30 - 09 - 2024, 09:40 AM | رقم المشاركة : ( 174401 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان ذهاب بطرس ويوحنا إلى السامرة مهم جدَا لعدة أسباب: بطرس أخذ من الرب مفاتيح ملكوت السماوات (متىظ،ظ¦: ظ،ظ©)، أي الدخول إلى دائرة الاعتراف المسيحي. ولقد فتح الباب لليهود في عظته الأولى يوم الخمسين، يوم حلول الروح القدس، وربح ثلاثة آلاف نفس (أعمالظ¢)، وأيضًا فتح الباب بعد ذلك للأمم (أعمالظ،ظ*)، وكان لابد أيضًا أن يفتح الباب للسامريين. ومع أن فيلبس بشرهم واعتمدوا بالماء، لكن لم يحل عليهم الروح القدس إلا بعد مجيء بطرس ويوحنا. لكيلا تستقل كنيسة السامرة عن كنيسة أورشليم، ولذلك لم يحل عليهم الروح القدس إلا بعد مجيء الرسولان بطرس ويوحنا لكي يصليا من أجلهما، وأيضًا يضعا عليهما الأيادي، أي أن السامريين المؤمنين انحنوا واتضعوا لكي يضع بطرس ويوحنا أيديهما عليهم. وبذلك تُحفظ وحدة الكنيسة في كل مكان، لأن الكنيسة مكوَّنة من يهود وأمم، من كل القبائل والألسنة والشعوب والأمم (كولوسيظ£: ظ،ظ،). وبذلك اشترك السامريون المكروهون من اليهود في معمودية الروح القدس على السواء، وتمتعوا ببركات سكناه في القديسين. وما حدث مع السامريين كان حالة خاصة، ولا يحدث الآن، لأن الذي يؤمن بالمسيح يسكن فيه الروح القدس مباشرة (أفسسظ،: ظ،ظ£)، وينضم إلى جسد المسيح (ظ،كورنثوسظ،ظ¢: ظ،ظ£). لكي يعالج المرارة القديمة بين اليهود والسامريين. تشجيع المؤمنين حديثًا وثباتهم في التعليم الصحيح، ومعرفة الحق. وجود شركة بين المؤمنين في أورشليم والسامرة. مصادقة الرسل على خدمة فيلبس والذي استخدمه الرب بقوة عظيمة. العمل كثير على رجل واحد، ولا بد من مشاركة آخرين. كشف الحقيقي من المزيف، فليس كل من اعتمد بالماء هو مولود من الله، بل من سكن فيه الروح القدس. «ثُمَّ إِنَّهُمَا بَعْدَ مَا شَهِدَا وَتَكَلَّمَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَشَّرَا قُرىً كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ» مكثا الرسولان فترة في السامرة، حيث شَهِدَا وَتَكَلَّمَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، وأثناء رجوعهما إلى أورشليم، بَشَّرَا قُرىً كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ، وهذا يُرينا عدة أمور: لقد انفتح قلبيهما للشهادة عن الرب في قرى السامريين، أي ليس لليهود فقط. غيرتهما على مجد الرب، والرغبة في خلاص نفوس كثيرة، ونشر كلمة الله. لم يضيعا الفرصة الثمينة في البشارة في رحلة عودتهما، فعلينا أن نكرز بالكلمة في وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ (ظ¢تيموثاوسظ¤: ظ¢). الرب يهتم بالمدن والقرى، وعلى خدام الإنجيل التحرك إلى المدن والقرى. من هذا نتعلم أن خطة الله لابد أن تتم، سواء بنا أم بغيرنا، ولكن عندما نقصر في الخدمة التي كلفنا الرب بها، فإن الرب يُقيم غيرنا ليعملها، ولكن في هذه الحالة نكون خسرنا المكافأة، ولم نتمم خدمتنا. ليحفظنا الرب من ذلك. لقد كانت زيارة بطرس ويوحنا إلى السامرة مثمرة، وبحسب خطة الله، وحققت القصد منها، يا ليت خدمتنا تكون مثمرة لمجد ربنا يسوع المسيح. |
||||
30 - 09 - 2024, 09:43 AM | رقم المشاركة : ( 174402 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحميا والموقعة الرابعة «وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَالْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ أَنَّ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ قَدْ رُمِّمَتْ وَالثُّغَرَ ابْتَدَأَتْ تُسَدُّ، غَضِبُوا جِدًّا. وَتَآمَرُوا جَمِيعُهُمْ مَعًا أَنْ يَأْتُوا وَيُحَارِبُوا أُورُشَلِيمَ وَيَعْمَلُوا بِهَا ضَرَرًا» (نحمياظ¤: ظ§، ظ¨). بدأت هذه الموقعة كمثيلاتها، «وَلَمَّا سَمِعَ...». فما أن سمع سنبلط وطوبيا بأن السور قد بُني ورُمم واتصل كله ببعضه (لكنه كان إلى نصف علوه فقط حتى ذلك الوقت)، جُنَ جنونهما، فتآمرا مع العرب والعمونيين والأشدودين ليأتوا ويثيروا انزعاجًا بالمدينة، فيوقَف العمل! وابتدأت أخبار المؤامرة تنتشر بين اليهود الساكنين بجوار الأعداء، فجاءوا ورجعوا عشرة مرات حاملين نفس الرسالة لنحميا، محذرين إياه بمباغتة العدو أثناء انهماكه بالعمل، فماذا فعل نحميا في هذه الموقعة؟ أولًا لقد ابتدأ بالصلاة، لكنه لم يُصلِّ وحده، بل قاد رجاله معه في الصلاة. ولم يصلِّ فقط، بل قام ليفعل ما توجَّب عليه فعله. فثانيًا، «أَقَمْنَا حُرَّاسًا ضِدَّهُمْ نَهَارًا وَلَيْلاً»، لكن أتعلم أين وضع الحراسة؟ «فَأَوْقَفْتُ الشَّعْبَ مِنْ أَسْفَلِ الْمَوْضِعِ وَرَاءَ السُّورِ وَعَلَى الْقِمَمِ، بِسُيُوفِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ وَقِسِيِّهِمْ» (نحمياظ¤: ظ،ظ£). وتأتي هذه العبارة في إحدى الترجمات “At the most vulnerable places”. لقد وضع نحميا الحراسة في أكثر الأماكن ضعفًا وهشاشية، إذ علم أنها هي الأكثر عُرضة لمباغتة العدو! وترى ماذا تعني تلك الأماكن الضعيفة؟ معلوم أن نقاط الضعف فينا تختلف من شخص لآخر. فيشير نحميا لهذه الأماكن بأكثر تفصيل: «مِنْ أَسْفَلِ الْمَوْضِعِ وَرَاءَ السُّورِ وَعَلَى الْقِمَمِ». أَسْفَلِ الْمَوْضِعِ: أي الأماكن المنخفضة التي نشعر فيها بقلتّنا وصغر أنفسنا، فنيأس إذ يعتلّ كياننا من عيوبنا. وكمّ مرَّة سدّد عدونا الشرس أقسى لكماته الموجعة في أكثر الأماكن حساسية وإيلامًا! وَرَاءَ السُّورِ: المناطق الخفية من حياتنا - حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ - وأيضًا حين يسمح لنا الله بالاختباء - وَرَاءَ السُّورِ - بينما نرغب في العيش تحت الأضواء المُبهرة! وَعَلَى الْقِمَمِ: وتعني المواقع المُشمسة أو الأماكن المفتوحة. وربما نتعجب من كون هذه المنطقة الأخيرة بالذات منطقة ضعيفة أيضًا! فهل هناك أخطار تهدّدنا في الأجواء المشمسة بينما نعتلي القمم؟ بكل تأكيد. بل ربما تكون القمم هي أكثر الأماكن خطرًا علينا. لقد رأى الرب خطر الارتفاع - بفرط الإعلانات - مُحدقًا ببولس، فأعطاه شوكة في الجسد لئلا يرتفع! فنحن عُرضة لأن يختل اتزاننا في ركوبنا عندما نعتلي القمم فنمشي في زهو وخيلاء إذ ترتفع قلوبنا، فنسقط. وإن لم تقنع بذلك يا صديقي، فاذهب في زيارة خاطفة لعزيَّا الملك في بَيْتِ الْمَرَضِ. قِف من بعيد وانظره! الذي «لَمَّا تَشَدَّدَ ارْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى الْهَلاَكِ وَخَانَ الرَّبَّ إِلهَهُ» (ظ¢أخبارظ¢ظ¦: ظ،ظ¦) ولأجل هذا كله أقام نحميا حراسًا مستعدين - نهارًا وليلاً بلا انقطاع - يحملون أسلحة متعددة تحسبًا لهجوم العدو المُباغت في هذه المناطق بالذات، حراسًا لا يخلعون ثيابهم، بل يذهبون بسلاحهم حتى إلى الماء. هكذا يشير استمرار الحراسة ليلاً ونهارًا إلى حياة السهر في الصلاة، الأمر الذي نحتاجه بشدة في هذه الأيام. «عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ» (إشعياءظ¦ظ¢: ظ¦، ظ§). وثالثًا: أوصاهم نحميا بينما هم يعملون أو يحرسون ألا يغيب عن ذهنهم هذان الأمران العظيمان: عظمة سيدهم، وسمو الغرض الذي يحاربون لأجله. «وَنَظَرْتُ وَقُمْتُ وَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَالْوُلاَةِ وَلِبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: لاَ تَخَافُوهُمْ، بَلِ اذْكُرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ» (نحمياظ¤: ظ،ظ¤). وهو ما فعله بولس بعد أن أوصى تلميذه تيموثاوس: «فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ»، عاد ليذكَّره بأن يضع قائده الغالب نصب عينيه فلا يكلّ أو يخور في نفسه، «اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ» (ظ¢تيموثاوسظ¢: ظ£، ظ¨). والذي طالما ثبَّتّ عينيك عليه، فلسوف يقودك الله في موكب نصرته في المسيح كل حين. هكذا أعاد نحميا تركيز أنظار الشعب على هذا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ الذي أعانهم قبلاً على هؤلاء الأعداء الثلاثة بالذات (الْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ): «وَسَاعَدَهُ اللهُ عَلَى الْعَرَبِ...» (ظ¢أخبارظ¢ظ¦: ظ§). «وَأَخَذَ دَاوُدُ تَاجَ مَلِكِهِمْ (العمونيون) عَنْ رَأْسِهِ...» (ظ،أخبارظ¢ظ*: ظ¢). «وَبَكَّرَ الأَشْدُودِيُّونَ فِي الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ...» (ظ،صموئيل ظ¥: ظ£، ظ¤). ثم ذكَّرهم نحميا بالغرض الذي لأجله يحاربون «وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ، وَبَنَاتِكُمْ، وَنِسَائِكُمْ، وَبُيُوتِكُمْ»، وألا يستحق هؤلاء أن نقوم ونحارب من أجلهم، فنكون سِتْرًا لَهُمْ مِنْ وَجْهِ الْمُخَرِّبِ؟ رابعًا: قام نحميا بعمل بعض التعديلات. «وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ كَانَ نِصْفُ غِلْمَانِي يَشْتَغِلُونَ فِي الْعَمَلِ، وَنِصْفُهُمْ يُمْسِكُونَ الرِّمَاحَ وَالأَتْرَاسَ وَالْقِسِيَّ وَالدُّرُوعَ»، وكل منهم عرف تمامًا ما توجَّب عليه عمله، فلم يتدخل أحد في عمل الآخر. «الْبَانُونَ عَلَى السُّورِ بَنَوْا وَحَامِلُو الأَحْمَالِ حَمَلُوا. بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ، وَبِالأُخْرَى يَمْسِكُونَ السِّلاَحَ. وَكَانَ الْبَانُونَ يَبْنُونَ، وَسَيْفُ كُلُّ وَاحِدٍ مَرْبُوطٌ عَلَى جَنْبِهِ» (نحمياظ¤: ظ،ظ¦-ظ،ظ¨). ثم يذكر هذه العبارة الرائعة: «وَالرُّؤَسَاءُ (أوقفوا أنفسهم) وَرَاءَ كُلِّ بَيْتِ يَهُوذَا»، لقد ارتضى هؤلاء الشرفاء أن يبقوا في الخلف كجنود احتياط لحماية ظهور العاملين في الصفوف الأمامية، حتى إذا ضرب البوق يقوموا بالقتال، الأمر الذي لم يحدث! فلم يضرب البوق ولا مرة! «الرَّبُّ أَبْطَلَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. لاَشَى أَفْكَارَ الشُّعُوبِ» (مزمورظ£ظ£: ظ،ظ*). فهل معنى ذلك أنهم كانوا بلا أهمية؟ بالعكس، لقد ظلوا في مواقعهم حتى النهاية. ولولا وقوفهم هكذا، ما كان الشعب تشجع لإكمال العمل! «فَكُنَّا نَحْنُ نَعْمَلُ الْعَمَلَ، وَكَانَ نِصْفُهُمْ يَمْسِكُونَ الرِّمَاحَ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى ظُهُورِ النُّجُومِ» (نحمياظ¤: ظ¢ظ،). أعزائي، دعونا لا ننسى أن هناك شرفاء اختاروا مواقعهم خلف ظهور إخوتهم، لا للتكلم عليهم وانتقادهم من ورائهم، بالعكس، فلربما دوَّت حناجر هؤلاء الشرفاء بصيحات التشجيع من الخلف فحفزّت عزيمة إخوتهم العاملين في الأمام. وهكذا بالرغم من شراسة هذه الموقعة إلا أن الله أعطاهم النصرة على الأعداء والقوة لاستكمال البناء، «وأَبْطَلَ اللهُ مَشُورَتَهُمْ، رَجَعْنَا كُلُّنَا إِلَى السُّورِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شُغْلِهِ». قف حتى يرجع ربك يجدك غالبًا من شفتيه ستسمع: كفاكَ قتالًا مُتعبًا |
||||
30 - 09 - 2024, 09:45 AM | رقم المشاركة : ( 174403 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«أَقَمْنَا حُرَّاسًا ضِدَّهُمْ نَهَارًا وَلَيْلاً»، لكن أتعلم أين وضع الحراسة؟ «فَأَوْقَفْتُ الشَّعْبَ مِنْ أَسْفَلِ الْمَوْضِعِ وَرَاءَ السُّورِ وَعَلَى الْقِمَمِ، بِسُيُوفِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ وَقِسِيِّهِمْ» (نحمياظ¤: ظ،ظ£). وتأتي هذه العبارة في إحدى الترجمات “At the most vulnerable places”. لقد وضع نحميا الحراسة في أكثر الأماكن ضعفًا وهشاشية، إذ علم أنها هي الأكثر عُرضة لمباغتة العدو! وترى ماذا تعني تلك الأماكن الضعيفة؟ معلوم أن نقاط الضعف فينا تختلف من شخص لآخر. فيشير نحميا لهذه الأماكن بأكثر تفصيل: «مِنْ أَسْفَلِ الْمَوْضِعِ وَرَاءَ السُّورِ وَعَلَى الْقِمَمِ». أَسْفَلِ الْمَوْضِعِ: أي الأماكن المنخفضة التي نشعر فيها بقلتّنا وصغر أنفسنا، فنيأس إذ يعتلّ كياننا من عيوبنا. وكمّ مرَّة سدّد عدونا الشرس أقسى لكماته الموجعة في أكثر الأماكن حساسية وإيلامًا! وَرَاءَ السُّورِ: المناطق الخفية من حياتنا - حِينَمَا نَتَوَارَى بَعْضُنَا عَنْ بَعْضٍ - وأيضًا حين يسمح لنا الله بالاختباء - وَرَاءَ السُّورِ - بينما نرغب في العيش تحت الأضواء المُبهرة! وَعَلَى الْقِمَمِ: وتعني المواقع المُشمسة أو الأماكن المفتوحة. وربما نتعجب من كون هذه المنطقة الأخيرة بالذات منطقة ضعيفة أيضًا! فهل هناك أخطار تهدّدنا في الأجواء المشمسة بينما نعتلي القمم؟ بكل تأكيد. بل ربما تكون القمم هي أكثر الأماكن خطرًا علينا. لقد رأى الرب خطر الارتفاع - بفرط الإعلانات - مُحدقًا ببولس، فأعطاه شوكة في الجسد لئلا يرتفع! فنحن عُرضة لأن يختل اتزاننا في ركوبنا عندما نعتلي القمم فنمشي في زهو وخيلاء إذ ترتفع قلوبنا، فنسقط. وإن لم تقنع بذلك يا صديقي، فاذهب في زيارة خاطفة لعزيَّا الملك في بَيْتِ الْمَرَضِ. قِف من بعيد وانظره! الذي «لَمَّا تَشَدَّدَ ارْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى الْهَلاَكِ وَخَانَ الرَّبَّ إِلهَهُ» (ظ¢أخبارظ¢ظ¦: ظ،ظ¦) ولأجل هذا كله أقام نحميا حراسًا مستعدين - نهارًا وليلاً بلا انقطاع - يحملون أسلحة متعددة تحسبًا لهجوم العدو المُباغت في هذه المناطق بالذات، حراسًا لا يخلعون ثيابهم، بل يذهبون بسلاحهم حتى إلى الماء. هكذا يشير استمرار الحراسة ليلاً ونهارًا إلى حياة السهر في الصلاة، الأمر الذي نحتاجه بشدة في هذه الأيام. «عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاسًا لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا، وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ» (إشعياءظ¦ظ¢: ظ¦، ظ§). |
||||
30 - 09 - 2024, 09:46 AM | رقم المشاركة : ( 174404 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوصاهم نحميا بينما هم يعملون أو يحرسون ألا يغيب عن ذهنهم هذان الأمران العظيمان: عظمة سيدهم، وسمو الغرض الذي يحاربون لأجله. «وَنَظَرْتُ وَقُمْتُ وَقُلْتُ لِلْعُظَمَاءِ وَالْوُلاَةِ وَلِبَقِيَّةِ الشَّعْبِ: لاَ تَخَافُوهُمْ، بَلِ اذْكُرُوا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ، وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَنِسَائِكُمْ وَبُيُوتِكُمْ» (نحمياظ¤: ظ،ظ¤). وهو ما فعله بولس بعد أن أوصى تلميذه تيموثاوس: «فَاشْتَرِكْ أَنْتَ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ كَجُنْدِيٍّ صَالِحٍ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ»، عاد ليذكَّره بأن يضع قائده الغالب نصب عينيه فلا يكلّ أو يخور في نفسه، «اُذْكُرْ يَسُوعَ الْمَسِيحَ الْمُقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ» (ظ¢تيموثاوسظ¢: ظ£، ظ¨). والذي طالما ثبَّتّ عينيك عليه، فلسوف يقودك الله في موكب نصرته في المسيح كل حين. هكذا أعاد نحميا تركيز أنظار الشعب على هذا السَّيِّدَ الْعَظِيمَ الْمَرْهُوبَ الذي أعانهم قبلاً على هؤلاء الأعداء الثلاثة بالذات (الْعَرَبُ وَالْعَمُّونِيُّونَ وَالأَشْدُودِيُّونَ): «وَسَاعَدَهُ اللهُ عَلَى الْعَرَبِ...» (ظ¢أخبارظ¢ظ¦: ظ§). «وَأَخَذَ دَاوُدُ تَاجَ مَلِكِهِمْ (العمونيون) عَنْ رَأْسِهِ...» (ظ،أخبارظ¢ظ*: ظ¢). «وَبَكَّرَ الأَشْدُودِيُّونَ فِي الْغَدِ وَإِذَا بِدَاجُونَ سَاقِطٌ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ أَمَامَ تَابُوتِ الرَّبِّ...» (ظ،صموئيل ظ¥: ظ£، ظ¤). ثم ذكَّرهم نحميا بالغرض الذي لأجله يحاربون «وَحَارِبُوا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِكُمْ وَبَنِيكُمْ، وَبَنَاتِكُمْ، وَنِسَائِكُمْ، وَبُيُوتِكُمْ»، وألا يستحق هؤلاء أن نقوم ونحارب من أجلهم، فنكون سِتْرًا لَهُمْ مِنْ وَجْهِ الْمُخَرِّبِ؟ |
||||
30 - 09 - 2024, 09:47 AM | رقم المشاركة : ( 174405 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قام نحميا بعمل بعض التعديلات «وَمِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ كَانَ نِصْفُ غِلْمَانِي يَشْتَغِلُونَ فِي الْعَمَلِ، وَنِصْفُهُمْ يُمْسِكُونَ الرِّمَاحَ وَالأَتْرَاسَ وَالْقِسِيَّ وَالدُّرُوعَ»، وكل منهم عرف تمامًا ما توجَّب عليه عمله، فلم يتدخل أحد في عمل الآخر. «الْبَانُونَ عَلَى السُّورِ بَنَوْا وَحَامِلُو الأَحْمَالِ حَمَلُوا. بِالْيَدِ الْوَاحِدَةِ يَعْمَلُونَ الْعَمَلَ، وَبِالأُخْرَى يَمْسِكُونَ السِّلاَحَ. وَكَانَ الْبَانُونَ يَبْنُونَ، وَسَيْفُ كُلُّ وَاحِدٍ مَرْبُوطٌ عَلَى جَنْبِهِ» (نحمياظ¤: ظ،ظ¦-ظ،ظ¨). ثم يذكر هذه العبارة الرائعة: «وَالرُّؤَسَاءُ (أوقفوا أنفسهم) وَرَاءَ كُلِّ بَيْتِ يَهُوذَا»، لقد ارتضى هؤلاء الشرفاء أن يبقوا في الخلف كجنود احتياط لحماية ظهور العاملين في الصفوف الأمامية، حتى إذا ضرب البوق يقوموا بالقتال، الأمر الذي لم يحدث! فلم يضرب البوق ولا مرة! «الرَّبُّ أَبْطَلَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. لاَشَى أَفْكَارَ الشُّعُوبِ» (مزمورظ£ظ£: ظ،ظ*). فهل معنى ذلك أنهم كانوا بلا أهمية؟ بالعكس، لقد ظلوا في مواقعهم حتى النهاية. ولولا وقوفهم هكذا، ما كان الشعب تشجع لإكمال العمل! «فَكُنَّا نَحْنُ نَعْمَلُ الْعَمَلَ، وَكَانَ نِصْفُهُمْ يَمْسِكُونَ الرِّمَاحَ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى ظُهُورِ النُّجُومِ» (نحمياظ¤: ظ¢ظ،). أعزائي، دعونا لا ننسى أن هناك شرفاء اختاروا مواقعهم خلف ظهور إخوتهم، لا للتكلم عليهم وانتقادهم من ورائهم، بالعكس، فلربما دوَّت حناجر هؤلاء الشرفاء بصيحات التشجيع من الخلف فحفزّت عزيمة إخوتهم العاملين في الأمام. وهكذا بالرغم من شراسة هذه الموقعة إلا أن الله أعطاهم النصرة على الأعداء والقوة لاستكمال البناء، «وأَبْطَلَ اللهُ مَشُورَتَهُمْ، رَجَعْنَا كُلُّنَا إِلَى السُّورِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شُغْلِهِ». قف حتى يرجع ربك يجدك غالبًا من شفتيه ستسمع: كفاكَ قتالًا مُتعبًا |
||||
30 - 09 - 2024, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 174406 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تتقاس إزاي؟ جاء متهلل الوجه، وبادر بالحديث متحمسًا: نصائحك المرة السابقة صنعت فرقًا معي؛ وصلاتي المستمرة أن يكشف لي الرب طُرُقَه ويعلن لي عن نفسه أكثر فأعرفه. كما لا تفارق ذهني ثمار التغيير التي تحدثنا عنها. لذلك أنا أكثر شوقًا لاستكمال حديثنا عن ثمار دراسة كلمة الله وفهمها. يسعدني أن أسمع هذا، فمن دواعي سروري أن أراك متفاعلاً مع ما تكلمنا عنه. إذًا، زدني من أفكارك في هذا الصدد: ما الذي يجب أن تحدثه كلمة الله في حياتي. من شأن فحص كلمة الله، كما سبق أن قلنا: المعرفة الأوضح والأقرب للرب، والتغيير في الحياة. ويتبع ذلك أمر في منتهى الأهمية؛ فالمؤمن له أعداء ثلاثة يحاولون إعاقة مسيرته الروحية، هم: الشيطان والجسد والعالم. لذلك يبحث كل مؤمن حقيقي باجتهاد، ولا سيما الشباب، أمام هذه المعركة الضارية، عن: النصرة الروحية في مزمور ظ،ظ،ظ©، الأطول بين المزامير، وموضوعه كلمة الله وتأثيرها، نجد الكثير عن دور كلمة الله في النصرة الروحية. فأعرف من عظ،ظ، أنني إذا خَبَأْتُ كَلَامَ (الرب) فِي قَلْبِي ستكون النتيجة لَا أُخْطِئَ إِلَى الرب. فبدون كلمته لن أعرف مقاييسه، وبجهل قد أفعل ما لا يرضيه، أو قد يخفى عني أن هناك طريقًا للنصرة. لكن إن ملأتني كلمته سترشدني لعمل مرضاته كما وستعطيني القوة لذلك بمعرفة ما لي في شخص المسيح وعمل الروح القدس في حياتي. هل هذا يعني أني كمؤمن لن أخطئ مطلقًا؟ لم أقُل هذا؛ فمع أن المفترض ألا أخطئ كمؤمن إلا أني سأبقى، نظرً لوجود الطبيعة القديمة (الجسد) فيَّ، عُرضة للشتات والابتعاد عن الرب، وقد أزل في طريقي، أو أنخدع من مكر الشرير فأسقط في خطية. فإذا حدث هذا؛ فبالعودة لكلمة الله تقودني لأن أتَفَكَّر فِي طُرُقِي، فتكشف لي من أين سقطن، وتقودني للتوبة ولأن أرَدَدُ قَدَمَيَّ إِلَى شَهَادَاتِه وطريقه (عظ¥ظ©). ومن ع ظ،ظ£ظ£، أجد أن للكلمة دور هام في أن لَا يَتَسَلَّطْ عَلَيَّ إِثْمٌ؛ فإذ تتثَبّت خُطُوَاتِي فِي كَلِمَتِه، بمعنى أن أقيس تصرفاتي عليها، وآخذ قراراتي بناء عليها، بل وأنظر للحياة كلها من منظورها؛ فهي كفيلة بفك قيود خطايا قد أكون استسلمت لها، فلا تتسلط عليّ. ومع أن حيل الشيطان ماكرة، وخداع الجسد شديد، وإغراءات العالم قوية، وكلها مجتمعة تنسج شبكة لاصطيادي لأخطئ، وتحتاج لحكمة لا أمتلكها من ذاتي لمواجهتها، إلا أنني أستطيع أن أهتف مع المرنم: وَصِيَّتُكَ جَعَلَتْنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي (ع ظ©ظ¨). فللمؤمن فطنة تبصِّره وتنصره طالما هو قريب من الكتاب المقدس خاضع له. ولا شك أن أسمى صور الانتصار في التجربة كانت في انتصار الرب يسوع، كإنسان، على الجبل؛ فرغم كل ما استخدمه الشيطان من حيل انتصر المسيح بكلمة واحدة ”مكتوب“ (متى ظ¤: ظ¤، ظ§، ظ،ظ*). لقد قصد أن يترك لنا مثالاً كيف نغلب في معركتنا الروحية؛ فلم يستخدم سلطانه الشخصي، بل استخدم ما يمكننا جميعًا استخدامه: كلمة الله: الكتاب المقدس. إنها لَنتيجة رائعة للالتصاق بكلمة الله. زدني من النتائج إذًا. في الجانب الإيجابي تأتي نتيجة رائعة وهي الاستعداد لكل عمل صالح فنحن نعلم أننا كمؤمنين «مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس ظ¢: ظ،ظ*). لكن هل ترى ينطبق ذلك عمليًا على جميعنا؟ اعتقد لا. هنا يأتي دور الكتاب المقدس. فنقرأ أن «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ» (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¦-ظ،ظ§). أو دعني أضعها في صورة معادلة رياضية هكذا: ظ،ظ*ظ*ظھ من الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ = يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ ظ،ظ*ظ*ظھ + مُتَأَهِّبًا لـظ،ظ*ظ*ظھ عَمَلٍ صَالِحٍ. (ظ¢تيظ£: ظ،ظ¦-ظ،ظ§) أوافقك على المعادلة لكن أحتاج بعض التوضيح كيف يكون ذلك عمليًا. كلما درست كلمة الله بفهم وعمق وتركيز، وتركتها تفعل فعلها في داخلي، من خلال استعدادي لطاعة ما تعلمني إياه، ستعلمني ما هو الصواب، وتوبخني على ما هو خطأ لأتوب عنه وأتجنبه، فتستقيم حياتي، كما وترشدني إلى ما هو صالح. وهكذا أكون مستعدًا لكل عمل صالح. هل مجرد قراءتي للكتاب تفعل هذا الفعل؟ ضعني أضع خطًا تحت بعض كلمات مما قلت: بفهم، وعمق، وتركيز، وطاعة. فلا تتوقع الكثير إن خصصت للكتاب وقتًا تركيزك فيه قليل كآخر اليوم أو وقت تعبك. كذلك عليك أن تبذل مجهودًا لتفهم ما يريد الله أن يوصل لك من خلال الكلمة. واهتم بالعمق متفاديًا السطحية في التعامل مع الكلمة. وفوق الكل كن على استعداد لطاعة ما يعلمك الله خلال دراستك للكلمة؛ فالله لن يعلِّمك درسًا جديدًا قبل أن تطيع ما سبق وعلّمك إياه. وكلما أطعت أخذك إلى عمق جديد. الأمر يتطلب الكثير من الجهد والحكم على الذات. نعم يتطلب، ولكن لا تنسّ أن النتيجة تستحق ذلك. هل من مزيد؟ نعم عندي أمر، لأهميته سأرجئه للقائنا القادم فنتكلم فيه باستفاضة. |
||||
30 - 09 - 2024, 09:55 AM | رقم المشاركة : ( 174407 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالكلام أم بالفعل؟! تخيل حبلًا مشدودًا يمتد لقرابة نصف الكيلومتر على عرض شلالات نياجرا، وهي واحدة من أعتى شلالات العالم وأكبرها. الصوت المدوي للمياه المتدفقة يبتلع كل الأصوات الأخرى. وإذ بك تشاهد رجلاً يخطو على الحبل ويمشي عليه ثابتًا واثقًا! هذا العمل المذهل جعل من تشارلز بلوندين نجمًا مشهورًا، في صيف عام ظ،ظ¨ظ¥ظ©؛ إذ سار على ارتفاع ظ¥ظ* مترًا فوق الشلالات عدة مرات ذهابًا وإيابًا بين كندا والولايات المتحدة، بينما كانت حشود ضخمة من كلا الجانبين تنظر إليه بصدمة ورهبة. عَبَر مرة في ”شوال“، ومرة على ركائز خشبية ”عكازات“، ومرة أخرى على دراجة، ومرة حمل موقدًا وطبخ عجة! في ظ،ظ¥ يوليو، سار بلوندين إلى الوراء عبر الحبل المشدود إلى كندا وعاد، وهو يدفع عربة يدوية على الحبل، معصوب العينين. تعالت صيحات الجمهور المندهشة ”أووه“. وقد أثبت أنه قادر على القيام بهذا العمل الخطير؛ وما عاد هناك شك في ذلك؛ سأل جمهوره أولاً: ”هل تعتقدون أنني أستطيع أن أحمل شخصًا في هذه العربة اليدوية وأدفعها على الحبل؟“ وبالطبع صاح الحشد قائلين: ”نعم“، لقد صدقوا! عندها طرح بلوندين السؤال: ”من يتطوع بركوب عربة اليد فآخذه معي رحلة عبر الشلالات؟!“ لم يفعل أحد!! لقد شاهد الجمهور مآثره الجريئة، وقالوا إنهم يؤمنون بإمكانياته، لكن أفعالهم أثبتت أنهم لم يؤمنوا بذلك حقًا!! بالكاد قد نجد عذرًا لهم إن شكّوا في إنسان أن قدراته قد تخونه مرة مع أنه نجح مرات، فهو في النهاية إنسان. لكن ماذا نقول نحن عن إيماننا بإلهنا؟ إن إلهنا لا يتغير، ولا يعتريه التعب، ولا تفلت الأمور من يده أبدًا. لقد أظهر مرارًا قدرته في تنفيذ المستحيل في عين البشر. وليس قدرته فقط، بل أظهر أيضًا حكمته غير المحدودة. وفوق ذلك أعلن محبته الفائقة لنا. لم يخلف وعدًا ولم يخيب ظن أحدٍ. فما بالنا نحجم عن خطوات الإيمان معه مفضلين ما نراه بأعيننا؟ |
||||
30 - 09 - 2024, 09:57 AM | رقم المشاركة : ( 174408 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تايتان تبحث تايتنك ذهب خمسة من أغنى رجال العالم في رحلة مائية خطيرة، في قلب المحيط الأطلنطي، الذي يُغطي حوالي خُمس سطح الأرض، في غواصة صغيرة اسمها تايتان، وكان الغرض هو الوصول للسفينة الغارقة تيتانيك، والتي غرقت سنة ظ،ظ©ظ،ظ¢م، وهي سفينة ركاب بريطانية عملاقة، عابرة للمحيط، وتم بناؤها في بلفاست عاصمة أيرلندا الشمالية، وكانت في ذلك الوقت تعتبر أكبر باخرة ركاب في العالم، وصممت على أيدي أمهر المهندسين، وأكثرهم خبرة، وزنها أكثر من ظ¥ظ£ طنًا، وكان أول إبحارها في ظ،ظ* أبريل سنة ظ،ظ©ظ،ظ¢م، من لندن متجة إلى نيويورك، عبر المحيط الأطلسي، وعلى متنها ظ¢ظ¢ظ¢ظ£ راكب، من أغنياء أوروبا وأمريكا، وبعد أربعة أيام فقط من إبحارها، وهي بأقصى سرعة لها، اصطدمت بجبل جليدي، مما أدى إلى غرقها، ونجا من ركابها ظ§ظ*ظ¦ شخص، بقوارب النجاة، معظمهم من الأطفال والنساء، وغرقت ظ،ظ¥ظ،ظ§ نفس، وكان غرقها صدمة كبرى للجميع، حيث أنها كانت مزودة بأعلى معايير السلامة. والاسم تيتانيك Titanic معناها المارد، وسميت بذلك لأن السفينة اتصفت بالضخامة والفخامة، وقالوا إنها غير قابلة للغرق، ولكنها غرقت، وذلك لأنهم تحدوا الله الخالق. أما الغواصة تايتان Titan فهى تابعة لشركة Ocean Gate، وهي شركة متخصصة في الرحلات السياحية المائية، فتأخذ الناس في رحلات غوص في أعماق مرعبة تصل إلى عدة كيلومترات في المياه، ليروا أعماق المحيط وبقايا السفن الغارقة. كان سعر تذكرة الرحلة في الغواصة تايتان ربع مليون دولار، وركبها خمسة من أغنى أثرياء العالم، وهم: رجل الأعمال البريطاني والباكستاني الأصل شهرزاد داود ومعه ابنه سليمان داود، ومستكشف بريطاني وملياردير مشهور اسمه هاميش هاردنج، وغواص سابق من البحرية الفرنسية اسمه بول هنري، والرئيس التنفيذي لشركة أوشن جيت وهي نفسها المسؤولة عن الغواصة والرحلة وهو ستوكتون راش. كان قلبهم مملوء بالأمل، بأنهم سيصلوا للسفينة الغارقة تيتانيك، ويلتقطوا عدة صور لها، ويعتبر حدث عالمي، وينالون بعده شهرة واسعة، ومكسبًا ماديًا عظيمًا من هذه المغامرة. لقد صمموا الغواصة لكي تصل لعمق ظ¦ظ*ظ*ظ* متر تحت سطح المياه، بينما سفينة تيتانيك على عمق ظ¤ظ*ظ*ظ* متر، وتم تصنيع الغواصة من ألياف الكربون شديد التحمل ومعه التيتانيوم، والذي أشرف على التصميم وكالة الفضاء ناسا، واستخدموا نفس التكنولوجيا المستخدمة في مركبات الفضاء، وهي قادرة على تحمل ظروف بيئية عالية جدًا. لأن أعماق المحيط يعتبر من أخطر الأماكن الموجودة في العالم، بسبب الظروف البيئية الخطيرة جدًا، حيث الظلام دامس، لعدم وصول أشعة الشمس، والضغط عالي جدًا، حتى أنه يسحق العظام حرفيًا، والبرودة شديدة تصل إلى درجة التجمد. بدأت رحلة الغواصة تايتان يوم الأحد ظ،ظ¨ يونيو ظ¢ظ*ظ¢ظ£م، وتحركت بسرعتها إلى أعماق المحيط، وبعد ساعة ونصف انقطع الإتصال بينها وبين السفينة الأم التي أنزلتها إلى مياه المحيط، وبالتالى صارت بلا مرشد أو معين في وسط أعماق المحيط، ووجدوا أنفسهم في وسط ظلمة حالكة، وضغط هائل، ومياه غامرة، ولا يعرفون كيف يتحركون، هل هم يسيرون إلى أسفل أم إلى أعلى؟ هل يمينًا أم يسارًا؟، لقد تاهوا في مياه المحيط العميقة، وبعد فترة نفد الأكسجين (كان من المفروض أن الأكسجين يكفيهم لمدة ظ§ظ* ساعة). الغواصة ليس بها شبابيك على الجوانب، ولكن شباك واحد من الأمام في المقدمة، وهي مغلقة بإحكام شديد من الخارج بمسامير قوية، ولا يمكن فتحها من الداخل، وبعد عدة أيام من التيهان في المحيط صارت قبرهم الصامت. ما أصعب التيهان سواء في الصحراء أو أعماق المحيط، فالنتيجة النهائية هى الموت، وقال الكتاب المقدس عنا: «كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ» (إشعياءظ¥ظ£: ظ¦)، ونتيجة الضلال والبعد عن الله هو الهلاك الأبدي، والوجع في الزمان «تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ الَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ» (مزمورظ،ظ¦: ظ¤)، والضلال مرتبط بالضيق «قَبْلَ أَنْ أُذَلَّلَ أَنَا ضَلَلْتُ» (مزمورظ،ظ،ظ©: ظ¦ظ§). تخيل معي خمسة من ملياردرات العالم يموتوا معًا بسبب نقص الأكسجين والمياه والغذاء، في أعماق المحيط، وتحطم الغواصة بسبب الضغط العالي في أعماق ساحقة! شيء مؤسف ومؤلم حقًأ، أن يموتوا هكذا، لقد فقدوا كل شيء في لحظات، تركوا ثرواتهم التي تعبوا في جمعها، قال أيوب: «عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ» (أيوبظ،: ظ¢ظ،)، وقال داود النبي: «إِنَّمَا كَخَيَال يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ.. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا» (مزمورظ£ظ©: ظ¦)، وقال الرسول بولس: «لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ» (ظ،تيموثاوسظ¦: ظ§). قد يأتي الموت فجاة وبدون مقدمات، ولهذا يجب أن يتحذر الإنسان ويستعد للأبدية التي لا تنتهي، قال الكتاب «لأَنَّ الإِنْسَانَ أَيْضًا لاَ يَعْرِفُ وَقْتَهُ. كَالأَسْمَاكِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، وَكَالْعَصَافِيرِ الَّتِي تُؤْخَذُ بِالشَّرَكِ، كَذلِكَ تُقْتَنَصُ بَنُو الْبَشَرِ فِي وَقْتِ شَرّ، إِذْ يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَغْتَةً» (جامعةظ©: ظ،ظ¢)، وقال الرب يسوع:» لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟» (متىظ،ظ¦: ظ¢ظ¦). أناشدك أن تأتي إلى الرب يسوع المسيح المخلص الوحيد، الذي يحبك ومات من أجلك على الصليب، تعال إليه الآن بتوبة صادقة واعتراف حقيقي وإيمان قلبي، فتغُفر خطاياك بدمه الثمين وتأخذ الحياة الأبدية. تعال إليه مسرعًا، تعال قبل أن يُغلق الباب، تعال قبل أن تنتهي حياتك. |
||||
30 - 09 - 2024, 09:59 AM | رقم المشاركة : ( 174409 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أناشدك أن تأتي إلى الرب يسوع المسيح المخلص الوحيد، الذي يحبك ومات من أجلك على الصليب، تعال إليه الآن بتوبة صادقة واعتراف حقيقي وإيمان قلبي، فتغُفر خطاياك بدمه الثمين وتأخذ الحياة الأبدية. تعال إليه مسرعًا، تعال قبل أن يُغلق الباب، تعال قبل أن تنتهي حياتك. |
||||
30 - 09 - 2024, 10:02 AM | رقم المشاركة : ( 174410 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دموع فانية ودموع باقية التقت دمعتان على صفحة مياه صافية، فقالت الأولى: أنا دمعة ذرفتها فتاة تركها خطيبها، وقالت الثانية: وأنا الفتاة التي تزوجته! نحن نعلم أن الوادي الذي نعبره هو وادي البكاء (مزمورظ¦:ظ¨ظ¤). بل وفي يوم قادم سيبكي الأبطال الأقوياء بل: و«... يَصْرُخُ حِينَئِذٍ الْجَبَّارُ مُرّاً». (صفنياظ،: ظ،ظ¤). ومن منا هنا لم يبكِ؟ ومن منا لم يذرف الدموع؟ لكن هناك نوعان من الدموع: دموع تتبخر وتضمحل وتذهب بلا قيمة، ودموع غالية باقية ومحفوظة. وحتى لا ننخدع بالباطل دعونا نتعرف في هذا العدد على البكاء الباطل المزيف والفاني. وفي العدد القادم - إن شاء الرب وعشنا - نتحدث عن البكاء الحقيقي الصادق والباقي. أولا: دموع فانية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: دموع عيسو لقد احتقر عيسو البكورية، البركة التي رتبها الله للبكر، باعها عيسو ولم يقدِّرها، وجاء يوم ليطلبها، لكنه تأخر جدًا. لقد بكى كما لو كان قد تاب، لكن لم تكن توبته صادقة؛ لأنه بعد البكاء حقد على يعقوب أخيه، وأراد قتله، وارتبط ببنت من بنات كنعان الشريرات والتي سبق وحذر إسحاق أبيه منهم فلنتحذر. يقول كاتب العبرانيين: «لِئَلاَّ يَكُونَ أَحَدٌ زَانِيًا أَوْ مُسْتَبِيحًا كَعِيسُو، الَّذِي لأَجْلِ أَكْلَةٍ وَاحِدَةٍ بَاعَ بَكُورِيَّتَهُ فَإِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَيْضًا بَعْدَ ذلِكَ، لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرِثَ الْبَرَكَةَ رُفِضَ، إِذْ لَمْ يَجِدْ لِلتَّوْبَةِ مَكَانًا، مَعَ أَنَّهُ طَلَبَهَا (البركة) بِدُمُوعٍ» (عبرانيينظ،ظ¦:ظ،ظ¢-ظ،ظ§). إنها دموع المستهترين المستبيحين. دموع شاول ظل شاول مُطارِدًا لداود يبغي قتله والتخلص منه، وفي برية عين جدي (صموئيل الأولظ¢ظ¤) أتيحت لداود فرصة قتل عدوه شاول، لكنه لم يفعل، فقط قطع طرف جبة شاول وهو نائم، ونادى داود وأخبر شاول وكان «لمَّا فَرَغَ دَاوُدُ مِنَ التَّكَلُّمِ بِهذَا الْكَلاَمِ إِلَى شَاوُلَ، قَالَ شَاوُلُ: أَهذَا صَوْتُكَ يَا ابْنِي دَاوُدُ؟ وَرَفَعَ شَاوُلُ صَوْتَهُ وَبَكَى...» ولكن لم يكن صادقًا في بكائه لأنه عاد مجدَّدًا ومعه ظ£ظ*ظ*ظ* من رجاله وأراد قتل داود في برية زيف (ظ،صموئيلظ£:ظ¢ظ¦). لم تكن دموعه سوى دموع الأشرار المخادعين. دموع الشعب لقد تذمر الشعب وكرهوا المن وهو "الطعام المرتب من قبل الرب" وطلبوا لحمًا، وما أشبه الليلة بالبارحة! فلا صوت اليوم يعلو على صوت: "اللحمة بكام؟ والفراخ بكام؟!" «فقيل لهم: تَقَدَّسُوا لِلْغَدِ فَتَأْكُلُوا لَحْمًا، لأَنَّكُمْ قَدْ بَكَيْتُمْ فِي أُذُنَيِ الرَّبِّ قَائِلِينَ: مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ إِنَّهُ كَانَ لَنَا خَيْرٌ فِي مِصْرَ. فَيُعْطِيكُمُ الرَّبُّ لَحْمًا فَتَأْكُلُونَ» (عددظ،ظ،: ظ،ظ¨)، ولكن هل كف الشعب عن البكاء لقد بكوا أيضًا بكاء عدم الإيمان (عددظ،:ظ،ظ¤). ليس بكاء المؤمنين الشاكرين، بل بكاء المتذمرين غير الراضين. صديقي وصديقتي ما أكثر المحزونيين المتألمين، قد تجدهم يضحكون، ولكن الحزن والشقاء في قلوبهم يخفون. إننا نعيش في عالم حزين، والمُحزن أكثر أنها أحزان باطلة وقتية لا قيمة لها. فقل لي ما هو نوع ألمك؟ وما هو صنف بكائك؟ أخاف أن يكون بكائك كبكاء عُرفة وقتيًا، إذ التصقت بنعمي ظاهريًا، وأعلنت ولاءها ورغبتها بمرافقتها إلى بيت لحم شكليًا، فرفعت صوتها فعلًا وبكت، ولكنها عادت من حيث أتت، إلى بلاد موآب الوثنية. لقد ذهبت عرفة وأعطت الرب القفا لا الوجه كمعنى اسمها، وغابت شمسها، واختفت. (راعوثظ،ظ¤:ظ،). |
||||