18 - 09 - 2024, 01:09 PM | رقم المشاركة : ( 173361 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إيليَّا النبي موسى وإيليَّا: كثيرًا ما ترتبط شخصيَّتا موسى وإيليَّا معًا، خاصة بظهورهما دون سواهما من رجال العهد القديم عند تجلِّي السيِّد المسيح، وتمتُّعهما دون سواهما من الأنبياء بالصوم لمدَّة أربعين يومًا. |
||||
18 - 09 - 2024, 01:11 PM | رقم المشاركة : ( 173362 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا بد أن يكون خالياً من الخطأ ولنطالع أولاً شهادة المسيح عن نفسه. إنه يسأل: مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ (يوحنا 8: 46). ولم يجاوبه أحد من أعدائه. ولو أنه كان خاطئاً لما استطاع أن يوجّه مثل هذا السؤال. وقال أيضاً: لِأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ (يوحنا 8: 29) فقد كانت علاقته باللّه كاملة على الدوام، وإحساسه بالطهارة الكاملة مذهل. وكل مؤمن باللّه يعلم أنه كلما زاد قرباً من اللّه زاد شعوره بخطئه، ولكن هذه لم تكن الحالة مع المسيح، فقد عاش حياة القرب الكامل من اللّه بدون شائبة. يخبرنا الإنجيل أن الشيطان جرب المسيح (لوقا 4) لكنه لا يقول إنه أخطأ! لم نسمعه يعترف أو يطلب غفران اللّه، مع أنه علَّم تلاميذه الاعتراف وطلب المغفرة. ومن الواضح أنه لم يكن لديه أي شعور بالذنب الملازم للطبيعة الساقطة. |
||||
18 - 09 - 2024, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 173363 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أصدقاؤه يشهدون لكماله لم يقدم الكتاب المقدس أياً من أبطاله بدون عيب، فقد سجَّل أخطاء الجميع بمن فيهم موسى وداود، وفي كل سفر من العهد الجديد نرى نقائص الرسل، ولكنهم لا يذكرون نقصاً واحداً في المسيح. ولشهادة الرسل أهميتها لأنهم عاشوا في قرب قريب من يسوع نحو ثلاث سنوات، وكانوا يهوداً يدركون التعليم اليهودي عن الطبيعة الإنسانية الخاطئة، ولكنهم شهدوا لكماله بطريقة غير مباشرة، فلم يحاولوا برهنة كماله، لكنهم أوضحوها عندما ذكروا ما عرفوه عن حياته. لم يروا خطية واحدة فيه مع أنهم رأوا خطايا أنفسهم. لقد جادلوا وتذمَّروا، لكنهم لم يروا يسوع يفعل شيئاً من هذا. ونتيجة لهذا يقول بطرس: بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلَا عَيْبٍ وَلَا دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِب (1 بطرس 1: 19)، ويقول: الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلَا وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ (1 بطرس 2: 22)، ويقول يوحنا: وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ (1 يوحنا 3: 5) (راجع 1 يوحنا 1: 8 - 10). يقول يوحنا إن البشر إن قالوا إنه ليس لهم خطية يُضلّون أنفسهم وليس الحق فيهم، لكنه يقول إن المسيح ليس فيه خطية! حتى يهوذا، التلميذ الخائن رأى براءة المسيح فقال قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً (متى 27: 3 ، 4). ويشهد بولس الرسول أن المسيح كان بلا خطية (2 كورنثوس 5: 21). |
||||
18 - 09 - 2024, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 173364 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعداؤه يشهدون لكماله شهد أحد من اللصين المصلوبين معه لكماله بالقول: أَمَّا هذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ (لوقا 23: 41). وبيلاطس يشهد لكماله: إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ (لوقا 23: 22). وقائد المئة يقول: بِا لْحَقِيقَةِ كَانَ هذَا الْإِنْسَانُ بَارّاً (لوقا 23: 47). وقد حاول أعداؤه الشكوى ضده، فلم يجدوا فيه عيباً (مرقس 14: 55 ، 56). ويلخّص مرقس الشكاوَى التي وُجِّهت ضده، فيقول أولاً إنهم اتهموه بالتجديف لأنه غفر خطايا الناس، مع أن اللّه وحده هو الذي يغفر. وثانياً اتهموه أنه كان يخالط الخطاة والسكيرين والزواني، الأمر الذي كان رجال الدين اليهودي يتحاشونه، وكان ردُّه على ذلك أنه طبيب الخطاة (مرقس 2: 17). واتهموه ثالثاً أنه لم يصُمْ كالفريسيين، ولو أنه كان يتمسك بدينه. وأخيراً كانوا متضايقين لأنه نقض شريعة السبت اليهودية، إذ شفى المرضى في يوم السبت. ولكنهم لم ينكروا عليه أنه كان مطيعاً لناموس اللّه. والحق أنه رب السبت فاختار أن يكسر التقاليد اليهودية في تفسير شريعة اللّه عن يوم السبت، دون أن يكسر الوصية نفسها. |
||||
18 - 09 - 2024, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 173365 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التاريخ يشهد لكماله في سورة مريم في القرآن يقول الملاك لمريم: أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً (آية 19) (والزكي هو الطاهر الذي لا عيب فيه) ويقول في سورة آل عمران: وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ (مريم) وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (آية 36). وفي الحديث: ما من مولود يولد إلا مسَّه الشيطان حين يولد، فيستهلّ صارخاً، إلا مريم وابنها . رواه الشيخان. ويقول المؤرخ فيليب شاف: هنا قدس الأقداس البشرية. لم يعش أحد كما عاش المسيح الذي لم يؤذ أحداً ولم يستغل أحداً، ولم ينطق بكلمة عاطلة، ولم يرتكب عملاً خاطئاً. والانطباع الأول الذي يسود علينا عن حياة المسيح هو البراءة الكاملة والعصمة من الخطية وسط عالم فاسد. فهو وحده - لا سواه - كان بلا عيب في طفولته وشبابه ورجولته، ولذلك فالحمل والحمامة رمزان مناسبان لطهارته. وبعبارة موجزة هو الكمال المطلق الذي يرفع شخصيته فوق مستوى البشر ويجعله معجزة العالم الأخلاقية، وهو التجسد الحي للفضائل والقداسة، وأسمى مثال لكل صلاح ونقاء ونُبْل في نظر اللّه والناس. هذا هو يسوع الناصري الإنسان الكامل في جسده ونفسه وروحه، ولكنه يختلف عن البشر جميعاً. هو الفريد من طفولته إلى رجولته، الذي عاش في اتحاد دائم باللّه، تفيض محبته على الناس، خالٍ من كل عيب وشر، مكرَّس لأقدس الأهداف. كانت تعاليمه وحياته في توافق تام، وختم أطهر حياة بأسمى موت. إنه النموذج الوحيد الكامل للصلاح والقداسة (مرجعا 6 ، 7). ويقول جون سكوت: إن نسيان النفس في خدمة اللّه والناس هو ما يدعوه الكتاب المقدس بالمحبة. المحبة لا تهتم بما لنفسها، بل تبذل نفسها. وقد كان يسوع بلا خطية لأنه لم يكن أنانياً يطلب ما لنفسه. وهذه هي المحبة واللّه محبة. ويقول ولبر سمث: كانت أبرز صفات يسوع في حياته الأرضية هي ما نفشل جميعاً فيها، ومع ذلك نعترف أنها أعظم الصفات جميعاً. إنها صفة الصلاح المطلق، أي الطهارة الكاملة، والقداسة الحقيقية. وفي هذا كان يسوع معصوماً من الخطأ. ويقول جفرسون: إن أعظم برهان على كمال المسيح هو أنه جعل المحيطين به يعترفون بكماله. فلم يصدر عنه في كل أحاديثه أي شيء من الندم أو الحزن على تقصير أو خطإٍ صدرا منه. لقد علَّمهم أنهم خطاة وأن القلب البشري شرير، وأنهم يجب أن يطلبوا الغفران كلما يصلّون. ولكنه لم يطلب مطلقاً الغفران لنفسه، فلم يفعل إلا كل ما يرضي اللّه. ويقول كنث لاتوريت المؤرخ الشهير: لا يوجد أي أثر لإِحساس المسيح بارتكاب خطإ. وشخص في مثل سمو المسيح يقدّم لأتباعه أعلى المبادئ ويعلّمهم ضرورة الاعتراف بالخطية وطلب المغفرة لها، دون أن يحتاج هو نفسه لذلك، لا بد أن يكون كاملاً. لقد كتب مبادئ الموعظة على الجبل بحياته، ولم تكن الموعظة إلا ترجمة لحياته. ونختتم هذا الموضوع باقتباس آخر من المؤرخ المسيحي فيليب شاف: كلما زادت قداسة الإنسان، زاد إحساسه بالحاجة إلى الغفران، وشعوره بنقصه عن المستوى الروحي المطلوب. ولكن يسوع الذي جاء في صورة جسدنا، وتجرَّب مثلنا، لم يستسلم للتجربة، ولم يكن لديه ما يدعو للندم أو للاستغفار، سواء عن فعل أو قول أو فكر. لم يكن محتاجاً إلى غفران أو تغيير أو إصلاح، ولم يفقد - ولو للحظة واحدة - توافقه مع الآب. وكانت حياته سلسلة متصلة من التكريس لمجد اللّه ولخير الناس الأبدي . |
||||
18 - 09 - 2024, 01:32 PM | رقم المشاركة : ( 173366 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أجرى المعجزات فوق الطبيعية شهادات كتابية اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ (لوقا 7: 22). فالمعجزات التي أجراها المسيح تُظهر سلطانه في ميادين كثيرة، مثل سلطانه على الطبيعة وعلى الأمراض وعلى الشياطين وعلى الموت. وكانت هذه المعجزات تحقيقاً للنبوات عن المسيح في العهد القديم. ونقدم هنا معجزات في ميدان الشفاء الجسدي: أبرص - متى 8: 2 - 4 ، مرقس 1: 40 - 45 ، لوقا 5: 12 - 15. مفلوج - متى 9: 2 - 8 ، مرقس 2: 3 - 12 ، لوقا 5: 18 - 26. مريض بالحمى (حماة بطرس) - متى 8: 14 - 17 ، مرقس 1: 29 - 31. ضعف جسدي - يوحنا 5: 1 - 9. يد يابسة - متى 12: 9 - 13 ، مرقس 3: 1 - 6 ، لوقا 6: 6 - 11. صمم وخرس - مرقس 7: 31 - 37. العمى - مرقس 8: 22 - 25 ، يوحنا 9 ، مرقس 10: 46 - 52. عشرة برص - لوقا 17: 11 - 19. أذن ملخس المقطوعة لوقا 22: 47 -51. نزيف دموي - متى 9: 20 - 22 ، مرقس 5: 25 - 34 ، لوقا 8: 43 - 48. إستسقاء - لوقا 14: 2 - 4. معجزات في ميدان الطبيعة: تحويل الماء إلى خمر - يوحنا 2: 1 - 11. إسكات عاصفة - متى 8: 23 - 27 ، مرقس 4: 35 - 41 ، لوقا 8: 22 - 25. زيادة الطعام ليكفي 5000 - متى 14: 15 - 21 ، مرقس 6: 34 - 44 ، لوقا 9: 11 - 17 ، يوحنا 6: 1 - 14 وليكفي 4000 - متى 15: 32 - 39 ، مرقس 8: 1 - 9. السير على الماء - متى 14: 22 ، 23 ، مرقس 6: 45 - 52 ، يوحنا 6: 19. النقود من السمكة - متى 17: 24 - 27. شجرة التين تيبس في الحال - متى 21: 18 - 22 ، مرقس 11: 12 - 14. معجزات إقامة موتى: إقامة ابنة يايرس - متى 9: 18 - 26 ، مرقس 5: 35 - 43 ، لوقا 8: 41 - 56. ابن أرملة نايين - لوقا 7: 11 - 15. لعازر - يوحنا 11: 1 - 44. |
||||
18 - 09 - 2024, 01:34 PM | رقم المشاركة : ( 173367 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شهادات وتعليقات على معجزاته قال بول لتل: كان للمسيح سلطان عظيم على الطبيعة، لا يمكن أن يكون إلا للّه خالق قُوَى الطبيعة. ويقول كلايف لويس في كتابه المعجزات : ستبقى كل أساسيات الديانة الهندوسية باقية لو نزعْتَ الجانب المعجزي منها، وهكذا الحال مع ديانات أخرى. ولكنك لا تقدر أن تفعل هذا مع المسيحية، فإنها قصة المسيح، المعجزة العظيمة . ويقول برنارد رام: في الديانات المختلفة يؤمن الناس بالمعجزات لأنهم قد آمنوا بالدين، أما الكتاب المقدس فإن المعجزات فيه جزء من وسائل تأسيس الدين الحقيقي. وهذا فارق بالغ الأهمية، فلقد ظهرت إسرائيل في الوجود بسلسلة من المعجزات، وأُعطي الناموس محاطاً بمعجزات، وصاحبت رسائل الأنبياء معجزات. وجاء المسيح، لا واعظاً فقط، بل صانع معجزات أيضاً، وهكذا كان الرسل يصنعون معجزات. لقد برهنت المعجزات صدق الرسالة . ويميّز فيليب شاف بين قصص المعجزات السحرية المذكورة في القصص السوقية وغيرها من الكتابات الأسطورية، وبين معجزات الكتاب المقدس، فيقول إن معجزات الكتاب المقدس جاءت طبيعية ببساطة ويُسر، حتى إننا ندعوها أعمال اللّه. ويقول جرفث توماس إن كلمة أعمال اللّه تعني أنها ثمر طبيعي لحياته وتعبير طبيعي عن نفسه، فلا بد أن شخصاً مثل المسيح يُجري الأعمال الخارقة . ويمضي فيليب شاف ليقول: كانت كل معجزاته مظهراً لشخصه، فأجراها كلها ببساطة كأعمال عادية يعملها كل يوم. وقد دفعه إلى عملها كلها أطهر الدوافع، لمجد اللّه ولخير الناس. إنها معجزات محبة ورحمة، عامرة بالتوجيهات والتعاليم المتَّسقة مع شخصيته ورسالته. ويقول ف. تشيز: تذخر كل الأناجيل بمعجزات المسيح، لكن لو جمعناها معاً لاكتشفنا فيها وحدة غير مرسومة، ولوجدنا أنها تجدد كل نواحي حياة الإنسان ليستعيد سلامه العقلي والروحي والجسدي. ولا تعرض الأناجيل معجزات المسيح لتظهر قوته أو عظمته، ولو أنها فعلت ذلك لظهرت غير طبيعية. إنها تعبير عن محبته ورحمته للناس. ويقول جارفي: تتفق المعجزات تماماً مع شخصية المسيح ورسالته، فهي ليست دليلاً خارجياً، بل هي جزء لا يتجزأ من إعلان محبة الآب السماوي ورحمته ونعمته في المسيح يسوع ابن اللّه الحبيب وفادي البشر الحنون الكريم . ويقول توماس جريفث: بالنسبة لنا نحن، المسيح نفسه هو أعظم معجزة، والتفكير المنطقي السليم هو أن نبدأ من المسيح إلى المعجزات، وليس من المعجزات إلى المسيح . |
||||
18 - 09 - 2024, 01:36 PM | رقم المشاركة : ( 173368 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شهادات يهودية قديمة لمعجزاته يقول أثلبرت ستوفر: نجد في كتابات اليهود القديمة الكثير من الإِشارات لمعجزات المسيح، سواء في كتبهم الدينية أو تواريخهم، فيقول المعلم أليعازر بن هيرانوس (سكن في اللد سنة 95 م): إن معجزات يسوع فنون سحرية . وفي كتابات السنهدريم (من سنة 95 - 110 م) نفي لمعجزات المسيح باعتبارها من أعمال السحر لتضليل إسرائيل. ونحو سنة 110 م نقرأ جدال بين يهود فلسطين إن كان يجوز إجراء الشفاء باسم يسوع. وهذا بالطبع يعني اعترافهم بأن يسوع كان يشفي. ونجد في كتابات الإمبراطور جوليان المرتدّ عن المسيحية (361 - 363 م) وأحد الأعداء الألدّاء للمسيحية، قوله: يسوع، الذي مضى على زمنه نحو 300 سنة، لم يعمل شيئاً في حياته يستحق الشهرة، إلا إذا ظنَّ أحد أن شفاء أعرج أو أعمى أو مجنون في قرى بيت صيدا وبيت عنيا شيء عظيم (6). وهو بهذا يشهد - دون قصد - أن يسوع عمل المعجزات في بيت صيدا وبيت عنيا! ويشهد القرآن للمسيح بعمل المعجزات وإقامة الموتى وغير ذلك (المائدة 110). ويذكر من المعجزات: الخلق والابراء والإحياء وعلم الغيب، لأن اللّه أيده بروح القدس (المائدة 113) وهذا ما لم يحدث لأحد من الأنبياء قبله ولا بعده (الرازي). ويقول الجلالان: فأبرأ في يوم خمسين ألفاً بالدعاء بشرط الإيمان . |
||||
18 - 09 - 2024, 01:37 PM | رقم المشاركة : ( 173369 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معجزاته لا لَبْسَ فيها فقد أجرى يسوع معجزاته أمام الجمهور الناقد المتفحّص. وعندما أقام لعازر من الموت لم ينكر أعداؤه المعجزة، ولم يحاولوا أن يكذبوها، بل أرادوا أن يقتلوه ويقتلوا لعازر، البرهان الصادق على حدوث المعجزة! (يوحنا 11: 48) وكان هدفهم أن يمنعوا الناس من الإيمان بالمسيح. لقد عرف معاصرو المسيح قدرته على عمل المعجزات، ولكن أعداءه نسبوا هذه القوة إلى الأرواح الشريرة، بينما أدرك أصحابه أنها قوة اللّه. (متى 12: 24). وقد أجاب المسيح على اتهام أعدائه هذا بقوله: كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لَا يَثْبُتُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ (متى 12: 25 و26). صحيح أن الديانات المختلفة تعزو معجزاتٍ لمؤسسيها، لكن أكاذيبهم لا يجب أن تجعلنا نكذّب المعجزات التي أجراها المسيح. فإن بعض الناس يرفضون المعجزات بحُجة أنها ضد القوانين الطبيعية، ولكن القوانين الطبيعية ليست علّة الأشياء، بل هي مجرد وصف لما يسمح اللّه بحدوثه. فعندما نتحدث عن معجزات يسوع نرى تدخُّل اللّه ليوجّه قوانين الطبيعة وسَيْر الأحداث. والمعجزات هي إحدى وسائل اللّه للاتصال بنا، وإيماننا بها يتوقف على إيماننا به. ولو أننا سمحنا للفكر العلمي عن انتظام واستمرارية الطبيعة، أن يغلق الطريق أمامنا، فإن إيماننا بالمعجزات سيكون مستحيلاً. ولكننا لو فعلنا هذا نكون قد قررنا النتيجة قبل أن نفحص الأدلّة! إن العلم يقدر أن يقول إن المعجزات لا تحدث في النظام الطبيعي العادي، ولكنه لا يقدر أن يمنع المعجزات، لأن القوانين الطبيعية ليست علّة الأشياء، وبالتالي فهي لا تمنعها. ويقول فيليب شاف: المعجزات أشياء فوق الطبيعة وليست ضدها. إنها تعبير عن قانون أعلى، تخضع له القوانين الأدنى . ويقول جون برودوس: خذ الأناجيل وادرسها. لو أن المسيح لم يعمل المعجزات فإنه بالتأكيد يكون قد قال الكثير من الكذب. إما أنه تكلَّم كما لم يتكلم أحد قطّ، وأن شخصيته هي بلا عيب، وأنه صنع معجزات، أو أنه كذب علينا! . وقال الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه حياة المسيح (كتاب الهلال يناير 1958): من الحق أن نقول إن معجزة المسيح الكبرى هي هذه المعجزة التاريخية التي بقيت على الزمن ولم تنْقَضِ بانقضاء أيامها في عصر الميلاد: رجل ينشأ في بيت نجار في قرية خاملة بين شعب مقهور، يفتح بالكلمة دولاً تضيع في أطوائها دولة الرومان، ولا ينقضي عليه من الزمن في إنجاز هذه الفتوح ما قضاه الجبابرة في ضم إقليم واحد، قد يخضع إلى حين ثم يتمرد ويخلع النير، ولا يخضع كما خضع الناس للكلمة بالقلوب والأجسام. وتم على يد هذا الرسول نقيض ما يتم على أيدي الوثنية في صولتها وسلطانها، فإن الوثنية تتغلب لأنها دين الدولة الغالبة، أما هذه الرسالة - رسالة الملكوت السماوي - فقد نشأت في عشيرة قبيلة ذليلة، تحكمها تارة دولة الرومان الغربية، وتحكمها تارة أخرى دولة الرومان الشرقية، فلم يمض غير أجيال معدودات حتى غزت الدولتين واستوت على العاصمتين، وصحَّ ما رووه عن جوليان - سواء قاله أو لم يقله - فانتصر الجليلي بملكوته السماوي على ممالك القياصر، وضم القياصر إلى حاشيته، فمنه يأخذون ما أخذوه باسم قيصر وما أخذوه باسم اللّه! . ويختم الأستاذ عباس العقاد كتابه هذا بقوله: وبعد، فهذا الكتاب مقصور على غرض واحد، وهو جلاء العبقرية المسيحية في صورة عصرية، نفهمها الآن كما نفهم العبقريات على أقدارها وأسرارها، وقد قلَّ فيها نظير هذه العبقرية العالية في تواريخ الأزمان قاطبة. ولا يزال هذا الغرض المجيد متَّسعاً للتوفية والتجلية من نواح عدة، فإن كُتب لنا أن نُوفَّق لزيادة شيء إلى هذه الذخيرة القدسية، فذلك حسبنا وكفى . |
||||
18 - 09 - 2024, 01:39 PM | رقم المشاركة : ( 173370 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لجاء مختلفاً عن كل البشر كان تأثير يسوع على الناس عظيماً حتى وقفوا معه أو ضده، ولكنهم لم يملكوا أن يكونوا لا مبالين معه! ويقول القرآن عنه: المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة، ومن المقربين (آل عمران آية 45) ويقول البيضاوي: وجيهاً في الدنيا بالنبّوَة وفي الآخرة بالشفاعة ويقول الرازي: الوجاهة في الدنيا هي النبّوَة أو استجابة دعائه، أو براءته من العيوب. وفي الآخرة الشفاعة، أو علّو درجته ومنزلته، أو كثرة ثوابه . ويقول بسكال: من أين للبشيرين أن يعرفوا صفات البطولة الكاملة، حتى يرسموها بكل هذا الكمال والجلال في المسيح يسوع؟ . ويقول مارتن سكوت: من كل وجه كان يسوع إنساناً حقيقياً بل وأعظم من إنسان (9). فإن يسوع هو اللّه الذي ظهر في الجسد تحت ظروف الزمن، وهذه فكرة غير عادية. كانت حياته مقدسة، وكلماته صادقة. كان الحق متجسداً، بلا مثيل في الكمال والطهر والاتزان العاطفي والعقلي، له النظرة الصافية والبصيرة النفاذة. ويقول جون يونج في كتابه مسيح التاريخ : كيفيمكن أنه في كل الأجيال لم يُقْم شخص كامل كيسوع؟ إن ما عمله اللّه للتقوى والفضيلة على الأرض في وقت ما وفي حالة ما، يمكن أن يتكرَّر في أوقات وحالات أخرى. ولو كان يسوع إنساناً فقط لأقام اللّه، على توالي الأجيال، أشخاصاً مثله يكونون نماذج للبشر في القداسة والتعليم والنهوض بالعالم. ولكن اللّه لم يفعل!. ويقول كارنيجي سمبسون: لا يمكن أن تضع يسوع في نفس المستوى مع الآخرين، فعندما نقرأ اسمه في قائمة العظماء من كونفوشيوس إلى جوته نشعر أننا أسأنا إلى اللياقة والذوق، فإن يسوع ليس واحداً من هؤلاء العظماء. تحدَّثْ عن الاسكندر الأكبر أو شرلمان العظيم أو نابليون العظيم - كما شئت.. ولكن يسوع يقف وحده، فهو ليس الأكبر! إنه الوحيد . إنه يسوع الفريد وكفى! إنه لا يخضع للتحليل. إنه يسمو فوق كل نقد. إنه يبعث فينا الاحترام الكامل له. ويقول فيليب شاف: لم تنحرف غيرته إلى انفعال، ولا ثباته إلى عناد، ولا إحسانه إلى ضعف، ولا رقّته إلى مجرد عواطف. لقد كان اجتماعياً شديد المبالاة بالناس، رغم أن روح العالم لم تسيطر عليه. كانت عظمته خالية من الكبرياء والجرأة، وكان تعلّقه بالناس بعيداً عن رفع التكلّف الذي لا داعي له، وإنكاره لنفسه بدون كآبة، واعتداله بلا تزمّت.. لقد جمع براءة الأطفال بقوة الرجال، وحوى التعبّد العميق للّه مع الاهتمام الكامل بخير البشر. جمع بين الحب الرقيق للخطاة والقسوة الشديدة على الخطية. وجمع بين الوقار الآسر والتواضع الجاذب. جمع بين الشجاعة التي لا تخاف والحذر الحكيم، وحوى الحزم الذي لا يستسلم مع اللطف الجميل. في حديث بين روبرت براوننج وتشارلس لام عن انطباعاتهما لو أن أحد الموتى دخل عليهما، سُئل لام عما يفعله لو أن المسيح دخل الحجرة قال: لو أن شكسبير دخل الحجرة لقُمنا كلنا لنقابله، ولكن لو أن هذا الشخص (يسوع) دخل إليها لخررنا جميعاً محاولين أن نقّبل هدب ثوبه. ويقول شاف: ما يعترف به الجميع... أن يسوع قد علّم أطهر مبادئ الأخلاق، التي تُلقي بكل النظريات الأخلاقية الأخرى وحكمة أحكم الحكماء، في الظلال. ويقول جوهان تفريدفون هردر (في الموسوعة الدينية): إن يسوع المسيح، بأسمى معاني الكلمة هو المثال الأعلى للبشرية، باعتراف الجميع . وقال نابليون بونابرت: إنني عليم بالناس، ولكني أقول إن يسوع المسيح ليس مجرد إنسان، فليس بينه وبين أي إنسان آخر في العالم مجال للمقارنة. لقد أسّست أنا والاسكندر وقيصر وشرلمان إمبراطوريات، لكن عَلاَمَ أرسينا قواعدها؟ على القوة! ولكن يسوع المسيح أسّس إمبراطوريته على الحب. وفي هذه اللحظة هناك الملايين المستعدون أن يموتوا من أجله. يقول ثيودور باركر، أحد الموحّدين المشهورين (ممن ينكرون التثليث): إن يسوع يجمع في نفسه أسمى المبادئ مع أروع الأفعال السماوية، وفي صورة أسمى من كل ما حلم به الأنبياء والحكماء، فهو يخلو من كل ظنون عصره وأمته، ويفيض بالتعاليم الجميلة كالنور، والطاهرة كالسماء، والصادقة كاللّه. وها قد مرَّت ثمانية عشر قرنا منذ أن ارتفعت شمس البشرية إلى الذروة في يسوع المسيح. وأي إنسان أو أي مذهب استطاع أن يستوعب كل فكرِه ويدرك كل تعاليمه ويطبقها تماماً على الحياة ؟. ويقول فيلبس بروكس: في يسوع المسيح نرى تنازل اللّه ورفعة البشرية. |
||||