![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 17271 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المسيح هو الباب ![]() "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ. جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ، وَلكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ. أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. اَلسَّارِقُ لَا يَأْتِي إِلَّا لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يوحنا 10:7-10). قال أحد اللاهوتيين: "إن الراعي الحقيقي بين البشر هو الذي يتقلّد هذه الوظيفة حباً للمسيح، ويقصد تمجيد المسيح، ويعمل عمله بقوة المسيح، ويعلّم تعليم المسيح، ويسلك في خطوات المسيح، ويسعى ليأتي بالنفوس إلى المسيح". ولا يصحُّ الخروج أيضاً إلا من هذا الباب. والذي قال: "الحق الحق أقول لكم إني أنا باب الخراف. إنْ دخل بي أحدٌ فيخلص، ويدخل ويخرج، ويجد مرعى". فالباب للرعاة هو الباب أيضاً للرعية، أي لأفراد المؤمنين. فسَّر البعض أن الباب المذكور في هذا المثل هو الروح القدس. يعني أن وصول الراعي إلى قلوب رعيته، بقوة روحية لخلاصهم وبنيانهم، لا يكون إلا بفعل هذا الروح. كما أن تأثير المسيح في تبشيره كان يُعزَى إلى هذا الروح. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17272 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المسيح هو الراعي الصالح ![]() "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يوحنا 10:11). ثم وصف المسيح نفسه بأنه الراعي الصالح، لهذا يصلي صاحب المزامير: "يَا رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ اصْغَ، يَا قَائِدَ يُوسُفَ كَالضَّأْنِ" (مزمور 80:1) ويقول النبي إشعياء: "هُوَذَا السَّيِّدُ... كَرَاعٍ يَرْعَى قَطِيعَهُ. بِذِرَاعِهِ يَجْمَعُ الْحُمْلَانَ وَفِي حِضْنِهِ يَحْمِلُهَا، وَيَقُودُ الْمُرْضِعَاتِ" (إشعياء 40:11) ثم أن أحلى المزامير كلها مزمور الراعي (مزمور 23) يقول مطلعه: "الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء". ليست مهنة الراعي مهنة فخر ودلال، بل هي محفوفة بالمتاعب والمخاطر في الوعور بين الوحوش الضارية. والمسيح كالراعي الصالح تحمَّل أعظم المتاعب والمخاطر، ثم بذل حياته ليخلَّص خرافه الخاصة. بينما الذين سمّاهم "سُرَّاقاً ولصوصاً" لا يأتون إلا ليسرقوا ويذبحوا ويهلكوا. والذين سمّاهم "أَجْرى" لا يدافعون عن الخراف في ساحات الخطر، بل يهربون ويتركون القطيع يتشتت ويُفترس "لأنهم لا يبالون بالخراف". أما المسيح فهو الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف. فلكي تَسْلم الخراف من مخالب إبليس ذاق المسيح موتاً لا يستحقه، وأحيا الموتى بموته الذي برهن القيمة العظيمة التي يقدّر بها خرافه جملة وأفراداً. وهو يعرف كل فرد من قطيعه معرفة تامة، تتناول أسماءهم وجميع أسرارهم وخفياتهم. ومعرفته الدقيقة واهتمامه التام بكل فرد من رعيته التي لا تُحصى ليست بأقل الآن مما كانت عليه لما أسلم نفسه على الصليب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17273 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الراعي يبذل نفسه ![]() "وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِياً، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا. وَالْأَجِيرُ يَهْرُبُ لِأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلَا يُبَالِي بِالْخِرَافِ. أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي، كَمَا أَنَّ الْآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الْآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ. وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ. لِهذَا يُحِبُّنِي الْآبُ، لِأَنِّي أَضَعُ نَفْسِي لِآخُذَهَا أَيْضاً. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي" (يوحنا 10:12-18). لاحظ المسيح أثناء خطابه أنهم لم يفهموا كلامه، فكرره وفسَّره موضِّحاً لهم أنه يضع نفسه عن الخراف طوعاً، فيحقُّ له القول: "لهذا يحبني الآب، لأني أضع نفسي لآخذها أيضاً. هذه الوصية قبلتُها من أبي". وهذا يشبه قول إشعياء "آثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الْأَعِّزَاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ" (إشعياء 53:11 ، 12). وأوضح لهم أيضاً أن له سلطاناً أن يسترد حياته البشرية بعد أن يبذلها - أي أن يقوم من الموت بقوته الذاتية بعد هذا الخضوع الإختياري للموت. ثم صرح أيضاً باهتمامه بالخراف الأُخر التي ليست من هذه الحظيرة. فقال "ينبغي أن آتي بتلك أيضاً، لأنها لي، فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراعٍ واحد". فهو يقصد ضمَّ الأمم الخارجية إلى شعب اللّه المختار. "فَحَدَثَ أَيْضاً انْشِقَاقٌ بَيْنَ الْيَهُودِ بِسَبَبِ هذَا الْكَلَامِ. فَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ: "بِهِ شَيْطَانٌ وَهُوَ يَهْذِي. لِمَاذَا تَسْتَمِعُونَ لَهُ؟" آخَرُونَ قَالُوا: "لَيْسَ هذَا كَلَامَ مَنْ بِهِ شَيْطَانٌ. أَلَعَلَّ شَيْطَاناً يَقْدِرُ أَنْ يَفْتَحَ أَعْيُنَ الْعُمْيَانِ؟". وَكَانَ عِيدُ التَّجْدِيدِ فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ شِتَاءٌ. وَكَانَ يَسُوعُ يَتَمَشَّى فِي الْهَيْكَلِ فِي رِوَاقِ سُلَيْمَانَ، فَاحْتَاطَ بِهِ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: "إِلَى مَتَى تُعَلِّقُ أَنْفُسَنَا؟ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَقُلْ لَنَا جَهْراً". أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: "إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. اَلْأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا بِاسْمِ أَبِي هِيَ تَشْهَدُ لِي. وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الْأَبَدِ، وَلَا يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي. أَنَا وَالْآبُ وَاحِدٌ" (يوحنا 10:19-30). كانت هذه التعاليم فوق مستوى سامعيه، فقالوا: "به شيطان وهو يهذي. لماذا تسمعون له؟" أما القسم الآخر، وهم الأقلية، فلم يسكتوا عن التهمة بل أجابوا: "ليس هذا كلام من به شيطان". واستندوا في جوابهم على المعجزة الأخيرة، التي كانت سبب إلقاء هذا الخطاب، وتساءلوا: "ألعل شيطاناً يقدر أن يفتح أعين العميان؟". أما نحن فنضيف على برهانهم الإستفهامي برهاناً آخر ونسأل: على فرض أن الشيطان فتح أعين العميان، هل يمكن أن يعمل الشيطان عملاً صالحاً؟ ألا تكفي الرحمة في هذا الشفاء برهاناً أنه ليس فعلاً شيطانياً؟ لو أراد الخير للناس لما كان شيطاناً. وهكذا أظهر الرؤساء غباوة عندما نسبوا أعمال المسيح الصالحة إلى الشيطان، فأثبتوا صدق حكم المسيح عليهم بأنهم عميان. ولماذا نسي هؤلاء العلماء أن منح البصر للعميان في التوراة علامة من جملة علامات المسيح وأفعاله؟ أوضح المسيح أنه الراعي الصالح، وأن خرافه تعرفه وتسمع صوته وتتبعه. أما رؤساء اليهود فليسوا من خرافه، ولذلك يرفضون أجلى البراهين على كونه مسيحهم، ويرفضونه لأنه لا يجاريهم في رغباتهم وأفكارهم. أما جاذبيته القوية للأشخاص الذين يستحقون اسم الخراف بالمعنى الروحي، فبرهان على أنه المخلِّص الآتي، لأن هؤلاء بفعل الروح الإلهي في تجديدهم يميلون إلى الراعي الصالح، الذي نعرفه من مَيْل الخراف إليه واتّباعهم له. ثم قال المسيح عن خرافه: "لن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل. ولا يقدر أحد يخطف من يد أبي". أما الذين يُحسبون ويحسبهم الناس من خرافه ثم يرتدّون عنه، فأمرهم موضَّح في قول الرسول يوحنا: "مِنَّا خَرَجُوا، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لكِنْ لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا" (1 يوحنا 2:19). من تحقق أنه من خراف المسيح أصبح في ضمانته فلا يهلك. ويستحيل على إبليس وعلى العالم أن يخطفاه من يد راعيه السماوي. وإن ضلَّ، فهذا الراعي يردُّ نفسه ويهديه "إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ" (مزمور 23:3). وعندما يضع المؤمن ثقته في هذه الآية مع أمثالها يجد مرساه مؤتمَنة لنفسه، ولا سيما في ساعة السقوط. ولكن لئلا يتصور أحد هذا اليقين يفتح الباب للاستمرار في الخطيئة طمعاً في ضمان المسيح، نقول إن الحياة الأبدية التي يعطيها المسيح لخرافه هي حياة سماوية تجعلنا نكره الخطية ونحب إرضاء الآب السماوي. لأن كل من يرضى أن يبقى في أي نوع من الإثم ويراعي إثماً في قلبه، يبرهن بذلك أنه ليس من خراف المسيح الخاصة. ومن يطلب فقط الخلاص من عذابات الآخرة لا محلَّ له بين الخراف التي يجمعها الملك عن يمينه في يوم الحساب. وكل من يحب المخلِّص حباً صادقاً، ويقصد باستقامة ثابتة أن يتخلَّص من كل ما يخالف إرادة هذا المخلص، يحقُّ له أن يطمئن برغم سقطاته، وأن يتمسك بقول الرسول بولس: "الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحاً يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (فيلبي 1:6). ويقول الحكيم قبله: "الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ" (أمثال 24:16). ولا يُعقَل أن المخلّص القدير يبتدئ خلاصاً ويفشل في تكميله. ليس لغير خرافه أن يدركوا هذا السر الذي يعني ويهمّ الخراف فقط. في هذا الخطاب تظهر جلياً براهين طبيعة المسيح الإلهية التي خوَّلته حقَّ التكلُّم على صورة لا تجوز لإنسان هو مجرد بشر أن ينطق بها، لأنه سمَّى المؤمنين خرافه، وقال إنها تسمع صوته. وليس أنها تسمع صوت الرب كما كان يقول الأنبياء. وإن الكلام كلامه (لم يقل كلام الرب) وإن الخراف تتبعه، وإنه هو الذي يعطيها حياة أبدية، وأنها في يده هو. ولا أحد يخطفها من يده. وله الحق أن يقول إنها لن تهلك أبداً. قال أولاً إنها لا تُخطَف من يده، ثم إنها لا تُخطف من يد أبيه. فلئلا يظن أحد أن هذين القولين متناقضان ختم خطابه بالقول: "أنا والآب واحد". وفي هذه العبارة أعلن التوحيد والتثنية في الله في وقت واحد. وقع هذا الختام الخطير على الرؤساء السامعين كصاعقة أثارتهم حتى لم يعد لهم إلا الاختيار بين أمرين: إما أن يعبدوه كالمسيح ابن الله الوحيد، أو أن يرجموه كمجدف حسب نص ناموسهم. "فتناولوا حجارة ليرجموه". لكنه قابل هذه الحركة بالبسالة قائلاً: "أعمالاً كثيرة حسنة أريْتُكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني؟!". أجابوه: "إنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً". فأجابهم: "الذي قدَّسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له إنك تجدف لأني قلت إني ابن الله؟". لا يقول نبي عن نفسه إن الآب قدسه وأرسله إلى العالم. ولما نفى المسيح عن نفسه التجديف في قوله إنه ابن الله، عرفنا صدق هذا القول. فلما حاول اليهود ثانية أن يمسكوه، خرج من أيديهم، وذهب إلى المكان الذي عمَّد فيه يوحنا المعمدان، ونجح هناك في تبشيره، إذ آمن به كثيرون. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17274 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لنحذر من التعليم المضاد للوصية بحجة المحبة
لنحذر جداً من التعليم الذي يجعلنا نتساهل مع الخطية ونتصالح معهاكمثال على ما أقول: فأن هناك تعليم فاسد انتشر عمل على تخفيف مشكلة الشذوذ الجنسي وغلفه في سوليفان فسُمي مثلية جنسية وليس شذوذ أو خطية أو ضد كلمة الله والوصية، وجعلوا الناس تقبله تحت حجة راحة الإنسان المثلي وقبوله، فحدث خلط عظيم ما بين المحبة الحقيقية التي للمسيح الرب الذي كان يجلس مع العشارين والخطاة لأنه أتى ليحرر الإنسان من سطوة الظلمة والفساد ويرد الإنسان إلى عقله لكي يستفيق من حالة السكر الذي أُصيب بها من جراء ظلمة فساد الخطية الموجعة للنفس، وينجيه ويعطيه شفاء بالإيمان الحي، لأنه لم يأتي ليصالح الإنسان مع الخطية بل ليكشف عورة القلب الخفي ويعطي شفاء حقيقي واقعي فعلي للنفس المتعبة، فكل من يخفف وطأة الخطية ويجعل الإنسان يتصالح معها ويقبلها بحجة أنها عديمة الشفاء، فأنه مُصاب بحول في عينيه وإيمانه مشوش لأنه لم يؤمن بعد بمسيح شفاء النفس من أوجاعها الداخلية، وعلّم بكل ما هو مضاد لوصية الله وكلمته التي أظهرت في إعلان صريح واضح بأن الخطية خاطئة جداً وأجرتها موت، فلا ينبغي أن ننخدع بهذه التعاليم الفاسدة لأن المريض الذي لا يعرف مرضه الحقيقي كيف يبحث عن الطبيب ويلطب شفاء نفسه، لأن من يتصالح مع الخطية ويتعايش معها كيف يلجأ لله لكي يفكه ويحرره منها !!! ____________________________ الخطية لها بريقها الأخاذالظاهر في اللذة الوقتية المفرحة للنفس، مثل المعدن النحاسي الرخيص اللامع الذي يخدع عين الإنسان في مظهره الخارجي حتى يظنه أنه ذهب ثمين غالي فيسعى أن يقتنيه، فالخطية تجذب الإنسان من شهوته لتوقعه في حبائلها، وعادتها أن تعزف على رغبات قلبه الدنسة الخفية لتوهمه أنه في حاجة إليها كاحتياج طبيعي موضوع في صميم تكوين الإنسان، وأنها تحقق الإشباع النفسي الكامل وتُعطيه راحة، حتى يسقط في حبائلها بسهولة ويلتصق بها عن قناعة داخلية تامة، فمثلاً لو سار إنسان في الصحراء فأن العطش يلهب جوفه وبسبب شوقه الشديد إلى الماء فأنهُ ينخدع بالسراب، إذ إنه يجد من بعيد صورة الماء فيركض نحوها مخدوعاً من قِبل حاجته إلى الارتواء، متصوراً أنه سيشبع عطشهُ الشديد، مع أن بسبب لهفته ركض بكل ما تبقى لديه من قدرة، حتى أن عطشه ازداد والتهبت أحشاءه أكثر حتى شارف على الموت ولم يجد – في النهاية – سوى الوهم وكل تعبه ضاع وصار بلا طائل يُذكر سوى أنه اقترب من الموت. فالعدو خبيث كالحية يتحايل على النفس ويظل يدور حولها بكل الطرق المُخادعة إلى أن ينجح في إسقاطها بعد أن تصل للقناعة التامة بالخطية والشر والفساد فتُتمم قصده للنهاية، مثل العدو في الحرب، فأنه بكل حيلة ومكر ينصب فخاً مموهاً لكي يُسقط فيه من يُحاربه فيوقعه بين يديه ليأسره ويكسر قوته بالتمام فلا يقوى على أن يقف أمامه، بل يصير له خادماً مُطيعاً دون أن يشعر بأي خطورة بل قد يطمأن إليه ويسلمه نفسه بالتمام، مع أنه صار أسيره الخاص تحت رحمته، متمماً كل ما يطلبه منه بسهولة بدون أدنى مقاومة تُذكر، لأنه أنفصل عن الجيش وخسر سلاحه ولم يعد يملكه، ويظل – على هذا الحال – تحت سلطان العدو إلى أن يفقد كل أمل ورجاء في النجاة ويعتاد حاله ويتعايش معه ببساطة وكأنه طبيعي جداً.لذلك علينا أن نحذر تمام الحذر من حيل المضاد لأن الرسول يقول [لا نجهل أفكاره] ، لأنه يوهمنا كثيراً ويتخذ الوصية نفسها فرصة ليجعلنا نقاوم الله ونسقط في الخطية بسهولة وقد نقنع بها غيرنا ونصورها على أنها شيء طبيعي: لأن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية خدعتني بها وقتلتني (رومية 7: 11) وعادةً يوقع الكثيرين بحيلة ماكرة شريرة يقنع بها عقلنا، إذ يوهمنا كثيراً بأن الله هو من تسبب في سقوط الإنسان، لأنه أولاً أعطاه الحُرية وهو يعلم بعلمه الفائق والسابق كل ما سيحدث ويأتي عليه من جراء خطاياه، ومع ذلك لم يمنعه عنها، أو هو من وضع الغريزة في الإنسان ومع ذلك منعه وأنهاه عن أن يستمتع بها، ومن ثمَّ نبدأ نجدف على الله ونبغض خلقتنا، ونلقي عليه تهمة أنه يجربنا بالشرور وهو من سمح بالسقوط للإنسان بسبب الحرية التي أعطاه إياها، بل وقد يصل بنا الجرأة أن نعتبره مصدر ثانوي للشرّ، وهذه من أكبر ضربات عدو الخير المُقنعة منطقياً للعقل البشري المسكين، وذلك ليُسقطنا في حبائله ويجعلنا كالسكارى حتى لا نستفيق أبداً ونسترد وعينا فنعود لله الحي ونلبي دعوة التوبة المقدمة لنا منه، ممسكين فيها لكي نخلُّص ونشفى بالتمام لنتقدم ونجلس على المائدة الملوكية ونتمتع بالشركة معه كأب لنا، لذلك مكتوب: لا يقل أحدٌ إذا جُرب إني أُجرب من قِبل الله. لأن الله غير مُجرب بالشرور، وهو لا يُجرب أحداً. ولكن كل واحد يُجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كمُلت تنتج موتاً. (يعقوب 1: 13 – 14)فالشر غريب بالتمام عن طبع الله (في المطلق)، لذلك من المستحيل - على وجه الإطلاق - أن يتسبب في دفع أحداً لارتكابه ولا حتى يسمح له أو يأذن: + لا تقل من الرب خطيئتي، فالرب لا يعمل ما يُبغضـــــــــه.والآن لنا أن نفهم ونعي تمام الوعي أن الله لم يسمح، بل ولم ولن يأذن لأحد قط أن يُخطئ، كما يُقال عند العامة وغير الواعين والمدركين لعمل الله وغير دارسين كلمة الله بتدقيق ووعي حسب إعلان الله عن طبيعة ذاته، لأننا كثيراً ما نستخدم كلمة [بسماح من الله] استخدام سيء مبتور ومشوه للغاية، غير مُدركين أن الله لم يسمح لأحد أن يفعل الشرّ ولا أذن له أن يرتكبه، لذلك لا يصح أن نقول أن الإنسان ارتكب وفعل الشر بسماح من الله، لأن هذا خطأ لاهوتي كتابي يُسقط مشكلتنا الداخلية على الله الحي الدائم خالق الكون، وهو الرب الصالح وحده ، وهذا الفكر خطورته في أنه لا يجعلنا نتوب أبداً ونحيا باستقامة قلب معه. + أحبوا التقوى يا حُكام الأرض، تأملوا في الرب واطلبوه بطيب قلب. فالذين يسعون إليه يجدونه، والذين لا يشكون فيه يرونه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17275 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس قسطنطين الملك البار ![]() القديس قسطنطين الكبير هو أول إمبراطور مسيحي صار بنعمة الله، وكما دعته الكنيسة "رسول الرب بين الملوك". الأبوان والمكان والزمان كان ابن جنرال روماني لامع اسمه قسطانس كلور وأمه القديسة هيلانة. ولد حوالي العام 280م. موطئ رأسه غير محدد بوضوح. ثمة من يقول في طرسوس أو نائيسوس، بقرب الدردانيل، أو أثينا أو يورك في بلاد الإنكليز أو سواها هنالك. ويبدو انه ترعرع في ساحات المعارك واخذ عن أبيه لا فن الحرب وحسب، بل كذلك، أن يسوس بحكمة الخاضعين له وأن يرأف بالمسيحيين. مما يُنقل عن أبيه انه لما كان قيماً على بلاد الإنكليز وبلاد الغال(فرنسا) جاءته توجيهات أن يبطش بالمسيحيين. أما هو فلم يحكم على إنسان واحد بالإعدام لانه مسيحي، ورغم انه هو نفسه لم يكن مسيحياً. والحكام الخاضعون له الذين تعرضوا لبعض المسيحيين من ذاتهم ما لبث أن أوقفهم عدد حدهم. وإذا كان عدد من ضباطه وخدامه من المسيحيين خيّرهم بين أن يضحّوا للأوثان وأن يخسروا وظائفهم وحظوتهم عنده. فآثر بعضهم مصلحته على إيمانه وضحى. هؤلاء من تلك اللحظة، احتقرهم واعفاهم من خدمته لانه قال إن الذين يؤثرون مصالحهم ويخونون إلههم لا يمكنهم أن يحفظوا الأمانة له. على هذا أبقى لديه الذين تمسكوا بإيمانهم ومسيحهم. هؤلاء، دون سواهم، أمّنهم على نفسه وعلى حكمه. كذلك جاء سفراء من عند الإمبراطور ذيوكلسيانوس يتهمونه بأن خزانة الدولة لدية فارغة ولا يبالي بما يختص بالمال العام. فاستمهلهم لبعض الوقت ثم بث بين أصدقائه والشعب خبر حاجته لاستعارة مبالغ من المال يرده لهم بعد أيام. للحال امتلأ بيته ذهباً وفضة وجواهر جزيلة القيمة. فلما أرسل في طلب السفراء تعجبوا فسألهم أن يشهدوا لما عاينوا وان محبة الشعب وغناه للأمير خير خزينة. كذلك ورد أن قسطانس، والد قسطنطين كان كثير العطف على فقراء المسيحيين. وثمة من يقول انه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة آمن بإله واحد. ![]() هذا عن أبيه، أما عن أمه هيلانة فالأقوال عن نشأتها عديدة لعل أبرزها أنها الابنة الوحيدة ل"كول" الملك الإنجليزي الذي إليه يُعزى بناء أسوار مدينة كولشستر وتجميلها. منه، كما قيل، استعارت هذه المدينة أسمها. وهي الزوجة الأولى لقسطانس كلور وقسطنطين هو ابنها البكر. ويبدو من أفسافيوس القيصري صاحب "تاريخ الكنيسة"، أنها لم تصر مسيحية إلا بعد أن حقق قسطنطين، ابنها النصرة العجائبية على أعدائه. ويبدو انه سلكت في الكمال المسيحي بجد كبير، لا سيما في التقوى وعمل الإحسان. وروفيينوس المؤرخ يقول عن إيمانها وغيرتها المقدسة أنهما لا مثيل لهما. كذلك أكد القديس غريغوريوس الكبير، في القرن السادس الميلادي، أنها أشعلت النار عينها التي اشتعلت فيها، وذلك في قلوب الروم. كانت تتناسى قدرها كإمبراطورة فتبادر إلى مؤازرة الكنائس وتسلك بين الناس بلباس عادي متواضع. صارت أماً للمحتاجين والمضنوكين. بنت الكنائس وأغنتها بالزينة والآنية الثمينة. في كنف هذين الأبوين الفاضلين إذا نشأ قسطنطين فكان على مزايا كريمة ونبل في المسرى ورحابة في التعاطي مع الآخرين وإنصاف في العدل وعطف على المحتاجين، مستعداً لان يعفوا عن المتحاملين عليه بعد أن يكسر شوكتهم إلا إذا تمادوا. هذه المزايا بالإضافة إلى الرأفة بالمسيحيين اتسم بها قبل أن يعرف المسيح، فلما عرفه اخذ منه وازداد. ![]() في الحجز قضى قسطنطين سحابة من عمره في نيقوميذية، العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية، أسيراً. سبب ذلك أن الأمبراطور ذيوكلسيانوس عيّن أباه قسطانس كلور قيصراً، في الغرب، على بريطانيا وبلاد الغال وإسبانيا. ولكي يضمن بقاءه أمنياً له، أحتفظ بابنه قسطنطين- ربما كما جرت العادة في ذلك الزمان- لديه أسيراً مكرماً في نيقوميذية، ولكن تحت الرقابة. فتوّة قسطنطين، إذاً أمضاها في وسط وثني في قصر ذيوكلسيانوس ثم غاليريوس من بعده. ![]() بعض مزاياه: قالوا عنه إنه كان مهيباً، صنديداً في المعارك. أخلاقه القويمة وجودته حببا به كل الذين عرفوه. وقد سما على سيرة المؤامرات والخسّة المعتادة في قصور الملوك. لكن مزاياه الطيبة حركت المحاسد، لا سيما غاليريوس قيصر الذي خشي جانبه وود لو يتمكن من التخلص منه بطريقة "بطولية" نظيفة. لذا كثيراً ما كان يُقحمه في معارك خطرة. لكن بتدبير الله، كان كل مرة يخرج منتصراً ويسمو رفعة في عيون الناس. ![]() زمن الصراعات: أخيراً تمكن قسطنطين من الإفلات من تقييد غاليريوس له، وتحول إلى الغرب، على جناح السرعة. كان أبوه مشرفاً على الموت. لكنه أسند إليه كرسي الحكم في الغرب، فأعلنه العسكر امبراطوراً في 25 تموز سنة 306م. إثر ذلك توفي والده في يورك فدخل قسطنطين في صراع مع الطامعين، من الأباطرة والقياصرة، في حكم الشرق والغرب معاً. أهم هذه الصراعات مواجهته لمكسنتيوس الذي اخذ عن أبيه مكسيميانوس في رومية، وكان ظالماً ماجناً. أهل رومية استجاروا بقسطنطين الذي كانت عاصمته، يومذاك، آرل الفرنسية فتسلق جبال الألب واجتاح بيسر، مدن إيطاليا من الشمال، وتابع سيره إلى أن وصل إلى ضواحي رومية حيث حشد مكسنتيوس قوات تفوق قسطنطين عدداً وعدة. ![]() وقيل إن قسطنطين صعد إلى مكان عال وعاين أعداءه وعرف تفوقهم فارتبك. فإذا بصليب هائل يظهر في السماء عند الظهيرة، قوامه نجوم وحوله استبانت الكلمات التالية باللغة اليونانية: "بهذه العلامة تغلب". ثم في الليلة التالية ظهر له الرب يسوع بنفسه وأوصاه بإعداد صليب ماثل للصليب الذي عاينه في الرؤيا وأن يرفعه بمثابة راية على راس جيشه. إذ ذاك تلألأت علامة الغلبة من جديد في السماء. فآمن قسطنطين من كل قلبه أن يسوع المسيح هو الإله الأوحد، خالق السماء والأرض، الذي يعطي النصرة للملوك ويرشد الكل إلى النهاية التي سبق فرآها من قبل كون العالم. وهكذا ما أن طلع النهار حتى شرع قسطنطين في إعداد صليب كبير من الفضة وأعطى الأمر أن يُضع على رأس العسكر عوض النسور الملكية. وكعلامة للنصرة على الموت ونصباً للخلود. مذ ذاك أخذ قسطنطين يتعلم المسيحية وينكب باجتهاد على قراءة الكتب المقدسة. فلما دارت رُحى المعركة المصيرية عند جسر ملفيوس، المعروف اليوم ب"Ponte Mole" على بعد ميلين من رومية، في 28 تشرين الأول سنة 312م، حقق قسطنطين بنعمة الله وقوة الصليب، نصراً كاسحاً وغرق مكسنتيوس وضباطه في نهر التير. ![]() دخل قسطنطين رومية دخولاً مظفراً فحيته الجموع بمثابة محرر ومنقذ ومحسن. وقد رفع راية الصليب فوق النُصب الرئيسية في المدينة، كما أقيم تمثال للإمبراطور حاملاً في ي\ه الصليب بدل الرمح، علامة نصرة وشعار سلطان اقتبله من المسيح. وعند قاعدة التمثال جُعلت هذه الكتابة: "بهذه العلامة الخلاصية التي هي علامة الشجاعة الحق، أنقذت مدينتكم من نير الطاغي وأعدت للمشيخة وشعب رومية مجده السالف. هذا وقد ردّ قسطنطين للمسيحيين كل الممتلكات التي سبق لمكسنتيوس أن صادرها منهم، كما أرجع المنفيين وحرر الأسرى. وأوعز بالبحث عن رفات الشهداء الذين سقطوا أثناء الاضطهاد الكبير. المسيحيون، بعد هذه النصرة، وبعد تشنيع واضطهاد طال أمدهما بات بإمكانهم أن يخرجوا من الظل ويتمتعوا بحماية الحاكم. بعد ذلك بأشهر التقى قسطنطين الإمبراطور ليسينيوس، إمبراطور المشرق، في ميلانو(313م) فوقّع الاثنان مرسوماً وضع حداً لاضطهاد المسيحيين وأجاز لهم ممارسة إيمانهم بحرية في كل أرجاء الإمبراطورية. مما جاء في ذلك المرسوم: "إذ أدركنا منذ زمن بعيد، أن الحرية الدينية يجب أن لا يُحرم منها أحد، بل يجب أن يُترك لحكم كل فرد ورغبته أن يتمم واجباته الدينية وفق اختياره، أصدرنا الأوامر بان كل إنسان من المسيحيين وغيرهم، يجب أن يحتفظ بعقيدته وديانته.. لذلك قررنا بقصد سليم مستقيم، أن لا يُحرم أحد من الحرية لاختيار واتباع ديانة المسيحيين، وأن تعطى الحرية لكل واحد لاعتناق الديانة التي يراها ملائمة لنفسه، لكي يُظهر لنا الله في كل شيء لطفه المعهود وعنايته المعتادة. ![]() وعلاوة على ذلك نأمر من جهة أماكن المسيحيين الذين اعتادوا الاجتماع فيها سابقاً ... إذا ظهر أن أحداً اشتراها إما من خزانتنا أو من أي شخص أخر وجب ردّها لهؤلاء المسيحيين من دون إبطاء ولا تردد، ومن دون مطالبتهم بتعويض. وإن كان أحد قد قبل تلك الأماكن كهبة وجب ردّها لهم بأسرع ما يمكن... ولكي يعرف الجميع تفاصيل أوامرنا الرحيمة هذه نرجو أن تنشروا رسالتنا في كل مكان وتعلنوها للجميع..." القديس قسطنطين من ناحيته، لم يكتف بإطلاق حرية العبادة للمسيحيين، بل أخذ في ترويج المسيحية. منح الكنيسة مساعدات نقدية لبناء كنائس جديدة وتزيين أضرحة الشهداء. كما أعاد للمعترفين ما سبقت مصادرته منهم. وممتلكات الشهداء الذين لا وريث لهم أعطاها للكنيسة. كذلك رد للأساقفة اعتبارهم وكان يستقبلهم إلى مائدته ويساند المجامع المحلية لاحلال السلام والاتفاق. ولكن، فيما، أخذ نور الحق يلمع على هذا النحو، في الغرب كانت ظلمات الوثنية والتعسف تشتد على الكنيسة في الشرق. مكسيميوس دايا كان من أشرس الذين اضطهدوا المسيحيين. وفي إطار التنازع على السلطة قام على ليسينيوس فقهره هذا الأخير وأعلن نفسه سيد الإمبراطورية في الشرق بلا منازع. ليسينيوس، الذي سبق له أن ابرم اتفاقاً مع القديس قسطنطين، ما لبث أن انقلب عليه. فاستعر في كنفه اضطهاد المسيحيين من جديد. ما رمى إليه هو التخلص من قسطنطين ليكون هو الإمبراطور الأوحد لكل الإمبراطورية. المسيحيون حلفاء قسطنطين والمحظيون لديه، إذن يجب خنقهم. لهذا فرض ليسينيوس على الأساقفة، في الشرق القيود وأغلق الكنائس ونفى المسيحيين الذين طالتهم يده وصادر ممتلكاتهم وعاقب بوحشية كل الذين تجاسروا فمدوا يد العون للموقوفين. كما فرض على الموظفين الكبار أن يقدموا الذبائح للأوثان. فساد الظلم والعنف في كل مجالات الإدارة. لما بلغ قسطنطين تغير الأحوال في الشرق وما يلاقيه المسيحيون من إجراءات تعسفية، قام فجمع جيشاً قوياً تحت راية الصليب الأقدس واتجه صوب الشرق فدحر ليسينيوس في ادرينوبوليس أولا ثم في خريسوبوليس بصورة نهائية. كان ذلك في 18 أيلول سنة 324م. ![]() سلام الشرق والغرب: على هذا النحو ارتفع الكابوس عن كاهل الكنيسة في الشرق أيضاً كما سبق له أن ارتفع عن المسيحيين في الغرب. وفي مرسوم أصدره قسطنطين وأذاعه في كل الإمبراطورية أعلن أن الله وحده يجب اعتباره صاحب انتصاراته وأنه هو اختارته العناية الإلهية ليكون في خدمة الصلاح والحق. وقد جعل على المقاطعات حكاماً جدداً حرّم عليهم تقديم الأضحية الوثنية وارسل إلى كل الأصقاع الخاضعة لسلطانه ما يفيد طعنه بالوثنية وتحريضه على الهداية إلى المسيح. حث اتباعه جميعاً على حذوه ولكن دون أن يرغم أحدا على ذلك. ![]() مدينة جديدة: بهذه الإمبراطورية المسيحية التي استمر حكمها الف سنة ويزيد، كانت تليق عاصمة جديدة اكثر موافقة، من الناحية الجغرافية، من روميه وخالية من آن من ذكريات الوثنية والتعسف. وإذ تلقى قسطنطين، كما ورد، علامة إلهية، اختار مدينة صغيرة-في ذلك الزمان- أسمها بيزنطية، كانت تشغل موقعاً مفصلياً بين الشرق والغرب. وقد أوعز إلى اوفراتا، رئيس مهندسيه، ألا يدّخر جهداً ولا يقتصد مالاً ليجهز المدينة بكل النصب والطرق العامة التي شاءها أن تفوق بعظمتها ومجدها سائر مدن العالم. أثناء وضع حجر الأساس للمدينة الجديدة في 8 تشرين الثاني سنة 324م اُعطيت اسم القسطنطينية، رومية الجديدة وكُرست فيما بعد لوالدة الإله. في وسط القصر الملكي ارتفع صليب هائل مزين بالحجارة الثمينة. وفي الميدان وُضع على قمة عمود من الرخام السمّاقي تمثال لقسطنطين اُدعت فيه بقايا مقدسة. كما اُقيمت، عند اسفل العمود السلال التي قيل أنها استعملت في أعجوبة تكثير الخبز. سار العمل بسرعة كبيرة. وبمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتولي قسطنطين الحكم، أي في 11 آب سنة 330م، احتفل بأبهة زائدة بتدشين العاصمة الجديدة. ![]() مجمع نيقية: بعد أن أحرز قسطنطين انتصاره على ليسينوس، جعل همه الأول أن يستعيد وحدة الكنيسة ويرسخها، بعدما تهددتها هرطقة آريوس، الكاهن المصري. لتحقيق هذا الهدف بعث، بواسطة هوسيوس، أسقف قرطبة، رسائل إلى الكسندروس الإسكندري وآريوس عبّر فيها عن ألمه إزاء الانقسام الحاصل ، ثم دعا كل أساقفة المسكونة إلى نيقية إلى أول مجمع مسكوني مقدس، وذلك عام 325م. هذا التلاقي، الأول من نوعه، والذي أتى بأساقفة من أطراف المسكونة، كان تعبيراً كاملاً عن ملء الكنيسة ووحدة الإمبراطورية المسيحية. وقد جلس الإمبراطور في وسط الأساقفة، مرصعاً بالجواهر. أفتتح الجلسات موجهاً الشكر إلى الله لهذا الاجتماع وحث المشتركين على السلام وأن يحلوّا الخلافات التي بذرها إبليس في بيت الله. كما اشترك في المداولات، ونجح بوداعته واتزانه في مصالحة المتخالفين. ثم عند المجمع إلى إدانة آريوس وأتباعه. كذلك تقرر الاحتفال بالفصح المجيد حيثما كان، في تاريخ واحد، بمثابة علامة لوحدة الإيمان. وبعدما جرى ختم الجلسات دعا قسطنطين الآباء القديسين، بمناسبة عيد حكمه العشرين إلى مأدبة كبرى، قدم لهم بعدها الهدايا السخية وأعادهم بسلام إلى ابرشياتهم. إمبراطور للمسيح: في السنة التالية 326م، جرت عمادة الإمبراطورة هيلانة. ثم قامت برحلة حج إلى فلسطين. بعد أن شرح القديس مكاريوس أسقف أورشليم حالة الأماكن المقدسة وخشبة الصليب التي دثرها الإمبراطور أدريانوس عام 126م تحت الأتربة والأزبلة. هذا وقد أمر قسطنطين بتشييد بازيلكيا(كنيسة صغيرة) فخمة في المكان، جعلها باسم كنيسة القيامة. جرى تدشينها في العام 337م، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتبوئه سدة الحكم. ![]() إلى ذلك زارت القديسة هيلانه أماكن مقدسة أخرى وبنت كنائس في بيت لحم وجبل الزيتون. وقد ورد في شأنها أيضاً أنها أطلقت الأسرى وبددت الحسنات في الشرق كله. وبعدما أكملت سعيها رقدت في الرب عن عمر ناهز الثمانين. جرت مراسم دفنها في القسطنطينية وتم نقل جسدها، فيما بعد إلى رومية حيث يُشاهد اليوم تابوتها الحجري في متحف الفاتيكان. مما قيل عن القديسة هيلانه أنها كانت دمثة، طيبة المعشر، لطيفة، وادة لكل فئات الناس، لا سيما لمن كانوا في موقع الخدمة الكنسية. لهؤلاء، كما قال روفينوس المؤرخ، كانت تبدي من الاحترام ما يجعلها أحيانا تخدمهم بنفسها وهم إلى المائدة، كما لو كانت واحدة من الإماء. تضع الصحون وتسكب الشراب وتمسك وعاء الماء لتغسل أيديهم. هذا وقيل أنها بنت ديراً للعذارى القديسات في أورشليم. كما جمّلت مدينة دريبانوم في بيثينيا، إكراماً للقديس لوقيوس حتى أن القديس قسطنطين الملك أطلق على المدينة، فيما بعد أسم والدته ![]() . وبالعودة إلى الكلام على قسطنطين الملك نقول إنه بنعمة الله، نجح بحكمة أستمدها من فوق في إشاعة السلام وتوفير الأمن على الحدود حتى أن من سُمّوا "برابرة" حوّلوا سيوفهم إلى أدوات زراعية. وهكذا انصرف رجل الله إلى تثبيت اساسات الإمبراطورية المسيحية ومؤسساتها. وقد شجع بكل الوسائل المتاحة، انتشار المسيحية، كما حوّل في العمق، القوانين الرومانية بحيث أخضعها لروح الرأفة الإنجيلية. ومنذ أن ارتقى سدة العرش، رسم أن يكون يوم الأحد عطلة في كل الإمبراطورية. كما أزال عقوبة الموت صلباً ومنع ألعاب المصارعة وعاقب بشدة على الاغتصاب وقلة الحشمة. بعد ذلك شجع مؤسسة العائلة كأساس للبناء الاجتماعي مُحدّاً من الطلاق ومُديناً للزنى وسن قوانين جديدة بشأن حقوق الإرث. ![]() كما ألغى القوانين التي كانت سائدة في حق الذين لا يتركون عقباً مشجعاً بذلك على الرهبانية التي عرفت في أيامه انطلاقة مهمة، وأفرز للعذارى المكرّسات هبات سخية. هؤلاء كان يحترمهن احتراماً كبيراً. وعندما انتقلت الإدارة إلى القسطنطينية سنة 330م، منع قسطنطين الاحتفال بالأعياد الوثنية وحال دون وصول الوثنيين إلى سدة المسؤولية في الدولة. كذلك كان سخي التوزيع على كل محتاج، على المسيحيين وغير المسيحيين معاً، يؤازر الأرامل ويقدم نفسه أباً للأيتام. واهتم أيضا بحماية الفقراء من ابتزاز الأقوياء، وآثر ازدهار شعبه فخفف الضريبة السنوية بنسبة الربع، كما أعاد النظر في تقدير قيم الممتلكات بغية إعادة توزيع الأعباء المالية. ![]() ميزات شخصية: كان قسطنطين هادئاً، ساكناً، سيّداً على الأهواء التي تضني المقتدرين بعامة. على القطع النقدية ظهر واقفاً ونظره إلى السماء كما ليؤكد بذلك، أن على الحاكم أن يكون رجل صلاة، وسيط سلام واتفاق في مُلكه. في قصره، كما قيل، أفرز صالة كان يعتزل فيها ليصلي ويتأمل في الكتاب المقدس. كما كان يمضي لياليه أحيانا، في كتابة الأحاديث التي كان يحثّ الشعب فيها على محبة الحقيقة والفضيلة. وإذ علم ذات يوم أن أحدا ألقى حجراً على رسم يمثله وطُلب منه أن يكون عقابه للجاني صارماً، مرر يده على وجهه وابتسم قائلاً: "لست أُحسن بأي جرح في وجهي وأنا بصحة جيدة". ثم ترك المتهم يذهب في سبيله. كل من كان يدنو منه ملتمساً خدمة مباركة كان واثقاً من حصوله عليها. في ذلك الحين كما عبّر العديد من الآباء القديسين، كان بالإمكان القول أن الله كان هو الحاكم بالفعل بين الناس. معموديته ورقاده: بعد أن احتفل قسطنطين بتبوئه الثلاثين للعرش بقليل سنة 337م، حمل شابور الثاني، ملك الفرس على المسيحيين في مملكته. ثم إذ تنكر لتحالفه مع قسطنطين اجتاح أرمينيا. لذلك أعد الإمبراطور التقي جيشاً قوياً وخرج بنفسه للدفاع عن المسيحيين. لكنه مرض في هيلينوبوليس ونُقل على وجه السرعة إلى ضواحي نيقوميذية حيث جرت عمادته. المعمودية في ذلك الزمان، كان المؤمنون يؤجلونها إلى سن متقدمة، وقليلاً إلى ما قبل رقادهم توقيراً منهم لسر المعمودية وظناً أن المؤمن بعد أن يعتمد لا يجوز له أن يخطئ وإلا لا تكون له مغفرة بعد. وفاته كانت يوم العنصرة المجيدة من العام 337م. كان لا يزال يلبس الأبيض نظير المعتمدين حديثاً. ثمة صلاة تُنسب غليه قبل وفاته جاء فيها: "ألان عرفت أني مغبوط حقاً. ألان عرفت أنى صرت مستحقاً للحياة الأبدية. ألان عرفت أنى اشترك في النور الإلهي". حال وفاته نُقل جسد القديس قسطنطين المعادل الرسل إلى القسطنطينية حيث جرت الصلاة عليه بحضور شعبي كثيف، ثم أودع كنيسة القديسين الرسل، وسط الأضرحة الحجرية الفارغة للإثني عشر رسولاً |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17276 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قديسو آحاد الصوم
![]() هم ثلاثة قدّيسين. أوّلهم هو القديس غريغوريوس بالاماس أسقف تسالونيكي الذي نعيّد له في الأحد الثاني. وثانيهم هو القدّيس يوحنا كاتب سلم الفضائل الذي نعيّد له في الأحد الرابع. وآخرهم هي أمّنا البارّة مريم المصرية التي نعيّد لها في الأحد الخامس. لن ندخل، في هذه العجالة، في تفاصيل سيرهم. فهي منشورة في كتيّب عرّبته منشورات النُور الارثوذكسية، ويمكن أن يعود اليه من لم يطلع عليها بعد، ويقرأه في هذا الصوم، لينتفع من حبّهم وإخلاصهم لله. ما يهمّنا هنا هو التعييد لهم. فالتعييد للقدّيسين من أسس حياتنا في المسيح. وهذا مغزاه أنّ الكنيسة المنتصرة والمجاهدة هي واحدة، وأنّ القداسة ممكنة وتخصّنا. فما يجب أن نعرفه دائماً هو أنّ هدف الالتزام الكنسيّ هو القداسة، وأنّ القدّيسين تالياً حاضرون في تاريخنا ليشفعوا بنا أمام الله ويساعدونا على انتشالنا من كثافة التاريخ وكلّ مسافة، لنمتدّ، “الآن وهنا”، والى الأبد، ونذوق ومضاته بالطاعة والمحبّة. تضعنا الكنيسة أمام أشخاص مثلنا كرّسوا حياتهم لله وتحثنا على اتباع الطريق الذي سلكوه، كلا في موقعه، لنذوق غلبتهم ونتقوّى. فالكنيسة مربّية، وتقوم تربيتها على أساس واحد، وهو التعليم الإلهيّ المتجسّد حياة. تقول لنا أشياءها وتعرض علينا الذين صدّقوا أنّ المسيح أقوى من الدنيا، ليكتمل تبليغها. فليس الهدف من التعييد للقدّيسين او معرفة أخبارهم اليأس من أحوالنا، ولكن أن نتوب ونطلب القربى ونصدّق فعل نعمة روح الله التي تسكننا. يقول القديس يوحنا السلّمي: “من يسمع أخبار فضائل القدّيسين الفائقة الطبيعة وييأس من نفسه يكون كثير الغباوة. لأنّ هذه الأخبار من شأنها بالعكس أن تفيدك جدّا بأحد أمرين: فهي إما تحثك على مماثلتها بشجاعة مقدّسة، او تأتي بك الى معرفة نفسك معرفة جزيلة وتالياً الى تأنيبها بتواضع مثلث القداسة اذ تظهر لك عمق ضعفك” (سلم الفضائل، المقالة 26/126). هؤلاء القدّيسون الثلاثة كانوا كلهم نسّاكاً، أي أشخاصاً عاشوا لله وحده. صحيح أنهم، او اثنين منهم، لم ينقطعوا، بمعنى او بآخر، عن الناس (مريم في آخر حياتها التقت براهب قدّيس اسمه زوسيماس)، فالقدّيس غريغوريوس لم يستطع رفض الأسقفيّة ودافع عن الإيمان الأرثوذكسي في وجه بعض مشوّهي التراث الحقّ، وأنّ السلمي خالط الرهبان أمثاله وترك لنا كتاباً غاية في الأهمّيّة (عرّبته ايضا منشورات النور). ولكنّهم كانوا طالبي الوحدة مع الله أولاً. ولعل الكنيسة اختارت التعييد لهم في هذه الفترة لتقول هذا الأمر الخاصّ، وهو أننا إن لم نلتحم بالله التحاماً كلياً لن نقدر على أن نمدّ صورته الحقيقيّة الى الناس لينشدوا قربه، ولا أن ندافع، تالياً، عن العقيدة المستقيمة. فالتأكيد على النسك، في مسيرة الصوم، دعوة الكنيسة لنا الى العودة الى الله وابتغاء قربه أولاً. فالصوم ليس انقطاعاً عن بعض الأطعمة الحلال فحسب، ولكنّه، في جوهره، مصالحة مع الله واختلاء به، وهو يفترض ايضاً موقفاً من العالم. نصوم لنقول جميعاً، رهباناً وعوامّ، إنّ هذه الدنيا زائلة، وإنّ الباقي هو وجه الربّ. ذلك أنّ الكنيسة لا تخاطب أعضاءها بتمييز، اي لا تقول لبعضهم شيئا وللآخرين شيئا مختلفاً. فالنسك يخصّنا كلنا، وهو عصب مسيرتنا الروحيّة. وهذا يتطلب قناعة راسخة وسلوكاً جديداً، أي موقف حياة لا ينحصر بفترة زمنيّة (مدّة الصوم). فما يطلبه الله منا في هذه الفترة يطلبه دائماً. أي إنّه يريدنا أن نحافظ على محبّته وأن نبقى على موقفنا من هذه الدنيا، ولو انتهى موسم الصيام. معنى ذلك أنّ الصوم يساعدنا على تأسيس حياة جديدة، فنختار الرب سيّداً عليها في تفصيلها وتفاصيلها. لا نقبل مثلا، إن كانت حياتنا مخالفة، أن نعود بعد انتهاء زمن الصوم الى ما كنّا عليه قبله. هذا، طبعاً، لا يعني ألا نأكل او نشرب او نلبس بعد الفصح. ولكن أن نعرف أنّ حياتنا لا تقوم على كلّ ذلك، بل على محبّة يسوع الذي بذل ذاته من أجلنا. فعمل الربّ الخلاصيّ يحتاج فهمه الى حياتنا كلها. هذا هو، في الحقيقة، ما يفترضه النسك المقبول. الكنيسة تدعونا، في هذا التعييد المثلث، الى أن نقف وهؤلاء القدّيسين في خط الإخلاص عينه. فإن اعتقدنا أنّ القداسة لا تخصّنا، كما يقول معظم الناس، نخرج على الحقيقة الوحيدة التي صدّقها غريغوريوس ويوحنا ومريم، وجميع القدّيسين، تصديقاً مذهلاً. أمّا إذا صحّحنا اعتقادنا فيكون تعييدنا استباقاً لليوم الذي سيجمعنا الله فيه معهم، ليدوم فرحنا بالربّ القدّوس وحده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17277 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس ذيوكليس المصري 19 تموز شرقي (1 آب غربي) ![]() درس الفلاسفة و البلاغة ثم انصرف في السن 28 , بنعمة الله , الى انتهاج الفلسفة السماوية . ترك كل شيء و أقفل على نفسه , في مغارة , 25 عاما يطلب الاتحاد بالمسيح . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17278 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار ذولاس المصري 15 حزيران شرقي (28 تموز غربي) ![]() يسمّونه أيضاً شاول. تلميذ الأنبا بيصاريون. ورد في خبر القدّيس بيصاريون عنه قوله: جئنا مرّة إلى ضفة بحيرة وكنت عطشاناً، فقلت للأنبا بيصاريون: أنا عطشان. فصلى الشيخ وقال لي: تقدّم خذ من ماء البحيرة واشرب. فمضيت وشربت وإذا هي مياه عذبة. ثمّ تقدمت وملأت كل الأوعية التي كانت معي لأنني ظننت أنني ربما أعطش مرّة ثانية في رحلتي. ولما رآني الشيخ قال لي: لماذا تملأ الأوعية ماء؟ أجبته: اغفر لي يا أبي فلقد فعلت هذا لظني أنه ربما أعطش مرّة ثانية أثناء رحلتنا. قال لي: ليغفر الرب لك! إن الله يرشدنا هنا وهناك وفي كل موضع. من الأقوال التي وردت باسمه: "إذا أرغمنا العدو على هجر السكينة ينبغي أن لا نصغي إليه لأته لا شيء يماثلها في الوجود. كذلك الحال مع الصوم. فالصوم يقترن بالسكينة في تحالف ضدّ العدو. وهذان (الصوم والسكينة) يعطيان العين الداخلية وضوحاً في الرؤية وحدّة في النظر". طروبارية القدّيس ذولاس المصري باللحن الثامن لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ ذولاس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17279 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار ذياذوخوس أسقف فوتيكي (القرن5م) 29 آذار شرقي (11 نيسان غربي) ![]() ولادتُهُ: يُظنّ أنّه ولد في مطلع القرن الخامس الميلادي. أسقفيَّته: صار أسقفاً على الإيبرية القديمة بين العامين 451 و458م. فوتيكي، مركز أبرشيته، بلدة صغيرة في الناحية الغربية من اليونان. وقد جرى نفيه إلى قرطاجة في أواخر أيامه. عملُهُ كأسقف: عمل على رعاية الأديرة الرهبانية، فكان أباً روحياً لشركةٍ رهبانية. كما عمل على نشر الوعي المسيحي وتقوية الإيمان. حَارب البدع والهرطقات. قاوم بدعة الطبيعة الواحدة، وجماعة "المصلّين". هؤلاء ظهرت بدعتهم في أواخر القرن الرابع الميلادي، في البلاد السورية عبر نسَّاك متجوّلين وانتشرت بسرعة في كل آسيا الصغرى. كانت تقول بأن المعمودية والأسرار لا طاقة لها على طرد الشياطين من النفس بالكامل. وأن الشيطان يبقى مساكناً للنعمة الإلهية في القلب. وإنما فقط بالصلاة يُطرد من القلب. بعضُ مزاياه: تمتّع ذياذوخوس بثقافة وخبرة واسعتين، وكان على نقاوة في اللغة وسلامة في التعبير كبيرتين. تمتاز روحانيته بالاتّزان والاعتدال وسلامة الرأي. مؤلفاته: من مؤلفاته المعروفة: + "مائة مقالة في المعرفة الروحية" نقلها إلى العربية رهبان دير مار جريس الحرف 1992م. + "وعظة في الصعود الإلهي". + كتاب عنوانه "الرؤيا" وهو حوار بين المؤلف والسابق المجيد يبدأ بمدح سيرة التوحّد ويسأل عن طبيعة الظهورات الإلهية وشكل معرفة الله والملائكة وغير ذلك. رقادُهُ: زمنُ رقادِه غير معروفٍ بالتحديد. لكنه على الأرجح في مطلع القرن السادس الميلادي. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 17280 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس ذيوس الأنطاكي (القرن 5 م) 19 تموز شرقي (1 آب غربي) ![]() أصل القديس ذيوس من أنطاكية. هناك عاش طويلا في النسك وأتعاب الفضيلة. ثم اثر رؤيا الهية انتقل الى القسطنطينية ليؤسس ديرا. فلما بلغ الموضع الذي اختاره الله له, أخذ يستصلحه, ثم زرع في الأرض عصاه. للحال تجذر العصا وصار شجرة كبيرة تثمر ثمرا جيدا. جاءه الامبراطور ثيودوسيوس الصغير ( 408 ( 425- زائرا فانتفع كثيرا من فضيلته وحكمته وخصّص له مبلغا كبيرا من المال تمكّن القدّيس به من بناء دير فسيح. وقد احتلّ هذا الدير الثاني في الأهمية, في العاصمة المتملّكة, بعد دير القدّيس داماتيوس. ثمّ اذ أصر القدّيس البطريرك أتيكوس (8 كانون الثاني) على سيامته كاهنا صار خادما لنعمة الله, لا فقط لجهة الاحتفال باقامة الأسرار الكنسيّة, بل في اجتراح عجائب جمّة أيضا. على هذا استبع , على غرار موسى, ماء في أرض قاحلة سدّا لحاجات الشركة, كما أقام ميتا كان قد سقط في الماء شكّا. لما بلغ ذيوس نجاز جهاداته, وكان طريح الفراش, بالكاد يتنفس, والقوم متحلقين حوله والدموع في عيونهم , بمن فيهم البطريرك أتيكوس والبطريرك الأنطاكي ألكسندروس, في تلك الساعة بالذات انتصب المغبوط فجأة كمن خرج لتوه من نوم عميق وأعن للحاضرين أن الله وهبه عشرة سنة اضافية. بقي ذيوس يشيع الفرح وينفع الكثيرين الى أن انقضت الفترة المعينة. اذ رقد بسلام . كان ذلك بين العامين 425 و 430 م |
||||