30 - 09 - 2024, 12:21 PM | رقم المشاركة : ( 174431 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
*فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ يَنْبُوعٌ مَفْتُوحًا لِبَيْتِ دَاوُدَ وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ لِلْخَطِيَّةِ وَلِلْنَجَاسَةِ يعلق القديس ديديموس الضرير على هذا الينبوع بقوله [هذا الرش أو السفك يتم بواسطة الدم الإلهي للمخلص، هذا الذي يتكلم عنه القديس بطرس... "للطاعة ورش دم يسوع المسيح، لتكثر لكم النعمة والسلام"... كما يقول: "عالمين أنكم أُفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب ... بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس" (1 بط 1: 18-19). فالذين يخضعون هكذا للدم المسفوك ينالون قلبًا طاهرًا، قائلين كما لو كانوا شخصًا واحدًا في صلواتهم المتكررة بلا انقطاع: "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج"، لينالوا الطهارة التي قيل عنها: "الديانة الطاهرة النقية"]. |
||||
30 - 09 - 2024, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 174432 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الراعي المجروح: 7 «اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اِضْرِبِ الرَّاعِيَ فَتَتَشَتَّتَ الْغَنَمُ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى الصِّغَارِ. 8 وَيَكُونُ فِي كُلِّ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَنَّ ثُلْثَيْنِ مِنْهَا يُقْطَعَانِ وَيَمُوتَانِ، وَالثُّلْثَ يَبْقَى فِيهَا. 9 وَأُدْخِلُ الثُّلْثَ فِي النَّارِ، وَأَمْحَصُهُمْ كَمَحْصِ الْفِضَّةِ، وَأَمْتَحِنُهُمُ امْتِحَانَ الذَّهَبِ. هُوَ يَدْعُو بِاسْمِي وَأَنَا أُجِيبُهُ. أَقُولُ: هُوَ شَعْبِي، وَهُوَ يَقُولُ: الرَّبُّ إِلهِي». بينما يُغالط النبي الكاذب في أمر جِراحاته، إذ بالسيد المسيح يعلن جراحاته مقدمًا بروح النبوة، إذ قيل: "استيقظ يا سيف على راعيَّ وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود، أضرب الراعيَّ فتتشتت الغنم وأرد يديّ على الصغار" [7]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يثور الشيطان بعنف شديد ضد المعلمين لأنه بهلاكهم يتشتت القطيع. بذبح الغنم يقل القطيع لكن بإصابة الراعي يهلك القطيع كله... بنفس واحدة يهلك الكل]. هذا ما ظن الشيطان أنه قادر أن يفعله بضربه للمسيا المخلص، ظن أنه يضرب الراعي فيتشتت الغنم ليرد يده متسلطًا على الصغار]. يقول القديس ديديموس الضرير: [عن هذه النبوة كتب متى الإنجيلي عندما قُبض على يسوع وهرب تلميذه: "لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ" (مت 2: 23)، "أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ" (مت 26: 31). يفهم من كلمة (أضرب) وغيرها من الكلمات الخاصة بالموت أن الراعي يبذل نفسه عن الخراف (يو 10: 15)، يبذل نفسه فدية عن كثيرين (مت 20: 28)]. خلال هذه الجراحات يقول الرب أن ثلثي سكان الأرض: "يُقطعان ويموتان والثلث يبقى فيها، وأدخل الثلث في النار وأمحصهم كمحص الفضة وأمتحنهم امتحان الذهب، هو يدعو باسمي وأنا أجيبه، أقول هو شعبي وهو يقول الرب إلهي" [8-9]. إن كان بسبب رفض جراحات السيد أو رفض السيد المجروح عن البشرية يُقطع ثلثا الأرض من أرض الأحياء ويموتا أبديًا فإن الثلث يدخل تحت نار الضيق، ليشاركوا مخلصهم المجروح بجراحاتهم، أو بمعنى آخر يحملون جراحتهم فيهم علامة إتحادهم معه. بالضيق تدخل الكنيسة في أتون الصليب لتُعلن فيها كلمة الله كفضة مصفاة سبع مرات (مز 12: 6)، وتعلن حياتها كذهب مصفى، أي حياة سماوية روحية مملوءة بالغنى الحقيقي والمجد الأبدي. فإن كانت الفضة تُشير إلى كلمة الله. هكذا كل نفس تود أن تحمل فضة صادقة أي شهادة لكلمة الله، وتصير بطبيعة سماوية (ليست ترابية)، روحية (غير جسدانية) لها الغنى والسلطان الحق، يليق بها أن تمتحن بنار الصليب. مثل هذه النفس تسمع الصوت الإلهي يقول: "هو شعبي" أي يضمها للعضوية الحقيقية لكنيسته السماوية، إما هي فتُرنم بفرح قائلة له: "الرب إلهي"! |
||||
30 - 09 - 2024, 12:23 PM | رقم المشاركة : ( 174433 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الذهبي الفم: [يثور الشيطان بعنف شديد ضد المعلمين لأنه بهلاكهم يتشتت القطيع. بذبح الغنم يقل القطيع لكن بإصابة الراعي يهلك القطيع كله... بنفس واحدة يهلك الكل. هذا ما ظن الشيطان أنه قادر أن يفعله بضربه للمسيا المخلص، ظن أنه يضرب الراعي فيتشتت الغنم ليرد يده متسلطًا على الصغار]. |
||||
30 - 09 - 2024, 12:26 PM | رقم المشاركة : ( 174434 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس ديديموس الضرير: "استيقظ يا سيف على راعيَّ وعلى رجل رفقتي يقول رب الجنود أضرب الراعيَّ فتتشتت الغنم وأرد يديّ على الصغار" [عن هذه النبوة كتب متى الإنجيلي عندما قُبض على يسوع وهرب تلميذه: "لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ" (مت 2: 23)، "أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ" (مت 26: 31). يفهم من كلمة (أضرب) وغيرها من الكلمات الخاصة بالموت أن الراعي يبذل نفسه عن الخراف (يو 10: 15)، يبذل نفسه فدية عن كثيرين (مت 20: 28)]. |
||||
30 - 09 - 2024, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 174435 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سبي أورشليم: "1 هُوَذَا يَوْمٌ لِلرَّبِّ يَأْتِي فَيُقْسَمُ سَلَبُكِ فِي وَسَطِكِ. 2 وَأَجْمَعُ كُلَّ الأُمَمِ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَتُؤْخَذُ الْمَدِينَةُ، وَتُنْهَبُ الْبُيُوتُ، وَتُفْضَحُ النِّسَاءُ، وَيَخْرُجُ نِصْفُ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّبْيِ، وَبَقِيَّةُ الشَّعْبِ لاَ تُقْطَعُ مِنَ الْمَدِينَةِ." [1-2]. في ختام الأصحاح السابق نرى أن ثلثي الأرض يُقطعان ويموتان بينما يبقى الثلث فيها يُمحص بالنار كالفضة ويمتحن كالذهب. وكما يرى القديس ديديموس الضرير أن الثلثين هما الوثنيون واليهود الرافضون للخلاص، أما الثلث فهو جماعة المؤمنين الذين أُعتقوا من السبي الشيطاني بالصليب وقبلوا النار الإلهية واهبة التقديس، هذه التي قال عنها القديس يوحنا المعمدان: "هو يعمدكم بالروح القدس والنار" (مت 3: 11)، كما قال السيد نفسه: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49). ويرى القديس ديديموس الضرير أنها نار التجارب أيضًا الممحصة للنفس، إذ يقول: [الذين عبروا من النار أي الثلث الأخير من المسبيين الذين تنقوا واستجاب الرب صلاتهم هؤلاء يقولون لله الذي وهبهم السلام: "لأنك جربتنا يا الله، محصتنا كمحص الفضة، أدخلتنا إلى الشبكة وجعت ضغطًا على متوننا، ركبت أنُاسًا على رؤوسنا، دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلى الخصب" (مز 66: 10-12). وفي إشعياء أيضًا يقول الله مخلص الإنسان: "لا تخف لأني معك، إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك، إذا مشيت في النار فلا تلدغ واللهيب لا يحرقك..." (إش 43: 3-4). كيف يكون المشي في النار والخروج منها بلا خسارة إلاَّ إذا كان لنا صوت الرب الذي قيل عنه أنه يطفئ لهيب النار. فكما انشق البحر الأحمر بضربة العصا المقدسة فعبر الشعب بلا خسارة هكذا ينشق لهيب النار وينفتح للعبور فيه دون احتراق]. النار الإلهية سواء نار الروح القدس واهب التقديس أو نار التجارب الممحصة تزيد المؤمن بهاءً ومجدًا، أما بالنسبة للمعاندين فيتحطمون بها، لهذا يقول: "هوذا يوم الرب يأتي فيقسم سلبك في وسطك" [1]. فيوم الرب هو يوم خلاص للنفوس الخاضعة وتحرير لها من سبيها، لكنه يوم قاسٍ ومرّ للنفوس المتعجرفة المتمسكة بشرها. وكما قيل بإشعياء النبي: "هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب ليجعل الأرض خرابًا ويبيد منها خُطاتها" (إش 13: 9). غالبًا ما تُقسم الغنائم خارج المدينة المسبية حتى لا ينشغل السابون بالغنيمة فيسترد المسبيون قوتهم ويحاربونهم، أما هنا فيقول: "يقسم سلبك في وسطك" علامة استخفاف الأعداء بالمدينة وإدراكه تحطيمها تمامًا مع عدم وجود أي احتمال لتشتم نفسها. وتظهر بشاعة هذا الاستخفاف أن يقسموا النساء كغنيمة لهم ليرتكبوا الشر معهن أمام أزواجهن، وكما قيل بإشعياء: "تحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" (إش 13: 16). ويرى القديس ديديموس الضرير أن الغضب الإلهي قد أدرك أورشليم إلى النهاية (1 تس 2: 16) بقتلها للرب وتلاميذه، فسقطت تحت سطوة يسطس القائد الروماني الذي خربها تمامًا بصورة بشعة سجلها يوسيفوس المؤرخ اليهودي. إنها صورة مؤلمة للنفس التي تسقط تحت سبي إبليس خلال عدم الإيمان، فيقتحم العدو أعماقها ويذلها في الداخل، ويثير كل الخطايا (الأمم) ضدها، فينهب كل خير فيها وينجس الجسد (النساء) بكل طاقاتها، ويتحطم كل ثمر (الأطفال). والعجيب أن نصف المدينة تُحمل إلى السبي خارجًا، أما البقية فلا تُقطع من المدينة [2]. النصف الأول يُشير إلى أورشليم القديمة أو اليهود رافضي المخلص، أما البقية فتُشير إلى الذين قبلوا الإيمان به فأقيمت عليهم الكنيسة أورشليم الجديدة. وفي نفس الوقت يُشير النصف الأول إلى الإنسان الخارجي القديم الذي يلزم أن يُطرد، أما البقية فتُشير إلى الإنسان الداخلي الذي يتجدد. ليمت القديم ويحيا الجديد فينا! |
||||
30 - 09 - 2024, 12:28 PM | رقم المشاركة : ( 174436 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هو يعمدكم بالروح القدس والنار" (مت 3: 11)، كما قال السيد نفسه: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49). ويرى القديس ديديموس الضرير أنها نار التجارب أيضًا الممحصة للنفس، إذ يقول: [الذين عبروا من النار أي الثلث الأخير من المسبيين الذين تنقوا واستجاب الرب صلاتهم هؤلاء يقولون لله الذي وهبهم السلام: "لأنك جربتنا يا الله، محصتنا كمحص الفضة، أدخلتنا إلى الشبكة وجعت ضغطًا على متوننا، ركبت أنُاسًا على رؤوسنا، دخلنا في النار والماء ثم أخرجتنا إلى الخصب" (مز 66: 10-12). وفي إشعياء أيضًا يقول الله مخلص الإنسان: "لا تخف لأني معك، إذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك، إذا مشيت في النار فلا تلدغ واللهيب لا يحرقك..." (إش 43: 3-4). كيف يكون المشي في النار والخروج منها بلا خسارة إلاَّ إذا كان لنا صوت الرب الذي قيل عنه أنه يطفئ لهيب النار. فكما انشق البحر الأحمر بضربة العصا المقدسة فعبر الشعب بلا خسارة هكذا ينشق لهيب النار وينفتح للعبور فيه دون احتراق]. |
||||
30 - 09 - 2024, 12:29 PM | رقم المشاركة : ( 174437 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس ديديموس الضرير أن الغضب الإلهي قد أدرك أورشليم إلى النهاية (1 تس 2: 16) بقتلها للرب وتلاميذه، فسقطت تحت سطوة يسطس القائد الروماني الذي خربها تمامًا بصورة بشعة سجلها يوسيفوس المؤرخ اليهودي. إنها صورة مؤلمة للنفس التي تسقط تحت سبي إبليس خلال عدم الإيمان فيقتحم العدو أعماقها ويذلها في الداخل، ويثير كل الخطايا (الأمم) ضدها، فينهب كل خير فيها وينجس الجسد (النساء) بكل طاقاتها، ويتحطم كل ثمر (الأطفال). |
||||
30 - 09 - 2024, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 174438 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
على جبل الزيتون (الرب يحمل آلامنا فينا): 3 فَيَخْرُجُ الرَّبُّ وَيُحَارِبُ تِلْكَ الأُمَمَ كَمَا فِي يَوْمِ حَرْبِهِ، يَوْمَ الْقِتَالِ. 4 وَتَقِفُ قَدَمَاهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ الَّذِي قُدَّامَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الشَّرْقِ، فَيَنْشَقُّ جَبَلُ الزَّيْتُونِ مِنْ وَسَطِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ الْغَرْبِ وَادِيًا عَظِيمًا جِدًّا، وَيَنْتَقِلُ نِصْفُ الْجَبَلِ نَحْوَ الشِّمَالِ، وَنِصْفُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ. 5 وَتَهْرُبُونَ فِي جِوَاءِ جِبَالِي، لأَنَّ جِوَاءَ الْجِبَالِ يَصِلُ إِلَى آصَلَ. وَتَهْرُبُونَ كَمَا هَرَبْتُمْ مِنَ الزَّلْزَلَةِ فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. وَيَأْتِي الرَّبُّ إِلهِي وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ مَعَكَ. إذ تتحطم أورشليم القديمة الحرفية الناموسية لتقوم فينا أورشليم الجديدة الروحية، ليسكن فيها الرب ويحارب عنها ويسندها معلنًا صليبه فيها، يقول: "فيخرج الرب ويحارب تلك الأمم كما في يوم حربه يوم القتال، وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق، فينشق جبل الزيتون من وسطه ونحو الشرق ونحو الغرب واديًا عظيمًا جدًا وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب. وتهربون في جواء جبالي لأن جواء الجبال يصل إلى آصل، وتهربون كما هربتم من الزلزلة في أيام عزيا ملك يهوذا، ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معك" [3-5]. إذ سقط الإنسان تحت سبي إبليس وانهار أمام الخطايا (الأمم) تقدم خالقه ليحرره، إذ قيل: "فيخرج الرب ويحارب تلك الأمم كما في يوم حربه يوم القتال" [3]. تقدم الرب بنفسه ليحارب إبليس بكل شروره ليحرر الإنسان من سطوته. ويعلق القديس ديديموس الضريرعلى كلمة "خرج" بقوله: [نعم، يقول ربنا ومخلصنا عن نفسه في الإنجيل: "لأني خرجت من قبل الله (الآب) وأتيت، لأني لم آتِ من نفسي لأن ذاك أرسلني" (يو 8: 42). وبنفس المعنى يقول حبقوق لله: "خرجت لخلاص شعبك، لخلاص مسيحك، سحقت رأس بيت الشرير، معريًا الأساس حتى العنق" (حب 3: 13). وكما يخرج ويأتي إلى من يخلصهم كذلك يخرج بصورة أوضح عندما يصنع حربًا (ضد إبليس). جاء في سفر ميخا: "فإن هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الأرض" (مي 1: 13)، وفي إشعياء: الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته، يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه" (إش 42: 13)]. يخرج الرب ليحارب عنا فيقف في ذلك اليوم، أي يوم الفداء، على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق، فينشق الجبل من وسطه ونحو الشرق ونحو الغرب ليصنع واديًا عظيمًا جدًا وينتقل نصف الجبل نحو الشمال ونصفه نحو الجنوب... ماذا يعني هذا؟ أولًا: وقف المخلص على جبل الزيتون شرقي أورشليم بكونه الزارع الذي غرس أشجار الزيتون المقدسة التي قيل عنها: " أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله" (مز 52: 9)، "بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك" (مز 128: 3). هذه الأشجار كما يقول القديس ديديموس: [لا تزرع في الوادي من جهة الغرب، إنما على الجبل في الأعالي جهة الشرق، يشرق عليها شمس البرّ بنوره الإلهي، وكأنها بالأشجار التي غرسها الرب في الفردوس في جنة عدن نحو الشرق (تك 2: 8). كل منها تسمع صوت المصلوب: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) بهذا تقول الأشجار المقدسة مع الرسول: "أما نحن فسيرتنا في السموات" (في 3: 20)]. ثانيًا: إن كنا بالمسيح يسوع المصلوب غُرسنا كأشجار زيتون في بيت الله شرقي أورشليم، فإننا نقف هناك مع التلاميذ نتأمل صعود السيد عند جبل الزيتون متوقعين مجيئه كقول الملاك (أع 1: 12). ثالثًا: بالإيمان غُرسنا شرقي أورشليم على الجبل المقدس، أما اليهود فبجحدهم المسيا المخلص انحدروا إلى الوادي العظيم جدًا نحو الغرب [4] ومعهم كل جاحدي النعمة الإلهية، ويكون الوادي أشبه بالهوة التي تفصل الذين يُغرسون في الشرق من الذين في الغرب. رابعًا: ينتقل نصف الجبل إلى الشمال حيث ريح الشمال الباردة والنصف الآخر نحو الجنوب حيث الريح الدافئة الحارة. النصف الأول يُشير إلى برودة الروح أو الشر والآخر يُشير إلى حرارة الروح (الظهيرة الروحية). ويرى القديس ديديموس في قول العروس: "استيقظي يا ريح الشمال وتعالي يا ريح الجنوب، هبي على جنتي فتقطر أطيابها، ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس" (نش 4: 16) أن ريح الشمال تُشير إلى إبليس حيث البرد القارس المهلك للزرع الذي يعوق نسمات العطر الإلهي، أما ريح الجنوب فبحرارتها وعطرها تلهب النفس ممثلة السيد المخلص القائل: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49). لنقل لريح الشمال لا باللسان بل بالعمل أن ترجع عنا بعيدًا بتحقيق كلمات الرسول: "امتنعوا عن كل شبه شر" (1 تس 5: 22)، ولندع ريح الجنوب بقبول السيد المسيح في حياتنا عمليًا! خامسًا: يرى القديس ديديموس في القول: "جواء الجبال يصل إلى آصل" [5]، أن الاخدود الذين بين الجبال يصل إلى غسائيل الذي قيل عنه: "خفيف الرجلين كظبي البر" (2 صم 2: 18). فالمؤمن بالمسيح يسوع ينطلق بين الجبال المقدسة بأرجل خفيفة مسرعة نحو عريسها، بنظرات روحية ثاقبة نحوه. سادسًا: يقول: "وتهربون كما هربتم من الزلزلة في أيام عزيا ملك يهوذا ويأتي الرب إلهي وجميع القديسين معك" [5]. هذه الزلزلة المشهورة هي التي حدثت في أيام عزيا ملك يهوذا، في أيام يربعام بن يوآش ملك إسرائيل وقد ذكرها عاموس (عا 1: 1)، وإذا عرف عزيا بخطيته نحو المقدسات بإيقاده على مذبح البخور (2 أي 26: 16) أُصيب ببرص في جبهته أمام الكهنة في بيت الرب وطُرد من هناك وأقُيم ابنه عوضًا عنه، فالهروب من الزلزلة إنما يعني هروبنا مما حل بعزيا، من برص خطيته لننعم بحلول الرب إلهنا فينا ليملك داخلنا. لنهرب من زلزلة عزيا لنتقبل زلزلة الصليب التي خلالها انطلق كثير من الأموات إلى أورشليم وظهروا لكثيرين (مت 27: 51-52)، لكي تزلزل فكرنا الأرضي الترابي وتقيم فينا الفكر الروحي الحيّ. |
||||
30 - 09 - 2024, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 174439 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"فيخرج الرب ويحارب تلك الأمم كما في يوم حربه يوم القتال" [3]. تقدم الرب بنفسه ليحارب إبليس بكل شروره ليحرر الإنسان من سطوته. ويعلق القديس ديديموس الضريرعلى كلمة "خرج" بقوله: [نعم، يقول ربنا ومخلصنا عن نفسه في الإنجيل: "لأني خرجت من قبل الله (الآب) وأتيت، لأني لم آتِ من نفسي لأن ذاك أرسلني" (يو 8: 42). وبنفس المعنى يقول حبقوق لله: "خرجت لخلاص شعبك، لخلاص مسيحك، سحقت رأس بيت الشرير، معريًا الأساس حتى العنق" (حب 3: 13). وكما يخرج ويأتي إلى من يخلصهم كذلك يخرج بصورة أوضح عندما يصنع حربًا (ضد إبليس). جاء في سفر ميخا: "فإن هوذا الرب يخرج من مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الأرض" (مي 1: 13)، وفي إشعياء: الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته، يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه" (إش 42: 13)]. |
||||
30 - 09 - 2024, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 174440 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله" (مز 52: 9)، "بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك" (مز 128: 3). هذه الأشجار كما يقول القديس ديديموس [لا تزرع في الوادي من جهة الغرب، إنما على الجبل في الأعالي جهة الشرق، يشرق عليها شمس البرّ بنوره الإلهي، وكأنها بالأشجار التي غرسها الرب في الفردوس في جنة عدن نحو الشرق (تك 2: 8). كل منها تسمع صوت المصلوب: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) بهذا تقول الأشجار المقدسة مع الرسول: "أما نحن فسيرتنا في السموات" (في 3: 20)]. |
||||