منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 08 - 2024, 05:52 PM   رقم المشاركة : ( 171931 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الصلاة


«الصلاة» كلمة محببة لنفس المؤمن، ولكن قد تبدو أيضًا عمل ثقيل لا نجيد القيام به كما ينبغي، ونشعر بملل وثِقل عندما نقضي وقتًا في الصلاة. وفي هذا المقال ومقالات قادمة -إن تأنى الرب- سنتطرق لذلك الموضوع. وقبل أن أتحدث عن أي أمر يخص الصلاة، أتكلم بحب عمن الذي نصلي له؛ لكي نبني على أسس سليمة. والسؤال الذي سأحاول الإجابة عليه هو:

هل مقبول أن نتحدث إلى الله على أنه أبونا؟

أيام وجود المسيح في الجسد على الأرض كانت بعض الأفكار عن الآلهة والتعامل معها، مختلفة وغريبة إلى حد ما. وللإيضاح أكثر، في سفر الأعمال ظ،ظ§: ظ،ظ¨، بينما كان بولس الرسول في أثينا مهد الفلسفة نقرأ عن: «قَوْمٌ مِنَ الْفَلاَسِفَةِ الأَبِيكُورِيِّينَ وَالرِّوَاقِيِّينَ،». من هم الأبيكوريون والرواقيون أولئك؟

الفلاسفة الرِّوَاقِيِّينَ كانوا يؤمنون بأن الآلهة لا تشعر بأي مشاعر يشعر بها البشر. أما الأبيكوريون فاختلفوا قليلًا؛ فكانت السمة الرئيسية للآلهة عندهم أنهم في هدوء وسكينة ولا يتداخلوا في حياة البشر على الاطلاق، لكيلا تفقد هدوئها وسكينتها. أستشعِر التعجب لديك تجاه تلك الأفكار، ولكن كان هذا فكر الرومان السائد عن الآلهة حينذاك، وشتان الفرق بين ما كان لديهم وما لدينا نحن الآن من نور عن الله، الذي أعلنه الروح القدس في كلمته.

وفي هذا المقال سأتطرق لعلاقتنا في الصلاة مع الله أبينا. سأل واحد من تلاميذ الرب: «يَارَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَهُ. فَقَالَ لَهُمْ: مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (لوقاظ،ظ،: ظ،- ظ¢). كانت الكلمة الأولى في الصلاة «أبانا» صادمة في الثقافة آنذاك، لماذا؟ لأن الفكر الفلسفي أبعد الآلهة عن حياة البشر فهم لا يشعرون بهم أو يتأففون من التداخل في حياتهم. لكن لنا نحن الذين قبلنا خلاص الله وآمنا بعمل المسيح لأجلنا على الصليب لغفران خطايانا صرنا أولادًا لله (يوحناظ،: ظ،ظ¢) فنستطيع أن نتكلم إلى الله بلقب أبانا، «إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: “يَا أَبَا الآبُ”» (روميةظ¨: ظ،ظ¥) .

وسؤالي الأول لك هل أنت ابن لله؟ الطريق لذلك موجود في يوحنا ظ،: ظ،ظ¢، ظ،ظ£ «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ الله». الطريق لكي تكون ابن في عائلة الله وتستمتع براحة ضميرك المثقل بالخطايا، ليس أن تولد من عائلة مسيحية، أو عائلة ثرية، أو أي شيء آخر، بل هو أن تقبل عمل المسيح على الصليب وتؤمن به، فيقول الكتاب: «أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا» (أعمالظ،ظ*: ظ¤ظ£)، هل تؤمن بذلك؟ إن كانت الإجابة ب «لا» أرجو أن تفكر في الأمر وتقبل الرب يسوع مخلصًا وربًا وتصبح ابنًا في عائلة الله وستستمتع بأبوة الله لك.

نستطيع كأبناء أن نقترب بحب وثقة نتحدث مع الله أبينا، وللأسف بسبب الخطية بعض الآباء سيئين ومُضرين لعائلاتهم ضررًا بالغًا؛ فتشوه مفهوم الأبوة عند البشر، وسمعت البعض يقول: «لو كان الله كأب مثل أبي فأنا لا أريد هذه الأبوة». ولكن أبوة الله التي أعلنها لنا الروح القدس تختلف تمامًا عن الصور المشوهة التي انتشرت بين البشر بسبب الخطية والثقافة الخطأ. فالله كأب كما أعلنه لنا الكتاب المقدس هو:

الآب يحبنا: «لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجْتُ.» (يوحناظ،ظ¦: ظ¢ظ§)، تأمل في هذه الفكرة أن الله خالق الكون وكل ما فيه، يحبك محبة شخصية، محبة لا تتغير، محبة ثابتة. فافرح أنك ابن محبوب من الله.

الآب أعطانا الروح القدس: «فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟» (لوقاظ،ظ£: ظ،ظ،)، قد يترك الأب لأبنائه ثروات طائلة، لكن لم نقرأ أو نسمع عن أب أعطى روحه لأولاده. فالمؤمنون الحقيقيون بالمسيح - وأرجو أن تكون منهم عزيزي القارئ- سكن فيهم الروح القدس «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟» (ظ،كورنثوسظ£: ظ،ظ¦)، فاشكر الله أنه أعطاك روحه ليسكن فيك يرشدك ويقودك ويعزيك ويستخدمك.

الآب يعلم احتياجنا: «لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ» (متىظ¦: ظ¨). قد نجد صعوبة في التواصل مع الآخرين ولا نعرف كيف نعبِّر لهم عما بداخلنا، وإن عبَّرنا قد لا يفهموننا جيدًا، لكن ليس كذلك بالنسبة لله أبينا؛ فهو يعلم، ليس عندما نعبِّر عما بداخلنا، لكن قبلما نتكلم هو يدري ويشعر بنا. وعلمه يشمل كل جوانب حياتنا. أشاركك ما يعلمه عننا: «فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّه» (متىظ¦: ظ£ظ،-ظ£ظ¤). فاطمئن؛ فأبوك يعلم ما بداخلك جيدًا، وإن أساء الآخرون الظن بك فهو غيرهم، هو أبوك الذي يحبك محبة غير مشروطة.

الآب يستجيب صلواتنا: تحدثنا عن علم الله باحتياجاتنا مهما كثرت لكن الله لا يكتفي بالعلم لكن عندما نطلب منه في الصلاة يُسر أن يعطينا «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآب بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (يوحناظ،ظ¦: ظ¢ظ£). فثق في قلب الله المُحب الذي يُسَرّ بالعطاء فسيستجيب لطلباتك حسب مشيئته الصالحة والكاملة والمرضية.

ما ذكرته عزيزي هو قليل من كثير عن الله أبينا الصالح والرحيم والحكيم، حافظ العهد والأمانة لكل الذي يحبونه ويحفظون وصاياه. وربما توجد طلبات لك لها سنين بلا استجابة إلى الآن، وهمس الشيطان في أذنك كثيرًا أين الله؟ ما فائدة صلواتك؟ أين الاستجابات؟ وقد تبدو أسئلة منطقية، لكن لا تصدق المنطق المسموم لعدو الله وعدونا. ثق في قلب أبيك السماوي الذي يمتلئ بأفكار سلام لا شر تجاهك، ولا تطرح ثقتك فيه التي لها مجازاة عظيمة (عبرانيين ظ،ظ*: ظ£ظ¥).

 
قديم 30 - 08 - 2024, 05:54 PM   رقم المشاركة : ( 171932 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





علاقتنا في الصلاة مع الله أبينا


سأل واحد من تلاميذ الرب: «يَارَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يُوحَنَّا أَيْضًا تَلاَمِيذَهُ. فَقَالَ لَهُمْ: مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (لوقاظ،ظ،: ظ،- ظ¢). كانت الكلمة الأولى في الصلاة «أبانا» صادمة في الثقافة آنذاك، لماذا؟ لأن الفكر الفلسفي أبعد الآلهة عن حياة البشر فهم لا يشعرون بهم أو يتأففون من التداخل في حياتهم. لكن لنا نحن الذين قبلنا خلاص الله وآمنا بعمل المسيح لأجلنا على الصليب لغفران خطايانا صرنا أولادًا لله (يوحناظ،: ظ،ظ¢) فنستطيع أن نتكلم إلى الله بلقب أبانا، «إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: “يَا أَبَا الآبُ”» (روميةظ¨: ظ،ظ¥) .
 
قديم 30 - 08 - 2024, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 171933 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





هل أنت ابن لله؟



الطريق لذلك موجود في يوحنا ظ،: ظ،ظ¢، ظ،ظ£ «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ الله». الطريق لكي تكون ابن في عائلة الله وتستمتع براحة ضميرك المثقل بالخطايا، ليس أن تولد من عائلة مسيحية، أو عائلة ثرية، أو أي شيء آخر، بل هو أن تقبل عمل المسيح على الصليب وتؤمن به، فيقول الكتاب: «أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا» (أعمالظ،ظ*: ظ¤ظ£)، هل تؤمن بذلك؟ إن كانت الإجابة ب «لا» أرجو أن تفكر في الأمر وتقبل الرب يسوع مخلصًا وربًا وتصبح ابنًا في عائلة الله وستستمتع بأبوة الله لك.

نستطيع كأبناء أن نقترب بحب وثقة نتحدث مع الله أبينا، وللأسف بسبب الخطية بعض الآباء سيئين ومُضرين لعائلاتهم ضررًا بالغًا؛ فتشوه مفهوم الأبوة عند البشر، وسمعت البعض يقول: «لو كان الله كأب مثل أبي فأنا لا أريد هذه الأبوة». ولكن أبوة الله التي أعلنها لنا الروح القدس تختلف تمامًا عن الصور المشوهة التي انتشرت بين البشر بسبب الخطية والثقافة الخطأ.
 
قديم 30 - 08 - 2024, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 171934 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الآب يحبنا:

«لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي،
وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللهِ خَرَجْتُ.» (يوحناظ،ظ¦: ظ¢ظ§)،
تأمل في هذه الفكرة أن الله خالق الكون وكل ما فيه،
يحبك محبة شخصية، محبة لا تتغير، محبة ثابتة.
فافرح أنك ابن محبوب من الله.
 
قديم 30 - 08 - 2024, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 171935 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الآب أعطانا الروح القدس
«فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً،
فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ
يَسْأَلُونَهُ؟» (لوقاظ،ظ£: ظ،ظ،)،
قد يترك الأب لأبنائه ثروات طائلة، لكن لم نقرأ أو نسمع عن أب
أعطى روحه لأولاده
فالمؤمنون الحقيقيون بالمسيح - وأرجو أن تكون منهم عزيزي القارئ
سكن فيهم الروح القدس «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ
يَسْكُنُ فِيكُمْ؟» (ظ،كورنثوسظ£: ظ،ظ¦)،
فاشكر الله أنه أعطاك روحه ليسكن فيك يرشدك ويقودك ويعزيك ويستخدمك.
 
قديم 30 - 08 - 2024, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 171936 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الآب يعلم احتياجنا


«لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ» (متىظ¦: ظ¨). قد نجد صعوبة في التواصل مع الآخرين ولا نعرف كيف نعبِّر لهم عما بداخلنا، وإن عبَّرنا قد لا يفهموننا جيدًا، لكن ليس كذلك بالنسبة لله أبينا؛ فهو يعلم، ليس عندما نعبِّر عما بداخلنا، لكن قبلما نتكلم هو يدري ويشعر بنا. وعلمه يشمل كل جوانب حياتنا. أشاركك ما يعلمه عننا: «فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّه» (متىظ¦: ظ£ظ،-ظ£ظ¤). فاطمئن؛ فأبوك يعلم ما بداخلك جيدًا، وإن أساء الآخرون الظن بك فهو غيرهم، هو أبوك الذي يحبك محبة غير مشروطة.
 
قديم 30 - 08 - 2024, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 171937 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الآب يستجيب صلواتنا


تحدثنا عن علم الله باحتياجاتنا مهما كثرت لكن الله
لا يكتفي بالعلم لكن عندما نطلب منه في الصلاة يُسر أن يعطينا
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآب بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ
إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (يوحناظ،ظ¦: ظ¢ظ£).
فثق في قلب الله المُحب الذي يُسَرّ بالعطاء فسيستجيب
لطلباتك حسب مشيئته الصالحة والكاملة والمرضية.

 
قديم 30 - 08 - 2024, 06:04 PM   رقم المشاركة : ( 171938 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الدونية



الشيطان لم يتغير، وأهدافه كذلك؛ فهو يبغي تدمير البشر ومحاربة ملكوت الله. ولكن في عصرنا الحالي غيَّر من تكتيكاته، ونوَّع من مكائده، مستخدمًا التقدم العلمي والفضائي والتكنولوجي الرهيب، والتي عندما نلتفت إليها سنجد أنه استخدمها مع غيرنا، وذكرها الكتاب المقدس لتحذيرنا.

على الرغم من أن جميع الناس لديهم نقاط ضعفٍ يمكن العمل عليها وتحسينها، فإن الشخص الشاعر بالدونية يجمع كل نقاط ضعفه ويجعلها هي المقياس الذي يقيِّم به ذاته وأهميته، ونتيجةً لعيوبه (الحقيقية أو المتخيلة) يستنتج أنه غير مهم أو أقل نجاحًا بالنسبة للآخرين، وبالتالي يكون لهذا التصور أو التقييم أثار ونتائج سلبية.

وتصف جمعية علم النفس الأميركي (APA) الدونية بأنها “شعور قوي بعدم الكفاءة وانعدام الأمن، ناجم عن نقص جسدي أو نفسي حقيقي أو افتراض مُتخيل”، ويسمَّى هذا الشعور في علم النفس Inferiority Complex، وهو مصطلح أتى به الطبيب والمعالج النفسي النمساوي ألفرد أدلر Alfred Adler عام ظ،ظ©ظ*ظ§م، والذي عرَّف الدونية بالعقدة النفسية، أو الشعور الغامر بعدم الأهمية.

ويقول نفس العلماء إن أسباب الشعور بالدونية كثيرة، وتبدأ من التربية فالآباء عليهم مسؤولية أن ينمَّوا الشعور بالثقة في الذات لدى أبنائهم، وهناك أسباب جسدية فقد يكون لدى الإنسان إعاقة معينة أو عيب يراه في شكله يجعله يشعر أنه أقل من الآخرين، وهناك أسباب اجتماعية عندما يقلل المجتمع من شأن فئة معينة (اللاجئين مثلًا) أو مهنة معينة، وبالطبع ضاعفت وسائل التواصل الاجتماعي من الشعور بالدونية، بعد أن أصبح للإنسان آلاف المرايات التي يقارن شكله وعمله (وخدمته) بهم، فيشعر أنه دونهم!!

وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع رأي علماء النفس، فمن السهل جدًا ملاحظة أثر الشعور بالدونية في حياتنا ومجتمعنا، صحيح أنه أقل من أن يُعتبَر مرض، لكنه أكبر من مجرد شعور. ولكن ما دور إبليس في كل هذا؟

من أنتم؟

الدور الإبليسي واضح ليس فقط لأنه «رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ» (أفسسظ¢: ظ¢) المتحكم في الميديا ونشر سمومها، ولا لأنه منبع الشر والفساد في التربية والمجتمع، لكن لأنه من بداية الكتاب المقدس، وإبليس يغار من الإنسان الذي خلقه الله على صورته، وسلَّطه على خليقته الرائعة. ولذا فلا يترك فرصة إلا ويقلِّل من صورة الإنسان أمام نفسه واستغل سقوط آدم في الخطية، وسقوطنا نحن معه، لكي يظل الإنسان في دوامة الشعور بالدونية بلا مخرج.

وهناك الكثير من هذه الصور في الكتاب المقدس، اختار منها واحدة تبدو معروفة للأغلبية، وهو ذلك اللقاء بين جليات الفلسطيني وبين شعب الله القديم، والذي كان فيه جليات رمزًا لإبليس، وقد نجح في خلق صورة ذهنية كاذبة في عقول من يحاربهم بأنهم أقل كثيرًا من القدرة على هزيمته.

فقال جليات: «لِمَاذَا تَخْرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ؟ أَمَا أَنَا الْفِلِسْطِينِيُّ، وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ لِشَاوُلَ؟ اخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلْيَنْزِلْ إِلَيَّ... أَنَا عَيَّرْتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذَا الْيَوْمَ. وَلَمَّا سَمِعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيِّ هذَا ارْتَاعُوا وَخَافُوا جِدًّا» (ظ،صموئيلظ،ظ§: ظ¨-ظ،ظ،)، فجليات هنا لا يُضخِّم فقط من قدراته (وهي هائلة فعلاً بالطول والملابس والأسلحة)، لكنه يحقِّر من الشعب ويصفهم بأنهم مجرد عبيد لشاول وليسوا جنود أو حتى رجال.

وهي ذات الخدعة التي يستخدمها معنا إبليس حتى الآن، ولغته: من أنتم؟ فيذكِّر المؤمنين إما بماضيهم السيء، أو بحاضرهم المليء بالتحديات، أو بمخاوفهم من الغد. وكل غرضه أن ننزوي في أمورنا الشخصية، فنكُف عن الحرب معه لصالح ملكوت الله الممتد.

من أنا؟

وفي وسط هذا المشهد يظهر فتى صغير، كانت لديه كل أسباب الشعور بالدونية، لكنه لم يتبناها من قريب أو بعيد؛ داود.

فهو الابن الأصغر ضمن ظ¨ أبناء، لرجل بسيط يسكن قرية بيت لحم الصغيرة، وقد تعامل معه أبوه وإخوته بكل النظرات المُحقرة من شأنه؛ فها هو أبوه يتجاهل وجوده بالمرة لدرجة أنه عندما أتى النبي صموئيل العظيم لبيت لحم، وهي مناسبة نادرة الحدوث، دعا يسى جميع أبنائه متجاهلاً داود، ولما سأله صموئيل أجاب: «بَقِيَ بَعْدُ الصَّغِيرُ وَهُوَذَا يَرْعَى الْغَنَمَ» (ظ،صموئيلظ،ظ¦: ظ،ظ،).

وها هم إخوة داود الثلاثة الكبار يشتركون في الحرب، وعندما ذهب إليهم داود واستفسر عما يقوله جليات وعن مكافأة من يقتله، فما كان من أليآب أخو داود الأكبر إلا أن قال له: «لِمَاذَا نَزَلْتَ؟ وَعَلَى مَنْ تَرَكْتَ تِلْكَ الْغُنَيْمَاتِ الْقَلِيلَةَ فِي الْبَرِّيَّةِ؟ أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَيْ تَرَى الْحَرْبَ» (ظ،صموئيلظ،ظ§: ظ¢ظ¨)، فيذكره أنه مجرد راعي لغُنيمات (تصغير غنم)، وأنه لا مكان للصغير داود وسط الحرب العملاقة.

لكن كل هذا لم يغيِّر من نظرة داود لنفسه، فلديه جذور من الاختبارات المخفية عن الجميع، وحكى لشاول الملك (الذي لم يأخذ كلامه على محمل الجد) قصة قتل داود للأسد والدب قائلاً: «الرَّبُّ الَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ الأَسَدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هذَا الْفِلِسْطِينِيِّ» (ظ،صموئيلظ،ظ§: ظ£ظ§).

من إلهي؟

أما عن الأمر الأخر الذي قد يسبب الدونية، فهي العيوب الشكلية، وفي حالة داود لم تكن إعاقة ولا عجز، ولكن كانت شكله الجميل، والذي يوحي بأنه فتى غير متدرب في الحرب، لدرجة أنه لما رآه جليات «وَلَمَّا نَظَرَ الْفِلِسْطِينِيُّ وَرَأَى دَاوُدَ اسْتَحْقَرَهُ لأَنَّهُ كَانَ غُلاَمًا وَأَشْقَرَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ. فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِدَاوُدَ: أَلَعَلِّي أَنَا كَلْبٌ حَتَّى أَنَّكَ تَأْتِي إِلَيَّ بِعِصِيٍّ؟ وَلَعَنَ الْفِلِسْطِينِيُّ دَاوُدَ بِآلِهَتِهِ» (ظ،صموئيلظ،ظ§: ظ¤ظ¢، ظ¤ظ£).

وهنا ينتصر مرة أخرى داود على الدونية، بسبب تمسكه بالرب إلهه، قائلاً لجليات (مندوب الشيطان): «وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. هذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي... لأَنَّ الْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا» (ظ،صموئيلظ،ظ§: ظ¤ظ¥- ظ¤ظ§).

فمهما كانت نظرة العائلة أو الناس أو الأعداء أو حتى داود لنفسه، نظرة حقيرة؛ لكن نظرة الرب لنا أننا أبطال وجبابرة بأس، وعلينا أن نعرف من هو الرب في ذاته، وكم هو عظيم ومهوب وقدير، وكم وهب لنا من بركات روحية نتمتع بها حاليًا، وهذا كافٍ جدًا لنزع أي شعور بالدونية قد يُسرِّبه إبليس إلينا.
 
قديم 31 - 08 - 2024, 10:27 AM   رقم المشاركة : ( 171939 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







العمل الإلهي-البشري

"هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ
فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ"
(زكريا 1: 3)

"اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ"
(مراثي إرميا 5: 21)؛
"فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً"
(كورنثوس الثانية 6: 1)؛
"فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ بِنَاءُ اللهِ"
(كورنثوس الأولى 3: 9).

أ) يعمل الله مع الإنسان

إله التوراة والإنجيل يمتلك قوة كاملة لا نهائية لا تتغير. هو الكلي القدرة (أيوب 42: 2؛ مزمور 32: 9؛ 71: 9؛ مرقس 10: 27؛ لوقا 1: 37؛ متى 19: 26؛ 24: 35؛ الخ). إنه لا يكل أبدا (مزمور 121: 3-4؛ إشعياء 40: 28). يمكنه أن يفعل ما يشاء بدون مساعدة. لكن في العصر الحالي، يسره أن يعمل في شركة مع الإنسان لتحقيق أهدافه في تاريخ الإنسان. هذا التعاون بين قوتين غير متساويتين: القدرة الإلهية اللانهائية والإرادة البشرية المحدودة. "... تَشَدَّدُوا يَا جَمِيعَ شَعْبِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَاعْمَلُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ" (حجي 2: 4). يفعل الله ما لا يستطيع الإنسان أن يفعله، ويترك الباقي للإنسان. لكن، يقوم الله بالجزء الأهم والأعظم من المهمة. يقدم الكتاب المقدس شهادات لهذا المبدأ:

(1) غرس الله جنة عدن (تكوين 2: 8). وأوصى آدم أن يعملها ويحفظها (تكوين 2: 15).

(2) خلق الله حيوانات وطيور الأرض. وقام آدم بتسميتها (تكوين 2: 19-20)، وأعطاه الله السلطان عليها جميعا (تكوين 1: 28).

(3) خلق الله الأرض (تكوين 1: 1). وأمر الإنسان أن يتسلط عليها ويُخضعها (تكوين 1: 28)، أي يكتسب المعرفة ليسود على الأرض وينميها في خدمة الجنس البشري. هذا هو أساس كل الاكتشافات العلمية والتقدم في المعرفة.

(4) قام الله بالعمل مع نوح. أعطى الله نوحا تصميم الفلك، الذي لم يعرفه نوح (تكوين 6: 14-16). وقام نوح بالحصول على مواد البناء وبناء الفلك كما أمره الله.

(5) فرّ بنو إسرائيل من جيش فرعون القوي. وصلوا إلى شواطئ البحر الأحمر. رفع موسى عصاه وبسط يده على البحر كما أمره الرب الإله (خروج 14: 16)؛ "... فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ. فَدَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ" (خروج 14: 21-22).

(6) في عام 586 قبل الميلاد، قام الجيش البابلي بنهب وتدمير معبد سليمان في القدس (الملوك الثاني 25: 9؛ أخبار الأيام الثاني 23: 19). تم سبي وترحيل العديد من بني إسرائيل إلى بابل. أراد الله إعادة بناء معبد القدس (المعبد الثاني). من أجل إنجاز ذلك، قام الرب بما يلي:

أ. "... نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ ..." (عزرا 1: 1-2) لقيادة وتسهيل إعادة بناء المعبد. حكم كورش ملك فارس الوثني القدس في ذلك الوقت.
ب. أثار الله قلوب الكثير من بني إسرائيل في المنفى حتى يعودوا إلى القدس لإعادة بناء المعبد (عزرا 1: 5-6).

نتيجة لذلك، عاد الكثير من بني إسرائيل إلى القدس تحت قيادة زربابل، وبدأ بناء المعبد الثاني. لكن توقف البناء لمدة ستة عشر عاما بسبب صعوبات مختلفة نشأت في وقت لاحق. فأرسل الله الأنبياء حجي وزكريا (عزرا 5: 1). استُأنف العمل بإرشادهما حتى تم بناء وتكريس معبد القدس الثاني في عام 516 قبل الميلاد (عزرا 6: 14-17).

(7) في معجزة إطعام خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال (لوقا 9: 12-17)، قدّم فتى خمسة أرغفة شعير واثنين من الأسماك الصغيرة (يوحنا 6: 9 ). أخذ يسوع هذه التقدمة البشرية المتواضعة، وباركها ووزعها تلاميذه على الجمع، فأكل الجميع وشبعوا. وجمعوا الكسر الفاضلة فملأت اثنتي عشرة قفة.

(8) في معجزة إقامة لعازر من بين الأموات (يوحنا 11: 34-44)، فعل يسوع المسيح ما لا يستطيعه البشر بإقامة لعازر بعد أربعة أيام من موته (يوحنا 11: 43-44). ومع ذلك، أصر المسيح على أن يفعل الإنسان ما يستطيعه أولا. فأمرهم برفع الحجر عن فم القبر الذي كان مغارة قبل إقامة الميت (يوحنا 11:39).

(9) القديسة مريم، والدة يسوع، هي المثل الأعظم على التعاون بين الغرض الإلهي وإرادة الإنسان الحرة. كان تجسد ابن الله عمل إلهي-بشري مشترك. بدأه الله بإرسال ملاكه جبرائيل ليعلن غرضه لمريم العذراء. إنتظر موافقتها الطوعية، لأن الله، الذي يحترم دائما إرادة الإنسان الحرة، لم يرغب التجسد بدون موافقة أمه بحسب الجسد. كان في مقدرة القديسة مريم أن ترفض. لكنها اختارت أن تعطي موافقتها بدون تحفظ بحرية كاملة. فقالت للملاك: "... هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ..." (لوقا 1: 38).

(10) إنجاب طفل هو عمل إلهي-بشري مشترك. يحصل الطفل على جسده البشري بمعالمه الوراثية من أبويه. يعطي الله للطفل النفس العاقلة.
ب) خلاص الإنسان

خلاص النفس البشرية هو عملية إلهية-بشرية تتطلّب تعاون الإرادة البشرية المحدودة مع النعمة الإلهية اللانهائية. قال السيد المسيح: "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). يقرع الرب على باب قلب الإنسان. لكنه ينتظر حتى يفتحه الإنسان لاستقباله. نعمة الله تدعو الجميع، ولكنها لا تُجبر أحدا. يقوم الله بالحركة الأولى نحو الإنسان، لأن خلاص النفس مستحيل بإرادة الإنسان وحدها. عمل النعمة الإلهية يسبق قرار وتعاون الإنسان مع نعمة الله. فإنها تُمكن الشخص من استخدام إرادته الحرة التي وهبها الله له في الاختيار الحر بين قبول أو رفض الخلاص الذي تقدمه نعمة الله في المسيح يسوع. قدرة الإرادة البشرية في الأستجابة للنعمة الإلهية، وتقديم القبول الشخصي للخلاص هو في حد ذاته عطية من النعمة الإلهية. "اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ" (مَرَاثِي إِرْمِيَا 5: 21).

قال الرب: "... وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ" (إرميا 31: 3). " هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، ..." (حزقيال. 34: 11، 16؛ لوقا 15: 4-7). "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ (المسيح) قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10). قال السيد المسيح: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يوحنا 6: 44). "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ" (فيلبي 2: 12-13).

هيأ الله نعمة التكفير في المسيح، وأرسل الروح القدس ليحث، ويرشد، ويشجّع، ويقوي، ويقوم بعمل الله خلال المؤمن المستسلم له: "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي (الروح القدس) الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا (المسيح) إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (يوحنا 15: 26). بنعمة الله، يقبل المؤمن المسيح بالإيمان التائب، ويثبت فيه بطاعة كاملة له، ويدع الأعمال الصالحة للروح القدس تتم به. قبول نعمة الله والتعاون معها لا يُكسب الإنسان أي أجر.
 
قديم 31 - 08 - 2024, 10:31 AM   رقم المشاركة : ( 171940 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: ارْجِعُوا إِلَيَّ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ
فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ"
(زكريا 1: 3)

"اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ"
(مراثي إرميا 5: 21)؛
"فَإِذْ نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَهُ نَطْلُبُ أَنْ لاَ تَقْبَلُوا نِعْمَةَ اللهِ بَاطِلاً"
(كورنثوس الثانية 6: 1)؛
"فَإِنَّنَا نَحْنُ عَامِلاَنِ مَعَ اللهِ وَأَنْتُمْ فَلاَحَةُ اللهِ بِنَاءُ اللهِ"
(كورنثوس الأولى 3: 9).


خلاص الإنسان

خلاص النفس البشرية هو عملية إلهية-بشرية تتطلّب تعاون الإرادة البشرية المحدودة مع النعمة الإلهية اللانهائية. قال السيد المسيح: "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى ا لْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). يقرع الرب على باب قلب الإنسان. لكنه ينتظر حتى يفتحه الإنسان لاستقباله. نعمة الله تدعو الجميع، ولكنها لا تُجبر أحدا. يقوم الله بالحركة الأولى نحو الإنسان، لأن خلاص النفس مستحيل بإرادة الإنسان وحدها. عمل النعمة الإلهية يسبق قرار وتعاون الإنسان مع نعمة الله. فإنها تُمكن الشخص من استخدام إرادته الحرة التي وهبها الله له في الاختيار الحر بين قبول أو رفض الخلاص الذي تقدمه نعمة الله في المسيح يسوع. قدرة الإرادة البشرية في الأستجابة للنعمة الإلهية، وتقديم القبول الشخصي للخلاص هو في حد ذاته عطية من النعمة الإلهية. "اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ" (مَرَاثِي إِرْمِيَا 5: 21).

قال الرب: "... وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ" (إرميا 31: 3). " هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، ..." (حزقيال. 34: 11، 16؛ لوقا 15: 4-7). "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ (المسيح) قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10). قال السيد المسيح: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يوحنا 6: 44). "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ" (فيلبي 2: 12-13).

هيأ الله نعمة التكفير في المسيح، وأرسل الروح القدس ليحث، ويرشد، ويشجّع، ويقوي، ويقوم بعمل الله خلال المؤمن المستسلم له: "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي (الروح القدس) الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا (المسيح) إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (يوحنا 15: 26). بنعمة الله، يقبل المؤمن المسيح بالإيمان التائب، ويثبت فيه بطاعة كاملة له، ويدع الأعمال الصالحة للروح القدس تتم به. قبول نعمة الله والتعاون معها لا يُكسب الإنسان أي أجر.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024