11 - 09 - 2024, 12:30 PM | رقم المشاركة : ( 172841 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي [1]. يبدأ المزمور بالحديث عن الله بكونه العالم بكل شيءٍ. هذه المعرفة المطلقة لله ليست عقيدة مجردة، بل هي خبرة عاشها المرتل في حياته، مختبرًا اهتمام الله بل دقائق حياته في كل مراحلها. هذه المعرفة لم تدفع المرتل إلى الخوف والرعب، بل إلى الفرح الداخلي والتهليل والتسبيح. إن كان الله يعرف حتى أفكارنا الخفية وعواطفنا وشهواتنا وكل أعمال إنساننا القديم، فإن في سلطانه أن يغَّيرها ويجددها، ويقدس كل ما في داخلنا. معرفته تهبنا الفرصة للمطالبة بعمله الإلهي فينا، لبنياننا وإعدادنا للمجد الأبدي. يعرف كل إنسانٍ في البشرية، وكل شيءٍ عنه، ولا يُخفى عنه شيء. بمعرفته لحقيقة الأمور، يقدم لنا ما هو لبنياننا مع تقديسه لحرية إرادتنا، فلا يُلزمنا بشيء بدون إرادتنا. حينما نقول: "اختبرتني"، لا يعني عدم معرفة الله لي قبل أن يختبرني، حاشا! فالله عالم بكل شيء، لكن هنا المعرفة ليست إدراكًا لأمور لم يكن يعرفها، إنما هي معرفة الالتصاق به. هذا ما يؤكده القديس يوحنا الذهبي الفم يرى القديس أغسطينوس أن المتكلم هنا هو ربنا يسوع الذي شاركنا فيما نحن فيه، إذ تجسد وصار إنسانًا، يتحدث باسمنا، حتى نتمتع نحن بشركة الطبيعة الإلهية، أي نأخذ مما له، نحمل بنعمته الحياة الجديدة التي تليق بنا كأعضاء جسده. * كلمة "جربتني" بالنسبة لله لا تعني أنه لا يعرف الأمور إلا بعد التجربة. حاشا! بل معناها كما أن الإنسان يتيقن بالتجربة، ويعرف حقيقة الأمور، هكذا أنت يا رب تعرف بغير اختبار حقيقة الأمور قبل كونها. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
||||
11 - 09 - 2024, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 172842 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حينما نقول: "اختبرتني"، لا يعني عدم معرفة الله لي قبل أن يختبرني، حاشا! فالله عالم بكل شيء، لكن هنا المعرفة ليست إدراكًا لأمور لم يكن يعرفها، إنما هي معرفة الالتصاق به. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
11 - 09 - 2024, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 172843 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أغسطينوس يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي أن المتكلم هنا هو ربنا يسوع الذي شاركنا فيما نحن فيه، إذ تجسد وصار إنسانًا، يتحدث باسمنا، حتى نتمتع نحن بشركة الطبيعة الإلهية، أي نأخذ مما له، نحمل بنعمته الحياة الجديدة التي تليق بنا كأعضاء جسده. |
||||
11 - 09 - 2024, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 172844 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي * كلمة "جربتني" بالنسبة لله لا تعني أنه لا يعرف الأمور إلا بعد التجربة. حاشا! بل معناها كما أن الإنسان يتيقن بالتجربة، ويعرف حقيقة الأمور، هكذا أنت يا رب تعرف بغير اختبار حقيقة الأمور قبل كونها. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
||||
11 - 09 - 2024, 12:43 PM | رقم المشاركة : ( 172845 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ. [2] يعرفنا عندما نجلس لنستريح، ويعرفنا حين نقوم لنمارس أوجه الحياة والأنشطة المختلفة. يعرف ما نفكر فيه، وما سنفكر فيه. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن تعبير "جلوسي وقيامي" يشير إلى الحياة كلها. وكأن الله يعرف كل حياتي بدقائقها. ولئلا يظن أحد في غباوة أن معرفة الله لحياة الإنسان تقوم على اختبار الله له دون سابق معرفة، لهذا أضاف العبارة: "فهمت فكري من بعيد". فمن يعرف مسبقًا الفكر الخفي في العقل لا يحتاج إلى اختبار الإنسان ليعرف أعماله الظاهرة. كان الله يعرف أيوب قبل أن يسمح له بتجربته، وقال عنه: "رجل كامل ومستقيم، يتقي الله" (أي 2: 3). لكنه سمح بتجربته لكي يكافئه على ثباته ويؤكد شر إبليس، وأيضًا ليجعل الآخرين يقتدون به. كان الله يعلم أن أهل نينوى لا يستحقون الهلاك، لأنهم سيصلحون موقفهم بالتوبة، لكنه أعلن ذلك خلال الخبرة العملية. * ماذا يعني هنا بجلوسي وقيامي؟ الذي يجلس يضع نفسه، فالمسيح جلس في آلامه، وقام في قيامته. يقول أنت تعرف هذا، بمعنى إنك تريد ذلك وتستحسنه، وأنا أفعل ذلك حسب إرادتك. إن أردت أن تطبق هذه الكلمات الخاصة بالرأس (المسيح) على الجسد (الكنيسة)، فالإنسان يجلس حين يتواضع بالندامة، ويقوم حين تُغفر خطاياه، ويرتفع إلى الرجاء في الحياة الأبدية. لا ترفعوا أنفسكم ما لم تتواضعوا أولًا. فإن كثيرين يريدون القيام قبل الجلوس؛ يريدون أن يظهروا أبرارًا قبل أن يعترفوا أنهم خطاة * "فهمت أفكاري من بعيد"... ماذا تعني "من بعيد"؟ وأنا ابلغ إلى وطني الحقيقي، أنت عرفت أفكاري... الابن الأصغر ذهب إلى كورة بعيدة. بعد تعبه وآلامه وضيقته واحتياجه فكرَّ في أبيه، ورغب في العودة، وقال: "أقوم وأذهب إلى أبي". قال: "أقوم" لأنه جلس قبل ذلك. القديس أغسطينوس * قوله "جلوسي وقيامي" معناه كل أعمالي التي أمارسها جالسًا وقائمًا، في راحتي، وفي شدتي. وأيضًا: "فهمت أفكاري من بعيد"، أي قبل أن تخطر في قلبي. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
||||
11 - 09 - 2024, 12:44 PM | رقم المشاركة : ( 172846 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الذهبي الفم أن تعبير "جلوسي وقيامي" يشير إلى الحياة كلها. وكأن الله يعرف كل حياتي بدقائقها. ولئلا يظن أحد في غباوة أن معرفة الله لحياة الإنسان تقوم على اختبار الله له دون سابق معرفة، لهذا أضاف العبارة: "فهمت فكري من بعيد". |
||||
11 - 09 - 2024, 12:45 PM | رقم المشاركة : ( 172847 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* "فهمت أفكاري من بعيد"... ماذا تعني "من بعيد"؟ وأنا ابلغ إلى وطني الحقيقي، أنت عرفت أفكاري... الابن الأصغر ذهب إلى كورة بعيدة. بعد تعبه وآلامه وضيقته واحتياجه فكرَّ في أبيه، ورغب في العودة، وقال: "أقوم وأذهب إلى أبي". قال: "أقوم" لأنه جلس قبل ذلك. القديس أغسطينوس |
||||
11 - 09 - 2024, 12:46 PM | رقم المشاركة : ( 172848 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ماذا يعني هنا بجلوسي وقيامي؟ الذي يجلس يضع نفسه، فالمسيح جلس في آلامه، وقام في قيامته. يقول أنت تعرف هذا، بمعنى إنك تريد ذلك وتستحسنه، وأنا أفعل ذلك حسب إرادتك. إن أردت أن تطبق هذه الكلمات الخاصة بالرأس (المسيح) على الجسد (الكنيسة)، فالإنسان يجلس حين يتواضع بالندامة، ويقوم حين تُغفر خطاياه، ويرتفع إلى الرجاء في الحياة الأبدية. لا ترفعوا أنفسكم ما لم تتواضعوا أولًا. فإن كثيرين يريدون القيام قبل الجلوس؛ يريدون أن يظهروا أبرارًا قبل أن يعترفوا أنهم خطاة القديس أغسطينوس |
||||
11 - 09 - 2024, 12:46 PM | رقم المشاركة : ( 172849 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* قوله "جلوسي وقيامي" معناه كل أعمالي التي أمارسها جالسًا وقائمًا، في راحتي، وفي شدتي. وأيضًا: "فهمت أفكاري من بعيد"، أي قبل أن تخطر في قلبي. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
||||
11 - 09 - 2024, 12:48 PM | رقم المشاركة : ( 172850 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ. [3] جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "سبلي وسجيتي أنت فحصت، وكل طرقي سبقت ورأيت". يرانا حينما نسير، وعندما نجلس، بمعنى آخر عينه علينا على الدوام. ليس شيء من طرقنا مخفي عنه. * يقول: "مسلكي". ماذا؟ إلا أنه مسلك رديء، المسلك الذي سار فيه (الابن الضال) تاركًا والده... ما هو مسلكي؟ الذي به قد خرجت. القديس أغسطينوس * يقول: أنت تعرف ليس فقط أفكاري، وليس فقط أعمالي، بل كل شيءٍ يحدث، وأيضًا ما سيحدث. القديس يوحنا الذهبي الفم * قبل أن تأتي بنا إلى الوجود بحثت، أي عرفت يقينًا بما أنك فاحص سبلي، أي سيرتي وحياتي... أما كلمة سجيتي فباليونانية تترجم "حنكي"... أي عرفت كلامي، أنه ليس فيه غش، أي قولي ليس مغايرًا لما في قلبي. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
||||