27 - 08 - 2024, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 171631 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في العهد الجديد الإيمان يوحي الثِّقة التي تتَّجه نحو شخص "أمين"، وتلزم الإنسان بكليته من ناحية؛ وفي هذا الصَّدد اللَّاهوتي يقول اللَّاهوتي كارل راهنر "الإيمان فعل شجاعة يعيش قفزة رجاء"، ومن جهة أخرى تشير كلمة "آمين" إلى مسعى العقل الذي تتيح له كلمة أو بعض العلامات لبلوغ حقائق لا يُعاينها، كما جاء في صاحب الرِّسالة إلى العبرانيِّين "الإِيمانُ قِوامُ الأُمورِ الّتي تُرْجى وبُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى (عبرانيِّين 11: 1). فموضوع الإيمانُ ليس بما يُرى بل بما لا يُرى وإلاّ لا يدعى إيمانـًا قط. |
||||
27 - 08 - 2024, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 171632 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيمان هو ما يعطينا معنى وصورة في الحياة. فمن يؤمن فإنه يسعى إلى علاقة شخصيّة مع الله، وهو مستعدّ أن يصدّق الله في كلّ شيء يكشفه عن ذاته. ونستنتج مما تقدَّم أن "الإيمان بالله" يعني "الإصغاءّ لله" (مزمور 106: 24-25). فتكون حياة المؤمن وموته رهن أمانته الحرة في البقاء بالإيمان والتَّمسك به، كما يقول الرَّبّ "إَنِّي قد جَعَلت أَمامَكمُ الحَياةَ والموت، البَركَةَ واللَّعنَة. فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ ونَسْلُكَ، مُحِبًّا الرَّبَّ إِلهَكَ وسامِعًا لِصَوتِه ومُتَعَلِّقًا به" (تثنية 30: 19-20). |
||||
27 - 08 - 2024, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 171633 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان الإيمان في نظر يسوع، (متى 11: 25)، كما في نظر الكنيسة النَّاشئة (أعمال الرسل 11: 21-23) عطيَّة من لدن الله؛ فالإيمان يأتي من الله (متى 16: 17)، وتقتسمه الأمم يومًا (أعمال الرسل 8: 5-13). ومن هذا المنطلق، إن الإيمان ليس منّا، لكنَّه نعمةٌ وهبة من الله، فهو فضيلة فائقة الطَّبيعة يفيضها الله في قلوبنا. وفي هذا الصَّدد يقول العلامة توما الأكوينيّ: "الإيمان فعل عقليّ يعتنق الحقائق الإلهيّة بأمر الإرادة التي يُحرّكها الله بالنَّعمة". ويعلق بابا فرنسيس: "إنَّنا لا نصبح مسيحيِّين بقوانا الذاتيَّة. فالإيمان هو قبل كل شيء عطيَّة من لدن الله تُقدَم لنا في الكنيسة ومن خلال الكنيسة". |
||||
27 - 08 - 2024, 12:22 PM | رقم المشاركة : ( 171634 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة توما الأكوينيّ: "الإيمان فعل عقليّ يعتنق الحقائق الإلهيّة بأمر الإرادة التي يُحرّكها الله بالنَّعمة". |
||||
27 - 08 - 2024, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 171635 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بابا فرنسيس: "إنَّنا لا نصبح مسيحيِّين بقوانا الذاتيَّة. فالإيمان هو قبل كل شيء عطيَّة من لدن الله تُقدَم لنا في الكنيسة ومن خلال الكنيسة". |
||||
27 - 08 - 2024, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 171636 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تُبيِّن الكتب المقدسة نقائص الإيمان وهي: أولا الثِّقة في القوة البشريَّة بالرَّغم من الاعتماد على الله. فكان المكابيِّون يعتمدون على الله في ضمان النَّصر لهم (المكابيِّين 2، 49-70). ولكن بعض المُحاربين اعتمدوا على ثقتهم في قوتهم البشريَّة (1 المكابيِّين 2: 39-41) والنَّقص الآخر الذي يُهدد إيمان المؤمنين هو شكليَّة التَّمسك بالمتطلبات الطَّقسيَّة أكثر منها بنداءات الكتب الدِّينيَّة والأخلاقيَّة كما جاء في قول يسوع: "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون فإِنَّكم تُؤَدُّونَ عُشْرَ النَّعْنَع والشُّمْرَةِ والكَمُّون، بَعدَما أَهمَلتُم أَهَمَّ ما في الشَّريعة: العَدلَ والرَّحمَةَ والأَمانة" (متى 23: 23)، والاعتماد على كبرياء الإنسان وأعماله أكثر منها على الله وحده لنيل التَّبرير كما جاء في مثل الفريسي والعشار (لوقا 18: 9-14). |
||||
27 - 08 - 2024, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 171637 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نموذج الإيمان هو إبراهيم (سيراخ 44: 20)، وهو في طليعة أجدادنا الرُّوحيِّين الذين اكتشفوا الإله الحقيقي (غلاطية 3: 8)، أولئك الذين أسلموا أمر خلاصهم لله وحده ولكلمته (عبرانيِّين 11: 8-19). إذ "آمَنَ بِالرَّبّ" (تكوين 15: 6)، وبكلمته، فأطاع هذه الدَّعوة، وعلى أساس هذا الدَّعوة التزم في أسلوب معيشته. ومن هذا المنطلق إنّ الإيمان هو موقف وانطلاق في طريق جديد يبدأ من الله ذاته لتغيير الإنسان من العمق. إذ "قالَ الرَّبُّ لأَبْرام: اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ، إِلى الأَرضِ الَّتي أُريكَ" (التَّكوين 12: 1). ومن هنا نجدُ كلمة "انطلاق"، أنه خروجٌ واتحاد بآخر. ويذكرُ الكتاب المقدّس "الأرض -العشيرة -الأب"، فعلينا عندما نريدُ الاتحاد بالله بالإيمان، الانفصال عن الجذور العشائريّة والأرضيّة وترك التَّبعيّة من ناحية، والارتباط بالله، والارتباط بالمستقبل لا بالماضي من ناحية أخرى (رومة 4: 12). فعندما قال الكتاب عن إبراهيم "ذهب ولم يعرف أين يسير ويمضي" يشير إلى أن الإيمان مسيرةٌ طويلة للمجهول، إنه اللَّقاء مع الله – الحيّ – الآخر. لذا يجب تركُ كلّ جذورنا القديمة للاتحاد بالله وحده، الذي به حياتنا وحركتنا ووجودنا وأصلنا ومبدأنا، لأنَّه هو الأصل والبدء والمبدأ الحقيقي" في البدء كان الكلمة" (يوحنا 1:1). |
||||
27 - 08 - 2024, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 171638 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَشوعَ بنَ نون، مُساعِدَ موسى هو أيضًا نموذج الإيمان الذي يتطلب الاختيار بين الإيمان بالله أو الإيمان بآلهة أخرى فقال لشعبه الذي قاده من مصر إلى ارض الميعاد: " فاخْتاروا لَكمُ اليَومَ مَن تَعبُدون: إِمَّا الآلِهَةَ الَّتي عَبَدَها آباؤُكم في عِبرِ النَّهْرِ، أَو آلهَةَ الأَمورِّيِّين الَّذينَ أَنتُم مُقيمونَ بِأَرضِهم. أَمَّا أَنا وبَيتي فنَعبُدُ الرَّبّ " (يشوع 24: 15). فعلى غرار شعب العهد القديم يختار المسيحي أن يخدم ويعبد الرَّبّ الاله الذي يُحرِّره من عبوديَّة الخطيئة. |
||||
27 - 08 - 2024, 12:39 PM | رقم المشاركة : ( 171639 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نموذج الأنبياء في الإيمان هو الانتقال من الخوف إلى الثِّقة المطمئنَّة في الله (أشعيا 7: 4-9) كما انه بمثابة التزام وموقف شخصيين (إرميا 45: 5)؛ وأمَّا نموذج الحكماء في الإيمان فهو ثقة كاملة في الله كما جاء في تصريح أيوب البار: "فادِيَّ حَيٌّ وسيقوم الأَخيرَ على التَّراب. وبَعدَ أَن يَكونَ جِلْدي قد تَمَزَّق أُعايِنُ اللهَ في جَسَدي. أُعايِنُه أَنا بِنَفْسي وعَينايَ ترَيانِه لا غَيري" (أيوب 19: 25-26)، وأن الله يظل على كل شيء قدير كما أكد أيوب البار بقوله: "قد عَلِمتُ أنَّكَ قادِرٌ على كُلِّ شَيء فلا يَستَحيلُ علَيكَ مُراد" (أيوب 42: 2). |
||||
27 - 08 - 2024, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 171640 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن نعلم أن صاحب سفر المزامير لديه إيمان كامل بالله، الإله الواحد (مزمور 18: 32)، والخالق (مزمور 8: 104)، والكلِّي القدرة (مزمور29)، والسَّيد الأمين (مزمور89)، والرَّحيم (مزمور136) بشعبه (مزمور105)، وملك المستقبل في العَالَم كله (مزمور 47، 96-99). وعبّرت المزامير أيضًا عن صلوات لشهادات الإيمان، إيمان البار المُضَطهد في سبيل الله، وإن الله سيخلِّصه (مزامير 7، 11، 27، 31، 62)؛ وثقة الخاطئ في رحمة الله (مزامير 40، 130)، وأمان مطمئن في الله (مزامير 4، 23، 121، 131) هو أقوى من الموت (مزامير 16). |
||||