منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 04 - 2017, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 17341 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ماذا يقول الكتاب المقدس بشأن إنجيل الإزدهار؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: في إنجيل الإزدهار المعروف أيضاً بـ "كلمة الإيمان"، يقال للمؤمن أن يستخدم الله، بينما حقيقة المسيحية الكتابية هي العكس تماماً – الله هو الذي يستخدم المؤمن. يرى مبدأ كلمة الإيمان أو لاهوت الإزدهار الروح القدس كقوة يستخدمها المؤمن حسبما يشاء. يعلمنا الكتاب المقدس أن الروح القدس شخص يُمكِّن المؤمن من تنفيذ مشيئة الله. إن حركة إنجيل الإزدهار تشابه إلى حد كبير بعض البدع الجشعة المدمرة التي تسللت إلى الكنيسة الأولى. لم يكن بولس أو أي من الرسل الآخرين متساهلاً أو متسامحاً مع المعلمين الكذبة الذين روَّجوا معتقدات كهذه. بل أشاروا إليهم كمعلمين كذبة خطيرين وحثوا المؤمنين على تجنبهم.

حذَّر الرسول بولس تيموثاوس من أمثال هؤلاء الرجال في رسالة تيموثاوس الأولى 6: 5، 9-11. هؤلاء الرجال "فاسدي الذهن" إفترضوا أن القداسة هي وسيلة للربح، وكانت رغبتهم في الثراء هي الحفرة التي أوصلتهم إلى "العطب والهلاك" (الآية 9). إن السعي وراء الثروة هو طريق خطير بالنسبة للمؤمنين وهو طريق يحذرنا منه الله: "لأن محبة المال أصل لكل الشرور. الذي إذا ابتغاه قوم ضلّوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة." (الآية 10) لو كان السعي وراء الثروة مطلباً مناسباً للقديسين لكان يسوع قد سعى وراءها. ولكنه لم يفعل هذا مفضلاً ألا يكون له أين يضع رأسه (متى 8: 20) وعلم تلاميذه أن يفعلوا مثله. يجب أن نذكر أيضاً أن يهوذا كان التلميذ الوحيد الذي إهتم بالغنى.

قال بولس الرسول أن الطمع هو عبادة أوثان (أفسس 5: 5) ووجه الأفسسيين أن يتجنبوا أي من أتي اليهم برسالة نجاسة أو طمع (أفسس 5: 6-7). إن عقيدة الإزدهار تعوق الله من العمل، إذ تعني أن الله ليس هو رب الكل لأنه لا يستطيع أن يعمل حتى نطلقه نحن ليعمل. فالإيمان وفقاً لعقيدة "كلمة الإيمان" ليس هو الثقة الخاضعة لله؛ بل الإيمان هو وسيلة نتلاعب فيها بالقوانين الروحية التي يؤمن معلمي عقيدة الإزدهار أنها تتحكم في الكون. وكما تدل التسمية "كلمة الإيمان"، فإن هذه الحركة تقول بأن الإيمان يتعلق بما نقوله أكثر مما تتعلق بشخص من نؤمن به والحقائق التي نتمسك بها ونؤكدها في قلوبنا.

من التعبيرات المفضلة في حركة كلمة الإيمان هي "الإعتراف الإيجابي". وهذا يشير إلى التعليم بأن الكلمات ذاتها تحمل قوة خلاّقة. فيدّعي معلمي كلمة الإيمان أن ما تقوله يحدد كل ما يحدث لك. فكل ما تنطق به خاصة ما تطلبه من الله يجب أن يحدد بطريقة إيجابية ودون تردد. ثم يكون المطلوب من الله أن يجيبك (وكأن الإنسان بوسعه أن يتطلب أو يأمر الله بشيء!) وهكذا يفترض أن قدرة الله على أن يباركنا تتوقف على إيماننا. يناقض ما جاء في رسالة يعقوب 4: 13-16 هذا التعليم بوضوح: "هلم الآن أيها القائلون: نذهب اليوم أو غداً إلى هذه المدينة أو تلك، وهناك نصرف سنة واحدة ونتجر ونربح. أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد! لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل." نحن لا نعرف ماذا يحمل لنا الغد أو حتى إذا كنا سنكون أحياء في الغد حتى نتكلم بحدوث أمور مستقبلية.

وبدلا من التركيز على السعي وراء الغنى، فإن الكتاب المقدس يحذر من السعي وراء الثروة. فإن المؤمنين، وخاصة قادة الكنيسة (1 تيموثاوس 3: 3) يجب أن لا يكونوا محبين للمال (عبرانيين 13: 5). إم محبة المال تقود إلى كل الشرور (1 تيموثاوس 6: 10). يحذرنا الرب يسوع بقوله: "أنظروا وتحفَّظوا من الطمع فإنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله." (لوقا 12: 15). وفي تناقض واضح مع تأكيد حركة كلمة الإيمان على إكتساب المال والممتلكات في هذه الحياة، قال الرب يسوع: "لا تكتنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون." (متى 6: 19). إن عدم إمكانية التوافق بين تعليم الإزدهار وتعليم إنجيل ربنا يسوع المسيح يمكن أن يلخص في كلمات الرب يسوع في متى 6: 24 حيث يقول: "لا تقدرون أن تخدموا الله والمال".
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:31 PM   رقم المشاركة : ( 17342 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو النقد التنقيحي والنقد العالي؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: النقد التنقيحي والنقد العالي ما إلا شكلين من أشكال نقد الكتاب المقدس. الهدف منهما هو فحص الكلمة المقدسة وتحديد كاتبها ومصداقيتها التاريخية وتاريخ كتابتها. إن أغلب هذه الأشكال من النقد تحاول في النهاية أن تهدم نص الكتاب المقدس.

يمكن تقسيم نقد الكتاب المقدس إلى شكلين أساسيين. النقد العالي والنقد الأدنى. إن النقد الأدنى هو محاولة لإيجاد الصياغة الأصلية للنص بما أنه لم تعد لدينا الكتابات الأصلية. أما النقد الأعلى فيختص بمصداقية النص ذاته. وهنا تطرح أسئلة مثل: متى كُتب هذا النص فعلاً؟ من هو الكاتب الأصلي لهذا النص؟

إن الكثير من النقاد في هذين الجانبين لا يؤمنون بوحي الكلمة المقدسة ولهذا يستخدمون أسئلة كهذه لينكروا عمل الروح القدس في حياة كاتبي الكلمة المقدسة. إنهم يؤمنون أن العهد القديم ما إلا مجموعة من التراث الشفهي ولم تتم كتابته إلا بعد سبي شعب اسرائيل الى بابل عام 586 ق.م.

بالطبع نرى في الكلمة المقدسة أن موسى كتب الشريعة والأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم (المعروفة بأسفار موسى الخمسة أو أسفار الشريعة). لو أن موسى لم يكتب هذه الأسفار فعلاً، ولم تتم كتابتها إلا بعد تأسيس شعب إسرائيل بسنوات كثيرة، فإن هؤلاء النقاد يمكنهم الإدعاء بعدم صحة المكتوب وبالتالي يدحضون سلطان كلمة الله. ولكن هذا الإدعاء ليس صحيحاً. (لدراسة ما يثبت كتابة موسى لأسفار الشريعة، أنظر مقالاتنا الأخرى عن النظرية الإفتراضية ونظرية JEDP.) إن النقد التنقيحي هو القول بأن كتاب الأناجيل كانوا مجرد مسجلين للتراث الشفهي ولم يكتبوا الأناجيل بأنفسهم مباشرة. يقول أحد هؤلاء النقاد أن هدف دراستهم هو البحث عن "الدافع اللاهوتي" وراء إختيار الكاتب وتسجيله للتراث أو الكتابات المسيحية الأخرى.

إن ما نراه أساساً في كل أشكال نقد الكتاب المقدس هو محاولة بعض النقاد إستبعاد عمل الروح القدس في إنتاج وثيقة صحيحة يعتمد عليها لكلمة الله. إن كتاب الكلمة المقدسة يشرحون كيفية كتابتهم لها. "كل الكتاب هو موحى به من الله." (تيموثاوس الثانية 3: 16) الله هو الذي أعطى الرجال الكلمات التي أرادهم أن يكتبوها. كتب الرسول بطرس قائلاً: "ان كل نبوءة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان." (بطرس الثانية 1: 20-21) هنا يقول الرسول بطرس أن هذه الكتابات ليست نتيجة أحلام في ذهن الإنسان، إبتدعها بشر يريدون مجرد التأليف والكتابة. ولكنه يكمل قائلاً: "بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس." (بطرس الثانية 1: 21) لقد أملى الروح القدس عليهم ما أرادهم أن يكتبوه. فليس هناك حاجة لنقد مصداقية الكلمة عندما نعلم يقيناً أن الله هو الذي يحرك ويرشد الناس لكي يكتبوا.

آية أخرى مهمة فيما يتعلق بصحة المكتوب. "وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب بإسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم." (يوحنا 14: 26) هنا كان الرب يسوع يقول لتلاميذه أنه سرعان ما سيذهب عنهم، ولكن الروح القدس سيساعدهم لكي يتذكروا ما علمهم إياه على الأرض لكي يستطيعوا فيما بعد أن يكتبوه. إن الله نفسه كان وراء كتابة وحفظ الكلمة المقدسة.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:32 PM   رقم المشاركة : ( 17343 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي قضية التشابه؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: عندما تتم مقارنة الثلاثة أناجيل الأولى – متى ومرقس و لوقا – نلاحظ دون شك التشابه في المحتوى والأسلوب والترتيب. لهذا تتم الإشارة إلى إنجيل متى وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا بـ "الأناجيل المتشابهة" (Synoptic). وهذه الكلمة في اللغة الإنجليزية تعني: "تشابه النظرة، أو المحتوى أو الترتيب". إن التشابهات المتعددة في هذه الأناجيل قادت البعض للتفكير في ما إذا كان هناك مصدر مشترك لها، أي سجل آخر مكتوب عن ميلاد المسيح وحياته وخدمته وموته وقيامته إستقى منها كتَّاب الأناجيل ما سجلوه في أناجيلهم. يقول البعض أن إنجيل متى وإنجيل مرقس وإنجيل لوقا شديدة التشابه حتى يمكن القول بأنهم إستعانوا أحدهم بما كتبه الآخر أو بمصدر مشترك لما كتبوه. هذا "المصدر" المفترض تم الرمز إليه بالرمز "Q" من الكلمة الألمانية "quelle" والتي تعني "مصدر".

هل هناك أي دليل على وجود وثيقة "Q"؟ كلا، لا يوجد. ولم يتم في أي وقت من الأوقات إكتشاف أي جزء من وثيقة تسمى "Q". لم يذكر أي من آباء الكنيسة الأولين "مصدراً" للأناجيل في كتاباتهم. إن "Q" إختراع من إختراعات "العلماء" الليبراليين الذين ينكرون وحي الكتاب المقدس. فهم يرون الكتاب المقدس على أنه مجرد عمل أدبي، وبالتالي يخضع لنفس النقد الذي تخضع له الأعمال الأدبية الأخرى. مرة أخرى نقول: ليس هناك أي دليل على وجود وثيقة "Q" سواء من الناحية الكتابية، أو اللاهوتية أو التاريخية.

لو سلَّمنا بأن متى ومرقس ولوقا لم يستخدموا وثيقة "Q" لكتابة أناجيلهم، لماذا إذاً تتشابه أناجيلهم بهذا القدر؟ توجد عدة إحتمالات مقبولة لتفسير هذا التشابه. قد يكون أن الإنجيل الذي كُتِبَ أولاً (وهو إنجيل مرقس في الغالب) كان متاحاً لكتبة الأناجيل الأخرى. فلا توجد مشكلة إطلاقاً في الإعتقاد بأن متى و/أو لوقا قاما بإقتباس بعض الأجزاء من إنجيل مرقس. ربما كان إنجيل مرقس وإنجيل متى في متناول لوقا واقتبس بعض أجزاء منهما في كتابة إنجيله. يقول لوقا 1: 1-4 "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا، كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاؤفيلس لتعرف صحة الكلام الذي عُلِّمت."

وفي نهاية الأمر فإن تفسير التشابه الكبير بين الأناجيل هو أنها جميعها موحاة من نفس الروح القدس، وكلها كتبت بواسطة أناس شهدوا بأنفسهم أو سمعوا عن نفس الأحداث. لقد كتب القديس متى إنجيل متى، وهو واحد من الإثني عشر الذين تبعوا الرب يسوع وقبولوا إرساليته. لقد كتب يوحنا مرقس إنجيل يوحنا وهو رفيق قريب للرسول بطرس أحد الإثني عشر تلميذاً. وكتب إنجيل لوقا بواسطة لوقا أحد رفقاء الرسول بولس المقربين. لهذا لماذا لا يكون من المتوقع أن تتشابه رواياتهم؟ إن كل الأناجيل هي في النهاية موحاة من الروح القدس (تيموثاوس الثانية 3: 16-17؛ بطرس الثانية 1: 20-21). لذلك، يجب أن يكون من المتوقع وجود التشابه والوحدة والتطابق بينها.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:33 PM   رقم المشاركة : ( 17344 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو التجديد بالمعمودية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: التجديد بالمعمودية هو الإيمان بأن المعمودية ضرورية للخلاص، أو بصورة أكثر تحديداً، أن التجديد لا يحدث حتى يتم تعميد الشخص بالماء. إن التجديد بالمعمودية هو أحد تعاليم العديد من الطوائف المسيحية، ولكن يتم الإلتزام به بصورة أكثر تشدداً في كنائس حركة الإسترداد، خاصة كنيسة المسيح، وكنيسة المسيح الدولية.

إن من ينادون بالتجديد بالمعمودية يستندون على آيات كتابية مثل مرقس 16: 16؛ يوحنا 3: 5؛ أعمال الرسل 2: 28؛ أعمال الرسل 22: 16؛ غلاطية 3: 27؛ بطرس الأولى 3: 21. وبالتأكيد، تبدو هذه الآيات بأنها تقول بأن المعمودية ضرورية للخلاص. ولكن توجد تفسيرات صحيحة كتابياً ومتفقة مع سياق النص لا تساند معتقد التجديد بالمعمودية.

عادة، ما يستخدم من ينادون بالتجديد بالمعمودية تركيبة رباعية لكيفية قبول الخلاص. فهم يؤمنون أن الشخص يجب أن يؤمن، ويتوب، ويعترف ويعتمد لكي يخلص. وهم يؤمنون بهذا لأنه توجد نصوص كتابية تقول في ظاهرها بضرورة كل من هذه الخطوات للخلاص. مثلاً، تربط رسالة رومية 10: 9-10 الخلاص بالإعتراف. ويربط أعمال الرسل 2: 38 بين الخلاص والتوبة والمعمودية.

إن التوبة، بالمفهوم الكتابي، ضرورية للخلاص. التوبة هي تغيير الذهن. والتوبة في إطار الخلاص، هي تغيير الذهن من رفض المسيح إلى قبول المسيح. وهي ليست خطوة منفصلة عن الإيمان للخلاص. بل هي جانب ضروري من الإيمان للخلاص. فلا يستطيع الإنسان أن يقبل الرب يسوع مخلصاً له، بالنعمة من خلال الإيمان، دون تغيير الذهن حول من هو المسيح وما الذي صنعه من أجلنا.

والإعتراف، بالمفهوم الكتابي، هو تعبير عن الإيمان. إذا كان الشخص قد قبل المسيح بالفعل كمخلص، فإن إعلان إيمانه للآخرين سيكون نتيجة طبيعية. إذا كان الشخص يخجل من المسيح أو من رسالة الإنجيل، فمن المرجح أن ذلك الشخص لم يفهم الإنجيل، ولم يختبر الخلاص الذي يقدمه المسيح.

والمعمودية، بالمفهوم الكتابي، تعني الإتحاد بالمسيح. إذ تعبِّر المعمودية المسيحية عن إتحاد المؤمن بالمسيح في موته ودفنه وقيامته (رومية 6: 3-4). وكما هو الحال بالنسبة للإعتراف، فإنه إذا لم يكن الشخص مستعداً للمعمودية – ولا يرغب في التعريف بأن المسيح قد فدى حياته – فإن ذلك الشخص في الغالب لم يصبح خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17) من خلال الإيمان بيسوع المسيح.

إن من يؤمنون بالتجديد بالمعمودية، و/أو هذه الخطوات الأربعة لنوال الخلاص لا يعتبرونها أعمال صالحة لنوال الخلاص. فالتوبة والإعتراف ...الخ. لا تجعل الإنسان مستحقاً للخلاص. بل إن نظرتهم الرسمية هي أن الإيمان والتوبة والإعتراف والمعمودية هي "أعمال طاعة"، أي أمور يجب أن يقوم بها الإنسان قبل أن يمنحه الله الخلاص. وفي حين أن المفهوم الأساسي لدى البروتستانت هو أن الإيمان هو الشيء الوحيد الذي يتطلبه الله للخلاص، إلا أن من يؤمنون بالتجديد بالمعمودية يؤمنون أن المعمودية – وبالنسبة للبعض، التوبة والإعتراف أيضاً – هي أمور إضافية يتطلبها الله قبل أن يمنحنا الخلاص.

وإشكالية هذا المعتقد هي أنه توجد بعض المقاطع الكتابية التي تقول بوضوح شديد أن الإيمان هو الشرط الوحيد للخلاص. يوحنا 3: 16، الآية الكتابية المعروفة جيداً، تقول: "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." في أعمال الرسل 16: 30 سأل سجان فيلبي الرسول بولس: " مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟"، وكانت هذه فرصة متاحة لبولس حتى يقدم الخطوات الأربعة، إن وجدت. ولكن إجابة بولس كانت بسيطة: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ..." (أعمال الرسل 16: 31). لا معمودية أو إعتراف، بل إيمان فقط.

يوجد حرفياً العشرات من الآيات في العهد الجديد التي تتحدث عن الخلاص بالإيمان دون ذكر أية متطلبات أخرى. ولو كانت المعمودية، أو أي شيء آخر، ضروري للخلاص، تكون هذه الآيات كلها خاطئة، ويكون الكتاب المقدس به أخطاء وبالتالي لا يعود جديراً بثقتنا.

إن الدراسة المستفيضة لمتطلبات الخلاص في العهد الجديد ليست أمراً ضرورياً. فقبول الخلاص ليس عملية ذات خطوات متعددة. الخلاص نتيجة وليس طريقة عمل. فماذا نفعل لكي نخلص؟ نؤمن بالرب يسوع المسيح فنخلص.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:34 PM   رقم المشاركة : ( 17345 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي المعمودية بدل الموتى؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن المعمودية نيابة عن الأموات هي ممارسة غير كتابية حيث يتم معمودية شخص حي نيابة عن شخص توفي، كوسيلة للإعتراف بالإيمان من أجل شخص متوفي. ويمكن أن نعتبرها، في الواقع، معمودية شخص متوفي.

تقوم هذه الممارسة على الخطأ في تفسير ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى 15: 29 "وَإِلاَّ فَمَاذَا يَصْنَعُ الَّذِينَ يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَاتِ؟ إِنْ كَانَ الأَمْوَاتُ لاَ يَقُومُونَ الْبَتَّةَ فَلِمَاذَا يَعْتَمِدُونَ مِنْ أَجْلِ الأَمْوَاتِ؟" وهذ آية يصعب تفسيرها، ولكننا نعلم عند مقارنتها مع باقي الكلمة المقدسة أنها لا تعني أن الشخص المتوفي يمكن أن يخلص بالمعمودية عن طريق شخص آخر، لأن المعمودية ليست من متطلبات الخلاص أساساً (أفسس 2: 8؛ رومية 3: 28؛ 4: 3؛ 6:3-4). إن الموضوع الرئيسي في المقطع الكتابي كله (الآيات 12-29) هو تأكيد القيامة، وليس معمودية الموتى.

ما الذي كان يتم تعميده من أجل الموتى؟ إن هذا مقطع غامض، وكانت هناك أكثر من ثلاثين محاولة مختلفة لتفسيره. ولكن 1. المعنى البسيط في اللغة اليونانية للآية 29 هو أن بعض الناس كانوا يتعمدون نيانبة عن الذين ماتوا – وإذا لم يكن هناك قيامة من الموت، فلماذا يفعلون ذلك؟ 2. ربما كان الرسول بولس يشير إلى عادة وثنية (لاحظ أنه يقول "الذين" وليس "نحن") أو إلى ممارسة غير كتابية في الكنيسة الكورنثية من المعمودية نيابة عن الذين ماتوا قبل أن يتعمدوا. 3. في كلتا الحالتين، فإنه لا يوافق على هذه الممارسة؛ لكنه ببساطة يقول أنه إذا لم تكن هناك قيامة أموات فما الداعي لهذه الممارسة؟ إن ممارسة المورمون للمعمودية نيابة عن الأموات ليست كتابية ولا منطقية. كانت المعمودية نيابة عن الأموات ممارسة شائعة في الديانات الوثنية في اليونان، ولا زالت بعض البدع تمارسها حتى اليوم؛ ولكنها لا تغير المصير الأبدي للشخص، لأن هذا يتحدد أثناء حياته (لوقا 16: 26).
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:37 PM   رقم المشاركة : ( 17346 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو الخلاص الجماعي؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الجواب: "الخلاص الجماعي" يعني أساساً "لن يخلص أحد منا ما لم نخلص جميعنا"، أو يجب علينا كأفراد أن نتعاون ونضحي من أجل الجماعة." تفسير آخر لمعنى الخلاص الجماعي هو: "أنا لا أستطيع أن أخلص بمفردي. يجب أن أقوم بدوري في التعاون، وحتى التضحية، مع الآخرين لضمان خلاص الجميع. فهكذا نخلص جميعنا معاً." ولكن الكتاب المقدس واضح أن الله يخلص الأفراد من خلال تضحية المسيح على الصليب. ويجب أن يأتي الناس إلى المسيح أفراداً، وليس جماعة.

الخلاص الجماعي يشبه الحركة الجامعة التي هي ترحيب العديد من الكنائس البروتستانتية الرئيسية بقبول الكاثوليكية والإسلام والبوذية والديانات الشرقية بل وبعض البدع من أجل تحقيق أهداف إجتماعية وأخلاقية. وهم يعتقدون أنه إذا إجتمع عدد كافٍ من المؤمنين معاً يمكنهم أن يربحوا الحرب ضد الوثنية والشر في المجتمعات التي تخلت عن كل القيم الأخلاقية. ويعتقدون أنه بتعاون كل الأفراد وتضحيتهم من أجل الصالح العام، فإن كل أمراض المجتمع سوف تزول. ويدعي معتنقي الشمولية أن الكنيسة تجتاز حرباً مقدسة للحفاظ على القيم المسيحية الموجودة في نسيج التعاليم الكتابية، وأننا يجب نتخلى عن خلافاتنا العقائدية ونتحد في الحرب ضد العالم البائد.

كثيراً ما يستخدم من ينادون بالشمولية أو الخلاص الجماعي، يوحنا 17 لإثبات معتقدهم. ويفسرونه بأن يسوع هنا يصلي من أجل أن يتوافق الجميع معاً، وألا يختلفوا فيما بينهم. ولكن في الواقع كانت صلاته هذه من أجل تلاميذه فقط – كل الذين يتبعونه، وليس الآخرين – ليكون بينهم رباط مشترك، ووحدة في روح الله وهو ما تحقق في يوم الخمسين (أنظر أعمال الرسل الأصحاح الثاني). لقد حقق الله هذا الرباط المشترك بين المؤمنين عندما حل روحه عليهم ونالوا معمودية الروح القدس في جسد المسيح. وقد قام الرسول بولس بتلخيص هذا في كورنثوس الأولى 6: 17 بقوله: "وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. "

إن إشكالية مفهوم الخلاص الجماعي تكمن في أنه غير مذكور في أي مكان في الكتاب المقدس. ومن العناصر الأساسية في معتقد الخلاص الجماعي يتعلق بخدعة الإعتقاد بأن الكنيسة يجب تتحد معاً بطريقة منظمة لتخليص العالم من الفساد الأخلاقي الذي يتغلغل في مجتمعاتنا اليوم. ولكننا لا نجد أي ذكر في العهد الجديد لقيام المسيح أو أي من تلاميذه بمحاولة لإصلاح مشكلات مجتمعاتهم، بما فيها الحكومات. ما كانوا يفعلونه هو التعليم بأن خلاص الإنسان يتم من خلال إنجيل المسيح بصورة فردية، وليس جماعية. حيث يأتي المسيح إلى قلب الإنسان، ويقرع الباب طالباً الدخول، وبقوة وتحريك من الروح القدس نفتح قلوبنا له (كورنثوس الأولى 2: 12-16؛ رؤيا 3: 20).

من أكثر الجوانب المزعجة في مفهوم الخلاص الجماعي أو الشمولي هو الإدعاء بأن غايتنا هي أن نحارب حرباً ثقافية، وأننا نشكل نوعاً من القوة البشرية التي يمكن أن تؤثر على الحكومات عن طريق التصويت الجماعي، أو المؤازرة الجماعية، أو بإنشاء مؤسسات للدفاع عن الأخلاقيات أو تعزيزها في مجتمعاتنا. ولكن الرسول بولس يوضح أن ذلك ليس دور المؤمن: "وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ. وَلَكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إِلَى أَرْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ." (تيموثاوس الثانية 3: 12-13). إن تكليفنا المسيحي الكتابي لا صلة له بالأخلاقيات الجماعية سياسياً أو تنظيمياً أو دينياً. تكليفنا مرتبط فقط بالإرسالية العظمى – وهي دعوة الآخرين كأفراد إلى الخلاص من خلال المسيح.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:38 PM   رقم المشاركة : ( 17347 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو الضمان المشروط؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: "الضمان المشروط" هو مصطلح لاهوتي يستخدم في إطار الإشارة إلى خلاص المؤمنين بالرب يسوع المسيح. ويستخدم لوصف خلاص المؤمنين. بكلمات أخرى، إن خلاص المؤمن "مضمون بشروط". وهذا يستلزم طرح السؤال: ما هي شروط ضمان خلاص المؤمن؟ يؤكد دعاة الإيمان بالضمان المشروط أن الخلاص مشروط بالحفاظ على الأمانة إلى النهاية. وحسب التشبيه الذي يستخدمه الكتاب المقدس، فإن الرياضي يجب أن ينهي السباق لكي يربح الجائزة. ويستند من يؤمنون بعقيدة الضمان المشروط آيات كتابية مثل ما يلي:

"وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ. وَلَكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهَذَا يَخْلُصُ." (متى 24: 11-13)

"فَإِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ. لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." (رومية 8: 12-14)

"وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ وَقَبِلْتُمُوهُ وَتَقُومُونَ فِيهِ وَبِهِ أَيْضاً تَخْلُصُونَ إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً!" (كورنثوس الأولى 15: 1-2)

"لاَ تَضِلُّوا! اللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضاً. لأَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ." (غلاطية 6: 7-9)

تشير هذه المقاطع، وغيرها، إلى الصفة الشرطية في خلاص المؤمن. وفي كل هذه المقاطع، فإن الكاتب (بوحي من الروح القدس) يستخدم لغة الشرط (مثال، إذا إحتملت، سوف تخلص) لإبراز طبيعة ضمان المؤمن في المسيح. فلكي يتأكد المؤمن من ضمان خلاصه يجب أن: 1) يصبر إلى النهاية؛ 2) يعيش بالروح؛ 3) يتمسك بالكلمة؛ 4) يزرع بالروح. وليس الأمر هو أن عطية الخلاص ينقصها شيء، ولكن الشخص المؤمن يجب أن يجاهد لكي يظل أميناً. وبكلمات الرسول بولس: "تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ" (فيلبي 2: 12)

ومع ثقل الأدلة الكتابية، قد يبدو أن الرأي القائل بالضمان المشروط هو رأي لا يقبل الجدال. فكيف يجادل أي شخص مع القول بأن المؤمن يجب أن يظل أميناً إلى النهاية حتى يضمن خلاصه؟ ولكن، توجد ناحية أخرى لهذا الجدل. فهذا هو الجدال اللاهوتي الأزلي بين الأرمينيين (من يؤمنون بالضمان المشروط) والكالفينيين (من يؤمنون بما يسمى "الضمان الأبدي" أو ثبات القديسين). وفي حين يقتبس الأرمينيين عشرات المقاطع الكتابية التي تشير إلى الضمان المشروط للمؤمنين، فإن الكالفينيين يشيرون إلى عدد مماثل من المقاطع الكتابية التي تساند فكرة الضمان الأبدي، ومنها ما يلي:

"لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً." (متى 24: 24)

"فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا." (رومية 8: 38-39)

"وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي." (يوحنا 10: 28-29)

"الَّذِي فِيهِ أَيْضاً أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضاً إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ." (أفسس 1: 13-14)

ويمكن إدراج المزيد من المقاطع الكتابية التي تؤكد الضمان الأبدي للمؤمن الحقيقي. وفي كل المقاطع السابقة، يبرز أمر واحد – إن الضمان الأبدي للمؤمن لا علاقة له بعمل أو مجهود المؤمن، بل يعتمد على نعمة الله الحافظة، في حين أن المقاطع التي يعتمد عليها معتقد الضمان المشروط تركز على قدرة المؤمن على البقاء أميناً.

فماذا نفهم من كل هذا؟ هل يعلمنا الكتاب المقدس الضمان الأبدي وكذلك الضمان المشروط؟ الإجابة هي "كلا". ولكن يبقى أن نوفق بين المقاطع التي تتكلم عن بقاء المؤمن أميناً مع المقاطع التي تتكلم عن حفظ الله للمؤمنين إلى المنتهى. والإجابة موجودة في ما يسميه اللاهوتيون "عقائد النعمة". وتسمى عقائد النعمة أيضاً "نقاط الكالفينية الخمسة" (وهي تسمية خاطئة، لأن كالفن لم يتحدث أبداً عن "خمسة نقاط" فقط). في ما يلي عقائد النعمة، بإختصار:

الفساد التام: نتيجة الخطية الأصلية، يولد الإنسان في فساد تام وعدم مقدرة أن يفعل شيء ليرضي الله، وهو أيضاً لا يسعى في طلب الله.

الإختيار غير المشروط: بسبب فساد الإنسان، وجب أن يتدخل الله لكي يضمن خلاص المؤمن. يقوم الله بهذا بإختياره للإنسان للخلاص بلاشروط (أي: الإنسان لا يقوم بشيء).

الكفارة المحدودة: في سبيل قبول من إختارهم الله للخلاص، يجب تقديم كفارة عن خطاياهم تستوفي دينونة بر الله. ويحقق الله هذا من خلال ذبيحة إبنه، يسوع المسيح.

النعمة التي لا تقاوم: يطبق الله مزايا هذا الخلاص في الواقع بأن يجذب مختاريه إليه بلا مقاومة بقوة الروح القدوس المحيية. ويتم هذا عن طريق الكرازة بكلمة الله.

ثبات القديسين: إن الخلاص الذي حققه الله للمؤمنين يكمل إلى النهاية إذ يحفظ الله ويقدس مختاريه إلى الأبد.

لكي نقوم بتقييم ما إذا كان خلاص المؤمن يخضع للضمان المشروط أو الضمان الأبدي، يجب أن ندرس أولاً النقاط الخمسة السابقة من عقائد النعمة. فإن ثبات المؤمنين ليس عقيدة قائمة بذاتها، بل هو منطقياً نقطة تستند إلى النقاط الأربعة الأخرى. إن أساس عقائد النعمة هو النقطة الأولى، أي الفساد التام، والتي إن صدقت، تتبعها النقاط الأربعة بالضرورة. إن الكتاب المقدس يعلمنا بلا أدنى شك أن الإنسان، في ذاته، غير قادر بالمرة أن يأتي إلى الله طالباً الخلاص (متى 19: 25-26؛ يوحنا 6: 44؛ رومية 3: 10-18).

سوف يؤكد نقاد الكالفينية وعقائد النعمة أننا إذا قمنا بتعليم هذه العقائد، فإن القداسة والورع سرعان ما يتم فقدهما. بكلمات أخرى، إذا كان الخلاص مضمون للأبد، فماذا يمنع المؤمن من إرتكاب الخطية بإرادته؟ لقد طرح الرسول بولس نفس السؤال في رومية 6: 1. وكانت إجابته هي أن الخطية لا تتوافق مع الحياة الجديدة في المسيح (رومية 6: 2-4). إن عقائد النعمة لا تدعو إلى إستباحة الخطية، بل بالعكس فهي تدعو إلى القداسة المسيحية أكثر من عقيدة الضمان المشروط. إن البيوريتانيين، المعروفين بالورع والتكريس الصارم لحياة القداسة، كانوا كالفينيين بشكل أساسي. ففي عقائد النعمة تعتبر القداسة تعبيراً عن الإمتنان من جانب المؤمن من أجل نعمة الله العجيبة في الخلاص (رومية 12: 1-2). إذا تمسكنا بهذه العقائد وآمنا بها فعلاً، فإنها تجعل الأعمال التي نعملها إستجابة محبة حقيقية لإلهنا المحب الذي أحبنا حتى أنه خلصنا من الخطية والشقاء. إن كتيب هايدلبرج (واحد من أقدم وثائق الإعتراف في الإصلاح البروتستانتي وأداة لتعليم الأطفال وحديثي الإيمان) ينقسم إلى ثلاث أجزاء: شقاء الإنسان (حالة الخطية)؛ إنقاذ الإنسان (عمل نعمة الله للخلاص بيسوع المسيح)؛ الإمتنان (إستجابتنا لنعمة الله، وتحديد دورنا كمؤمنين).

فإذا قبلنا فرضية أن عقائد النعمة صحيحة (أي كتابية) فكيف نوفق بين ذلك وبين كل المقاطع التي يبدو أنها تدعو إلى الضمان المشروط؟ الإجابة المختصرة هي أننا (المؤمنين) نثبت (نظل أمناء إلى النهاية) لأن الله يحفظنا. بكلمات أخرى، إن كنا لا نفعل شيئاً لننال الخلاص (لكون الخلاص عطية مجانية بفضل نعمة الله)، فكيف يمكن أن نفقد خلاصنا؟ إن الذين يؤمنون أنهم بطريقة ما ساهموا في خلاص أنفسهم، هم فقط من يمكنهم قبول عقيدة الضمان المشروط (هذا وهو ما توحي به العقيدة الأرمينية منطقياً). ولكن هذا يتعارض مع مقاطع كتابية مثل أفسس 2: 8-9 "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ"، والتي تؤكد بوضوح أننا لا نفعل شيئاً بالمرة للمساهمة في خلاصنا؛ وحتى الإيمان المطلوب لقبول عطية النعمة هو هبة من الله.

إن الأرمينية تعطي الإنسان سبباً للإفتخار في النهاية. إذا كنت بتعاوني مع روح الله أظل أميناً إلى النهاية، يمكنني أن أفتخر (قليلاً) بقدرتي على البقاء في الميدان وإكمال السعي. ولكن لن يكون هناك إفتخار في السماء سوى الإفتخار بالرب (كورنثوس الأولى 1: 31). إن عقيدة الضمان المشروط ليست كتابية، والكتاب المقدس واضح في أننا نثبت لأن الله هو من يحفظنا.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:40 PM   رقم المشاركة : ( 17348 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي النسبية الثقافية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: النسبية الثقافية هي القول بأن كل المعتقدات والعادات والأخلاق نسبية بحسب الفرد في بيئته الإجتماعية. بكلمات أخرى "الصواب" و"الخطأ" مرتبطان بالثقافة؛ فما هو أخلاقي في مجتمع ما، قد يعتبر غير أخلاقي في مجتمع آخر، وبما أنه لا يوجد أساس عام للأخلاق فلا يملك أحد الحق في إدانة عادات مجتمع آخر.

إن النسبية الثقافية نظرية مقبولة على نطاق واسع في علم الإنسانيات الحديث. يؤمن أصحاب هذه النظرية أن كل الثقافات محترمة في حد ذاتها وهي كلها متساوية في القيمة. ولا يجب تقييم تباين الثقافات، حتى تلك التي لها معتقدات أخلاقية متعارضة، على أساس الصواب والخطأ، أو الخير والشر. يعتبر علماء الإنسانيات اليوم ان جميع الثقافات تعبير مشروع للوجود الإنساني ويجب دراستها من وجهة نظر محايدة تماماً.

إن النسبية الثقافية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالنسبية الأخلاقية، التي ترى أن الحق متغير وغير مطلق. وما يشكل الصواب والخطأ يحدده الفرد وليس المجتمع. وبما أن الحق ليس موضوعياً، فلا يمكن أن يوجد أساس موضوعي ينطبق على جميع الثقافات. فلا يستطيع أحد أن يقول إن كان آخر على صواب أو خطأ؛ فالأمر يرجع إلى الآراء الشخصية؛ ولا يستطيع مجتمع أن يحكم على مجتمع آخر.

النسبية الثقافية لا ترى أن أي شيء خاطيء بالطبيعة (أو صالح بالطببيعة) في أي تعبير ثقافي. لهذا فإن ممارسات المايان القديمة من تشويه الذات وتقديم الذبائح البشرية ليست صالحة ولا طالحة؛ بل هي ببساطة خصائص ثقافية، مشابهة للعادات الأمريكية في إطلاق الألعاب النارية في الرابع من يوليو (عيد الإستقلال الأمريكي). إن الأضحيات البشرية والألعاب النارية – كليهما ببساطة نتاج مختلف لمجتمعات مختلفة.

في يناير 2002، عندما أشار الرئيس بوش إلى الدول الإرهابية على أنها "محور الشر" أثار غضب دعاة النسبية الثقافية. فإن تسمية أي مجتمع لمجتمع آخر بأنه "شر" أمر مرفوض بالنسبة لهم. إن الحركة الحالية التي تدعو إلى "فهم" الإسلام الأصولي – بدلاً من محاربته – هي علامة على أن النسبية آخذة في الصعود. إن دعاة النسبية الثقافية يؤمنون أن الغربيين لا يجب أن يفرضوا أفكارهم على العالم الإسلامي، بما في ذلك كون التفجير الإنتحاري للمدنيين هو شر. ويؤكدون إن المعتقد الإسلامي بضرورة الجهاد له نفس مصداقية أي معتقد في الحضارة الغربية، وأن أمريكا تتحمل اللوم في هجمات 9/11 بنفس القدر الذي يتحمله الإرهابيين.

إن النسبية الثقافية عادة ما تعارض العمل المرسلي. عندما يخترق الإنجيل القلوب ويغير حياة الناس، عادة ما يتبع هذا تغيير في ثقافاتهم. مثلاً، عندما قام دون وكارول ريتشاردسون بتبشير قبيلة ساوي في جنوة الجديدة عام 1962، تغير الساوي: وبصورة خاصة تخلوا عن عاداتهم القديمة في أكل لحوم البشر، والتضحية بالأرامل على ركام إحراق أزواجهم الراحلين. قد يتهم النسبيين آل ريتشاردسون بالإمبريالية الثقافية، ولكن غالبية العالم يوافقون على كون إنهاء أكل لحوم البشر أمر صالح. (للحصول على القصة الكاملة لتغيير الساوي وكذلك دراسة حول الإصلاح الثقافي وعلاقته بالعمل المرسلي يمكن قراءة كناب دون ريتشاردسون "طفل السلام").

إننا كمؤمنين نقدِّر جميع الناس، بغض النظر عن الثقافة، لأننا ندرك أن جميع الناس مخلوقين على صورة الله (تكوين 1: 27). كذلك ندرك أن تنوع الثقافات أمر جميل، وكذلك الإختلاف في الأطعمة والملابس واللغات...الخ، كلها أمور يجب الحفاظ عليها وتقديرها. وفي نفس الوقت، نحن نعلم أنه بسبب الخطية، فإنه ليست جميع المعتقدات والممارسات في الثقافة هي أمور صالحة أو ذات فائدة ثقافية. فالحق ليس شخصي (يوحنا 17: 17)؛ الحق مطلق، ويوجد أساس أخلاقي سوف يحاسب على أساسه الناس من جميع الثقافات (رؤيا 20: 11-12).

إن هدفنا كمرسلين ليس هو نشر الثقافة الغربية في العالم. بل هو جلب الأخبار السارة عن الخلاص بالمسيح إلى العالم. إن رسالة الإنجيل سوف تشعل الإصلاح الإجتماعي إلى الحد الذي يتغير معه أي مجتمع يتضمن ممارسات ضد أساس الله الأخلاقي – عبادة الأوثان، تعدد الزوجات، والعبودية مثلاً سوف تنتهي عندما تسود كلمة الله (أنظر أعمال الرسل 19). وفي الأمور التي لا تتصل بالأخلاق، فإن المرسلين يسعون إلى إحترام ثقافة الشعب الذي يخدمونه والحفاظ عليها.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:41 PM   رقم المشاركة : ( 17349 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الدراسة التحليلية – هل هي طريقة صحيحة لتفسير الكتاب المقدس؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: الدراسة التحليلية هي أساساً نظرية نقدية أو تفسيرية تنفي وجود معنى أو تفسير واحد صحيح لمقطع أو نص. وتوجد فكرتين رئيسيتين في قلب تظرية التفسير التحليلي. أولاً، فكرة أنه لا يوجد مقطع أو نص يستطيع توصيل رسالة واحدة معتمدة وثابتة ومفهومة لكل قارئيه أو سامعيه. وثانياً، إن مسئولية الكاتب بالنسبة لمحتوى النص أقل من العوامل الخارجية مثل الثقافة واللغة والأيديولوجية التي يحملها في عقله الباطن. لهذا، فإن مقومات التفسير التحليلي تتناقض مع تعليم الكتاب المقدس الواضح بأن الحق المطلق موجود وأننا بالتأكيد نستطيع أن نعرفه (تثنية 32: 4؛ إشعياء 65: 16؛ يوحنا 1: 17-18؛ يوحنا 14: 6؛ يوحنا 15: 26-27؛ غلاطية 2: 5).

إن الإتجاه التحليلي في تفسير الكتاب المقدس مرتبط بعصر ما بعد الحداثة، وهو بهذا مجرد وسيلة أخرى لإنكار وجود الحق المطلق، الذي هو واحد من أخطر الأخطاء المنطقية التي يمكن أن يرتكبها أي شخص. إن إنكار وجود الحق المطلق هو خطأ منطقي، هذه عبارة تناقض نفسها. لا يستطيع أحد منطقياً إنكار وجود الحق المطلق، لأن هذا يجبر الشخص على تحديد أمر مطلق – وهو ما يقول أنه غير موجود. عندما يزعم شخص أنه لا يوجد حق مطلق، وجه له السؤال التالي: "هل أنت متأكد تماماً من ذلك؟" إذا أجاب: "نعم"، يكون قد أقر بعبارة تتناقض مع فرضيته ذاتها.

ومثل الفلسفات الأخرى التي خرجت من عباءة ما بعد الحداثة، فإن الإتجاه التحليلي يمجد الإكتفاء الذاتي للإنسان، ويحدد الحق بناء على أفكار الإنسان. لذلك، وفقاً لمفكرى ما بعد الحداثة، فإن كل الحقائق نسبية ولا وجود للحق المطلق. ويكمن الكبرياء في قلب توجهات ما بعد الحداثة، والفكر التحليلي. يعتقد المفكر التحليلي أنه يستطيع إكتشاف دافع شخصي أو إجتماعي وراء ما يقوله الكتاب المقدس وبذلك يستطيع أن يحدد ما "يقوله بالفعل". النتيجة هي تفسير غير موضوعي للمقطع الذي يتم تناوله. وبدلاً من قبول ما يقوله الكتاب المقدس في الواقع، فإن المفسر التحليلي في غروره يعتقد أنه يستطيع تحديد الدوافع وراء المكتوب وأن يصل إلى المعنى "الحقيقي" أو "المستتر" في النص. ولكن إذا أخذنا بالتوجه التحليلي إلى النهاية المنطقية، فإن النتائج التي يصل إليها المفسر التحليلي نفسها يجب تحليلها لتحديد "حقيقة" ما يقوله المفسر التحليلي. إن دائرة التحليل لا تنتهي ولا تفيد. عندما نفكر في مقدار العيوب الجوهرية في هذا النوع من التفكير، فإننا نتذكر ما تقوله رسالة كورنثوس الأولى 3: 19 "لأَنَّ حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «الآخِذُ الْحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِمْ»."

إن الدراسة التحليلية للكتاب المقدس لا تهدف إلى الوصول إلى المعنى الذي يقصده الكاتب، بل محاولة تمييز الدوافع الإجتماعية والثقافية وراء المكتوب. إن خيال المفسر التحليلي هو ما يحدد تفسيره. ولا يوجد تفسير صواب أو خطأ في رأي المفسر التحليلي، حيث يصبح معنى النص ما يريده المفسر أن يكون. ويمكن أن نتخيل ما يحدث لو أننا قرأنا الوثائق القانونية مثل الوصايا بهذه الطريقة. إن هذا الإتجاه نحو كلمة الله يغفل الحقيقة الجوهرية بأن الكتاب المقدس هو رسالة الله الموضوعية للبشرية وأن مصدر معنى النصوص هو الله.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:43 PM   رقم المشاركة : ( 17350 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل من يمارسون الشفاء بالإيمان لهم مصداقية؟هل يشفون الناس بنفس السلطان مثل المسيح؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: لاشك أن الله قادر على شفاء أي شخص في أي وقت. السؤال هنا هو هل يختار الله أن يشفي الناس من خلال من يطلق عليهم "ممارسي الشفاء بالإيمان". إن هؤلاء الأشخاص في العادة يقنعون الجماهير أن الله يريدهم أن يكونوا أصحاء وأنه من خلال إيمانهم – مصحوباً عادة بتقدمة مالية – سوف ينالون مكافأة من الله بشفائهم من خلال قوة المسيح.

عند مقارنة خدمة الرب يسوع في شفاء الناس مع ما يفعله ممارسي الشفاء بالإيمان في العصر الحديث، يمكننا أن نقرر ما إذا كانت إدعاءاتهم لها أي سند كتابي. فإذا كانوا يشفون الناس، بحسب قولهم، من خلال نفس السلطان وبنفس الطريقة التي كان المسيح يشفي بها الناس فإننا لابد أن نجد تشابهاً واضحاً بينهما. ولكن، العكس تماماً هو الصحيح. يقدم إنجيل مرقس 1: 29-34 وصفاً ليوم واحد من أيام خدمة المسيح في الشفاء. إن سلطانه للشفاء – وأيضاً إجراء مختلف المعجزات – كان دليلاً على أنه يملك السلطان على النتائج الجسدية والروحية للعنة الخطية. فقد شفى المصابين بأمراض وعلل جسدية، بل إنه أيضاً أقام الموتى، وطرد الشياطين ممن تسلط عليهم إبليس. الله وحده يستطيع أن ينقذنا من تبعات سقوط الإنسان في الخطية – التي هي الأمراض والموت، وقد أثبت المسيح ألوهيته من خلال المعجزات.

توجد عدة خصائص تميز طريقة الرب يسوع في الشفاء والتي لا توجد في من يمارسون الشفاء بالإيمان في الوقت المعاصر. أولاً، شفى المسيح الناس بصورة فورية. حماة بطرس (مرقس 1: 31)؛ إبن قائد المئة (متى 8: 13)؛ إبنة يايرس (مرقس 5: 41-42) والمفلوج (لوقا 5: 24-25) كلهم نالوا الشفاء في لحظة. لم يكن عليهم أن يذهبوا إلى بيوتهم ثم ينتظروا حتى يبدأوا في التحسن، كما ينصح العديد ممن يمارسون الشفاء بالإيمان. ثانياً، شفى المسيح الناس بصورة تامة. إستطاعت حماة بطرس أن تعود إلى كامل نشاطها فوراً بعد شفائها من مرض شديد جعلها طريحة الفراش، ولكن عندما شفاها المسيح قامت على الفور وأعدت وليمة لكل من كانوا في البيت. وقد إسترد العميان في متى 20: 34 البصر فوراً. ثالثاً، شفى المسيح كل الناس (متى 4: 24؛ لوقا 4: 40). لم يكن مطلوباً أن يفحصهم التلاميذ مسبقاً قبل أن يتقدموا إلى المسيح لينالوا الشفاء، كما هو متبع مع من يمارسون الشفاء اليوم. لم يكن هناك طابور (صف) للشفاء يحتاجون أن يكونوا مؤهلين للإنضمام إليه. كان المسيح يشفي الناس كل الوقت في أماكن متعددة وليس في حجرة ستوديو في ظروف يتم التحكم فيها بعناية.

رابعاً، شفى المسيح أمراض عضوية حقيقية، وليس مجرد الأعراض كما يفعل من يمارسون الشفاء. لم يشفي المسيح أحداً من صداع أو ألم بالظهر. بل شفى من البرص والعمي والشلل – وهي معجزات أمكن بالفعل إثبات مصداقيتها. أخيراً، شفى المسيح من الداء الأكبر – الذي هو الموت. لقد أخرج لعازر من القبر بعد أربعة أيام. لا يستطيع أي شخص ممن يمارسون الشفاء أن يكرر ذلك. بالإضافةإلى هذا، لم يتطلب المسيح وجود الإيمان كشرط مسبق. في الواقع، كان أغلب الذين شفاهم من غير المؤمنين.

لطالما وجد شافين كاذبين، وهم يستغلون اليائسين والمتألمين من أجل تحقيق ربح مادي. إن هذا النوع من السلوك هو أسوأ أنواع التجديف لأن كثيرين ممن يضيعون أموالهم على وعود كاذبة ينتهي بهم الأمر إلى رفض المسيح لأنه لا يحقق لهم ما وعدهم به أولئك الأشخاص. فإذا كان من يمارسون الشفاء بالإيمان يمتلكون السلطان الحقيقي للشفاء، فلماذا لا يجوبون في طرقات المستشفيات لشفاء الجميع وتحريرهم من أمراضهم؟ لماذا لا يذهبون إلى أفريقيا ويشفون كل حالات الإيدز؟ إنهم لا يفعلون ذلك لأنهم لا يستطيعون، لأنهم لا يمتلكون السلطان الذي إمتلكه المسيح.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024