المسيح أن تنمو والسلاطين ساعدوها ورفعوا شأنها... وليس من يضطهد ولا من يُضيّق ولا من يطغى... الله، سبحانه، أذن للأشرار أن يقاوموا الساجدين له ويضطهدوهم ليُظهر للعالم عنايته الإلهيّة الممتلئة نعمة وحكمة وقوّته غير المغلوبة بوساطة ضعف ونحافة أجساد خدّامه... وهكذا ما يصيب المؤمنين من الاضطهاد يظهر الحق المبين وتُعلَن معرفة الله. بموتهم تبين حياته وبصبرهم تُشهر قوته....
فقد أنفذ شابور أمراً بإلزام شمعون، رئيس أساقفة النصارى، أن يوقِّع صكّاَ يأخذ فيه على نفسه أن يجمع ويستلم الجزية من جميع النصارى مضاعفة. جواب القدّيس اتّسم بتواضع عظيم وشجاعة كبيرة: "إني أسجد لملك الملوك وأوقّر أمره إلا أن ما يطالبني به ليس من شأني. فإن السلطان المعطى لنا على النصارى ليس في ما يُرى بل في ما لا يُرى، أي في التعليم والوعظ بكلام اله والصلوات الطاهرة والضراعة الحارّة". ثم أردف: أي سبب يحدوكم إلى أن تثقّلوا علينا الجزية؟ ألعلّنا أغنياء؟ يعلم الجميع أننا فقراء لا يفضل المال عنا. ألعلنا أعداء الدولة؟ لا بدّ أن يكون بينكم مَن يعلم أننا نحبّ جميع الناس، خصوصاً ملك الملوك.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وبعدما أكدّ عمّال شابور ضرورة التزام شمعون بما يأمر به شابور، رغم ما تفوّه به رجل الله، لم يجد شمعون سوى أن يقرّ بأن أمر ملك الملوك يفوق طاقة المسيحيّين فنحن لا نقدر، على حدّ تعبيره، "أن نأخذ على أنفسنا إعطاء الجزية مضاعفة لأننا فقراء لا نملك شيئاً. إلا أن مساكننا وأملاكنا قدّامكم فخذوها. فقط لا تجعلونا حكّاماً قساة طغاة على إخوتنا الذين هم خاصة الله... ليس من شأن ملك السماء أن يأمرنا نحن المتّضعين أن نكون قساة ظالمين... أما إذا أراد الملك إبعادي عن محبّة إلهي فأشار عليّ بأن أوافقه دون إرادة سيّدي فبغضُه أعزّ عليّ من محبّته ومقاومته أحبّ إليّ من طاعته والموت أود لي من الحياة الفانية".
فلما بلغ جواب القدّيس شابور الملك غضب غضباً شديداً واتّهمه بالخيانة، أنه يشاء أن يجعل تلاميذه وملّته خدّاماً لقيصر عدوّه. وقد سعى المجوس إلى إغارة صدر الملك على شمعون بالأكثر فبعث إليه برسالة قال له فيها: "..... بكبريائك وصلفك تحمل ملّتك على خلع طاعتي. وأنا أيضاً سأبذل جهدي لأمحوكم من وجه الأرض". لم يرتعد رجل الله بل أجاب: ... إني لقابل الموت من أجل الشعب... عدم معاينتي نور هذا العالم خير لي من مشاهدة شعب ربّي في الضيقات والزايا...".
بعد ذلك أخذ المجوس يهدمون الكنائس ويلاحقون المسيحيّين. وقد جمع شمعون الرهبان والكهنة والشمامسة وقال لهم: "تقوّوا، لا ترتخوا... فإنكم لهذا دُعيتم... أن تكونوا تلاميذ المسيح. فانظروا ما كابده من الإهانات من أجلكم... مَن ذا يقدر أن يفي المعلّم حقّه علينا في موته من أجلنا... فلنمت نحن أيضاً من أجله... ليس الله بضعيف ولا مسيحه بقاصر بل يريد إظهار قوّته في الضعفاء والدلالة على حياته في موتهم. وإذا ما رفعنا إليه عقولنا نظر إلينا وشجّعنا ونصرنا في الجهاد... لا تحزنوا لاستئصال بيعتنا على الأرض فإن لنا بنياناً في السماء غير مصنوع بأيدي البشر... لا أدري ماذا سيحدث عقب ذلك... ولكن كونوا حذرين متدرّعين دروع الإيمان... احفظوا أوامر الرب يحفظكم. أحبّوا الذي أحبّنا وقرّب نفسه ضحيّة عنا حتى يحيينا بموته... هذا ما أوصيكم به لأني عالم أنكم لن تروا وجهي بعد اليوم فإني مزمع أن أُذْبح من أجل الشعب المسيحي والإيمان الحقيقي..." ثم صلّى ورفع يديه وباركهم.
إثر ذلك سافر القدّيس وبعض الكهنة إلى الأهواز حيث سلّموا أنفسهم فكُبلوا واستيقوا إلى ليدان وهي مدينة بناها شابور حديثاً. فلما بلغ قصر الملك جاءه رجل مسنّ، رئيس للخصيان، كان مسيحياً فارتدّ. اسمه كان كوشتازد. هذا أراد أن يقابل رئيس الأساقفة فصدّه، فبعث إليه يقول له: "اغفر لي خطيئتي فلن أرجع إليها البتّة". فكان جواب رجل الله: "إن ما ارتكبته ليس بخطأ حتى أغفره لك ولا بنقيصة حتى أتجاوز عنها بل هو جرم جسيم وكفر عظيم... وقد كفرت بإلهك، فمن يغفر لك؟!... لعمري إن قصاصك لعظيم... ولا سبيل لك للخروج من هذه الوهدة إلا بالدخول من الباب الذي خرجت منه... درتّك لا تُرَدّ إلا بسفك دمك من أجلها..."
ذهب كوشتازد إلى داره وتدثّر بالمسح والرماد راثياً نفسه ومضنياً جسمه بالسهر المتوالي والبكاء الدائم والصوم الطويل.
أما شمعون فمثل أمام شابور. وإذ احتجّ على مضاعفة الجزية لأن شعبه فقير، علم أن ما حمل الملك على التضييق عليه هو أنه وشعبه من غير مذهب ملك الملوك. فأبدى القدّيس أنهم مستعدّون لأن يبذلوا كل ما لهم ونفوسهم من أجل إيمانهم. أما بشأن الجزية فأكدّ أنه ليس مستعدّاً أن يضايق شعبه ولو أمر الملك بسلخ جلده. لا اغتصبنّ الفقير رداءه ولا أضايقنّ مَن حرّره إلهي بدمه الكريم!
بعد ذلك ورد في السيرة حوار لاهوتي بين الملك والقدّيس. أراد الملك أن يحمل شمعون على عبادة الشمس والنار فامتنع لأن الشمس والقمر، كما قال، سوف يزول سيرهما ودورانهما والنار تموت كل يوم إذ تُطفأ وتزول. فسأله شابور عن يسوع فأجابه أن يسوع إله وإنسان معاً، وأنه صار إنساناً لأن الله أراد أن يردّ الناس عن الضلالة. وحيث أنهم لم يروا الله فإنه أخذ الطبيعة البشرية وعلّم الناس الفضائل ومارسها هو نفسه وأبرأهم من أوجاعهم وردّهم عن عبادة الأوثان. وقد قبض عليه اليهود وصلبوه. وهو أسلم ذاته للموت طوعاً لكي يحيا أيضاً فيأتي بدليل قاطع على قيامة جميع الناس. فقام وصعد إلى السماء، وهو عتيد أن يأتي ليقيم الموتى.
وسعى الملك والمجوس إلى حمل القدّيس على الإذعان لملك الملوك واقتبال آلهته فلم يُجْدِهم الإقناع ولا التهديد فأمر الملك بإلقائه في السجن.
وفيما خرج به الجند التقاه كوشتازد، رئيس الخصيان، الذي دنا منه وسجد له فزجره القدّيس قائلاً: "لا يليق أن أسالم مَن كفر بملكه الحقيقي خوفاً من شابور الملك".
أُصيب كوشتازد بصدمة لا فقط لأن شمعون صدّه وزجره بل بالأحرى لأنه أيقن أن المِسْحَ والرماد والسهر والبكاء والصوم، كلّها لا تنفع طالما لم يعترف بيسوع أمام شابور بعدما أنكره. فعاد إلى بيته وغيرّ حلّته ولبس الأسود وجاء إلى الملك واعترف أنه قاتل. فسأله الملك: ومّن قتلت؟ فأجاب: قتلت نفسي بسجودي للشمس كذباً. وعلى هذا النحو خدعتك أنت وإلهي وخنتك لأني سجدت للشمس ظاهراً. فأمر الملك بقطع رأسه وأوفد منادٍ ينادي أن كوشتازد لم يُعرَض للسيف إلا لنصرانيته. قصد الملك كان أن يوهن عزيمة المسيحيّين، لكن فعله جعل المتراخين بينهم يتشدّدون. كيف لا وقد عاد أحدهم إلى الاعتراف بالمسيح بعدما كان قد ارتدّ عنه؟!
لما بلغ شمعون خبر كوشتازد فرح وارتاح قلبه إلى مصير شعبه. قال: "كنت أريد أن أسبقه فسبقني ونقض أسوار الموت المهولة المنيعة ففرّحني واهتدى إلى سبيل الخلاص فأفعمني سروراً.... فَعَلامَ أبقى بعد في هذه الحياة فإنه هوذا يستدعيني... طوبى للساعة التي فيها يأتون ويأخذونني إلى القتل". ثم خرّ ساجداً وأخذ يصرخ: "هب لي اللهمّ إكليل الاستشهاد لأنك تعلم أني طلبته من كل قلبي... أهّلني يا رب لأن أكون إماماً لجميع المؤمنين الذين في الشرق بسفك دمي أمامهم. فأجاب الأساقفة والكهنة والشمامسة المسجونون معه: "آمين". وبعدما شدّدهم وقال لهم أنهم غداً، في اليوم الذي فيه تألّم الرب ومات عنّا، يُقتلون، أقاموا القدّاس الإلهي على أيديهم. وقد قضوا الليل كلّه في تلاوة المزامير والتسابيح.
ثم في الجمعة العظيمة جرى قطع رؤوسهم جميعاً.
طروبارية أبينا الجليل في القدّيسين سمعان الفارسي ورفقته باللحن الرابع
صِرْتَ مُشابهاً لِلرُّسُلِ في أَحوالِهِم، وخَليفَةً لَهُم في كَراسيهِم، فَوَجَدْتَ بِالعَمَلِ المِرْقاةَ إلى الثَّاوُرِيَّا، أَيُّها اللاهِجُ بِالله. لأَجْلِ ذَلِكَ تَتَبَّعْتَ كَلِمَةِ الحَقِّ بِاستِقامَةٍ وجاهَدْتَ عَنِ الإِيمانِ حَتَّى الدَّم. أَيُّها الشَّهِيدُ في الكَهَنَة سمعان, فَتَشَفَّعْ إِلى المَسيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.
 
قديم 14 - 04 - 2017, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 17494 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميراثنا الثقيل وثورة جيل جديد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هناك مقولة تستحق التفكير العميق بنظرة جادة وفحص صادق وهي تقول:
[يظل البشر عائشين وأشباح جدودهم حية في أجسادهم – للكاتب أمين الغريب]
أن نظرة سريعة للتاريخ تُرينا أن العبودية بالجسد للأخرين قامت عليها ثورة قوية استمرت سنوات طويلة وفي النهاية انتصرت وانتهى عصر العبيد الشكلي، لندخل في عصرٍ آخر من العبودية أشد خطورة وأعنف وأقوى من سابقتها، لأن العبودية لم تنتهي بعد، لأنها تضرب بجذورها في أعماق كيان الإنسان، لتطرح خوف من الخروج عن مسار التقاليد التي أكل عليها الدهر وشرب، لأن ليس من السهل أبداً خلع الثوب البالي العتيق بكونه ميراث الأجيال.
فمن هو هذا الذي يجرؤ على أن يتعرى من الثوب المهترئ الأثري العتيق الذي توارثه، لأن التقليد والأعراف القديمة تجعل
· الوالد يقول للابن: أنت ولد عاق لأنك لا تفعل مثلي ولا تتبع خطواتي
· ويقول الكاهن أو الشيخ: أنت كافر أن كنت لا تتبع تفسيري وتصلي صلاتي
· ويقول الناس: أنت مجرم أن لم تتبع شرائع تقاليدنا العائلية الموروثة وتنتهج أعرافنا العريقة.
وحينما يتساءل أحد: لماذا أسير على خُطاكم وأُشابه أحوالكم وأتغير إليكم لأكون مثلكم؟
يجاوبون إجابة ساذجة تُدعم سلطتهم وتعمق استعبادهم لتقليدهم المهترئ:
لأن جميع الناس يفعلون هذا! جدك وجد جدك عاشوا هذه الحياة الكريمة ونحن نسلمك أرث العائلة لتحيا حياتنا وتعيش مثلنا لكي تكون ابننا ولا يضيع أرث عائلتك.
ومن منطلق هذا الحال البائس، نجد في الأعماق جرح غائر منه تخرج صرخة حزن مدوية بأنين صامت، أنين وجع داخلي، تهز الكيان كله، ولا تجرؤ على أن تخرج من الشفتين للعلن، حتى دمعة العين تُحتبس لا يراها أو يشعرها أحد آخر، وينطق القلب للقلب ليقول:
لكن الأجداد والآباء وأنتم عشتم في تعب ومشقة تعساء وأنا أُريد أن أجد سعادتي وراحتي واختار طريقي كما أشاء.
لكن للأسف نير الميراث ثقيل موضوع بغباوة على الأكتاف التي لا تقوى على حمله، فكل من يحاول أن يطرحه عنه يجد الويلات والوعيد، فكلنا منذ الصغر محملين بأثقال متنوعة كثيرة ومكبلين بقيود من حديد تُزاد كلما نمينا وكبرنا، حتى أننا تقمصنا أرواحاً غير أرواحنا، وعشنا حياة غير حياتنا، واعتنقنا أفكاراً أرقت مضاجعنا وخنقتنا، وكم أردنا أن نصرخ أننا تائهين لا نجد أرواحنا الحقيقية، تلك التي تاهت وسط الزحام وضلت وسط الأطلال، أين الطريق! أين الطريــــــــــق!
حقاً أن لم يسعى الإنسان لراحة قلبه بما يستعيض عنها أو ما الذي سيربحه من هذه الحياة كلها!!! وأن عاش ليحقق رغبات وأحلام عائلته أو مجتمعه.. الخ، فمن أين له أن يعرف نفسه أو يجدها، وأن كان يحيا ويعيش حياة غيره، فأين حياته هوَّ، وما الذي حققه لذاته، أين هو في الوجود، ومتى يعيش حياته ويكون حراً لا شكلاً إنما مضموناً!
يزعمون إننا ولدنا أحراراً، فيصفعنا الدهر ضاحكاً مستهزئاً بظننا لنستيقظ وننتبه فجأة لنجدهم يمسكون الرسن (طوق الرقبة) في يديهم، يحكمونا ويوجهونا ويقتادونا لطريق واحد وحيد لا مشورة فيه ولا خيار، ربما يتركوا لنا مجال ضيق من الحرية في أن نتكلم قليلاً، ونعبر عن ضيقنا أحياناً، لكن الويل كل الويل أن فكرنا أن نخرج عن المسار التقليدي العائلي المرسوم لئلا نستحق الطرد ولهم أن يتخلوا عنا ويطرحونا للموت، لأننا أثمنا وكسرنا قيود الأعراف والمجتمع، وتخلينا عن أرواح الآباء، وأقلقنا أرواحهم في جسدنا، فطردناهم لنصير نحن كما شئنا، وبذلك نصير مجرمين لأننا اغتلنا أحلامهم، وأضعنا ميراثهم.
لكننا اليوم أمام جيل جديد، لا يقبل القيود، لكنه انطلق ليبحث عن الحرية جدياً، فهو يسير مثل الطوفان، أن أعقناه سيجرفنا بقوته، فأن لم نستيقظ من غفلتنا ونأخذ حذرنا سنُداس، لأنه علينا اليوم أن نفسح المجال ونطرح عنا الفكر الساذج القديم، ونخلع عنا العباءة المهترئة أمام جيل بدأ تتفتح مداركه ويبحث عن ذاته لينطلق في المسيرة ليحيا حياته حسب اختياره لا اختيار غيره، وغير مستعد أن يتعوق أو تتعطل مسيرته، فأن لم نعي أننا دخلنا في أزمنة جديدة تختلف تماماً عن كل ما سبقها، وظللنا نتعامل بعقلية القرن الماضي أو بالقرون الماضية عموماً، سنُداس من هذا الجيل ولن يبقى منا حتى ذكرى صالحه نافعه لأحد فيه، لأننا نحن المسئولين عن تمرد جيل كامل، ولهم كل الحق فعلاً، لأننا نتعامل معهم على أساس أنهم اقل ذكاء، ضعفاء، ليس لديهم قوة لا على التفكير ولا القيادة، مع أن في الواقع نحن الذين صرنا ضعفاء ليس لنا القوة ولا القدرة أن نقود هذا الجيل، لأننا جهلناه وهمشناه، ونصبنا أنفسنا رؤوساً له، مع أن تفكرينا عتيق لا يتناسب معهم، فبعضهم تجرأ وتمرد علناً لأنه لم يحتمل كل تلك القيود التي كبلناهم بها.
الطوفان سيزداد عنفواناً، وهو قادم لا محاله، قادم من جيل جديد منفتح، لا يقبل التهاون في حقه، ولا يتساهل في الطاعة بدون قناعة حقيقية بقبول حقائق يعيها ويدركها ويراها بنفسه أنها في صالحه، فمتى نتعلم أن نحترم هذا الجيل ونقدر جديته وسعيه الجاد في أن يجد نفسه ويحقق ذاته، ومتى نتعلم ألا نسخر ونستهزئ ونظن أننا أفضل مع إن العكس هو الصحيح.
أيها الشاب والشابة، أيها الجيل الجديد،
أطرح عنك وانفض كل ما هو قديم وغير قانع به، أخرج من القيود وحطمها تحطيماً، لا تعطي عقلك لغير نفسك، ولا تكن مرائياً لكي ترضي غيرك، بل أبحث عن ذاتك واعرف طريقك، واختار ما يتوافق مع قناعتك أنت وحدك، لأن الله حينما خلق الإنسان أراده إن يكون حراً، لأنه يُشرق شمسه على الأخيار والأشرار، وترك كل واحد أن يختار طريقه، بل ترك أيضاً المجدف عليه والذي لا يحبه أو يطلبه، لكننا كبشر فعلنا الموبقات فقد قتلنا وعذبنا وطردنا وحرمنا كل من لم يتفق معنا ولا مع إيماننا، وكل هذه البشاعة ارتكبناها تحت الاسم الحسن، باسم الله الذي ينبغي أن يكون فرح النفس وبهجتها، لكننا صنعنا إله غريب وجسدناه في صورة شر بغيض وارتكبنا باسم التقوى ما لم يصنعه أشر الأشرار، والذي نرفضهم ونقول أنهم كفرة ملحدين...
 
قديم 15 - 04 - 2017, 02:23 PM   رقم المشاركة : ( 17495 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في طريق عمواس



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في طريق عمواس:
خرجا عابسين ورجعا فرحين
تدور هذه القصة حول ظهور الرب يسوع لتلميذين أثناء سيرهما في الطريق إلى عمواس، وتسلّط الضوء على الرّجاء الحي بقيامة ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح :
(لوقا 13:24-35)،
فلنتأمل في وضع هذين التلميذين:
*
-1-
كان العبوس والانكسار باديين عليهما:
اختبر التلميذان حزن وألم الموت، وفراق المعلَّم والرَّب والقائد. لقد كانا يعانيان من خيبة الأمل والشّكوك والحيرة والهزيمة. تركا الرّسل في حالة يأس وانخفاض للمعنويّات وإحباط، وأرادا الخروج من الجو الكئيب بالعودة إلى بيتهما في عمواس.
*
كانا "عابسين" وفاقدَي الرجاء من فرط الحزن والألم والخسارة :
فَقَالَ لَهُمَا:
«مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟»
فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ:
«هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟»
فَقَالَ لَهُمَا:
«وَمَا هِيَ؟» فَقَالاَ:
«الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ. كَيْفَ أَسْلَمَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ الْمَوْتِ وَصَلَبُوهُ. وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ، مَعَ هذَا كُلِّهِ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ.

(لوقا 17:24-21)
والحيرة تملأ حياتيهما (ع 22). فالمعلّم الّذي وَقَّراه وأحبّاه وتبعاه قد صُلِبَ وقُتِلَ بطريقة وحشيّة وفظيعة ومخجلة، إذ جُعِلَ منظرًا للعالم ليشاهده الجميع. فقبل أسبوع واحد من الصّلب، كانت الجموع تهتف: "أُوصَنَّا" لهذا المعلّم، وارتفعت المعنويات بقرب الخلاص من روما وجنودها. ولكن، من تعلّقت به الآمال هو الآن ميتٌ ومدفون في قبر حجري. لقد تلاشت الأحلام وتحطّمت الآمال!
إن حقيقة سفَر التّلميذين من أورشليم إلى عمواس يدلُّ على أن جماعة التّلاميذ قد بدأت تتفكك على أثر موت الرَّب يسوع. ويبدو أن الخبر الّذي حملته النسوة عن القبر الفارغ لم يحيِ آمال التّلاميذ بل زادهم حيرة وارتباكًا. لقد تحطّم عالم التّلاميذ، والدليل على ذلك أن تلميذين محبطين تركا بقية التلاميذ ليعودا إلى بيتهما، وقد لَخَّصا موقفهما بالقول:
"وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ."
(لوقا 21:24)
أي إنّهما فقدا الأمل نهائيًّا. مات رجاؤهما ولم يعد لهما مكان في أورشليم، فتركا المدينة بروح الهزيمة إلى عمواس. ما أصعب هذا الموقف!
كانا يحلمان بأمور عظيمة، ولكن أحلامهما تحطمت عند الصليب، وسافرا بقلوب منكسرة.
*
كثيرون منا اليوم يسيرون في طريقهم مثل تلميذي عمواس:
الآمال محطمة، والعبوس على الوجوه، ولا رجاء في الحياة. كثيرون يهربون من واقع مؤلم ولا يختبرون معنى الحياة المنتصرة. وعندما تتحطم الآمال، يصعب إحياؤها من جديد. فاليأس مرض علاجه عسير.
ولكن الرَّب لم ولن يتركنا في اليأس والإحباط والفشل. وهذا ما فعله مع تلميذي عمواس، وما يزال يفعله اليوم، وسيبقى كذلك إلى الأبد، لأنّه وحده مصدر الأمل والرّجاء، الّذي يعيد لكل منّا الإحساس بالأمل والثّقة بمستقبل أفضل.
*
أثناء سير تلميذي عمواس، جاء الرَّب يسوع المسيح الحي والمقام من بين الأموات ورافقهما في الطريق. ولكن كانت المشكلة مع التّلميذين أنّهما لم يعرفاه كما نقرأ :
"أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ."
(لوقا 16:24)
وهذا أمر طبيعي عند الألم والحزن وضياع الأمل. فحالتاهما النفسيّة وانشغالهما بالحزن لم تسعفاهما على فتح عيونهما والنّظر إلى الشّخص الّذي انضم لمسيرتهما. لقد كانا منشغلين جدًّا بأنفسهما لدرجة أنّهما لم يلاحظا أنّ الّذي سار معهما هو الرَّب نفسه.
ما أعظم وما أروع ربنا يسوع!
فهو لا يتركنا في حالة الضياع والحيرة والألم، بل يأتي إلينا في الوقت المناسب ليبدّد أحزاننا ويحيي رجاءنا.
سار الرَّب يسوع مع تلميذَي عمواس دون أن يدركا من هو، وها هو يسير الآن مع كثيرين منا دون أن نعرف من هو. كان كالغريب بالنّسبة لهما، مع أنه سار معهما وتحدّث إليهما. ولم يتغير الحال اليوم:
الرَّب يسير مع الكثيرين، ويبارك الكثيرين، ويستمع إليهم، لكنه غريب بالنسبة لهم.
*
ما الذي أمسك عيونهما عن معرفته؟
هل هو الحزن والغم والحسرة والرجاء المحطم، أم التغيير الذي حدث في شكل جسد الرَّب المقام من بين الأموات، فلم يستطيعا معرفته في جسده الممّجد؟
كثير من النَّاس في أيامنا لا يعرفون الرّب يسوع بسبب زحمة الحياة وكثرة مشاكلها، والطقوس والعادات. وبسبب ضعف الإيمان، ومع ذلك فالرَّب دائمًا يجدد لنا الفرص لنعرفه كما هو.
سألهما رب المجد يسوع، والّذي كان بمثابة شّخص غريب بالنّسبة لهما:
"مَا هَذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ؟"
(لوقا 24: 17)
وفي جوابهما، سكبا آلامهما وأحزانهما لشخص كان لديه الاستعداد أن يسمع لآلام قلوبهما. لقد كان بقدرة الرَّب يسوع أن يفاجئهما بالحقيقة المفرحة، ولكنّه تعامل مع الأمر بهدوء وسكينة. فلقد أعطاهما أولًا فرصةً لتفريغ ما في قلبيهما من حزن وألم وخيبة أمل، وبالتدريج قادهما إلى إدراك الحقيقة.
*
كان تلميذا عمواس بحاجة إلى من يرافقهما في وقت الحزن ويستمع لآلام قلبيهما. وهذا ما عمله الرَّب يسوع وما زال مستعدًا أن يرافقنا في مسيرة الحياة ليستمع لآلام قلوبنا ويقودنا إلى النّجاح والخلاص. لقد تحّولت تجربة تلميذي عمواس من انكسار القلب إلى ...
*
-2-
قلبين مملوءين بالأمل والفرح:
بعد أن سألهما الرَّب عن الأمور التّي كانا يتكلمان عنها. أجاب كَلِيُوبَاسُ في الآية 18:
"هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعلم الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ؟"
واضح من الجواب، أن كَلِيُوبَاسُ تشجّع بعض الشّيء بسبب السّؤال، لأنّها كانت فرصة للحديث عن الرَّب يسوع المسيح وسط الحيرة والألم وفقدان الأمل.
إذا تأمّلنا فيما قاله كَلْيُوبَاسُ، فسنجد أنّ اختبارهما مع الرَّب أصبح شيئًا من الماضي، قال عن الرَّب:
"أنّهُ كانَ نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ."
أما الآن فهما منسحقَو النّفس والرّوح، إذ أخذ الموت الرَّب منهما، فالصّليب كان فظيعًا وأنهى كل آمالهما. نلاحظ هنا. فمع أن الرَّب يسوع علَّم التلاميذ بأنه هو والآب واحد، وأنه الطريق والحق والحياة، ومن رآه فقد رأى الآب - أي علَّمهم بأنه الله - ومع ذلك لم يستوعبا ولم يفهما ما قاله لهما.
*
نسمع من وقت لآخر شهادات واختبارات عمّا فعله الرَّب يسوع في الماضي، ولكن ما الّذي يفعله الآن؟
فالماضي أصبح جزءًا من التاريخ، وعلينا كمؤمنين أن نسأل:
ما الّذي يعمله الرَّب يسوع الآن في حياتنا وفي كنيستنا وبلادنا بل وفي العالم أجمع؟
هل ندرك حقًا حضور الرَّب اليومي معنا؟
أم أن مُلهّيات الحياة، مثل العمل والروتين والتّعب والصّحة والمرض والمناسبات، تبعدنا عن الرَّب، بحيث لا نعود نرفع عيوننا ولا نفتح عقولنا بعيدًا عن أمور الحياة اليومية الأرضية؟
يبدو أننا لم نعد ندرك مجد حضور الرَّب معنا وقوّته. ما أسهل أن تفقد الحياة معناها، ولكن ما حدث في الطّريق إلى عمواس يعيد لنا الرّجاء.
*
ما برح الرَّب معنا. فهو الضّيف غير المرئي يسير معنا ويستمع لآلام قلوبنا. فالمشكلة ليست فيه بل فينا. فإن أردنا أن نسمع صوته ويعلن ذاته لنا، فهو مستعد دائمًا. ولكن هل نحن مستعدون؟!
بعد أن تكلّم كَلِيُوبَاسُ عن الألم والموت والصّليب، حان الوقت للرَّب يسوع أن يجيبهما بكلمات تبعد الحزن والحيرة وتملأ القلوب بالحياة والرّجاء. حيث :
"ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ."
(لوقا 27:24)
لقد أعطى الرَّب يسوع تلميذي عمواس أجمل درس في تفسير العهد القديم. وعندها فقط فهما نبوّات وظلال ورموز العهد القديم. لا بد أنّه حدّثهما عن سقوط آدم وحواء في الخطيّة ووعد الله لهما بالخلاص. وعن إبراهيم وفداء ابنه إسحاق بالذّبيحة. وعن حَمَل الفصح. وعن الحيّة النحاسيّة، وعن النبوّات الكثيرة وخصوصًا فيما يتعلّق بالعبد المتألم في إشعياء 53. وأهم ما قاله لهما:
"أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟"
(لوقا 26:24)
*
لقد كانت مشكلة التلميذين هي في فهم رسالة الصّليب وقبول حقيقة ما جرى، لذلك ساعدهما الرَّب أن يدركا بأن الصّليب هو الطّريق الوحيد للفداء والخلاص والحياة الأبدية لكل من يأتي إلى الرَّب يسوع بالتّوبة والإيمان.
عندما يأتي الرَّب يسوع إلى حياتنا، فإنّه يُشْعِل أفكارنا بقصد أن يباركنا، والسّؤال هو:
كيف نتجاوب معه؟
هل نقبل مبادرته ونجعله يكلمنا مثلما فعل مع تلميذي عمواس؟
أم نرفضه ونبقى في فشلنا وحزننا؟
*
-3-
اشتعلت قلوبهما باختبار جديد:
أثناء حديث الرَّب معهما، لم يدركا المدة الزمنية التّي مرّت عليهما بشكل سريع. وعندما اقتربا إلى عمواس، لم يرد الرَّب يسوع أن يفرض نفسه عليهما :
"فَتَظَاهَرَ كَأَنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أَبْعَدَ"
(لوقا 24: 28).
لن يأتِ الرَّب إلى حياتنا بدون دعوة شخصيّة منّا. فهو يريدنا أن نطلبه بإرادتنا من كل القلب، وهذا ما فعله تلميذا عمواس حيث نقرأ أنّهما :
"أَلْزَمَاهُ"،
أي طلبا منه بإلحاح.
في البيت، تم تحضير عشاء بسيط لثلاثتهم، وقبل تناول الطعام :
"أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا"
هذه الحركة من قبل الرَّب كانت اللحظة الحاسمة والأخيرة التي ساعدت التلميذين ليدركا حقيقة الشّخص الّذي رافقهما وحدّثهما في الطريق. لقد تذكّرا موضوع البركة وكسر الخبز، وشاهدا آثار المسامير على يديه وهو يكسر لهما الخبز، لذلك :
"انْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ"
(لوقا 31:24).
وعندها قالا:
"أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟"
(لوقا 32:24).
التهب قلبا تلميذي عمواس من حديث الرَّب. وصلاتي اليوم أن تلتهب قلوبنا أيضًا عندما نقرأ أو نسمع كلمات الرَّب يسوع.
ولكنّنا نحتاج حقًا إلى نار تلهب قلوبنا لندرك معنى قولنا أنّ الرَّب يسوع قام، وأنّه حي، وأنّه معنا، وأنّه هو الرّجاء الوحيد لعالمنا.
لم يضيِّع تلميذا عمواس الوقت، وعادا إلى أورشليم لإخبار التلاميذ بالخبر العظيم. فهل نسرع إلى العالم لنخبرهم بأن الرَّب حي؟
وأنّه يحبّهم؟
وأنّه يريد لهم الحياة الأفضل؟
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 18 - 04 - 2017, 12:44 PM   رقم المشاركة : ( 17496 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لَو لَم يَقُم المسيح لكان كُلُّ شيءٍ فارغاً
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لَو لَم يَقُم المسيح لكان كُلُّ شيءٍ فارغاً (1قور15/12-26)

لَم يَعُد الليل ليلاً ولا الظُلمةُ ظُلمَةً. لقد أُنيرَ الليلُ بنورِ القيامة والظُلمَةُ بِشًعاع شمسِ الخلاص. أعلن الملاك للنسوة:” إنّه ليسَ هُنا بل قام كما قال(متى28\6)، وكتب بولُس قائلاً:” وَالحَالُ أَنَّ المَسِيحَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وهُوَ بَاكُورَةُ الرَاقِدِين(1قور15\15)، وهتفَت الكنيسة بِدورِها:” المسيحُ قام! حقّاً قام”.

القيامة واقِعٌ حاضِر
ليست القيامةُ حَدَثاً من الماضي وإنَّما هي واقِعٌ حاضِر، لا بل هي أساس العقيدة المسيحيّة وحياة الإيمان: “فإن كان المسيح لَم يَقُم، فباطِلٌ تبشيرُنا وباطِلٌ إيمانُكم(1قور15\14). وبكلامٍ آخر، لَو لَم يَقُم المسيح، لَكانت عبادتُنا فراغ وإيمانُنا فراغ، ويستعمل بولس عبارة “شهودَ زور” للدلالةِ على بُطلانِ كُلِّ شيء في حال لَم تَكُن قيامة للمسيح حقيقَة واقعيّة.
والحال أنَّ المسيح قام من بين الأموات(1قور15\15)؛ فابنُ الله المُتجسِّد، ماتَ ودُفِنَ، ولكنَّهُ لَم يبقَ أسيرَ القبر، وإنَّما أقامه الله من بين الأموات، وهو باكورة الراقدين القائمين من الموت (1قور15\20).
لقد تمّ
بموته وقيامته من بين الأموات، تَمَّمَ يسوع كُلّ شيء” لقد تَمّ(يوحنا19\30). ماذا تَمَّمَ؟ تأليه الإنسان. فَمِن الآن وصاعِداً، لن تنتهي مسيرة الإنسان في “مثوى الأموات”، أي في القَبر، وإنَّما سيكون الموتُ بوّابَةَ عبورٍ إلى الحياةِ الألهية. فالمسيحُ القائِمُ هو “باكورةُ الراقدين(1قور15\20)، أي الأوّل، وَسَتَلي قيامتِهِ سِلسلَة من القِيامات لا تنتهي. أشارَ الإنجيلي متّى إلى هذه الحقيقة بقولِه:”وا‏نفتَحَتِ القُبورُ، فقامَتْ أجسادُ كثيرٍ مِنَ القِدِّيسينَ الرّاقِدينَ. وبَعدَ قيامَةِ يَسوعَ، خَرَجوا مِنَ القُبورِ ودَخلوا إلى المدينةِ المقدَّسَةِ وظَهَروا لِكثيرٍ مِنَ النّاسِ(متى27\52-53).
بقيامته نَقَل إلينا المسيحُ الحياة الإلهية وانسكاب الرّوح القُدس المؤَلِّه، والليتورجيا المقدَّسة تُنشِدُ هذه الحقيقة قائلة:”…أخذتَ ما لَنا، ووهبتنا ما لكَ لِتُحيينا وتُخلِّصنا، لك المجدُ إلى الأبد(ليتورجيا القدّاس الماروني) . لقد أَخذ بالتجَسُّدِ طبيعتنا البشرية، وتبنّى ضُعفنا على الصليب ما عدا الخطيئة، ووهَبنا طبيعته الإلهية بالقيامة.

أبناء القيامة
وبالقيامةِ نال يسوع من الله الآب السلطان الرّوحيّ ليُبَدِّلَ الناس ويجعلَهم على صورتِه وأبناءً للآب السماوي. سَلَّمَ الله الآب ابنه القائِم المُلكَ والقوَّةَ والمجدَ والسُلطان، ليقضيَ على الموتِ في أبناءِ آدم الخطأة، وينتشِلَهُم من قبورهم، ويُعيدَ إليهم بهاءهُم الأوَّل وحالة النّعمة التي فقدوها بِفعل الخطيئة.
وأمامَ هذا العمل العظيم الذي صَنَعَ الفَرق في التاريخ البشري، لا بُدَّ من جوابٍ؛ فحرَكةُ الله تِجاهَ الإنسان، لا بُدَّ وأن تُقابَل بحرَكةٍ من الإنسان تِجاه الله. وحرَكةُ الإنسان، في الحقيقة، ليست سِوى إقرارٌ بجميل مَن خلّصّه من خلالِ سلوكٍ لائِقٍ بأَبناءِ القيامة الساعين دائماً إلى ترك ما هو للإنسان المائت، وتبنّي ما هو للربِّ يسوع قاتِلِ العدوِ الأكبر الذي هو الموت(1قور15\26) ومُتَمّم الإنتصار النهائي على الشرّ.

صلاة
الشكر لك أيّها المسيح القائِم من بين الأموات، لأنَّك أقمتنا بِدَورنا من الموت وأشركتنا في حياتِك الإلهية، وأعدَدتَ لنا ما هو لكَ. يا مُخلِّصَ العالَم وفاديهِ لك المجدُ مع الآب والروح القُدس إلى الأبد. آمين


 
قديم 18 - 04 - 2017, 03:19 PM   رقم المشاركة : ( 17497 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد الرجاء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد الرجاء
"إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ."
(1كورنثوس 19:15)
تقوم المسيحية على دعائم ثلاث:

-1-
موت المسيح على الصليب.
"أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب."
-2-
دفن المسيح.

"وأنه دُفن."
-3-
قيامة المسيح.

"وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب."
فالصليب هو النور الساطع في تعاليم المسيحية، فلو حذفنا الصليب من المسيحية لأضحت دينًا ميتًا لا حياة فيه. ذلك لأن الصليب هو الطريق السلطاني لغفران الخطايا، وهو الوسيلة المنطقية، التي يقدر الله بها أن يكون رحيمًا وعادلاً في آنٍ معًا!
لكن الصليب بدون القيامة لا ينفع شيئًا، ذلك لأن القيامة هي تأكيد السماء على قبول ذبيحة الجلجثة. ونحن نرى في شريعة البرص أن الكاهن كان يأخذ عصفورين، ويذبح العصفور الواحد في إناء خزف على ماء حي، ويأخذ الزوفا والقرمز والعصفور الحي ويغمسها في دم العصفور المذبوح وفي الماء الحي، ويطهر البيت بدم العصفور،

"ثُمَّ يُطْلِقُ الْعُصْفُورَ الْحَيَّ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ.."
(لاويين 49:14-53)
فالعصفور المذبوح يرمز إلى موت المسيح الفادي، والعصفور الحي المغموس بدم العصفور المذبوح يرمز إلى المسيح المقام من الأموات، وآثار الصليب في جسده لأنه
".. أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا."
(رومية 4: 25)
وعلى هذا تكون القيامة هي الأساس المؤكد لقوة الصليب، وهذا ما دفع بولس أن ينبري للدفاع عن حقيقة قيامة المسيح، له المجد، من بين الأموات. وسنتأمل في هذه العجالة في عدة حقائق توحيها إلينا قيامة السيد له المجد.
*
القيامة هي دافع التفكير في الأشياء السماوية
يقول بولس الرسول في رسالته إلى كولوسي:
"فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ."
(كولوسي 1:3-3)
والرسول هنا يذكرنا بماضينا وبحاضرنا، فمن جهة الماضي يقول:
"وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا،"
هذا هو ماضينا الأسود: أموات... أبناء الغضب... تحت سلطان الشيطان.
ثم يأتي بنا إلى حاضرنا البهيج الذي جهّزته لنا النعمة فيقول:
"اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا،وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ ­ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ ­وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ،"
(أفسس 1:2-6)
وإذا كنا اليوم في مسيحنا المقام نجلس في السماويات، يجب علينا أن نسلك بحسب هذه الدعوة كأناس سماويين، فنطلب ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله.
إن عيد القيامة هو عيد الحياة في السماويات، إنه عيد الخروج من قبور الخطية والتمتّع بحرية مجد أولاد الله...
إنه عيد الانتصار على قوات الظلام...
فكيف تحتفل بعيد القيامة؟
*
القيامة هي أساس الكرازة بالإنجيل
يردد بولس الرسول هذه الكلمات:
" وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضًا شُهُودَ زُورٍ للهِ، لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ، إِنْ كَانَ الْمَوْتى لاَ يَقُومُونَ."
(1كورنثوس 15: 14-15)
فأساس الكرازة بالإنجيل هو القيامة. إننا نردد للمؤمنين كلمات سيدنا:
"..إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ."
(يوحنا 14: 19)
إن الذين يذهبون إلى فلسطين ويزورون القبر الموجود هناك، لا يجدون فيه رب المجد، ولا ينظرون فيه ذلك الجسد الذي رقد في القبر ثلاثة أيام، ذلك لأننا لا نكرز بمسيح ميت، بل نكرز بذاك الذي قال:

"أَنَا الأَلِفُ وَالْيَاءُ،...وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ!"
(رؤيا1: 18; 22: 13)
لقد اهتم رب المجد بتأكيد حقيقة القيامة للتلاميذ، فظهر لهم مرة ولم يكن توما معهم وقال لهم:
سَلاَمٌ لَكُمْ . ثم
" وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ:

«سَلاَمٌ لَكُمْ!».
ثُمَّ قَالَ لِتُومَا:
«هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا."
(يوحنا 20)
وأمام حقيقة القيامة، انحنى توما بل سجد على الأرض وهو يهتف:
«رَبِّي وَإِلهِي!»
فالقيامة هي أساس كرازتنا بإنجيل المسيح، بل هي قوة هذا الإنجيل التي قال عنها بولس:
"لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ،.."
(فيلبي 3: 10)
*
القيامة هي أساس الرجاء
إن عيد القيامة هو عيد الرجاء!
وبولس يقول لنا:
" إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ."
(1كورنثوس 19:15)
أجل، هذا حق أكيد، لأنه ما نصيبنا في هذا العالم سوى الاضطهاد، والألم والحرمان؟
إن رجاءنا يرتفع من الأرض إلى ما وراء المنظور!
ولذا فبولس يؤكد قيامة الأموات، ليعزّي قلوب المؤمنين الذين فقدوا أحباءهم قائلاً:
" لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ:
الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ."

(1كورنثوس 15: 22-23)
وهكذا يصوّر لنا أن قيامة المسيح تعقبها قيامة الذين للمسيح في مجيئه، ثم يأتي دور القيامة العامة للأشرار بعد الحكم الألفي وهذه حقائق لامعة في هذا الأصحاح الثمين.
فلماذا تدمع عيوننا لأجل الذين سبقونا؟
"طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ». «نَعَمْ» يَقُولُ الرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ"
(رؤيا 14: 13)
ولماذا نبكي على أطفالنا الذين استراحوا من جهاد الحياة؟
ليملأ رجاء القيامة قلوبنا، ولنفرح ونبتهج وننتظر قيامة أحبائنا يوم يأتي فادينا لاختطافنا.
*
القيامة هي دافع الخدمة الأمينة
لنصغِ إلى كلمات الرسول بعد حديثه المستفيض عن القيامة، وهو يرينا كيف يُقام الجسم البشري فيقول:
"يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضَعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ.يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيًّا وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيًّا."
(1كورنثوس 15: 42-44)
ثم يهمس في آذان الإخوة قائلاً:
" هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ:

لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ، فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ."
(1كورنثوس 15: 51-52)
ويأتي بنا إلى هذه النتيجة الهامة:
" إِذًا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مُكْثِرِينَ فِي عَمَلِ الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ تَعَبَكُمْ لَيْسَ بَاطِلاً فِي الرَّبِّ."
(1كورنثوس 15: 58)
فهل تعمقنا في معرفة معنى قيامة سيدنا، فعشنا في جو السماويات، وقمنا بالكرازة بالإنجيل، وامتلأنا بالرجاء، وسرنا في طريق الخدمة؟
هذا هو الطريق الكتابي لذكرى قيامة السيد، وفي كل أحد نحن نذكر هذه القيامة!
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 18 - 04 - 2017, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 17498 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخطية تنبع من إرادة الإنسان والقلب الدنس والحرية من عند أبي الأنوار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخطية تنبع من إرادة الإنسان حسب ميل قلبه الدنس

والحرية والتجديد لا يأتوا من أعمال إنسانية بل من عند ابي الأنوار


الله القدوس بكونه محبة، خلق حبيبه الإنسان بشكل منفرد مُميز عن باقي الخليقة كلها، خلقه على مثاله كشبهه بلا فساد ولا تشوبه شائبة ما، خلقه في حالة من البراءة والنقاوة بإرادة حره [وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا... فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقهُ [[فأن الله خلق الإنسان خالداً وصنعه على صورة ذاته (الحكمة 2: 23)]] ...ورأى الله كل ما عملهُ فإذا هو حسنٌ جداً] (تكوين 1: 26و 27و 31)، [لأنه إنما خلق الجميع للبقاء، فمواليد العالم إنما كونت معافاة وليس فيها سم مُهلك ولا ولاية للجحيم على الأرض] (الحكمة 1: 14)، ومن هنا نفهم كلمة (فاستراح الله)، لأن الله راحته في خليقته التي جبلها على غير فساد وزينها بكل الزينة اللازمة التي تجعلها تنسجم وتتوافق مع صلاحه الخاص:
+ الرب خلـــــق البشـــــر من التــــــــــــــــــــــراب،
+ وهبهم قوة من قوته، وصنعهم على حسب صورته،
+ منحهم لسانـــــاً وعينين وأُذُنين، وعقــــــــــلاً يُفكر.
+ ملأهم معرفـــــة وحكمــــــة، وأراهم الخير والشرّ.
+ ألقى عينيه في قلوبهم، ليُريهم عظائـــــــــم أعماله،
+ وليحمدوا اسمه القدوس، ويخبـــروا بعظائم أفعاله،
+ جعل المعرفة في متناولهم، ومنحهم شريعة الحياة،
+ أقام عهداً أبدياً معهم، وأظهر لهم فرائضــــــــــــه،
+ فرأت عيونهم جلال مجده، وسمعت أذانهم صوته المجيد.
+ حذرهم من عمل الشــــــــــرّ، وأوصى كل واحد بقريبه.
سيراخ 17: 1و 3و 6 – 14 الترجمة السبعينية
ولذلك مكتوب: لا تسعوا وراء الموت بما ترتكبون من أخطاء في حياتكم، ولا تجلبوا على أنفسكم الهلاك بأعمال أيديكم. فالله لم يصنع الموت، لأن هلاك الأحياء لا يسره. (لأنه) خلق كل شيء للبقاء وجعله (أي جميع المواليد) في هذا العالم سليماً خالياً من السم القاتل (معافاة صحيحة)، فلا تكون الأرض مملكة للموت، لأن التقوى لا تموت؛ خلق الله الإنسان لحياة أبدية، وصنعه على صورته الخالدة، ولكن بسبب حسد إبليس دخل الموت إلى العالم فلا يذوقه إلاَّ الذين (من حزبه) ينتمون إليه (الحكمة 1: 12 – 15؛ الحكمة 2: 23و 24 الترجمة السبعينية ).
فالإنسان حُرّ وله سلطان كامل على إرادته طالما لم يسلمها لآخر، فلو فرضنا أن هُناك إنسان (شاب أو مُراهق) يحيا في مدينة على مشارف غابة وقد حذر المسئولين عن المدينة أن لا يسير أحد في طريق الغابة لأنه غير آمن وقد ضاع فيه الكثيرون وهلكوا، ولكنه بحماقة اندفاع الشباب الذي ثار فضوله، أراد أن يستطلع هذا الطريق حباً في استكشافه، ورغم الوصية والتحذير والتنبيه المُشدد من كل من حوله، لكنه لم يسمع أو يصغي ولم يكترث بكلامهم، لكنه مضى ليلاً (هرباً من أن يراه أحد فيمنعه) في طريقه عاقداً العزم على أن يسير فيه بكل إصرار وعِناد، وأثناء سيره قفز عليه اللصوص وضربوه ومزقوا ملابسة وأهانوه واخذوا كل ما كان معه، واستعبدوه فربطوه بسلاسل وجعلوه يخدمهم بعد أن سُلبت منه إرادته، فبدأ يكل ويتعب تحت نير الاستعباد القاسي، ومن ثمَّ بدأ يلوم الآخرين لأنهم لم يمنعوه ويصدوه بالقوة، مع أنه هو وحده المسئول عن الضرر الذي لحق به بسبب عناده وإصرار عزيمته ومخالفة كل ما سمعه ليحقق الفضول الذي تملك على مشاعره حتى صار رغبة مُحله عنده وكانت هذه هي النتيجة المتوقعة.
وهكذا أيضاً كل واحد فينا حينما يسقط ويقع تحت مَذَلَّة (disgrace) الخطية المرعبة، فأنه يبدأ في ملامة الله والآخرين غير معترفاً بمسئوليته الشخصية عن خطأةُ الذي ارتكبه بحريته وإرادته وحده بكل إصرار وعِناد قلبه، لذلك مكتوب:
+ لكن الأشرار جلبوا على أنفسهم الموت بأعمالهم وأقوالهم، حَسبوا الموت حليفاً لهم وعاهدوه فصاروا إلى الفناء، فكان هو النصيب الذي يستحقون. (حكمة 2: 16)
+ فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر (خداع الخطية وظهورها ببريق مزيف). فأخذت من ثمارها وأكلت وأعطت رَجُلها أيضاً معها فأكل. (تكوين 3: 1 – 7)
فهكذا الخطية خدَّاعة، مُغرية وشهية للنظر جداً، تفقد الإنسان اتزانه، وتجعله كالأحمق المجنون الفاقد لعقله، مثل من يمد يده للوحش الكاسر ليُصادقه، فينقض عليه ويأكل ذراعه ومن ثمَّ يقتله، أو مثل من دخل في طريقاً مظلماً كُتب على مدخله تحذير [[طريق وعر شديد الخطورة مملوء من وحوش البرية يؤدي للموت]]، ولكنه اشتهى أن يجوز فيه ساخراً ممن كتب هذا التحذير، مدَّعياً أنه لا يهاب شيء أو يخافه، لذلك مكتوب:
+ الذكي يبصر الشر فيتوارى والحمقى (الأغبياء) يعبرون فيعاقبون. (أمثال 22: 3)
+ عقل الأحمق كوعـــــاء مثقوب، لا يضبط شيئــــــــــــــاً من العلم.
المُتأدب يسمع حكمـــة فيمدحهـــــا، ويزيد عليها ممـــــا عنـــــده.

أما الغبي فيسمعها ويهزأ بها، وسرعان ما يطرحها وراء ظهــره. (سيراخ 21: 14 – 15 الترجمة السبعينية)

لذلك الإنسان الذي يركض وراء شهوات قلبه بإصرار وملازمه، يُسمى عند الآباء المتمرسين في حياة التقوى ولهم باع طويل في خدمة النفوس: إنسان فقد عقله، وبحسب تعبير القديس أثناسيوس:
+ مثل إنسان مجنون مسك سيفاً وطعن به نفسه (تجسد الكلمة)
يقول القديس مقاريوس الكبير:
+ كل الجواهر الروحانية، أي الملائكة والنفوس البشرية والشياطين، كل هؤلاء قد خلقهم الخالق في حالة براءة والبساطة التامة (قبل السقوط)، أما كون البعض منهم قد تحولوا إلى الشرّ، فهذا ناتج من حرية إرادتهم. فباختيارهم حادوا عن طريق التفكير السليم (عظة 16)
ويقول القديس كيرلس الأورشليمي:
+ قد يقول قائل: ماذا يُمكن أن تكون الخطية؟ هل حيوان، أم ملاك، أم شيطان؟ ما هو الفاعل أو الدافع؟ ليس هو عدو يا إنسان يحاربك من الخارج، إنها جرثومة تنبت فيك. (عظات القديس كيرلس الأورشليمي للموعوظين)
إذاً الخطية هي جرثومة القصد السيء، تنبع من شهوة قلب الإنسان، وتتم بخضوع إرادته لها، لأن بدون الإرادة لا تتم الخطية: ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتاً. (يعقوب 1: 15)
ومن هنا يختطف الإنسان لنفسه قضيه تُسمى [قضية الموت] فيطرح عنه ناموس الله ليسقط بإرادته بعدما فقد رجاحة عقله بسبب جنون الشهوة التي عملت في قلبه فحركته ليموت بإرادته عن الله قاطعاً صلته به، لأن الله بكونه نور يستحيل تحتمله ظلمه، لذلك يهرب الإنسان الذي فعل الخطية من محضره تلقائياً، ويستحيل أن يعود إليه أن لم يحدث تغيير جذري في أعماق قلبه من الداخل بفعل فوقاني سري يأتي من عند أبي الأنوار، وبحسب مُسمى الإنجيل (خليقة جديدة)، ولكنها ليست مجرد خليقة جديدة عادية بل هي (في المسيح يسوع): إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً. (2كورنثوس 5: 17)
 
قديم 18 - 04 - 2017, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 17499 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما بين الاعتراف الباطل واعتراف شفاء النفس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اِعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ بِالّزَلاَّتِ،
وَصَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ لِكَيْ تُشْفَوْا.
طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا
(يعقوب 5: 16)

هنا في هذه الآية الرسول يضع الغرض الذي من أجله يتم الاعتراف بالزلات، لأن هنا يتحدث عن شركة أعضاء الكنيسة من ناحية فاعليتها الحقيقية، لأن القصد ليس هو الحديث عن الخطية في ذاتها بل عن الشفاء الحقيقي في خبرة روح الشركة، لأن الغرض من الاعتراف هنا هو الصلاة لكي يحدث شفاء، لأن الخطية مرض عضال يُصيب الإنسان بالشلل الروحي، لذلك فهو محتاج لإخوته الأصحاء لكي يصلوا من أجله بإيمان حي لينال قوة الشفاء، لذلك ختم على الآية بقوله: طلبة البار تقتدر في فعلها.
وهذا يذكرنا بموقف الذين من أعلى السقف انزلوا المريض أمام المسيح الرب فتم شفاؤه، لأن كل عمل أعضاء الجسد الواحد أن يضعوا المريض أمام الطبيب الوحيد العظيم، شخص الرب بذاته ونفسه ليمد يده بالشفاء العاجل للنفس طريحة الفراش.
إذاً نحن لا نعترف بأمراض نفوسنا لأجل الحديث عنها في ذاتها، لكننا نعترف لأخوتنا الأتقياء أعضاء الجسد الواحد لكي يصلوا لأجلنا ومعنا لكي نُشفى، لأن الاعتراف هنا على أساس إيمان حي، لا بالناس ولا قدراتهم ولا حتى بإيمان أن صلاتهم هي مصدر الشفاء بل على أساس إيماننا بدم المسيح الرب الذي يطهر الضمير من أعمال ميته لكي نخدم الله الحي خدمة التسبيح والفرح والحياة في راحة المسيح الرب الذي قام ودخل راحته وأدخلنا معهُ.
فيا إخوتي علينا أن نعي التوبة في نور معنى الاعتراف الصحيح والسليم، لأن هناك اعتراف خاطئ للغاية واعتراف سليم، الاعتراف الخاطئ هو لغو الحديث الباطل عن تفاصيل الخطايا، لأنها سيرة لا ينبغي أن تصير على الألسن، لأنها كفيلة أن تحبط الإنسان وتُطفأ فيه كل حركة للروح القدس في داخله، لأن سيرة الخطية بتفاصيلها لابسة الموت، ومستحيل إنسان يدخل في قوة التوبة وسرها ويظل يحكي ويتحاكى عن خطيئته، هذا لغو باطل اعتدنا عليه وهو نابع من الشعور بالذنب وثقل الضمير الملوث الذي تربى على الشعور بالذنب ومحاولة التخلص منه بطرق معوجة غريبة عن روح بشارة الإنجيل، مما يؤدي للبعد عن الطريق المستقيم والركض على الأعمال الذاتية التي لا تستطيع أن تُخلِّص أحد قط، لأن للأسف الكثيرين من هذا المنطلق، يضعون خطوات للتوبة بشكل غريب عن روح المسيح الرب، وكلها تعبر عن الاتكال على جهاد الإنسان وعمله الخاص، وهذا يؤدي للانحراف عن طريق رسمه مسيح القيامة والحياة، لأنه قال من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً لن يموت إلى البد، وأيضاً أن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً، لأن في التوبة الحقيقية نحن نطلب حرية الابن الوحيد، كما نطلب قوة قيامة المسيح الرب، لأن أن لم يُقيمنا هو بنفسه فكيف لنا أن نخرج من قبر شهواتنا، وان لم يحررنا الابن الوحيد بنفسه فكيف نفك أنفسنا من أسر الخطية أو حتى كيف يفكنا إنسان تحت ضعف مثلنا من قيود خطايانا.
فكلام الرسول واضح، لأنه لم يضع شكل جهاد أعمال إنسان، بل وضح أن الصلاة من أجل أن يتم الشفاء من عند أبي الأنوار هي الطريق الوحيد، لأنه لو كان خلاص النفس بأعمال، كان وضعها الرسول وقال افعلوا كذا أو كذا، أو حتى قال صوموا وأنتم تشفوا، بل لم يقل سوى: وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تُشفوا.
وطبعاً الشفاء ليس شفاء سحري، بمجرد أن الشخص الفلاني ده يصلي من أجلي سيتم شفائي من الخطية، لأن هناك عامل مهم للغاية وهو "الإيمان"، لأني أن لم أؤمن بدم المسيح انه يطهرني من الخطية، فلن تنفعني صلاة أعظم القديسين ولا حتى الرسل أنفسهم، لأني أن لم أؤمن بأن المسيح الرب هو حمل الله وحده رافع خطية العالم، ودمه يطهر من أي خطية، فانا اشقى جميع الناس ومهما ما صنعت، وحتى لو جاهدت بكل قوتي وبطلت خطية فعلياً فأن هذا لن ينفعني لأن قلبي لا زال لم يتطهر بعد ولم أنال قوة البرّ الذي بالإيمان (رومية 9: 30)
فعلينا أن نعي ونُدرك تمام الإدراك أن برّ الله لا نحصل عليه إطلاقاً بأعمال نعملها بجهدنا الخاص، أو بحسب أعمال الناموس، لأنه مكتوب:
+ وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ (رومية 3: 21)
+ لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ (2كورنثوس 5: 21)
+ بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ (رومية 3: 22)
فينبغي علينا أن نحيا وفق روح بشارة الإنجيل، ولا نثبت برّ أنفسنا الذي به نطعن أنفسنا بأوجاع كثيرة لا تنتهي، لذلك يقول الرسول: لأَنَّهُمْ إِذْ كَانُوا يَجْهَلُونَ بِرَّ اللهِ وَيَطْلُبُونَ أَنْ يُثْبِتُوا بِرَّ أَنْفُسِهِمْ لَمْ يُخْضَعُوا لِبِرِّ اللهِ (رومية 10: 3)، فعلينا أن نحذر جداً لأن بسهولة ممكن نزل تحت ثقل بر أنفسنا، فحاذري كل الحذر من تثبيت برنا الخاص بجهادنا الشخصي وأعمالنا، لذلك علينا أن لا نهتم بكل من يتحدث عن خطوات التوبة ويضعها في بنود، لأن التوبة ليس لها بنود توضع، لأن لها بند واحد وحيد وهو الإيمان بحمل الله رافع خطية العالم فقط وفقط لا غير.
فحذاري من أي إنسان يتوب على أساس آخر غير الذي وضع، وهو الإيمان بالمسيح، لأنه مكتوب في بشارة إنجيل الحياة أن الرب لم يطلب شيء غير الإيمان: ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان فقال لهما يسوع أتؤمنان إني أقدر أن أفعل هذا قالا له نعم يا سيد، حينئذ لمس أعينهما قائلاً: "بحسب إيمانكما ليكن لكما"، فانفتحت أعينهما (متى 9: 28 – 30)
فلا أحد يتعب نفسه بلا طائل ويظل يلف ويدور في حلقات مفرغة، لأنك أن لم تؤمن فلن تنال شيئاً لأن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عبرانيين 11: 6)، ربما يكون إيمانك ضعيف أو شبه معدوم، لكن أنظر وتعلَّم من الإنجيل: فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال أؤمن يا سيد فأعن عدم إيماني (مرقس 9: 24)
 
قديم 18 - 04 - 2017, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 17500 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع التاريخ فى وثيقة غير انجيلية تعود للقرن الاول

الوثيقة اللى هنتكلم عنها النهاردة وانا اول مرة اقرا عنها لما كنت بقرا كتاب يسوع التاريخى تحمل اسم Mara Bar-Serapion

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقول عنها العالم جراى هابرماس فى كتابه يسوع التاريخى
The British Museum owns the manuscript of a letter written sometime between the late first and third centuries AD. Its author was a Syrian named Mara Bar-Serapion, who was writing from prison to motivate his son Serapion to emulate wise teachers of the past


هى بتعود لما بين نهاية القرن الاول والثالث وكاتبها سريانى يسمى Mara Bar-Serapion


وفى موقع الويكيبديا يقول عنها

Most scholars date it to shortly after AD 73 during the first century



معظم الدارسين يؤرخوها لما بعد سنة 73 بقليل
المصدر

Van Voorst, Robert E (2000). Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence. Eerdmans Publishing pages 53-56


نص الوثيقة
What advantage did the Athenians gain from putting Socrates to death? Famine and plague came upon them as a judgment for their crime. What advantage did the men of Samos gain from burning Pythagoras? In a moment their land was covered with sand. What advantage did the Jews gain from executing their wise King? It was just after that that their kingdom was abolished. God justly avenged these three wise men: the Athenians died of hunger; the Samians were overwhelmed by the sea; the Jews, ruined and driven from their land, live in complete dispersion. But Socrates did not die for good; he lived on in the statue of Hera. Nor did the wise King die for good; he lived on in the teaching which he had given


ملخص ما قاله عن يسوع هو الاتى
Jesus was considered to be a wise and virtuous man
يسوع كان يعتبر راجل حكيم وذو فضيلة


He is addressed twice as the Jews’ King, possibly a reference to Jesus’ own teachings about himself, to that of his followers or even to the wording on the titulus placed over Jesus’ head on the cross.
دعاه ملك اليهود مرتين ربما اشارة لتعليم يسوع الخاص عن نفسه او اتباعه او الكلمات التى وضعها titulus فوق راس يسوع على الصليب


Jesus was executed unjustly by the Jews, who paid for their misdeeds by suffering judgment soon afterward, probably at least as reference to the fall of Jerusalem to the Roman armies
يسوع اعدم بغير عدل من قبل اليهود الذى دفع من اجل اثامهم حكم فيما بعد ربما يشير لسقوط اورشليم فى ايد الرومان


Jesus lived on in the teachings of the early Christians, which is an indication that Mara Bar-Serapion was almost certainly not a Christian
عاش على تعاليمه المسيحين الاوائل ومن المؤكد تقريبا ان Mara Bar-Serapion لم يكن مسيحيا


المخلص
1-رجل حكيم وذو فضيلة
2-هو ملك اليهود
3-اعدموه اليهود بغير عدل

يقول بروس عن هذة الوثيقة

the statements about Jesus do not appear to be flawed and thus add to our extra-New Testament data about him.



العبارات عن يسوع لا تبدو انها معيبة لذلك اضيفت للمعلومات عن يسوع الاتية من خارج العهد الجديد








 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024