29 - 08 - 2024, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 171811 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاروبيم (الشاروبيم): "الكاروب" هم أحد الرموز الهامة في العبادة الموسويَّة، فيظهر في خيمة الاجتماع، وفيما بعد على حوائط هيكل سليمان، وفي رؤيا حزقيال الخاصة بالهيكل الجديد. ارتبط الشاروبيم بخيمة الله، مسكن الله وسط شعبه. يظهر كاروبان تمثالان من الذهب على كرسي الرحمة القائم على تابوت العهد القديم (خر 25: 17-22)، يشيران إلى المجد الإلهي، وكما يقول الرسول: "فوقه كروبا المجد مظللين الغطاء" (عب 9: 5). متى أشير إلى الكاروبيم لا يدعوا "ملائكة"، لأنَّهم لا يقوموا بالعمل كمرسلين من الله إلى البشر لتقديم رسالة معينة، إنَّما يظهروا للبشر في رؤى لإعلان مجد الله وسلطانه وقداسته. بظهورهم يُعلن مسكن الله وعرشه السماوي، أي يمثِّلون الحضرة الإلهيَّة. يُشار إلى الله كجالس على الكاروبيم: "يا جالسًا على الكروبيم أشرق" (مز 80: 1). "الرب قد ملك، ترتعد الشعوب، هو جالس على الكروبيم، تتزلزل الأرض" (مز 99: 1). اسم "الشاروبيم" يعني فيضًا من المعرفة أو تدفقًا من الحكمة. لذا فهم يشيرون إلى قوة المعرفة وإلى رؤية الله. يتأملون في جمال اللاهوت في أول إعلاناته، شركاء في الحكمة الإلهيَّة. يفيضون بينبوع حكمتهم على من هم أقل منهم بسخاء. والعجيب أن الكاروب ارتبط بخلاصنا ارتباطًا وثيقًا، ظهر في أول أسفار الكتاب المقدَّس ممسكًا سيفًا ملتهبًا نارًا يحرس طريق الفردوس حتى لا يدخل الإنسان إلى شجرة الحياة (تك 3: 24). إذ لا تقدر طبيعة الإنسان الساقطة أن تقترب من سر الحياة. كما ظهروا في آخر أسفار الكتاب المقدَّس مع الأربعة وعشرين قسيسًا السمائيين يشتركون في تسبحة الحمل التي هي تسبحة خلاصنا (رؤ 5: 9)، إذ صار للإنسان حق الدخول إلى السماء عينها وقد تمجدت طبيعته في المسيح يسوع الحمل الحقيقي. أمَّا بين بدء الكتاب ونهايته فيظهر أيضًا كاروبان على تابوت العهد في خيمة الاجتماع والهيكل علامة الحضرة الإلهيَّة، وكان الله يتحدث مع موسى من خلالهما. أمَّا وجود كاروبين فوق تابوت العهد حيث يمثِّل عرش الله، فيشير إلى أن الله الساكن وسط شعبه يتحدث معهم ويعاملهم خلال الرحمة والحب. أيضًا وجود اثنين يشير إلى دور السمائيين من نحونا: الصلاة لأجلنا والعمل كخدام للعتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 1: 14). ورسم شكل الكاروب على ستائر الخيمة والحجاب (خر 27-25) يقترب من شكل الإنسان مجنحًا ليعلن عن اقتراب الطبيعة البشريَّة إلى الحضرة الإلهيَّة. لقد عرف الإنسان الكاروب، فصار ليس غريبًا عن البشريَّة، لهذا عرفته الأمم ولا سيما الكلدانيون، وإن كانوا قد أضفوا عليه أشكالًا من عندياتهم كما فعل سائر الأمم في كل الحقائق الإيمانيَّة التي تسلموها شفاهًا بالتقليد وصبغوها بفكرهم المنحرف. إذن حين نرى الكاروب إنَّما نتذكر طبيعتنا البشريَّة التي تمتعت بالخلاص من خلال اتحادها مع الله في المسيح يسوع ربنا بواسطة روحه القدوس. تبع القدِّيس إكليمنضس السكندري فيلون اليهودي قائلًا: [إن كلمة "كاروب" تعني "معرفة"]، وكأنه من خلال المعرفة الروحيَّة تصير حياتنا مركبة تحمل الله داخلها. هذا ما قبله أيضًا القديس جيروم الذي رأى في الكاروب رمزًا لمخزن المعرفة التي تعمل في طبيعتنا لترفعها وتنطلق بها بين القوات السماويَّة. تعمل في طبيعتنا المتسلَّطة على الشهوات كأسد، وتحلق في الأمور العلويَّة كنسر وتعمل مجاهدة كالثور وبتعقل كإنسان. هذه المعرفة نغترفها من الأناجيل الأربعة، إذ يقول نفس القدِّيس: "متى ومرقس ولوقا ويوحنا هم فريق الرب الرباعي، الكاروبيم الحقيقيون، أو مخزن المعرفة؛ فإن جسدهم مملوء عيونًا ومتلألئ كالبرق... أقدامهم مستقيمة ومرتفعة، ظهرهم مجنح، مستعدون للطيران في كل الاتجاهات، كل واحد منهم يمسك بالآخر يتشابك الواحد مع غيره، كالبكرات وسط البكرات يتدحرجن على طول الخط، يتحركن حسب نسمات الروح القدس". "وجميع حيطان البيت في مستديرها رسمها نقشًا بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج" [29]. وجود الكاروبين في قدس الأقداس ونقش الكاروبين في جميع حوائط البيت ليس لعبادة الطغمات السمائية، وإنما لتأكيد شركة السمائيين مع الأرضيين في عبادة الله الحيّ. "وغشى أرض البيت بذهبٍ من داخل ومن خارج. وعمل لباب المحراب مصراعين من خشب الزيتون الساكف والقائمتان مخمسة" [30-31]. |
||||
29 - 08 - 2024, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 171812 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بدء البناء: "وَكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فِي شَهْرِ زِيُو وَهُوَ الشَّهْرُ الثَّانِي، أَنَّهُ بَنَى الْبَيْتَ لِلرَّبِّ." [1]. حدد بداية البناء بالسنة 480 من خروج الشعب من مصر، وهي تضم 40 سنة في البريَّة مع موسى، 17 سنة مع يشوع، 299 سنة أثناء القضاة، 40 سنة أيام عالي الكاهن، 40 سنة أيام صموئيل (الملك شاول)، 40 سنة أيام داود، 4 سنوات الأولى من حكم سليمان. الإجمالي هو 480 عامًا. حدد التاريخ بخروج الشعب من مصر، لأن غاية الخروج هو الانطلاق من أرض العبوديَّة إلى أرض الموعد. الأمر الذي يتحقَّق بسكنى الله وسط شعبه، وقيادته لهم بنفسه. الآن ببناء البيت يعلن إمكانيَّة التمتع بالحريَّة الحقيقيَّة، بسكنى واهب الحريَّة في وسطهم. بُنِيَ الهيكل بعد 480 عامًا من خروجهم من أرض العبوديَّة للتمتع بالحياة المقدَّسة، ظل السماء. وبعد أقل من 430 عامًا أُحرق الهيكل بواسطة نبوخذنصَّر حينما عاد الشعب إلى العبوديَّة بالسبي البابلي. وكأن وجود البيت كان علامة على شوق الله نحو تحرير شعبه ومؤمنيه. بدأ بناء الهيكل في الشهر الثاني، وكأنه يبدأ بروح الحب الكامل كأساس روحي للبيت. فإن رقم 2 يشير إلى كمال الحب حيث يصير الاثنان واحدًا، وقد جاءت الوصيَّة عن الحب في وصيتين متكاملتين: حب الله وحب القريب (مر 12: 30-31). وقدمت الأرملة حبها الكامل مع الفلسين (مر 12: 42). وقدم السامري الصالح حبه الكامل مع الدينارين (لو 10: 35)، ويُعلن الكتاب المقدَّس الحب جوهرًا له بكونه العهدين القديم والجديد. أما تسميَّة الشهر "زيو" فيعني البهاء أو السمو، ربَّما لأنَّه في هذا الشهر الذي يقابل شهر مايو تظهر الزهور الجميلة فتسكب بهاءً على الأرض. أمَّا بعد السبي فصار اسمه آيار Jyar. شهر زيو يقابل جزءً من شهر إبريل وآخر من شهر مايو. وكان الشهر الثاني من السنة الدينيَّة لليهود، والشهر الثامن من السنة المدنيَّة. قبل عصر سليمان يبدو أن اليهود لم يكونوا يشيرون إلى شهورهم بالأسماء بل بالشهر الأول أو الثاني أو الثالث إلخ. وضعت أساسات الهيكل الأول عام 2992 من الخليقة أو 1008 ق.م.، وانتهى العمل عام 3000 من الخليقة ودُشِّن عام 3001، أو عام 999 ق.م. ارتفع بناء الهيكل فوق جبل الموريا في القدس، عند بيدر أرونة اليبوسي حيث بنى داود النبي مذبحًا للرب (2 صم 24: 18-25)، بعد أن مُهِّدت الأرض وسُدَّت الثغرات التي فيها. دُعي "بيت الرب"، لأن الله نفسه هو الذي اختاره وحدد القائم ببنائه، ووضع خطته (1 أي 28: 11-12). ومن جانب آخر فإن المبنى مخصص للعبادة لله. ولا يمكن استخدامه أو استخدام أدواته في عملٍ آخر. دُعي "بيت الرب" لأنَّه كان ظلًا للأمور العتيدة (عب 9: 9). ما كان يشغل الله هو أن يكون بيته مقدَّسا بكونه موضع لقاء القدوس مع قدِّيسيه. كانت خيمة داود تُدعى مع بساطتها "بيت الرب" (2 صم 12: 20)، وذلك من أجل تكريسها للرب وقداسة قلب داود. أمَّا الهيكل فمع كل فخامته وعظمته فارقه مجد الرب حينما أصر الشعب مع الكهنة على الفساد (حز 10: 18). بدأ سليمان البناء في الشهر الثاني من السنة الرابعة من حكمه. فقد قضى ثلاث سنوات يعمل على استقرار المملكة حتى متى بدأ البناء لا ينشغل بشيء آخر. هذه السنوات الثلاث تضاف إلى السنوات التي قضاها داود أبوه في التهيئة للبدء في البناء. |
||||
29 - 08 - 2024, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 171813 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَالْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِلرَّبِّ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا، وَسَمْكُهُ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا." [2]. يرى البعض أن الأبعاد هنا حوالي ضعف أبعاد خيمة الاجتماع، إذ كان عدد الشعب يتزايد، لذا صارت هناك حاجة إلى توسيع مكان العبادة. "أوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك. لا تُمسكي. أطيلي أطنابك وشددي أوتادك" (إش 54: 2). يتوقَّف حجم هيكل سليمان على إدراكنا للذراع القديم، وهو أمر غير مستقر تمامًا. يرى البعض أنَّه أقل من القديم، ما بين 19، 20 بوصة. يدعى بالذراع المقدَّس (حز 40: 5؛ 43: 13)، وهو بطول ذراع بشر، أطول من الذراع المتعارف عليه حاليًا. |
||||
29 - 08 - 2024, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 171814 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَالرِّوَاقُ قُدَّامَ هَيْكَلِ الْبَيْتِ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا حَسَبَ عَرْضِ الْبَيْتِ، وَعَرْضُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ قُدَّامَ الْبَيْتِ." [3]. الرواق أو القاعة الممتدة أمام مبنى الهيكل يبلغ ارتفاعه أربعة أضعاف الهيكل، وهو يمثِّل حِليَّة للمبنى الضخم. المنظر من أعلى القاعة غاية في الروعة. قيل أنَّه يمكن للإنسان أن يرى البحر الأبيض المتوسط من جانب والبحر الميت من الجانب الآخر، عبر نهر الأردن وما وراء العربيَّة. كان بجانب مدخله رواق (بهو) وأعمدة، ثم اتسع الرواق في عهد خلفاء سليمان حتى شمل جميع الجهات. |
||||
29 - 08 - 2024, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 171815 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وَعَمِلَ لِلْبَيْتِ كُوًى مَسْقُوفَةً مُشَبَّكَةً." [4]. كانت النوافذ متسعة من الداخل وضيقة من الخارج مثل المباني المصريَّة الفرعونيَّة والأديرة القديمة حيث كانت الحوائط ضخمة، وهي تناسب دخول الهواء والنور وأيضًا خروج الدخان من المبنى، أي الدخان الصاعد من السرج التي توقد بالزيت، وأيضًا دخان البخور. تشير هذه النوافذ إلى البصيرة، فيليق بنا أن تكون لنا البصيرة الداخليَّة المتسعة أكثر من النظرة الخارجية. فنهتم بإدراك أعماقنا الداخليَّة أكثر من انشغالنا بالغير. ندين أنفسنا وننتقدها عِوض انتقادنا للآخرين. خلال هذه النوافذ يستطيع من بالداخل أن يرى حسنًا، أمَّا الذين في الخارج فلا يرون ما بالداخل. جاء في الترجوم أن النوافذ كانت تُفتح في الداخل وتغلق في الخارج. |
||||
29 - 08 - 2024, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 171816 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
5 وَبَنَى مَعَ حَائِطِ الْبَيْتِ طِبَاقًا حَوَالَيْهِ مَعَ حِيطَانِ الْبَيْتِ حَوْلَ الْهَيْكَلِ وَالْمِحْرَابِ، وَعَمِلَ غُرُفَاتٍ فِي مُسْتَدِيرِهَا. 6 فَالطَّبَقَةُ السُّفْلَى عَرْضُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَالْوُسْطَى عَرْضُهَا سِتُّ أَذْرُعٍ، وَالثَّالِثَةُ عَرْضُهَا سَبْعُ أَذْرُعٍ، لأَنَّهُ جَعَلَ لِلْبَيْتِ حَوَالَيْهِ مِنْ خَارِجٍ أخْصَامًا لِئَلاَّ تَتَمَكَّنَ الْجَوَائِزُ فِي حِيطَانِ الْبَيْتِ. 7 وَالْبَيْتُ فِي بِنَائِهِ بُنِيَ بِحِجَارَةٍ صَحِيحَةٍ مُقْتَلَعَةٍ، وَلَمْ يُسْمَعْ فِي الْبَيْتِ عِنْدَ بِنَائِهِ مِنْحَتٌ وَلاَ مِعْوَلٌ وَلاَ أَدَاةٌ مِنْ حَدِيدٍ. 8 وَكَانَ بَابُ الْغُرْفَةِ الْوُسْطَى فِي جَانِبِ الْبَيْتِ الأَيْمَنِ، وَكَانُوا يَصْعَدُونَ بِدَرَجٍ مُعَطَّفٍ إِلَى الْوُسْطَى، وَمِنَ الْوُسْطَى إِلَى الثَّالِثَةِ. 9 فَبَنَى الْبَيْتَ وَأَكْمَلَهُ، وَسَقَفَ الْبَيْتَ بِأَلْوَاحٍ وَجَوَائِزَ مِنَ الأَرْزِ. 10 وَبَنَى الْغُرُفَاتِ عَلَى الْبَيْتِ كُلِّهِ سَمْكُهَا خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَتَمَكَّنَتْ فِي الْبَيْتِ بِخَشَبِ أَرْزٍ. "وبنى مع حائط البيت طباقا حواليه مع حيطان البيت حول الهيكل والمحراب، وعمل غرفات في مستديرها" [5]. إقامة الغرف حول حوائط البيت يُشير إلى الاهتمام بالملحقات العمليَّة حيث توضع الأدوات الخاصة بالهيكل بطريقة لائقة. وفيها يرتدي الكهنة ملابسهم الكهنوتية ويخلعونها، ويحفظون ثيابهم فيها. فمع جمال المبنى يلزم الاهتمام بمراعاة إمكانيَّة الاستفادة منه عمليًا، حتى يحقق المبنى هدفه. لم يذكر هنا عدد الحجرات، وقد جاء عن الهيكل الوارد في رؤيا حزقيال أن عدد الحجرات ثلاثة وثلاثون (حز 41: 6)، ويقول الكُتّاب اليهود أن هذا الرقم هو ذات رقم حجرات هيكل سليمان. كانت الحجرات من الجوانب الثلاثة للهيكل. "فالطبقة السفلى عرضها خمس أذرع، والوسطى عرضها ست أذرع، والثالثة عرضها سبع أذرع، لأنَّه جعل للبيت حواليه من خارج أخصامًا لئلا تتمكن الجوائز في حيطان البيت. والبيت في بنائه بُني بحجارة صحيحة مقتلعة، ولم يسمع في البيت عند بنائه منحت hammer ولا معول (فأس) ولا أداة من حديد" [6-7]. شُيِّدت الحيطان من حجارة نُقلت من المحاجر المعروفة إلى اليوم بمقالع سليمان، قرب باب العمود. يرى البعض أن الكلمة العبريَّة هنا تعني أن الحجارة قد تم تهيئتها تمامًا قبل البدء في البناء، لكن ما أن بدأ البناء لم تستخدم أية آلة حديديَّة لتهيئة الحجارة. عدم استخدام أداة من حديد مثل الفؤوس يُشير إلى الالتزام بتهيئة كل شيء قبل البدء في البناء. يكون كل شيء خاصة الحجارة والنحت على الخشب معدًا للتركيب. هذا وبناء بيت الرب يتحقَّق في جو من الهدوء والسكون. فالضجيج يحرم الإنسان من اللقاء مع الله، والتمتع بسكنى الله في داخله. استخدام الفؤوس يشير إلى خبطات الصراعات المُرة بين المؤمنين، الأمر الذي يحطم بنيان الكنيسة بيت الله. بيت الرب أو الهيكل يرمز لملكوت الله أو السماء عينها. يليق بنا أن نتهيَّأ هنا بالكامل لنوجد حجارة حيَّة معدّة للبناء السماوي. فهناك لا نسمع صوت أداة حديديَّة، حيث لا توبة ولا صرخات ولا تجارب، بل الكل في فرحٍ شديدٍ وتهليل قلبٍ. * هذه المطرقة التي للأرض كلها يريد الله أن تُفهم أنَّها الشيطان. بهذه المطرقة التي في يد الرب، أي التي في قوته تضرب الألوان أو النفوس المقدَّسة لكي تعطي صدى لمدائح الله. يُضرب كل من الإنسان البار والخاطئ بهذه المطرقة. الأول كتجربة والثاني كعقاب، أو على الأقل لكي يزداد البار في الفضائل ويصلح الخاطي من رذائله. يُضرب بهذه المطرقة التي في يد الرب ليس فقط المتواضعين، بل والمتكبرون؛ لكن المتواضعين يُضربون كالذهب والمتكبرون ينكسرون كالزجاج. ذات الضربة تجعل الصالح في مجدٍ، وتحول الشرير إلى قشٍ، فيتحقَّق فيهم المكتوب: [كالقش الذي تزريه الريح] (مز 1: 4). الأب قيصريوس أسقف آرل * ليكن باب فمك وباب قلبك مغلقين بحرصٍ شديدٍ، حتى لا يستطيع العدو أن يدخل. أنَّه بسرعةٍ وبعنفٍ يفتح الباب إن وجد الإمكانيَّة لذلك، أمَّا المسيح فيقرع (نش 5: 3، لو 12: 36) ولا يحطم الباب، فإنَّه "قَدْ شَدَّدَ عَوَارِضَ أَبْوَابِكِ" يا أورشليم (مز 147: 13). يقرع المسيح بيده لكي تفتحوا له، أمَّا العدو فيكسر الباب بالفؤوس، لذلك كُتب لا تدخل مطرقة ولا فأس إلى بيت الرب (1 مل 6: 7). ليكن الكبرياء والخداع خارج الأبواب لا داخلها. ليكن الصراع في الخارج (2 كو 7: 5)، أمَّا في الداخل فيوجد السلام الذي يفوق كل فهم (في 4: 7). ليته لا تُقطع نفوسكم بحديد، لئلا تكون كنفس يوسف تعبر بالحديد (في الحديد دخلت نفسه مز 105: 18). لئلا ينهدم الجزء المتحكم (في نفسك) الذي هو خيمة الكلمة، في بداية الإيمان نفسه وفي مدخل التعلم الروحي. القديس أمبروسيوس في العظة التاسعة على سفر يشوع، يتحدث أوريجينوس عن هيكل الله، الذي فيه يستطيع يسوع المسيح أن يقدِّم ذبيحته للآب. أنَّه مبني من حجارة سليمة، غير مكسورة. "لاَ تَرْفَعْ عَلَيْهَا حَدِيدًا" (راجع تث 27: 5). تلك هي الأحجار الحيَّة النقيَّة، الرسل القدِّيسون، الذين يؤلفون هيكلًا واحدًا من خلال وحدة قلوبهم (أع 1: 24) وأنفسهم. كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة (أع 1: 14)، كما كان لهم الذهن الواحد. فالوحدة الحقيقيَّة، بمعنى آخر، مؤسسة على الحياة المقدَّسة، والمحبة (وحدة القلوب)، والعبادة المشتركة (صوت واحد)، والإيمان الواحد (ذهن واحد).يعتبر أوريجينوس تقدِّيس كل عضوٍ هو الأساس في وحدة الكنيسة، إذ أن ما يقترفه العضو يؤثر على الآخرين. فيقول: "خاطئ واحد يلوث الشعب" . و"أن من يقترف الزنا أو أية جريمة أخرى يلوث الشعب بأكمله". "وكان باب الغرفة الوسطى في جانب البيت الأيمن، وكانوا يصعدون بدرج معطف إلى الوسطى ومن الوسطى إلى الثالثة" [8]. كان يوجد مدخل رئيسي واحد للحجرات الجانبيَّة التي للكهنة. "فبنى البيت وأكمله وسقف البيت بألواح وجوائز من الأرز" [9]. يختلف النظام الشرقي للمباني عن الغربي. ففي الغرب السقف من الفخار أو plaster وأما في الشرق فالسقف من الخشب. غير أن المباني الأوربيَّة القديمة اتبعت نفس النظام الشرقي، هذا ما تؤكده قاعة وستمنستر Westminster Hall. "وبنى الغرفات على البيت كله سمكها خمس أذرع وتمكنت في البيت بخشب أرز" [10]. |
||||
29 - 08 - 2024, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 171817 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* هذه المطرقة التي للأرض كلها يريد الله أن تُفهم أنَّها الشيطان. بهذه المطرقة التي في يد الرب، أي التي في قوته تضرب الألوان أو النفوس المقدَّسة لكي تعطي صدى لمدائح الله. يُضرب كل من الإنسان البار والخاطئ بهذه المطرقة. الأول كتجربة والثاني كعقاب، أو على الأقل لكي يزداد البار في الفضائل ويصلح الخاطي من رذائله. يُضرب بهذه المطرقة التي في يد الرب ليس فقط المتواضعين، بل والمتكبرون؛ لكن المتواضعين يُضربون كالذهب والمتكبرون ينكسرون كالزجاج. ذات الضربة تجعل الصالح في مجدٍ، وتحول الشرير إلى قشٍ، فيتحقَّق فيهم المكتوب: [كالقش الذي تزريه الريح] (مز 1: 4). الأب قيصريوس أسقف آرل |
||||
29 - 08 - 2024, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 171818 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في العظة التاسعة على سفر يشوع، يتحدث أوريجينوس عن هيكل الله، الذي فيه يستطيع يسوع المسيح أن يقدِّم ذبيحته للآب. أنَّه مبني من حجارة سليمة، غير مكسورة. "لاَ تَرْفَعْ عَلَيْهَا حَدِيدًا" (راجع تث 27: 5). تلك هي الأحجار الحيَّة النقيَّة، الرسل القدِّيسون، الذين يؤلفون هيكلًا واحدًا من خلال وحدة قلوبهم (أع 1: 24) وأنفسهم. كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة (أع 1: 14)، كما كان لهم الذهن الواحد. فالوحدة الحقيقيَّة، بمعنى آخر، مؤسسة على الحياة المقدَّسة، والمحبة (وحدة القلوب)، والعبادة المشتركة (صوت واحد)، والإيمان الواحد (ذهن واحد). يعتبر أوريجينوس تقدِّيس كل عضوٍ هو الأساس في وحدة الكنيسة، إذ أن ما يقترفه العضو يؤثر على الآخرين. فيقول: "خاطئ واحد يلوث الشعب" العلامة أوريجينوس |
||||
29 - 08 - 2024, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 171819 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب عزاء للحزانى بتذكيرهم بالرجاء المسيحي بالحياة الأبدية آمين |
||||
29 - 08 - 2024, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 171820 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة من أجل الرجاء واليقين بلم الشمل الأبدي في السماء الإيجابيات: يمنح العزاء والمواساة للحزانى بتذكيرهم بالرجاء المسيحي بالحياة الأبدية. يقوي الإيمان بمواعيد الله، ويشجع المؤمنين على النظر إلى ما وراء حزنهم الحالي. يمكن أن يعزز الشعور بالسلام وتقبل الفقدان، والثقة في خطة الله للم الشمل المجيد. السلبيات: قد يكون من الصعب على أولئك الذين يكافحون مع إيمانهم أو مع مفهوم الحياة الآخرة أن يتقبلوه بالكامل. يمكن أن يقلل عن غير قصد من الألم والحزن الحالي الذي يعاني منه شخص ما من خلال التركيز الشديد على المستقبل. - في أوقات الخسارة القوية، تبحث قلوبنا عن أشعة النور بين ظلال الحزن. صلاة الرجاء واليقين بلمّ الشمل الأبدي في السماء تلامس صميم فجيعتنا بهمسة لطيفة عن فرح الغد. هذا الموضوع، المتجذر بعمق في اللاهوت المسيحي، يقدم جسرًا فوق مياه الحزن المضطربة، ويقودنا إلى شواطئ الرجاء الهادئة. - الأب السماوي في لحظة وجع القلب هذه، نمد أيدينا إليك، باحثين عن الراحة التي لا يمكن أن يوفرها لنا إلا حضورك. تتألم أرواحنا على أولئك الذين فقدناهم، ولكن في داخل هذا الألم يكمن وميض من الأمل - أمل ينير ليالينا الحالكة بوعدك بلم شمل أبدي في ملكوتك السماوي. يا رب، نطلب النعمة لتصور المأدبة التي أعددتها، حيث تُمسح الدموع وتملأ الضحكات الهواء مرة أخرى. ساعدنا على التمسك بهذا اليقين كما يتمسك البحار ببوصلته وسط العاصفة. امنحنا الشجاعة لنواجه كل يوم بقلب راسخ في وعودك، عالمين أن الفراق الذي نتحمله الآن ما هو إلا مؤقت. مع تغير الفصول ومرور السنين، فليكن هذا الرجاء هو اللحن الذي يهمس في أحزاننا، ويذكرنا بسيمفونية لم الشمل الكبرى التي تنتظرنا. عسى أن نحيا كل يوم في ترقب مبهج لذلك العناق الإلهي، حيث يُنسى كل حزن، ويغسل في محيط حبك الأبدي. آمين. - هذه الصلاة هي بمثابة بلسم رقيق لأرواحنا الجريحة، وتقدم لنا لمحة لما وراء حجاب الحزن اليوم إلى لم الشمل السعيد الموعود به في الكتاب المقدس. في حين أن الحزن قد يخيم على أيامنا، فإن اليقين الدائم بلقاء أحبائنا مرة أخرى في السماء يلقي شعاعًا من النور على طريقنا، ويقودنا عبر أحلك الوديان مع مصباح الأمل في أيدينا. بينما نخوض رحلة الفقد، هذه الصلاة هي تذكير لنا بأن كل نهاية في الإيمان ما هي إلا مقدمة لبداية مجيدة في الأبدية. |
||||