26 - 09 - 2024, 12:20 PM | رقم المشاركة : ( 174111 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أخنوخ سار مع الله وهل هناك أروع وأجمل من رفقة الله والسير معه؟ فهو لم يركض مع الله وهو لم يقفز مع الله بل مشى مع الله … لأنّ السير مع الله هو خطوة فخطوة. وقد دامت تلك المسيرة ثلاث مئة سنة لم يشعر أخنوخ خلالها: بضجر أو سأم بتعب أو ندم ما أكثر بركات السير مع الله: نوح سار مع الله فاستخدمه الله يوسف سار مع الله فحفظه الله دانيال سار مع الله فأحبّه الله وكذلك أخنوخ سار مع الله فرافقه الله فتمّ فيه ما قيل عن إبراهيم السائر مع الله، أنه صار خليل الله. وتمّ فيه ما قيل عن آدم أنه كان يسمع صوت الله ماشياً يخاطبه ويحادثه. وتمّ فيه ما قاله إيليا عن نفسه "حيّ هو الربّ الذي أنا واقف أمامه". وبكلمات أخرى، عاش أخنوخ حياته في الحضرة الإلهيّة. جدير بالملاحظة أن أخنوخ بدأ حياته مع الله منذ أن ولد طفله الأول. "وسار أخنوخ مع الله بعدما ولد متوشالح ثلاث مئة سنة …". لقد عاش سنيه المس والستين الأولى من حياته حياةً اعتيادية. فكان كغيره من الناس: يفكّر كما يفكّرون ويتكلّم كما يتكلّمون ويتصرّف كما يتصرّفون ويعيش كما يعيشون. ثم فجأةً تغيّر كل شيء. ولد الطفل المنتظر، وما أن أخذه أخنوخ بين يديه ورأى صورته فيه حتى طرأ تغيير عجيب على حياته وأصبح إنساناً جديداً. نعم، أخذ منه الفرح كلّ مأخذ وقدّر عطيّة الله له كلّ التقدير، فما كان منه إلاّ أن قابل العطيّة بعطيّة ـ أعطى نفسه كليّةً لله. ما أعجب طرق الله! فما عجزت عن عمله سنوّه الخمس والستون استطاعه ذلك الطفل في يوم واحد. ما أجمل الصورة: ابنه على ذراعيه وإلهه في قلبه يا ليت كلّ الوالدين يتمثّلون بأخنوخ فيقدّرون عطايا الله ويبادلونه بالمثل. |
||||
26 - 09 - 2024, 12:21 PM | رقم المشاركة : ( 174112 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أخنوخ أرضى الله " شهد له بأنّه قد أرضى الله". ومن هو الذي شهد؟ الله. شهد الله لداود بقوله "وجدت داود بن يسّى حسب قلبي". وشهد الله لأيوب بقوله "ليس مثله في الأرض رجل كامل ومستقيم..". وشهد الله لدانيال إذ وضعه في صفّ واحد مع نوح وأيوب (حزقيال 14: 14). وشهد الله لموسى بقوله "لم يقم نبي في إسرائيل مثل موسى". وشهد الله لابنه بقوله "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". وشهد الله كذلك لأخنوخ بأنه حاز رضاه... أيها القارئ العزيز! هذا هو المهم. متى رضي الله فلا تهتمّ إن رضي الناس أم لا... لكن أخنوخ شُهد له من الناس أيضاً. فقد لاحظوا التغيير الذي طرأ على حياته. لاحظوا أقواله وأعماله وتصرّفاته وحركاته. فوجدوا أن "الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكلّ قد صار جديداً". كيف لا يشهد الناس له وقد رأوه يطرح عنه كلّ خبثٍ وشرّ ورياء وحسد ونميمة! كيف لا يشهد الناس له وقد رأوا أنه خلع الإنسان العتيق وتسربل بالجديد! كيف لا يشهد الناس له وقد رأوه يعيش في الروح ويسلك في الروح ويثمر ثمار الروح التي هي "فرح، سلام، طولا أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، نعفف" وأمثال هذه. شهدوا له لأن النور لا يمكن أن يخفى شهدوا له كما شهد فرعون ليوسف وكما شهدت الملكة لدانيال وكم شهدت الجارية لبولس كيف جرى هذا الانقلاب؟ كيف استطاع أن يرضي الله؟ بالإيمان. لأنه "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه…" (عبرانيين 11: 6). آمن أن الله موجود. وآمن أن الله يجازي الذين يطلبونه. فطلب الله ـ فوجد الله. كان الله من نصيبه وفي قلبه وإلى جانبه. وكان الله له رباً وحبيباً وصاحباً. وكان شعاره ما قاله داود "جعلت الربّ أمامي في كلّ حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع". وأرضى الله أيضاً بأمانته. فالأمانة من الإيمان. كان أميناً في خدمته، كان أميناً في استخدام الوزنة التي أعطاه إياها الله. كان أميناً في إضرام الموهبة التي فيه. وما هي تلك الموهبة؟ يُجيب العهد الجديد على هذا السؤال قائلاً إنها موهبة النبوّة. فلقد ذكر يهوذا في رسالته (14 و15) أن أخنوخ تنبّأ قائلاً: "هوذا قد جاء الربّ في ربوات قديسيه ليصنع دينونةً على الجميع فجّارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلّم بها عليه خطاة فجّار". فلولا يهوذا لما علمنا شيئاً عن موهبة أخنوخ. وكان أميناً في بيته وبين أفراد عائلته. فقد ربّى أخنوخ أولاده تربيةً صالحة في ظلّ مخافة الله. وقد أطال الله بعمر ابنه البكر متوشالح حتى أنه عاش وعاش وعاش لدرجة أن الناس ظنّوه لن يموت. عاش 969 سنة (العمر كلّه) ورأى أحفاده وأحفاد أحفاده، وأحفاد أحفاد أحفاده. وهذا يتّفق مع ما قاله الكتاب: "مخافة الربّ تزيد الأيّام". |
||||
26 - 09 - 2024, 12:21 PM | رقم المشاركة : ( 174113 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أخنوخ نقله الله "ولم يوجد لأنّ الله نقله". عاش أخنوخ وكأنّه لم يكن من سكان الدنيا. عاش وكأنّ رأسه في السماء ورجليه على الأرض. عاش مع الله رغم كونه بين البشر. إني أتصوّر أخنوخ وقد استيقظ في صباح يوم اختطافه وهو يحسّ بإحساس غريب. ثم ذهب كعادته إلى خلوته ولسان حاله يقول: يا طيب ساعاتٍ بها أخلو مع الحبيبْ يجري حديثي معه سراً ولا رقيـبْ صلّى كما لو لم يصلِّ من قبل. واستغرق في الصلاة والتأمّل والشركة مع الله على غرار ما حدث مع بطرس إذ كان يصلّي على السطح، وعلى غرار ما حدث مع يوحنا إذ كان في الروح في جزيرة بطمس. ولما عاد من خلوته كان وجهه كوجه ملاك. وهنا دار بينه وبين زوجته الحديث التالي: أخنوخ: إني أحسّ بشعورٍ غريب. زوجته: هل لك أن تخبرني ما هو؟ أخنوخ: أشعر أني غريب ونـزيل على الأرض. ومن جهة أخرى أحسّ بشوقٍ شديد إلى موطني السماوي. زوجته: لكنّك كنت تشعر بهذا من قبل أليس كذلك؟ أخنوخ: هذا صحيح، ولكنني اليوم أشعر به أكثر من أي وقت مضى. لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع الله. ذاك أفضل جداً. إني أحبّه وقد تعلّقت نفسي به، فلا أطيق العيش إلاّ بجواره. زوجته: أولستَ تعيش معه الآن؟ أخنوخ: نعم. لكن هناك أكون في صلةٍ أوثق وشركة أعمق مع من تحبّه نفسي. (وهنا أتصوّر أن أولاده سمعوا الحديث ودنوا منه. ثم تكلّم متوشالح). متوشالح: ما هذا الكلام الغريب الذي أسمعه؟ أخنوخ: لا أعرف كيف أجيبك يا ابني. إنّما أقول إني سعيد جداً. وأكاد أطير من الفرح. (وهتف قائلاً) ما أحلى يوم الارتقاء يوم الهنا يوم اللقاء هناك يحلو لي البقاء مغادراً دار الشقاء. وبينما هو يتكلّم وصلت المركبة السماوية، تحفّ بها الأجناد الملائكيّة. فنـزل منها ملاكان وتقدّما منه قائلين: "قد أرسلنا الله لكي نأخذك معنا وها العربة في انتظارك". فهتف أخنوخ: "هللويا". ثم أمسكه الملاكان (كما فعلا عند إخراج لوط من سدوم) وأصعداه إلى العربة. وصاح أحدهما: "إلى المجد... إلى المجد!". تحرّك الموكب باتجاه أورشليم السماوية. وهكذا ارتفع عنهم وهم ينظرون باندهاش واستغراب. وهنا صاح متوشالح (كما فعل اليشع عند صعود إيليا): "يا أبي، يا أبي …!". ثم اختفى أخنوخ عن الأبصار... وهكذا انتقل من مجد الإيمان إلى مجد العيان، من المجال الضيّق إلى المجال الرّحب، من دار الوجود إلى دار الخلود. إن اختبار أخنوخ هو صورة مصغّرة عن اختطاف المؤمنين الأحياء عند مجيء الربّ. فهو لم يرقد لكنّه تغيّر في لحظة في طرفة عين عند سماع صوت دعوة الله. فلبس الفاسدُ عدم فساد ولبس المائتُ عدم موت وابتُلع الموت إلى غلبة. ثم اختُطف ليكون كلّ حين مع الرب. |
||||
26 - 09 - 2024, 12:23 PM | رقم المشاركة : ( 174114 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيسو استبدل الغالي بالبالي كانت البكوريّة ذات امتيازات عظيمة لصاحبها. فمن الوجهة الزمنية كان البكر كوليّ العهد عند الملوك اليوم: له اعتبار خاص ومقام خاص وحقوق وامتيازات خاصة. كانت حصّته في الميراث حصّة الأسد. أضف إلى ذلك بركة ورضى والديه. أما من الوجهة الروحية فكان البكر، على حدّ قول ف.ب.ماير، "كاهن الأسرة أو العشيرة، ومستودع الأسرار الإلهية وناقلها إلى البشرية، وحلقة في سلسلة النسب الذي يولد منه المسح. وكان لصاحب البكورية حقّ نوال القوة والاقتدار مع الله والناس، وحقّ استلام وتسليم مشعل رجاء المسيّا، وحقّ وراثة المواعيد والعهود التي قطعها الله لإبراهيم، وحقّ القيام بين أبطال العالم في الحياة الروحيّة، وحقّ الإقامة كأحد غرباء الأبدية دون أن يُطالب بوطأة قدم لأنّ السماء كلّها مضمونة له". أما صاحبنا عيسو فقد ضرب بكلّ هذه الامتيازات عرض الحائط وظنّ أنه لن يعيش ذلك العمر الذي يتيح له التمتّع بهذه كلّها. فقال "هاأنا ماضٍ إلى الموت. فلماذا لي بكوريّة؟"، وكأن لسان حاله يقول: " لنأكل ونشرب لأننا غداً سنموت". فكان أن احتقر البكورية وباعها لأخيه مقابل شيء تافه جداً ـ صحن من المجدّرة. يا للغباوة!! استبدل الغالي بالرخيص استبدل القيّم بالزهيد استبدل الباقي بالبائد أخي القارئ، كم من مرة تبيع بكوريّة نفسك الخالدة بما هو أتفه من العدس الذي أكله عيسو. إنّك تبيعها مقابل: غـرور الخطية أو منفعة مادية أو شهوة دنيّة أو متعة وقتية |
||||
26 - 09 - 2024, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 174115 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيسو تزوّج بفتيات أجنبيات ـ اتّخذ عيسو لنفسه زوجتين: يهوديت وبسمة وكلتاهما غريبتان. وهذا الأمر، كما نفهم من كلمة الله، يتنافى مع المبادئ والمقاصد الإلهية. لهذا نقرأ في الكتاب أنهما "كانتا مرارة نفسٍ لإسحق ورفقة". نحن نذكر ما قاله إبراهيم ـ جدّ عيسو ـ لعبده أليعازر الدمشقي حين طلب إليه أن يجد زوجةً لابنه اسحق. قال "أستحلفك بالربّ… أن لا تأخذ زوجةً لابني من بنات الكنعانيين… بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجةً لابني اسحق" (تكوين 24: 3و4). والسبب هو أن إبراهيم كان أميناً للربّ وعرف أن الالتصاق بالأجانب خطيّة قبيحة في نظر الله. بسببها أهلك الله العالم القديم بالطوفان بسببها ساد بيت اسحق جو من الحزن والمرارة بسببها غضب الله على شعبه مراراً بسببها ارتدّ الكثيرون من الكهنة وخدّام الله بسببها انقاد سليمان الحكيم إلى الحماقة وبسببها تتحطّم حياة الكثيرين في عصرنا الحاضر قال الرسول بولس "أية شركة للنور مع الظلمة... وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن". احذر أيها المؤمن المرأة الأجنبية التي تغرّك بمظهرها وأناقتها وكلامها الملق المعسول. فإنها "طرحت الكثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء". حقاً إن "الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً". |
||||
26 - 09 - 2024, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 174116 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيسو خسر الأرضيات والسماويات ـ نعم خسر خسارةً لا تعوّض: بركة الأب ورضى الرب. عوض أن يكون سيّداً صار عبداً مَسُوداً عوض أن يتمتّع بالخيرات صارت أرضه بلا دسم عوض أن يعيش بسلامٍ صار يعيش بسفه ما أصدق كلمات يسوع حين قال "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه". وما أصدق نصيحة يسوع حين قال "اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية". وأخيراً … |
||||
26 - 09 - 2024, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 174117 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيسو أحسّ بالندم بعد العدم ـ "لم يجد للتوبة مكاناً مع أنه طلبها بدموع". لقد استيقظ ضميره من سباته العميق ولكن بعد فوات الفرصة. فالشيء الذي احتقره واستخفّ به كان جديراً بأن يحظى باهتمامه قبل كل شيء، لكنّه لم يضع الأمور الأهمّ أولاً. وهل يمكن عمل شيء مع شاب مغرور ومتعدّ بنفسه؟! ما أكثر الشباب والشابات في عصرنا الحاضر الذين هم على شاكلة عيسو، يحيون حياة اللّهو والعبث ويزدرون بالأمور الأبدية. وما أن يمرّ قطار العمر السريع حتى يستفيقوا لأنفسهم فيندمون أشدّ الندم ولات ساعة مندم. هؤلاء يصحّ فيهم قول الربّ "ويل لكم أيها الضاحكون… لأنّكم ستبكون". يا من تقرأ هذه الكلمات. ابكِ هنا لئلاّ تبكي هناك اندم هنا لئلاّ تصرخ هناك اصرخ هنا لئلاّ تصرخ هناك لأن هنا… الخلاص والغفران وهناك… البكاء وصرير الأسنان وهنا … الراحة والسلام وهناك … عذاب إلى أبد الآبدين هنا … الحياة والسعادة وهناك … الموت الثاني الشيطان يقول لك: أجّل … والربّ يقول لك: عجّل … |
||||
26 - 09 - 2024, 12:28 PM | رقم المشاركة : ( 174118 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أمانته كانت هذه الصفة بارزة في حياة يوسف فحظي بعون الله وعنايته رغم المصاعب. وفي النتيجة ارتفع إلى أعلى عليّين. لأن عيني الربّ على أمناء الأرض… ومن أجدر بهذه الصفة أكثر من أولاد الله ورجال الله وخدّام الله.؟! يوحنا كان أميناً رغم نفسه في بطمس دانيال كان أميناً رغم طرحه في جبّ الأسود موسى كان أميناً رغم احتماله عار المسيح أرميا كان أميناً رغم وضعه في السجن نحميا كان أمينا رغم المقاومة الشديدة. استير كانت أمينة رغم الخطر المحدق بها يسوع كان أميناً حتى الموت موت الصليب التلاميذ كانوا أمناء حتى الموت رغم الاضطهاد العنيف ويوسف كان أميناً في بيت سيّده المصري. وقد لاحظ سيّده ذلك فوكّله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له. كيف لاحظ فوطيفار أمانته؟ لا أعلم. ربّما من الطريقة التي كان يقوم فيها بعمله ربّما من الطريقة التي كان يصرف فيها وقته ربّما من الطريقة التي كان يكلّم بها سيدته ربّما من الطريقة التي كان يعبر فيها عن رأيه ربّما من الطريقة التي كان يهتمّ فيها بما بسيّده. المهم في الموضوع أنه كان أميناً ولأجل ذلك أنجح الربّ بيده كلّ ما كان يصنع وبارك فوطيفار بسببه. كذلك ظهرت أمانته في بيت السجن إذ جعل له الله نعمةً في عيني رئيس السجن. فكان أن دفع رئيس السجن إلى يد يوسف جميع الأسرى وككّله عليهم. وفوق الكل كان أميناً لإلهه رغم التجارب والحبائل التي حاول الشيطان إيقاعه بها. فخرج منها كلّها ظافراً منتصراً. أخي القارئ: "كن أميناً إلى الموت فٍسأعطيك إكليل الحياة". هذه هي وصية الربّ. من يعمل بها سوف يسمع صوته في ذلك اليوم العظيم قائلاً: "نعماً أيها العبد الصالح الأمين. كنتَ أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيّدك". |
||||
26 - 09 - 2024, 12:29 PM | رقم المشاركة : ( 174119 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف طهارته إنّ الجمال عند النساء والرجال كثيراً ما يكون فخّاً لهم ولغيرهم. وهذا ليس مدعاةً للافتخار بل يستوجب منا كلّ حذرٍ وانتباه وسهر لكي لا نسقط في التجربة التي تنشأ عنه. لقد تعرّض يوسف، بسبب جماله، لأقسى تجربة يتعرّض لها شاب. آه ما أكثر الشباب اليوم الذين ينحرفون وينجرفون وراء النجاسة والزنى! ما أكثر الشباب الذين يجنحون ويجمحون وراء إغراءات وإغواءات النساء! ما أكثر الشباب الذين تخدعهم شهوة العيون وشهوة الجسد. حبّذا لو أنهم يتّخذون من يوسف قدوة ومثالاً. نعم، هاجمته التجربة بأعنف صورها لكنّه تغلّب عليها باسم ربّ الجنود. كما تغلّب شمشون على الأسد الهصور كما تغلّب داود على الأسد والدبّ معاً كما تغلّب داود على جليات الجبار كما تغلّب الرسل على الأرواح الشريرة وسرّ انتصاره يرجع إلى أنه نظر إلى التجربة من ثلاث نواحٍ. لا، نظر إلى نفسه ـ كمخلوقٍ على صورة الله كمؤمنٍ صادق بالله كمن له شركة مع الله كمن يراه ويرعاه الله كمن ليس لنفسه بل لله كان كمن يقول لنفسه ما قاله يسوع "أعطوا لله ما لله". أو ما قاله بولس الرسول: "فآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا". لقد عرف مقامه كرجل الله وقدر امتيازاته وعلاقته بخالقه. ثانياً، نظر إلى الخطيّة ـ وكأنّه قال في نفسه: الخطيّة دنسة ونجسة الخطية ردية ودنيّة الخطية مقيتة ومميتة الخطيّة شرّ وضرّ ومرّ أو على حدّ قول الشاعر:تعطيكَ من طرف اللسان حلاوةً وتروغ منك كما يروغ الثعلب". فلد يراعها بل نبذها واحتقرها بالرغم من أن الكثيرين ينظرون إليها كشيء تافه بسيط. وأخيراً، نظر إلى الله ـ عرف أن الخطيئة ضدّ الله وضدّ طبيعته القدوسة وسلطانه الشامل. فما كان منه إلاّ أن هرب لحياته إذ قال "كيف أصنع هذا الشرّ العظيم وأخطئ إلى الله" بالحق إن أفضل وسيلة للنجاة في التجارب والشهوات الشبابية هي الهرب منها. فإن كان الهرب في بعض الأمور هو ثلثا "المراجل" فالهرب من الشهرة هو كلّ "المراجل". قال الرسول بولس "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها" (تيموثاوس الثانية 2: 22). |
||||
26 - 09 - 2024, 12:30 PM | رقم المشاركة : ( 174120 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوسف تواضعه ـ كثيرون من الناس يصابون بالكبرياء والبطر إذا حالفهم النجاح في الحياة لدرجة أنهم يظنون أنهم أصبحوا من طبقة غير طبقة الناس ومن جبلة غير جبلتهم، فيتنكّرون لأصدقائهم ويبتعدون عن أقربائهم ويحسبون أنفسهم أنصاف آلهة. غير أنّ يوسف كان عكس ذلك تماماً لأنه كان يعلم، كما قال الربّ، إن من يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع، فلم ينسب لنفسه شيئاً من الحكمة والمعرفة بل أعطى المجد كله لله. ما أشبه تواضعه. بتواضع وليم كاري بتواضع إبراهيم لنكولن بتواضع بطرس ويوحنا وما أبعد تواضعه عن كبرياء هيرودس الذي أكله الدود فمات عن كبرياء الفريسي الذي صعد إلى الهيكل عن كبرياء نابليون حين قال "المستقبل لي" بعد أن تبوّأ مركزه الرفيع في المملكة لم يرد أن يغتنمها فرصةً ليفعل ما يفعله بعض الحكّام والمتسلّطين، لكنه بقي كما كان … يوسف الذي يخاف الله (تكوين 42: 18)، يوسف الوديع المتواضع. محبّته ـ إن سيرة يوسف وسلوكه يظهر أنه كأنه كان من أبناء العهد الجديد كأنه كان يعرف القاعدة الذهبية كأنه سمع قول يسوع "أحبّوا أعداءكم" كأنه قرأ أصحاح 12: 21 من رسالة بولس إلى رومية كأنه كان يعرف الصلاة الربانية لم يرد يوسف أن يسيء إلى أخوته الذين قصدوا به شراً. مع العلم أنه كان بإمكانه أن يفعل ذلك لو أراد. لكنه قابل الإساءة بالحسنى، والبغضة بالمحبة. هذا يذكرنا بمعاملة داود لشاول هذا يذكرنا بموقف استفانوس من قاتليه هذا يذكرنا بمحبة يسوع لصالبيه فلما شاهد أخوته تحرّكت أحشاؤه وانفتحت ينابيع دموعه فسالت على وجهه مدراراً، بل تساقطت عَبَراته على وجوه أخوته إذ كان يُعانق كلاً منهم ويقبّله بمفرده (تكوين 45: 15). لقد صدق فرعون حين قال "هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله؟". ولقد صدق المرنّم حين قال: في الحبّ أمنٌ ونجاحْ في الحبّ سترٌ وسماحْ في الحبّ تكميلُ الصلاحْ فالحبّ يا نعمَ الوشاحْ |
||||