منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 08 - 2024, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 172011 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الشيخ فيلوثيوس زرفاكوس



كان الطلب قوياً على شيخنا للوعظ أنّى ذهب. سنة 1924، قام بحجّ طويل إلى الأراضي المقدّسة ومصر، وقام بوصف تلك الرحلة بالتفصيل في كتابه “الحجّ العظيم العجيب إلى فلسطين وسيناء” الذي أُصدر بعد سنة. وفي الكتاب محفوظة الخدمة التي سُئل ان يُقيمها في الجلجلة يوم الجمعة العظيمة. من الممكن أن نحكم على موهبته كواعظ من خلال ردّة فعل مُستمعيه التي ذكرها بدون تكلّف في رسالة بعثها من أورشليم إلى أبيه الروحي الشيخ إيروثيوس: “لقد كانوا يُصغون إلى كلماتي المتواضعة بانتباه وتوبة كبيرين. لقد بلغ الجمع، وأنا معهم، درجة من التأثّر بحيث أننا ذرفنا الدموع. لقد قال الآباء المُقيمون في الجلجلة بأنّه لم يعُظ أيّ من اللاهوتيين الذي زاروا المكان بمثل هذا التأثير والاستنارة”.

كانت الانطباعات التي سجّلها في رسائله المتعدّدة تتأرجح بين الارتفاع الروحي الذي اختبره في حضوره الخِدم في الأمكنة المقدّسة المُختلفة وبين القلق الحادّ، أو حتى الشعور بالخطر، ممّا لمسه في الحياة الروحيّة الكئيبة في تلك الأماكن نفسها: “آه، كم رأيتُ وتمتّعتُ بالجلالة غير العادية والرائعة. كلّ شبر من هذه الأرض مقدّس وتاريخي… يبدو لي أنني في الفردوس نفسه، وكما لو أنني أُعاين المسيح نفسه. …هنا حيث لديهم الكثير من الأسباب، الرموز والحوادث العجائبيّة، من المفترض أن يكونوا قدّيسين، إلاّ أن الشيطان يعمل هنا بشكل مضاعف… لسوء الحظ فإنّ كهنة أورشليم، مع بعض الاستثناءات، يدفعون المسيحيين إلى الهلاك. لقد ذهبت إلى الصخرة حيث اختبأ موسى ورأى مجد الله. لقد هزّني الإنخطاف في تلك اللحظة وانهمرت الدموع من عينيَّ: لقد أحسست بعذوبة وفرح روحي لم أشعر بهما من قبل… المسيحيون، في تلك الأمكنة، بحاجة ماسّة إلى كلمة الله. ينام شعبنا نوم عدم الإكتراث والتواني، بينما يقوم اللاتين والبروتستانت بالاقتناص والدعاية القويّة… لقد عاينتُ المناسك وأماكن الأساقيط التي أقام فيها الآباء النسّاك القدّيسون، فكانوا يعيشون في المغاور وثقوب الأرض يعاينون الحرمان والبلى وغيرها… لقد ذرفتُ الدموع السخية وأنا أقول: “أين الآباء الكليّو القداسة الذين أقاموا مرّة في هذه الصحراء والكهوف والثقوب، وهم الآن يرتعون في الفردوس؟ لقد أحبّ هؤلاء الموقّرون الطريق الضيّق والمُحزن. لا ينبغي أن نتردّد عن فعل ذلك بسبب الراحة المؤقّتة هاهنا لأنّنا سوف نُحرَم من الراحة الأبديّة. لذا، دعونا نُجبر أنفسنا على فعل ذلك”…

في سنة 1930 رقد الشيخ إيروثيوس وبرغبة منه خلفه الأب فيلوثيوس في رئاسة لونغوفاردا. كان قد ذاع صيته كقديس. ويصفه تاريخ الدير على انّه “غني بكلّ فضيلة، موسوم بالتواضع الشديد، وذو علم واسع، ومُستحقّ المديح على كلّ الأحوال. فقد تجلّت بوضوح كلّ الفضائل التي تزيّنه: تقوى صادقة أصيلة، إيمان وثقة بالله لا يتزعزعان، ضبط للنفس، حبّ للعمل، حماسة للتسليمات الحيّة، تفانٍ في أعمال الدير، طاقة مميزة في الاعتراف والوعظ بكلمة الله، وفوق كلّ ذلك التواضع”. بالرغم من واجباته الجديدة المترتّبة عليه بسبب رئاسته للدير، استمرّ الشيخ فيلوثيوس بالوعظ واستقبال المُعترفين مُحافظاً على رباط مع أولاده الروحيين.

علاوة على ذلك تحققت للشيخ رغبة طالما تمنّاها عندما صار باستطاعته سنة 1934 أن يحجّ إلى القسطنطينيّة. هناك أيضاً سُرَّت نفسه بالكنوز الروحيّة في المدن. أثار إعجابه بشكل خاص الفخامة الرائعة لكنيسة الحكمة المقدسة. لكنّه، في نفس الوقت، كان حزيناً لأنّ الكاتدرائيّة كانت بيد الأتراك. “واأسفاه أيّها المسيحيّون” قالها بنوح، “كيف حرّكت خطايانا إلهنا الكثير الرحمة والجزيل التحنّن وأثارت سخطه حتى سمح بأن نُحرَم من كنيسته المقدّسة. أيّها الربّ إلهي، لقد حرمتنا من ذلك بعدل، فقد أظهرنا جحودنا نحوك أيها الإله الحقيقي”. لقد صلّى الشيخ بإلحاح لكي يُعيد اللهُ كنيسته التاريخيّة العظيمة للأرثوذكسيين في حياته فيستطيع تقديم الذبيحة غير الدمويّة. “لكن علينا نحن الأرثوذكسيين أن نمضي حياتنا بالندم والتوبة حتى نستحقّ هكذ عطيّة.” لقد انتهت هذه الرحلة لتكون الأخيرة للشيخ خارج بلاده.

لقد تقلّصت تحرّكات الشيخ بعض الشيء بسبب الحرب، لكن، في خلال ذلك الوقت، كان الدير مثل خليّة النحل في نشاطه. لقد جلب الإحتلالان الإلماني والإيطالي ضيقاً شديداً على سكان باروس الذين ابتلع عددهم بسبب تدفّق اللاجئين من البر اليوناني. وبسبب رحمة الله كان لدير لونغوفاردا محصولاً وافراً غير اعتيادي مكّنه من أن يتماشى مع كرم الدير، إذ كان يتمّ إطعام المئات يوميّاً. لاحقاً، تمّ إحصاء 1500 من سكان باروس كانوا سيموتون من الجوع.

يقدّم أحد الحوادث التي جرت في ذلك الوقت برهاناً ملفتاً عن محبّة الشيخ الإنجيليّة. فقد قام بعض الجنود البريطانيين بمباغتة الألمان في باروس في إحدى الليالي، فقتلوا إثنين وأسروا البعض الآخر. فقام الإلمان، ظنّاً منهم بأنّ أهل باروس متواطنون، بإصدار أمر بإعدام 125 شاباً اختيروا بطريقة عشوائيّة باعتبار أنّ هذا الإجراء سيكون رادعاً لأيّ عمل من هذا النوع في المستقبل. بعد صلاة حارّة إلى السيّدة (بانتاناسا Pantanassa)، قام الشيخ فيلوثيوس بدعوة المفوّض الإلماني غرافونبارايبارغ إلى الدير. فكان الضابط متأثّراً بشدّة من الزيارة حتى أنّه اندفع متسرّعاً وسأل الشيخ أيّة خدمة يطلبها. بعد ان وطّد العرض بوعد من الضابط، طلب الشيخ بجسارة أن تتوقّف الإعدامات الموشكة الحدوث. عندما احتجّ الألماني بأنّ هذا الأمر ليس من صلاحياته، أصرّ الشيخ فيلوثيوس بأنّه، في هذه الحالة، يجب ان يُحصى مع الشباب المُزمَع إعدامهم، مُضيفاً: “سأعتبر هذه الخدمة المهمّة”. فقام غرافونبارايبارغ بإصدار أمره بالعفو عن الشباب. إبتداءً من هذه النقطة، فإنّ سيرة الشيخ لم تَعدُ أكثر من تعداد المدن والبلدات حيث “استمع إلى الاعترافات ووعظ بكلمة الله”. في الوقت نفسه استمرّ بالإشراف على دير لونغوفاردا ورهبنتّين أخريين أُضيفتا إلى مسؤوليّته. لم يكن ذلك، قطعاً، حدود إنجازاته. ففي ملحق موجز لسيرته الذاتيّة كتب باقتضاب: “لقد اتبعت المسيح خلال حياتي القصيرة على هذه الأرض، فمنحني أن أكون جديراً ببناء 12 كنيسة، ديرَين، ثلاث مدافن، مدرستين… إلخ. وبعث إليَّ بالمال بواسطة مسيجيين مُحبّين للربّ فقُمتُ بتوزيعه على إخوته الفقراء الأرامل واليتامى”. إضافة لذلك، فقد قام بكتابة عدد من الكتيّبات مُجاهداً بكلّ معنى الكلمة لاستنهاض همّة اليونانيين ليتخلّصوا من اللامبالاة الروحيّة ومُلهماً إيّاهم بالنماذج الإنجيليّة. وكتب، أيضاً، آلاف الرسائل النُصحيّة لأبناء روحيين من كلّ أصقاع العالم: أوروبا، أفريقيا، أميركا وأوستراليا.

يُحار المرء عندما يجد الشيخ ثابتاً لا ينهار من التعب، علماً بأنّه ينام قليلاً ولا يأكل حتّى الشبع. بالواقع إنّه يكتب: “أُقرّ بأنني في أحيانٍ كثيرة بعد سماعي الإعترافات طوال النهار وفي الليل… أكون مُنهكاً جدّأً حتى أنني أنام في السرير كالميّت وأنا أُفكّر بأنني لن أنهض بعد ذلك بل سوف أموت أو أمرض… لعدّة أيّام… على أيّ حال فإنني عندما أستيقظ في الصباح أشعُر بأنّني شُفيت وفي صحّة جيّدة. هذا ما يجعلني أتعجّب وأتساءَل أحياناً كثيرة، فأُدرِك ضعفي كما أُدرك نعمة الله (التي بدونها لا تستطيع أن نفعل شيئاً)، فأقول {لستُ أنا من يُجاهد بل بالأحرى نعمة الله التي تقوّيني}… سأكون مجنوناً لو أنّي تجرّأتُ على الإفتخار.”

في النهاية، فإنّ جسده، بالطبع، قد أُنهك تماماً. في شباط سنة 1980 وقبل الصوم الكبير، كان الشيخ في دير سيّدة الآسية (مايرتيديوتيسا نسبة لشجرة الآس) و هو واحد من الرهبنتين التي أسسهما في باروس، استبّد به المرض. خلال الأشهر الثلاثة التي كان فيها ضريح الفراش استمر بالارشاد وإلهام الاخوات بما كان عليه كما بما كان يقوله. وفي وصف هذا الفصل الاخير من حياته الارضية كتبت الاخوات بشكل مؤثر كيف كان الشيخ يتلقى المناولة الإلهية: “بالرغم من أنه كان منهكاً جسدياً فقد كان يستعد قبل ساعات… وعندما كان يظهر الكاهن على باب قلايته كان يرفع يديه الضعيفتين و يصرخ من كل قلبه: {مرحبا بك يا الهي. مرحبا بك}. فيشترك بالمناولة الإلهية بقدر كبير من الخشية والشوق والندم كما لو أنها المناولة الأولى بحياته… فكان يتغير بكل معنى الكلمة… لمرتين كانت هيئته لامعة حتى أننا لم نجسر على النظر اليه. كان مملوءاً من النور الإلهي. بعد ذلك، كان يقول وهو رافع يديه: {خذني يا إلهي، خذني}. …كم أحبّ الله بصدق وبالكلية.”

في الثامن من ايار سنة 1980 وبعد سبعين سنة من العمل المتواصل في كرمة المسيح، دخل الشيخ فيلوثيوس في الراحة المغبوطة التي هي جزاء المستقيمين. أجرى مراسم الدفن، وبحسب رغبة الشيخ، الأرشمنديت ذيونيسيوس (كالامبوكاس) الذي في دير سيمونوس بترا في جبل أثوس. دفن جسده هناك في المدفن في مكان كان قد اختاره قرب الكنيسة المكرّمة على اسم مرشده الروحي القديس نكتاريوس من آيينا. لاحقا، كتب الاب ذيونيسيوس نفسه في معرض مدحه للشيخ المبارك: “أيها الاب الكلي قدسه الدائم الذكر فيلوثيوس… لقد بقيت من طفولتك وحتى نهاية حياتك إبناً دائماً للربّ… وفي الوقت نفسه كنتَ راهباً متقشّفاً في دير لونغوفاردا، كنتَ ضابطاً نفسك، ناسكاً بالسر رسولاً وأباً روحيّاً لآلاف النفوس… إنّ طهارة جسدك ونفسك وروحك وعقلك لباهرة… بتواضعك اللامتناهي كنتَ تجذُب الملائكة الذين كانوا يأتون لمعونتك… لقد اكتسبتَ إلفة القدّيسين. لقد ارتبطت بهم حميعاً بمحبّتك لهم واحتفالك بتذكارهم في كلّ خدمة كنسيّة وفي صلواتك الشخصيّة… وصرتَ صديقاً لكلّ إنسان، لكلّ طبقة، لكلّ الأعمار، للنساء والرجال. لقد ربحتَ قلوباً لا تُحصى وجذبتها نحو الله.”

فليعطِنا الله أن نكون من بين الذين جُذبوا إلى قُرب الله عن طريق هذا المثال الشيخ فيلوثيوس المُبارَك.
 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 172012 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الشيخ فيلوثيوس زرفاكوس



عجيبة

لقد قال ربّنا بأنّ أتباعه سوف يقومون بعجائب كما فعل هو نفسه. من المؤكّد أنّ حياة الشيخ فيلوثيوس الُمبارك تُعطي برهاناً جليّاً على انتمائه إلى رسل المسيح الحقيقيين. هذا ما تؤكّده النعمة الغزيرة التي كانت له كصانع العجائب، في حياته ومماته. لقد ذاعت شهرته كأبّ إعتراف وتضاعفت بسبب استنارته وامتلاكه موهبة الرؤية: هناك العديد من الأمثلة عن قيامه بتذكير الناس بخطايا مُحدّدة كانوا قد نسوها أو أخفوها خلال الإعتراف. هناك حالات موثوقة لأزواج ذوي عُقر، فكانت النساء تحمل عاجلاً بعد طلبها شفاعة الشيخ. آخرون أخبروا عن شفاءات من تضخّم الغدّة الدرقيّة والغنغرينا وآلام الرأس الحادّة والأسنان. لقد سُجّلت حالة شفاء لافتة من قبل إفسطاثيا وأندراوس الذين من أثينا:

ولد ابنهما جورج في آذار سنة 1963، كان يبدو طفلاً طبيعياً وبصحّة جيّدة، لكن بمرور الأسابيع توقّف عن الأكل. فشخَّص أحد أطبّاء الأطفال مرضه بأنّه تضخم الأوردة وكشفت فحوصات الدم إصابته بفقر الدم في حالة تتطلّب إعطاءه دماً بشكل مستمرّ. فكان التكهّن بمصير الطفل مروعاً. بعد بضعة أيّام من إدخاله إلى المستشفى، أشارت خالته بأن يذهبوا لرؤية الشيخ فيلوثيوس الذي كان قد وصل لتّوه إلى أثينا آتياً من باروس. فعلوا ذلك، ولكثرة تضرّع الأم بالدموع، رافقهم الشيخ إلى المستشفى.

كان التنفّس الضعيف للطفل هو العلامة الوحيدة المنظورة لبقائه على قيد الحياة. صلّى الشيخ ورسم إشارة الصليب على الطفل. ثمَّ وضع أيقونة والدة الإله على الوسادة. “ماذا يجب أن أفعل؟” سألت الأمّ المُضطربة. “هل أُبقيه ليموت هنا أم آخذهُ إلى البيت؟” “لا” أجاب الشيخ، “سوف يُسلّمكِ إيّاه الأطبّاء خلال يومّين أو ثلاثة. على أيّ حال، بعد سنة اجلبيه إليّ في باروس”. فصُعق كلّ من كان مُتحلّقاً حول المهد. “ماذا تقول يا أبتِ؟” سألت ممرضة. “إنّ الطفل يُشارف على النهاية. من المُختمل أن يعجز الأطباء حتى عن نقل الدم إليه”. أجاب الشيخ: “إنكِ تفتكرين بأمر، والعذراء تفكّر بأمر آخر”.

في تلك الليلة ارتفعت حرارة الطفل وصار يتنفّس بصعوبة. عند الصباح هبطت الحمّى، وعندما قامت الممرّضة بأخذ وزنه أصابتها الحيرة إذ اكتشفت إنّ وزنه زاد حوالى سبعين غراماً: لم يكن الطفل قد تناول شيئاً منذ يومين”. كانت تلك عجيبة. في اليوم الثالث خرج الطفل من المستشفى. كان مكتوباً على أوراق الخروج: أنيميا (فقر الدم). أخذت الأم طفلها إلى الشيخ ثيوفيلوس لشكره على وساطته العجائبيّة. نادى الشيخُ الطفل: “الله هو الذي أنقذ موسى”.

نقلها إلى العربية الأب أثناسيوس بركات
 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 172013 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فوقا الشهيد أسقف سينوبي







القديس فوقا و الشهداء ال 26 في زوكرافوعاش الشهيد فوقا في القرن الثاني وكان اسقف سينوبي على البحر الأسود. تقول مخطوطة قديمة تعود الى نهاية القرن الخامس للميلاد انه كان شفيع الملاحين في فينيقيا وتذكر كنيستين بنيتا على اسمه احداهما خارج مدينة طرابلس، والاخرى في صيدا على بقايا منزل المرأة الكنعانية التي أتت الى يسوع ملتمسة شفاء ابنتها (متى 15 : 12- 28).

وفي ذات يوم قصد سينوبي عدد من الجنود يطلبون فوقا ويحملون أمرا بقتله بسبب اعتناقه المسيحية. استقبلهم من غير ان يعرفوه واستضافهم في بيته. وبعد ان أقام لهم مأدبة عشاء ورتب لهم ليناموا وقضى هو الليل كلّه يحفر قبرا في حديقة منزله. وفي الصباح اخبرهم انه هو المدعو فوقا، فنفّذ الجنود اوامرهم مكرهين.

تعيّد الكنيسة لاستشهاده في 22 ايلول.


 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 172014 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






القديس فوقا و الشهداء ال 26 في زوكرافو


 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 172015 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






القديسة البارة فالبورجا
 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 172016 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القديسة البارة فالبورجا


ولدت القديسة فالبورجا، ابنة القديس ريتشار وابنة أخ القديس بوفيناس، حوالي سنة 710. عندما ذهب القديس ريتشارد بصحبة ابنيه القديسين فيليبالد وفينيبالد إلى الأراضي االمقدسة (أورشليم) للحج، كان عمر القديسة فالبورجا آنذاك 11 عاماً. سلّم رعايتها إلى مدرسة دير ويمبورني في إنكلترا. عاشت في الدير مدة 26 سنة كراهبة.

حينذاك دعاها القديس بونيفاتيوس، مبشِّر ألمانيا، لمساعدته. فلبّت الدعوة هي وأخيها. وفي طريقها إلى ألمانيا هاجتمهم عاصفة قوية، فركعت القديسة على سطح السفينة وبدأت تصلي، فسرعان ما هدأ البحر وتوقفت العاصفة. وشهد البحارة هذه المعجزة. فعند وصولها إلى ألمانيا استقبلت استقبال القديسين. أسَّست وأخيها ديرين، واحداً للنساء رأسته هي وآخر للرجال رأسه أخوها. فلمَّا رقد أخوها رأست هي دير الرجال أيضاً. وكتبت سيرة أخويها القديسين في رحلاتهم إلى فلسطين وآثارهم، باللاتينية.

في 23 أيلول سنة 776 ساعدت أخيها فيليبالد بنقل رفاة أخيهما فينيبالد إلى كنيسة في هايدن هايم. بعد ذلك بوقت قصير مرضت وفي 25 شباط 779م رقدت بسلام في الرّبّ في. انتشر إكرامها في كل القارة الأوروبية..

كانت بصمتها وتقشّفها، مثالاً صالحاً للرهبان والراهبات ولكل الشعب.

تُعيد لها الكنيسة في 25 شباط.


 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 172017 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فيلبس الرسول أحد الشمامسة السبعة
 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:39 PM   رقم المشاركة : ( 172018 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فيلبس الرسول أحد الشمامسة السبعة






القديس فيلبس الرسول

إن المصدر الأساسي لمعلوماتنا عن القديس فيلبس الرسول هو كتاب أعمال الرسل. فالإصحاح السادس يذكره بالاسم كواحد من الشمامسة السبعة الذين انتخبهم التلاميذ ووضع الرسل أياديهم عليهم وأقاموهم على خدمة الموائد اي توزيع المؤن على المحتاجين إليها من الجماعة. بالتالي هو غير فيلبس تلميذ المسيح.

ثم انه بعد ان رجم اليهود استفانوس الشماس وقتلوه وبعد حملة شاول (أي بولس الرسول) على المسيحيين، تشتت التلاميذ “فانحدر فيلبس إلى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح” (أعمال الرسل 8). هناك جرت على يده آيات عظيمة وآمن كثيرون. وكان من بين هؤلاء سمعان الساحر الذي اعتمد ولازم فيلبس.

وبعد السامرة كلّم ملاك الرب فيلبس ان يذهب “نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برية فقام وذهب” (أعمال الرسل 8 : 26 – 27). هناك التقى الحبشي الخصيّ وزير ملكة الحبشة مسافرا، فشرح له ما كان يقرأه من اشعياء النبي: “مثل شاة سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت امام الذي يجزّه هكذا لم يفتح فاه” (اشعياء 53 : 7 – 8)، فبشره بالمسيح وعمّده في الطريق.

قصد فيلبس عدة مدن مبشرا بالمسيح منها أشدود وقيصرية. ويُرجح أن قيصرية كانت موطن فيلبس. هذا كل ما نجده في أعمال الرسل عن كرازة فيلبس. أما في التراث فتردد انه انتقل من فلسطين إلى آسيا الصغرى وهدى كثيرين إلى الإيمان ورقد بسلام بعد أن شاخ جدا.

عندنا أيضا انه تزوج وانجب اربع بنات نذرن العذرية وكن نبيات في مدينة أبيهن قيصرية. تعيّد الكنيسة لثلاثة منهن: القديسة هرميون المعترفة، والقديستين الشهيدتين خاريتيني وأوتيخي في الرابع من أيلول.

تعيّد له الكنيسة في 11 تشرين الأول.

طروبارية باللحن الثالث
أيها الرسول القديس فيلُّبس شفع

إلى الإله الرحيم أن يُنعم بغفران الزلات لنفوسنا.

قنداق باللحن الرابع
لقد استنرت بالروح الكلي قدسه، فأنرتَ الأرض كلها بتعاليمك

وبهاء عجائبك، أيها المسارُّ الأمور الشريفة فيلبُّس الرسول.
 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 172019 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سيسيليا الرومية الشهيدة





القديسة سيسيليا الرومية الشهيدة


كانت سيسيليا من عائلة نبيلة من رومية. آمنت بالمسيح في السر عن والديها، وهي صبية. وجاء يوم أراد فيه ذووها زّفها إلى أحد الشبان الوثنيين اللامعين. وإذ لم يكن في طاقة يدها أن تمانعهم رضخت وأسلمت أمرها لله بعدما كانت قد أخذت على نفسها، في السر، أن تبقى عذراء للمسيح، بتولاً.

وليلة الزفاف، بعدما انصرف الناس وتركوا سيسيليا وزوجها فالريانوس وحيدين في خدرهما، قالت سيسيليا لزوجها: “أريد أن أكشف لك سراً. ثمة ملاك واقف هنا هو حارسي وحارس عذريتي، وهو متأهب للدفاع عني. أنت لا يمكنك أن تراه.

ولكن إن مددت يدك ولمستني فلسوف يقتلك!” فانذهل فالريانوس لكلامها. وإذ كان شهماً ونبي ً لا قال لها بعد صمت: “وأين هو الملاك؟ لما لا أستطيع أن أراه أنا أيضاً؟” فأجابته: “لأنك لا تعرف الإله الحقيقي ولا طاقة لك على رؤية الملاك طالما لم تؤمن بالمسيح وتغتسل بمياه المعمودية”.

ثم أن فالريانوس آمن واعتمد. وبعدما ّ تم له ذلك تراءى له ملاك من نور فتهلل وقام إلى أخيه تيفورتيوس فبشّره وهداه. هكذا سلك الثلاثة في البتولية، وقد قيل عن تيفورتيوس أنه بلغ من الفضيلة مبلغاً خوّله مخاطبة الملائكة.

في تلك الأثناء اندلعت موجة عنف جديدة على المسيحيين في رومية وأخذ عدد منهم يستشهدون. ولما كان الخوف سيد الموقف والناس يتوارون والسلطات تحظر على أي كان دفن الشهداء، انبرى فالريانوس وأخوه تيفورتيوس وأخذا يتسللان ليلاً إلى حيث كانت أجساد القديسين الشهداء ملقاة ليأخذاها ويدفناها بإكرام. كما عمدا إلى توزيع الحسنات على المسيحيين المحتاجين في مخابئهم. وفيما كانا مجدّين في عملهما هذا داهمتهما الشرطة وألقت القبض عليهما وساقتهما للموت أما سيسيليا فجاءت وحملت جسَدَي زوجها وأخيه ودفنتهما.

وكان طبيعياً أن يثير عملها الشبهة، فلاحظتها عيون الحكام فتبيّن أﻧﻬا تقوم بأعمال اعتبروها مخّلة بالنظام العام وأﻧﻬا تبشّر بالمسيح. ويقال، في هذا الصدد، أﻧﻬا تمّكنت في ليلة واحدة من هداية أربعمائة نفس إلى المسيح. إذ ذاك قبض عليها الوالي، وسألها من أين أتت بالجسارة حتى تبشر بغير دين أجدادها على هذا النحو، فأجابته: “من نيّة صافية وإيمان ثابت”. فأنزل ï؛‘ﻬا عذابات مرّة جلداً وإيداعاً في حمامات زائدة السخونة. وأخيراً أمر بقطع رأسها.

كان استشهاد سيسيليا وفالريانوس وتيفورتيوس في السنة 230 م. هذا وأن رفات الشهيدة مودعة اليوم في الكنيسة المعروفة باسمها في مدينة روما. وينظر إليها في الكنيسة اللاتينية كشفيعة للمرتلين والموسيقيين الكنسيين. سبب ذلك كامن في أخبار استشهادها أﻧﻬا فيما كانت الآلات الموسيقية تعزف الفرح يوم زفافها كانت هي ترتل وتسبّح الله في قلبها.

تُعيد لها الكنيسة في 22 تشرين الثاني.


 
قديم 31 - 08 - 2024, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 172020 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





رحلة في عقل شمشون




تُشبَّه رحلة الإيمان مع الله بموجات، بها قمم وقيعان. فكثيرًا ما يكون منسوب العِشرة والثقة مع الله عالٍ، فتكون سلوكيات المؤمن مُسِّرة وتمجِّده. بينما في أطوار كثيرة تضعف الشركة فيضعف الإيمان، وما يترتب عليه من ذلات تحزن الروح الساكن فينا.
واليوم وفي رحلتنا في عقل الإيمان من خلال سحابة شهوده في عبرانيين ظ،ظ،، نقف أمام شاهد وبطل، فيه ومضات تلمع لفائدتنا، فجاء اسمه وسط مجموعة مشهود لهم بالإيمان «أَنَّهُ يُعْوِزُنِي الْوَقْتُ إِنْ أَخْبَرْتُ عَنْ ... شَمْشُونَ... الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ» (عبرانيينظ£ظ¢:ظ،ظ،-ظ£ظ£).
مع الوضع في الاعتبار، أن عبرانيين ظ،ظ، يركِّز على قمم حياة شهود الإيمان لا على قيعان الضعف والسقطات. “شمس” هو معنى اسمه، وُلد لأبيه منوح بعد أن كانت أُمه عاقر. من سبط دان، يتميِّز منذ صباه إنه نذير للرب. استخدمه الرب وهو بعد صبي (من ظ،ظ،-ظ،ظ£ سنة)، ولمدة ظ¢ظ* عامًا كان هو القاضي الثالث عشر لإسرائيل، بعد أن دفعهم الرب ليد الفلسطينيين لمدة ظ¤ظ* سنة لأنهم صنعوا الشر في عينيه، وتُسجَّل حياته في قضاة من ظ،ظ£ إلى ظ،ظ¦، أشجِّعك على قرأتها.
ظ،-النشأة والاستخدام (قضاةظ،ظ£)
في بيت من صرعة، وفي زمان عُقم روحي لإسرائيل وأيضًا جسدي لأمه. وُلِد شمشون، وبزيارة من ملاك الرب نفسه نالت الأسرة تعليمات خاصة بتربيته. ومُنِعَت الأم من شُرب الخمر وأكل النجس طوال الحمل. بل وبعد ولادته لا يعلو موسٍى رأسه، وذلك لأنه نذير (مفروز) للرب، بحسب شريعة النذير كان عليه محاذير ثلاثة: لا مُسكر، لا يحلق شعر رأسه، ولا يمسّ ميت (عددظ¢:ظ¦-ظ¦).
كبر الصبي وباركه الرب. وتميّزت حياته بالخضوع للرب بعمل الروح القدس فيه، وحَرَكَه أولًا في بلدته «محلة دان»، بين صرعة وأشتأول. فالقلب المُكرَّس للرب خاضع له في كيف ومتى يحركه. صديقي إن العمل مع الرب مُشرِّف، ولكن له ضوابط؛ منها الخضوع لتوجيهات الرب، وأيضًا النقاوة في الحياة الروحية. وهذا ما بدأ به شمشون، فنقاوة الآنية تسمح باستخدام أوسع (ظ¢تيموثاوسظ¢ظ،:ظ¢)، لقد عمل الروح القدس في قلبه أولًا قبل أن يعمل به في حقل الخدمة. وهذه قاعدة هامة: قدر ما تتيح له العمل فيك، قدر ما يتيح لك العمل معه، بلغة أخرى يعمل فيك ثم يعمل بيك.
ظ¢-القوة ومصدرها (قضاةظ¥:ظ،ظ¤-ظ¦)
كانت قوة شمشون ليست كامنة في عضلاته، بل في روح الله. ففي لقائه مع شبل الأسد منحته السماء قوة لا ليُسّد فاه كأيام دانيال، ولا لقتله فقط كداود، بل أيضًا لشقه نصفين وبدون سلاح! يا لها من قوة يمنحها الرب عند الإتكال عليه وليس على امكانياته الشخصية. وهذا واضح من قول الكتاب وليس معه في يده شيء. إن الروح القدس في قلوبنا يعطينا قوة في مواجهة الصعوبات فمكتوب «لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ... أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ» (أفسسظ،ظ¦:ظ£).
عزيزي إن حياة الإيمان ليست خالية من الصعوبات، بل قادرة بالله على مواجهة الصعوبات والخروج منها باختبارات النصرة. فشمشون حينما عاد بعد أيام وجد في جوف الأسد الذي قتله خلية نحل ومعها عسل، فأخذ العسل من جوف الأسد، وقال احجيته الشهيرة التي هي مصدر تشجيع لنا «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أَكْلٌ وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ» (قضاةظ،ظ¤:ظ،ظ¤). فكما أن وحده الرب قادر على هذا الفعل كذلك الإيمان هو القادر على التمتع بهذا الاختبار، أدعوك لتستحضر الله بالإيمان في ظروف حياتك وإن كانت جافية، حتمًا سيخرج منها حلاوة في نعمته.
ظ£-المحبة الأخوية (قضاةظ©:ظ،ظ¥-ظ،ظ¦)
إن عمل الإيمان في القلب ينعكس خارجيًا على محبتنا بعضنا لبعض، لقد ظهرت في حياة شمشون تجاه إخوته بني يهوذا، لقد أتوا ليوثقوه ويسلموا للفلسطينيين، لم يستخدم قوته ضد إخوته. لعله في هذا الموقف كان مختلفًا عن إيليا الذي توسل إلى الله ضد إسرائيل (روميةظ¢:ظ،ظ،)، وكان متشبهًا بيوسف الذي باعه إخوته ولم يستخدم قوته فيما بعد ضدهم. بل والأعظم صار شبه الرب يسوع الذي جُرح في بيت الأحباء (زكرياظ¦:ظ،ظ£) حينما أسلموه للصلب.
يالها من ومضة في حياة بطلنا، عنوانها قوتي لصالح إخوتي، أما الأعداء فبالاتكال على الرب أنا كفيل بهم. وقد كان استخدمه الرب ليقتل ظ،ظ*ظ*ظ* شخص بلحي حمار. نعم هي قوة الله لكن الإيمان وظّف القدرة لصالح إخوته لا ضدهم.
ظ¤-العطش والرمز (قضظ،ظ§:ظ،ظ¥-ظ¢ظ*)
بعد أن صنع خلاصًا عظيمًا ودعي المكان “رمت لحي” أي تل عظمة الفك، هناك حيث واجه العدو وانتصر عليه. لكنه عطش فصلى، فكانت استجابة الرب أن فتح له من جوف لحي عين ماء ظلت فيما بعد حتى كتابة سفر القضاة؛ شاهدة على استجابة الصلاة. وقد أسماها شمشمون “عين هَقُّورِي” أي ينبوع الذي دعا. يا لها من ثقة إيمان وقت الاحتياج، إنها تستغيث بالرب القادر. ففي وقت سابق من جفاء الأسد أخرج العسل ليسد جوعه، وها هو الأن يخرج من جفاف أرض لحي ينبوع ماء جعله يشرب وينتعش.
ولعلك بفطنة عزيزي وجدت تشابه بين قصة شمشون صانع الخلاص الأرضي وبعدها عَطَشَ، بسيدي رب شمشون الذي صنع الخلاص الأبدي وبعدها قال أنا عطشان، مع مفارقة بسيطة الأول صنع خلاص زمني، وفتح ينبوع ماء أرضي، أما سيدي فصنع خلاص أبديًا وفتح لنا ينبوع أبدي للتطهير من الخطية والنجاسة.
صديقي كل منتجات الله في مصنع الإيمان جميلة الطعم والرائحة، حتى وإن مرت بضعفات، لكن تظل ومضات حياة الإيمان مضيئة ومؤثرة، وشمشون واحد من هؤلاء الأبطال. أشجعك على التقاط عمل الإيمان من حياته والتمتع بها. وإلى أن نبحث في منتج آخر من منتجات مصنع الإيمان. الرب معك.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024