19 - 09 - 2024, 11:35 AM | رقم المشاركة : ( 173501 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لم يجلب النار من السماء بمجرَّد الصلاة فقط لتنزل على الخشب الجاف، بل أمر الحاضرين أن يحضروا فيضًا من الماء. وإذ سكبه ثلاث مرَّات من الجرَّات على الخشب أشعل بصلاته النار من الماء، أي بما يخالف طبيعة العناصر، ليظهر قوَّة الله بفيض فائق للطبيعة. هنا بالذبيحة العجيبة يعلن لنا إيليَّا بوضوح عن الطقس السرائري للعماد الذي سيتأسَّس بعد ذلك. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
||||
19 - 09 - 2024, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 173502 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* الرب يسوع هو مثل نار ألهبت قلوب الذين سمعوه، وكينبوع ماء أعطاهم برودة، إذ قال بنفسه في إنجيله أنَّه جاء ليرسل نارًا على الأرض (لو 12: 40) ويهب ماءً حيًا للعطشى (يو 7: 37-38). في أيَّام إيليَّا نزلت أيضًا نار عندما تحدَّى أنبياء الوثنيِّين لينير المذبح بدون نارٍ. وعندما لم يقدروا أن يفعلوا هذا سكب ماءً ثلاث مرَّات على ذبيحته حتى جرت المياه حول المذبح، ثم صرخ فنزلت نارًا من الرب من السماء والتهمت المحرقة. القديس أمبروسيوس |
||||
19 - 09 - 2024, 11:37 AM | رقم المشاركة : ( 173503 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قتل كهنة البعل: 40 فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: «أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ». فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ. "فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا: الرب هو الله، الرب هو الله. فقال لهم إيليَّا: امسكوا أنبياء البعل، ولا يفلت منهم رجل. فامسكوهم، فنزل بهم إيليَّا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك" [39-40]. إذ اعترف الشعب بأن الرب هو الله، طلب منهم أن يرفضوا عبادة البعل بتنفيذ الشريعة: قتل عبدة الأوثان والمثيرين لها (تث 13: 1-11، 2-3، 13: 3). طلب قتل كهنة البعل حتى لا يعودوا فيخدعون البسطاء. نهر قيشون ينبع على جبل تابور ويصبّ في البحر الأبيض المتوسِّط. ربَّما تمَّ قتل أنبياء البعل هناك حتى متى حلَّ المطر الغزير يفيض النهر ويسحب جثثهم ويلقي بها في البحر. |
||||
19 - 09 - 2024, 11:38 AM | رقم المشاركة : ( 173504 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طلبة إيليَّا الخاصَّة بالمطر: 41 وَقَالَ إِيلِيَّا لأَخْآبَ: «اصْعَدْ كُلْ وَاشْرَبْ، لأَنَّهُ حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ». 42 فَصَعِدَ أَخْآبُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، وَأَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ الْكَرْمَلِ وَخَرَّ إِلَى الأَرْضِ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. 43 وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: «اصْعَدْ تَطَلَّعْ نَحْوَ الْبَحْرِ». فَصَعِدَ وَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «لَيْسَ شَيْءٌ». فَقَالَ: «ارْجعْ» سَبْعَ مَرَّاتٍ. 44 وَفِي الْمَرَّةِ السَّابِعَةِ قَالَ: «هُوَذَا غَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ كَفِّ إِنْسَانٍ صَاعِدَةٌ مِنَ الْبَحْرِ». فَقَالَ: «اصْعَدْ قُلْ لأَخْآبَ: اشْدُدْ وَانْزِلْ لِئَلاَّ يَمْنَعَكَ الْمَطَرُ». 45 وَكَانَ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَا أَنَّ السَّمَاءَ اسْوَدَّتْ مِنَ الْغَيْمِ وَالرِّيحِ، وَكَانَ مَطَرٌ عَظِيمٌ. فَرَكِبَ أَخْآبُ وَمَضَى إِلَى يَزْرَعِيلَ. 46 وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقْوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ. "وقال إيليَّا لآخاب: اصعد كل واشرب، لأنَّه حسّ دوي مطر" [41]. يبدو أن آخاب كان صائمًا طوال اليوم، لذا أرسله إيليَّا إلى قصره ليأكل ويشرب فإن مسرَّة الرب تحلّ بالأرض بعدما شهد الشعب لله إلهه وذبح كهنة البعل. واضح من حديث إيليَّا النبي رضا الملك على تصرُّف الشعبوقتلهم كهنة البعل. لقد قضى الملك اليوم كلُّه يراقب ما يحدث، لم يأكل ولم يشرب، وقد حضر منذ الصباح صائمًا، ربَّما لأنَّه كان يطلب من الله أن يتدخَّل، أو لأنَّه كان مرتبكًا جدًا غير قادر على الأكل حتى يرى ماذا يحدث. لم يرَ إيليَّا أيَّة علامة عن سقوط المطر، لكنَّه بروح النبوَّة قال: "لأنَّه حس دوي مطر" [40]. لقد مضى وقت الجفاف! "فصعد آخاب ليأكل ويشرب. وأمَّا إيليَّا فصعد إلى رأس الكرمل وخرّ إلى الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه" [42]. انسحب إيليَّا النبي إلى قمَّة الكرمل في مكانٍ خاصٍ عالٍ جدًا. في هذا الموضع يمكن للإنسان أن يختفي. وكما جاء في عاموس: "وإن اختبأوا في رأس الكرمل فمن هناك أفتش وآخذهم" (عا 9: 3). هناك ذهب وحده ومعه غلامه، فإنَّه كان يليق به بعد أن اجتمع بالشعب كلَّه والملك والقيادات أن يختفي إلى حين ليلتقي في هدوء مع إلهه، فيقول مع حبقوق النبي: "على مرصدي أقف وعلى الحصن انتصب وأراقب لأرى ماذا يقول لي" (حب 2: 1). لم ينشغل إيليَّا النبي بما حدث كأمر يمجِّده ويهبه نصرة إنَّما انطلق ليصلِّي كي يحقِّق الله وعده ويهب الأرض مطرًا. بينما طلب النبي من الملك أن يسرع ليأكل ويشرب، انطلق هو للصلاة. فإن رجال الله يطلبون الراحة للآخرين ويمارسون هم الجهاد. سجد النبي إلى الأرض وجعل وجههبين ركبتيه علامة انسحاق نفسه، ربَّما انحنى حتى بلغت رأسه إلى ركبتيه. "وقال لغلامه: اصعد تطلَّع نحو البحر. فصعد وتطلَّع وقال: ليس شيء. فقال: ارجع سبع مرَّات" [43]. من قمَّة جبل الكرمل يرى البحر على بعد النظر. "وفي المرَّة السابعة قال: هوذا غيمة صغيرة قدر كفّ إنسان صاعدة من البحر. فقال: اصعد قل لآخاب اشدد وانزل لئلاَّ يمنعك المطر" [44]. ليتنا لا نحتقر العطايا الإلهيَّة التي تبدو صغيرة كغيمة قدر كف إنسان، فإن من يشكر على القليل يتمتَّع بالكثير. الغيمة الصغيرة التي رآها إيليَّا قادمة من البحر تُشير إلى تجسُّد الله الكلمة الذي صار كغيمة صغيرة تخفي مجد لاهوته، قادمة إلى عالمنا لتفيض علينا بمياه الروح القدس. أنَّه يحوِّل قفر قلبنا إلى فردوس مثمر! "وكان من هنا إلى هنا أن السماء اسودَّت من الغيم والريح وكان مطر عظيم. فركب آخاب ومضى إلى يزرعيل. وكانت يد الرب على إيليَّا، فشدَّ حقويه وركض أمام آخاب حتى تجيء إلى يزرعيل" [45-46]. طلب إيليَّا النبي من غلامه أن يخبر الملك بأن يتشدَّد ويسرع بالنزول لئلاَّ يمنعه المطر. انطلق الملك بمركبته، بينما شد النبي حقويه وركض فالتقى بالملك قبل بلوغه قصره. لقد بارى الخيل والمركبات وغلب. أنَّه لم ينطبق عليه الحديث عن الخاملين: "إن جريت مع المشاة فأتعبوك فكيف تباري الخيل؟!" (إر 12: 5). لم ينطلق إليه لكي يوبِّخه أو يجرحه بكلمة، وإنَّما لكي يسنده ويقوِّيه في مواجهته لزوجته إيزابل التي استغلَّت ضعفه فجعلت منه إنسانَّا وثنيًا شرِّيرًا. لقد أراد أن يؤكِّد له أنَّه ليس مقاومًا له بصفة شخصيَّة، ولا يحمل بغضة من جهته، بل يشتاق أن يسنده في خدمة الرب. أنَّه أمين له ما دام في الرب. لقد جرى قرابة 16 ميلًا ليبلغ مدخل يزرعيل مظهرًا استعداده المستمرّ للخدمة. يزرعيل تقع عند جبل جلبوع، لم ينقل آخاب العاصمة من السامرة (1 مل 22: 10، 37) لكنَّه بنى له قصرًا في يزرعيل (1 مل 22: 1)، ويبدو أنَّه كان يقيم هناك مع الملكة إيزابل كمسكنٍ شتوي لهما. وُجد حديثًا نقش آشوري تحدَّث عن آخاب بأنَّه "آخاب اليزرعيلى". |
||||
19 - 09 - 2024, 11:39 AM | رقم المشاركة : ( 173505 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إلهي أنت يا رب، وليس إله آخر غيرك! * صوت نبيَّك إيليَّا يرنّ في آذنيَّ: إن كان الرب هو الله فاعبدوه، وإن كان البعل فاعبدوه، إلى متى تعرِّجون بين الفريقين؟ * إلى متى أقيم في داخلي العجل والعشتاروت؟ إلى متى أرفض مملكتك لأقيم سادة عنفاء يحطِّمون أعماقي؟ *في غباوتي أقمت في داخلي مذبحًا للبعل، وصار لي كهنة وكاهنات يقدِّمون له حياتي ذبيحة. حوَّلوا حياتي إلى العبوديَّة. صرتُ عبدًا للمال والكرامة والشهوات الزمنيَّة. من يحرِّرني من هذا الذل؟ * ليملأ روحك الناري السماوي كياني. ليحوِّل أعماقي إلى لهيب نار سماوي. لن يترك في قلبي أثرًا للتراب، بل يحوِّل أرضي إلى سماء. لا يترك أثرًا للحجارة، عوض الحجارة يقيم أبناء لإبراهيم. لن يكون قلبي حجريًا بعد، بل رقيقًا كابنٍ لإبراهيم. يلحس كل ماء في قنوات قلبي. فلا يكون للبرود الروحي موضع. * هب لي روحين من إيليَّا النبي، كما وهبت إليشع تلميذه. فيصير لي القلب الناري. ليقتل في داخلي كل كاهنٍ لبعل أو عشتاروت. ويصير قلبي جلجثة حقَّة تحمل ذبيحة الصليب الحق. نعم لتملك بنار روحك القدُّوس في أعماقي. |
||||
19 - 09 - 2024, 11:42 AM | رقم المشاركة : ( 173506 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هروب إيليَّا إلى بئر سبع: 1 وَأَخْبَرَ أَخْآبُ إِيزَابَلَ بِكُلِّ مَا عَمِلَ إِيلِيَّا، وَكَيْفَ أَنَّهُ قَتَلَ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ بِالسَّيْفِ. 2 فَأَرْسَلَتْ إِيزَابَلُ رَسُولًا إِلَى إِيلِيَّا تَقُولُ: «هكَذَا تَفْعَلُ الآلِهَةُ وَهكَذَا تَزِيدُ، إِنْ لَمْ أَجْعَلْ نَفْسَكَ كَنَفْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي نَحْوِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا». 3 فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ قَامَ وَمَضَى لأَجْلِ نَفْسِهِ، وَأَتَى إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ الَّتِي لِيَهُوذَا وَتَرَكَ غُلاَمَهُ هُنَاكَ. اخبر آخاب زوجته إيزابل بما فعله إيليَّا، وكيف قتل كهنة البعل، فثارت جدًا وقرَّرت قتله. اضطر أن يهرب إيليَّا إلى بيت سبع التي ليهوذا، حيث عاله ملاك هناك. "وأخبر آخاب إيزابل بكل ما عمل إيليَّا، وكيف أنَّه قتل جميع الأنبياء بالسيف" [1]. كانت إيزابل ككاهنة للبعل تعتبر نفسها حصنًا لكهنة البعل. أمَّا وقد ثار الشعب كلُّه وذبح إيليَّا كهنة البعل، صار موقفها حرجًا جدًا. لم يجرؤ آخاب أن يشير إلى اسم الله في حديثه مع زوجته إيزابل، فإنَّه لم يخبرها بما عمله الله بل "بكل ما عمل إيليَّا". هل أراد الملك أن يهدِّئ من إيزابل بسرده ما حدث ليكشف لها عن ما فعله إيليَّا النبي بإنزاله نارٍ من السماء وهبوط الأمطار، أم أنَّه شعر بعجزه عن مواجهة إيليَّا والشعب وترك لامرأته الشرِّيرة أن تتصرَّف؟ لا يستطيع أحد أن يعطي جوابًا قاطعًا في هذا الأمر. "فأرسلت إيزابل رسولًاإلى إيليَّا تقول: هكذا تفعل الإلهة وهكذا تزيد إن لم اجعل نفسك كنفس واحدٍ منهم في نحو هذا الوقت غدًا" [2]. بعثت برسول إلى إيليَّا تحدِّد له موعد قتله، أنَّه في اليوم التالي تفعل به ما فعله بكهنتها. لعلَّها شعرت بعجزها عن قتله بعد أن تعبَّأ الشعور العام كلُّه ضد البعل، وربَّما شعرت أن لهجة زوجها أيضًا قد تغيَّرت، فصار متعاطفًا مع النبي، فأرسلت إليه تهدِّده لكي يهرب فتتخلَّص منه. ربَّما خشت الملكة من ثورة الشعب فيطلبون إيليَّا أن يكون القائد الروحي لمملكة، وأن يكون المشرِّع لهم، وذلك بعد أن رأوا النار النازلة من السماء والمطر الذي سقط بكلمته. "فلما رأى ذلك، قام ومضى لأجل نفسه، وأتى إلى بئر سبع التي ليهوذا، وترك غلامه هناك" [3]. هرب إيليَّا من شرّ إيزابل، ومن بعده اشتاق إرميا أن يهرب من شعبه إن وجد ملجأ له في البرِّيَّة (إر 9: 2). يرى البعض أن إيليَّا النبي لم يهرب خوفًا من إيزابل وشرَّها، وإنَّما لأجل نفسه، أو لأجل حياته مع الرب، فإنَّه سار في البرِّيَّة مسيرة يوم واشتهى الموت، فقد شعر بالحاجة إلى عون إلهي، لأن مقاومة عبادة الله كانت عنيفة للغاية. في بئر سبع ترك غلامه إذ أراد أن يدخل في البرِّيَّة وحده ليختلي مع الرب، ويتمتَّع بالتأمل فيه واللقاء معه والحوار معه. وقد أعطاه الرب سؤل قلبه. ترك غلامه كما ترك إبراهيم غلامه مع الحمار وانطلق مع ابنه اسحق إلى الجبل ليعبد الرب ويقدِّم الذبيحة. وعندما دخل السيِّد المسيح مع تلاميذه جثسيماني تركهم وبقى وحده يتحدَّث مع الآب، ليشرب الكأس نيابة عن كل البشريَّة. هرب إيليَّا من مملكة الشمال إلى مملكة الجنوب حيث الملك يهوشافاط الصالح، وانطلق إلى أقصى الجنوب عند بئر سبع. أنَّه موقف عجيب، فإن إيليَّا الذي لم يخف من مواجهة 850 كاهنًا للبعل ومعهم الملك وأيضًا كل الشعب، واثقًا في عناية الله به، الآن يخشى ثورة سيِّدة متعجرفة. أنَّها لحظات ضعف يعيشها النبي الناري الجريء. هرب إيليَّا من المرأة إيزابل [2]، التي تعني "فيض من الباطل"، هرب إلى جبل حوريب [8]. |
||||
19 - 09 - 2024, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 173507 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مساندة الملاك له: 4 ثُمَّ سَارَ فِي الْبَرِّيَّةِ مَسِيرَةَ يَوْمٍ، حَتَّى أَتَى وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ، وَقَالَ: «قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي لأَنَّنِي لَسْتُ خَيْرًا مِنْ آبَائِي». 5 وَاضْطَجَعَ وَنَامَ تَحْتَ الرَّتَمَةِ. وَإِذَا بِمَلاَكٍ قَدْ مَسَّهُ وَقَالَ: «قُمْ وَكُلْ». 6 فَتَطَلَّعَ وَإِذَا كَعْكَةُ رَضْفٍ وَكُوزُ مَاءٍ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ رَجَعَ فَاضْطَجَعَ. 7 ثُمَّ عَادَ مَلاَكُ الرَّبِّ ثَانِيَةً فَمَسَّهُ وَقَالَ: «قُمْ وَكُلْ، لأَنَّ الْمَسَافَةَ كَثِيرَةٌ عَلَيْكَ». 8 فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ، "ثم سار في البريَّة مسيرة يوم حتى أتى وجلس تحت رتمة، وطلب الموت لنفسه، وقال: قد كفى الآن يا رب، خذ نفسي، لأنَّني لست خيرًا من آبائي" [4]. شعر أنَّه لا يعود يقدر أن يقدِّم شيئًا صالحًا بعد لشعبه، فقد قدَّم كل ما لديه. مرَّت عليه فترة من المرارة، لأن الأمور تسير على خلاف ما يشتهي. كان يودّ عودة الملك وشعبه لله. وإذ شعر بعجزه في تحقيق ذلك حسب أنَّه لا قيمة لوجوده بعد، فإنَّه ليس أفضل من آبائه الذين فشلوا أحيانًا في جذب الشعب إلى الله. كان يتوقَّع بعد نزول النار من السماء علانيَّة وشهادة الشعب للإيمان الحق أن الأمور تسير إلى الأفضل، لكنَّه وجد الملك خضع للملكة، وبالتالي سيعود الشعب إلى عبادة البعل تحت الإغراء والضغط الملكي. سار في البريَّة غالبًا تجاه حوريب. سلك مسيرة يوم كاملٍ في البريَّة في نجب جنوب يهوذا. ذهب إلى بئر سبع التي تبعد حوالي 95 ميلًا من يزرعيل على حافة صحراء التيه. لم يكن ممكنًا لإيليَّا أن يصل إليها إلاَّ في نهاية اليوم التالي حيث كان يسير الليل والنهار ولم يسترح في الطريق. وهي مدينة تابعة لسبط شمعون (يش 19: 2) وكان جزء من سبط شمعون قد انضم إلى يهوذا. اشتهى إيليَّا النبي أن يموت، مع أنَّه هرب إلى بئر سبع من وجه إيزابل الشرِّيرة التي تطلب نفسه. كان يشتهي يموت بيد الرب لا بيد هذه السيِّدة، فإن الوقوع في يديّ الله الرحيم أفضل من الوقوع في يد الإنسان الشرِّير. اشتهى أن يموت في البريَّة في أرض مقدَّسة ولا يموت في أرض تدنَّست بعبادة البعل. جلس تحت شجرة يدعوها العرب رتمة، وهي شجرة ضخمة تحمي المسافرين من حرارة الشمس ومن العواصف. عندما يشعر حتى الأنبياء بنوعٍ من الفشل كانوا يشتهون الموت، الأمر الذي سقط فيه كثيرون مثل موسى النبي ويُّونان النبي. * بالحق أجاهد هنا كما لو كنت قد نسيتني، مع إنَّني أعرف تمامًا أنَّك مجرَّد تمتحني، فإنَّك وإن كنت كمن يتركني لكنَّك لن تفشل في أن تهبني ما وعدت به. ومع هذا لا احتمل فأقول: "لماذا نسيتني؟" القديس أغسطينوس * إنَّنا لا نقتنع بما نحن عليه الآن. فإنَّه حتى الأشياء التي نشتهيها تسبب لنا متاعب، وما نشتاق أن نناله لا نعود نشتهيه عندما نناله. لهذا ليس بدون سبب غالبًا ما بكى القدِّيسون طول بقائهم هنا. داود انتحب (مز 120: 5)، وإرميا رثاها (إر 1: 18)، وإيليَّا بكاها. إن كنَّا نصدِّق الحكماء، والذين سكنهم الروح الإلهي، فإنَّهم كانوا يسرعون نحو الأفضل (الانطلاق نحو الحياة الأبديَّة والقيامة). القديس أمبروسيوس يرى القديس أمبروسيوس أن البريَّة التي نهرب إليها هي التوبة أو نعمة الله حيث يجد الشريد فيها ملجأ وخلاصًا. * التوبة هي هروب صالح؛ نعمة الله هي هروب صالح، فيها يجد الشريد خلاصه. البريَّة هي هروب صالح، هرب إليها إيليَّا (1 مل 19: 4) وإليشع ويوحنا المعمدان (مت 3: 1، لو 13: 2). هرب إيليَّا من المرأة إيزابل التي تعني "فيض من الباطل"، هرب إلى جبل حوريب. (1 مل 19: 8) التي تعني جفافًا، حيث يجف تدفُّق مياه الجسديَّات الباطلة، حينئذ يأتي إلى معرفة الله بأكثر كمال، لأنَّه كان بجانب نهر كريث الذي يعني "المعرفة" هناك استطاع أن يشرب من فيض معرفة الله المتدفِّق (1 مل 17: 5). هرب إيليَّا من العالم حتى أنَّه لم يطلب طعامًا يحتاج إليه جسده غير ما قدَّمته له تلك الطيور الخادمة (1 مل 17: 6)، مع أن طعامه غالبًا ما كان ليس من هذا العالم (1 مل 19: 5-7). حقًا لقد صار أربعين يومًا بالقوَّة التي صارت له بالوجبة التي نالها (1 مل 19: 8). بالتأكيد لم يهرب من مجرَّد امرأة بل من هذا العالم. لم يخف الموت، لأنَّه تقدَّم بنفسه لذاك الذي كان يطلب نفسه وقال للرب: "خذ نفسي" (1 مل 19: 4). احتمل أتعاب هذه الحياة ليس مشتهيًا إيَّاها، لكنَّه كان يهرب من إغراءات العالم وسموم السلوك الشرِّير والتصرُّفات الدنيئة للجيل الخاطي غير المقدَّس. القديس أمبروسيوس |
||||
19 - 09 - 2024, 11:44 AM | رقم المشاركة : ( 173508 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* بالحق أجاهد هنا كما لو كنت قد نسيتني، مع إنَّني أعرف تمامًا أنَّك مجرَّد تمتحني، فإنَّك وإن كنت كمن يتركني لكنَّك لن تفشل في أن تهبني ما وعدت به. ومع هذا لا احتمل فأقول: "لماذا نسيتني؟" القديس أغسطينوس |
||||
19 - 09 - 2024, 11:47 AM | رقم المشاركة : ( 173509 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إنَّنا لا نقتنع بما نحن عليه الآن. فإنَّه حتى الأشياء التي نشتهيها تسبب لنا متاعب، وما نشتاق أن نناله لا نعود نشتهيه عندما نناله. لهذا ليس بدون سبب غالبًا ما بكى القدِّيسون طول بقائهم هنا. داود انتحب (مز 120: 5)، وإرميا رثاها (إر 1: 18)، وإيليَّا بكاها. إن كنَّا نصدِّق الحكماء، والذين سكنهم الروح الإلهي، فإنَّهم كانوا يسرعون نحو الأفضل (الانطلاق نحو الحياة الأبديَّة والقيامة). القديس أمبروسيوس |
||||
19 - 09 - 2024, 11:47 AM | رقم المشاركة : ( 173510 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرى القديس أمبروسيوس أن البريَّة التي نهرب إليها هي التوبة أو نعمة الله حيث يجد الشريد فيها ملجأ وخلاصًا. * التوبة هي هروب صالح؛ نعمة الله هي هروب صالح، فيها يجد الشريد خلاصه. البريَّة هي هروب صالح، هرب إليها إيليَّا (1 مل 19: 4) وإليشع ويوحنا المعمدان (مت 3: 1، لو 13: 2). هرب إيليَّا من المرأة إيزابل التي تعني "فيض من الباطل"، هرب إلى جبل حوريب. (1 مل 19: 8) التي تعني جفافًا، حيث يجف تدفُّق مياه الجسديَّات الباطلة، حينئذ يأتي إلى معرفة الله بأكثر كمال، لأنَّه كان بجانب نهر كريث الذي يعني "المعرفة" هناك استطاع أن يشرب من فيض معرفة الله المتدفِّق (1 مل 17: 5). هرب إيليَّا من العالم حتى أنَّه لم يطلب طعامًا يحتاج إليه جسده غير ما قدَّمته له تلك الطيور الخادمة (1 مل 17: 6)، مع أن طعامه غالبًا ما كان ليس من هذا العالم (1 مل 19: 5-7). حقًا لقد صار أربعين يومًا بالقوَّة التي صارت له بالوجبة التي نالها (1 مل 19: 8). بالتأكيد لم يهرب من مجرَّد امرأة بل من هذا العالم. لم يخف الموت، لأنَّه تقدَّم بنفسه لذاك الذي كان يطلب نفسه وقال للرب: "خذ نفسي" (1 مل 19: 4). احتمل أتعاب هذه الحياة ليس مشتهيًا إيَّاها، لكنَّه كان يهرب من إغراءات العالم وسموم السلوك الشرِّير والتصرُّفات الدنيئة للجيل الخاطي غير المقدَّس. القديس أمبروسيوس |
||||