22 - 09 - 2024, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 173761 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح ظاهر لجميع الناس بعد أن تبيّنا أن الجماعة المسيحية الصحيحة هي التي تشمل المؤمنين الذين كُتب في قلوبهم المسيح، فإن الرسول يقدم لنا الحق العظيم الثاني، ليس فقط عندما يقول: "أنتم رسالة المسيح" بل أيضاً "ظاهرين أنكم رسالة المسيح"، "معروفة ومقروءة من جميع الناس". يُقال من جهة عن تجمعات المؤمنين أنهم رسالة المسيح، ومن جهة أخرى عليهم أن لا يكونوا في حالة صحيحة لكي يُظهروا لجميع الناس شيئاً من صفات المسيح. إن المسئولية لدى جماعات القديسين ليس أن يسلكوا حسناً ليصبحوا رسالة المسيح، بل لكونهم رسالة المسيح فعليهم أن يسلكوا حسناً لتصبح هذه الرسالة مقروءة من جميع الناس. عندما يكتب واحد "خطاب توصية" فمعناه أنه يوصي بالشخص المذكور في الخطاب. كذلك عندما روح الله يكتب شخص المسيح في قلوب المؤمنين فذلك لكي يصبحوا معاً رسالة أو خطاب توصية يقدمون فيها المسيح ممدوحاً لدى العالم المحيط. فإنه بسلوكهم المقدس والمنفصل ومحبتهم المتبادلة بعضهم لبعض، وتواضعهم ووداعتهم، مع لطفهم ونعمتهم يُظهرون صفات المسيح الحلوة. ولقد وجدنا مع القديسين في كورنثوس، أنهم كانوا يسلكون بغير ترتيب، ولكن بعد أن أرسل لهم الرسول رسالته الأولى فقد أظهروا أنفسهم أنهم أبرياء من الشر، حتى أمكن للرسول أن يقول، ليس فقط أن الكنيسة كانت رسالة المسيح، بل أيضاً إنهم رسالة "معروفة ومقروءة من جميع الناس". ولكن قد يحدث للأسف أن تصير الكتابة غامضة، ومع ذلك فعدم وضوح الكتابة لا يعني أنها ليست رسالة. فالمسيحيون غالباً ما يُشبّهون بكتابة على حجر قبر قديم. ومع أن النقش باهت المعالم، غير أن الحروف المكتوبة تُبين أن اسماً ما كان مكتوباً على الحجر. ولكنها بليت وتلوثت وصارت من الصعوبة بمكان قراءة هذه الكتابة، هكذا للأسف، الأمر مع أنفسنا. فعندما كتب الروح شخص المسيح في قلوب جماعة القديسين، كانت عواطفهم حارة وحياتهم الجماعية تتحدث صراحة عن المسيح. كانت الكتابة واضحة وحية، وصارت معروفة ومقروءة من جميع الناس. ولكن بمرور الوقت، حيث لا يتوفر السهر والحكم على الذات فإن الغيرة والحسد والمرارة زحفت إلى النفوس، وتوقفت الجماعة أن تعطى أي انطباع حقيقي عن المسيح. وعلى الرغم من ذلك, ومع كل فشلنا، فإن المؤمنين هم رسالة المسيح، ويبقى حقاً أن غرض الله العظيم أن يرى كل الناس صفات المسيح في شعبه. ولنا هنا وصفاً جميلاً للجماعة المسيحية الحقة. إذ تجمع أفراداً مؤمنين قد جُمعوا للمسيح، وقلوبهم مكتوبة عليها المسيح، ليست مكتوبة بحبر بل "بروح الله الحي، لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلب لحمية". وكما في الألواح الحجرية القديمة أمكن للناس أن يقرأوا عن متطلبات بر الله التي على الإنسان أن يقدمها تحت الناموس، كذلك الآن في حياة شعب الله فإن العالم لا بد أن يقرأ عن محبة الله المقدمة للإنسان على مبدأ النعمة. |
||||
22 - 09 - 2024, 09:55 AM | رقم المشاركة : ( 173762 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح في المجد هو الغرض وهنا نسأل، كيف يكون المسيح مكتوباً في قلوب شعب الله وتظل هذه الكتابة واضحة وظاهرة، حتى أن هذه الجماعة تُظهر صفات المسيح لكل الناس؟ والإجابة على هذا السؤال يأتي بنا إلى الحق العظيم الثالث في هذا الإصحاح. فإن المسيح يُستعلن لكل الناس فقط متى كان المسيح الحي في المجد هو غرضنا. وهكذا يكتب الرسول "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد" (ع18). فهناك قوة مُغيّرة في النظر إلى الرب في المجد. هذه القوة المغيرة ممكنة لجميع المؤمنين- لأصغر مؤمن كما لأقدم مؤمن، "نحن جميعاً"، فهي لا تعني ببساطة الرسل فقط الذين ينظرون مجد الرب "يتغيرون إلى تلك الصورة عينها" هذا التغيير لا يتأتى بمجهوداتنا ولا بمحاولاتنا أن نجتهد في التشبّه بالرب. ولا تتحصل بالسعي للتشبه بقديس تقي، بل بالنظر إلى مجد الرب. فليس هناك برقع على وجهه بل إذ ننظر إليه، ليس فقط كل برقع الظلمة ينقشع من قلوبنا، بل إننا نزداد في التشبّه به أدبياً لنكون مثله، فنتغير من مجد إلى مجد. وإذ نركز النظر على الرب الممجد فإننا نرتفع فوق كل الضعف والفشل الذي نجده في أنفسنا وكل الشر المحيط بنا فنكتشف ونُسَّر بكماله. وكما قالت عروس النشيد: "تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي". من خلال هذه الرسالة يقدم لنا الرسول شيئاً من طعم هذا الثمر الحلو والشهي. ففي إصحاح5 عدد14 نقرأ أن "محبة المسيح تحصرنا". وهنا تُستحضر محبة المسيح كالدافع الحقيقي لكل خدمة، سواء للقديسين أو للخطأة. وكان أعظم تعبير لهذه المحبة هي موته، "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه". ونقرأ أيضاً "أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها". وأمكن للرسول أن يقول عندما يستحضر هذه المحبة أمام النفس "لكي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام" إنه في ضوء كلمات الكتاب نستطيع أن نمتحن قلوبنا لنعرف الدوافع التي تحركنا في كل خدمتنا. أهي محبة المسيح التي تحصرنا أم هي محبة الذات؟ هل نحن نحيا لأنفسنا أم نحيا له، ولذلك فإننا مثله نرغب في نسيان الذات لكي نخدم الآخرين بالمحبة. وكما قال واحد: يا للأسف فكم نحن في عار لأننا نقوم بواجباتنا المسيحية، ونحاول أن نكون أمناء في دوافعنا بصفة عامة، ولكنها لا تصدر عن دوافع نابعة عن يقين متجدد بمحبة المسيح لنا. وإذا نأتي إلى إصحاح8 وعدد9 نرى صفة حلوة أخرى عن المسيح، فنقرأ: "نعمة ربنا يسوع المسيح". وكان الرسول يطالب لأجل المؤمنين الفقراء من اليهود، فيستحث قديسي كورنثوس الأغنياء لكي يساهموا في أعوازهم. ففي عددي 6و7 يتحدث عن العطاء وكأنه "نعمة". ثم يضع أمامنا المسيح كمثال أعلى في عطاء النعمة. فقد كان غنياً، غنى لا يستقصى، ولكي يقوم بتسديد أعوازنا، فإنه لم يُعطِ فقط، ولكن أظهر نعمته هذه إذ أصبح فقيراً لكي يعطي "إنه لأجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره". إنه صار فقيراً عندما تجسد، وتبين فقره في مزود بيت لحم وبيته المتواضع في الناصرة، وفي أيام خدمته قال عن نفسه "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه" (لوقا9: 58). إنه لكي يصل إلى المرأة الفقيرة الساقطة ولكي يمنح أعظم عطايا السماء لأذل فقراء الأرض، فقد صار فقيراً ومحتاجاً ووحيداً. وفي اللحظة التي أغنانا بينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية فقد أصبح هو نفسه أكثر فقراً حتى أنه طلب ماء لكي يشرب (يوحنا4: 7و14). وإذا رجعنا إلى إصحاح10 وعدد1 فإننا نجد ثمراً أكثر إنعاشاً كان يميز حياة المسيح. أولاً نقرا عن "وداعة المسيح". كان الرسول يصحح روح المنافسة التي كانت بين قديسي كورنثوس حتى إن بعض الخدام الموهوبين كانوا يقيسون بعضهم ببعض وبذلك كانوا يمدحون أنفسهم. إنهم بهذا العمل كانوا يسلكون بحسب الجسد، وهم أكثر حرصاً بحسب الجسد، ويفتخرون بمواهبهم ويتحدثون عن أنفسهم ويفتخرون بأعمالهم ويحتقرون الرسول. ولكي يصحح الرسول هذه الأمور الباطلة والدفاع عن الذات فإنه وضع أمامهم وداعة المسيح الذي لم يدافع عن حقوقه أو يدافع عن نفسه، الذي إذ شُتم لم يكن يشتم عوضاً. لقد افترى عليه رؤساء الكهنة، أما يسوع فقد كان ساكتاً. وعندما اتُهم كذباً أمام بيلاطس لم يجب بشيء، وعندما سخر منه هيرودس لم يجب بشيء. إنه من المفيد لنا عندما تواجهنا الافتراءات والإهانات ليتنا نتمسك بشيء من الروح التي أظهرها الرب- والوداعة التي رفض بها أن يؤكد على حقوقه أو يتمسّك بكرامته أو يدافع عن نفسه. ثم يتحدث الرسول عن "لطف المسيح" أو حِلمه، إنها صفة حلوة أخرى ظهرت في مواجهة المقاومات. فالذين يسعون إلى طاعة كلمة الرب وحفظ الحق سرعان ما يواجهون المقاومات وتثار حولهم التساؤلات التي تدفعهم إلى النـزاع. ولكن "عبد الرب لا يجب أن يخاصم" بل يكون "مترفقاً (أو حليماً) بالجميع، صالحاً للتعليم، صبوراً على المشقات". إن حِلم المسيح يحدثنا عن الأسلوب والطريقة التي يتكلم بها. وغالباً ما يحدث معنا، حيث يكون دافعنا صحيحاً والمبادئ التي نستند عليها حق ولكننا نخسر كل شيء لأن أسلوبنا يفتقر إلى النعمة واللطف. لنتذكر كلمات المزمور المؤثرة "لطفك يعظمني" (مزمور18: 35). إن الشدة فينا تتحول إلى عنف وعندئذ نتصاغر في أعين الآخرين، لكن اللطف يعظمنا. إن العنف يولد عنف ولكن اللطف لا يقاوَم. و"ثمر الروح.. لطف". وفي النهاية نأتي إلى إصحاح12 عدد9، فتقرأ عن "قوة المسيح". ويتحدث الرسول عن ضعف الجسد والإهانات والاحتياجات والإضطهادات والمصاعب. إنه تعلّم بالخبرة أن كل هذه الأشياء تصبح فقط فرصة لإظهار "قوة المسيح" لتحفظ المؤمن خلال التجارب وترفعه فوقها جميعاً. لهذا نتعلّم أنه مهما كانت التجربة فإن نعمته تكفينا وقوته تكمل في ضعفنا. لهذا وعيوننا مثبتة على المسيح في المجد، فإننا نتذكر كمالات المسيح كما يستعرضه الرسول أمامنا في هذه الأمور: "محبة المسيح" "نعمة ربنا يسوع المسيح" "وداعة المسيح" "لطف (أو حِلم) المسيح" ثم "قوة المسيح". وإذ نتطلع إلى المسيح في المجد ونتعجب من هذه السمات الأدبية الحلوة التي نراها في أكمل صورة لها في المسيح. فإننا نجد أن ثمرته حلوة لحلقنا. وغالباً ما تترك في نفوسنا بطريقة لا شعورية شيئاً من صفات نعمته هذه، عندئذ نتغير إلى صورته. لهذا فإن الروح القدس لا يكتب المسيح في القلب فقط لنصبح رسائل المسيح، ولكن إذ يجذب قلوبنا بالمسيح في المجد، فإنه يحولنا إلى صورته ويجعل هذه الكتابة واضحة لدى جميع الناس. فأي شهادة عجيبة تكون إذا تطلع العالم ورأى جماعة صغيرة من شعب الرب بهذه الصفات "الوداعة" و"اللطف" و"القوة" التي تمكنهم أن يرتفعوا فوق كل الظروف. ليتنا نتأكد بعمق أن فكر الله هو أن يكون شعبه رسالة المسيح لإظهار المسيح لجميع الناس، وذلك بأن نضع المسيح في المجد أمامنا كالغرض الوحيد. |
||||
22 - 09 - 2024, 09:58 AM | رقم المشاركة : ( 173763 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليجمع كل شيء في المسيح يمتاز عقد التسعينات عن العقود الماضية بأنه حصلت فيه تغيرات كبيرة في عدة أنحاء من العالم. ولن أبحث في تفاصيل هذه الأمور بل أركّز على أمر واحد وهو أن الإنسان المعاصر صار يقرّ بأنه لم يعد قادراً على العيش على أسس فلسفية ماديّة بحتة. وبعبارة أخرى: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان وحياته لا تنمو ولا تترعرع بدون منظور حياتي يعلو فوق الحياة الحاضرة. إن سلّمنا بحاجة الإنسان القصوى إلى أكثر من نظرة حياتية محصورة بالحياة الدنيا لا بدّ لنا من القول: على أي أساس نبني حياتنا؟ لا يكفينا الإشارة إلى مساوئ الماضي بل علينا أن نأتي بمنظور حياتي متين ومختلف جذرياً عن النظريات التي باءت بالفشل الذريع. وما أن نصف مشكلتنا الحياتية بهذه الطريقة حتى تظهر أمامنا نظريات متضاربة. يقول البعض بأن أساس الحياة البشرية الناجحة هو الحرية بشتّى أبعادها. نعم ما أحلى الحرية وما أبغض الاستبداد والتسلّط على الناس والهيمنة عليهم. لكن الحرية بحد ذاتها لا تكفي إذ كثيراً ما تحولت, وخاصة في أيامنا هذه, إلى أنانية وإباحيّة وفوضوية أخلاقية واجتماعية. لا بد للحرية من إطار روحي وأخلاقي يرسم لها حدودها ويشير إلى أفق حياتية تعلو وتتسامى فوق ديانتا هذه. وبعبارة أخرى, نحتاج إلى منظور سماوي المصدر. وهذا بالفعل ما وهبنا إياه الله في وحيه المقدّس والذي ننادي به من يوم إلى آخر. نجد تعاليم بخصوص هذا الموضوع الهام في إحدى رسائل بولس الرسول التي كتبها من سجن روماني والتي أرسلها إلى مدينة أفسس. وقد اشتهرت هذه المدينة في أيام ما قبل الميلاد كمركز تجاري وديني هام. وكانت تحت سيطرة الرومان في أيام السيد المسيح فجعلوا منها عاصمة لما كان يعرف آنئذ بإقليم آسيا الصغرى أي بلاد تركيا الحالية. كان بولس قد جاء إلى أفسس منادياً بكلمة الإنجيل فآمن العديدون من أهلها بالمسيح وانضموا إلى جماعة الإيمان. فتعرّض الرسول وغيره من المؤمنين الاضطهادات شديدة لأن الإيمان بالمسيح يسوع كان يعدّ هجوماً مباشراً على الديانة الوثنية المتمركزة في هيكل أفسس الشهير والذي كان قد شيد لعبادة أرطاميس المعروفة لدى الرومان باسم ديانا. أرسل بولس رسالته إلى جماعة الإيمان في أفسس لتثبيتهم في الإيمان ولتشجيعهم على المضي في شهادتهم المسيحية وسط محيط وثني متفسّخ. وأفهمهم أن اعتناقهم لطريق المسيح كان ضمن برنامج الله الخلاصي الذي أعدّ قبل إنشاء العالم. فانتشالهم من وهدة الصنمية كان جزءاً من برنامج إنقاذي جبّار. ترنّم الرسول بولس في هذا الموضوع قائلاً في فاتحة الرسالة: مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا في المسيح بكل بركة روحية في علياء السماوات, إذ قد اختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون قدّيسين وبدون لوم أمامه. بارك الرسول الله الآب الذي أغدق على المؤمنين والمؤمنات البركات العديدة في المسيح أي نظراً لما قام به المسيح كبديل عنهم في آلامه وموته الكفاري وقيامته من بين الأموات. جميع البركات الروحية والزمنية التي تنهمر على المؤمنين والمؤمنات تعود إلى المسيح فاديهم. ولم يكتفِ بولس بالكلام عن اختبارات أهل الإيمان بل تكلّم عن عقيدة هامة للغاية عندما ذكر بأن الله قد اختار أي اصطفى المؤمنين قبل إنشاء العالم! يا لها من كلمات عذبة ومنعشة. فمع أن كل من يضع ثقته في المسيح يقوم بذلك بحالة شعورية تامة إلاّ أن هذا لا يتم بمعزل عن الوجه الآخر للحقيقة أي اختبار الله للمؤمنين. ولئلا يظن البعض أن هذا التعليم يؤول بالناس إلى إهمال الأخلاقيات المسيحية ذكر الرسول أن مشيئة الله في اختيار المؤمنين بالمسيح هي أن يكونوا قديسين وبدون لوم أمامه. ومعنى القداسة هو الانفصال عن الشر والمعصية والتكريس لخدمة المسيح ولخير ومنفعة بني البشر. وتابع الرسول كلامه عن موقف الله من المؤمنين والمؤمنات قائلاً: وسبق فعيّننا في المحبة ليتبنّانا لنفسه بيسوع المسيح, حسب رضى مشيئته, لحمد نعمته بالمجد, التي أنعم بها علينا في المحبوب, الذي فيه لنا الفداء بدمه, مغفرة الذنوب, وذلك حسب غنى نعمته, التي أسبغها علينا بكل حكمة وفطنة, إذ عرّفنا سرّ مشيئته, وتلك مرضاته التي قصدها فيه, تدبيراً منه في ملء الأزمنة, ليجمع كل شيء في المسيح, ما في السماوات وما على الأرض. أتى بولس الرسول أولاً على ذكر اختيار أو اصطفاء المؤمنين والمؤمنات من قبل الله في المسيح وقبل إنشاء العالم. وشدّد على هذا الموضوع إذ ذكر أن الله سبق فعيّنهم في المحبة للتبني لنفسه بيسوع المسيح. وهذا يدل على أنه ليس هناك من عبثية في موضوع الإيمان بالمسيح والانتماء إلى جماعة الإيمان. يتم كل شيء بمقتضى برنامج الله الأزلي. وليس هناك من مبرّر في الإنسان للحصول على هذه النعم والبركات الروحية بل يعود الفضل بصورة مطلقة للمسيح يسوع الذي كسب لسائر المؤمنين به خلاصاً عظيماً وفداء جباراً بدمه. وهذا يدل بصورة قاطعة على أن الرسول بولس كان ينظر إلى صليب المسيح كحدث مركزي في سيرة المسيح ورسالته السماوية التي اؤتمن عليها من قبل الله الآب. ولئلا يظن أهل أفسس من جماعة الإيمان بأن الله ينقذ القلائل وكمجرد أفراد منعزلين عن بعضهم البعض أفهمهم بصورة واضحة أن لله تدبيراً ظهر بكامله في أيام المسيح. ويدعو الرسول أيام المسيح بملء الأزمنة أي أن السيد له المجد جاء في الوقت المناسب والمعيّن من قبل الله لتتميم برنامجه الخلاصي. كل شيء حدث وتم لإظهار كون مشيئة الله بأن يجمع كل شيء بالمسيح. وتعني هذه العبارة الرسولية بأن الله قرر حتى قبل إنشاء العالم وبعلمه السابق عن خليقة الإنسان ومعصيته وسقوطه في الخطية, كان الله قد قررّ بأن يكون طريق إنقاذ البشرية بواسطة المسيح وعمله الفدائي على الصليب. تعلّمنا كلمات الرسول هذه بأن التاريخ البشري المليء بالفواجع ذات الأبعاد الهائلة, هذا التاريخ لا يفسّر حسب منظور بشري محض, بل له بعد سماوي مصدره الله. وكل محاولة بشرية مهما ظهرت برّاقة وجذّابة ومنطقية, كل خطة بشرية منكرة لله ولتدبيره العجيب للخلاص, لا بد لها من أن تبوء بالفشل الذريع. وهذا بالفعل ما اختبره القرن العشرون الذي اشتهر أكثر من أي قرن مضى بظهور نظريات وايديولوجيات ادعت بأنها كانت ستجلب للبشرية المعذبة الخلاص والانعتاق. ولكنها وبعد اختبارات قاسية ومريرة ظهرت خاوية من أي مقدرة على إنقاذ الإنسان وإعطائه الفردوس الأرضي الموعود. لا يكمن خلاص البشرية في يد الإنسان بل يوجد الخلاص في يد الله. وإذ نتفوه بهكذا كلمات لا نكون مبتدعين لآراء جديدة بل إنما نشهد عن برنامج إلهي وضع في أزمنة ما قبل التاريخ البشري وكشف عنه بصورة واضحة وجليّة في أيام المسيح أي منذ نحو ألفي سنة. ننادي بما قام به الله لصالح البشرية لا بما اخترعه عقولنا من أفكار وآراء واهية! وتابع الرسول حمده وتسبيحه لاسم الله القدوس قائلاً: وفيه أيضاً أي في المسيح يسوع المخلّص, تمّ اختيارنا من قبل بمقتضى قصد الذي يعمل كل شيء حسب مشورة مشيئته, لنكون لحمد مجده, نحن الذين قد سبقنا ووضعنا رجاءنا في المسيح. وفيه أنتم أيضاً, إذ قد سمعتم كلمة الحق, انجيل خلاصكم, وبعدما آمنتم به, ختمتم بروح الموعد القدوس, الذي هو عربون ميراثنا, لفداء مقتناه, لحمد مجده. عاد الرسول بولس في نشيده هذا الكلام عن اختيار المؤمنين والمؤمنات من قبل الله, ذاك الاختيار الذي تمّ بمقتضى قصد الله الخلاصي. وقد تمّ هذا الاختيار لا لمجدنا نحن البشر, بل لنكون لحمد مجده. ذكر الرسول في أكثر من مناسبة موضوع اختيار الله للمؤمنين ولكنه لم يهمل بأن يذكر مسئولية المؤمنين والتي تظهر في إيمانهم بالمسيح. وهذا يعني أن الرسول لم ينادِ بعقيدة قلبها وقالبها الحتمية أو الميكانيكية العمياء, بل شدّد بكل وضوح على أهمية اتخاذ الإنسان في شتى عصور التاريخ موقفاً إيجابياً وإيمانياً من المسيح يسوع. فمن سمع المناداة بالمسيح يسوع كالمخلّص الموفد من الله لإنقاذ البشرية صار من واجبه أن يعيّن موقفه من هذه الأخبار السارة وألا يكتفي بمجرّد سماعها أو الوقوف على محتوياتها بشكل لا شخصي! واختتم بولس الرسول كلامه ذاكراً الدور الحيويّ والفعال الذي يقوم به الروح القدس. فما أن يؤمن الإنسان بالمسيح يسوع حتى يختم بروح الله القدوس كعربون للميراث الضخم الذي يرثه المؤمنون والمؤمنات في اليوم الأخير, يوم عودة المسيح إلى العالم وظهور ملء ملكوت الله. وإذ ذاك لا يهاب المؤمنون أخطار الحياة, بشرية كانت أم شيطانية لأنهم إذ ختموا من قبل روح الله القدوس يعلمون علم الأكيد أن مصيرهم الأبدي هو في يد الله القدير الذي أحبهم منذ الأزل إذ اختارهم في المسيح يسوع, لينالوا الخلاص. |
||||
22 - 09 - 2024, 10:02 AM | رقم المشاركة : ( 173764 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اتِّضاع آخاب: 27 وَلَمَّا سَمِعَ أَخْآبُ هذَا الْكَلاَمَ، شَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ مِسْحًا عَلَى جَسَدِهِ، وَصَامَ وَاضْطَجَعَ بِالْمِسْحِ وَمَشَى بِسُكُوتٍ. 28 فَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا التِّشْبِيِّ قَائِلًا: 29 «هَلْ رَأَيْتَ كَيْفَ اتَّضَعَ أَخْآبُ أَمَامِي؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ اتَّضَعَ أَمَامِي لاَ أَجْلِبُ الشَّرَّ فِي أَيَّامِهِ، بَلْ فِي أَيَّامِ ابْنِهِ أَجْلِبُ الشَّرَّ عَلَى بَيْتِهِ». "ولما سمع آخاب هذا الكلام شقَّ ثيابه، وجعل مسحًا على جسده، وصام واضطجع بالمسح ومشى بسكوت" [27]. إذ سمع بالحكم الإلهي على فم إيليَّا النبي قدَّم توبة؛ مزَّق ثيابه، ولبس المسوح وصام، وكان يسير حافي القدمين في صمت. ارتدى ثوب الصوم المقدَّس. * "لذلك سيطر عليهم كبرياؤهم، تغطُّوا بإثمهم وشرُّهم" (مز 73: 6). فالإثم يوفِّر غطاءًا رديًا، وإن أراد أحد أن يكسونا به، يجب أن نخلعه، وإلاَّ أتى معنا إلى القضاء. وإن حاول أحد أن يخلع عنَّا رداءنا الروحي الذي تسلَّمناه، اخلعوا أنتم ثوب الإثم والبسوا غطاء الإيمان والصبر الذي بهما غطَّى داود نفسه في الصوم، لئلاَّ يفقد ثوب الفضيلة. والصوم نفسه غطاء، فحقًا ما لم يغطِّ الصوم المقدَّس يوسف لعرَّته الزانية الشهوانيَّة (تك 39: 12). لو كان آدم قد اختار أن يغطِّي نفسه بذلك الصوم ما تعرَّي! لكن لأنَّه تذوَّق من شجرة معرفة الخير والشرّ، معاندًا الحَرم السماوي، ومتعدِّيًا للصوم الذي فرض عليه بتناوله طعامًا "الانصياع للشهوة الحسِّيَّة"، فقد عرف أنَّه عريان! (تك 3: 6-11). لو صام لحفظ ثوب الإيمان وما رأى نفسه عاريًا. فلننأى نحن عن تغطية ذواتنا بالإثم والسكر، لئلاَّ يُقال عن أحدنا "لبس اللعنة كثوب!" (مز 109: 18). فقد كسى آدم نفسه بكساء رديء، وراح يتلمَّس أغطية من أوراق الشجر، لهذا نال حكم لعنة. القديس أمبروسيوس "فكان كلام الرب إلى إيليَّا التشبِّي قائلًا:هل رأيت كيف اتَّضع آخاب أمامي؟ فمن أجل أنَّه قد اتَّضع أمامي لا أجلب الشرّ في أيَّامه، بل في أيَّام ابنه أجلب الشرّ على بيته" [28-29]. عجيبة هي مراحم الله الفائقة، وصلاحه، فإنَّه يشتهي خلاص الكل. يترقَّب دائمًا توبة كل إنسان لكي يفيض عليه من خيراته. * هل قرأنا عن أحد بين الملوك أشرّ من آخاب، إذ يقول عنه الكتاب: "ولم يكن كآخاب الذي باع نفسه لعمل الشرّ في عينيّ الرب"...؟ يا للندامة السعيدة التي تجتذب إليها عينيّ الرب، والتي باعترافها بالخطأ غيَّرت الحكم الصادر عن غضب الله! * عندما اجتمع الشعب في المصفاة أعلن صموئيل صومًا فتقوَّوا وبهذا غلبوا العدوّ (1 صم 7: 7). هجوم الآشوريِّين تحطَّم بقوَّة، وقوَّة سنحاريب تهشَّمت بدموع الملك حزقيا ومسوحه واتِّضاعه بالصوم. وأيضًا مدينة نينوى أثارت بالصوم حنوّ الرب ونزعت تهديدات غضبه... آخاب أكثر الملوك شرًّا بالصوم وارتداء المسوح نجح في الهروب من حكم الله أجل دمار بيته إلى أجيال لاحقة. * خطيَّة آخاب وخطيَّة ايزابيل واحدة، لكن إذ تاب آخاب تأجَّلت عقوبته لكي تحلّ على أولاده (الأشرار)، أمَّا إيزابيل فإذ أصرَّت على شرَّها لاقت مصيرها (المؤلم) هنا وهناك. * كرم يزرعيل "زرع الله" يتطلَّب انتقامًا منك، إذ حوَّلته حديقة للملذَّات وبذرة للشهوات. يرسل لك الله إيليَّا ليخبرك عن الآلام والموت. ليتك تحني نفسك وترتدى مسوحًا إلى حين لعلّ الله يقول لك ما قاله لآخاب: "هل رأيت كيف اتَّضع آخاب أمامي؟! فمن أجل أنَّه قد اتَّضع أمامي لا أجلب الشرّ في أيَّامه". * فحص الرب آخاب عندما قتل نابوت وأخذ كرمه، وجُرْمه بأن يُسفك دمه. أُرسل إيليَّا النبي إليه يقول: "هل قتلت وورثت أيضًا؟! [19]. للحال ضربه ضميره وعذَّبه، فأحنى رأسه وسار وعيناه مسبولتان إلى أسفل. هذا هو الملك الشرِّير الملتحف بالأرجوان. يقول الكتاب المقدَّس بعد ذلك أنَّه ذهب مرتديًا المسوح تحت ثوبه الملوكي، وإذ رآه الله هكذا قال: "من أجل أنَّه قد اتَّضع لأجلي، لا أجلب الشرّ في أيَّامه" [29]. تتحقَّق قوَّة المسوح والصوم وكيف تغسل دموع التواضع الدم! هذا هو الطريق اللآئق لترتدي المسوح، والطريق المناسب للصوم، الأمر قد لا يلاحظه أحد. القديس جيروم * إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى الله، هب لها جناحين: الصوم والصدقة. القديس أغسطينوس |
||||
22 - 09 - 2024, 10:04 AM | رقم المشاركة : ( 173765 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* "لذلك سيطر عليهم كبرياؤهم، تغطُّوا بإثمهم وشرُّهم" (مز 73: 6). فالإثم يوفِّر غطاءًا رديًا، وإن أراد أحد أن يكسونا به، يجب أن نخلعه، وإلاَّ أتى معنا إلى القضاء. وإن حاول أحد أن يخلع عنَّا رداءنا الروحي الذي تسلَّمناه، اخلعوا أنتم ثوب الإثم والبسوا غطاء الإيمان والصبر الذي بهما غطَّى داود نفسه في الصوم، لئلاَّ يفقد ثوب الفضيلة. والصوم نفسه غطاء، فحقًا ما لم يغطِّ الصوم المقدَّس يوسف لعرَّته الزانية الشهوانيَّة (تك 39: 12). لو كان آدم قد اختار أن يغطِّي نفسه بذلك الصوم ما تعرَّي! لكن لأنَّه تذوَّق من شجرة معرفة الخير والشرّ، معاندًا الحَرم السماوي، ومتعدِّيًا للصوم الذي فرض عليه بتناوله طعامًا "الانصياع للشهوة الحسِّيَّة"، فقد عرف أنَّه عريان! (تك 3: 6-11). لو صام لحفظ ثوب الإيمان وما رأى نفسه عاريًا. فلننأى نحن عن تغطية ذواتنا بالإثم والسكر، لئلاَّ يُقال عن أحدنا "لبس اللعنة كثوب!" (مز 109: 18). فقد كسى آدم نفسه بكساء رديء، وراح يتلمَّس أغطية من أوراق الشجر، لهذا نال حكم لعنة. القديس أمبروسيوس |
||||
22 - 09 - 2024, 10:06 AM | رقم المشاركة : ( 173766 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* فحص الرب آخاب عندما قتل نابوت وأخذ كرمه، وجُرْمه بأن يُسفك دمه. أُرسل إيليَّا النبي إليه يقول: "هل قتلت وورثت أيضًا؟! [19]. للحال ضربه ضميره وعذَّبه، فأحنى رأسه وسار وعيناه مسبولتان إلى أسفل. هذا هو الملك الشرِّير الملتحف بالأرجوان. يقول الكتاب المقدَّس بعد ذلك أنَّه ذهب مرتديًا المسوح تحت ثوبه الملوكي، وإذ رآه الله هكذا قال: "من أجل أنَّه قد اتَّضع لأجلي، لا أجلب الشرّ في أيَّامه" [29]. تتحقَّق قوَّة المسوح والصوم وكيف تغسل دموع التواضع الدم! هذا هو الطريق اللآئق لترتدي المسوح، والطريق المناسب للصوم، الأمر قد لا يلاحظه أحد. القديس جيروم |
||||
22 - 09 - 2024, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 173767 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* كرم يزرعيل "زرع الله" يتطلَّب انتقامًا منك، إذ حوَّلته حديقة للملذَّات وبذرة للشهوات. يرسل لك الله إيليَّا ليخبرك عن الآلام والموت. ليتك تحني نفسك وترتدى مسوحًا إلى حين لعلّ الله يقول لك ما قاله لآخاب: "هل رأيت كيف اتَّضع آخاب أمامي؟! فمن أجل أنَّه قد اتَّضع أمامي لا أجلب الشرّ في أيَّامه". القديس جيروم |
||||
22 - 09 - 2024, 10:09 AM | رقم المشاركة : ( 173768 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* خطيَّة آخاب وخطيَّة ايزابيل واحدة، لكن إذ تاب آخاب تأجَّلت عقوبته لكي تحلّ على أولاده (الأشرار)، أمَّا إيزابيل فإذ أصرَّت على شرَّها لاقت مصيرها (المؤلم) هنا وهناك. القديس جيروم |
||||
22 - 09 - 2024, 10:11 AM | رقم المشاركة : ( 173769 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* عندما اجتمع الشعب في المصفاة أعلن صموئيل صومًا فتقوَّوا وبهذا غلبوا العدوّ (1 صم 7: 7). هجوم الآشوريِّين تحطَّم بقوَّة، وقوَّة سنحاريب تهشَّمت بدموع الملك حزقيا ومسوحه واتِّضاعه بالصوم. وأيضًا مدينة نينوى أثارت بالصوم حنوّ الرب ونزعت تهديدات غضبه... آخاب أكثر الملوك شرًّا بالصوم وارتداء المسوح نجح في الهروب من حكم الله أجل دمار بيته إلى أجيال لاحقة. القديس جيروم |
||||
22 - 09 - 2024, 10:12 AM | رقم المشاركة : ( 173770 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* هل قرأنا عن أحد بين الملوك أشرّ من آخاب، إذ يقول عنه الكتاب: "ولم يكن كآخاب الذي باع نفسه لعمل الشرّ في عينيّ الرب"...؟ يا للندامة السعيدة التي تجتذب إليها عينيّ الرب، والتي باعترافها بالخطأ غيَّرت الحكم الصادر عن غضب الله! القديس جيروم |
||||