منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 04 - 2017, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 17331 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي الصلاة التأملية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: من المهم أولا تعريف ما هي "الصلاة التأملية". الصلاة التأملية ليست مجرد "التأمل في أثناء الصلاة". فالكتاب المقدس يوصينا أن نصلي بالذهن (كورنثوس الأولى 14: 15)، لذلك من الواضح أن الصلاة تتضمن التأمل. ولكن، الصلاة بالذهن ليس هو المقصود بـ "الصلاة التأملية". لقد ازدادت تدريجياً ممارسة وشعبية الصلاة التأملية مع بزوغ حركة الكنيسة الناشئة – وهي حركة تتمسك بالعديد من الممارسات والأفكار غير الكتابية. والصلاة التأملية هي إحدى هذه الممارسات.

الصلاة التأملية، والتي تعرف أيضاً بـ "صلاة التركيز" هي ممارسة تأملية يركز فيها من يمارسها على كلمة ويكرر هذه الكلمة مراراً وتكراراً أثناء ممارسة التأمل. بينما تختلف طرق ممارسة الصلاة التأملية بين المجموعات المختلفة من ممارسيها إلا أنه توجد بعض التشابهات. تتضمن الصلاة التأملية إختيار كلمة مقدسة كرمز للنية على التسليم لحضور الله وعمله فينا. عادة ما تتضمن الصلاة التأملية الجلوس في وضع مريح مع إغماض العينين بهدوء ثم النطق بالكلمة المقدسة كرمز للتسليم لحضور الله وعمله. عندما يصبح المصلي واعياً لأفكاره فعليه أن يعود بلطف لتكرار الكلمة المقدسة.

رغم أن هذا قد يبدو كممارسة بريئة لا يشوبها خطأ، إلا أن هذا النوع من الصلاة ليس له سند كتابي. في الواقع هو عكس ما يقوله الكتاب عن الصلاة. "لاتهتموا لشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله." (فيلبي 4: 6) "في ذلك اليوم لا تسألونني شيئاً. الحق الحق أقول لكم: إن كل ما طلبتم من الآب بإسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئاً بإسمي. أطلبوا تأخذوا، ليكون فرحكم كاملاً." (يوحنا 16: 23-24) هذه الآيات وغيرها كثير توضح صورة الصلاة على أنها تواصل مفهوم مع الله، وليست تأملاً سرياً غامضاً.

إن الصلاة التأملية بطبيعتها تركز على خبرة صوفية مع الله. ولكن التصوف لا يعتمد على الحق أو الحقيقة. في حين أن كلمة الله قد أعطيت لنا لكي نؤسس ايماننا وحياتنا على الحق (تيموثاوس الثانية 3: 16-17). إن ما نعرفه عن الله يقوم على الحق؛ إن الثقة في معرفة خبراتية خارج إطار الكتاب المقدس تبعد الإنسان عن المبدأ الذي هو الكتاب المقدس.

إن الصلاة التأملية لا تختلف عن الممارسات التصوفية في الديانات الشرقية وبدع العصر الحديث. يتمسك أنصارها بروحانية مفتوحة بين أتباعها من كل الديانات وتروج للفكر بأن الخلاص يمكن أن يكون له طرق متعددة رغم أن المسيح قال بأن الخلاص يكون من خلاله هو فقط (يوحنا 14: 6) إن الصلاة التأملية كما تمارس في حركة الصلاة المعاصرة تتعارض مع المسيحية الكتابية ويجب تجنبها بكل تأكيد.
 
قديم 07 - 04 - 2017, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 17332 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو التَصوّف الروحي؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: التصوّف الروحي ممارسة خطيرة جداً بالنسبة لأي شخص يرغب في أن يحيا حياة مركزها الله بحسب الكتاب المقدس. وهي مرتبطة بصورة عامة مع الحركات الكنسية الناشئة والمليئة بالتعاليم الخاطئة. كما يستخدمها العديد من المجموعات الدينية التي لا علاقة لها بالمسيحية.

في الواقع فإن التصوّف الروحي يقوم أساساً على التأمل، الذي يختلف عن التأمل بالمفهوم الكتابي. إن بعض المقاطع الكتابية مثل يشوع 1: 8 تشجعنا على التأمل: "لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح." لاحظ هنا ما الذي يجب أن يكون محور التأمل؟ إنها كلمة الله. في حين أن التأمل التصوّفي لا يركز على أي شيء. فيوجه المتأمل أن يفرغ ذهنه تماماً من أي شيء. والمفترض أن هذا يساعد المرء أن ينفتح على تجرية روحية أعظم. ولكن الكتاب المقدس يعلمنا أن نغير أذهاننا ليكون لنا فكر المسيح. لهذا فإن إفراغ الذهن يتناقض مع هذا التغيير الواعي الإيجابي.

يشجع التصوّف على السعي للحصول على إختبار روحي مع الله. فالتصوّف هو الإعتقاد بأن معرفة الله، والحق الروحي، والحقيقة المطلقة يمكن الحصول عليها من خلال الخبرة الذاتية. هذا التركيز على المعرفة القائمة على الخبرة تمحو سلكان كلمة الله. نحن نعلاف الله من كلمته. "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح." (تيموثاوس الثانية 3: 16-17) إن كلمة الله كاملة. ولا يوجد سبب يبرر الإعتقاد بأن الله يضيف تعليم آخر أو حقائق إضافية إلى كلمته من خلال إختبارات روحانية تصوّفية. ولكن يقوم إيماننا بالله وما نعرفه عنه على حقائق وثيقة.

يقدم الموقع الإلكتروني الخاص بمركز التصوّف الروحي تلخيصاً جيداً: "نحن نأتي من خلفيات دينية وعلمانية متنوعة وكلنا نسعى لإثراء رحلتنا بالممارسات الروحية ودراسة الموروثات العالمية الروحية العظيمة. نحن نرغب في الإقتراب من الروح المحب الذي يتخلل كل الخليقة والذي يلهمنا بالعطف على كل الكائنات." هذه الأهداف ليست كتابية بالمرة. إن دراسة "الموروثات الروحية" العالمية هي مجهود بلا فائدة لأن أية تقاليد روحية لا تمجد المسيح هي أمور زائفة. إن السبيل الوحيد للإقتراب من الله يكون من خلال الطريق الذي رسمه هو، أي من خلال الرب يسوع المسيح والكلمة المقدسة.
 
قديم 07 - 04 - 2017, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 17333 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي الثَّنَوية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن مبدأ الثَّنَوية أو الثنائية في علم اللاهوت يفترض وجود كيانين منفصلين – الخير والشر – متساويين في القوة. وفي الثنائية "المسيحية" يمثل الله كيان الخير، بينما يمثل الشيطان كيان الشر.

ولكن الحقيقة هي أنه بينما يمتلك الشيطان مقدار من القوة، إلا أنه ليس معادلاَ لله كلي القدرة، لأن الله قد سبق أن خلقه في صورة ملاك قبل أن يتمرد (إشعياء 14: 12-15؛ حزقيال 28: 13-17). يقول الكتاب المقدس: "أنتم من الله أيها الأولاد، وقد غلبتموهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم." (يوحنا الأولى 4:4) لهذا فإنه وفقاً لكلمة الله لا توجد ثنائية، ولا توجد قوتين متعارضتين متساويتين تسميان الخير والشر. فالخير المتمثل في الله كلي القدرة هو أعظم قوة في الكون بلا منازع. والشر المتمثل في الشيطان هو قوة أقل لا تضاهي الخير بأي شكل. سوف ينهزم الشر في كل مرة يأتي فيها في مواجهة الخير لأن الله كلي القدرة هو جوهر الخير وهو كلي القوة بينما الشر الذي يمثله الشيطان ليس كذلك.

لهذا فإنه حينما تصوِّر العقيدة الخير والشر كقوتين متساويتين متعارضتين، فإن تلك العقيدة تتعارض مع تعليم الكتاب المقدس أن الخير متمثلاً في الله كلي القدرة هو أعظم قوة مسيطرة في الكون. وبما أن الشيطان لم يكن يوما ولن يكون معادلاً لله فإن أي تعليم يقول بأنه كذلك يمكن أن يشار إليه بأنه تعليم خاطيء. إن حقيقة كون الشيطان قد طرد من السماء لأنه حاول أن يصبح أعظم من الله لا تعني أنه تخلى عن محاولته أن يصبح معادلا لله أو أسمى منه كما يتضح من التعاليم الأساسية لعقيدة "الثَّنَوية" والتي جاءت أساساً من نبع فلسفة الحكمة الإنسانية.

لا يمكن أن توجد أية ثنائية في أي ركن من أركان الكون. توجد قوة واحدة عظمى، وهذه القوة هي الله كلي القدرة كما يعلنه لنا الكتاب المقدس. ووفقاً للدليل الكتابي توجد قوة واحدة غير محدودة وليس قوتين. لهذا فإن أي عقيدة تعلم عن الثنائية وتنادي بوجود قوتين متساويتين متعارضتين (الخير والشر) هي عقيدة خاطئة.
 
قديم 07 - 04 - 2017, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 17334 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي نظرية JEDP ؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: بإختصار تقول نظرية JEDP بأن الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس وهي التكوين، والخروج، واللاويين، والعدد، والتثنية لم تكتب بكاملها بواسطة موسى الذي مات في عام 1451 ق.م. ولكن اشترك في كتابتها وتجميعها آخرين بعد موسى. تقوم النظرية على حقيقة أن استخدام أسماء مختلفة لله في أجزاء مختلفة من هذه الأسفار، ووجود إختلافات ملموسة في الأسلوب اللغوي في الكتابة. إن الحروف JEDP ترمز إلى الكتبة الأربعة الذين يفترض كتابتهم لهذه الأسفار: الكاتب الذي يستخدم الإسم "يهوه" (Jehovah) للإشارة إلى الله؛ والكاتب الذي يستخدم الإسم "إلوهيم" (Elohim)؛ وكاتب سفر التثنية (Deuteronomy)؛ وكاتب سفر اللاويين الكهنوتي (Priestly). تقول نظرية JEDP أنه يعتقد أن الأجزاء المختلفة من أسفار الشريعة قد تم تجميعها في القرن الرابع قبل الميلاد بواسطة عزرا في الغالب.

إذاً، لماذا توجد أسماء مختلفة لله في أسفار المفترض أن يكون كاتبها واحد؟ مثلاً يستخدم تكوين 1 الإسم إلوهيم بينما يستخدم تكوين 2 الإسم يهوه. ونجد أنماطاً كهذه تتكرر عبر هذه الأسفار. غلإجابة بسيطة. إستخدم موسى أسماء الله المختلفة لهدف معين. في تكوين الإصحاح الأول، الله هو إلوهيم، الخالق القدير. في تكوين الإصحاح الثاني، الله هو يهوه الإله الشخصي الذي خلق البشرية ويتواصل معها. هذا لا يشير إلى إختلاف الكاتب ولكن إلى كاتب واحد يستخدم أسماء الله المختلفة ليصف جوانب مختلفة من شخصيته.

أما بالنسبة لإختلاف الأسلوب في الكتابة، ألا يجدر بنا أن نتوقع إختلاف أسلوب الكاتب عندما يكتب سفراً تاريخياً (التكوين) عنه عندما يكتب شرائع قانونية (خروج، وتثنية) وأيضاً عنه عندما يكتب تفاصيل نظام الذبائح (اللاويين)؟ إن نظرية JEDP تأخذ الإختلافات المبررة في أسفار موسى الخمسة وتخترع نظرية منمقة لا أساس لها في الواقع أو التاريخ. فلم يتم إكتشاف أية مخطوطات J أو E أو D أو P. ولم يلمح أي عالم أو باحث يهودي أو مسيحي بوجود مخطوطات كهذه.

إن أقوى رد ضد نظرية JEDP هو الكتاب المقدس نفسه. قال يسوع نفسه في مرقس 12: 26 "وأما من جهة الأموات أنهم يقومون: أفما قرأتم في كتاب موسى، في أمر العليقة، كيف كلمه الله قائلاً: أنا إله إبراهيم وإله اسحاق وإله يعقوب؟" لهذا فإن يسوع يقول بوضوح أن موسى كتب قصة العليقة المشتعلة في خروج 3: 1-3. يعلق لوقا في أعمال الرسل 2: 22 على ما كتب في تثنية 18: 15 وينسب إلى موسى كتابة ذلك النص. يتحدث بولس في رومية 10: 5 عن البر الذي يصفه موسى في لاويين 18: 5. هكذا لدينا الرب يسوع يوضح أن موسى هو كاتي سفر التثنية، ولوقا (في سفر الأعمال) يوضح أن موسى هو كاتب سفر التثنية، وبولس يقول أن موسى هو كاتب سفر اللاويين. ولكي تعتبر نظرية JEDP نظرية صحيحة فإما أن يكون يسوع ولوقا وبولس كلهم كاذبين أو أن يكونوا قد أخطأوا فهم العهد القديم. دعونا نضع ثقتنا في الرب يسوع وكتبة الكلمة المقدسة بدلا من نظرية JEDP العقيمة التي لا أساس لها (تيموثاوس الثانية 3: 16-17).
 
قديم 07 - 04 - 2017, 06:46 PM   رقم المشاركة : ( 17335 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي النسبية الأخلاقية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يمكننا أن نفهم النسبية الأخلاقية بسهولة في ضوء المقارنة مع الأخلاقيات المطلقة. تقول النظرية المطلقة بأن الأخلاق تعتمد على المباديء العامة (قانون الطبيعة، الضمير). يؤمن المسيحيون المتشددون أن الله هو المصدر الأعلى للأخلاق العامة، ولهذا فهي مثله لا تتغير إطلاقاً. تؤكد النسبية الأخلاقية أن الأخلاق لا تقوم على أي مبدأ مطلق. بل تعتمد "الحقائق" الأخلاقية على متغيرات مثل المواقف، أو الثقافة، أو المشاعر...الخ.

يمكن أن تقال أمور عديدة بشأن الآراء التي تساند النسبية الأخلاقية والتي توضح طبيعتها المريبة. أولا، نجد أن العديد من هذه الآراء أو النظريات المستخدمة في محاولة مساندة النسبية قد تبدو جيدة لأول وهلة، لكن يوجد بها تناقض ضمني في جميعها لأنها تفترض وجود النظام الأخلاقي "الصحيح" – ذاك الذي يجب علينا جميعاً أن نتبعه. ولكن هذه الفكرة في حد ذاتها فكرة مطلقة. ثانياً، حتى أولئك الذين يؤمنون بالنسبية يرفضونها في أغلب الأحيان. فهم لا يبرئون القاتل أو المغتصب حتى وإن كان لم يقم بكسر مبادئه الخاصة.

قد يقول النسبيون أن القيم المختلفة لدى الثقافات المختلفة تبين أن الأخلاق نسبية بإختلاف البشر. ولكن هذه المقولة تخلط بين تصرفات الأفراد (ما يفعلونه) مع المباديء المطلقة (هل يجدر بهم أن يفعلوا ما فعلوه). إذا كانت الثقافة هي التي تحدد الصواب والخطأ، فكيف كان يتسنى لنا محاكمة النازيين مثلاً؟ فهم كانوا يتصرفون بحسب أخلاقيات ثقافتهم. ولكن يمكن أن يحكم عليهم بأنهم مذنبون فقط إذا كان القتل يعتبر ذنباً بصورة مطلقة. فلا تغير حقيقة أنه كانت "لهم أخلاقياتهم الخاصة" من ذنبهم. وأكثر من هذا، فإنه رغم أن العديد من الناس لديهم ممارسات أخلاقية مختلفة، إلا أنهم يتشاركون في مباديء أخلاقية عامة. مثلا، يتفق مناصري الإجهاض ومعارضيه أن القتل أمر خاطيء، ولكنهم يختلفون حول ما إذا كان الإجهاض يعتبر قتلاً أم لا. لهذا، حتى في هذه الحالة تثبت حقيقة وجود الأخلاقيات العامة المطلقة.

يدَّعي البعض أن الظروف المختلفة تستلزم أخلاقيات متغيرة – أي أنه في مواقف معينة يستلزم التصرف بطريقة معينة ربما لا تكون صحيحة في مواقف أخرى. ولكن هناك ثلاثة أشياء نحكم بها على التصرفات: الموقف، الفعل، القصد (النيَّة). مثلا يمكننا أن ندين شخص بتهمة الشروع في القتل (القصد) رغم فشله في إتمام ذلك (الفعل). لهذا فإن الأفعال جزء من القرار الأخلاقي لأنها تحدد الإطار لإختيار أفعال أخلاقية معينة (تطبيق المباديء العامة).

إن الدفاع الرئيسي الذي يستند عليه النسبيون هو التسامح. فهم يدعون أن مواجهة شخص ما بأن أخلاقياته غير صحيحة هو عدم تسامح، والنسبية تقوم على التسامح مع كل وجهات النظر المختلفة. ولكن هذا أمر مضلل. أولاً، لا يجب التسامح إطلاقاً مع الشر. فهل يمكن أن نتسامح مع وجهة نظر المغتصب بأن النساء ما إلا أدوات للإشباع الجنسي؟ ثانياً، هذا القول يناقض نفسه لأن النسبيون لا يتسامحون مع عدم التسامح أو المباديء المطلقة. ثالثاً، النسبية في الأساس لا تستطيع تفسير السبب الذي يجعل الإنسان متسامحاً مع الآخر. فإن حقيقة ضرورة التسامح بين الناس (حتى عندما نختلف) تقوم على قانون أخلاقي مطلق بأننا يجب أن نتعامل دائماً بإنصاف مع الناس – ولكن مرة أخرى هذا القول هو حقيقة مطلقة! في الواقع لا يمكن أن يوجد أي صلاح بدون المباديء الأخلاقية العامة.

الحقيقة هي أن الجميع ولدوا ولهم ضمير، وكلنا نعرف بالفطرة متى أخطأنا ومتى أخطأ إلينا الآخرين. ونحن نتصرف على نحو يؤكد أننا نتوقع من الآخرين أن يدركوا هذا أيضاً. حتى كأطفال كنا نعرف الفرق بين "العدل" و"الظلم". لهذا فالأمر يتطلب وجود فلسفة فاسدة لإقناعنا أننا مخطئون وأن النسبية الأخلاقية صحيحة.
 
قديم 07 - 04 - 2017, 06:46 PM   رقم المشاركة : ( 17336 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو مذهب وحدة الوجود؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: وحدة الوجود هو المذهب القائل بأن الله والطبيعة شيء واحد وبأن الكون المادي والإنسان ليسا إلا مظاهر للذات الإلهية. يتشابه مذهب وحدة الوجود مع مذهب تعدد الآلهة (الإيمان بعدة آلهة)، ولكنه يتعداه بالقول بأن الله والطبيعة والكون المادي شيء واحد. فالشجرة هي الله، والصخرة هي الله، الحيوانات هي الله، السماء هي الله، الشمس هي الله، أنت الله ...الخ. إن مذهب وحدة الوجود هو النظرية التي تقوم عليها بدع وديانات خاطئة كثيرة (مثلا: الهندوسية والبوذية إلى حد ما، بدع الوحدوية والإتحاد المختلفة، وعبادة "الطبيعة الأم".)

هل يؤيد الكتاب المقدس هذا المذهب؟ كلا، لا يؤيده. إن ما يخلط الناس تفسيره على أنه وحدوية الوجود هو عقيدة أن الله كلي الوجود. يقول مزمور 139: 7-8 "أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب؟ إذا صعدت إلى السموات، فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت." إن كون الله كلي الوجود يعني أنه موجود في كل مكان. لا يوجد مكان في الكون لا يوجد فيه الله. ولكن هذا ليس نفس المبدأ مثل مبدأ وحدوية الوجود. الله موجود في كل مكان. ولكن ليس كل شيء هو الله. نعم، الله "موجود" في الشجر وفي البشر ولكن هذا لا يعني أن الشجر أو البشر هم الله. فوحدوية الوجود ليست عقيدة كتابية إطلاقاً.

إن أوضح التفسيرات الكتابية التي تناقض مذهب وحدوية الوجود هي الوصايا التي لا تُحصى ضد عبادة الأوثان. فالكتاب المقدس يحرِّم عبادة الأوثان، أوالملائكة أو الكائنات السماوية، أو عناصر الطبيعة...الخ. لو كان مذهب وحدوية الوجود مذهباً صحيحاً فلن يكون من الخطأ عبادة أشياء كهذه لأن هذه الأشياء في نظر هذا المذهب تعتبر هي الله. لو كان مذهب وحدوية الوجود مذهباً صحيحاً لكانت عبادة الصخور أو الحيوانات لها نفس مصداقية عبادة الله ككائن روحي غير مرئي. إن الكتاب المقدس الواضح وموقفه الثابت في رفض عبادة الأوثان هو رد حاسم ضد مذهب وحدوية الوجود.
 
قديم 07 - 04 - 2017, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 17337 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي البيلاجيوسية و شبه البيلاجيوسية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: كان بيلاجيوس راهباً عاش ما بين أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي. نادى بيلاجيوس أن البشر يولدون أبرياء، دون وصمة الخطية الأصلية أو الموروثة. كان يؤمن أن الله خلق كل نفس بشرية بصورة مباشرة ولذلك فإن كل نفس بشرية في الأصل مجردة من الخطية. آمن بيلاجيوس أن خطية آدم لم يكن لها تأثير على الأجيال التالية من البشرية. وقد عرفت هذه النظرة بإسم البيلاجيوسية.

تتناقض البيلاجيوسية مع الكثير من النصوص والمباديء الكتابية. أولا، يخبرنا الكتاب المقدس أننا خطاة منذ لحظة حدوث الحمل (مزمور 51: 5). وأكثر من هذا يعلمنا الكتاب المقدس أن كل البشر يموتون نتيجة للخطية (حزقيال 18: 20؛ رومية 6: 23). وبينما تقول البيلاجيوسية أن البشر لا يولدون بميل طبيعي للخطية، فإن الكتاب المقدس يقول العكس (رومية 3: 10-18). يقول الكتاب المقدس بوضوح في رومية 5: 12 أن خطية آدم هي سبب إنتقال الخطية إلى باقي الجنس البشري. ويمكن لأي شخص قام بتربية أطفال أن يؤكد أن الأطفال يحتاجون أن يتعلموا السلوك الصحيح وليس أن يتعلموا السلوك الخاطيء. لذلك فإنه من الواضح أن البيلاجيوسية ليست كتابية ومن ثم يجب أن ترفض.

البيلاجيوسية الجزئية تعلم أساساً أن البشرية قد وصمت بالخطية ولكن ليس الى الحد الذي يمنعنا من التعامل مع نعمة الله بأنفسنا. البيلاجيوسية الجزئية في حقيقتها فساد جزئي في مقابل الفساد الكامل. إن نفس النصوص الكتابية التي تدحض البيلاجيوسية تدحض أيضاً البيلاجيوسية الجزئية. فإن رومية 3: 10-18 بالتأكيد لا تصف البشرية بأنها موصومة جزئياً فقط بالخطية. يعلمنا الكتاب المقدس بوضوح أنه بدون أن "يجذبنا" الله، فإننا غير قادرين على التعامل مع نعمة الله. "لا يقدر أحد أن يقبل إليّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني" (يوحنا 6: 44). لهذا فإن البيلاجيوسية الجزئية تشابه البيلاجيوسية في أن كليهما مفاهيم غير كتابية ويجب أن ترفض.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 09:24 AM   رقم المشاركة : ( 17338 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثلاث مرات بكى يسوع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«انزعج يسوع» و«بكى يسوع» .. يا لها من قوة! بل يا لها من حلاوة إلهية مودعَة في هذه الكلمات، التي لو خلا الوحي منها لوُجد فيه فراغ كبير.
إننا لا نستغني عنها، لذلك تنازل إلهنا الحنَّان بأن أدرجها بالروح ضمن كتابة، هذه الكلمات الكريمة الغالية، كلمات التعزية والسلوان، كلمات التشجيع والتعضيد لكل مَن تطأ قدماه غرفة الأحزان، أو يقف عند قبر حبيب .
ثلاث مرات بكى يسوع

هل الله يبكي؟! هل الله له دموع؟! كل ما ذُكرَ عن دموع السيد المسيح له المجد، ذُكر في هذا الأسبوع بالذات. السيد المسيح له المجد بكى ثلاثة مرات في هذا الأسبوع:
متى بكى الرب يسوع؟
1- دموع السيد المسيح يوم جمعة ختام الصوم
يوم جمعة خِتام الصوم ذُكرَ أنه بكى على أورشليم وقال مقولته التي سمعناها عدة مرات في هذا الأسبوع: "يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا" (مت 23: 37، 38)، (إنجيل لوقا 13: 34، 35).
2- دموع السيد المسيح يوم سبت لعازر
يوم سبت لعازر سمعنا نص إقامة لعازر ووجدنا في حكاية إقامة لعازر دموع أخرى! فعندما ذهبوا إلى القبر (مريم ومرثا ومعهما الرب يسوع) بالطبع مريم ومرثا انفجرتا في البكاء فبكى يسوع! لدرجة أن بعض الناس الذين تأثروا بهذا المنظر قالوا: "انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ" (يو 11: 36)، والبعض الآخر قال: "أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضًا لاَ يَمُوتُ؟" (يو 11: 37).
3- دموع السيد المسيح يوم خميس العهد
ثم يأتي علينا يوم خميس العهد وتكون الدموع كالسيل وإن كانت هذه الدموع لم تذكرها الأناجيل . فجميعكم تعلمون أن ما ذُكِرَ في الأناجيل عن يوم خميس العهد هو أن الرب يسوع في صلاته كان عرقه ينزل كقطرات الدم: "وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ" (لو 22: 44). ولكن الذي أشار لدموع السيد المسيح أو بكاءه هو القديس بولس حيث قال: "الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،" (عب 5: 7). فبولس الرسول هو الذي أزاد على ما جاء بالأناجيل فكرة أن المسيح في هذه الليلة لم يكن فقط عرقه كالدم، ولكنه أيضا كان يبكي.
نها دموع أعمق من كل تأملاتنا......من هنا يستطيع أن يصل إلى أعماقها؟!
 
قديم 08 - 04 - 2017, 10:14 AM   رقم المشاركة : ( 17339 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تخدموا قبل الوقت ولا تجلسوا على كراسي التعليم قبل التوبة وحياة الشركة مع الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
+ لا تخدموا قبل الوقت، ولا ترشدوا النفوس قبل نوال موهبة الإرشاد،
+ ولا تجلسوا على كراسي التعليم قبل التوبة والشركة وحلول موهبة الله
___________________________
+ لو تخيلنا إنسان ورث قريبه الطبيب وفُتحت أمامه عيادته ووجد بها غرفة خاصة مملوءة من الأدوية والمراجع والكتب الطبية المتخصصة، وبكونه غير متخصص وغير فاهم ولا مُدرك وليس لهُ أدنى خبرة، فأنه يتخذ مكان الطبيب ويجلس على كرسيه ويبدأ في تشخيص الحالات التي تأتي إليه غير مُميزاً أنواع الأمراض المتشابهة ولا طبيعة الأجسام وتقبلها لأنواع العلاجات التي تتناسب معها، ويبدأ في وصف العلاج لكل مريض يأتي إليه ويُعطيه من الأدوية حسب ما يرى من أنها قادرة على شفائه وبالجرعات التي يراها تتناسب مع الحالة التي يُعالجها، مع أنها في الواقع العملي غير مناسبة على الإطلاق، وبذلك دون أن يدري قد حكم على كل من يأتيه بتفاقم المرض حتى الموت، إذ قد ساعد على ازدياد الأمراض وتوسيع دائرة نشاطها، بل وقد تصير الأدوية نفسها غير نافعه بل قد تكون سماً قاتلاً للمريض مع أن لها – في واقعها – القدرة على الشفاء، وهكذا هو الحال لكل خادم ليس له موهبة إرشاد النفوس بالروح القدس، فأنه يُعطي علاج روحي من الكتاب المقدس القادر على شفاء النفس، والنفس التي تخضع لعلاجه تتفاقم حالتها وتصير لحالٍ أسوأ، لأنه أن لم يُعطى العلاج الروحي الصحيح حسب نعمة الله وتوجيه طبيب النفس الأعظم بإلهام الروح الذي نطق الأنبياء به ودونوا كلمة الحق، فمع كون (الكتاب المقدس) فيه القدرة على الشفاء فقد يصير سم قاتل للنفس لأنه لم يُعطى حسب قصد الله، بل حسب فكر الإنسان المُقنع ورأيه الشخصي حسب ما تعلَّم من الناس والكُتب، لأنه يهبط من مستوى كلمة الله إلى مستوى سمو الكلام حسب الناس:
+ وَأَنَا لَمَّا أَتَيْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَتَيْتُ لَيْسَ بِسُمُوِّ الْكَلاَمِ أَوِ الْحِكْمَةِ مُنَادِياً لَكُمْ بِشَهَادَةِ اللهِ؛ وَكَلاَمِي وَكِرَازَتِي لَمْ يَكُونَا بِكَلاَمِ الْحِكْمَةِ الإِنْسَانِيَّةِ الْمُقْنِعِ بَلْ بِبُرْهَانِ الرُّوحِ وَ الْقُوَّةِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ إِيمَانُكُمْ بِحِكْمَةِ النَّاسِ بَلْ بِقُوَّةِ اللهِ؛ وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ، الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ، وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً، وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ، لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ. (1كورنثوس 2: 1، 4، 5، 12 – 16)
فمثلاً أن كان هناك صورة لإمبراطور عظيم، وأراد الإمبراطور من فنانين المدينة أن يأخذوا صورته ويجمعوها بشكل الفُسيفساء، أي تقطيعها مربعات صغيرة لتجميعها بشكل فني، ولكن الذي جمعها بكونه لا يملك الحس الفني مع أنه يتقن الحرفة جيداً، فحينما انتهى منها صارت صورة جميلة إنما لثعلب، فأفسد الغرض منها، مع أن ما جمعه كان شكله النهائي رائع وليس به أي عيوب أو أخطاء، هكذا بالمثل من يستخدم الكتاب المقدس ويحاول أن يقدمه غذاء حي للناس، فأن لم تكن له الموهبة من الله واضعاً القصد الإلهي أمام الناس واضحاً، فأنه يأخذ من الأسفار ويقتطع منها ويجمع ويضع الشرح ليكون غذاء حي للنفوس، وبالرغم من نيته الحسنة، لكنه أظهر الكلمة في صورة أخرى غير ما هي عليه حسب القصد الإلهي، والنتيجة هي أن فكره هو ورأيه الشخصي الذي تم توصيله وليس ما قصده الله من كلمته، فتكون في النهاية غذاء يفسد النفس مع أنها هي عينها كلمة الله الحية التي تشفي النفوس وتُنير العينين.
لذلك علينا أن نحذر كل الحذر من أن نُقدم أي إرشاد أو تعليم أو شرح أو وعظ أو دراسة لأي نفس بدون أن ننال موهبة الإفراز من الله ونعرف كيف نُقدم التعليم حسب قصد الله ونوجه النفوس حسب عمل نعمته، وليس حسب أحاسيسنا الخاصة ولا مشاعرنا ولا أفكارنا ولا فلسفتنا ولا رغباتنا ولا تأملاتنا، ولا حتى خبراتنا الشخصية لأن ما يتناسب معنا ويصير ذات فائدة عظيمة لنا قد لا يتناسب مع الآخرين، بل قد يصير لهم نقمة ويجعل حياتهم كلها مضطربة.
لذلك أتعجب كل العجب حينما أجد أن الحل عند الناس أنهم يجعلوا واحداً بعيداً عن الكنيسة يدخل الخدمة بحجة أن الخدمة ستُشفي قلبه المُعتل وتضبط حياته وتجعله يقرأ الكتاب المقدس ويلتصق بالله، وكأنه سحر يُأثر على قلبه ويغيره فجأة، وذلك لكي يحضر الكنيسة وينتظم فيها أو لكي يلتصق بالخدمة ويعرف كثيراً، أو شخص مبتدأ في الطريق مثل طفل، ونُجلِّسه على كرسي التعليم فيتعثر ويعثر آخرين، وبالتالي أُساعد – بدون دراية مني – في تعقيد مشكلته واعزله عن الله لأني خدرت ضميره فارتاح في هذا الوضع إذ صار مرشداً للخطاة وهادياً للضالين، مع أنه هوَّ نفسه يحتاج من يرشده لطريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع، لذلك علينا أن ننتبه جداً لأنه مكتوب: ويلٌ لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً، ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم أكثر منكم مضاعفاً. (متى 23: 15)؛ وطبعاً هذا يختلف تمام الاختلاف عن الذي عاش مع الله وتقدم في الطريق ونال موهبة الروح ليخدم بها بقوة النعمة وسقط في ضعف ما، ويحتاج أن يعود ليتوب ثم يعود لخدمته بقوة امتلاء أعظم مما كان عنده.
وهنا يحدث الخلط عند الناس بلا تمييز أو تفريق بين الحالتين واحتياجهم الخاص، وحتى في الطريق الروحي لا ينفع كل إرشاد لكل نفس، لأن لكل نفس طبعها الخاص، والمرحلة التي تجتاز فيها لا يدركها أو يعيها سوى الأب الروحي الذي نال موهبة الإرشاد بالروح، فيعرف احتياجها ويوجهها توجيهاً سليماً حسب مشيئة الله وتدبيره الخاص لها، وهذا ما وضحه القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولى حينما تحدث إلى الأحداث والأولاد والشيوخ، فلم يتحدث إلى الجميع بنفس ذات الكلام عينه، لأن لكل واحد طعام يخصه، فلا ينفع أن نعطي طعام الأطفال للرجال، ولا طعام الأولاد للشيوخ أو طعام المرضى للأصحاء.
 
قديم 08 - 04 - 2017, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 17340 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,347,139

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما المقصود بتعدد الآلهة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: تعدد الآلهة المقصود به الإيمان بوجود العديد من الآلهة. وربما كان تعدد الآلهة هو من أكثر وجهات النظر السائدة عبر التاريخ البشري. من الأمثلة المعروفة جيدا عن تعدد الآلهة نجد الأساطير اليونانية والرومانية (زيوس، أبوللو، أفروديت، بوسيدون، ..الخ). أما أكثر الأمثلة المعاصرة وضوحاً هو الهندوسية التي لها أكثر من 300 مليون إله. رغم أن الهندوسية في أساسها تؤمن بوحدوية الوجود إلا أنها أيضاً تشمل الإيمان بالعديد من الآلهة. ولكن من اللافت للإنتباه ملاحظة أنه حتى في إطار الأديان التي تؤمن بتعدد الآلهة عادة ما يوجد إله واحد يسود على بقية الآلهة، فنجد مثلا: زيوس في الأاسطير اليونانية الرومانية، وبراهما في الهندوسية.

يعترض البعض بأن الكتاب المقدس يذكر تعدد الآلهة في العهد القديم. وفعلا نجد بعض النصوص تشير إلى "آلهة" بصيغة الجمع (خروج 10: 17؛ 13: 2؛ مزمور 82: 6؛ دانيال 2: 47). لقد أدرك شعب إسرائيل في القديم أنه يوجد إله واحد حقيقي، ولكنهم غالباً لم يعيشوا حياة تدل على إيمانهم هذا، وبالتالي سقطوا مراراً في عبادة الأوثان والآلهة الغريبة. إذاً ما الذي نفهمه من هذه النصوص والنصوص الأخرى التي تتكلم عن آلهة متعددة؟ من المهم أن نعرف أن الكلمة العبرية "إيلوهيم" استخدمت للإشارة إلى الإله الواحد الحقيقي وكذلك الآلهة الأخرى أو الأوثان. لقد استخدمت تماما مثل كلمة God في اللغة الإنجليزية.

عندما تشير إلى شيء على أنه إله هذا لا يعني أنك تؤمن أنه كائن إلهي. إن أغلب نصوص العهد القديم التي تتكلم عن الآلهة تشير إلى الآلهة الغريبة، تلك التي الألوهية وهي ليست آلهة فعلا. هذا المبدأ يلخص في 2 ملوك 19: 18 "ودفعوا آلهتهم إلى النار، ولأنهم ليسوا آلهة بل صنعة أيدي الناس: خشب وحجر فأبادوهم." لاحظ أيضاً مزمور 82: 6 "أنا قلت إنكم آلهة وبنو العلي كلكم. لكن مثل الناس تموتون وكأحد الرؤساء تسقطون."

إن تعليم الكتاب المقدس واضح جداً ضد تعدد الآلهة. يقول تثنية 6: 4 "إسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد." كما يعلن مزمور 96: 5 "لأن آلهة كل الشعوب أصنام. أما الرب فقد صنع السموات." وتقول رسالة يعقوب 2: 19 "أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل! والشياطين يؤمنون ويقشعرون." يوجد إله واحد. هناك آلهة كاذبة وهناك مَن يدَّعون الألوهية، ولكن يوجد إله واحد حقيقي.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025