17 - 09 - 2024, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 173301 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأشرار يكونوا أناسًا من هذا القبيل يُطرحون وهم يرتفعون. فما ينالونه ليس إحسانًا، بقدر ما هو مصيبة، حينما لا يثبتون في التمتُّع بالهبة لمدَّة طويلة الأمد، يُزال العذر الناجم عن الفشل. لأنَّه أيَّة شكوى تحمل ثقلًا أعظم من تلك الشكوى الإلهيَّة، التي تجدونها في سفر النبي ميخا "يا شعبي ماذا صنعتُ بك، أو هل أحزنتك أو هل أضجرتك؟ أجبني. ألم أُصعدك من أرض مصر وخلَّصتك من بيت العبوديَّة؟" (مي 6: 3-4) lxx. انظروا كيف ينطرح الأشرار وهم يرتفعون، وكيف تكف شكواهم ويتراكم عقابهم! وإذ تفيض عليهم الانعامات السماويَّة، كان ينبغي عليهم ألاَّ يهجروا معطي الرجاء وطمأنينة الحياة بل بالأحرى يطيعونه. ولكن كما أن عدل الله عظيم، هكذا أيضًا انتقامه صارم. لأن الشرِّير دائم التمسُّك بشرِّه، وبخصوصه تجدون مكتوب في نص آخر أيضًا: "قد رأيت الشرِّير عاتيًا عاليًا فوق أرز لبنان، وعبرت ونظرت، فإذا هو ليس بموجود، والتمسته فلم يوجد" (مز 37: 35-36). إن سرعة فنائه تفوق الظنّ! فجأة ترى شرِّيرا قويًا في هذه الحياة، وإذ تعبر به سرعان ما يختفي عن الوجود. كم يظهر الظلّ كأنَّه دائم على الأرض مع أنَّه يستمر لبرهةً محدودة! انقلوا خُطاكم وسرعان ما يزول الظل، وإن كان ثمَّة اضطراب هنا، ارفعوا خطى أرواحكم إلى الأشياء العتيدة، وسوف تكتشفون أن الشرِّير الذي اعتقدتم أنَّه هنا لن يكون هناك، لأن من هو "لا شيء" غير موجود. حقًا و"الرب يعرف خاصته" (2 تي 2: 19)، لكنَّه لا يتعرَّف على الذين هم غير موجودين؛ لأنَّهم لم يعرفوا ذاك الذي هو كائن (خر 3: 14). القديس أمبروسيوس |
||||
17 - 09 - 2024, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 173302 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
16 فَسَمِعَ الشَّعْبُ النَّازِلُونَ مَنْ يَقُولُ: «قَدْ فَتَنَ زِمْرِي وَقَتَلَ أَيْضًا الْمَلِكَ». فَمَلَّكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ عُمْرِيَ رَئِيسَ الْجَيْشِ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فِي الْمَحَلَّةِ. 17 وَصَعِدَ عُمْرِي وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ مِنْ جِبَّثُونَ وَحَاصَرُوا تِرْصَةَ. 18 وَلَمَّا رَأَى زِمْرِي أَنَّ الْمَدِينَةَ قَدْ أُخِذَتْ، دَخَلَ إِلَى قَصْرِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَأَحْرَقَ عَلَى نَفْسِهِ بَيْتَ الْمَلِكِ بِالنَّارِ، فَمَاتَ 19 مِنْ أَجْلِ خَطَايَاهُ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا بِعَمَلِهِ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَسَيْرِهِ فِي طَرِيقِ يَرُبْعَامَ، وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّتِهِ الَّتِي عَمِلَ بِجَعْلِهِ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 20 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ زِمْرِي وَفِتْنَتُهُ الَّتِي فَتَنَهَا، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ "فسمع الشعب النازلون من يقول: قد فتن زُمري وقتل أيضًا الملك. فملَّك كل إسرائيل عُمري رئيس الجيش على إسرائيل في ذلك اليوم في المحلة. وصعد عُمري وكل إسرائيل معه من جبثون وحاصروا ترصة. ولما رأى زُمري أن المدينة قد أُخذت، دخل إلى قصر بيت الملك، وأحرق على نفسه بيت الملك بالنار فمات" [16-18]. إذ اغتال زُمري إيلة أراد رجال الجيش، ربَّما بتحريض من عُمري رئيس الجيش، أن ينتقموا منه، لذلك صعدوا بعد محاصرتهم لجبثون، وحاصروا العاصمة، فانتحر زُمري حرقًا بالنار. ولعلَّه استطاع بعض الفلسطينيِّين أن يحثُّوا الجيش الإسرائيلي على ذلك حتى يحدث انشقاقًا في إسرائيل. لم تكن ترصة مدينة محصَّنة، إنَّما كانت مدينة جميلة يُقام فيها القصر الملكي. لم يكن أمام الملك مفر، فالجيش الذي كان يرجو أن يكون حارسًا له من الأعداء صار هو نفسه ضدًّا له. وقد قام بحرق القصر وهو في داخله. حرق القصر لكي لا يستخدمه من يغتاله، ومن جهة أخرى خشي أن يُشهِّر به مغتاله إن أُمسك به حيّا أو ميِّتًا، لذلك فضّل أن يحترق جثمانه مع القصر عن أن يُشهَّر بالجثمان في عارٍ وخزي. لم يحرق كل القصور بل "بيت الملك" حيث العرش والمباني الخاصة بالعمل الملكي وليس "بيت الحريم". هكذا تفعل بنا الخطيَّة حين نسكن وسط اللهو، ولا نهتم بالحصانة الإلهيَّة، تتحوَّل الطاقات التي لخدمتنا إلى عدوّ يحطِّم أعماقنا. نفقد حياتنا الداخليَّة، وتصير الحياة أشبه بلهيب نارٍ قاتل. لم يفكِّر الجيش ولا الشعب في الانتقام من بعشة حين اغتال كل بيت يربعام وقتل ناداب الملك، ربَّما لأنَّه كان الشعب مع الجيش في حالة ضجر من يربعام وبيته بسبب عنف الأسرة المالكة واستقلالهم لمراكزهم، فكانوا يميلون إلى الخلاص منهم. يقول سليمان الحكيم: "لمعصية أرض تكثر رؤساءها" (أم 28: 2). لقد صارع زُمري وعُمري وتبني من أجل نوال العرش، فانتحر زُمري في قصره إذ أشعل في نفسه النار، ومات تبني بطريقة غامضة، واستلم عُمري العرش سالكًا في طريق يربعام الشرِّير. لم يبقَ زُمري على العرش سوى سبعة أيَّام واضطر أن يحرق نفسه وقصره، وكان ذلك ثمرة لإصراره أن يسلك في ذات طريق يربعام وحثه في مدَّة قصيرة الشعب على السلوك في الشرّ، فجاءت الثمرة للشرّ سريعة للغاية. فمع طول أناة الله العجيبة حتى على الأشرار يسمح أحيانًا أن يشرب البعض من الكأس التي ملئوها سريعًا ليكونوا عبرة لغيرهم، فلا يسيء أحد استغلال طول أناة الله. وكما يقول بولس الرسول: "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته، غير عالمٍ أن لطف الله إنَّما يقتادك إلى التوبة، ولكنَّك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبًا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رو 2: 4-5). "من أجل خطاياه التي أخطأ بها بعمله الشرّ في عينيّ الرب، وسيره في طريق يربعام، ومن أجل خطيَّته التي عمل بجعله إسرائيل يخطئ. وبقيَّة أمور زُمري وفتنته التي فتنها أمَّا هي مكتوبة في سفر أخبار الأيَّام لملوك إسرائيل. حينئذ انقسم شعب إسرائيل نصفين، فنصف الشعب كان وراء تبني بن جينة لتمليكه، ونصفه وراء عُمري" [19-21]. انقسم الشعب إلى فريقين، واحد يناصر عُمري الذي ثار ضدّ زُمري، والثاني يناصر تبني غالبًا ما كان هذا الفريق هو الذي يناصر زُمري، وفي ثورة داخليَّة ضدّ تحرُّك عُمري وإثارته للجيش ضدّ زُمري. استمر هذا الانقسام ربَّما إلى أربع سنوات، ولعلَّه سبب سفكًا لدماء كثيرة من الجانبين. مات في معركة أهليَّة أو اغتاله عُمري أو أحد من أتباعه ليفسح الطريق تمامًا له. يرى يوسيفوس أن خصمه هو الذي قتله. ربَّما يتساءل البعض: وسط هذه الصورة البشعة من الاغتيالات المستمرَّة والانقسامات لماذا لم يفكِّر إسرائيل في العودة إلى بيت داود، والاتِّحاد مع يهوذا؟ كان الملوك والقادة يثيرون في الأجيال الجديدة روح الانقسام بدعوى أن ملوك يهوذا متسلِّطون ويملكون بروح الغطرسة، مقدِّمين رحبعام مثلًا عمليًا لذلك. هذا وإن العيِّنات التقيَّة المُحبَّة لعبادة الله من المملكة الشماليَّة كانت قليلة وقد تسلَّلت وهربت إلى يهوذا. فلم يكن لدى الشعب استعدادًا أن يترك اللهو والزنا والرجاسات الوثنيَّة، حتى إن كان ثمرة هذا دمارًا للمملكة وسفك دماء مستمرَّة وانقسامات حتى بين الجيش والشعب. |
||||
17 - 09 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 173303 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عُمري يبني السامرة: 21 حِينَئِذٍ انْقَسَمَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ نِصْفَيْنِ، فَنِصْفُ الشَّعْبِ كَانَ وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ لِتَمْلِيكِهِ، وَنِصْفُهُ وَرَاءَ عُمْرِي. 22 وَقَوِيَ الشَّعْبُ الَّذِي وَرَاءَ عُمْرِي عَلَى الشَّعْبِ الَّذِي وَرَاءَ تِبْنِي بْنِ جِينَةَ، فَمَاتَ تِبْنِي وَمَلَكَ عُمْرِي. 23 فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ وَالثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً. مَلَكَ فِي تِرْصَةَ سِتَّ سِنِينَ. 24 وَاشْتَرَى جَبَلَ السَّامِرَةِ مِنْ شَامِرَ بِوَزْنَتَيْنِ مِنَ الْفِضَّةِ، وَبَنَى عَلَى الْجَبَلِ. وَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا بِاسْمِ شَامِرَ صَاحِبِ الْجَبَلِ «السَّامِرَةَ». 25 وَعَمِلَ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. 26 وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ. 27 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُمْرِي الَّتِي عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ الَّذِي أَبْدَى، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ؟ "وقويَ الشعب الذي وراء عُمري على الشعب الذي وراء تبني بن جينة، فمات تبني وملك عُمري. في السنة الواحدة والثلاثين لآسا ملك يهوذا ملك عُمري على إسرائيل اثنتي عشرة سنة، ملك في ترصة ستّ سنين. واشترى جبل السامرة من شامر بوزنتين من الفضَّة، وبنى على الجبل، ودعا اسم المدينة التي بناها باسم شامر صاحب جبل السامرة" [22-24]. يرى البعض أن الجيش كان وراء قائده عُمري، بينما كان الشعب ملتصقًا بتبني، غير أن النصرة تحقَّقت للجيش. نقل عُمري العاصمة التي فيها حَرق زُمري نفسه مع القصر الملكي واشترى جبل السامرة ليقيمها عاصمة لإسرائيل. اشتراها بثمن بخس من شامر، وذلك ربَّما لأن الملك وعده بأن يدعو المدينة باسمه شاميرين Shemeren (بالعبريَّة) وهي من شامر. وإن كان البعض يرون أن وزنتين من الفضَّة قيمتهما حوالي 700 جنيها إسترلينيًا يُحسب مبلغًا كبيرًا بالنسبة لشراء جبلٍ كهذا. لم يكن ممكنًا لمملكة إسرائيل المنشقَّة والتي أعطت ظهرها لله أن تستقر. كانت العاصمة في أيَّام يربعام هي شكيم ثم ترصة، فالسامرة، أمَّا مملكة يهوذا فعاصمتها هي مدينة الله "أورشليم". هكذا النفس التي تعطي ظهرها لله لن تستقر قط، أمَّا التي ترتبط فيه فتجد راحتها في أورشليم العليا، المدينة التي صانعها هو الرب. نال عُمري شهرة ببنائه السامرة وشجاعته ونصراته ومات على سريره ليُدفن مع آبائه، لكنَّه بشرِّه ترك ميراثًا من الشرور لنسله ليحطِّم كل بيته ونسله. أنَّه مثل يربعام وبعشا هكذا عُمري. الكل أشرار ماتوا ودفنوا، لكن بيوتهم لم تبقَ بل دمَّرها الشرّ الذي ارتكبوه وتلقفته أيادي نسلهم. وجد على لوح أثري في خرائب نينوى نقش عن مدينة السامرة تدعى فيها "بيت عُمري Beth-Khumri. في أيَّام تغلث فلاسر دُعيت Sammirim، وعند إعادة بنائها دعاها هيرودس سبسطيَّة Sebustiyeh، ثم دعيت فيما بعد Sebaste. من الجانب السياسي تعتبر السامرة في مركزٍ أفضل من شكيم، وربَّما أفضل من ترصة. ومن الجانب العسكري فهي محصَّنة. ومن الجانب الاقتصادي فالمدينة يحوط بها ينابيع مياه كثيرة، على خلاف شكيم وترصة حيث كانتا جافتين ومهجورتين. "وعمل عُمري الشرّ في عينيّ الرب، وأساء أكثر من جميع الذين قبله" [25]. هذا يذكِّرنا بما كان يحدث فيما بعد في الدولة الرومانيَّة حينما كان الجيش يسمع بأن الملك قد اُغتيل في الحال يقوم الجيش بتقديم الثوب الأرجواني للقائد العام للجيش. استلم عُمري المُلك بعد صراع طويل مع تبني، لكنَّه إذ استقر في العاصمة الجديدة التي من عمله قاوم الحق وصنع الشرّ أكثر من سابقيه. صار هو وابنه آخاب مثلين خطيرين للشرّ. جاء صوت الرب للشرِّير: "وتحفظ فرائض عُمري وجميع أعمال بيت آخاب، وتسلكون بمشوراتهم لكي أسلك للخراب وسكَّانها للصفير، فتحملون عار شعبي" (مي 6: 16). حثّ يربعام الشعب على الوثنيَّة وأغراهم بإقامة مركزين للعبادة والعجلين الذهبيِّين؛ أمَّا عُمري فاستخدم العنف ملزمًا إيَّاهم عليها. "وسار في جميع طريق يربعام بن نباط، وفي خطيَّته التي جعل بها إسرائيل يخطئ، لإغاظة الرب إله إسرائيل بأباطيلهم" [26]. يدعو العبرانيُّون الأوثان "أباطيل" أو "فراغًا" أو "عدمًا". من يلتصق بهم يصير باطلًا معهم، كما من يلتصق بالله الحق يصير حقًا. فمن يعبد الرب بالحق يصير شريكًا في الطبيعة الإلهيَّة (2 بط 1: 3-4) باتِّحاده معه. ومن يعبد الباطل يُشارك الباطل طبيعته الباطلة باتِّحاده معه. فالعبادة ليست روتينًا يُمارسه الجسد، بل هي بالحق اتِّحاد الإنسان بكل كيانه مع المعبود ليصير واحدًا معه، يشاركه طبيعته وأمجاده أو عاره (للأوثان)، أبديته أو دماره الأبدي (كعبادة الشيطان). لا نعجب إن رأينا في العصر الحديث وقد انتشرت عبادة الشيطان علانيَّة في الغرب وتسلَّلت إلى الشرق أن المتعبِّدين له صاروا يحملون الكثير من سماته، خاصة التجديف على الله ومقاومة الكلمة الإلهيَّة، واستخدام العنف، وكل شذوذ، وكسر حتى للناموس الطبيعي. يمكننا بحق القول بأنَّهم صاروا سفراء إبليس الحاملين سماته، ليحقِّقوا غايته من نشر الكذب الباطل والفساد وبعث روح الضلال وسفك الدماء. |
||||
17 - 09 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 173304 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
آخاب عابد البعل: 28 وَاضْطَجَعَ عُمْرِي مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي السَّامِرَةِ، وَمَلَكَ أَخْآبُ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. 29 وَأَخْآبُ بْنُ عُمْرِي مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ وَالثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّامِرَةِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً. 30 وَعَمِلَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. 31 وَكَأَنَّهُ كَانَ أَمْرًا زَهِيدًا سُلُوكُهُ فِي خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، حَتَّى اتَّخَذَ إِيزَابَلَ ابْنَةَ أَثْبَعَلَ مَلِكِ الصِّيدُونِيِّينَ امْرَأَةً، وَسَارَ وَعَبَدَ الْبَعْلَ وَسَجَدَ لَهُ. 32 وَأَقَامَ مَذْبَحًا لِلْبَعْلِ فِي بَيْتِ الْبَعْلِ الَّذِي بَنَاهُ فِي السَّامِرَةِ. 33 وَعَمِلَ أَخْآبُ سَوَارِيَ، وَزَادَ أَخْآبُ فِي الْعَمَلِ لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 34 فِي أَيَّامِهِ بَنَى حِيئِيلُ الْبَيْتَئِيلِيُّ أَرِيحَا. بِأَبِيرَامَ بِكْرِهِ وَضَعَ أَسَاسَهَا، وَبِسَجُوبَ صَغِيرِهِ نَصَبَ أَبْوَابَهَا، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ يَشُوعَ بْنِ نُونٍ. "واضطجع عُمري مع آبائه ودفن في السامرة، وملك آخاب ابنه عوضًا عنه" [28]. ملك عُمري لمدَّة حوالي 12 عامًا، أربعة أعوام في صراع مع تبني وحوالي ثمانية أعوام أو أقل منفردًا بعد موت تبني. قضى الأربعة أعوام الأولى في ترصة ثم عامين بعد موت تبني حتى بَنَى العاصمة الجديدة (السامرة) وانتقل إليها، حيث قضى حوالي ستّ سنوات فيها. في السنة 27 من ملك آسا أقامه الجيش ملكًا. في السنة 31 من ملك آسا (بعد 4 سنوات) انفرد بالحكم بعد موت تبني. في السنة 32/33 من ملك آسا صارت السامرة عاصمته (بعد سنتين من الحكم). في السنة 28 من ملك آسا مات واحتل ابنه آخاب العرش. "وآخاب بن عُمري ملك على إسرائيل في السنة الثامنة والثلاثين لآسا ملك يهوذا. وملك آخاب بن عُمري على إسرائيل في السامرة اثنتين وعشرين سنة. وعمل آخاب بن عُمري الشرّ في عينيّ الرب أكثر من جميع الذين قبله" [29-30]. كان والده قد صنع الشرّ وأساء أكثر من جميع الذين قبله حيث أصدر منشورًا يُلزم الشعب أن يعبدوا الأوثان، الأمر الذي لم يسبق له مثيل، حيث كان الملوك يُغرون الشعب بكل وسيلة دون إصدار قوانين ملزمة. أمَّا آخاب فبزواجه إيزابل فاق والده في الشرّ، إذ لم يقف الأمر عند إلزامه الشعب للعبادة الوثنيَّة، وإنَّما قتل الأنبياء وهدم مذابح الرب، وصارت الحرب علنيَّة ضدّ كل ما يمس الرب (1 مل 18: 4). لم تعد عبادة العجلين عبادة رمزيَّة لله الحيّ، بل صارت عبادة موجَّهة للأوثان علنيَّة. "وكأنَّه كان أمرًا زهيدًا سلوكه في خطايا يربعام بن نباط، حتى اتَّخذ إيزابل ابنة أثبعل ملك الصيدونيِّين امرأة، وسار وعبد البعل وسجد له" [31]. أثبعل Eth-baal، ترتبط بالـ Ithobalus of Menandrt الذي ملك في صور، وربَّما على كل فينيقيَّة بعد موت حيرام بحوالي 50 عامًا. كلمة "أثبعل" تعني "معه البعل"، وكان كاهنًا على معبد عشتارت العظيم في صور. عندما بلغ السادسة والثلاثين اغتال فيليس Pheles أو Philetes ملك صور، واغتصب عرشه. بقي ملكًا لمدَّة 32 عامًا وأسس أسرة ملكيَّة دامت على الأقل 62 عامًا. كرَّست ابنته إيزابل كل طاقاتها لنشر عبادة البعل في إسرائيل وإزالة كل أثر لعبادة الله الحيّ، حتى صار اسمها رمزًا لكل فساد (رؤ 22: 24). بلا شك كان هذا الزواج يحمل مسحة سياسيَّة. فتزوَّج آخاب ابنة ملك صور كنوعٍ من معاهدة السلام بين إسرائيل وصيدون، كما سبق ففعل سليمان من قبل وتزوَّج كثيرات لإقامة علاقات ودّ مع الدول المجاورة. ظنَّت إيزابل كابنة كاهن البعل أنَّها تقدِّم خدمة بنشر عبادة البعل بكل سلطان، وأن تقتل أنبياء الله وتحطَّم المذابح، لكن لم يكن لآخاب ما يبرِّره بأن يطلق العنان لزوجته تفعل ما تشاء في حياة الشعب، وأن يبني هيكلًا للبعل ويثبِّت عبادة العشتاروت، فينوس الصيدونيَّة. "وأقام مذبحًا للبعل في بيت البعل الذي بناه في السامرة" [32]. بنى مذبحًا للبعل في العاصمة، حتى صارت العاصمة أحد مراكز عبادة البعل الرئيسيَّة، فكان الشعب يعبد البعل وزوجته عشتاروت. كانت الذبائح مستمرَّة والنيران لم تُطفأ قط، يعمل الكهنة وهم حفاة، يرقصون ويُقبِّلون الصنم (1 مل 19: 18) كجزء رئيسي من العبادة. "وعمل آخاب سواري، وزاد آخاب في العمل لإغاظة الرب إله إسرائيل أكثر من جميع ملوك إسرائيل الذين كانوا قبله. في أيَّامه بنى حيئيل البيتئيلي أريحا بأبيرام بِكرِه وضع أساسها، وبسجوب صغيره نصب أبوابها. "حسب كلام الرب الذي تكلَّم به عن يد يشوع بن نون" [33-34]. لعن يشوع بن نون من يقوم ببناء أريحا (يش 6: 26). هذه النبوَّة كانت منذ حوالي خمسة قرون قبل حدوثها. ماذا يعني أنَّه بناها: ببِكرِه وضع أساسها، وبصغيره نصب أبوابها؟ الرأي الأول: أن بحكم إلهي إذ حلّت اللعنة على الأسرة مات الابن البكر- رجاء الأسرة - عند بدء وضع الأساسات، ومات إخوته الواحد تلو الآخر حتى مات أصغرهم عند نصب أبواب المدينة. الرأي الثاني: أن هذا النص يُشير إلى أن بناء المدينة استغرق وقتًا طويلًا جدًا. فقد بدأ وضع الأساسات عند ميلاد الابن البكر واستمر البناء حتى نصبت الأبواب عند ميلاد أصغر طفل. بمعنى آخر سمح الله بمعطِّلات كثيرة حتى يكف حيئيل عن البناء فلا تحلّ به اللعنة. لكنَّه صمَّم على البناء بالرغم من العقبات، فاستغرق البناء كل هذا الوقت. الرأي الثالث: أن حيئيل عند بنائه للمدينة كرَّس أساسها بتقديم بِكرِه ذبيحة لكي تساعده الآلهة الوثنيَّة على هذا العمل. وذبح أصغر ابن له عند نصب الأبواب كذبيحة شكر للآلهة التي ساعدته على البناء. هذا الرأي الأخير أخذ به الكلدانيُّون. لقد حلَّت اللعنة على أريحا إلى يومنا هذا، فلم تُمح من الوجود، بل بقيت قرية صغيرة جدًا بها حوالي 30 بيتًا صغيرًا، لم يوجد أي آثار ثمينة في موقعها تكشف عن مجدها السابق. ورَدَ هذا الأمر كعيِّنة من الشرّ الذي ساد الشعب، ورغبة الكل في العصيان وعدم المبالاة حتى باللعنة التي أعلنها يشوع بن نون. |
||||
17 - 09 - 2024, 01:23 PM | رقم المشاركة : ( 173305 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أهم عواصم العالم القديم في الكتاب المقدَّس اختار الله "أورشليم" التي تعني "نور السلام" أو "رؤية السلام"، حيث تمثِّل اللقاء بين الله وشعبه، وسكناه في وسطهم، ليهبهم من سلامه السماوي. دعيت مدينة الملك العظيم، وصارت عاصمة مملكة إسرائيل قبل الانقسام. أمَّا مملكة الشمال المنشقَّة فلم تستطع أن تستقر على عاصمة واحدة، فقد اختار أول ملك لها يربعام مدينة شكيم ثم صارت ترصة العاصمة، وأخيرًا السامرة. فيما يلي أهم عواصم العالم القديم: 1. أور الكلدانيِّين: عاصمة صومر القديمة على نهر الفرات. احتلَّ هذه المدينة السومريُّون والعيلاميُّون والبابليون والكلدانيُّون على التوالي. وُجدت قبل عصر إبراهيم أب الآباء ما يقرب من ألف عام، وهي مسقط رأسه قبل دعوته للذهاب إلى حاران ثم كنعان (تك 11: 28؛ 15: 7؛ نح 9: 7). كان شعب أور يعبدون إله القمر. مكانها اليوم خرائب المغيَّر في منتصف المسافة ما بين بغداد والخليج الفارسي. 2. شوشن أو سوسا: عاصمة عيلام القديمة، شرق أرض ما بين النهرين. كانت أقوى من بابل، خضعت فيما بعد لفارس وصارت عاصمة الإمبراطوريَّة الفارسيَّة. فيها تمَّت الأحداث الواردة في سفر إستير (إس 1: 2-5). 3. اكبتانة: عاصمة إمبراطوريَّة مادي (عز 6: 2)، صارت المقرّ الصيفي لملوك فارس. الماديُّون هم نسل مادي بن يافث (تك 10: 2)، وكانوا يتَّصلون بالفرس في الجنسيَّة واللغة والثقافة والتاريخ. اتَّحدت مملكتا مادي وفارس في أيَّام كورش سنة 588 ق.م، وسمِّيت مادي وفارس (دا 5: 28؛ 6: 8، 12، 15)؛ وفارس ومادي (إس 1: 19). 4. نينوى: عاصة الإمبراطوريَّة الأشوريَّة؛ وهي مدينة قديمة محصَّنة، كرز فيها يونان النبي وتاب شعبها (سفر يونان). 5. بابل: عاصمة الإمبراطوريَّة البابليَّة في أرض الكلدانيِّين (إر 41: 5). سُبيَ إليها شعب يهوذا على ثلاث دفعات. 6. أورشليم: عاصمة إسرائيل في عهد داود النبي (2 صم 5: 6-7)، فيها أقام سليمان هيكل الرب، تحمل رمزًا لأورشليم العُليا السماويَّة (رؤ 21). 7. السامرة: بناها عُمري الملك السادس لمملكة الشمال وذلك في عام 880 ق.م. وجعلها العاصمة المستقرَّة لإسرائيل حتى تمَّ السبيّ الآشوري لإسرائيل. 8. دمشق: عاصمة سوريا (أرام)، وهي مركز تجاري هام، من أقدم المدن التي عرفها العالم (تك 14: 15). 9. حبرون: غربي أورشليم، كانت عاصمة مملكة داود الملك عندما ملك على يهوذا (2 صم 2: 1-4). وهي موضع استقرار إبراهيم بعد عودته من مصر (تك 13: 18). 10. نو: كانت تُعرف أيضًا بطيبة، وهي في صعيد مصر. كانت عاصمة مصر ومركزًا للعبادة الوثنيَّة في وادي مصر. 11. شكيم: أول عاصمة لمملكة الشمال المنشقَّة، وذلك في أيَّام يربعام، سبق الحديث عنها. 12. ترصة: صارت عاصمة لمملكة الشمال لمدَّة حوالي 50 عامًا (1 مل 14: 17؛ 15: 21؛ 16: 6) حتى بني عُمري السامرة. وهي مدينة جميلة للغاية (نش 6: 4). |
||||
17 - 09 - 2024, 01:29 PM | رقم المشاركة : ( 173306 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإحتمال المثلث: صادق أو كاذب أو مجنون! من هو المسيح؟ لقد علَّق المسيح أهمية كبيرة على من يقول الناس إنه هو، وقال كلايف س. لويس، الذي كان أستاذاً بجامعة كامبردج، وكان يوماً ما لا أدرياً - قال: إني هنا أحاول أن أمنع من يُجرَّب أن يقول سرّ القول الفارغ: إني أقبل المسيح كمعلم أخلاقي عظيم، ولكني لا أقبل دعواه بأنه اللّه، فهذا ما لا يجب أن يقوله عاقل! فإن ما قاله المسيح عن نفسه لا يجعل منه معلماً أخلاقياً عظيماً، لكنه إما أن يكون مجنوناً، أو شيطاناً. فهو إما مجنون، أو هو الشيطان نفسه. قد ترفضه وتحكم عليه بالجنون، أو تبصق عليه وتقتله كشيطان، أو تجثو عند قدميه وتدعوه رباً وإلهاً. ولكن لنترك جانباً اللغو الفارغ بأنه معلم عظيم، فلم يترك لنا هو الفرصة لنقول مثل هذا الكلام، ولم يُرِدْ لنا أن نقوله! (6). إن كلام المسيح جزء من ذات نفسه، وليس نطق نبي يعلن كلام سواه، فلو أننا فصلنا بين يسوع وأقواله، لا تعود لها قوتها. ويقول المؤرخ العظيم كنث لاتوريت أستاذ التاريخ المسيحي في جامعة ييل: ليست تعاليم المسيح هي التي تعطيه الأهمية الكبيرة، مع أنها كافية لأن تفعل ذلك، ولكن العظمة في الشخص الذي قال ما قاله! ولا يمكن أن تفصل بين المعلّم وتعاليمه، فالمسيح وتعاليمه غير منفصلين. إن تعليمه عن ملكوت اللّه وعن السلوك البشري وعن اللّه تعاليم هامة، ولكنها لا تنفصل أبداً عن شخصه (7). المسيح يقول إنه ابن اللّه وهناك احتمالان: الاحتمال الأول: هو القول الصحيح والاحتمال الثاني : هو القول الكاذب. القول الصحيح بأنه رب ويحوي احتمالان هما: الأول: يمكن أن نقبله، والثاني: يمكن أن نرفضه. والاحتمال الثاني بأنه يقول الصدق يحوي احتمالان: الاحتمال الأول: لم يعرف أن ما يقوله كذب، فكان مخدوعاً عن إخلاص، أو ربما كان مجنوناً. والإحتمال الثاني: أنه عرف أن ما يقوله كذب، فأعطى الصورة الخاطئة عن قصد، فكان كاذباً ومرائياً وشيطاناً وأحمقاً، لأنه مات بسبب إدعاءه الكاذب. 1 - هل السيد المسيح هو اللّه؟ قال المسيح عن نفسه إنه اللّه (في الفصل الأول) ولم يترك مجالاً لفكرة أخرى. ولا زلنا اليوم نسأل السؤال الذي سأله المسيح لتلاميذه: مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ (مرقس 8: 29). وكلام المسيح عن نفسه ربما يكون خطأ أو صواباً. فإن كان صواباً، فهو اللّه فعلاً، ويجب أن نقبل سيادته علينا أو نرفضها، ونحن بلا عذر. ولنبحث أولاً إن كان قوله إنه اللّه خطأ. فإن كان خطأ، فإن أمامنا احتمالين: إمّا أنه عرف أنه مخطئ، أو أنه لم يعرف. وسنفحص كُلاّ من هذين الاحتمالين: 2 - هل المسيح كاذب؟ لو أن المسيح عرف أن قوله بألوهيته خطأ، لكان كاذباً! ولو كان كاذباً لكان أيضاً مرائياً، لأنه طالب أتباعه بالأمانة المطلقة مهما كان الثمن، بينما هو نفسه ليس أميناً ولا صادقاً! وأكثر من هذا: إنه شيطان، لأنه طالب أتباعه بالإيمان به والاتكال عليه لحياتهم الأخلاقية. ولو كان عاجزاً عن تتميم ما وعد به، وهو يعلم ذلك، لكان شريراً بصورة رهيبة! وأخيراً يكون أحمق، لأن ادعاءه الباطل بالألوهية قاده إلى الصليب.. أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتاً وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضاً: أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ فَقَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الْإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُّوَةِ، وَآتِياً فِي سَحَابِ السَّمَاءِ . فَمَّزَقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟ فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ (مرقس 14: 61 - 64)، أَجَابَهُ الْيَهُودُ: لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لِأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللّهِ (يوحنا 19: 7). كتب وليم لكي أحد مؤرخي بريطانيا العظماء، وأحد عتاة مقاومي المسيحية في كتابه: تاريخ الأخلاق الأوربية من أغسطس إلى شرلمان قال: المسيحية وحدها قدمت للعالم شخصية نموذجية ألهمت الناس الحب خلال ثمانية عشر قرناً، وأثَّرت في كل العصور والأمم والأمزجة والحالات. ولم تقدم للعالم أعظم نموذج للفضيلة فقط، لكن قدَّمت أيضاً أعظم حافز لممارستها. إن السجل البسيط للسنوات الثلاث لحياة هذه الشخصية العظيمة عملت في تجديد البشر وتهذيبهم، أفضل مما عمل كل الفلاسفة والوعّاظ ورجال الأخلاق (8). وقال المؤرخ المسيحي فيليب شاف: لو أن هذه الدعوة كانت على حق لكانت تجديفاً أو جنوناً. ولكن الغرض الأول لا ينسجم مع طهارة يسوع الأخلاقية وسموه الرفيع، كما تتضح من كل عمل ومن كل كلمة باتفاق الجميع. ولا يمكن لشخص بمثل وضوح فكر يسوع وسلامته أن يخدع نفسه فيظن أنه اللّه، فإنه لم يفقد اتّزانه أبداً، وسَبَحَ بمهارة فوق كل تيارات الاضطهادات والمتاعب كما تسبح الشمس فوق الغيوم، وقدَّم أحكم الأجوبة لأعقد الأسئلة، وتنّبأ بصَلبه وموته وقيامته في اليوم الثالث، وحلول الروح القدس، وتأسيس الكنيسة، وخراب أورشليم. وتحققت كل نبواته تماماً. هذه الشخصية الفريدة الأصيلة الكاملة ذات السمو الرفيع الذي يعلو فوق كل عظمة إنسانية لا يمكن أن تكون كاذبة أو خيالية. إنه أضخم الأبطال ويحتاج الأمر إلى بطل أعظم من يسوع لينسج مثل شخصية يسوع، لو أن هذا ممكن! (9). وفي كتاب آخر يقول شاف: فكرة خداع المسيح لتابعيه تنافي كل مبدأ أخلاقي حتى أنها تحمل في ذاتها دليل بطلانها، وقد اخترعها اليهود الذين صلبوه ليُخْفوا جريمتهم، ولكن لم يقبلها أحد من العلماء الذين يحترمون أنفسهم، في أي عصر من العصور. وكيف - باسم المنطق والعقل والاختبار - كيف يمكن لمضلل كاذب أن يعلّم ويحيا أطهر وأسمى حياة بشرية - بكل هذا الصدق والحق - من بدء حياته إلى نهايتها؟ وكيف كان يمكن أن يحيا هذه الحياة الأخلاقية السامية، ويبذل نفسه من أجل هدفه السامي النبيل؟ (10). إن الذي يحيا كما عاش المسيح، ويعلّم كما علم، ويموت كما مات، لا يمكن أن يكون كاذباً؟ فما هو البديل الآخر؟ 3 - هل المسيح مجنون؟ وإذا كان من غير المعقول أن يكون المسيح كاذباً، فهل يمكن أنه ظن في نفسه أنه اللّه، عن طريق الخطأ؟ فمن الممكن أن يخطئ الإنسان منا عن إخلاص! ولكن في المجتمع اليهودي المؤمن إيماناً جازماً بالوحدانية، لم يكن ممكناً لشخص أن يعلن عن ألوهيته، ويقول للناس إن مصيرهم يتوقّف على إيمانهم به، إلا إن كان مجنوناً بكل معنى الكلمة. فهل كان يسوع مجنوناً؟ كتب كلايف لويس: لم يكن ممكناً إيجاد تفسير آخر أسهل قبولاً من التفسير المسيحي لحياة يسوع وتعاليمه وتأثيره. ولا يمكن تعليل عمق فكره وسمو تعاليمه إلا إذا أدركنا ألوهيته. ولقد تتابعت النظريات غير المسيحية عن شخص المسيح وانتهت إلى الفشل (11). كان نابليون عبقرياً في معرفة الناس، وقد قال: أنا أعرف الناس، لكني أقول لكم إن يسوع المسيح لم يكن إنساناً. إن أصحاب العقول السطحية يرون تشابهاً بين يسوع وبين مؤسسي الإمبراطوريات والديانات الأخرى، ولكن هذا التشابه غير موجود، فإن بين المسيحية وأي دين آخر مسافة لا نهائية. وكل ما في المسيح يذهلني، وروحه ترعبني، وإرادته تربكني، فلا مجال للمقارنة بينه وبين أي شخص آخر في العالم، فهو نسيج وحده. ولا يمكن تفسير أفكاره وعواطفه والحقائق التي أعلنها وطرق إقناعه، بالمعايير البشرية... وكلما زاد اقترابي منه، وكلما فحَصْتُ عنه، وجدته أعلى مني، ويبقى عالياً من كل الوجوه علواً مسيطراً. إن ديانته ثمر فكر غير بشري بلا شك، ولا يوجد له نظير في حياته وفي مثاليته.. إنني أفتش في التاريخ عن نظير له، أو شبيه بإنجيله، فلا أجد. فلا التاريخ، ولا البشرية، ولا العصور، ولا الطبيعة، قدَّمت لي شبيهاً له. فكل ما فيه هو فوق طبيعي (12). قال تشاننج من الطائفة اليونيتريانز (طائفة مسيحية ترفض ألوهية المسيح وتؤمن بالتوحيد المطلق): لا يمكن أن نلصق بالمسيح تهمة الحماس الزائد بالنفس، ولا نجد في تاريخه أثراً لذلك، لا في تعاليمه الهادئة، ولا في ديانته العلمية الخادمة. لقد قدم ديانته ومعجزاته ببساطة وإقناع، في إدراك كامل للطبيعة الإنسانية، بدون تفريق بين طبقات البشر. ومع أنه أعلن سلطانه على العالم الآتي، ووجَّه فكر تلاميذه للسماء، إلا أنه لم يُثْرِ خيال التلاميذ بوصفٍ مفصَّل للعالم الآتي. إن أشدَّ ما يميّز شخصية المسيح هو هدؤه وامتلاكه لذاته. كم كان تواضعه عظيماً! هل تعكس الصلاة الربانية حماسة عاطفية؟ أبداً! حتى عطفه على الناس، مع أنه كان عطفاً صادقاً عميقاً، كان عاقلاً مهيباً. لم يفقد ضبطه لنفسه أبداً وهو يعطف على الآخرين، ولم يهرع لعمل صالح بطريقة الانفعال والحماس والتهّوُر.. لقد عمل كل شيء بهدوء منتظم لا نراه إلا في أعمال العناية الإلهية (10). ويقول فيليب شاف: هذا العقل الصافي كالسماء، المنعش كنسمات الجبل، الحاد كالسيف الماضي، القوي الصحيح، المستعد دوماً والمسيطر دوماً - هل يمكن أن يكون عُرْضة للتطّرف أو الخداع وهو يعلن شخصيته ورسالته؟ إن مثل هذا الظن ليتنافى تماماً مع العقل! (10). 4 - المسيح الرب: يحتاج جوابك على سؤال من هو المسيح؟ إلى ذهن قوي متيقّظ. إنك لا تقدر أن تقول ببساطة إنه معلم عظيم وكفى، فليس هذا صحيحاً. إما أن يكون مضلِّلاً أو مجنوناً، أو إلهاً. ويجب أن تختار. ولكن كما قال الرسول يوحنا: أَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ (يوحنا 20: 31). إن البرهان لا يُدحض على أن يسوع هو اللّه. على أن البعض يرفضون البرهان الواضح بسبب علل أخلاقية، ولكن علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا لنقرر إنْ كان يسوع كاذباً أو مجنوناً، أو رباً وإلهاً، كما قال هو عن نفسه! |
||||
17 - 09 - 2024, 01:30 PM | رقم المشاركة : ( 173307 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لو أن اللّه صار إنساناً لو أن اللّه صار إنساناً، فكيف يجب أن يكون؟ - أو هل كان للمسيح صفات اللّه؟ وقبل إجابة هذا السؤال يلزمنا الإجابة على سؤال آخر، هو: لماذا يصير اللّه إنساناً؟ وللإجابة نقدم مثلاً عن فلاح يحرث حقله. فلنفترض أنك أنت ذلك الفلاح وتُلاحظ عش نمل في طريق المحراث، ولنفترض أنك تحب النمل، فتفكر أن تسرع إليهم لتحذيرهم. وتصرخ محذّراً، لكنهم يستمرون في عملهم، فتستعمل لغة الإشارة، وكل وسيلة أخرى تعرفها، ولكن النمل لا ينتبه. لماذا؟ لأنك عاجز عن الاتصال بهم. فما هي أفضل طريقة لذلك؟ هي أن تصير نملة فيفهمون ما تقول. ولما أراد اللّه أن يتصل بنا، وجد أن أفضل طريقة هي أن يصير إنساناً مثلنا، فيكون على اتصال مباشر بنا. والآن لنجاوب سؤالنا الأصلي: لو أن اللّه صار إنساناً، فكيف يكون؟ يجب أن يملك كل صفات اللّه، ويدخل عالمنا بطريقة لم يدخله بها أحد من قبل، ويعمل أعمالاً معجزية، ويكون بلا خطية، ويترك أثره العظيم الباقي على العالم كله، مع أشياء أخرى عظيمة كثيرة. وإنني أعتقد أن اللّه جاء إلى العالم في المسيح، وأن المسيح أظهر كل صفات اللّه. ولننظر الآن إلى هذا المخلِّص: لو أن اللّه صار إنساناً، فإننا نتوقع منه أن: 1 - يدخل إلى العالم بطريقة غير عادية. 2 - يكون بلا خطية. 3 - يُجري المعجزات. 4 - يكون مختلفاً عن كل ما عداه. 5 - يقول أعظم ما يُقال. 6 - يكون تأثيره شاملاً ودائماً. 7 - يُشبع جوع الناس الروحي. 8 - يكون له سلطان على الموت. |
||||
17 - 09 - 2024, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 173308 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دخوله إلى العالم بطريقة غير عادية ميلاد المسيح من عذراء برهان على هذا! ونجد القصة في إنجيلي متى ولوقا، وقد سبق ورودها كنبّوَة في العهد القديم، ما معناه نسل المرأة يسحق رأس الحية (تكوين 3: 15) وهذا يعني أن المخلص الآتي سيكون من نسل امرأة، لا من رجل. وهناك نبوة أصرح في إشعياء 7: 14 هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسمَهُ عِمَّانُوئِيلَ ولا شك أن هذه العذراء هي المرأة المشار إليها في التكوين 3: 15. وقد وردت كلمة العذراء هذه ست مرات أخرى في الكتاب المقدس، بمعنى الفتاة التي لم تتزوج وقد تُرجمت إلى اليونانية في الترجمة السبعينية بكلمة عذراء كما اقتبسها متى (1: 23) على أنها تحققت في ولادة يسوع من العذراء. ويقول إشعياء إن ولادة العذراء معجزة وآية من اللّه نفسه: يعطيكم السيد نفسه آية وهذا معناه ولادة غير طبيعية سبق أن تنبأ عنها إشعياء منذ أجيال بعيدة. وتتَّسم قصة البشيرين عن الميلاد العذراوي بالدقة التاريخية، فلوقا يقول إنها حدثت وقت تعداد (اكتتاب) أَمَرَ به كيرينيوس. وقد ظن البعض أن كيرينيوس حكم سوريا سنة 8 بعد الميلاد، فيكون التعداد حدث بعد مولد المسيح وبعد موت هيرودس. لكن ثبت أن كيرينيوس حكم مرتين: أولهما من 10 - 7 ق. م، وهذا يجعل الإحصاء الأول وقت ولادة يسوع، وقبل موت هيرودس بقليل، وهو عام 4 ق. م. ومع أن متى ولوقا يرويان قصة ميلاد يسوع من زاويتين مختلفتين، وقد استقيا المعلومات من مرجعين مختلفين، إلا أنهما يتفقان في أن يسوع حُبل به بالروح القدس من مريم العذراء المخطوبة ليوسف، الذي كان يعلم سرَّ ما حدث لخطيبته. ونقدم هنا اثنتي عشرة نقطة للتوافق بين قصتي متى ولوقا: 1 - وُلد يسوع في أواخر أيام هيرودس (متى 2: 1 ، 13 ، لوقا 1: 5). 2 - حُبل به من الروح القدس (متى 1: 18 و 20 ، لوقا 1: 35). 3 - أمه عذراء (متى 1: 18 و 20 و 23 ، لوقا 1: 27 ، 34). 4 - كانت مخطوبة ليوسف (متى 1: 18 ، لوقا 1: 27 ، 2: 5). 5 - يوسف من نسل داود (متى 1: 16 و 20 ، لوقا 1: 27 ، 2: 4). 6 - وُلد يسوع في بيت لحم (متى 2: 1. لوقا 2: 4 و 6). 7 - دُعي اسمه يسوع بتوجيه إلهي (متى 1: 21 ، لوقا 1: 31). 8 - أُعلن أنه المخلِّص (متى 1: 21 ، لوقا 2: 11). 9 - عرف يوسف مقدماً بما جرى لمريم، وسببه (متى 1: 18 - 20 ، لوقا 2: 5). 10 - مع هذا فقد أخذ مريم وتحمَّل مسؤليته من نحو الطفل يسوع (متى 1: 20 و 24 و 25 ، لوقا 2: 5). 11 - صاحبت إعلان الميلاد رؤى وإعلانات (متى 1: 20 ، لوقا 1: 26 و 27). 12 - عاشت مريم ويوسف في الناصرة بعد ولادة المسيح (متى 2: 23 ، لوقا 2:39). |
||||
17 - 09 - 2024, 01:32 PM | رقم المشاركة : ( 173309 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يوجد تناقض واحد في سلسلة نسب المسيح ولا يوجد تناقض واحد في سلسلة نسب المسيح. وهناك سلسلتان للنسب تظهران للقارئ السطحي متناقضتين. على أن السلسلة التي أوردها متى هي ليوسف، والتي أوردها لوقا هي سلسة نسب مريم. ولما كان يوسف من نسل يكنيا. فليس له الحق في العرش (إنظر إرميا 22: 30 ، 2 ملوك 2: 24 ومتى 1: 11). ولكن مريم ليست من نسل يكنيا. ولما لم يكن يوسف أباً ليسوع، فإن ليسوع الحق في العرش باعتبار أنه نسل المرأة مريم (لوقا 3: 23). ويعارض البعض قصة ميلاد يسوع العذراوي بحجة أن مرقس (أقدم البشيرين، والذي سجل ما سمعه من الرسول بطرس) لم يذكر القصة، كما أن يوحنا لم يوردها في إنجيله. ويقدم كلمنت روجرز الرد التالي: كتب مرقس إنجيله في وقت مبكر، كانت مريم أم يسوع حيَّة وقتها، وكانت معروفة لدى الكثيرين، ولم تكن القصة تحتاج لرواية، فوضع مرقس التركيز كله على تعاليم المسيح ومعجزاته، وبشكل خاص على قصة الصليب. أما يوحنا فقد كتب في وقت متأخر، كانت فيه قصة الميلاد العذراوي قد عُرفت وذاعت من قصة إنجيلي متى ولوقا. ويهتم يوحنا بتوضيح موعد وليمة الفصح، ويفترض أن قرَّاءه يعرفون مريم ومرثا. وهو يكتب للمسيحيين، أو على الأقل للمهتمّين بالمسيحية. ولو أن قصة الميلاد العذراوي كانت موضع جدل أو إنكار لكتبها يوحنا ليؤكد صحتها، ولكنه عندما يقول: والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا يضمّن الفكرة. ولم يذكر يوحنا أيضاً موضوعي المعمودية والعشاء الرباني لأنهما كانا قد أصبحا جزءاً لا يتجزأ من الحياة المسيحية، ولكنه يلمّح إليهما في روايته لقصة نيقوديموس، وفي الحديث عن إشباع الخمسة آلاف (13). ومن الممكن أن يوحنا يشير إلى الميلاد العذراوي في قوله ابنه الوحيد (يوحنا 3: 16) ويقول جون رايس: أشار يسوع إلى نفسه مراراً بأنه ابن اللّه الوحيد . فهو لم يُولد من يوسف بل من اللّه، فهو ابن اللّه الوحيد وقد جاء هذا التعبير في الإنجيل ست مرات، منها مرتان تحدَّث فيهما يسوع عن نفسه. ولا يقول يسوع إنه أحد أبناء اللّه، لكن ابن اللّه الوحيد . ولم يولد أحد غيره من عذراء. ويمكن أن نقول (بمعنى روحي) إن كل مؤمن وُلد ثانية لرجاء حي (1 بطرس 1: 3) ولكن أحداً لم يولد كما وُلد يسوع بالروح القدس، من مريم العذراء بدون أب بشري (14). على أن يوحنا يقدم سلسلة نسب يسوع عندما يقول: فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَة,.. وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً (يوحنا 1: 1 و14)، إنه يرجع إلى الأزل متجاوزاً الميلاد العذراوي. أما بولس فقد آمن بقصة الميلاد العذراوي، لأن لوقا كان رفيق بولس في السفر والخدمة، وهو الذي روى لنا قصة الميلاد. ولا شك أن بولس كان يعلم القصة وأشار إليها عندما قال: أَرْسَلَ اللّهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ (غلاطية 4: 4). |
||||
17 - 09 - 2024, 01:33 PM | رقم المشاركة : ( 173310 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أدلَّة تاريخية على صحة الميلاد العذراوي تمت كتابة الأناجيل في وقت قريب من وقت ميلاد المسيح، فلم تمض فترة بين الميلاد وبين تسجيل قصته لتسمح للأساطير بأن تُنسَج حولها. ولو أن قصة الميلاد العذراوي لم تكن صحيحة، فإن سؤالين يعترضاننا: (ا) لو أن قصة الميلاد العذراوي لم تكن مؤسسة على حقائق، فكيف كانت تنتشر بمثل السرعة التي انتشرت بها؟ (ب) لو لم تكن الأناجيل صحيحة تاريخياً، فكيف حدث قبولها في العالم كله في هذا التاريخ المبكر؟ يقول جريشام ماتشن: لو أن العهد الجديد لم يذكر قصة الميلاد العذراوي فإن الشهادات التي جاءتنا من القرن الثاني عن انتشار عقيدة الميلاد العذراوي قبل أواخر القرن الأول الميلادي، تكفي لإِثبات هذه الحقيقة (15) ولقد كانت هناك طائفة مسيحية اسمها الأبيونيون رفضت تصديق أن العذراء تلد ابناً (إشعياء 7: 14) وقالوا إن ترجمتها هي سيدة شابة تلد ابناً ولكن الثابت أن الكنيسة رفضت فكرة الأبيونيين! وقد آمن كل المسيحيين بالميلاد العذراوي، ما عدا الأبيونيين وقليلين من الغناطسة (العارفون باللّه)، فقد كان الإيمان بالميلاد العذراوي جزءاً لا يتجزأ من إيمان الكنيسة. ومما يؤيّد ذلك تاريخياً، شهادة الآباء الأقدمين، فأغناطيوس (110 م) يقول في رسالته لأهل أفسس: إلهنا يسوع المسيح حُبل به بالروح القدس في رحم العذراء مريم . ويقول عذراوية القديسة مريم والمولود منها... أسرار أجراها اللّه في الخفاء، والعالم كله يتحدث عن ذلك . وقد أخذ أغناطيوس هذه الحقيقة عن معلّمه يوحنا الرسول. وكانت هذه العقيدة معروفة. وقد هاجمها كيرنتوس عدو الرسول يوحنا، ويقول جيروم إن كيرنتوس علَّم أن المسيح وُلد من يوسف ومريم كأي إنسان آخر. وقد التقى الرسول يوحنا بكيرنتوس في حمام عام، فصرخ يوحنا: لنخرج كلنا من هنا قبل أن ينهدم الحمام على كيرنتوس عدو الحق . وقد كتب أرستيدس (125 م) عن الميلاد العذراوي، قال: إنه ابن اللّه المتعالي، الذي وُلد بالروح القدس من مريم العذراء. إنه حسب الجسد من الجنس العبراني، بزرع اللّه في مريم العذراء (4). ويقدم جستن الشهير (150 م) برهاناً قوياً على الميلاد العذراوي، فيقول: معلمنا يسوع المسيح، ابن اللّه الوحيد، لم يولد ثمرة لاتصال جنسي... ولكن قوة اللّه حلَّت على العذراء وظللتها، وجعلتها تحبل مع بقائها عذراء... لأنه بقوة اللّه حُبل به من العذراء... فبحسب مشيئة اللّه وُلد يسوع المسيح، ابن اللّه، من العذراء مريم . وكتب ترتليان، المحامي، أول مسيحي عظيم ممن يتكلمون باللغة اللاتينية. وهو لا يقول لنا فقط إن عقيدة الميلاد من عذراء كانت معروفة في عصره (200 م) بل يزيد بأن يقول لنا إن الاسم اللاهوتي لهذه العقيدة هو تسيرا . ونحن نعلم أن العقيدة لا يصير لها اسم لاهوتي إلا بعد أن تكون قد رسخت فترة من الزمن. ويقتبس ترتليان نصّ العقيدة أربع مرات، وفيها العبارة: إكس فيرجين ماريا (أي من مريم العذراء) (13). |
||||