07 - 10 - 2024, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 174901 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يعلق القديس أغسطينوس على العبارة "من فمه (وجهه) المعرفة والفهم" [6]، قائلًا: *الإيمان الحقيقي والتعليم الصادق يُعلنان أن كلا النعمتين هما من الله. يقول الكتاب المقدس: "من وجهه المعرفة والفهم"، وفي سفر آخر يقول: "المحبة هي من الله" (1يو7:4). *"الرب يُعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم" [6]. منه ينالون الرغبة ذاتها نحو المعرفة، إذا ما تلاحمت (تزوجت) بالتقوى. القديس أغسطينوس |
||||
07 - 10 - 2024, 02:48 PM | رقم المشاركة : ( 174902 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"يذخر معونة للمستقيمين، هو مجن للسالكين بالكمال. لنصر مسالك الحق path of judgment وحفظ طريق أتقيائه saints" [7، 8]. الله نفسه يحفظ مسالك الحكم paths of judgment التي هي مسالك بره، لكي يسلك فيها مؤمنوه تحت رعايته وحمايته. وهو الذي يحفظ طريق قديسيه الذين يحفظون عهدهم معه. وكأن الله الذي يهب الحكمة والمعرفة والفهم يُعطي أيضًا نصرة لمؤمنيه ويقوم بحمايته إذ يسلكون طريقه. |
||||
07 - 10 - 2024, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 174903 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"حينئذ تفهم العدل والحق والاستقامة، كل سبيل صالح" [9]. بقوله "حينئذ" يوضح أن الله وهو واهب كل هذه العطايا، إذ نتجاوب مع عطاياه بروح المخافة يهبنا فهمًا أكثر لنُدرك شريعة عدله وحقه وبره. وكأنه تدخل الحكمة أعماقنا فتنير ذهننا لإدراك إرادة الله وأسرار عمله. |
||||
07 - 10 - 2024, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 174904 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لذة قلبية وسعادة داخلية مع شبع فكري 10 إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ، 11 فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ، وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ، "إذا دخلت الحكمة قلبك ولذَّت المعرفة لنفسك" [10]. إذ نميل بآذاننا ونصرخ بأفواهنا إلى الله، تنفتح أبواب قلوبنا لتستقبل الحكمة الإلهية والمعرفة السماوية، فتصير وصايا الله ليست ثقلًا على النفس، ويصير نير المسيح هينًا وعذبًا للنفس. حكمة الله تهب النفس بهجة، إذ تجد في استقبالها للحكمة اتحادًا مع المسيح حكمة الله. هذا الاتحاد هو في ذاته مكافأة يتمتع بها المؤمن عربونًا للمكافأة السماوية. بالحكمة الإلهية يدرك المؤمن أن غاية حياته هي تمجيد الله والسرور به. |
||||
07 - 10 - 2024, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 174905 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"فالعقل (التمييز) يحفظك، والفهم ينصرك، لإنقاذك من طريق الشرير ومن الإنسان المتكلم بالأكاذيب، التاركين سبل الاستقامة للسلوك في مسالك الظلمة" [11-13]. يُعلمنا سفر الأمثال أن أُناس الله يجب أن يكونوا حذرين من شخصين خطيرين: الرجل الشرير، والمرأة الغريبة الفاسدة. أ. الإنسان الشرير، وهو يعطي القفا لله لا الوجه، يسير في طريقه بإرادته الذاتية، مستقلًا عن الله، شاعرًا أنه ليس في حاجة إليه. ب. المرأة الزانية، وهي تقلب الموازين، فتحول الحب إلى شهوات، والجسد خليقة الله الصالحة إلى أداة للذة مؤقتة، والقلب المتسع إلى الأنانية! إنها تلبس قناع الحب والعاطفة والبشاشة مع شفتين تقطران عسلًا... وتخفي في أعماقها سمًا قاتلًا للنفس وسيفًا ذي حدين. إنها صيادة ماهرة للنفوس الحمقاء التي تحمل صورة البساطة. نرى في الإنسان الشرير استقلالًا عن الله، وفي الزانية نرى إفسادًا للحياة التقوية الدينية. وكما يكشف لنا سفر الرؤيا عن مملكة ضد المسيح في أواخر الدهور أنها ستحمل هاتين السمتين، لذا يدعوها "بابل العظيمة أم الزواني". متى دخلت الحكمة إلى قلوبنا، وصارت موضوع لذتنا، لا ننخدع سريعًا، بل نصير حذرين، قادرين على تجنب الصحبة الشريرة وعدم مشاركتهم في سلوكهم الشرير. بمعنى آخر تقودنا الحكمة بعيدًا عن طريق الأشرار وتحفظنا من عالمهم وإغراءاتهم. إذ تملك الحكمة على القلب وتسيطر على العقل تحفظهما ضد كل فسادٍ داخلي أو خارجي. تسحب عنا كل رغبة أو ميل نحو طريق الظلمة، إذ ندرك أن هذا الطريق غير مريح ولا آمن. سبق فرأينا في الأصحاح الأول كيف يجد الأشرار لذتهم في ارتكابهم الخطية كما في إغراء الآخرين على ارتكابها. أما دور الحكمة فهو تقديس القلب والعقل والحواس، فتحفظ المؤمن من الشهوات الجسدية والإغراءات الزمنية، فيتجاوب الجسد والنفس معًا مع عمل روح الله القدوس. إذ نحب الحكمة الإلهية ننعم بالعقل أو التمييز الذي يحفظ المؤمن بكليته، ويجعله قادرًا على أخذ قرارات حكيمة تنقذه من حبائل الأشرار. هكذا يتمتع المؤمن بحياة مصونة من كل جوانبها، هاربًا من الفساد الذي في العالم خلال الشهوة. |
||||
07 - 10 - 2024, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 174906 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الفرحين بفعل السوء، المبتهجين بأكاذيب الشر. الذين طرقهم معوَّجة، وهم ملتوون في سبلهم" [14،15]. كما يفرح المؤمنون الحقيقيون بعطايا الله الحيّة، خاصة الحكمة والمعرفة والفهم، يكما يفرح المؤمنون الحقيقيون بعطايا الله الحيّةفرح الأشرار بفعل السوء ويبتهجون بالكذب، لكن يوجد فرق بين فرح داخلي ينمو ويكمل في السماء، وآخر مؤقت ينقلب إلى مرارة وحزن. بينما يُدعى طريق الرب مستقيمًا وآمنًا؛ إذا بطرق الأشرار معوَّجة تنحرف يمينًا ويسارًا عن الطريق المستقيم، مملوءة بالزوابع المحطمة للنفس. |
||||
07 - 10 - 2024, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 174907 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لإنقاذك من المرأة الأجنبية، من الغريبة المتملقة بكلامها، التاركة أليف (قائد) guide صباها، والناسية عهد إلهها" [16، 17]. يُقصد بالمرأة الأجنبية هنا "المرأة الزانية"، إذ أقام الله شريعة خاصة بالمرأة الإسرائيلية التي تُمارس الدعارة، فإنها تخرج بطريقة تلقائية خارج إسرائيل. وكأن "المرأة الأجنبية" هنا يقصد بها المرأة التي جاءت من الأمم تُمارس الدعارة في وسط إسرائيل. المرأة الزانية المتملقة hechelikah هي التي تقدم كلمات معسولة لطيفة. فالكلمة العبرية تعني لسانًا زلقًا ينطق بالكلمات كالزيت اللين. بينما الأشرار يُحاولون إغراء الغير بروح الطمع (أم 11:1-19)، إذا بالزانيات يُحاولن إغرائهم بالشهوات الجسدية. إن كانت الزانية رقيقة بكلماتها المعسولة، لكنها خائنة لمن أحبته وتزوجت به في صباها؛ تنسى عهدها معه كما تكسر عهدها مع الله إلهها. من طبعها الخيانة والغدر حتى في تعاملها مع أقرب من لها، بل ومع الله نفسه. لقد تعهدت أمام الله أن تتزوج رجلها، وأن تترك بيت أبيها، وتخضع بروح الأمانة لمن اختارته قائدًا لها في صباها الذي يحبها ويبذل ذاته لأجلها، وهي تخضع له في الرب. هنا يربط سليمان الحكيم بين الحياة الزوجية والدخول في عهد مع الله، لأن الزواج أيضًا هو عهد يُقيمه الله نفسه بين الزوجين، ويكون شاهدًا وقاضيًا لهذا العهد المقدس. يقول القديس غريغوريوس النزينزي في اعتذاره لغيابه عن حضور حفل الزواج بين أولمبياس ونبروديوس: "بالرغم من مرضي أشارككم احتفالكم، إذ أربط أيدي العروسين معًا في يديْ الله". |
||||
07 - 10 - 2024, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 174908 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لأن بيتها يسوخ (يميل) إلى الموت، وسبلها إلى الأخيلة (الموتى)" [18]. إن كانت الحكمة كما الجهل قد رُمز إليهما بامرأتين، لكن من الواضح أن الحديث هنا ليس مجازيًا، إنما يقصد المرأة الزانية، والتحذير منها واضح وصريح، حيث تضم من تغريه إلى بيتها، أي إلى الموت الأبدي، وتسير به في طرق الموتى، فلا يشتم رائحة حياة. هذا ما يدفع المؤمن الحقيقي إلى الهروب من الزنا، متجنبًا المرأة الزانية مهما كلفه الأمر. بينما يسير الإنسان معها إلى بيتها، إذا به ينحدر تدريجيًا نحو الموت الأبدي، يشاركها طريق الخطية المدمّر. واضح أن كلمة "الموت" هنا لا تُعني الموت الذي يخضع له الجميع بل المصير الأبدي. |
||||
07 - 10 - 2024, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 174909 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كل من دخل إليها لا يؤوب (يعود)، ولا يبلغون سبل الحياة" [16]. يُسرع الزنا بالإنسان منحدرًا به إلى طريق الموت بلا رجعة. بمعنى أن من سقط في حبائل الزنا مع شخص ما يصعب بل ويستحيل الخلاص منه، ما لم تتدخل نعمة الله الفائقة لتسنده وتهبه روح التوبة الصادقة. لهذا ينصح كثير من الآباء من يسقط في خطية الزنا ألا يلتقي مع من سقط معه، ولا يذهب إلى الموضع الذي ارتكب فيه الخطية، معلنًا بهذا رغبته الأكيدة وتجاوبه مع روح الله القدوس واهب التوبة والغفران والتقديس. |
||||
07 - 10 - 2024, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 174910 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تدخل به إلى طريق الصالحين "حَتَّى تَسْلُكَ فِي طَرِيقِ الصَّالِحِينَ، وَتَحْفَظَ سُبُلَ الصِّدِّيقِينَ." [20]. لا تقف عطايا الحكمة عند السلبيات كالحفظ من طرق الأشرار وإنقاذ المؤمن من النساء الفاسدات، لكنها تقدم ما هو إيجابي، وهو الدخول بالإنسان إلى طريق الصالحين. لأن المسيح "حكمة الله" يحمل مؤمنين ويدخل بهم إليه بكونه "الطريق". فيه يلتقي المؤمن مع رجال الله القديسين، ويدخل في صحبة الآباء والأنبياء والرسل وجميع القديسين، بل ويشارك السمائيين تسبيحهم وحبهم! |
||||