منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 174041 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




البسوا سلاح الله الكامل



بحثنا في السابق عن المشكلات والمصاعب التي تكتنف حياتنا في السنين الأخيرة من القرن العشرين. ذكرنا مثلاً قلة الموارد الطبيعية والانفجار السكاني والتصحّر والأوبئة الحديثة التي ظهرت في بقاع مختلفة من العالم. وأتينا أيضاً على ذكر موضوع الحرب والسلام والاضطهادات التي وقعت بالعديدين من أقراننا بني البشر الذين شرّدوا وأبعدوا عن ديارهم فصاروا غرباء في شتى أنحاء العالم. ولم نقم بذلك لنشر اليأس والوجوم في أفئدة الناس بل لرغبتنا في التشديد على موضوع العودة إلى طرق الله والسير عليها. فما تجابهه البشرية من تحدّيات صار ذات أبعاد هائلة لا يمكن لأي مجرّد بشريّ بأن يحلّها. يأتي حلّ مشكلاتنا من الله القدير.

وما نأتي على ذكر الله وعلاقته بدنياه هذه حتى نجابه وجهاً آخر للمعضلة. هناك عامل آخر لا بد لنا من ذكره ألا وهو الشيطان وأعوانه الأبالسة. فوراء الكثير من المآسي والفواجع التي حلّت بالبشرية هو الشيطان الذي ينشر تعاليمه الهدّامة في عقول وقلوب العديدين من بني البشر والذي يصوّر لهم عالماً بدون الله, عالماً من صنع أفكاره السوداء.

وقد ينبري البعض قائلين: ما بالك تعالج المشكلات العالمية العديدة من منظور غيبي؟ أتظن أننا نعيش في القرون الوسطى؟ ولم الكلام عن أمور الدنيا وإدخال مواضيع ما فوق الطبيعة في إطار بحثنا؟

جوابي على هكذا اعتراضات هو أنني مؤمن بوحي الله الذي ينبئني بأنه علاوة على وجود الله والإنسان هناك كائنات عاقلة أي ملائكة. الإيمان بوجود الملائكة لا يعني أنني أضحيت لا منطقياً أو رجعياً. فكما أن الله خلق الإنسان هكذا خلق أيضاً الملائكة. ينبئنا الوحي الإلهي بأن الملائكة لم تبق على حالتها الأولى من قداسة وطهارة بل إن البعض منهم ثاروا على الله وعصوا على أوامره فأصبحوا أعداء لله وللبشر. يدعو الوحي الملائكة الساقطين في الخطية بالشياطين أحياناً وبالأبالسة أحياناً أخرى. وهكذا إن رغبنا في معالجة أمور دنيانا هذه وكيفية المعيشة بطريقة ترضي الله بارينا, لا بد لنا من أخذ موضوع الشيطان وأعوانه بعين الاعتبار.

وهذه المقدّمة لهامة جداً ونحن قد وصلنا إلى القسم النهائي من رسالة بولس الرسول إلى أهل الإيمان في أفسس. فبعد أن كان الرسول قد علّمنا عن محبة الله لنا في المسيح يسوع حتى قبل إنشاء العالم وعن افتدائنا بدم المخلّص الزكي, ذهب للكلام عن أمور عملية. وكان أسلوب الرسول أن يبدأ بالكلام عن المعتقد الصحيح ومن ثم وجوب تطبيقه في معترك الحياة اليومية. وعندما وصل الرسول بولس إلى خاتمة الرسالة وجّه أنظار المؤمنين إلى وجوب التسلّح بسلاح الله الكامل للوصول إلى الهدف المنشود. من ابتدأ مسيرته الإيمانية بعون الله عليه أن يتابع مسيرته هذه, لا بفضل قوّته الذاتية التي لا وجود حقيقي لها, بل بقوّة الله. هذا لا يعني أن الله يمنح خائفيه الذين افتداهم قوّة شبه سحرية أو أوتوماتيكية تجعلهم منتصرين في نضالهم الروحي. يصف لنا الرسول الأسلحة الروحية التي يجب أن نتسلّح بها لنتمكّن من المثابرة على مسيرة الإيمان. هذه هي كلمات الرسول التي أنهى بها رسالته إلى جماعة الإيمان في أفسس وهي موجهة إلينا أيضاً في هذه الأيام العصيبة.

أخيراً أيها الأخوة, تقوّوا في الرب وفي اقتدار قوّته. البسوا سلاح الله الكامل لتقدروا أن تثبتوا في وجه مكايد إبليس. فإننا لا نصارع دماً ولحماً بل الرئاسات, السلطات, حكام عالم هذه الظلمة, قوات الشرّ الروحيّة في علياء السماوات. فلذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرّير, وتثبتوا بعدما تتمّمون كل شيء.

لفت الرسول أنظار المؤمنين إلى وجوب الاعتراف بالأمر الواقع ألا وهو أنه من المستحيل التغلّب على عدوّنا الروحي اللدود بقوانا الذاتية. تأتي القوّة اللازمة للظفر على الشيطان من الله ومنه فقط. ومن أنكر الله أو تجاهله في معالجة مشكلات العالم المعاصر حكم على نفسه بالفشل مهما ظنّ بأنّ برنامجه ناجح.

انتقل الرسول إلى الكلام عن وجوب التسلّح بما سماه بسلاح الله الكامل. وهذا يعني أن الله الذي عمل لنا خلاصاً جباراً بواسطة المسيح يسوع, شاء أيضاً بأن يضع تحت تصرّفنا إمكانات ووسائط تساعدنا على ترجمة إيماننا إلى حياة ظافرة. دعا بولس هذه الوسائط أو الإمكانات بسلاح الله الكامل. أفهمنا الرسول بأن السلاح هو من الله لا من الإنسان وأنه يجب التسلّح بكل هذا السلاح. ليست مجابهتنا مع بني البشر بل حربنا هي مع إبليس ومكايده كثيرة ومتنوّعة. وليس هو بملاك ساقط وحيد بل له أعوان أي أبالسة آخرون أو شياطين دعاهم بولس بحسب مرتباتهم الرئاسات, السلطات, حكام عالم الظلمة, هؤلاء هم أعداؤنا. وإن لم نتسلح بسلاح الله الكامل منينا بالفشل الذريع. ونظراً لأهمية هذا الموضوع المبدئي أعاد الرسول ذكره قائلاً: فلذلك, احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير, وتثبتوا بعدما تتمّمون كل شيء. لا يكفي لمن ابتدأ بخوض معركة روحية بأن يقاوم العدوّ لمدة ما بل عليه الثبات في مقاومته والتغلّب على من كان قد هاجمه.

نعود إلى تعليمات الرسول. أولاً علينا أن نستمد قوّتنا من الله القدير. ثانياً علينا أن نفقه بأن حربنا هي روحية وأن عدوّنا هو إبليس. ثالثاً, ما أن نأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار حتى نرى أن الخطوة الثالثة تتطلّب التسلّح بسلاح الله الكامل. وهنا قد نتساءل قائلين: ما هو سلاح الله الكامل؟ ونلاحظ من جواب الرسول أنه يتكلّم مجازياً آخذاً مثله من الحياة العسكرية التي كان يحياها الجندي الروماني في القرن الأول من الميلاد.

فاثبتوا إذن ممنطقين أحقّاءكم بالحق, ولابسين درع البرّ, وحاذين أقدامكم باستعداد إنجيل السلام, حاملين علاوة على هذه كلّها ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. واتخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله, مصلّين بكل صلاة ودعاء كل حين, في الروح, وساهرين لهذا, بكل مواظبة ودعاء لأجل جميع القدّيسين, ولأجلي أنا أيضاً, لكي أعطي كلاماً عند افتتاح فمي, لأعرّف بجرأة سرّ الإنجيل, الذي من أجله أنا سفير في سلاسل, لكي أنادي به بجرأة, كما يجب أن أتكلّم.

يتألّف سلاح الله الكامل, حسب تعاليم الرسول, ممّا يلي:

1: منطقة الحق

2: درع البرّ

3: حذاء إنجيل السلام

4: ترس الإيمان

5: خوذة الخلاص

6: سيف الروح الذي هو كلمة الله

7: الصلاة والدعاء

لا يتّسع لنا الوقت للكلام بإسهاب عن هذه المواضيع السبعة بل نكتفي بالقول أن المؤمن المحارب للشيطان يقف وقفة جريئة على منصّة الحق الإلهي الذي أوحى به الله. نقطة انطلاق المؤمن هي الحق. بينما نقطة انطلاق الشيطان هي الكذب. أما البرّ الذي شبّهه الرسول بدرع الجندي, فهو تلك النعمة المجانية التي وهبها الله للمؤمن والتي تنبع من عمل المسيح يسوع الفدائي الذي تمّ على الصليب. فمهما كان المؤمن ضعيفاً وبالرغم من عدم كماله الروحي فإنه يقف بكل جرأة لابساً درع البرّ متأكداً من أن مصيره النهائي باهر. ليس هناك من يستطيع أن ينـزع هذا الدرع من يد المؤمن. وكما كان الجندي ينتعل حذاءه الخاص فإن حذاء المؤمن هو الخبر السار أي الإنجيل الذي يصالح الإنسان مع الله باريه. وكثيراً ما يهاجم الشيطان الإنسان ويحاول زرع بذور الشك في قلبه. شبّه الرسول هذا التكتيك الشيطاني بسهام الشرير الملتهبة. ولن يقدر المؤمن أن يدرأ خطرها إن لم يلبس خوذة الخلاص ويستعمل بكل مهارة ترس الإيمان. فالإيمان الذي يهبه روح الله القدوس هو إيمان ظافر يتغلّب على هجمات الشيطان مهما كانت قوية. ما على المؤمن إلا وضع إيمانه موضع التنفيذ كما يلجأ الجندي المتمرّن إلى استعمال خوذته وترسه.

وبما أن سلاح الجندي ليس بسلاح دفاعي محض هكذا أيضاً سلاح المؤمن. فبعد أن يكون قد استعمل سائر الوسائط الدفاعية التي وضعها الله في متناوله, يلجأ إلى سلاح دفاعي وهجومي ألا وهو سيف كلمة الله.

ولئلا يخال المؤمن بأنه متى قام بكل ما يتطلب منه واستعمل سلاح الله الكامل يكون النصر حليفه بفضل مهارته, ذكّره الرسول بوجوب الاتكال على الله بصورة متواصلة وذلك برفع أدعية وصلوات وابتهالات إلى القدير ليمّن على الجميع بنعمة الشهادة والمناداة بجرأة بكلمة الإنجيل.

وإذ وصلنا في دراستنا إلى نهاية رسالة بولس الرسول إلى أهل الإيمان في أفسس نرفع دعاءنا إلى الله لكي يكتبها على قلوبنا فتكون مسيرتنا الإيمانية مسيرة ظافرة, آمين.


 
قديم اليوم, 12:48 PM   رقم المشاركة : ( 174042 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تقوّوا في الرب وفي اقتدار قوّته.
البسوا سلاح الله الكامل لتقدروا أن تثبتوا في وجه مكايد إبليس.
فإننا لا نصارع دماً ولحماً بل الرئاسات, السلطات
حكام عالم هذه الظلمة, قوات الشرّ الروحيّة في علياء السماوات.
فلذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا
في اليوم الشرّير, وتثبتوا بعدما تتمّمون كل شيء.


 
قديم اليوم, 12:50 PM   رقم المشاركة : ( 174043 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اثبتوا إذن ممنطقين أحقّاءكم بالحق, ولابسين درع البرّ, وحاذين
أقدامكم باستعداد إنجيل السلام, حاملين علاوة على هذه كلّها ترس
الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة.
واتخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله,
مصلّين بكل صلاة ودعاء كل حين, في الروح, وساهرين لهذا,
بكل مواظبة ودعاء لأجل جميع القدّيسين, ولأجلي أنا أيضاً,
لكي أعطي كلاماً عند افتتاح فمي, لأعرّف بجرأة سرّ الإنجيل,
الذي من أجله أنا سفير في سلاسل, لكي أنادي به بجرأة,
كما يجب أن أتكلّم.
 
قديم اليوم, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 174044 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يتألّف سلاح الله الكامل حسب تعاليم الرسول ممّا يلي:

1: منطقة الحق

2: درع البرّ

3: حذاء إنجيل السلام

4: ترس الإيمان

5: خوذة الخلاص

6: سيف الروح الذي هو كلمة الله

7: الصلاة والدعاء

لا يتّسع لنا الوقت للكلام بإسهاب عن هذه المواضيع السبعة بل نكتفي بالقول أن المؤمن المحارب للشيطان يقف وقفة جريئة على منصّة الحق الإلهي الذي أوحى به الله. نقطة انطلاق المؤمن هي الحق. بينما نقطة انطلاق الشيطان هي الكذب. أما البرّ الذي شبّهه الرسول بدرع الجندي, فهو تلك النعمة المجانية التي وهبها الله للمؤمن والتي تنبع من عمل المسيح يسوع الفدائي الذي تمّ على الصليب. فمهما كان المؤمن ضعيفاً وبالرغم من عدم كماله الروحي فإنه يقف بكل جرأة لابساً درع البرّ متأكداً من أن مصيره النهائي باهر. ليس هناك من يستطيع أن ينـزع هذا الدرع من يد المؤمن. وكما كان الجندي ينتعل حذاءه الخاص فإن حذاء المؤمن هو الخبر السار أي الإنجيل الذي يصالح الإنسان مع الله باريه. وكثيراً ما يهاجم الشيطان الإنسان ويحاول زرع بذور الشك في قلبه. شبّه الرسول هذا التكتيك الشيطاني بسهام الشرير الملتهبة. ولن يقدر المؤمن أن يدرأ خطرها إن لم يلبس خوذة الخلاص ويستعمل بكل مهارة ترس الإيمان. فالإيمان الذي يهبه روح الله القدوس هو إيمان ظافر يتغلّب على هجمات الشيطان مهما كانت قوية. ما على المؤمن إلا وضع إيمانه موضع التنفيذ كما يلجأ الجندي المتمرّن إلى استعمال خوذته وترسه.

وبما أن سلاح الجندي ليس بسلاح دفاعي محض هكذا أيضاً سلاح المؤمن. فبعد أن يكون قد استعمل سائر الوسائط الدفاعية التي وضعها الله في متناوله, يلجأ إلى سلاح دفاعي وهجومي ألا وهو سيف كلمة الله.

ولئلا يخال المؤمن بأنه متى قام بكل ما يتطلب منه واستعمل سلاح الله الكامل يكون النصر حليفه بفضل مهارته, ذكّره الرسول بوجوب الاتكال على الله بصورة متواصلة وذلك برفع أدعية وصلوات وابتهالات إلى القدير ليمّن على الجميع بنعمة الشهادة والمناداة بجرأة بكلمة الإنجيل.

وإذ وصلنا في دراستنا إلى نهاية رسالة بولس الرسول إلى أهل الإيمان في أفسس نرفع دعاءنا إلى الله لكي يكتبها على قلوبنا فتكون مسيرتنا الإيمانية مسيرة ظافرة, آمين.
 
قديم اليوم, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 174045 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






العلاقات الاجتماعية في ضوء الإنجيل

من أهم الأمور التي تجابهها البشرية اليوم هو موضوع العلاقات الاجتماعية. فمع أننا كثيراً ما ننشغل في موضوع العلاقات بين الأمم والشعوب والبلدان وفي أمور الحرب والسلام, إلا أنه لا يمكننا أن نتجاهل موضوع العلاقات الاجتماعية في المجتمع البشري الواحد. نبدأ بالأسرة البشرية التي تشكّل الخلية الأساسية في المجتمع. نلاحظ في هذا الصدد أن ضغوطاً قوية جداً برزت في أيامنا هذه وهي تؤثر بصورة كبيرة على حياة العائلة في كل مكان. فنحن لا نعيش بمعزل عن العالم الكبير الذي يحيط بنا فطرق المواصلات والاتصال العصرية قد ألغت المسافات التي كانت تفصل بين الناس وصار عالمنا وكأنه مدينة كبيرة هائلة الحجم. لقد كثرت الشرور التي تهاجم صرح العائلة ولم تعد حياة الأسرة بسيطة كما كانت في الماضي, بل صارت معقّدة لدرجة كبيرة. وهذا بدوره أدّى إلى بروز مشاكل مستعصية لم نجابهها في الماضي.

كيف نسيّر أمور العائلة البشرية في السنين الأخيرة من القرن العشرين؟ وعلى أي أساس؟ هل نأخذ بآراء البشر أم ننصاع إلى كلمة الله؟ وكم علينا أن نشكر الله لأنه لم يتركنا على شأننا بل أعطانا تعليمات هامة في كتابه المقدس لتنظيم حياتنا الاجتماعية. وهكذا نقرأ عن علاقة الزوج بزوجته والوالدين بأولادهم والأسياد بمخدوميهم. ومن المهم جداً أن نتذكر أن الرسول بولس بنى جميع هذه التعليمات على أساس عقائدي متين ألا وهو شخص السيد المسيح وعمله الفدائي والخلاصي الذي أتمّه لصالح البشرية على الصليب. لم يعترف الرسول بأي نظام أخلاقي منفصل عن العقيدة الصحيحة النابعة من الوحي الإلهي.

ابتدأ بولس كلامه قائلاً:

كونوا خاضعين بعضكم لبعض في مخافة المسيح. أيتها النساء, اخضعن لرجالكنّ كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً هو رأس الكنيسة وهو مخلّص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك تخضع النساء أيضاً لرجالهنّ في كل شيء. أيها الرجال, أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها, ليقدّسها وقد طهّرها بغسل الماء بالكلمة, ليقدّم الكنيسة لنفسه, مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ولاشيء من مثل ذلك بل لكي تكون مقدّسة ولا عيب فيها. فكذلك يجب على الرجال أن يحبّوا نساءهم كأجسادهم. من يحبّ إمرأته يحبّ نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط, بل يغذّيه ويعزّه, كما يعامل المسيح أيضاً الكنيسة, لأننا أعضاء جسده (من لحمه ومن عظامه), من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمّه ويلزم إمرأته, ويصير الاثنان جسداً واحداً. إن هذا السرّ عظيم ولكنني أقول هذا بالنسبة إلى المسيح والكنيسة. وأما أنتم الأفراد, فليحبّ كل واحد منكم إمرأته كنفسه, وأما المرأة فلتحترم رجلها.

المبدأ الأساسي الذي ذكره الرسول في مقدمة كلامه عن العلاقات الاجتماعية هو الخضوع المتبادل في مخافة المسيح. وهذا بعكس ما يجري في العالم حيث نلاحظ أن الناس يسيرون على مبدأ التسلّط والهيمنة على الآخرين. يخضع المؤمنون لبعضهم البعض في مخافة المسيح أي في احترامهم الكلّي لمن افتداهم بدمه الزكي الذي سفك على الصليب. لم يخلّصنا المسيح من براثن الشر والمعصية لنتحكّم بالناس ونسود عليهم ونستعبدهم. نظهر مخافتنا واحترامنا للمسيح في علاقاتنا الاجتماعية أي في معترك الحياة اليومية.

لا يعني هذا المبدأ الأساسي أن المسيح لم يترك لنا نظاماً معيناً وترتيباً منطقياً لتسيير أمور حياتنا الاجتماعية. وهكذا لخّص الرسول واجب المرأة تجاه رجلها بكلمتين: الخضوع والاحترام, وواجب الرجل تجاه زوجته بكلمة المحبّة.

التعليم الأساسي هو أن الله هو الذي وضع هذا الترتيب منذ فجر الخليقة أي أن يكون الرجل رأس المرأة. لا يعني هذا أن الرجل يعمل ما يشاء أو كما يحلو له في علاقاته الزوجية بل رئاسته مبنية على تنظيم إلهي المصدر. وعلاوة على النظام الوارد في خليقة الإنسان جاء الرسول بمثال آخر لواجب خضوع أو إطاعة المرأة لزوجها: أيتها النساء, اخضعن لرجالكنّ كما للرب, لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً هو رأس الكنيسة.

وما هو الترتيب الإلهي بخصوص موقف الرجل من زوجته؟ فإن كان ينتظر من المرأة أن تخضع لزوجها, فما هي الصفة الأساسية التي يتّزن بها الرجل المختبر للخلاص الذي أتمّه المسيح؟ جواب الرسول هو: أيها الرجال, أحبّوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها. يا له من أمر عظيم! فكما أحب المسيح الكنيسة أي جماعة الإيمان في كل زمان ومكان محبّة لا حدود لها, محبّة وصلت إلى ذروتها عندما مات عن الكنيسة موتاً كفّاريّاً ونيابيّاً, هكذا ينتظر من الرجل أن يحبّ زوجته محبّة لا حدود لها وأن يكون مستعدّاً- فيما إذا اقتضى الأمر- أن يموت عنها.

أليس من الطبيعي للرجل بأن يحبّ إمرأته كما يحبّ نفسه؟ ألا يترك الرجل أباه وأمه ويلزم إمرأته ويصيران جسداً واحداً ويكونان عائلة واحدة؟ وخلاصة الأمر أنه كما يعامل المسيح كنيسته معاملة مبنية عل أساس المحبّة التامة هكذا على كل رجل أن يحبّ إمرأته كنفسه وعلى المرأة أن تحترم زوجها. على هذا الأساس المتين والقويم توضع دعائم المجتمع البشري السليم.

وعندما يبارك الله القدير زواج المؤمنين ويمنّ عليهم بالأولاد, ما هو أساس العلاقة بين الوالدين وأولادهم؟ جواب الرسول بولس هو:

أيها الأولاد, أطيعوا والديكم في الرب, فإن هذا حقّ. "أكرم أباك وأمك" وهذه هي أول وصيّة بالوعد, "لكي يكون لك خير ويطول عمرك على الأرض". وأنتم أيها الآباء, لا تغيظوا أولادكم, بل ربّوهم في تأديب الرب وإنذاره.

الطاعة هي المبدأ الأساسي المنظّم لعلاقة الأولاد بوالديهم. ليس هذا من صنع البشر بل إنه مبدأ وضعه الله في صلب الحياة البشرية ثم أعاد ذكره بطريقة هامة في الوصايا العشر التي أعطاها لعبده وكليمه موسى النبي. فبينما نظمّت الوصايا الأربعة الأولى علاقة المؤمن بربه وفاديه, جاءت الوصايا الستة الباقية لتنظيم العلاقات الاجتماعية. وكانت أولاها: أكرم أباك وأمك والتي اقترنت بوعد إلهي هام: لكي يكون لك خير ويطول عمرك على الأرض.

أيها الأولاد! يا من تقرأون هذه الكلمات, هل أنتم مطيعون لوالديكم أم هل تعصون على أوامرهم وتعاليمهم؟ هل تظنون بأن بركة الرب ستكون من نصيبكم إن كنتم تضربون بوصية الله عرض الحائط؟

ولم يكتف الرسول بالكلام عن موقف الأولاد من والديهم بل ناشد الوالدين بألا يغيظوا أولادهم أي بألا يبطشوا بهم ويعاملوهم معاملة قاسية بل في تأديب الرب وإنذاره بمعنى أن الوالدين يمثّلون الله ضمن عائلتهم وإن ما يطلبونه من أولادهم يجب أن يكون مطابقاً للمشيئة الإلهية.

وأخيراً جاء الرسول إلى البحث في العلاقات التي كانت تسود الأسياد والذين كانوا يعملون لهم في الحياة الاقتصادية. وهنا لا بد لنا من القول أن المحيط الذي كان يحيا فيه الرسول كان يمارس نظام الرق أو العبودية. وهكذا واجه بولس الأمر الواقع وأعطى تعليمات تنظّم الأمور بشكل عملي ولكن من منظور مبني على الوصيّة الإلهية.

أيها العبيد, أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة بقلوب مخلصة كما للمسيح, لا بخدمة العين كمن يرضي الناس, بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب, خادمين بنيّة صالحة كما للرب, ليس للناس. فأنتم تعلمون أن مهما عمل كل واحد من الخير اصنعوا لهم هذا بعينه, تاركين التهديد, عالمين أن سيّدهم وسيّدكم هو في السماوات وليس عنده محاباة وجوه.

وكم علينا أن نشكر الله المحب والشفوق الذي وضع حداً لنظام الرق والعبودية في عالمنا هذا. ولا تزال تعليمات الرسول التي وجّهت أولاً للأسياد والعبيد, لا تزال هامة إلى يومنا هذا. فمن واجب المؤمنين والذين يعملون لآخرين كمستخدمين أن يقوموا بتأدية أعمالهم ليس وكأنهم يعملون لبني البشر فحسب, بل كعبيد للمسيح وكخدام له. يطلب الآخرون من القطاع الخاص أو العام أن يؤدّي وظيفته بأمانة وإخلاص وألا يمتنع عن اختلاس الأموال فحسب بل عن تبذير وقته أثناء العمل أيضاً. فمن استهان تأدية وظيفته يكون مختلساً وسارقاً وإن لم يخفِ مالاً في جيبه!

وكم كانت هناك واجبات متبادلة بين الوالدين وأولادهم هكذا أيضاً ينتظر من المستخدمين بأن يعملوا بجد ونشاط وكأنهم عاملون للمسيح. ويجدر بالأسياد وأرباب العمل بأن يعاملوا مستخدميهم بكل عدل ولطف وأن يدفعوا أجوراً عادلة عالمين أن سيّد الأسياد والمستخدمين هو واحد في السماوات وليس عنده محاباة وجوه. ساعدنا الله للسير على الطريق الذي رسمه لنا بخصوص العلاقات الاجتماعية لنتغلّب على الكثير من مشكلات عالمنا.


 
قديم اليوم, 12:55 PM   رقم المشاركة : ( 174046 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إثر خطواته




1بطرس 2: 21- 23

لنصغ أولاً إلى تحريض الرسول. فلقد عبر يوم في تاريخ حياة بطرس، عندما قال له الرب بعد أن رد نفسه: "اتبعني" (يوحنا 21: 19). أما الآن فإن الرسول يضع أمامنا هذه الكلمات: "لكي تتبعوا (إثر) خطواته". ومع أننا نجد هذه الكلمات شائعة غالباً بين عموم المسيحيين وأيضاً بين المؤمنين الحقيقيين، إلا أنها غير واضحة المعنى وغامضة نوعاً ما لديهم.

فقد نجد، حتى بين غير المتجددين، أنهم يرددون هذه الكلمات، ولكنهم للأسف يرددونها بأفكارهم الخاطئة، ظانين أنه إذا تمسك الناس بممارسة وصايا الموعظة على الجبل فإنهم سيصبحون حقاً مسيحيين ممتازين، وبذلك يكونون في أمان من جهة خلاص نفوسهم. ومن المرجح فإن أولئك الذين يتكلمون بخفة عن اتباع خطواته فإنهم يشعرون بالفشل والضياع إذا رجعوا إلى هذا النص الكتابي، ومع ذلك فإنهم يفضلون تفسيراتهم الخاطئة لهذه الكلمات عن كونهم يقبلون المعنى الذي يقصده الروح القدس من هذا النص.

وبالرجوع إلى النص السابق نتعلم أن الرسول يخاطب مؤمنين. أولئك الذين يقول عنهم أنهم نائلين غاية إيمانهم خلاص نفوسهم (1بطرس1: 9). ومن المؤكد أنه لا يوجد تحريض للخاطئ لكي يتبع إثر خطواته لعله ينال الخلاص. فبعيداً عن ذبيحة المسيح التي قدمها بموته، والإيمان بدمه الكريم فلا خلاص للخاطئ الهالك. والكتاب لا يستخدم "إثر خطواته" كبديل عن "عمله".

إذن فالتحريض أن نتبع إثر خطواته، موجه أساساً لمؤمنين، فضلاً عن كونه يستخدم بمعنى خاص جداً. هذا المعنى نتعلمه من أربع خطوات مميزة موضوعة أمامنا. ومن البين أن الكثير مما فعله الرب كان يرتبط بحياته المعجزية من إقامة الموتى إلى غير ذلك. وقيل أنه لم يتكلم إنسان قط مثل هذا. ولكن لا يُطلب منا أن نتبع إثر خطواته في مثل هذه الأمور. والأربع خطوات التي نحرص بأن نتبعها، يستطيع كل المؤمنين صغاراً وكباراً أن يسلكوا فيها.

فأولاً: يُذكّرنا الرسول بأنه "لم يفعل خطية"، ونعرف أنه كان يعمل أعمالاً حسنة، ويحرضنا الرسول مرة تلو الأخرى في ذات الرسالة أن نعمل "الأعمال الحسنة" ولا ننسى "فعل الخير". وهنا نجد التحريض يتخذ صيغة النفي.. فعلينا أن نتبع إثر خطواته من جهة أنه لم يعمل خطية. فمهما حدث وكيفما واجهتنا الظروف وتحدتنا، ومهما كانت الأخطاء التي نعاني منها، والإهانات التي علينا أن نحتملها، فلا يجب أن نخطئ. وقد يصبح من السهل أحياناً أن نعمل حسناً لكوننا محبين للخير وأن نسدد أعواز الآخرين، ولكن لكون الجسد فينا ففي بعض الأوقات يكون من الصعب ألا نعمل خطية. وأنه لشيء عظيم ألا نعمل خطية عندما تتحدانا الظروف الصعبة من أن نعمل الخير في الأوقات السهلة. كان الرب يسوع كاملاً في كل الظروف التي علينا أن نواجهها فإن أول ما نحرص عليه في حياتنا أن نتبع إثر خطواته وأن نتمسك بصفاته بألا نعمل خطية. إنه من الأفضل أن نحتمل الأخطاء من الآخرين عن كوننا نخطئ، ومن الأفضل أيضاً أن تتخلى عن ثوبك من أن تتنازل عن صفة المسيح التي تظهرها.

وثانياً: نقرأ "ولا وُجد في فمه مكر". فعلى الرغم مما لاقاه من قسوة موجعة من الأشرار، ولكن لم تخرج من شفتيه كلمة- سواء في سؤال طرحه أو إجابة أعطاها- مما تشوه خطواته بالخداع أو المكر. أما نحن فبالأسف، في أوقات كثيرة، فالحسد والخبث يختفيان وراء كلماتنا التي هي "أنعم من الزبدة" و"ألين من الزيت". ولكن الرب لم تكن عنده دوافع شريرة تكمن خلف كلماته. أما عن الفريسيين فعندما سألوا الرب سؤالاً بدا في ظاهره بريء ولكنه كان يخفي الخبث من ورائه، قالوا له: "أيجوز أن تُعطى جزية لقيصر أم لا؟". نقرأ عنهم أنهم "تشاوروا لكي يصطادوه بكلمة" (متى 22: 15- 18). وطالما الجسد فينا فمن المحتمل جداً أن ننشغل باصطياد أحدنا الآخر بالكلمات الناعمة والتساؤلات التي تبدو بريئة. وللأسف فإننا نُخفي أحياناً هجومنا على الآخرين بالكلمات التي نتخاطب بها مع الله في الصلوات الجهارية. يا له من تحريض جميل وأساسي أن نتبع خطواته ذاك الذي لم يوجد في فمه غش.

وثالثاً: ثم يُذكّرنا عن الرب أنه "إذا شتم لم يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهود" ففي مواجهة الشتائم والاتهامات الكاذبة والأحقاد، فإنه ظل صامتاً. وعندما انبرت الافتراءات الكاذبة عليه أمام المجمع اليهودي بقي محتفظاً بسلامه، وأمام بيلاطس "لم يُجب بشيء، ولبيلاطس نفسه "لم يُجب بكلمة". أما هيرودس الذي كان يسخر منه فقد "سأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء" (متى26: 63، 27: 12، 14، لوقا23: 9). وكم هو حسن لنا أن نتبع إثر خطواته، وفي مواجهة كلمات الناس الماكرة التي تأتينا من أي مكان، فعلينا أن نبقى ساكتين. ومن أجزاء أخرى في الكتاب يتضح أن المسيحي يمكنه أن يُحذّر وينصح وينتهر ولكنه ليس عليه أن يشتم أو يهدد مطلقاً.

ورابعاً: أنه كان يُسلّم لمن يقضي بعدل". ما رأيناه أنه لم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر، وأمام كلمات التهديد ظل صامتاً، هذه صفات مسبوقة بأدوات نفي، أما الخطوة الأخيرة فهي صفة إيجابية. فعندما نواجه الشتائم فإننا لسنا فقط لا نجيب على الشر والخبث، بل بالحري نترك الإجابة مع الله. وغير مسموح لنا مطلقاً أن ننتقم من فاعلي الشر فالله يحتفظ لنفسه بمطلق سلطانه أن ينتقم كل النقمة. قال: "لي الانتقام وأنا أجازي يقول الرب. وأيضاً الرب يدين شعبه (عبرانيين10: 30). إن نصيبنا إذن أن نتبع خطوات الرب يسوع، وعند مواجهة الاتهامات فلنستودع أنفسنا لمن يقضي بعدل، متذكرين القول: "لا تنتقموا لأنفسكم، بل أعطوا مكاناً للغضب، لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الرب" (رومية12: 9). ونستعيد مرة أخرى قول النبي "طيب هو الرب للذين يترجونه، للنفس التي تطلبه. جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب" (مراثي3: 24- 26).

رأينا هنا أربع خطوات اتخذها الرب في كماله، ونحن نُحرَّض بأن نتبعه في تلك الخطوات عينها. ولكن لا نجد في تلك الخطوات أية كلمة عن الخدمة أو أية مظهر لها تجعلنا منظورين لدى العالم أو تعطينا أولوية بين شعب الله. ولكن إذا اتبعنا هذه الخطوات بصورة عملية فإن إخوتنا لن يصابوا بخيبة الأمل فينا. وأيمكننا أن نقول أنه إذا سرنا في هذه الخطوات عينها فإن الآخرين سيجدوا فينا أعظم منظر مدهش يمكن أن يرى في هذا العالم- سيرون المسيح في مظهر إنسان.

وحاشا أن نستخف بالخدمة الحقيقية للمسيح، بل لا ننسى أن نجوب العالم مسافرين لنخدم بل أن نكرز للآلاف من الناس. وربما تكون أسماؤنا في محيط الدوائر الدينية معروفة، وخدمتنا تسجل مكتوبة في حينها، وهذا كله سوف لا يُعطي تقديره في نظر الله إذا كانت الخطوات الأربعة هذه ناقصة عندنا. لنتذكر أنه حتى لو تكلمنا بألسنة الملائكة فقد نصبح كلا شيء، ففي يوم آتٍ ربما نجد آلاف العظات الجميلة التي قدمناها التي سببت لنا كبرياء نفوسنا والتي مدحنا الناس عليها. ستُوجد كلها تراباً وقشاً، بينما القليل الذي أظهر حياة المسيح فينا والتي ربما نسيناها، ستلمع ببهائها في ذلك اليوم وتنال المكافأة. إن تلك الخطوات الأربعة لن تجعلنا مرموقين في يومنا هذا، بل ستذهب بعيداً إلى أمجاد الملكوت في يوم قادم. ويحسن لنا أن نتذكر هذه الكلمة. "ولكن كثيرون أولون يكونون آخرين والآخرون أولين" (مرقس10: 31).


 
قديم اليوم, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 174047 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يُذكّرنا الرسول بأنه "لم يفعل خطية"
ونعرف أنه كان يعمل أعمالاً حسنة، ويحرضنا الرسول مرة تلو الأخرى في ذات الرسالة أن نعمل "الأعمال الحسنة" ولا ننسى "فعل الخير". وهنا نجد التحريض يتخذ صيغة النفي.. فعلينا أن نتبع إثر خطواته من جهة أنه لم يعمل خطية. فمهما حدث وكيفما واجهتنا الظروف وتحدتنا، ومهما كانت الأخطاء التي نعاني منها، والإهانات التي علينا أن نحتملها، فلا يجب أن نخطئ. وقد يصبح من السهل أحياناً أن نعمل حسناً لكوننا محبين للخير وأن نسدد أعواز الآخرين، ولكن لكون الجسد فينا ففي بعض الأوقات يكون من الصعب ألا نعمل خطية. وأنه لشيء عظيم ألا نعمل خطية عندما تتحدانا الظروف الصعبة من أن نعمل الخير في الأوقات السهلة. كان الرب يسوع كاملاً في كل الظروف التي علينا أن نواجهها فإن أول ما نحرص عليه في حياتنا أن نتبع إثر خطواته وأن نتمسك بصفاته بألا نعمل خطية. إنه من الأفضل أن نحتمل الأخطاء من الآخرين عن كوننا نخطئ، ومن الأفضل أيضاً أن تتخلى عن ثوبك من أن تتنازل عن صفة المسيح التي تظهرها.
 
قديم اليوم, 12:59 PM   رقم المشاركة : ( 174048 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"ولا وُجد في فمه مكر".
فعلى الرغم مما لاقاه من قسوة موجعة من الأشرار، ولكن لم تخرج من شفتيه كلمة- سواء في سؤال طرحه أو إجابة أعطاها- مما تشوه خطواته بالخداع أو المكر. أما نحن فبالأسف، في أوقات كثيرة، فالحسد والخبث يختفيان وراء كلماتنا التي هي "أنعم من الزبدة" و"ألين من الزيت". ولكن الرب لم تكن عنده دوافع شريرة تكمن خلف كلماته. أما عن الفريسيين فعندما سألوا الرب سؤالاً بدا في ظاهره بريء ولكنه كان يخفي الخبث من ورائه، قالوا له: "أيجوز أن تُعطى جزية لقيصر أم لا؟". نقرأ عنهم أنهم "تشاوروا لكي يصطادوه بكلمة" (متى 22: 15- 18). وطالما الجسد فينا فمن المحتمل جداً أن ننشغل باصطياد أحدنا الآخر بالكلمات الناعمة والتساؤلات التي تبدو بريئة. وللأسف فإننا نُخفي أحياناً هجومنا على الآخرين بالكلمات التي نتخاطب بها مع الله في الصلوات الجهارية. يا له من تحريض جميل وأساسي أن نتبع خطواته ذاك الذي لم يوجد في فمه غش.
 
قديم اليوم, 01:00 PM   رقم المشاركة : ( 174049 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"إذا شتم لم يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهود"
ففي مواجهة الشتائم والاتهامات الكاذبة والأحقاد، فإنه ظل صامتاً.
وعندما انبرت الافتراءات الكاذبة عليه أمام المجمع اليهودي بقي محتفظاً بسلامه، وأمام بيلاطس "لم يُجب بشيء، ولبيلاطس نفسه "لم يُجب بكلمة". أما هيرودس الذي كان يسخر منه فقد "سأله بكلام كثير فلم يُجبه بشيء" (متى26: 63، 27: 12، 14، لوقا23: 9). وكم هو حسن لنا أن نتبع إثر خطواته، وفي مواجهة كلمات الناس الماكرة التي تأتينا من أي مكان، فعلينا أن نبقى ساكتين. ومن أجزاء أخرى في الكتاب يتضح أن المسيحي يمكنه أن يُحذّر وينصح وينتهر ولكنه ليس عليه أن يشتم أو يهدد مطلقاً.

 
قديم اليوم, 01:01 PM   رقم المشاركة : ( 174050 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,258,300

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أنه كان يُسلّم لمن يقضي بعدل.
ما رأيناه أنه لم يفعل خطية، ولا وُجد في فمه مكر، وأمام كلمات التهديد ظل صامتاً، هذه صفات مسبوقة بأدوات نفي، أما الخطوة الأخيرة فهي صفة إيجابية. فعندما نواجه الشتائم فإننا لسنا فقط لا نجيب على الشر والخبث، بل بالحري نترك الإجابة مع الله. وغير مسموح لنا مطلقاً أن ننتقم من فاعلي الشر فالله يحتفظ لنفسه بمطلق سلطانه أن ينتقم كل النقمة. قال: "لي الانتقام وأنا أجازي يقول الرب. وأيضاً الرب يدين شعبه (عبرانيين10: 30). إن نصيبنا إذن أن نتبع خطوات الرب يسوع، وعند مواجهة الاتهامات فلنستودع أنفسنا لمن يقضي بعدل، متذكرين القول: "لا تنتقموا لأنفسكم، بل أعطوا مكاناً للغضب، لأنه مكتوب لي النقمة أنا أجازي يقول الرب" (رومية12: 9). ونستعيد مرة أخرى قول النبي "طيب هو الرب للذين يترجونه، للنفس التي تطلبه. جيد أن ينتظر الإنسان ويتوقع بسكوت خلاص الرب" (مراثي3: 24- 26).

رأينا هنا أربع خطوات اتخذها الرب في كماله، ونحن نُحرَّض بأن نتبعه في تلك الخطوات عينها. ولكن لا نجد في تلك الخطوات أية كلمة عن الخدمة أو أية مظهر لها تجعلنا منظورين لدى العالم أو تعطينا أولوية بين شعب الله. ولكن إذا اتبعنا هذه الخطوات بصورة عملية فإن إخوتنا لن يصابوا بخيبة الأمل فينا. وأيمكننا أن نقول أنه إذا سرنا في هذه الخطوات عينها فإن الآخرين سيجدوا فينا أعظم منظر مدهش يمكن أن يرى في هذا العالم- سيرون المسيح في مظهر إنسان.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024