منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 09 - 2024, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 174011 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الأصوام تتحول إلى أعياد:

18 وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ رَبِّ الْجُنُودِ قَائِلًا: 19 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ صَوْمَ الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَصَوْمَ الْخَامِسِ وَصَوْمَ السَّابعِ وَصَوْمَ الْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ابْتِهَاجًا وَفَرَحًا وَأَعْيَادًا طَيِّبَةً. فَأَحِبُّوا الْحَقَّ وَالسَّلاَمَ.

"إن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجًا وفرحًا وأعيادًا طيبة، فأحبوا الحق والسلام" [18-19].
كانت حياتهم الماضية قد اتسمت بالصوم مع النوح بسبب ما حلّ بهم من تأديبات بسبب خطاياهم، والآن إذ يحل الرب في وسطهم ويعلن سكناه فيهم يحولّ قلوبهم إلى الفرح وحياتهم إلى عيد لا ينقطع هكذا المسيحي الحقيقي وسط أصوامه وآلامه إذ يدرك حلولّ الله فيه لا ينقطع عنه الفرح الداخلي ولا يتوقف العيد عن حياته.
في الأصحاح السابق تحدثنا عن الصوم بكون ليس مجرد امتناع عن الطعام بل توقف عن الشر مع التمتع بالسيد المسيح خبز الحياة. هذا عن الصوم الروحي أما بالنسبة للعيد
فيقول القديس أثناسيوس الرسولي: [إن يسوع المسيح الذي هو الطريق والباب وكل شيء بالنسبة لنا فهو أيضًا "عيدنا" كقول الطوباوي بولس: "لأن فصحنا المسيح قد ذُبح" (1 كو 5: 7)]. وكما أن الصوم ليس مجرد امتناع عن الأطعمة هكذا العيد ليس أكلًا وشربًا بل حياة مفرحة في الرب.
يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [ليتنا لا نعيد العيد بطريقة أرضية بل كمن يحفظ عيدًا في السماء مع الملائكة... لنفرح لا في أنفسنا بل في الرب، فنكون مع القديسين]. [ليتنا لا نقف عند مجرد تنفيذ الطقوس الخاصة بالعيد بل نستعد للاقتراب للحمل الإلهي ونلمس الطعام السماوي].
 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 174012 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أثناسيوس الرسولي



[إن يسوع المسيح الذي هو الطريق والباب وكل شيء بالنسبة لنا فهو أيضًا "عيدنا" كقول الطوباوي بولس: "لأن فصحنا المسيح قد ذُبح" (1 كو 5: 7)]. وكما أن الصوم ليس مجرد امتناع عن الأطعمة هكذا العيد ليس أكلًا وشربًا بل حياة مفرحة في الرب.
يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [ليتنا لا نعيد العيد بطريقة أرضية بل كمن يحفظ عيدًا في السماء مع الملائكة... لنفرح لا في أنفسنا بل في الرب، فنكون مع القديسين].
[ليتنا لا نقف عند مجرد تنفيذ الطقوس الخاصة بالعيد بل نستعد للاقتراب للحمل الإلهي ونلمس الطعام السماوي].
 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 174013 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إقامتهم بركة للأمم:

20 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: سَيَأْتِي شُعُوبٌ بَعْدُ، وَسُكَّانُ مُدُنٍ كَثِيرَةٍ. 21 وَسُكَّانُ وَاحِدَةٍ يَسِيرُونَ إِلَى أُخْرَى قَائِلِينَ: لِنَذْهَبْ ذَهَابًا لِنَتَرَضَّى وَجْهَ الرَّبِّ وَنَطْلُبَ رَبَّ الْجُنُودِ. أَنَا أَيْضًا أَذْهَبُ. 22 فَتَأْتِي شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ وَأُمَمٌ قَوِيَّةٌ لِيَطْلُبُوا رَبَّ الْجُنُودِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَلْيَتَرَضُّوا وَجْهَ الرَّبِّ. 23 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: فِي تِلْكَ الأَيَّامِ يُمْسِكُ عَشَرَةُ رِجَال مِنْ جَمِيعِ أَلْسِنَةِ الأُمَمِ بِذَيْلِ رَجُل يَهُودِيٍّ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ مَعَكُمْ لأَنَّنَا سَمِعْنَا أَنَّ اللهَ مَعَكُمْ».

الله لا يقبل أنصاف الحلول، إما أن يكون لعنة لنفسه كما لغيره أو بركة لنفسه كما لإخوته، إذ يقول: "ويكون كما أنكم كنتم لعنة بين الأمم يا بيت يهوذا ويا بيت إسرائيل كذلك اخلصكم فتكونون بركة" [13]. وها هو يفسر لهم كيف يكونون بركة، إذ يقول: "فتأتي شعوب كثيرة وأمم قوية ليطلبوا رب الجنود في أورشليم وليترضوا وجه الرب... في تلك الأيام يُمسك عشرة رجال من جميع ألسنة الأمم يتمسكون بذيل رجل يهودي، قائلين نذهب معكم لأننا سمعنا أن الله معكم" [22-23].
أولًا: إذ حلّ غضب الله بهم وتم السبي صاروا لعنة بين الأمم، أما علامة هذه اللعنة فهي خراب أورشليم حتى في أيام العيد، وكما يقول إرميا راثيًا صهيون: "طرق صهيون نائحة لعدم الآتين إلى العيد، كل أبوابها خربة، كهنتها يتنهدون" (مرا 1: 4).
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [كيف لا تكون طرق صهيون نائحة إذ لا يأتيها أحد ولا يوجد من يسرع في الصعود إلى أورشليم للاحتفال بالعيد والاجتماع هناك...؟!]. أما وقد تحولت من اللعنة إلى البركة فقد اجتذبت شعوب كثيرة إليها لكي تتمتع بالعيد وتفرح بالرب. يقول زكريا النبي: "فتأتي شعوب كثيرة وأمم قوية ليطلبوا رب الجنود في أورشليم". ولما كانت أورشليم تعني "رؤية السلام" فإن علامة البركة هي اجتذاب الكثيرين للتمتع بهذه الرؤيا الروحية للمصالحة على الصليب ونوال السلام مع الله.
ثانيًا: يعلق القديس ديديموس الضرير على القول: "أنا أيضًا أذهب". بأن النبي وهو يرى جموع الشعوب والأمم قادمة من أورشليم إلتهب قلبه شوقًا، واشتهي أن يكون بين هؤلاء القادمين، معلنًا ذلك بقوله: "أنا أيضًا أذهب". كما يرى أن المتحدث هنا هو المخلص، الذي يعلن دخوله أورشليم متقدمًا هذه الشعوب بروح النصرة، قائلًا: "أنا قد أنهضته بالنصر وكل طرقه أُسهل، هو يبني مدينتي، ويطلق سبيي لا بثمن ولا بهدية قال رب الجنود" (إش 45: 13). إذ يفتح الباب، باب النصرة والغلبة، ويبني المدينة المقدسة الداخلية، ويحرر النفس من سبيها لا بثمن مادي ولا بهدية أرضية بل بدمه الثمين تطلب الشعوب والأمم الرب وتدخل أورشليم الجديدة لتسترضي الرب، هؤلاء الذين قال عنهم الرسول: "قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحيّ، أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات" (عب 12: 22-23).
ثالثًا: لا يقل الرب أنه يباركهم وإنما ما هو أعظم: "تكونون بركة" بهم تتبارك الأمم، وفي صفنيا يقول أنهم يصيرون "تسبحة في شعوب الأرض كلها" (صف 3: 20)، وفي ميخا يصيرون "كالندى من عند الرب" (مي 5: 7). فمن يحمل الرب في قلبه يحمل بركة للآخرين، ويكون تسبحة فرح تبتهج قلوبهم في الرب، يصيرون كالندى السماوي تطفئ لهيب نار العالم المهلك!
رابعًا: يختم حديثه عن البركة أن يمسك عشرة رجال من جميع ألسنة الأمم بذيل رجل يهودي قائلين نذهب معكم لأننا سمعنا أن الله معكم. هذه صورة العروس القائلة في النشيد: "اجذبني وراءك فنجري"، فإذ تنطلق نحو عريسها تحمل معها عشرة أشخاص تقتنيهم للرب بحياتها المقدسة وشهادتها للرب. هذا من جانب ومن جانب آخر فإننا نحن الذين كنا قبلًا من الأمم لا ننكر أننا قد استلمنا منهم العهد القديم بما حواه من الشريعة والنبوات كطريق لمعرفة الخلاص في المسيح يسوع. نحن مدينون لهم بقبول الإيمان بالمسيا المخلص.
يرى القديس ديديموس الضرير أن هذا اليهودي الذي يمسك بذيله عشرة رجال من كل الأمم إنما هو السيد المسيح الخارج من سبط يهوذا (عب 7: 14)، وكما قيل بإشعياء النبي: "ويكون في ذلك اليوم إن أصل يسي القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدًا" (إش 11: 10). إنه موضوع انتظار لا لأمة واحدة بل لكل الأمم.
أما عدد عشر فيُشير في رأي القديس ديديموس الضرير إلى المؤمنين الذين صاروا عشر عذارى (مت 25: 1)، لهم خمس حواس للجسد مقدسة وخمسة حواس داخلية مقدسة. هذه كما أن المؤمنين يحملون اسم "يسوع المسيح"، بداية اسمه حرف "يوتا" وهو يعادل رقم 10 في اللغة اليونانية.

 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 174014 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يقول القديس ديديموس الضرير



[كيف لا تكون طرق صهيون نائحة إذ لا يأتيها أحد ولا يوجد من يسرع في الصعود إلى أورشليم للاحتفال بالعيد والاجتماع هناك...؟!]. أما وقد تحولت من اللعنة إلى البركة فقد اجتذبت شعوب كثيرة إليها لكي تتمتع بالعيد وتفرح بالرب. يقول زكريا النبي: "فتأتي شعوب كثيرة وأمم قوية ليطلبوا رب الجنود في أورشليم". ولما كانت أورشليم تعني "رؤية السلام" فإن علامة البركة هي اجتذاب الكثيرين للتمتع بهذه الرؤيا الروحية للمصالحة على الصليب ونوال السلام مع الله.
 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 174015 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الحكم المقدوني

(إسكندر الأكبر والمكابيون)

عندما كتب النبي هذا السفر كانت المتاعب الأولى التي واجهت القادمين من السبي، فعادة بناء بيت الرب كادت أن تنتهي، لكنهم كانوا يشعرون أنهم في خطر بسبب المدن القوية المحيطة بهم من الشمال كصور ومن الجنوب كأشقلون وغزة وعقرون هذه التي تمثل ضغطًا عنيفًا عليهم، لهذا شجعهم النبي بالحديث عن غزو قادم يكتسح هذه المدن القوية مع ترفق بأورشليم وكل اليهودية، وكان في ذلك يتنبأ عن فتوحات الإسكندر الأكبر.

مقدمة:

إذ يرى كثير من النقاد أن ما ورد بهذا الأصحاح يمثل صورة حيَّة لفتوحات إسكندر الأكبر وموقفه من اليهود وما تبع ذلك من انتصارات للمكابيين الأمر الذي جعلهم يرفضون الرأي القائل بأن هذا الجزء سُجل قبل زكريا النبي، لكنهم ظنوا أنه كُتب كسجل تاريخي بعد الأحداث أي بعد عصر زكريا النبي. هذا الرأي وإن كان يرد على أصحاب الرأي القائل بأن سُجل قبل زكريا لكنه لا يعني أنه كُتب قبل عصر زكريا، لأن الكاتب لا يسجل تاريخًا حدث في الماضي وإنما نبوة تحققت بعد كتابته.
انتصارات إسكندر الأكبر:

1 وَحْيُ كَلِمَةِ الرَّبِّ فِي أَرْضِ حَدْرَاخَ وَدِمَشْقَ مَحَلُّهُ. لأَنَّ لِلرَّبِّ عَيْنَ الإِنْسَانِ وَكُلَّ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 2 وَحَمَاةُ أَيْضًا تُتَاخِمُهَا، وَصُورُ وَصَيْدُونُ وَإِنْ تَكُنْ حَكِيمَةً جِدًّا. 3 وَقَدْ بَنَتْ صُورُ حِصْنًا لِنَفْسِهَا، وَكَوَّمَتِ الْفِضَّةَ كَالتُّرَابِ وَالذَّهَبَ كَطِينِ الأَسْوَاقِ. 4 هُوَذَا السَّيِّدُ يَمْتَلِكُهَا وَيَضْرِبُ فِي الْبَحْرِ قُوَّتَهَا، وَهِيَ تُؤْكَلُ بِالنَّارِ. 5 تَرَى أَشْقَلُونُ فَتَخَافُ، وَغَزَّةُ فَتَتَوَجَّعُ جِدًّا، وَعَقْرُونُ. لأَنَّهُ يُخْزِيهَا انْتِظَارُهَا، وَالْمَلِكُ يَبِيدُ مِنْ غَزَّةَ، وَأَشْقَلُونُ لاَ تُسْكَنُ. 6 وَيَسْكُنُ فِي أَشْدُودَ زَنِيمٌ، وَأَقْطَعُ كِبْرِيَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 7 وَأَنْزِعُ دِمَاءَهُ مِنْ فَمِهِ، وَرِجْسَهُ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ، فَيَبْقَى هُوَ أَيْضًا لإِلهِنَا، وَيَكُونُ كَأَمِيرٍ فِي يَهُوذَا، وَعَقْرُونُ كَيَبُوسِيٍّ. 8 وَأَحُلُّ حَوْلَ بَيْتِي بِسَبَبِ الْجَيْشِ الذَّاهِبِ وَالآئِبِ، فَلاَ يَعْبُرُ عَلَيْهِمْ بَعْدُ جَابِي الْجِزْيَةِ. فَإِنِّي الآنَ رَأَيْتُ بِعَيْنَيَّ.

يقدم وحيًا هو نبوة تحمل تهديدًا ضد الأمم المقاومة وطمأنينة للمتكلين على الله.
أولًا: موقف الإسكندر الأكبر من مدن سوريا وفينقية: "وحي كلمة الرب في أرض حدراخ ودمشق محله، لأن للرب عين الإنسان وكل أسباط إسرائيل، وحماة أيضًا تتاخمها وصور وصيدون وإن تكن حكيمة جدًا، وقد بنت صور حصنًا لنفسها وكوّمت الفضة كالتراب والذهب كطين الأسواق، هوذا السيد يمتلكها ويضرب في البحر قوتها وهي تؤكل بالنار" [1-4].


لقد هزم إسكندر الأكبر عددًا من مدن سوريا منها حدراخ التي على نهر الأورونت ليست ببعيدة عن حماة، لكنه عينيه كانتا على دمشق العاصمة. وقد كان الرعب والدهشة بسبب انتصاراته قد سحبت أعين بني إسرائيل إلى الله تطلب منه العون الإلهي. أما بالنسبة لحماة وهي بجوار دمشق فقد سقطت أمامه.
بعد سوريا دخل إسكندر فينيقية فأخضع صور الغنية جدًا بتجارتها حتى كانت الفضة بالنسبة لها كالتراب والذهب كالطين بلا ثمن، فقد اضطر سكانها أن يتحصنوا في جزيرة مقابل صور لكن الإسكندر أحرق المدينة القديمة بالنار وألقي بحجارتها في البحر لإنشاء رصيف عبر به إلى الجزيرة يحاصر حصونها فانهارت أمامه.
ويرى القديس ديديموس الضريرفي دمشق وغيرها من بلاد سوريا صورة رمزية للأمم المقاومة للحق التي عادت فقبلته، إذ قيل هنا "هوذا السيد يمتلكها"... إنه يردها من وحشيتها الأولى إلى وداعته. أما صور فبسورها الضخم الذي تحصنت فيه تُشير إلى الهراطقة الذين يتحصنون بمناقشات سوفسطائية كحصون لهم، لكن الله يعمل أيضًا لإخضاعهم للإيمان الحق.
صور في الحقيقة تمثل الإنسان الذي استغني (رؤ 3: 17) فظن أنه قادر بذاته أن يتحصن وبماله أن يشبع؛ لكنه وهو يجمع الفضة تصير بالنسبة له ترابًا، وفيما هو يخزن الذهب يصير بالنسبة له طينًا. تتحول كلمة الله بالنسبة له وهي فضة في ذاتها إلى تراب بسبب فكره الأرضي، وتتحول الحياة الروحية وهي سماء في ذاتها إلى طين بسبب انحداره إلى الماديات. إنه يسقط في البحر الذي يرمز إلى دوامات العالم وعواصف القلق والغم، ويؤكل بالنار المهلكة، إذ تحطمه الخطية وتبدد حياته وممتلكاته! مسكين هو هذا الإنسان الذي يظن في نفسه أن حكيم جدًا كما ظنت صور، فأفسدت فضتها وذهبها وألقت بنفسها في بحر محبة العالم وأتون الخطية المهلك!
ثانيًا: موقف الإسكندر من مدن فلسطين: "وترى أشقلون فتخاف وغزة فتتوجع جدًا وعقرون لأنه يخزيها انتظارها..." [5].
يذكر في هذه العبارة وما تلاها أربع مدن فلسطينية (أشقلون، غزة، عقرون، أشدود) ولم يذكر المدينة الخامسة من المدن الرئيسية "جت" ربما لأنها لم تقم بعد أن سقطت على يد عزيا (2 أي 26: 6). لقد خافت أشقلون وتوجعت غزة جدًا وأيضًا عقرون إذ رأوا ما حل بصور المدينة العظيمة المحصنة فأدراكوا الخطر الذي يحل بهم.
هذه المدن الأربع "أشقلون، غزة، عقرون، أشدود" إنما تُشير إلى العالم بجهاته الأربع وقد امتلأ بالعالم الوثني متشامخًا، لكنه يعود ويرجع إلى الرب المخلص وينعم بالخلاص. كما تُشير هذه المدن إلى الإنسان الترابي المرتبط بالأرض (جهات المسكونة الأربع) وقد عاد إلى مخلصه يحمل السمة الروحية.
"أشقلون" كلمة عبرية مشتقة من "شاقل" أي وزن، و"غزة" تعني "عزة" أو "قوة"، و"عقرون" تعني "عقر"، "أشدود" تعني "متشدد أو مخرب".
فأشقلون تُشير إلى النفس المعتدة بوزنها وقياسها، إذ تحلّ بها مخافة الرب تدرك ذاتها وترجع إلى الرب ليكون هو كل شيء بالنسبة لها، وكما يقول المرتل أن خائفي الرب "لا يعوزهم شيء من الخير" (مز 34: 10).
وغزة تتوجع جدًا [5] فما كانت تحسبه عزة وقوة تراه كلا شيء، فتقبل الرب نفسه عزتها وقوتها ومجدها الداخلي.
وعقرون إذ تدرك عقرها ترجع في انسحاق إلى الرب مخلصها فيهبها أولادًا (ثمارًا روحية) مباركين، وكما يقول المرتل: "المسكن العاقر في بيت أم أولاد فرحة" (مز 113: 9)، وكما قيل: "العاقر ولدت سبعة وكثيرة البنين ذبلت" (1 صم 2: 5). هذه هي كنيسة الأمم التي كانت عاقرًا فولدت الكثير بينما جماعة اليهود أصحاب المواعيد والعهود ومنهم الآباء والأنبياء ذبلت بسبب رفضها للمخلص. يقول إشعياء النبي: "ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد، أشيدي بالترنم أيتها التي لم تتمخض، لأن بني المستوحشة أكثر من ذات البعل" (إش 54: 1). وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [إن "البعل" هنا هو الناموس، فالأمم الذين كانوا بلا ناموس موسى امتلأت فرحًا بالخلاص، واليهود الذين كان لهم الناموس سقطوا في العمق الروحي.
أما "أشدود" فإذ تدرك تشددها المفسد وعمله المخرب ترجع إلى الرب وتصير خاضعة له. يسقط إلهها داجون أمام تابوت العهد (1 صم 5) وتنتهي مقاومتها لإعادة بناء أسوار أورشليم (نح 4: 7) لتتقبل كرازة الإنجيل بواسطة فيلبس (أع 8: 40) وتصير أسقفية تقوم بالكرازة بالخلاص.
يتحدث النبي عما يحدث في أشدود، قائلًا: "ويسكن في أشدود زنيم (أبناء غير شرعيين) وأقطع كبرياء الفلسطينيين، وأنزع دماءه من فمه، ورجسه من بين أسنانه، فيبقي هو أيضًا لإلهنا ويكون كأمير في يهوذا وعقرون كيبوسي" [6-7]. وقد تحقق ذلك حرفيًا إذ كادت أشدود أن تفقد سكانها الوطنيين فقد كانت سياسة إسكندر الأكبر أن يمزج الشعوب المغلوبة معًا ليفقدها وطنيتها. أما نزع الدماء من الفم فيُشير إلى تركهم الوثنية حيث كانوا يأكلون الذبائح بدمها (حز 33: 25). وقد منعت الشريعة ذلك (لا 17: 10-11؛ أع 9: 4). لقد رجعت أشدود إلى الرب بقبولها الإيمان المسيحي وارتدت لها كرامتها الأصلية فصارت كأمير في يهوذا، كما صارت عقرون أي العاقر كيبوسي أن تدوس محبة العالم تحت أقدامها.
ثالثًا: موقف الإسكندر من اليهود: "وأحل حول بيتي بسبب الجيش الذاهب والآئب فلا يعبر عليهم بعد جابي الجزبة. فإني الآن رأيت بعيني" [8]. لقد حلّ الرب حول بيته لكي لا يمسه جيش الإسكندر الأكبر في عبوره المتكرر بأورشليم، إذ لم يضر اليهود مع إنه أذل السامريين، يذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن يادو رئيس الكهنة لاقي الإسكندر ومعه جميع الكهنة لابسين الثياب المقدسة وقد ارتدى رئيس الكهنة العمامة على رأسه والصفيحة الذهبية المكتوب عليها "قدس للرب"، فلما رآه الإسكندر سجد له وقال له أنه رأى حلم الإله الذي كان اسمه كان مكتوبًا على الصفيحة، ثم دخل أورشليم وقدم ذبائح وأعطى اليهود امتيازات خاصة.
يختم الرب حديثه هنا بقوله: "فإني الآن رأيت بعيني".
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [هذه الرؤية الواضحة هي قوة البصيرة التي يكتبها عنها الرسول: "كل شيء عريان ومكشوف لعيني ذلك الذي معه أمرنا" (عب 4: 13)]... وكأن ما يعلنه الرب بالنبي مكشوف للرب مدبر خلاصنا!
 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 174016 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المسيا الملك الروحي:

9 اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. 10 وَأَقْطَعُ الْمَرْكَبَةَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَالْفَرَسَ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَتُقْطَعُ قَوْسُ الْحَرْبِ. وَيَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ، وَسُلْطَانُهُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 11 وَأَنْتِ أَيْضًا فَإِنِّي بِدَمِ عَهْدِكِ قَدْ أَطْلَقْتُ أَسْرَاكِ مِنَ الْجُبِّ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَاءٌ. 12 ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ. الْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ.

لئلا يظن البعض أن زكريا يهدف إلى الخلاص في العصر المقدوني، وأعطاء الرب نعمة لليهود في عيني الإسكندر انتقل إلى الخلاص الحقيقي خلال الملك الوديع المخلص واهب السلام للعالم. إن عيني الله المفتوحتين تنظران عمله الخلاصي كعمل حاضر به تخلص البشرية، لذا يقول: "إبتهجي جدًا يا ابنة صهيون، إهتفي يا بنت أورشليم. هوذا ملكك يأتي إليك، هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان، وأقطع المركبة من أفريم والفرس من أورشليم وتقطع قوس الحرب، ويتكلم بالسلام للأمم وسلطانه من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض" [9-10].
لقد حرم شعب من أرضه زمانًا طويلًا وخضع تحت ملوك غرباء في السبي هوذا يأتيه ملكه الذي يبهج ابنة صهيون جدًا ويفرح قلب بنت أورشليم، هو ملك عجيب
كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [لا يقود مركبات كبقية الملوك، ولا يطلب جزية، ولا يطرد اناسًا، ولا يطلب حراسًا، إنما يسلك بوداعته العظيمة].

سبق لنا في تفسير الإنجيل بحسب متى تقديم فكر آباء الكنيسة في تفسير هذا النص وما حمله الجحش والآتان من رموز حين ركبهما السيد عند دخوله أورشليم، وما حملته أورشليم من رموز إستقبالها للسيد بابتهاج
. وهنا نلاحظ:
أولًا: يرى القديس ديديموس الضرير أن كلمة "صهيون" تعني "ملاحظ الوصايا أو منفذها"، أما أورشليم فتعني "رؤية السلام"، وكأن الذين ينعمون بالبهجة والتهليل بدخول السيد في حياتهم إنما هم منفذو الوصايا والمتمتعون برؤية السلام (خلال الصليب). يقول المرتل: "وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب، أمر الرب طاهر ينير العينين" (مز 119: 8). "بالأولى (تنفيذ الوصية) تبتهج النفس جدًا لمجيء الملك الحقيقي، وبالثانية (رؤية السلام) تهتف لأنها في موقف مرتفع جدًا تعلن عن مجيء ملك الملوك... الأولى أخذت أمرًا أن تبتهج والثانية أخذت أمرًا أن تعلن عنه!
ليتنا نكون بحق بنت صهيون فنبتهج جدًا خلال ملاحظتنا للوصية الإلهية، ولنكن بنت أورشليم فنهتف معلنين الشهادة له خلال رؤيتنا للسلام الحقيقي الفائق في الرب المصلوب!

ثانيًا: إذ يدخل الرب المخلص الوديع إلى القلب يقطع المركبة الحربية من أفرايم والفرس من أورشليم وينزع قوس الحرب، فيحل السلام في داخله ويصير أفريم مثمرًا وأورشليم متمتعة بالسلام الحقيقي، مترنمًا: "هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، أما نحن فاسم الرب إلهنا نذكر؛ هم جثوا وسقطوا أما نحن فقمنا وإنتصبنا" (مز 20: 7-8).

ثالثًا: يمتد سلطان الرب الملك على الأمم، من البحر إلى البحر، ومن النهر إلى أقاصي الأرض. لعله يقصد بالبحار الذين كانوا يشربون المياه المالحة خلال التعاليم الوثنية، أما النهر فيقصد به الشريعة المقدسة الموسوية، فيضم الأمم مع اليهود تحت سلطانه.

رابعًا: يقول: "وأنت أيضًا فإني بدم عهدك قد أطلقت أسراك من الجب الذي ليس فيه ماء، ارجعوا إلى الحصن يا أسرى الرجاء، اليوم أيضًا أصرخ أني أرد عليك ضعفين" [11-12]. يبدو أن إسرائيل كجماعة من الفلاحين قد نقر كل جماعة منهم جبًا لأنفسهم وسط الصخور حتى متى وقت المطر يمتلئ ماءً، فإذ جاء وقت السبي ودخلوا في حالة رعب هربوا من الأعداء إلى الجب الذي ليس فيه ماء فصاروا أسرى هناك. ولعل هذا الجب يشير إلى الذات البشرية التي يقيمها الإنسان بنفسه ليحبس نفسه بنفسه فيها، لكن الله يطلقه بعهد الدم المقدس، يطلقه من أنانيته وذاته ليحيا في كمال حرية الصليب.
ويرى القديس ديديموس الضريرفي هذا الجب الذي بلا ماء الذي أُلقي فيه يوسف وأرميا ودانيال إلخ... إنما يُشير إلى الجحيم الذي بلا ماء الحياة الأبدية، فقد أطلقنا منه الرب لا خلال دم ثيران وتيوس وإنما من خلال دم العهد الجديد. إنه يدعونا للخروج من الجب للانطلاق إلى الحصن الذي هو الكنيسة المجيدة التي بلا عيب ولا دنس (أف 5: 27). "هناك يجد المأسورين المسحوبين من الجب الذي بلا ماء راحة". ففي الكنيسة يجد أسرى الرب "حصن للاستقامة طريق الرب" (أم 10: 29)، ويكون الرب نفسه حصنًا: "كن ليّ صخرة ملجأ أدخله دائمًا" (مز 71: 3)، "كن ليّ صخرة حصن بيت ملجأ لتخليصي، لأن صخرتي ومعقلي آنت، من أجل اسمك تهديني وتقودني" (مز 31: 2-3).



سادسًا: يرد الله للنفس مكافأة مضاعفة عوض أيام تعبها
وكما يقول القديس ديديموس الضرير: [من هو أسير للمسيح يستوطن في هذه المدينة ويجلس في الحصون المجيدة التي بها، ويحيا بلا خوف إذ ينتظر تعزيات مضاعفة وتشجيعًا عوض الحزن... ستكون المكافأة مضاعفة عن الضيقات السابقة، والمثل الواضح لذلك قصة أيوب الذي كانت له نفس قوية فنال مكافأة مضاعفة (أي 42: 11)]. إنه ينال مكافأة مضاعفة، إذ يتمتع بمئة ضعف في هذا العالم والحياة الأبدية في العالم الآخر؛ كما هي مضاعفة إذ ينال خلاص النفس مع الجسد أيضًا.
وسر مضاعفتها كما يقول القديس ديديموس الضرير: [إن الذي في السبي إذ يرجع من سبيه لا يخلص فحسب وإنما يصير معلمًا لظالميه فيضاعف مجده مجدًا!]
 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 174017 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يرى القديس ديديموس الضرير



أن كلمة "صهيون" تعني "ملاحظ الوصايا أو منفذها"، أما أورشليم فتعني "رؤية السلام"، وكأن الذين ينعمون بالبهجة والتهليل بدخول السيد في حياتهم إنما هم منفذو الوصايا والمتمتعون برؤية السلام (خلال الصليب). يقول المرتل: "وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب، أمر الرب طاهر ينير العينين" (مز 119: 8). "بالأولى (تنفيذ الوصية) تبتهج النفس جدًا لمجيء الملك الحقيقي، وبالثانية (رؤية السلام) تهتف لأنها في موقف مرتفع جدًا تعلن عن مجيء ملك الملوك... الأولى أخذت أمرًا أن تبتهج والثانية أخذت أمرًا أن تعلن عنه!
ليتنا نكون بحق بنت صهيون فنبتهج جدًا خلال ملاحظتنا للوصية الإلهية، ولنكن بنت أورشليم فنهتف معلنين الشهادة له خلال رؤيتنا للسلام الحقيقي الفائق في الرب المصلوب!
 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:22 PM   رقم المشاركة : ( 174018 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ديديموس الضرير


في هذا الجب الذي بلا ماء الذي أُلقي فيه يوسف وأرميا ودانيال إلخ... إنما يُشير إلى الجحيم الذي بلا ماء الحياة الأبدية، فقد أطلقنا منه الرب لا خلال دم ثيران وتيوس وإنما من خلال دم العهد الجديد. إنه يدعونا للخروج من الجب للانطلاق إلى الحصن الذي هو الكنيسة المجيدة التي بلا عيب ولا دنس (أف 5: 27). "هناك يجد المأسورين المسحوبين من الجب الذي بلا ماء راحة". ففي الكنيسة يجد أسرى الرب "حصن للاستقامة طريق الرب" (أم 10: 29)، ويكون الرب نفسه حصنًا: "كن ليّ صخرة ملجأ أدخله دائمًا" (مز 71: 3)، "كن ليّ صخرة حصن بيت ملجأ لتخليصي، لأن صخرتي ومعقلي آنت، من أجل اسمك تهديني وتقودني" (مز 31: 2-3).
 
قديم 24 - 09 - 2024, 05:24 PM   رقم المشاركة : ( 174019 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس ديديموس الضرير



[من هو أسير للمسيح يستوطن في هذه المدينة ويجلس في الحصون المجيدة التي بها، ويحيا بلا خوف إذ ينتظر تعزيات مضاعفة وتشجيعًا عوض الحزن... ستكون المكافأة مضاعفة عن الضيقات السابقة، والمثل الواضح لذلك قصة أيوب الذي كانت له نفس قوية فنال مكافأة مضاعفة (أي 42: 11)]. إنه ينال مكافأة مضاعفة، إذ يتمتع بمئة ضعف في هذا العالم والحياة الأبدية في العالم الآخر؛ كما هي مضاعفة إذ ينال خلاص النفس مع الجسد أيضًا.
 
قديم 25 - 09 - 2024, 11:37 AM   رقم المشاركة : ( 174020 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خدمة الشيطان

كثيرًا ما نتساءل: ”لماذا الشيطان؟ ألا يكون الوضع أفضل كثيرًا بدون شره وفساده؟! فلماذا خلقه الله وهو عالم بكل ما سيفعله بعد ذلك؟“.

لن نذكر في هذا المقال كل الأسباب من وراء وجود الشيطان، ولكننا سنركز على جانب واحد فقط، وهو خدمته لنا. فالله في نعمته لم يكتفِ بخدمة الملائكة لنا (عب1: 14)، بل أراد في حكمته وقدرته أن يُسخِّر الشيطان أيضًا لحسابنا. على أننا دائمًا نتألَّم من النتائج الفورية لعمل الشيطان، ولا نرى فيها إلاَّ كل ما هو محزن ومؤلم، ولكننا بعد ذلك نكتشف كيف حوَّلها الله بطريقته لخيرنا. وإذ يقول بولس: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رو8: 28)، فالرسول هنا يعني حقًا «كُلَّ الأَشْيَاءِ»، بما فيها أعمال الشيطان. حيث نراه قانعًا، بل مسرورًا ومفتخرًا بما تسبَّب الشيطان فيه «وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ ... فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» (2كو12: 7-10). نعم لقد تألَّم كثيرًا في البداية، وتضرَّع إلى الله من أجل هذا الأمر، لكنه فهم بعد ذلك أن الله في محبته الأمينة له، خاف عليه من الارتفاع، فسمح للشيطان أن يلطمه - تحت إشراف الله وسيطرته - حتى يتمم الله في النهاية مقاصده الصالحة.

وكلمة الله مليئة بالأحداث التي تُبرز عداوة الشيطان من جهة، وحكمة الله وقدرته من الجهة الأخرى؛ مستخدمة عداوته لصالحنا. ونرى ذلك واضحًا مع كثيرين، منهم: أيوب، يوسف، داود، بطرس... وسنتناول في هذا المقال أكثر مشهدين ظهر فيهما شرّ الشيطان، وأثَّرا في البشرية بأكملها، حتى إننا نستطيع أن نلمس آثارهما حتى وقتنا هذا.

المشهد الأول: دخول الخطية
يبدأ تكوين 2 بمشهد رائع وجميل: «فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا». لقد أكمل الله الخليقة في أبدع صورة، حتى عندما فرغ من عمله، استراح وفرح بما أنجزه (تك1: 31). ونقرأ في بقية أصحاح 2 عن جمال وروعة الخليقة، فهي عمل الله التي استغرقت منه مدة ستة أيام. وكان آدم متسلطًا على الخليقة، مُظهرًا مجد الله، مُتمتعًا بالسلام والأمان. وظل الوضع على أحسن حال حتى تدخَّل الشيطان في أصحاح 3، وعصى آدم الله بأكله من الشجرة، وما ترتب على ذلك من نتائج مفجعة، «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رو5: 12). فنقرأ في تكوين 3 عن نتائج الخطية من: موت، ولعنة، وعداوة، ووجع، وتعب. وهكذا يخيَّل إلينا للوهلة الأولى أن كل ما عمله الله قد انهار وضاع تمامًا بسقوط آدم ودخول الخطية. ولكن يقينًا كان كل هذا تحت إشراف الله وبسماح منه. فأقول عن يقين إن الشيطان لم يذهب إلى حواء إلا بعد موافقة الله؛ فما كان الشيطان يملك الحرية ليفعل ما يشاء، بل كان عليه أن يستأذن الله أولاً صاحب السلطان. هذا ما نراه واضحًا في حادثة أيوب حيث يطلب الشيطان: «وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ ... فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ» (أي1: 11، 12)، وأيضًا مع بطرس: «وَقَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!» (لو22: 31). فقبل أن يُجرِّب الشيطان أيوب أو بطرس، كان عليه أن يُقدِّم أولاً طلبًا إلى الله، ”الذي معه أمرنا“. ويظهر سلطان الله على الشيطان ليس فقط فيما يخص المؤمنين، بل حتى فيما يخص الحيوان الأعجم، «فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ» (مت8: 31). فهكذا لا يملك الشيطان الحرية المطلقة ليفعل ما يشاء.

ولكن يأتي السؤال: لماذا سمح الله للشيطان بالذهاب إلى حواء، وبالتالي بدخول الخطية؟ هل يستطيع الله أن يُخرِج خيرًا من وراء كارثة مثل الخطية؟ بالتأكيد نعم، فهذا هو الله.

فالله في مشيئته الأزلية أراد أن يُحضر لنفسه أبناء، يُحبونه بنوع خاص من المحبة، تختلف عن محبة آدم له قبل السقوط، إذ كانت محبته هي محبة المخلوق للخالق. أما الآن فنحن نحبه محبة المفديين للفادي «نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً» (1يو4: 19). وكان الصليب هو أعظم إظهار لمحبته. ويقينًا لولا محبة الله الفائقة المعرفة التي ظهرت في الصليب، لما أحببنا الله بهذا النوع من المحبة. ليس لعدم استحقاقية الله، حاشا، بل إن طبيعتنا البشرية لم تكن تستطيع أن تُظهر هذه المحبة إلا بعد محبة الصليب. ففيه رأينا الله متنازلاً، مُخليًا نفسه، آخذًا صورتنا الإنسانية، حتى يُمكنه أن يحمل كل خطايانا في جسده على الخشبة، مضروبًا من أجل ذنب شعبه. لكي «يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (مت1: 21).

فإذ أراد الشيطان أن يُفسد علاقة الإنسان بالله، كان في فكر الله نوع جديد تمامًا من العلاقة، قائم على المحبة. وهذه العلاقة لا يمكن أن تسقط أبدًا. حقًا .. «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟» (رو11: 33, 34).

المشهد الثاني: الصليب:
لا شك أنَّ مجيء ربنا يسوع إلى الأرض كان يُمثِّل رعبًا وقلقًا للشيطان، لأنه طوال حياته على الأرض كان ينقض أعمال إبليس (1يو3: 8). فكان شوق الشيطان «مَتَى يَمُوتُ وَيَبِيدُ اسْمُهُ؟» (مز41: 5). لذلك نرى محاولات قتل ربنا كثيرة جدًا، ولكن لم يستطع الشيطان أن يفعل شيئًا «لأَنَّ سَاعَتَهُ (المسيح) لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ» (يو7: 30). إلى أن جاءت ساعته، وحينئذ سمح الله للشيطان بالعمل. فنراه يعمل بكل ما له من قوة ومكر؛ فدخل في يهوذا وجعله يتَّفق مع رؤساء الكهنة وقواد الجند، ونرى لأول مرة تحالف بيلاطس مع هيرودس، واتفاق اليهود مع الرومان على قتل المسيح ملك اليهود! وإمعانًا في احتقار المسيح؛ اختار الشيطان الصليب كوسيلة لقتله. ومع الفوضى التي ظهرت في المحاكمات والصليب، قد نتصوَّر أن الله ترك الشيطان يفعل ما يشاء، ولكن الله كان مسيطرًا تمامًا على الأحداث؛ فترك الشيطان يُفرغ كل ما في جعبته، طالما سيؤول هذا في النهاية لتنفيذ مشيئته وإتمام النبوات. ولكن الله لن يسمح لكائن من كان أن يقف ضد مشيئته، فعندما أراد الأشرار إزالة العنوان المكتوب فوق الصليب: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ» (مت27: 37)، تدخل الله مستخدمًا بيلاطس حتى يُتمِّم مقاصده. كما نراه أيضًا يستخدم يوسف الرامي (الذي لم نسمع عنه من قبل) لكي يبطل إرادتهم الفاسدة بدفن المسيح مع الأشرار. وهكذا نرى أنه عندما يستخدم الله الشيطان فهو يضع له حدودًا لا يتعداها.

وإذ كان هدف الشيطان أن يبيد اسم المسيح بالموت، نرى النتيجة عكس ذلك تمامًا، إذ نجد أن المسيح هو الذي «يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ» (عب 2: 14). أما عن المسيح «فتَطُولُ أَيَّامُهُ» (إش53: 10). بل أتي الصليب بنسل كثير. ويقينًا ما فعله الشيطان في الصليب كان بسبب جهله بمحبة الله، فلم يكن يخطر على باله مطلقًا، أن يكون لإله عظيم بهذا المقدار الاستعداد أن يموت بدلاً من العبيد!

وهكذا نرى الشيطان، مع كل ما له من مكرٍ ودهاء، يُفسِد بالصليب كل ما عمله هو مع آدم؛ فالصليب يزيل كل نتائج المشهد الأول السلبية، أما نتائج المشهد الثاني فلا يمكن أبدًا أن تُزال، بل سيظل تأثيرها إلى أبد الآبدين، شاهدة على قصور الشيطان وعجزه عندما يتقابل مع حكمة الله وقدرته.
وإذا نظرنا إلى تعاملات الشيطان معنا نحن المؤمنين، نرى الله يحولها دائمًا لصالحنا. فالآلام والضيقات ما هي إلا وسيلة لتنقيتنا، فتجمِّلنا ونحن في البرية، وتُنشئ لنا ثقل مجد في الأبدية. وإذ ليس بمقدور الشيطان أن يهلكنا، فهو يركز كل اهتمامه على تعطيل شركتنا مع الله، بإسقاطنا في الخطية، إلا أن هذا أيضًا يستخدمه الله ليجعلنا أكثر التصاقًا به. فكلما عرفنا أكثر رداءتنا وضعفنا وعجزنا، دفعنا ذلك للالتصاق أكثر بالله وازدياد شركتنا معه، لأننا بدونه نضعف ونصير مثل باقي الناس. وفعلاً لم نكن نستطيع أن نعرف ضعفنا إلا بسماح الله لنا بالوقوع في الخطية. ولكن هذا بالطبع لا ينبغي أن يشجعنا على الخطية أو يجعلنا نستهين بها.

أخيرً أقول إن كل ما سبق لا يجعل من الشيطان صديقًا لنا، فهو ما زال خصمنا. ولو تُركنا له، لفعل بنا أكثر مما فعله بأيوب، ولذلك كثيرًا ما يحذرنا الكتاب منه، «اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ» (1بط 5: 8, 9؛ انظر أيضًا أفسس 6: 11؛ 2كورنثوس 11: 3). ولكن لنا، ونحن ساهرين، أن نكون مطمئنين هادئين واثقين في إلهنا كلي القدرة الذي سيسحق الشيطان تحت أرجلنا سريعًا (رو16: 20)؛ وإلى أن يتم هذا فهو لن يتأخر عن عمل أي شيء لخيرنا حتى لو لزم ذلك خدمة الشيطان.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024