منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 11:24 AM   رقم المشاركة : ( 174741 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* اقبل نصيحتي يا صديقي وكن متباطئًا في صنع الشر ومسرعًا في خلاصك. فإن الاستعداد للشر والتباطؤ في عمل الخير كليهما متساويان في الرداءة.
إن دُعيت إلى التمرد لا تُسرع إلى ذلك.
وإن كان إلى الارتداد فأقفز هاربًا.
إن قال لك صحبة الأشرار: "هلم معنا لنكمن للدم، لنختفِ للبريء باطلًا" [11]، لا تمل إليهم حتى بأذنيك.
بهذا تنال مكسبين عظيمين: يعرف الآخر خطيته، وتُسْلِم نفسك من صحبة الأشرار.

إن كان داود العظيم يقول لك: "هلم نفرح في الرب"، أو نبي آخر يقول: "هلم نصعد إلى جبل الرب"، أو الرب مخلصنا نفسه يقول: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"، أو "قم، اذهب فتُشرق بالبهاء وتتلألأ أكثر من الثلج، وأكثر بياضًا من اللبن وتُضيء أكثر من الياقوت الأزرق"، ليتنا لا نُقاوم ولا نتأخر.





القديس غريغوريوس النزينزي
 
قديم اليوم, 11:55 AM   رقم المشاركة : ( 174742 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"لنبتلعهم أحياء كالهاوية،
وصحاحًا كالهابطين في الجب،
فنجد كل قنية فاخرة نملأ بيوتنا غنيمة" [12، 13].
إنهم "يسرعون كالموت، حيث تنشق الأرض وتبتلعهم فجأة".
يبدو أنه يشير هنا إلى دمار مدينة بأكملها، كأن الأشرار يقولون: "لنُهلِك الرجل والمرأة والطفل، وعندئذ نمد أيدينا ونحمل كل ممتلكاتهم فننال غنيمة عظيمة".
تشَّبه الجماعات المخربة نفسها بالأرض التي انشقت لتبتلع قورح وجماعته الذين قدموا نارًا غريبة (عد30:16، 33)، أو ما قيل بالمزمور: "ليبغتهم الموت، لينحدروا إلى الهاوية أحياء، لأن في مساكنهم في وسطهم شرورًا" (مز15:55). هكذا يبتلعون كل شخص يقبل مشورتهم مقدمين نارًا غريبة عن الله، فعوض نار الحب الإلهي يوقدون نار الشر والعنف.
لعله يشير هنا إلى الجماعات المخربة كقبور تنفتح على الدوام لتبتلع النفوس الميتة بالشر دون أن تشبع! لهذا يليق بنا أن نصرخ مع المرتل: "إليك يا رب أصرخ يا صخرتي، لا تتصامم من جهتي لئلا تسكت عني، فأشبه الهابطين في الجب" (مز1:28). "بين الأموات فراشي، مثل القتلى المضطجعين في القبر الذين لا تذكرهم بعد، وهم من يدك انقطعوا" (مز5:88). أنهم يريدون أن يكون نصيبه مع إبليس الذي قيل عنه: "وأما أنت فقد طُرحت من قبرك كغصن أشنع، كلباس القتلى المضروبين بالسيف، الهابطين إلى حجارة الجب كجثة مدوسة" (إش19:14).
إنهم لن يشيروا قط إلى النتائج السلبية لجرائمهم، بل بالأحرى يقدمون ما يبدو مكافآت ومزايا. هذا هو طريق الخطية المغري. يُبرز الشيطان ما يبدو حسنًا، ويترك الجانب المُظلم بقبحه مخفيًا، يُكتشف بعد فوات الأوان.
 
قديم اليوم, 11:56 AM   رقم المشاركة : ( 174743 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"تُلقى قرعتك وسطنا،
يكون لنا جميعًا كيس واحد" [14].


كيف يلقون قرعته وسطهم ليعرف نصيبه، وفي نفس الوقت لهم

جميعًا كيس واحد؟ في بساطة يؤكدون له أمرين،
الأول أنه سيكون كواحدٍ منهم، لا يظلمونه في شيء،
إنما ينال نصيبه بالقرعة مثلهم.
وفي نفس الوقت لن يُترك معتازًا إلى شيء
حيث لهم كيس واحد، يأخذ كل منهم حسب احتياجه.
 
قديم اليوم, 11:57 AM   رقم المشاركة : ( 174744 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"يا ابني لا تسلك في الطرق معهم،

امنع رجلك عن مسلكهم" [15].


تشير هذه الآية إلى طريقين أو سبيلين،
وهذا يذكرنا بطريقي
الحياة كما جاء في مزمور 1،
طريق الأبرار الذي يعرفه الرب ويحبه،
وطريق الأشرار الذي يقود إلى الهاوية.
بعد وصفه لإغراءات الأشرار المستمرة،
يقدم الحكيم لابنه مشورة صالحة
وتحذيرًا معطيًا لذلك ثلاثة أسباب.
 
قديم اليوم, 11:58 AM   رقم المشاركة : ( 174745 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"لأن أرجلهم تجري إلى الشر وتسرع إلى سفك الدم" [16].


كلماته هنا تحمل نغمة السرعة. فالفعلان "تجري وتسرع"
يضربان ناقوس "الطوارئ".
وقد استخدم إشعياء النبي في 7:59 نفس
التعبيرين عند وصفه للأشرار:
"أرجلهم إلى الشر تجري وتسرع إلى سفك الدم".
وهكذا أيضًا القديس بولس في رو15:3
"أرجلهم سريعة إلى سفك الدم".
 
قديم اليوم, 11:59 AM   رقم المشاركة : ( 174746 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"لأنه باطلًا تُنصب الشبكة في عيني كل ذي جناحٍ" [17].


يستخدم سليمان الحكيم هذا المثل بمعنى خاص.
فإن الأشرار يترصدون خفية لاصطياد الأبرياء.
بهذا وحده يأملون في تحطيمهم والاستيلاء عليهم،
لأنه إن عُرفت خططهم، سيتخذ الأبرياء حظرهم منهم.
إذ باطلًا تُنشر الشباك أمام أعين الطيور التي يريد الإنسان أن يقتنصها.
 
قديم اليوم, 11:59 AM   رقم المشاركة : ( 174747 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أما هم فيكمنون لدم أنفسهم، يختفون لأنفسهم" [18].


يحصد الأشرار ما يزرعونه.
الكامنون يكمنون لأنفسهم حيث يسقطون في الفخ.
ومن يهاجمون في أماكن مختفية إنما يهاجمون أنفسهم.
الخطط الشريرة تنفجر وتحمل أخبارًا شريرة للمجرمين،
أما الأخبار الصالحة فتُقدم لمن يقاوم هذه الأعمال.
 
قديم اليوم, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 174748 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"هكذا طرق كل مولعٍ بكسبٍ، يأخذ نفس مقتنيه" [19].


يحذرنا سليمان الحكيم من محاولة الاغتناء بواسطة العنف
أو الخداع. فإن الطمع هو خطية كل ساعة.
* إنك مسبي لأموالك وعبد لها، إنك مقيد بسلاسل الطمع
ورباطاته، أنت الذي حلك المسيح مرة، صرت في قيود أشد.
أنت تحتفظ بمالك، هذا الذي إذ تحفظه لا يحفظك.

الشهيد كبريانوس
في اختصار يقدم لنا الحكيم صورة للصَديق الشرير تتلخص في النقاط التالية:


1. متملق يغري صديقه [10]:
يبدو من الخارج رقيقًا، لكنه في الداخل يقدم سمًا.
2. في داخله عنف: "لنكمن في الدم" [11].
3. يخطط [12].
4. طماع [13].
5. يقيم فخًا لنفسه وهو لا يدري.
 
قديم اليوم, 12:01 PM   رقم المشاركة : ( 174749 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

* إنك مسبي لأموالك وعبد لها، إنك مقيد بسلاسل الطمع
ورباطاته، أنت الذي حلك المسيح مرة، صرت في قيود أشد.
أنت تحتفظ بمالك، هذا الذي إذ تحفظه لا يحفظك.

الشهيد كبريانوس
 
قديم اليوم, 01:18 PM   رقم المشاركة : ( 174750 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,227

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فالانتاين سفينتيتسكي الشهيد راهب في العالم


راهب في العالم، الشهيد الجديد فالانتاين سفينتيتسكي، من أبطال القرن العشرين الروحيين


لسؤ الحظ، نحن لا نعرف إلاّ القليل عن هذا المعلّم الكنسي الغيور. القليل الذي نعرفه عنه يأتي من معاصريه الليبرالليين الذين، عادةً ما كانوا لا يتنازلون من أجل التعرّف على فرادة وانتظام الفلسفة الآبائية التي كانت تشكّل جوهر الحياة بالنسبة للشهيد فالانتين. بسبب هذا، كان عدوهم الذي لم يستطيعوا فهمه، بسبب خبرة ارتداده الاصيلة.

لقد حُفظ التعليم المقدّس حول الله والإنسان خلال القرون وازداد غنىً داخل سياج الكنيسة الأرثوذكسية. وهذا التعليم هو محيط لا يُسبَر غوره من الحكمة، ويجب أن نقاربه بخوف ورعدة فلا نشوّه أيّاً من حقائقه من خلال خطايانا وكبريائنا. لا يمكن أن ينمو هذا التعليم في أيدي العقائدية الدهرية المدّعية.

كان عقل الأب فالانتي الفضولي في حالة رهبة أمام حقيقة التجسّد بالقَدر الذي يمكن الوصول إليها. بهذا الخصوص، لم يكن من هذا العالم، لكنه بقي في العالم كراعٍ قاد الناس إلى دنيا الاعتدال في الطعام والزراعة، التقشف والإيمان بالآخرة.

من خلال تفاصيل حياته، نستطيع أن نخبر بأنه ولد في كازان، عام 1882، من عائلة بولندية أرستقراطية. تلقّى علوماً جيدة، وكان شاباً موهوباً ومثيراً جداً للإعجاب. كانت عيناه الواسعتان تنظران إلى العالم بكل جدّية. في سن الخامسة عشرة، كان بإمكانه مناقشة كانت (الفيلسوف الالماني) مع فلاسفة كبار، وعاجلاً بدأ بحملة عنيفة على رذائل المجتمع عن طريق الدفاع عن نظام صارم للجسد والروح. كان كلامه ينشئ انطباعاً صادقاً. أصدر على الأقل مجلتين، “مشاكل الدنيا” و “عيش الحياة”، تعالجان المشاكل المسيحية في مجتمع كان قادته المفكرون يقودون المسيحيين الاثوذكسيين الى فخ الأفكار والمذاهب البعيدة عن المسيح.

ترك موسكو سنة 1905 متوجهاً الى بطرسبرغ من أجل الحصول على دعم “الأخوية المسيحية المجاهدة”. عرف قيمة المثال الرهباني لكل المسيحيين والحماس الرهباني ضد انحطاط المفكرّين الأحرار في ذلك الوقت. لقد كان هؤلاء المفكرون يسيرون بسرعة بعيداً عن تسليم الكنيسة المقدّس آخذين الأرثوذكسية غطاءً لا يلتزمون به. من كتاباته “مواطنو الملكوت” و “رحلاتي بين نسّاك جبال القوقاز” (موسكو 1915). هذه كانت مستوحاة من زيارته للإسقيط الرهباني في القوقاز. كتب أيضاً كتاباً آخراً عنوانه “ضد المسيح” لاقى نجاحاً باهراً. أيضاً له عملان قصيران “الرهبنة في العالم” و”ضد الاعتراف الجماعي” (1926)، يظهران الدليل على أهميته كرسول عصري للأرثوذكسية الأصيلة في زمن تكاثر الارتداد عن الدين.

بعد الثورة، تزوّج وسيم كاهناً فكان مسؤولاً عن الكهنة في كنيسة “صليب القديس نيقولاوس الكبير” في موسكو. هناك في العشرينيات، اجتذب جماعة مصليّة كبيرة بسبب عظاته البليغة التي تلقّاها الناس كغذاء غني في وسط نقص عام للروحانية الأرثوذكسية الأصيلة في روسيا ذلك الوقت. لقد تردّد إلى دير أوبتينا فصار إبناً روحياً للشيخ اناطوليوس الذي كرّس أفضل أعماله له: ستة قراءات لسر الاعتراف وتاريخه الذي به سدّد ضربة لممارسة سر الاعتراف جماعياً، وهي كانت موضة بين الإكليروس الليبرالي في أيامه.

كان الأب ï**النتين نصيراً متّقداً لممارسة صلاة يسوع باستمرار. لقد حافظ على هذا النظام الرهباني في تلك الأيام التي كانت يسود فيها المسيحيين فتور عام. لم يكن هذا ممكناً بالنسبة له، بل كان يعتبر القيام به واجباً للحفاظ على “ملح الأرض”. أي الحقائق الأرثوذكسية في قلوب أناس يتعرّضون لهجمات روح هذا العالم الدهري. واضعاً هذا نصب عينيه، قام بسلسلة احاديث، بين سنة 1921 حتى 1926، مستعيناً بالتعليم الرهباني الصارم من كتاب القديس يوحنا السلّمي “السلم إلى الله”. كان يكافح ليطبقه في الحياة اليومية في ذاك العالم المعاصر الذي أصبح معادياً للمسيحية.

لقد أعطانا أحد أصدقائه، س.ي.فوديل، وصفاً مختصراً لكيف ينظر هذا الراعي الروحي المهتم بكليته بالآخرة إلى العالم: ” كان يبدو الأب فالنتيني ï؛´ï**نتيتسكي كاهناً عادياً له عائلة. لكن من جهة أخرى، كان معلماً خبيراً للصلاة المستمرة. لقد عمل الكثير للدفاع عن الإيمان بشكل عام. لكنّ ميزته الأساسية كانت أنه دعا الناس للالتزام بالصلاة غير المنقطعة، التي هي اشتعال للروح لا يتوقف”.

الصلاة، كان يقول، “تشيد جدراناً حول ديرنا الذي في العالم”. “كلّ خطيئة في الكنيسة لا تكون خطيئة الكنيسة بل ضد الكنيسة”. كان يعلّم أيضاً أنّه يجب أن لا نقاطع الصلاة العقلية المستمرة لأحدهم عندما نحضر الخدم الكنسية.

ويتابع صديقه: “عندما عدت إلى موسكو من منفاي سنة 1925، كان لي الحظ لحضور القداس الإلهي الذي يقيمه الأب ï**النتين. دخلت عند نهاية الخدمة، وعندما خرج لصلاة ما وراء المنبر، كنت صُدمت لرؤية وجهه. لا أستطيع التعبير عن انطباعي بغير القول بأنه كان وجه إنسان قد انتهى لتوّه من تقديم نفسه تقدمة محترقة من الألم والحقيقة، وهو الآن مرتعش حتى الأعماق، يأتي إلينا غافلاً عن الأرضيين المحيطين به”.

مرة أخرى أتذكّر كيف كنت، أثناء وجودي في سجن في بوتيركا سنة 1922، أعدو بلا توقف من بين السجناء عندما اصطدمت بالأب ï**النتيني. سألته بارتباك وغباء “إلى أين تذهب؟” فجأة، استنار وجهه على نحو رائع باعثاً دفءً داخلياً وقال: “لقد كنت آتياً إليك”. كان في العادة بعيداً، منغلقاً، صارماً وغير صبور. أمّا الآن فقد كان له اشراقة نورانية مشّعة وهادئة، اشراقة القداسة الروسية…

كان آتياً مباشرة نحوي، نحو روحي التي كان ربما يحميها، في ذلك الحين، من الشر. هكذا، من الممكن أنّ السجن ينير النفس ويكشف على نحو رائع شيئاً كان، في وقت سابق، غير ممكن أن يُكشَف.

سنة 1927 أصدر الميتروبوليت سرجيوس إعلانه الشهير الذي حجَّم الكنيسة إلى مستوى منظمة تشرف عليها الدولة. هذا الاستعباد للسلطات الملحدة لم يحتمله الرعاة الحقيقيون والمؤمنون في قطيع المسيح الذين لم يسمح لهم ضميرهم الموافقة على هذه التسوية الماكرة. قام عدد من رؤساء الكهنة والرعاة البسيطين بكتابة رسائل مفتوحة الى الميتروبوليت سرجيوس مستنكرين عمله ورافضين السير وراءه في هذا الطريق المؤدّي الى الدمار. في ديسمبر 1927 كتب الأب ï**النتين رسالة من هذا النوع معلناً فيها قطع الشراكة القانونية والصلاتية مع المتروبوليت سرجيوس ومجمع الأساقفة الذي يترأسه. لقد حدّدت فطنته الروحية الإجراء المتَّخَذ من قِبَل المتروبوليت سرجيوس كواحد من أخطر أشكال الإصلاح، فكتب إليه “لأنه في الوقت الذي تتخلّى فيه عن حرية الكنسية، أنت تحفظ خيال القانون والأرثوذكسية. هذا أسوأ من خرق قانون الانفصال”!

كان الأب ï**النتاين متوقعاً بأن بادرة الفصل هذه سوف تفسّر على أنها إنفصال عن الكنيسة لذا كتب: ” لست أحدث إنشقاقا جديداً، ولا اكسر وحدة الكنيسة. أنني أبتعد وأقود رعيتي بعيداً عن فخ مُحدَث مخافة أن نخسر شيئاً فشيئاً ودون ان ندري، الحرية التي أعطانا إياها ربنا يسوع المسيح مخلص كل الناس، حرية مجانية بدمه هو” . (القانون الثامن للمجمع المسكوني الثالث.).

نحن نعلم جيداً ما هي التبعات التي جعلت كل الذين رفضوا علناً إعلان البطريرك سرجيوس يعانون. ï»*ï*™ï*ھ ريغيل Len Regal في عمله “مأساة الكنيسة الروسية” أظهر أن المتروبوليت سرجيوس أعلن سنة 1929 أن كل الذين عارضوا “إعلانه” هم أعداء الثورة ويجب أن يتم توقيفهم حالاً وقد تمّ إيقاف خمسة عشر أسقفاً. أمّا التعامل مع الموقوفين فكان بكل بساطة: كان يأتي إلى الأسقف عميل GPV ويطرح سؤالاً واحداً: “كيف تنظر إلى اعلان الميتروبوليت سرجيوس؟ إذا كان الجواب أنه لا يقبله فالعميل يستنتج حينها: “هذا يعني أنك معادٍ للثورة”، وتلقائياً يتمّ توقيف الأسقف وهكذا يتم تصفية كل من رفع صوته احتجاجاً. ولم يكن مصير الأب ï**ï؛ژلنتاين مختلفاً.

في سنة 1928، ألقي القبض عليه من جديد وتم نفيه إلى سيبيريا، وهناك رقد بالرب تحت تأثير العذبات والمعاناة في 20 تشرين الأول 1931.

وهكذا كان للأب ï**ï؛ژلنتاين إكليل النصر من الله لأنه حافظ على الإعلان المسيحي الأصيل وسلّط الضوء على مصدر الإغراء الماكر لعدو خلاصنا. ولهذا هو يقود إلى الفردوس مباشرة القطيع الذي أوكله إليه إلهنا الذي له المجد والعزة الى الأبد، آمين.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024