29 - 09 - 2024, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 174311 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإجراء التأديبي في الكنيسة له غرضان أساسيان أ-فضح الذين يقولون أنهم مسيحيون ولكنهم غير متجددين فعلاً, أي كالوارد ذكرهم في 1يو2: 19, وإقصاؤهم عن الشركة. ب-إنزال القصاص بكل مؤمن يخطئ, بطريقة تؤدي إلى رجوعه للرب وللكنيسة المحلية. وتأديب المسيحيين لم يقصد به قط أن يكون غاية في حد ذاته بل هو دائماً وسيلة للحصول على الشفاء الروحي. |
||||
29 - 09 - 2024, 12:43 PM | رقم المشاركة : ( 174312 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في العهد الجديد درجات مختلفة من الإجراءات التأديبية, كما يلي أ-في حالة الأخ الذي يخطئ ضد أخيه-يجب أن يعالج هذا الأخ على انفراد. فإن لم يسمع فيجب أن يذهب إليه واحد أو اثنان. فإن لم يسمع لهذه الشهادة الجماعية فيجب عليه أن يمثل أمام الكنيسة, فإن لم يجدِ هذا الإجراء الأخير نفعاً فيجب أن يعامل كالوثني والعشار (مت18: 15- 17). ب-وهناك إجراء تأديبي آخر في شكل إنذار (1تس5: 14) وهذا يُتّبع في حالة الأخ الذي يسلك بدون ترتيب, أي الذي يأبى أن يخضع لمن لهم السلطان عليه في الرب. ج-ثم نقرأ أيضاً عن صنفين من الناس يجب أن نتجنبهما واعني بهما الرجل الذي يسلك بلا ترتيب (2تس3: 11و 14و 15), وكذلك الذي يسبب الشقاقات (رو16: 17). أما الذي يسلك بلا ترتيب فهو الذي يرفض أن يشتغل, وأما الآخر فهو الذي يخلق المشاكل والشقاق بين شعب الله لكي يجذب وراءه اتباعاً بغية الكسب المادي. د-يجب رفض الشخص الهرطوقي بعد إنذاره مرة ومرتين (تي3: 10). يتساءل البعض عما إذا كان المقصود هنا فرزه من الجماعة أو أن هذا التأديب أقل من الفرز. ه-ثم هناك التأديب الصارم ألا وهو الفرز من الكنيسة (1كو5: 11و 13). وهو تأديب خاص للزاني والطماع وعابد الوثن والشتّام والسكير والخاطف. |
||||
29 - 09 - 2024, 12:44 PM | رقم المشاركة : ( 174313 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من الضروري في أمر التأديب التأكد من أن المحاكمة عادلة وتقوم على بينات موثوق بها. أما المبادئ العامة التي تُطبق في هذا الشأن فنوضحها في الموجز الآتي: يجب ألا نسمح لنفوسنا بتكوين رأي, وبالأحرى ألا نقول شيئاً أو نعمل شيئاً بدون أن يكون هناك شاهدان أو ثلاثة شهود. ومهما كانت شهادة الفرد موثوقاً بها وجديرة بالاعتماد عليها فهي غير كافية كأساس يقوم عليه الحكم. وقد نقتنع في نفوسنا بصحة الأمر لأنه مؤيد بشهادة شخص لنا فيه كل الثقة, ولكن الله أحكم منا جميعاً. وقد يكون ذلك الشاهد الواحد مستقيماً وصادقاً ولن يُقدِم على قول الكذب أو الشهادة الزور ولو أعطيته كل ما في العالم من ثروة, قد يكون كل ذلك حقاً وصدقاً, ولكن يجب علينا أن نتمسك بالأمر الإلهي "على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة". ألا ليت ذلك كان مرعياً بدقة في كنيسة الله, إذن لعمت فائدته التي لا تعد ولا تحصى في كل حالة من حالات التأديب كما في كل حالة تتعلق بسلوك أي فرد وبسمعته. فقبل أن يتخذ الاجتماع أي قرار أو ينفذ حكماً في حالة ما, يجب عليه أن يتحقق من كفاية البيّنات. فإن لم تتوفر هذه فيجب أن ينتظر الجميع الرب. يجب أن ينتظروا انتظاراً بثقة ولسوف يظهر الرب حقاً ما تدعو إليه الحاجة. فلنفترض أن هناك فساداً أخلاقياً أو تعليماً خاطئاً في اجتماع المسيحيين, إلا أن الأمر معروف لشخص واحد, وهذا الشخص يعلمه علم اليقين, فما هو العمل إذن؟ انتظروا الرب واطلبوا منه شهادة أخرى. وكل تصرف دون ذلك هو كسر لمبدأ إلهي مدوّن بكل وضوح في كلمة الله المرة تلو الأخرى. فهل يحرج الشاهد الوحيد ويشعر أنه أُهين لأن شهادته لم تؤدِّ إلى إجراء ما؟ كلا. يجب فعلاً ألا ينتظر شيئاً من ذلك بل عليه ألا ينهض شاهداً حتى يدعم شهادته بشهادة شخص آخر. وهل يُرمَى الاجتماع بعدم المبالاة أو التراخي لأنه رفض اتخاذ إجراء بناء على شهادة شاهد واحد؟ كلا. فلو أنه عمل ذلك لكان عاصياً للأمر الإلهي. ولا يغرب عن الذهن أن ذلك المبدأ العملي العظيم ليس قاصراً في تطبيقه على حالات التأديب أو على الموضوعات التي تتصل باجتماع شعب الله بل هو مبدأ عام يطبق في جميع الحالات. فلا يجب أن نسمح لأنفسنا أن نصدر أحكاماً أو نكّون رأياً بدون أن تتوفر لنا البينات التي رسمها الله في قانونه. فإذا لم تتوفر هذه البينات وكان علينا أن نحكم في الحالة التي أمامنا, فالله سوف يعطينا البيّنة اللازمة في حينه. ونحن على علم بحالةٍ ما أتهم فيها شخص زوراً وبهتاناً إذ أن الشخص الذي اتهمه بنى اتهامه على إحدى حواسه, ولو أنه كلف نفسه مشقة تجنيد حاسة أخرى أو حاستين من حواسه لما ألقى باتهامه جزافاً |
||||
29 - 09 - 2024, 12:45 PM | رقم المشاركة : ( 174314 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الطريقة التي يوقع بها التأديب للفرد داخل الكنيسة أ-يجب أن يكون بروح الوداعة, إذ ينظر الإنسان إلى نفسه لئلا يجرب هو أيضاً (غل6: 1). ب-يجب أن يكون حيادياً حياداً تاماً. فإذا ما كان المخطئ يمت إلينا بصلة القرابة مثلاً فلا يجب أن تؤثر قرابته في قرارنا في هذا الأمر. فلا يجب أن تكون هناك محاباة بالوجوه (تث1: 17 ويع2: 1). ج-وفي حالة الفرز من الشركة يجب أن يكون ذلك بقرار من الاجتماع وليس بقرار شخص واحد (2كو2: 6). ولنقتبس مرة أخرى ما قاله س. هـ. ماكنتوش عن الروح الذي يطبق به هذا النوع من التأديب: "لا يوجد ما هو أخطر وأقسى من قطع شخص من مائدة الرب فذلك آخر قرار وأخطر قرار يتخذه الاجتماع كله إذا لم يكن منه مفر, ويجب أن يتخذ بقلوب كسيرة وعيون دامعة. ولكن يا للأسف كم من المرات اتخذ هذا القرار بروح مخالفة. كم من المرات أُنجز هذا الواجب الخطير المقدس في شكل إنذار رسمي, لا أكثر, بأن الشخص الفلاني مقطوع من الشركة. فهل نعجب بعد ذلك أن تأديباً هذه طريقته يفقد أهميته عند الشخص المخطئ وعند الاجتماع أيضاً؟ فكيف إذن يجب أن يكون التأديب؟ يجب أن يكون كما رسمه الوحي في 1كو5. عندما تكون الحالة واضحة ظاهرة, وبعد الانتهاء من كل بحث وتمحيص فيجب أن يدعى كل الاجتماع بجد وخطورة لهذا الغرض بالذات, فإن خطورة هذا الأمر تستدعي بكل أن تأكيد أن يعقد اجتماع خاص له. ويجب على جميع الأعضاء بقدر المستطاع أن يحضروا وأن يطلبوا نعمة من الرب حتى يضعوا أنفسهم في مكان المخطئ, وأن يفحصوا أنفسهم في حضرة الرب, وأن يأكلوا ذبيحة الخطيئة. وليس الغرض من دعوة الاجتماع هو البحث والتمحيص, فقد تم ذلك فعلاً وجمع كل المختصين المعلومات لمجد المسيح وصالح كنيسته. وعندما يستقر الرأي وتتضح البيّنات تماماً يدعى الاجتماع للعمل باتضاح وحزن لكي يعزلوا المخطئ بينهم. وذلك طاعة مقدسة لأمر الرب"[2]. 8-وأخيراً فغنّي عن البيان أنه لا يجب على المؤمنين أن ينشروا خطية أخوتهم, بل عليهم أن يسدلوا عليها وعلى الإجراء التأديبي ستاراً من السريّة الحبيّة (تك9: 23) بالنسبة للعالم الخارجي. وعندما يتخذ الاجتماع إجراءات حاسمة حينما تكشف الخطية يستطيع أن يحتفظ بطابعه كصورة مصغرة لهيكل الله المقدس. وربما كان من الواجب أن نقول هنا أن العهد الجديد يفترض أن يكون كل مؤمن عضواً في كنيسة محلية, وإلاّ لكان حراً من تأديب أي اجتماع, وهذه الحرية تحمل أكبر الأخطار للفرد. |
||||
29 - 09 - 2024, 12:49 PM | رقم المشاركة : ( 174315 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اتساع الكنيسة إن المواهب أعطيت لبنيان الكنيسة 1-وبما أن البنيان يعني النمو والاتساع فيهمنا هنا أن نعرف برنامج الله لاتساع الكنيسة. فالكنيسة على الأرض هي الوحدة التي سُر الله أن ينشر الإيمان المسيحي بواسطتها اليوم. ويجب أن تهتم كل كنيسة بنشر الإيمان, والوصول إلى مناطق جديدة, وتكثير نفسها, وإقامة اجتماعات أخرى. وكما سبقت الإشارة إليه فإن رأس الكنيسة المقام قد أعطاها مواهب, وكلما استُخدمت هذه المواهب استخداماً حسناً, نمت الكنيسة وترعرعت. 2-ذكرنا آنفاً أن في الكنيسة خمس مواهب وهي الرسل والأنبياء والوعاظ والرعاة والمعلمون. وقلنا أن الاثنين الأولَيْن يتعلقان بصفة خاصة بأساس الكنيسة, وأن الحاجة إليهما بصفة عامة قد انتهت حيث أن كلمة الله قد أعطيت لنا كتابةً. ومعنى ذلك أن لدينا اليوم ثلاث مواهب وهي الوعاظ والرعاة والمعلمون. ولنستعرض الآن الغرض من هذه المواهب وكيفية عملها. 3-أما الغرض من هذه المواهب فمذكور في اف4: 12و 13 "لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله, إلى إنسان كامل, إلى قياس قامة ملء المسيح". ويبدو لأول وهلة أن هذه ثلاث أسباب مستقلة لأجلها أعطيت المواهب, وأعني بها أ-تكميل القديسين ب-لعمل الخدمة ج-لبنيان جسد المسيح ولكن هناك سبب واحد, لا ثلاثة مستقلة, هو بنيان القديسين في الإيمان حتى يستطيعوا بدورهم أن يعملوا الخدمة حتى يبنى جسد المسيح في العدد والروح, فالقديسون هم الذين يقومون بالخدمة. ويمكننا أن نوضح هذا الحق عن طريق الرسم الآتي: فالدائرة الوسطى مثلاً تشير إلى موهبة المعلم, الذي يخدم من هم في الدائرة التي تحيط به حتى يكملوا (أي يبنوا في الإيمان) ثم هم يذهبون ليخدموا الآخرون. بهذه الطريقة تنمو الكنيسة وتتسع, وهي الطريق الإلهية للوصول إلى أكبر عدد من الناس في أقصر وقت ممكن. ومن هذا النظام يتضح أن الوعاظ والرعاة والمعلمين يضعون نصب أعينهم فكرة تبشير الآخرين وتدريبهم وإعدادهم للخدمة. ومع أنه ليست لكل واحد موهبة الوعظ وتدريب الآخرين وإعدادهم إلا أنه ينتظر من كل واحد أن يشترك في الخدمة المسيحية. فكل عضو عليه أن يكون عابداً, ورابح نفوس, ومتدرباً في معرفة كلمة الله, وناشراً للإيمان. وهذا الواجب الهام موضح أيضاً في 2تي2: 2 "وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين أودِعْهُ أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً". وهذا أيضاً يمكن توضيحه عن طريق الرسم الآتي: 4-وتتضح فائدة هذه الطريقة لأول وهلة, وتؤدي إلى سرعة انتشار الإيمان المسيحي, وتساعد الأفراد المؤمنين على النضوج نتيجة استخدامهم ما أعطاهم الله من مواهب. وإذ يصبحون ناضجين يقل تأثرهم بالتعاليم الكاذبة الشائعة في العالم اليوم. وإذ تنمو الكنيسة وتنضج تعطي صورة صادقة لجسد المسيح على الأرض. 5-لاحظ الفرق بين هذا وبين النظام المتبع في العالم المسيحي اليوم حيث يختارون رجلاً يسمونه راعياً للكنيسة يلقي المواعظ, ويعمد المتجددين, ويقود خدمات العشاء الرباني, ويقوم بكل الواجبات الدينية الخاصة بالجماعة. أما الناس فيصغون بكل إخلاص إلى المواعظ أسبوعاً بعد أسبوع, ولكنهم في معظم الأحيان مع الأسف لا رغبة لهم في الاشتراك في أي نشاط, وحجتهم في ذلك أنهم يدفعون راتباً لشخص يقوم بهذا النشاط عنهم. ومجمل القول أنهم يصبحون مستمعين لمواعظ ليس لهم إلا القليل من المعرفة الشخصية بالحق المعلن في كلمة الله. والخطر الماثل دائماً هو أن أولئك الناس, الذين تربّوا في بيئة إنجيلية, يبقون "أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال" (اف4: 14) ويمكن تلخيص هذا النظام الذي نتحدث عنه بالرسم الآتي: فالخادم له شعبه الذين يقومون بواجبهم في حضور الخدمات الدينية ولكنهم بعد الانصراف يذهبون إلى أعمالهم دون شعور بالمسئولية من جهة ما سمعوه. وليس من شك في أن عمل الراعي في مثل هذه الحال محدود جداً. ومن ناحية أخرى لو كان كل هؤلاء الناس مجتهدين في خدمة الرب لكان النجاح ممتازاً. ولقد دفعت ظروف كهذه السيد ألكسندر ماكلارين إلى أن يكتب ما يلي: "لا يسعني إلا الاعتقاد بأن النظام الحالي الذي يحصر التعليم الكنسي العام في فئة خاصة قد أضر فعلاً. فلماذا يكون شخص واحد هو المتكلم دائماً, بينما يجلس المئات ممن يستطيعون التعليم صامتين يصغون أو يدّعون الإصغاء. إنني أمقت الثورة بالقوة, ولا أؤمن أن أي نظام ديني يحتاج في التخلص منه إلى القوة يمكن الخلاص منه بسهولة, ولكني أؤمن بأنه لو رُفع مستوى الحياة الروحية عالياً بيننا فلا بد أن تنشأ حالات جديدة يُعترف فيها بالمبدأ العظيم الذي تقوم عليه الديمقراطية المسيحية, ألا وهو: "اسكب من روحي على كل البشر... وعلى عبيدي أيضاً وإمائي اسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون"[1]. 6-وهذا البحث في خدمة الرجل الواحد يثير السؤالين الآتيين: ما قولكم في نظام الكهنوت ورجال الدين؟ أهو نظام كتابي؟ ولنحاول الآن أن نجد الجواب عن هذين السؤالين الهامين. والمقصود بالقول رجال الدين هو فئة خاصة أقامهم الناس لخدمة الله ولهم سلطة منفردة لتأدية الطقوس والواجبات الكنسية. ونود بادئ ذي بدء أن نقرر بسرور أن الكثيرين من رجال الدين كانوا خداماً بارزين للمسيح وقد استخدمهم المسيح استخداماً عجيباً. ونحن مدينون لكثيرين منهم ولخدمتهم بالقول والكتابة ويسرنا أن نعترف بجميلهم هذا. ونحن نحتضن كل المؤمنين منهم بالرب يسوع كأخوة لنا. ولكننا نرى لزاماً علينا أن نواجه بأمانة وصراحة أن كلمة "رجال الدين" لا وجود لها في العهد الجديد, فلا نجد أن هناك رجلاً مسئولاً عن كنيسة ما. وفكرة وجود رجال الدين ليست فقط بدون سند من العهد الجديد بل إننا نعتقد أنها مضادة لتعليمه. أ-فهي أولاً تنقض مبدأ كهنوت جميع المؤمنين (1بط2: 5و 9) ففي العهد القديم كانت هناك فئة من الناس يتوسطون بين الله والناس. أما في المسيحية فكل المؤمنين كهنة, لهم كل الامتيازات وعليهم كل المسئوليات التي تلازم الكهنوت. ومن الناحية العملية فإن فكرة وجود رجل واحد للخدمة تُسكت العبادة وتعطل خدمة الكهنة المسيحيين. ب-ثم إن نظام رجال الدين أو نظام الإكليروس يمنع استخدام المواهب في الكنيسة (1كو12: 14) وذلك يجعل الخدمة وقفاً على شخص واحد أو على جماعة من الأشخاص الرسميين. د-وكذلك فهي تجعل إقامة الفرائض وقفاً على فئة من الإكليروس, الأمر الذي لا يقره الكتاب المقدس. ج-إن مبدأ الخدمة مقابل راتب معين, وهو ما يصاحب نظام الإكليروس دائماً, يعني حتماً أن يكون هؤلاء مسئولين أمام شخص أو أشخاص أعلى منهم. هذه السلطة العليا قد تضغط على الخادم فتفرض أنظمة بشرية وغير كتابية. فمثلاً جرت العادة على الحكم على صلاحية إنسان بعدد الأشخاص الذين انضموا إلى دفتر عضوية الكنيسة خلال العام. وهذا لا يمكن أن ينهض دليلاً على صلاحية الخدمة, وليس ذلك فحسب بل إنه يخلق تجربة للخادم تجعله أن ينزل لمستوى قبول الأشخاص الجدد حتى يكثر عدد المقبولين. وخادم المسيح لا يجب أن يقيّد هكذا ويربط ويعطل, بل يجب أن يكون دائماً خادم الرب الحر (غل1: 10). هـ-إن نظام الإكليروس يشكل خطراً أكيداً إذ يجمع الناس حول الإنسان بدلاً من أن يجمعهم حول اسم الرب. فإذا ما تركزت الجاذبية نحو إنسان ما في كنيسة محلية فإن هذه الجاذبية سوف تزول بانسحاب ذلك الإنسان. أما إذا اجتمع القديسون لأن الرب هناك فسوف يكونون أمناء بسببه. و-ولقد ساعد نظام الإكليروس, عملياً إن لم يكن نظرياً, على حجب الحق الأكيد باعتبار المسيح هو الرأس (اف1: 22) بل إنه في بعض الأحيان ينكره تماماً. ز-ولئن قيل أن الأساقفة المذكورين في العهد الجديد هم أنفسهم رجال الإكليروس في يومنا هذا فإننا نقول إن العهد الجديد يقول بأساقفة عديدين في كنيسة واحدة (في1: 1) وليس بأسقف واحد للنظارة على كنيسة واحدة أو عدة كنائس. ح-ولسنا ننكر أن كثيرين من رجال الدين خدام موهوبون من المسيح للكنيسة, إلا أننا نقول إن هؤلاء لم يصبحوا مواهب بتعيين بشري بل بعمل الرب يسوع نفسه. وهم مسئولون أن يجعلوا خدمتهم لبنيان القديسين للخدمة العاملة, وليس لكي يكونوا متكلين دائماً على رجال الدين. ط-أما عن المساوئ التي نجمت عن رسالة أناس لم يدعهم الله فهذه واضحة جلية ولا تحتاج إلى تعليق هنا. ي-وفي الختام نقول أنه إذا ما انفرد واحد بخدمة التعليم في الكنيسة انعدمت وسائل المقارنة والحكم, ونشأ خطر التفسير ذي الناحية الواحدة أو قل التعليم الكاذب. أما إذا ما كانت للروح القدس الحرية في الكلام بطريق المواهب المختلفة في الكنيسة فإن أوجهاً كثيرة للحق تصبح معلنة وتتوفر حصانة أكثر ضد الضلالات إذ يجد القديسون ويجتهدون قارنين الروحيات بالروحيات. وهكذا نرى أنه مع أن بركات كثيرة قد فاضت من خدمة أناس يمثلون نظام رجال الدين إلا أننا نعتقد أنه ليس فقط نظاماً بعيداً عن الأحسن بحسب فكر الله بل هو أيضاً ضار بأفضل مصالح الكنيسة. إن طريق الله هي أن تخدم المواهب القديسين, وهؤلاء بدورهم يذهبون لعمل الخدمة. وعلى الاجتماع المحلي أن يقرّ هذا المبدأ الهام وألا يعمل شيئاً يعرقل سيره بحرية. وهكذا إذ يقوم القديسون بالخدمة يخلص غير المؤمنين ويبنى القديسون وتتأسس اجتماعات أخرى. |
||||
29 - 09 - 2024, 12:51 PM | رقم المشاركة : ( 174316 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن المواهب أعطيت لبنيان الكنيسة 1-وبما أن البنيان يعني النمو والاتساع فيهمنا هنا أن نعرف برنامج الله لاتساع الكنيسة. فالكنيسة على الأرض هي الوحدة التي سُر الله أن ينشر الإيمان المسيحي بواسطتها اليوم. ويجب أن تهتم كل كنيسة بنشر الإيمان, والوصول إلى مناطق جديدة, وتكثير نفسها, وإقامة اجتماعات أخرى. وكما سبقت الإشارة إليه فإن رأس الكنيسة المقام قد أعطاها مواهب, وكلما استُخدمت هذه المواهب استخداماً حسناً, نمت الكنيسة وترعرعت. 2-ذكرنا آنفاً أن في الكنيسة خمس مواهب وهي الرسل والأنبياء والوعاظ والرعاة والمعلمون. وقلنا أن الاثنين الأولَيْن يتعلقان بصفة خاصة بأساس الكنيسة, وأن الحاجة إليهما بصفة عامة قد انتهت حيث أن كلمة الله قد أعطيت لنا كتابةً. ومعنى ذلك أن لدينا اليوم ثلاث مواهب وهي الوعاظ والرعاة والمعلمون. ولنستعرض الآن الغرض من هذه المواهب وكيفية عملها. 3-أما الغرض من هذه المواهب فمذكور في اف4: 12و 13 "لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله, إلى إنسان كامل, إلى قياس قامة ملء المسيح". ويبدو لأول وهلة أن هذه ثلاث أسباب مستقلة لأجلها أعطيت المواهب, وأعني بها أ-تكميل القديسين ب-لعمل الخدمة ج-لبنيان جسد المسيح ولكن هناك سبب واحد, لا ثلاثة مستقلة, هو بنيان القديسين في الإيمان حتى يستطيعوا بدورهم أن يعملوا الخدمة حتى يبنى جسد المسيح في العدد والروح, فالقديسون هم الذين يقومون بالخدمة. ويمكننا أن نوضح هذا الحق عن طريق الرسم الآتي: فالدائرة الوسطى مثلاً تشير إلى موهبة المعلم, الذي يخدم من هم في الدائرة التي تحيط به حتى يكملوا (أي يبنوا في الإيمان) ثم هم يذهبون ليخدموا الآخرون. بهذه الطريقة تنمو الكنيسة وتتسع, وهي الطريق الإلهية للوصول إلى أكبر عدد من الناس في أقصر وقت ممكن. ومن هذا النظام يتضح أن الوعاظ والرعاة والمعلمين يضعون نصب أعينهم فكرة تبشير الآخرين وتدريبهم وإعدادهم للخدمة. ومع أنه ليست لكل واحد موهبة الوعظ وتدريب الآخرين وإعدادهم إلا أنه ينتظر من كل واحد أن يشترك في الخدمة المسيحية. فكل عضو عليه أن يكون عابداً, ورابح نفوس, ومتدرباً في معرفة كلمة الله, وناشراً للإيمان. وهذا الواجب الهام موضح أيضاً في 2تي2: 2 "وما سمعته مني بشهودٍ كثيرين أودِعْهُ أناساً أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً". وهذا أيضاً يمكن توضيحه عن طريق الرسم الآتي: 4-وتتضح فائدة هذه الطريقة لأول وهلة, وتؤدي إلى سرعة انتشار الإيمان المسيحي, وتساعد الأفراد المؤمنين على النضوج نتيجة استخدامهم ما أعطاهم الله من مواهب. وإذ يصبحون ناضجين يقل تأثرهم بالتعاليم الكاذبة الشائعة في العالم اليوم. وإذ تنمو الكنيسة وتنضج تعطي صورة صادقة لجسد المسيح على الأرض. 5-لاحظ الفرق بين هذا وبين النظام المتبع في العالم المسيحي اليوم حيث يختارون رجلاً يسمونه راعياً للكنيسة يلقي المواعظ, ويعمد المتجددين, ويقود خدمات العشاء الرباني, ويقوم بكل الواجبات الدينية الخاصة بالجماعة. أما الناس فيصغون بكل إخلاص إلى المواعظ أسبوعاً بعد أسبوع, ولكنهم في معظم الأحيان مع الأسف لا رغبة لهم في الاشتراك في أي نشاط, وحجتهم في ذلك أنهم يدفعون راتباً لشخص يقوم بهذا النشاط عنهم. ومجمل القول أنهم يصبحون مستمعين لمواعظ ليس لهم إلا القليل من المعرفة الشخصية بالحق المعلن في كلمة الله. والخطر الماثل دائماً هو أن أولئك الناس, الذين تربّوا في بيئة إنجيلية, يبقون "أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال" (اف4: 14) |
||||
29 - 09 - 2024, 12:53 PM | رقم المشاركة : ( 174317 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخادم له شعبه الذين يقومون بواجبهم في حضور الخدمات الدينية ولكنهم بعد الانصراف يذهبون إلى أعمالهم دون شعور بالمسئولية من جهة ما سمعوه. وليس من شك في أن عمل الراعي في مثل هذه الحال محدود جداً. ومن ناحية أخرى لو كان كل هؤلاء الناس مجتهدين في خدمة الرب لكان النجاح ممتازاً. ولقد دفعت ظروف كهذه السيد ألكسندر ماكلارين إلى أن يكتب ما يلي: "لا يسعني إلا الاعتقاد بأن النظام الحالي الذي يحصر التعليم الكنسي العام في فئة خاصة قد أضر فعلاً. فلماذا يكون شخص واحد هو المتكلم دائماً, بينما يجلس المئات ممن يستطيعون التعليم صامتين يصغون أو يدّعون الإصغاء. إنني أمقت الثورة بالقوة, ولا أؤمن أن أي نظام ديني يحتاج في التخلص منه إلى القوة يمكن الخلاص منه بسهولة, ولكني أؤمن بأنه لو رُفع مستوى الحياة الروحية عالياً بيننا فلا بد أن تنشأ حالات جديدة يُعترف فيها بالمبدأ العظيم الذي تقوم عليه الديمقراطية المسيحية, ألا وهو: "اسكب من روحي على كل البشر... وعلى عبيدي أيضاً وإمائي اسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون" |
||||
29 - 09 - 2024, 12:54 PM | رقم المشاركة : ( 174318 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في خدمة الرجل الواحد يثير السؤالين الآتيين: ما قولكم في نظام الكهنوت ورجال الدين؟ أهو نظام كتابي؟ ولنحاول الآن أن نجد الجواب عن هذين السؤالين الهامين. والمقصود بالقول رجال الدين هو فئة خاصة أقامهم الناس لخدمة الله ولهم سلطة منفردة لتأدية الطقوس والواجبات الكنسية. ونود بادئ ذي بدء أن نقرر بسرور أن الكثيرين من رجال الدين كانوا خداماً بارزين للمسيح وقد استخدمهم المسيح استخداماً عجيباً. ونحن مدينون لكثيرين منهم ولخدمتهم بالقول والكتابة ويسرنا أن نعترف بجميلهم هذا. ونحن نحتضن كل المؤمنين منهم بالرب يسوع كأخوة لنا. ولكننا نرى لزاماً علينا أن نواجه بأمانة وصراحة أن كلمة "رجال الدين" لا وجود لها في العهد الجديد, فلا نجد أن هناك رجلاً مسئولاً عن كنيسة ما. وفكرة وجود رجال الدين ليست فقط بدون سند من العهد الجديد بل إننا نعتقد أنها مضادة لتعليمه. أ-فهي أولاً تنقض مبدأ كهنوت جميع المؤمنين (1بط2: 5و 9) ففي العهد القديم كانت هناك فئة من الناس يتوسطون بين الله والناس. أما في المسيحية فكل المؤمنين كهنة, لهم كل الامتيازات وعليهم كل المسئوليات التي تلازم الكهنوت. ومن الناحية العملية فإن فكرة وجود رجل واحد للخدمة تُسكت العبادة وتعطل خدمة الكهنة المسيحيين. ب-ثم إن نظام رجال الدين أو نظام الإكليروس يمنع استخدام المواهب في الكنيسة (1كو12: 14) وذلك يجعل الخدمة وقفاً على شخص واحد أو على جماعة من الأشخاص الرسميين. د-وكذلك فهي تجعل إقامة الفرائض وقفاً على فئة من الإكليروس, الأمر الذي لا يقره الكتاب المقدس. ج-إن مبدأ الخدمة مقابل راتب معين, وهو ما يصاحب نظام الإكليروس دائماً, يعني حتماً أن يكون هؤلاء مسئولين أمام شخص أو أشخاص أعلى منهم. هذه السلطة العليا قد تضغط على الخادم فتفرض أنظمة بشرية وغير كتابية. فمثلاً جرت العادة على الحكم على صلاحية إنسان بعدد الأشخاص الذين انضموا إلى دفتر عضوية الكنيسة خلال العام. وهذا لا يمكن أن ينهض دليلاً على صلاحية الخدمة, وليس ذلك فحسب بل إنه يخلق تجربة للخادم تجعله أن ينزل لمستوى قبول الأشخاص الجدد حتى يكثر عدد المقبولين. وخادم المسيح لا يجب أن يقيّد هكذا ويربط ويعطل, بل يجب أن يكون دائماً خادم الرب الحر (غل1: 10). هـ-إن نظام الإكليروس يشكل خطراً أكيداً إذ يجمع الناس حول الإنسان بدلاً من أن يجمعهم حول اسم الرب. فإذا ما تركزت الجاذبية نحو إنسان ما في كنيسة محلية فإن هذه الجاذبية سوف تزول بانسحاب ذلك الإنسان. أما إذا اجتمع القديسون لأن الرب هناك فسوف يكونون أمناء بسببه. و-ولقد ساعد نظام الإكليروس, عملياً إن لم يكن نظرياً, على حجب الحق الأكيد باعتبار المسيح هو الرأس (اف1: 22) بل إنه في بعض الأحيان ينكره تماماً. ز-ولئن قيل أن الأساقفة المذكورين في العهد الجديد هم أنفسهم رجال الإكليروس في يومنا هذا فإننا نقول إن العهد الجديد يقول بأساقفة عديدين في كنيسة واحدة (في1: 1) وليس بأسقف واحد للنظارة على كنيسة واحدة أو عدة كنائس. ح-ولسنا ننكر أن كثيرين من رجال الدين خدام موهوبون من المسيح للكنيسة, إلا أننا نقول إن هؤلاء لم يصبحوا مواهب بتعيين بشري بل بعمل الرب يسوع نفسه. وهم مسئولون أن يجعلوا خدمتهم لبنيان القديسين للخدمة العاملة, وليس لكي يكونوا متكلين دائماً على رجال الدين. ط-أما عن المساوئ التي نجمت عن رسالة أناس لم يدعهم الله فهذه واضحة جلية ولا تحتاج إلى تعليق هنا. ي-وفي الختام نقول أنه إذا ما انفرد واحد بخدمة التعليم في الكنيسة انعدمت وسائل المقارنة والحكم, ونشأ خطر التفسير ذي الناحية الواحدة أو قل التعليم الكاذب. أما إذا ما كانت للروح القدس الحرية في الكلام بطريق المواهب المختلفة في الكنيسة فإن أوجهاً كثيرة للحق تصبح معلنة وتتوفر حصانة أكثر ضد الضلالات إذ يجد القديسون ويجتهدون قارنين الروحيات بالروحيات. وهكذا نرى أنه مع أن بركات كثيرة قد فاضت من خدمة أناس يمثلون نظام رجال الدين إلا أننا نعتقد أنه ليس فقط نظاماً بعيداً عن الأحسن بحسب فكر الله بل هو أيضاً ضار بأفضل مصالح الكنيسة. إن طريق الله هي أن تخدم المواهب القديسين, وهؤلاء بدورهم يذهبون لعمل الخدمة. وعلى الاجتماع المحلي أن يقرّ هذا المبدأ الهام وألا يعمل شيئاً يعرقل سيره بحرية. وهكذا إذ يقوم القديسون بالخدمة يخلص غير المؤمنين ويبنى القديسون وتتأسس اجتماعات أخرى. |
||||
29 - 09 - 2024, 12:57 PM | رقم المشاركة : ( 174319 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن جميع المؤمنين كهنة لله يجب على كل مؤمن محلي أن يشهد لهذا الحق عملياً بأن يرفض كل كهنوت آخر وبتشجيع كل مؤمن على استخدام امتيازات هذا المركز المقدس ومسئولياته بطريقة فردية وجماعية. 1-في العهد القديم ناموس موسى سبط لاوي وأسرة هرون للكهنوت في الأمة كلها. وكان لأولئك الرجال زي خاص, وكانت لهم امتيازات خاصة, وكان لهم مركز الوسيط بين الله والشعب. وكان لهم وحدهم حق الدخول إلى القدس, وحق تقديم الذبائح التي تكلم عنها الناموس. 2-ولقد تغير ذلك كله في المسيحية, وأصبح كل المؤمنين كهنة حسب ما جاء بالعهد الجديد. أ-1بط2: 5 "كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح". ب-1بط2: 9 "وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمّة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب". ج-رؤ1: 5و 6 "الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين". جاهد مارتن لوثر لإثبات كهنوت جميع المؤمنين وكتب في ذلك يقول: "كل المؤمنين كهنة ولتكن لعنة أن يصرح أحد بأن هناك كاهناً آخر سوى المسيحي المؤمن, فإن تصريحاً كهذا لا تدعمه كلمة الله, ولا يقوم إلا على كلام الناس, أو على التقاليد البالية, أو الجموع التي تعتقد كذلك"[1]. 3-ومن ضمن واجبات الكاهن الرئيسية تقديم الذبائح. وفي العهد القديم كانت الذبائح عادة حيوانات تذبح, أما اليوم فعلى النقيض من ذلك نرى أن ذبائح المؤمن هي: أ-ذبيحة جسده (رو12: 1) وهذه ليست ميتة بل هي ذبيحة حية "ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله". ب-ذبائح من ثروته المادية (عب13: 16) "لا تنسوا الخير والتوزيع لأنه بذبائح مثل هذه يُسَرّ الله". ج-ذبيح الحمد (عب13: 15) "فلنقدم به في كل حين لله ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه". وذبيحة التسبيح هذه يجب أن تكون فردية وجماعية. والجماعية -أي العبادة الجماعية-التي يكون لجميع المؤمنين الحرية في الاشتراك فيها, قد استبعدت نهائياً تقريباً في الخدمات التقليدية الموجّهة اليوم. ونتيجة لذلك نرى جيلاً من الكهنة الصامتين, وهي حال لا وجود لها في كلمة الله. 4-ومن واجبات الكاهن الأخرى الصلاة, والشهادة لله, ورعاية شعب الله. وهكذا على المؤمنين أن يمارسوا هذه الوظيفة المقدسة دائماً. وتعليم الكتاب المقدس كله في هذا الموضوع (رو8: 14 وغل5: 18 ويو16: 13) يظهر بجلاء أن ذلك يجب تطبيقه على حياتنا كلها من الصباح إلى المساء وفي كل يوم من أيام الأسبوع, وليس فقط في يوم الرب. ولا هو وقف على بدء الاجتماعات وختامها كاجتماعات العبادة, ودرس الكلمة, والصلاة, بل هو يشمل الإنسان كله, ليس فقط داخل الاجتماعات والكنائس والقاعات بل وخارجها أيضاً. وهكذا فإن كل شعب الله في العهد الجديد "كهنوت ملوكي أمة مقدسة" بكل معنى الكلمة[2]. 5-ومع أنه صحيح أن كل مؤمنين كهنة إلا أنه صحيح أيضاً أن كل مؤمن يحتاج كاهناً. وحاجته هذه يسدها تماماً الرب يسوع المسيح. وتتحدث الرسالة إلى العبرانيين عن هذا الشخص المبارك الذي هو رئيس الكهنة الأعظم. الذي يرثي لضعفاتنا لأنه كان مجرَّباً في كل شيء نظيرنا ولكن بلا خطيئة (عب4: 15). 6-فيجب إذن على كل كنيسة محلية أن تعترف بالرب يسوع رئيس الكهنة الأعظم, وأن تعتبر كل مؤمن كاهناً ملكياً. ولكن ترى أهذا ما نجده في العالم المسيحي اليوم؟ كلا إننا على العكس من ذلك نجد أن الكنيسة قد رجعت إلى نظام الكهنوت اليهودي. ومع أن كثيراً من الكنائس تقول بأنها تؤمن بكهنوت جميع المؤمنين إلا أنها قد أقامت كهنوتاً متميزاً لها أساسه في غالبيته النظام الموسوي. ولذلك فإننا نجد: أ-فئة خاصة من الناس مفرزة للخدمة الإلهية ب-نظاماً طبقياً من رؤساء الكنائس لهم ألقاب رنانة تميزهم عن عامة الشعب. ج-زياً خاصاً يميز أولئك الرجال كأن لهم رتباً خاصة. وعلاوة على ذلك فقد استعارت الكنيسة من اليهودية أفكاراً كالآتية: أ-أبنية مكرسة لها مذابح فخمة وزينات دينية ومواد أخرى تعين على العبادة. ب-طقوساً مؤثرة تروق للحواس الطبعية ج-تقويماً دينياً ذا أيام وفصول مقدسة ويقول الدكتور س. أ.سكوفيلد في هذا النظام الشنيع الذي هو مزيج من اليهودية والمسيحية: "يمكن القول بحق أن تهويد الكنيسة قد أعاق نموها وتقدمها, وعطل رسالتها, وأفسد روحانيتها أكثر من جميع الأسباب الأخرى مجتمعة. فبدلاً من تسير الكنيسة في طريقها المرسوم في الاعتزال عن العالم وتتبع ربها في دعوتها السماوية نراها تتخذ آيات يهودية لتبرر نفسها في الهبوط بغرضها إلى مستوى الحضارة العالمية والحصول على الثروة, واستعمال طقوس مهيبة وإقامة أبنية كنسية فخمة, وطلب بركة الله على جيوش وحروب, وتقسيم الأخوة المتساوين إلى رجال دين وعامة شعب"[3]. ألا يدعو الله شعبه اليوم ليعتزلوا عن هذه الديانة القائمة على الرموز والظلال ليجدوا كفايتهم في اسم الرب يسوع. 7-إن الكنيسة الوحيدة التي تدرك نصيبها في كهنوت العهد الجديد العام هي: الكنيسة المحلية التي بها اجتماعات صلاة مملوءة بالروح, وغامرة بالحضور. الكنيسة المحلية التي أعضاؤها يساعدون ويساهمون في الخدمة مع خدام الرب في الحصاد المسكوني الواسع. الكنيسة المحلية التي لها نشاط مستمر حي في الكرازة بالإنجيل, وتوزيع النبذ, والشهادة الفردية, واجتماعات الهواء الطلق إن أمكن ذلك. الكنيسة المحلية التي لها قلب حار وجو محبة روحي, حيث يسعى كل واحد لمساعدة الآخر بالاهتمام المتبادل والمحبة في روح الصلاة, ملاحظين بعضهم البعض للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة. وفي كنيسة محلية كهذه تكون الاجتماعات والخدمات أيضاً تحت قيادة الروح القدس, وتنمو مواهب الروح القدس, كما يوزعها الرب نفسه, في الطريق التي أعدها الله في الشركة الأخوية, والاعتماد الكلي على المسيح, في الحرية المقدسة حرية الروح (1كو12: 4- 11و14: 26). وعندما تجتمع الكنيسة حول مائدة الرب لتحميد الذبيحة الكهنوتية التي قدمت على الجلجثة, تصعد العبادة الكهنوتية إلى القدس السماوي, متوجة امتياز الكهنوت العام للكنيسة[4]. وبهذا الفصل عن الكهنوت نختتم دراستنا عن الحق السباعي الحيوي الخاص بالكنيسة المسكونية الجامعة التي يجب على كل كنيسة محلية أن تكون صورة عملية لها. وغني عن البيان أن هناك حقائق أخرى يمكن ذكرها, ولكن نكتفي بهذه لنبين أن الاجتماع يجب أن يكون صورة مصغرة لكل ما هو حق عن جسد المسيح كله. ولسوف نتعرض في الصفحات القادمة للموضوعات الآتية: فرائض الكنيسة اجتماع الصلاة الأساقفة والشمامسة أموال الكنيسة خدمة النساء. |
||||
29 - 09 - 2024, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 174320 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل المؤمنين كهنة حسب ما جاء بالعهد الجديد. أ-1بط2: 5 "كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً كهنوتاً مقدساً لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح". ب-1بط2: 9 "وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمّة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب". ج-رؤ1: 5و 6 "الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين آمين". جاهد مارتن لوثر لإثبات كهنوت جميع المؤمنين وكتب في ذلك يقول: "كل المؤمنين كهنة ولتكن لعنة أن يصرح أحد بأن هناك كاهناً آخر سوى المسيحي المؤمن, فإن تصريحاً كهذا لا تدعمه كلمة الله, ولا يقوم إلا على كلام الناس, أو على التقاليد البالية, أو الجموع التي تعتقد كذلك"[1]. |
||||