30 - 09 - 2024, 09:24 AM | رقم المشاركة : ( 174391 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هذا لمثل هؤلاء (يوحناظ©:ظ¦) واحدة من أصعب التحديات في يومنا هذا هو قلة الإمكانيات أمام كثرة الاحتياجات! هذه ليست معاناة الأفراد أو الأسر فقط، بل حتى الدول العظمى أيضًا تعاني اليوم من ندرة الموارد وزيادة المتطلبات. الكل ينظر إلى ما عنده في مقابل المطلوب، ويردد ذات القول الذي قاله أندراوس: «وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ؟». أولًا: دعونا نتعرف عن المناسبة التي قيلت فيها هذه العبارة: كان الجموع يتبعون ربنا يسوع ليسمعوه، ومكثوا معه وقتًا طويلًا. طلب السيد من التلاميذ أن يعطوا الجموع شيئًا ليأكلوا. وكان هذا الأمر صادمًا، بل ومستحيلًا للتلاميذ، إذ كيف لهم أطعام هذه الآلاف؟ وقال واحدٌ من التلاميذ، أسمه أندراوس: «هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلَكِنْ مَا هَذَا لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ؟» (يوحناظ©:ظ¦). ثانيًا: نظرة العيان لظروف الزمان أسمح لي قارئي العزيز، قُبيل أن نستطرد في قصتنا هذه، ألا نلوم أندراوس ولا التلاميذ؛ فهذه هي نظرتنا جميعًا. فنحن جميعًا محكمون بالحواس الطبيعية التي لا ترى إلا ما حولها فحسب. فعندما ذهب رجل الله إيليا إلى أرملة صرفه صيدا، وطلب منها شيئًا ليأكله قالت له: «لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلَكِنْ مِلْءُ كَفٍّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهَئَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لِآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلاِبْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ» (ملوك الأولظ،ظ¢:ظ،ظ§). لاحظ معي كلماتها التي تحمل اليأس والقنوط رغم أن معها رجل الله، الذي معه سلطان الله. وأتذكَّر مرة أخرى في أيام أليشع النبي، أنه كانت هناك مجاعة في الأرض، وذهب رجل الله ليبشر بقدوم الخير في الغد. وللأسف سخر منه جندي الملك قائلًا: «هُوَذَا الرَّبُّ يَصْنَعُ كُوًى فِي السَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هَذَا الأَمْرُ؟» (ملوك الثاني ظ¢:ظ§). ولعدم إيمانه وسخريته مات الجندي وداسه الشعب، حسب قول رجل الله له، بأنه سيرى بعينيه الخير، ولكن لا يأكل منه!! نعم أن نظرة العيان، وأن كانت منطقية وتتماشي مع العقل البشري، لكنها متعبة وسبب قلق لأصحابها، فكلمة الله تعلمنا «لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَان» (كورنثوس الثانيةظ§:ظ¥) ثالثًا: إمكانيات الله ننالها بالإيمان كم نشكر الله لأجل ما سجَّله لنا الوحي في الكتاب المقدس «لأن كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ، كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا» (روميةظ¤:ظ،ظ¥). ومن خلال الكلمة المقدسة نتعلم ماذا فعل الله لشعبه وسط الأزمات المادية الطاحنة، وكيف تصرف الأتقياء بالإيمان؛ فنالوا بركة الرب وتمتعوا بما قاله المختبر «اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيه» (مزمورظ©:ظ£ظ¤). نعود معًا إلى التحدي الذي قاله أندراوس، وكيف تدخَّل المسيح في تلك الأزمة. فلقد طلب الرب يسوع من التلاميذ أن يقدِّموا له القليل الذي عندهم، الأرغفة الخمسة والسمكتين فقال لهم: «ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا... ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ» (متىظ،ظ¨:ظ،ظ¤، ظ،ظ©). وما أروع النتائج عندما يثق الإيمان في ربنا يسوع، فمهما كانت الإمكانيات ضئيلة فهو الذي قال «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ» (لوقاظ£ظ*:ظ،ظ¢). لقد بارك ربنا يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين، وأعطى التلاميذ وهم بدورهم وزعوا على الجمع والنتيجة «فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ: اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً» (متىظ¢ظ*:ظ،ظ¤). وما أكثر معجزات الإيمان والثقة في إمكانيات الله، ولا سيما وسط تحديات الاحتياجات! فقديما عال الله إيليا وأرملة صرفه صيدا لعدة سنوات بقليل من الزيت وشيئًا لا يُذكر من الدقيق «وَأَكَلَتْ هِيَ وَهُوَ وَبَيْتُهَا أَيَّامًا. كُوَّارُ الدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وَكُوزُ الزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ «(ملوك الأولظ،ظ¥:ظ،ظ§). إخوتي الأحباء؛ أمام تحديات مُلِحة وشديدة من الأعواز المادية، دعونا نثق في محبة وعناية قلب الله أبونا، الذي أعطانا أغلى ما عنده: ربنا يسوع المسيح «اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ» (روميةظ£ظ¢:ظ¨). إن الوعود الإلهية لم تكن لزمن مضي وولى، بل هي لنا اليوم وغدًا، لنثق فيمن قال «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر»ِ، ولنعِش مطمئنين واثقين مرنمين «لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» (عبرانيينظ¥:ظ،ظ£). لنطمئن مستريحين إذ لنا هذا الوعد الثمين المتين «فَيَمْلأُ إِلَهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبيظ،ظ©:ظ¤). |
||||
30 - 09 - 2024, 09:26 AM | رقم المشاركة : ( 174392 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نظرة العيان لظروف الزمان أسمح لي قارئي العزيز، قُبيل أن نستطرد في قصتنا هذه، ألا نلوم أندراوس ولا التلاميذ؛ فهذه هي نظرتنا جميعًا. فنحن جميعًا محكمون بالحواس الطبيعية التي لا ترى إلا ما حولها فحسب. فعندما ذهب رجل الله إيليا إلى أرملة صرفه صيدا، وطلب منها شيئًا ليأكله قالت له: «لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلَكِنْ مِلْءُ كَفٍّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهَئَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لِآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلاِبْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ» (ملوك الأولظ،ظ¢:ظ،ظ§). لاحظ معي كلماتها التي تحمل اليأس والقنوط رغم أن معها رجل الله، الذي معه سلطان الله. وأتذكَّر مرة أخرى في أيام أليشع النبي، أنه كانت هناك مجاعة في الأرض، وذهب رجل الله ليبشر بقدوم الخير في الغد. وللأسف سخر منه جندي الملك قائلًا: «هُوَذَا الرَّبُّ يَصْنَعُ كُوًى فِي السَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هَذَا الأَمْرُ؟» (ملوك الثاني ظ¢:ظ§). ولعدم إيمانه وسخريته مات الجندي وداسه الشعب، حسب قول رجل الله له، بأنه سيرى بعينيه الخير، ولكن لا يأكل منه!! نعم أن نظرة العيان، وأن كانت منطقية وتتماشي مع العقل البشري، لكنها متعبة وسبب قلق لأصحابها، فكلمة الله تعلمنا «لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعَيَان» (كورنثوس الثانيةظ§:ظ¥) |
||||
30 - 09 - 2024, 09:27 AM | رقم المشاركة : ( 174393 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إمكانيات الله ننالها بالإيمان كم نشكر الله لأجل ما سجَّله لنا الوحي في الكتاب المقدس «لأن كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ، كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا» (روميةظ¤:ظ،ظ¥). ومن خلال الكلمة المقدسة نتعلم ماذا فعل الله لشعبه وسط الأزمات المادية الطاحنة، وكيف تصرف الأتقياء بالإيمان؛ فنالوا بركة الرب وتمتعوا بما قاله المختبر «اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيه» (مزمورظ©:ظ£ظ¤). نعود معًا إلى التحدي الذي قاله أندراوس، وكيف تدخَّل المسيح في تلك الأزمة. فلقد طلب الرب يسوع من التلاميذ أن يقدِّموا له القليل الذي عندهم، الأرغفة الخمسة والسمكتين فقال لهم: «ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا... ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ» (متىظ،ظ¨:ظ،ظ¤، ظ،ظ©). وما أروع النتائج عندما يثق الإيمان في ربنا يسوع، فمهما كانت الإمكانيات ضئيلة فهو الذي قال «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَبُوكُمْ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ» (لوقاظ£ظ*:ظ،ظ¢). لقد بارك ربنا يسوع الأرغفة الخمسة والسمكتين، وأعطى التلاميذ وهم بدورهم وزعوا على الجمع والنتيجة «فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ: اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً» (متىظ¢ظ*:ظ،ظ¤). وما أكثر معجزات الإيمان والثقة في إمكانيات الله، ولا سيما وسط تحديات الاحتياجات! فقديما عال الله إيليا وأرملة صرفه صيدا لعدة سنوات بقليل من الزيت وشيئًا لا يُذكر من الدقيق «وَأَكَلَتْ هِيَ وَهُوَ وَبَيْتُهَا أَيَّامًا. كُوَّارُ الدَّقِيقِ لَمْ يَفْرُغْ، وَكُوزُ الزَّيْتِ لَمْ يَنْقُصْ «(ملوك الأولظ،ظ¥:ظ،ظ§). إخوتي الأحباء؛ أمام تحديات مُلِحة وشديدة من الأعواز المادية، دعونا نثق في محبة وعناية قلب الله أبونا، الذي أعطانا أغلى ما عنده: ربنا يسوع المسيح «اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ» (روميةظ£ظ¢:ظ¨). إن الوعود الإلهية لم تكن لزمن مضي وولى، بل هي لنا اليوم وغدًا، لنثق فيمن قال «وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْر»ِ، ولنعِش مطمئنين واثقين مرنمين «لأَنَّهُ قَالَ: لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» (عبرانيينظ¥:ظ،ظ£). لنطمئن مستريحين إذ لنا هذا الوعد الثمين المتين «فَيَمْلأُ إِلَهِي كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبيظ،ظ©:ظ¤). |
||||
30 - 09 - 2024, 09:33 AM | رقم المشاركة : ( 174394 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رحلة في عقل صموئيل تُخرج الشجرة ثمرًا كجنسها، إنه ليس قانون الطبيعة النباتية فقط، بل والروحية أيضًا؛ فهناك علاقة وطيدة بين الثمر الخارجي والبذرة الداخلية. واليوم في رحلة بحثنا في طبيعة الإيمان، من خلال بطل عاش وشُهد له بومضات إيمانية مُشرِّفة. سنكتشف معًا إيمانه، ولكن من ثمر حياته، عملًا بقول الكتاب «أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي (يعقوبظ،ظ¨:ظ¢). تدور رحلة بحثنا في بستان حياة رجل، هو آخر القضاة وأول الأنبياء. كانت قصة ولادته تحكي عن ثقة أمه في الصلاة، فقبل أن ينطفئ سراج الله بسبب ضعف الكهنوت روحيًا، وُلد صموئيل، من نسل لاوي وتحديًدا من القهاتيين (ظ،أخبارظ£ظ£:ظ¦)، ومن نسله جاء هيمان المرنم (مزمورظ¨ظ¨)، فكانت نبتة حياته هي بمثابة غصن بين أشواك، وتعال معي عزيزي لنستكشف من محطات حياته، ثمر الحياة المؤمنة: - ظ،-النشأة ففي وسط أجواء فاسدة من حفني وفينحاس ابنا عالي، حيث استهانا بتقدمة الرب، وأدبيًا بقدوس إسرائيل، وفي خيمة الاجتماع كانا يضاجعان النساء، وعالي لم يكن حاسمًا بل أكرم بنيه على الرب (ظ،صموئيلظ£ظ*:ظ¢). في وسط هذا الفساد، وبإيمان، سألت حنة الرب ليفتح رحمها، فكانت استجابة الرب بصموئيل الذي يعني ”سُئل من الله“. وبعد أن أرضعته وفطمته، أصعدته إلى بيت الرب وقالت عنه إنه مُعار للرب (ظ،صموئيلظ¢ظ¨:ظ،). وكانت تأتي إليه بلباس كتان من سنة إلى سنة (ظ،صموئيلظ،ظ¨:ظ¢-ظ،ظ©). لقد سبقت الأم وزرعت في ولدها إنه مِلكٌ للرب وليس لنفسه. وأيضًا علمته لبس الكتان الأبيض النقي لكي ينمو الصبي محبًا للنقاوة والقداسة، وقد كان كما أردت أمه. لقد كانت أمام صموئيل أبواب الشر على مصاريعها، لكنه كان يعمل فيه سر الإيمان (ظ،تيموثاوسظ©:ظ£) الذي ينميه في الصلاح ومخافة الرب (ظ،صموئيلظ¢ظ¦:ظ¢). صديقي، ما أظهره بطلنا من تميُّز أخلاقي بالرغم من الشر المحيط، لهو دعوة لنا جميعًا في وسط جيل معوج وملتوِ، تضيئون بينهم كأنوار في العالم (فيلبيظ،ظ¥:ظ¢). ظ¢-الخدمة كانت خدمة صموئيل في الحقبة الأخيرة لإيام القضاة - التي استمرت ظ¤ظ¥ظ* سنة (أعمالظ¢ظ*:ظ،ظ£) - حيث كان خراب في كل النواحي. ورغم ذلك عمل الإيمان في قلبه وفتح أذنه ليسمع صوت الرب منذ صباه، ورغم أن كلمة الرب كانت عزيزة، إلا أنَّ صموئيل كلمه الرب، بل وبسبب وجود رجل أمين مثله تغير المشهد تمامًا، فقيل «وَعَادَ الرَّبُّ يَتَرَاءَى فِي شِيلُوهَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْتَعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي شِيلُوهَ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ» (ظ،صموئيلظ¢ظ،:ظ£). صديقي مهما كانت الحالة من حولك ثق أن الإيمان الحقيقي يجعل الله أن يتكلم. لقد تميزت خدمته بمعية الرب، رغم كثرة الأحداث التي مرت بها خدمته: من هزيمة إسرائيل، وأخذ تابوت الرب، وموت عائلة عالي (ظ،صموئيلظ¤)، وما تلى ذلك من مسح ملكين هما شاول وداود، وأمور كثيرة مسجلة في سفر صموئيل الأول. ظ£-رجل الشركة مع الله لم يكن كمِثل قضاة سابقين بدأوا ولم يكملوا، فكما تنبأت أمه أنه للرب جميع أيام حياته هكذا كان، فسُجل عنه «وَقَضَى صَمُوئِيلُ لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ... وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ» (ظ،صموئيلظ،ظ¥:ظ§-ظ،ظ§). لعلك فطنت معي لسبب استمرارية هذا البطل كل أيام حياته، وهو بناء مذبح للرب في الرامة حيث سكنه. والمذبح يكلمنا عن الشركة مع الله، فثمر الإيمان أساسه الشركة اليومية مع الله والتي من خلالها نفهم فكره ونحيا وصاياه. أشجِّعك أن تعود إلى حياة الشركة مع الله؛ فيتم فيك المكتوب: كشجرة مغروسة عند مجاري المياه تعطي ثمرها في أوانها (مزمورظ،). ظ¤-رجل الشجاعة الأدبية لقد قدم صموئيل فضيلة ”الشجاعة الأدبية“، وكان ذلك دليل على الإيمان الحقيقي. ففي صباه أخبر عالي بما قاله الرب، دون خوف أو أي تغيير في المحتوى (ظ،صموئيلظ،ظ¨:ظ£). وتمر الأيام ويعفو شاول الملك عن أجاج العماليقي، لكن صموئيل فهم فكر الرب، وبكل شجاعة نفذ قول الرب وحكمه (ظ،صموئيلظ£ظ£:ظ،ظ¥). يا له من إيمان فعّال يطيع الرب أولًا فلا يخاف الملوك. ظ¥-رجل الصلاة رائع أن يصفك أحدهم بلقب ”مُصلي“، فما بالك أن الرب نفسه يصف صموئيل بذلك! ففي وقت لاحق أيام قال إرميا «ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي» (إرمياظ،:ظ،ظ¥)، وهنا إشارة من الرب نفسه لصموئيل رجل التشفع. بل كاتب المزمور يؤكد على ذلك: «صَمُوئِيلُ بَيْنَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِهِ. دَعَوْا الرَّبَّ وَهُوَ اسْتَجَابَ لَهُمْ» (مزمورظ¦:ظ©ظ©). يا لها من شهادة لامعة من الله، ومصادقة من الوحي على حياته المصلية. عزيزي في وقت لاحق أكد الرب صدق إيمان شاول الطرسوسي بكلمة واحدة «هوذا يصلي» (أعمالظ،ظ،:ظ©)؛ فإن ثمر حياة الإيمان هو الصلاة والاتكال الكامل على الرب. انظر معي لِمَا عاش صموئيل مقتنعًا به؛ لعل ذلك يترك فيَّ وفيك درسًا لا يُنسى، ففي يوم طلب منه الشعب أن يصلي لأجلهم، فكان جوابه «وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ» (ظ،صموئيلظ¢ظ£:ظ،ظ¢). يا لها من قناعة، فكان صموئيل يرى أن عدم الصلاة لأجلهم خطية إلى الرب! أين نحن من ذلك؟ ليت الرب يزرع فينا هذه القناعة ونتوب عن خطية عدم الصلاة لمن حولنا سواء في خدمتنا أو عائلاتنا وجيراننا. عزيزي لم أكن مُبالغ حينما وصفت حياة صموئيل ببستان، فهي بالحق مليئة بالثمار النافعة لمجد الله أولاً، ولفائدة عائلة الإيمان ثانيًا. ولما لا فهو واحد من شهود الإيمان المذكورين في سحابة الشهود «وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ» (عبرانيينظ£ظ¢:ظ،ظ،). وما شاركتك به ما هو إلا القليل من المنافع ليكون فقط كفاتح شهية لدراسة حياة هذا البطل. وإلى أن القاك في بستان حياة بطل آخر، الرب معك. |
||||
30 - 09 - 2024, 09:34 AM | رقم المشاركة : ( 174395 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صموئيلالنشأة ففي وسط أجواء فاسدة من حفني وفينحاس ابنا عالي، حيث استهانا بتقدمة الرب، وأدبيًا بقدوس إسرائيل، وفي خيمة الاجتماع كانا يضاجعان النساء، وعالي لم يكن حاسمًا بل أكرم بنيه على الرب (ظ،صموئيلظ£ظ*:ظ¢). في وسط هذا الفساد، وبإيمان، سألت حنة الرب ليفتح رحمها، فكانت استجابة الرب بصموئيل الذي يعني ”سُئل من الله“. وبعد أن أرضعته وفطمته، أصعدته إلى بيت الرب وقالت عنه إنه مُعار للرب (ظ،صموئيلظ¢ظ¨:ظ،). وكانت تأتي إليه بلباس كتان من سنة إلى سنة (ظ،صموئيلظ،ظ¨:ظ¢-ظ،ظ©). لقد سبقت الأم وزرعت في ولدها إنه مِلكٌ للرب وليس لنفسه. وأيضًا علمته لبس الكتان الأبيض النقي لكي ينمو الصبي محبًا للنقاوة والقداسة، وقد كان كما أردت أمه. لقد كانت أمام صموئيل أبواب الشر على مصاريعها، لكنه كان يعمل فيه سر الإيمان (ظ،تيموثاوسظ©:ظ£) الذي ينميه في الصلاح ومخافة الرب (ظ،صموئيلظ¢ظ¦:ظ¢). صديقي، ما أظهره بطلنا من تميُّز أخلاقي بالرغم من الشر المحيط، لهو دعوة لنا جميعًا في وسط جيل معوج وملتوِ، تضيئون بينهم كأنوار في العالم (فيلبيظ،ظ¥:ظ¢). |
||||
30 - 09 - 2024, 09:35 AM | رقم المشاركة : ( 174396 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صموئيلالخدمة كانت خدمة صموئيل في الحقبة الأخيرة لإيام القضاة - التي استمرت ظ¤ظ¥ظ* سنة (أعمالظ¢ظ*:ظ،ظ£) - حيث كان خراب في كل النواحي. ورغم ذلك عمل الإيمان في قلبه وفتح أذنه ليسمع صوت الرب منذ صباه، ورغم أن كلمة الرب كانت عزيزة، إلا أنَّ صموئيل كلمه الرب، بل وبسبب وجود رجل أمين مثله تغير المشهد تمامًا، فقيل «وَعَادَ الرَّبُّ يَتَرَاءَى فِي شِيلُوهَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْتَعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي شِيلُوهَ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ» (ظ،صموئيلظ¢ظ،:ظ£). صديقي مهما كانت الحالة من حولك ثق أن الإيمان الحقيقي يجعل الله أن يتكلم. لقد تميزت خدمته بمعية الرب، رغم كثرة الأحداث التي مرت بها خدمته: من هزيمة إسرائيل، وأخذ تابوت الرب، وموت عائلة عالي (ظ،صموئيلظ¤)، وما تلى ذلك من مسح ملكين هما شاول وداود، وأمور كثيرة مسجلة في سفر صموئيل الأول. |
||||
30 - 09 - 2024, 09:37 AM | رقم المشاركة : ( 174397 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صموئيل رجل الشركة مع الله لم يكن كمِثل قضاة سابقين بدأوا ولم يكملوا، فكما تنبأت أمه أنه للرب جميع أيام حياته هكذا كان، فسُجل عنه «وَقَضَى صَمُوئِيلُ لإِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ... وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ» (ظ،صموئيلظ،ظ¥:ظ§-ظ،ظ§). لعلك فطنت معي لسبب استمرارية هذا البطل كل أيام حياته، وهو بناء مذبح للرب في الرامة حيث سكنه. والمذبح يكلمنا عن الشركة مع الله، فثمر الإيمان أساسه الشركة اليومية مع الله والتي من خلالها نفهم فكره ونحيا وصاياه. أشجِّعك أن تعود إلى حياة الشركة مع الله؛ فيتم فيك المكتوب: كشجرة مغروسة عند مجاري المياه تعطي ثمرها في أوانها (مزمورظ،). |
||||
30 - 09 - 2024, 09:37 AM | رقم المشاركة : ( 174398 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صموئيل رجل الشجاعة الأدبية لقد قدم صموئيل فضيلة ”الشجاعة الأدبية“، وكان ذلك دليل على الإيمان الحقيقي. ففي صباه أخبر عالي بما قاله الرب، دون خوف أو أي تغيير في المحتوى (ظ،صموئيلظ،ظ¨:ظ£). وتمر الأيام ويعفو شاول الملك عن أجاج العماليقي، لكن صموئيل فهم فكر الرب، وبكل شجاعة نفذ قول الرب وحكمه (ظ،صموئيلظ£ظ£:ظ،ظ¥). يا له من إيمان فعّال يطيع الرب أولًا فلا يخاف الملوك. |
||||
30 - 09 - 2024, 09:38 AM | رقم المشاركة : ( 174399 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صموئيل رجل الصلاة رائع أن يصفك أحدهم بلقب ”مُصلي“، فما بالك أن الرب نفسه يصف صموئيل بذلك! ففي وقت لاحق أيام قال إرميا «ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي» (إرمياظ،:ظ،ظ¥)، وهنا إشارة من الرب نفسه لصموئيل رجل التشفع. بل كاتب المزمور يؤكد على ذلك: «صَمُوئِيلُ بَيْنَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِهِ. دَعَوْا الرَّبَّ وَهُوَ اسْتَجَابَ لَهُمْ» (مزمورظ¦:ظ©ظ©). يا لها من شهادة لامعة من الله، ومصادقة من الوحي على حياته المصلية. عزيزي في وقت لاحق أكد الرب صدق إيمان شاول الطرسوسي بكلمة واحدة «هوذا يصلي» (أعمالظ،ظ،:ظ©)؛ فإن ثمر حياة الإيمان هو الصلاة والاتكال الكامل على الرب. انظر معي لِمَا عاش صموئيل مقتنعًا به؛ لعل ذلك يترك فيَّ وفيك درسًا لا يُنسى، ففي يوم طلب منه الشعب أن يصلي لأجلهم، فكان جوابه «وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ، بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الْمُسْتَقِيمَ» (ظ،صموئيلظ¢ظ£:ظ،ظ¢). يا لها من قناعة، فكان صموئيل يرى أن عدم الصلاة لأجلهم خطية إلى الرب! أين نحن من ذلك؟ ليت الرب يزرع فينا هذه القناعة ونتوب عن خطية عدم الصلاة لمن حولنا سواء في خدمتنا أو عائلاتنا وجيراننا. عزيزي لم أكن مُبالغ حينما وصفت حياة صموئيل ببستان، فهي بالحق مليئة بالثمار النافعة لمجد الله أولاً، ولفائدة عائلة الإيمان ثانيًا. ولما لا فهو واحد من شهود الإيمان المذكورين في سحابة الشهود «وَمَاذَا أَقُولُ أَيْضًا؟ لأَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ جِدْعُونَ، وَبَارَاقَ، وَشَمْشُونَ، وَيَفْتَاحَ، وَدَاوُدَ، وَصَمُوئِيلَ، وَالأَنْبِيَاءِ» (عبرانيينظ£ظ¢:ظ،ظ،). وما شاركتك به ما هو إلا القليل من المنافع ليكون فقط كفاتح شهية لدراسة حياة هذا البطل. وإلى أن القاك في بستان حياة بطل آخر، الرب معك. |
||||
30 - 09 - 2024, 09:40 AM | رقم المشاركة : ( 174400 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بطرس ويوحنا في السامرة بعد استشهاد استفانوس، رجمًا بالحجارة، حَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، مَا عَدَا الرُّسُلَ. لقد تركوا بيوتهم وحقولهم وأملاكهم وأعمالهم وهربوا بعيدًا عن أورشليم (متىظ،ظ*: ظ¢ظ£). قال الرب لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء: «لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (أعمالظ،: ظ¨). ولكنهم بعد يوم الخمسين، وإيمان الكثيرين بالرب يسوع (أعمالظ¥: ظ،ظ¤)، استمروا في أورشليم حوالي أربع سنوات، حيث الشركة معًا، والأفراح والتعزيات. وربما نسي الرسل والمؤمنين مسؤوليتهم في الشهادة عن الرب يسوع فِي باقي الأماكن كما أوصاهم؛ لذلك سمح لهم بالاضطهاد العظيم، فتشتتوا، وذلك لكي يصل الإنجيل لليهودية والسامرة. «فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَة». لم يهتموا براحتهم الشخصية أو سلامتهم، بل كان هدفهم نشر الكلمة، لقد فعل الاضطهاد بالكنيسة ما تفعله الرياح بالبذار، إذ تنثرها لتأتي بمحصول وفير، لأن كلمة ”تشتت“ تعني نثر البذار. قال أحدهم إن التلاميذ لم يطيعوا كلام الرب لهم في أعمالظ،: ظ¨، فسمح لهم بأعمال ظ¨: ظ،. لم تكن مسؤولية التبشير على الرسل فقط، بل على كل المؤمنين بالمسيح، وأيضًا نجد أنه، بدون ترتيب من الرسل، جال هؤلاء المؤمنين يزرعون بذار الكلمة في كل مكان بعيدًا عن أورشليم. «فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ». نلاحظ أن فيلبس هذا ليس من التلاميذ الاثنا عشر، لكنه فِيلُبُّسَ الْمُبَشِّرِ، وكَانَ وَاحِدًا مِنَ السَّبْعَةِ الشمامسة الذين تم اختيارهم لخدمة توزيع المبالغ المالية على الأرامل والمحتاجين من المؤمنين (أعمالظ¦). استخدم الله فيلبس بقوة في السامرة، متحديًا التمييز العنصري والديني بين اليهود والسامريين، وقبلت السامرة كلمة الله، ولكن لا ننسى أن الرب يسوع هو أول من ذهب إلى السامرة، وألقى بذار الكلمة هناك (يوحناظ¤). نعلم أن الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ (يوحناظ¤: ظ©)، لأنهم شعب خليط من اليهود والأمم، وكانت الكرازة لغير اليهود، إعلان أن المسيح جاء إلى العالم أجمع وليس لليهود فقط. استخدم الرب فيلبس بقوة وأيده بالآيَاتِ ليعلن لأهل السامرة أن قوة سيمون الساحر مزيفة. فَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ لأنهم تمتعوا بغفران خطاياهم، وأيضًا تحرروا من قبضة إبليس (لوقاظ،ظ©: ظ¦) «وَلكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً» (أعمالظ¨: ظ،ظ¢). كانت النتائج عظيمة، لأن فيلبس تحرك في التوقيت المعين من الله إلى السامرة، وكان مؤيَّدًا بقوة الروح القدس، وأيضًا جاء زمن افتقادها. «وَلَمَّا سَمِعَ الرُّسُلُ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ أَنَّ السَّامِرَةَ قَدْ قَبِلَتْ كَلِمَةَ اللهِ أَرْسَلُوا إِلَيْهِمْ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا». نجد هنا اهتمام الرسل بمتابعة نشر الإنجيل في الأماكن الجديدة، لذلك أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا، اثنان من التلاميذ القادة والمؤثرين. يجب أن نتعلم من الرسل، أنه عندما يصل الإنجيل إلى منطقة جديدة، أن يُرسل لهم من يقدِّمون لهم التعليم الصحيح، وأيضًا يصلّون من أجلهم. عندما وصل بطرس ويوحنا إلى السامرة كان المؤمنون قد اعتمدوا باسم الرب يسوع المسيح، ولكن لم يكن قد حل عليهم الروح القدس، فصليا لأَجْلِهِمْ لِكَيْ يَقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ، حِينَئِذٍ وَضَعَا الأَيَادِيَ عَلَيْهِمْ فَقَبِلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. كان ذهاب بطرس ويوحنا إلى السامرة مهم جدَا لعدة أسباب: بطرس أخذ من الرب مفاتيح ملكوت السماوات (متىظ،ظ¦: ظ،ظ©)، أي الدخول إلى دائرة الاعتراف المسيحي. ولقد فتح الباب لليهود في عظته الأولى يوم الخمسين، يوم حلول الروح القدس، وربح ثلاثة آلاف نفس (أعمالظ¢)، وأيضًا فتح الباب بعد ذلك للأمم (أعمالظ،ظ*)، وكان لابد أيضًا أن يفتح الباب للسامريين. ومع أن فيلبس بشرهم واعتمدوا بالماء، لكن لم يحل عليهم الروح القدس إلا بعد مجيء بطرس ويوحنا. لكيلا تستقل كنيسة السامرة عن كنيسة أورشليم، ولذلك لم يحل عليهم الروح القدس إلا بعد مجيء الرسولان بطرس ويوحنا لكي يصليا من أجلهما، وأيضًا يضعا عليهما الأيادي، أي أن السامريين المؤمنين انحنوا واتضعوا لكي يضع بطرس ويوحنا أيديهما عليهم. وبذلك تُحفظ وحدة الكنيسة في كل مكان، لأن الكنيسة مكوَّنة من يهود وأمم، من كل القبائل والألسنة والشعوب والأمم (كولوسيظ£: ظ،ظ،). وبذلك اشترك السامريون المكروهون من اليهود في معمودية الروح القدس على السواء، وتمتعوا ببركات سكناه في القديسين. وما حدث مع السامريين كان حالة خاصة، ولا يحدث الآن، لأن الذي يؤمن بالمسيح يسكن فيه الروح القدس مباشرة (أفسسظ،: ظ،ظ£)، وينضم إلى جسد المسيح (ظ،كورنثوسظ،ظ¢: ظ،ظ£). لكي يعالج المرارة القديمة بين اليهود والسامريين. تشجيع المؤمنين حديثًا وثباتهم في التعليم الصحيح، ومعرفة الحق. وجود شركة بين المؤمنين في أورشليم والسامرة. مصادقة الرسل على خدمة فيلبس والذي استخدمه الرب بقوة عظيمة. العمل كثير على رجل واحد، ولا بد من مشاركة آخرين. كشف الحقيقي من المزيف، فليس كل من اعتمد بالماء هو مولود من الله، بل من سكن فيه الروح القدس. «ثُمَّ إِنَّهُمَا بَعْدَ مَا شَهِدَا وَتَكَلَّمَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَبَشَّرَا قُرىً كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ» مكثا الرسولان فترة في السامرة، حيث شَهِدَا وَتَكَلَّمَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ، وأثناء رجوعهما إلى أورشليم، بَشَّرَا قُرىً كَثِيرَةً لِلسَّامِرِيِّينَ، وهذا يُرينا عدة أمور: لقد انفتح قلبيهما للشهادة عن الرب في قرى السامريين، أي ليس لليهود فقط. غيرتهما على مجد الرب، والرغبة في خلاص نفوس كثيرة، ونشر كلمة الله. لم يضيعا الفرصة الثمينة في البشارة في رحلة عودتهما، فعلينا أن نكرز بالكلمة في وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ (ظ¢تيموثاوسظ¤: ظ¢). الرب يهتم بالمدن والقرى، وعلى خدام الإنجيل التحرك إلى المدن والقرى. من هذا نتعلم أن خطة الله لابد أن تتم، سواء بنا أم بغيرنا، ولكن عندما نقصر في الخدمة التي كلفنا الرب بها، فإن الرب يُقيم غيرنا ليعملها، ولكن في هذه الحالة نكون خسرنا المكافأة، ولم نتمم خدمتنا. ليحفظنا الرب من ذلك. لقد كانت زيارة بطرس ويوحنا إلى السامرة مثمرة، وبحسب خطة الله، وحققت القصد منها، يا ليت خدمتنا تكون مثمرة لمجد ربنا يسوع المسيح. |
||||