26 - 08 - 2024, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 171561 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس غريغوريوس النزينزي عن عطية العماد قائلًا: [لا تتردد مهما كانت الرحلة طويلة، إن كانت بالبحر أو بالبر ما دامت العطية مُقدمة لك، مهما كانت العوائق كثيرة أو قليلة فإن إشعياء يدعوك: "أيها العِطاش جميعًا هلموا..." يا لسرعة مراحم الله، يا لسهولة العهد! إنك تنال هذه البركة بمجرد أن تُريدها. أنه يقبل رغبتك ذاتها كثمن عظيم. أنه يتعطّش إلى عطشك، ويروي كل الراغبين في السرّ. يقدم لطفًا لكل السائلين لطفًا. إنه مستعد للعطاء بسخاء، يفرح بالعطاء أكثر من فرح نائليه]. |
||||
26 - 08 - 2024, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 171562 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول الشيخ الروحاني: [طوبى للحامل في قلبه ذكرك في كل وقت، لأن نفسه تسكر دائمًا بحلاوتك]. اللبن الروحي المقدم للصغار يُشير إلى ترفق الله بالمبتدئين، فيُقدم لهم ما يناسب معدتهم الروحية حتى ينموا وينضجوا؛ يعرف كيف يُقدم لكل واحد ما هو لبنيانه وسلامه وشبعه وإروائه. هكذا لا يشعر أحد بالحرمان بل كما قيل: "كلوا الطيب ولتتلذذ بالدسم أنفسكم" [2]. * أما تريدون الشبع؟ وكيف يكون ذلك؟ يشتاق الجسد إلى الشبع، لكن يعود إليه الجوع مرة أخرى بعد الهضم، لذلك يقول السيد المسيح: "كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا" (لو 4: 13)... إذن ليتنا نجوع ونعطش إلى البر، لكي ما نشبع منه.. ليت إنساننا الداخلي يجوع ويعطش حتى يكون له الطعام والشراب المناسبين له. لقد قال (الرب): "أنا هو الخبز الذي نزل من السماء" (يو 6: 41). هذا هو خبز الجياع. ليتنا نشتاق أيضًا إلى الشرب كالظمأى، "لأن عندك ينبوع الحياة" (مز 36: 9). * طوبى لمن نسى حديث العالم بحديثه معك، لأن منك تكتمل كل احتياجاته. أنت هو أكله وشربه...! أنت أعطيت روح ابنك في قلبه، والروح أعطاه دالة أن يطلب منك كل ما لك، مثلما يطلب الابن من أبيه! معك حديثه في كل حين، لأنه لا يعلم له أبًا غيرك!. الشيخ الروحاني |
||||
26 - 08 - 2024, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 171563 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* آه! إنني لن أشبع إلاَّ عندما يتجلى مجدك قدامي...! من يمتلكك تشبع كل رغباته! لكن يا لبشاعة بؤسي! ويحي يا إلهي، فإن قلبي يميل إلى الهروب منك؛ الهروب منك أنت أيها الغني الحقيقي والفرح الحقيقي، لكي يتبع العالم الذي ليس فيه إلاَّ الحزن والألم. القديس أغسطينوس |
||||
26 - 08 - 2024, 06:23 PM | رقم المشاركة : ( 171564 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ليكونوا بالأكثر محتاجين كي يستحقوا أن يشبعوا، لئلا بينما هم يظهرون التخمة المتعجرفة يُحرمون من الخبز الذي يهب حياة صحية. "اطلبوا الرب" أيها المحتاجون والجياع والعطاش، فانه هو الخبز الحيّ النازل من السماء (يو 6: 33، 51). "اطلبوا الرب فتحيون". أنتم تطلبون الخبز لكي يعيش جسدكم، والرب يطلبكم لكي تحيا نفوسكم. القديس أغسطينوس |
||||
26 - 08 - 2024, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 171565 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ["مسود العينين من الخمر ومبيض الأسنان من اللبن" (تك 49: 12)]. عيناه حمراوان بالخمر، هاتان هما شعبه الروحي الذي يسكر بكأسه؛ وأسنانه بيضاء أكثر من البن الذي هو الكلمات التي يرضعها الأطفال الذين لم يتأهلوا للطعام القوي كقول الرسول (1 كو 3: 2؛ 1 بط 2: 2). القديس أغسطينوس |
||||
26 - 08 - 2024, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 171566 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* لتسكر، ولكن كن حذرًا من المصدر. إن كانت تشرب بكثرة من كأس الرب الرائعة فسيُرى سُكرك في أعمالك، ويظهر في حبك القدسي للبر، وأخيرًا في تغرُّب ذهنك عن الأرضيات إلى السمويات. القديس أغسطينوس |
||||
26 - 08 - 2024, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 171567 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أغسطينوس [كيف دخلت الأمم إلى الإيمان هكذا سريعًا...؟! نسألهم: ماذا تريدون؟ يجيبون: "معرفة مجد الله"]. |
||||
26 - 08 - 2024, 06:28 PM | رقم المشاركة : ( 171568 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجاوب الإنسان: 6 اُطْلُبُوا الرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ادْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ. 7 لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ. 8 «لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. 9 لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ. 10 لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ، 11 هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ. 12 لأَنَّكُمْ بِفَرَحٍ تَخْرُجُونَ وَبِسَلاَمٍ تُحْضَرُونَ. الْجِبَالُ وَالآكَامُ تُشِيدُ أَمَامَكُمْ تَرَنُّمًا، وَكُلُّ شَجَرِ الْحَقْلِ تُصَفِّقُ بِالأَيَادِي. 13 عِوَضًا عَنِ الشَّوْكِ يَنْبُتُ سَرْوٌ، وَعِوَضًا عَنِ الْقَرِيسِ يَطْلَعُ آسٌ. وَيَكُونُ لِلرَّبِّ اسْمًا، عَلاَمَةً أَبَدِيَّةً لاَ تَنْقَطِعُ». أمام هذه الدعوة العامة المجانية المقدسة للعطاش يليق بالإنسان أن يعلن تجاوبه معها وقبوله لها عمليًا بالوسائط التالية: أ. الصلاة أو طلب الله للالتقاء معه: "اطلبوا الرب ما دام يوجد ادعوه وهو قريب" [6]. إن كان الله قد أحبنا أولًا، نزل إلينا ليعلن أنه ليس ببعيد عنا إنما على أبواب قلوبنا يقرعها لنفتح له ويدخل فيها (رؤ 3: 20)، فإنه يليق بنا أن نطلبه سائلين إياه أن يتسلم مفاتيح قلوبنا لكي يفتح فيدخل ويغلق فلا يشاركه أحد في قلوبنا، بكونه "يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح". إعلان قبولنا لحب الله خلال الصلاة هو تجاوب الحب بالحب، وإعلان النفس عن رغبتها في عريسها الفريد الذي يطلب يدها أبديًا. ب. التوبة: "ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران" [7]. ماذا تعني التوبة إلاَّ الإعلان عن قبول النور دون الظلمة، والمسيح دون بليعال (2 كو 6: 14)؟! التوبة هي الطريق الذي مهد به القديس يوحنا المعمدان للسيد المسيح، والذي كرز به التلاميذ لتهيئة البشرية لقبول ملكوته في داخلهم! ج. الاتكال على حكمة الله والثقة في خطته وتدابيره نحونا، إذ يقول: "لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب، لأنه كما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" [8]. إيماننا بالعريس السماوي يستلزم الاتكال عليه بثقة في إمكانياته كقدير كُلّي الحكمة والحب، يعرف كيف يخطط لعروسه، لبنيانها وخلاصها، حتى إن بدت خطته قاسية وتدابيره مُرّة. د. الارتواء بكلمة الرب واهبة الثمر: "لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعًا للزارع وخبزًا للآكل هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع فارغة، بل تعمل ما سررت به وتنجح في ما أرسلتها له" [10-11]. لقد نزل كلمة الله متجسدًا ليروي الطبيعة البشرية بدمه كمطر فريد قادر أن يُعيد خلقتها ويُجددها، محولًا إياها من برية قاحلة تسكنها الوحوش العنيفة إلى فردوس مثمر يسكنه الثالوث القدوس ويتهلل به السمائيون وأيضًا الأرضيون. هكذا يليق بنا أيضًا أن نقبل كلمة الله المكتوبة لا للدراسة العقلانية البحتة وإنما كحياة مُعاشة تُعطي ثمرًا إلهيًا. ه. التسبيح الدائم علامة قبول العريس قلبيًا والتجاوب معه داخليًا؛ "لأنكم بفرح تخرجون وبسلام تُحضرون، الجبال والآكام تشيد أمامكم ترنمًا وكل شجر الحقل تصفق بالأيادي" [12]. الخروج بفرح إنما يعني خروج النفس من "الأنا"، واتساعها بالحب لحساب عريسها وكل أحبائه، اتساعها للسمائيين والأرضيين... تخرج لكي تعود بالكل في سلام ومصالحة مع الله والملائكة والبشر. هذا الحب المتسع يخلق جوًا من الفرح خلاله تترنم الجبال والتلال أي جماعة المؤمنين المحيطين بك، إذ يرون عُرسًا أبديًا قائمًا في داخلك. أما شجر الحقل الذي يُصفق بالأيادي فيعني أن الفرح لا يكون باللسان فحسب وإنما يُعلن بالعمل (بالأيادي)... و. ثمر إيجابي متكاثر، فلا يكفي انتزاع الشوك والقريس وإنما يلزم ظهور السرو والآس علامة ختمنا باسم الرب واهب الثمر الروحي. بمعنى آخر قبولنا لدعوته لا يعني تركنا للشر فحسب وإنما صنعنا برّ المسيح وممارستنا حياته القدسية المثمرة بعمل روحه القدوس فينا. |
||||
26 - 08 - 2024, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 171569 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بيت الصلاة لكل الشعوب: 1 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «احْفَظُوا الْحَقَّ وَأَجْرُوا الْعَدْلَ. لأَنَّهُ قَرِيبٌ مَجِيءُ خَلاَصِي وَاسْتِعْلاَنُ بِرِّي. 2 طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَعْمَلُ هذَا، وَلابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يَتَمَسَّكُ بِهِ، الْحَافِظِ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسَهُ، وَالْحَافِظِ يَدَهُ مِنْ كُلِّ عَمَلِ شَرّ». 3 فَلاَ يَتَكَلَّمِ ابْنُ الْغَرِيبِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِالرَّبِّ قَائِلًا: «إِفْرَازًا أَفْرَزَنِي الرَّبُّ مِنْ شَعْبِهِ». وَلاَ يَقُلِ الْخَصِيُّ: «هَا أَنَا شَجَرَةٌ يَابِسَةٌ». 4 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِلْخِصْيَانِ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ سُبُوتِي، وَيَخْتَارُونَ مَا يَسُرُّنِي، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي: 5 «إِنِّي أُعْطِيهِمْ فِي بَيْتِي وَفِي أَسْوَارِي نُصُبًا وَاسْمًا أَفْضَلَ مِنَ الْبَنِينَ وَالْبَنَاتِ. أُعْطِيهِمِ اسْمًا أَبَدِيًّا لاَ يَنْقَطِعُ. 6 وَأَبْنَاءُ الْغَرِيبِ الَّذِينَ يَقْتَرِنُونَ بِالرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ وَلِيُحِبُّوا اسْمَ الرَّبِّ لِيَكُونُوا لَهُ عَبِيدًا، كُلُّ الَّذِينَ يَحْفَظُونَ السَّبْتَ لِئَلاَّ يُنَجِّسُوهُ، وَيَتَمَسَّكُونَ بِعَهْدِي، 7 آتِي بِهِمْ إِلَى جَبَلِ قُدْسِي، وَأُفَرِّحُهُمْ فِي بَيْتِ صَلاَتِي، وَتَكُونُ مُحْرَقَاتُهُمْ وَذَبَائِحُهُمْ مَقْبُولَةً عَلَى مَذْبَحِي، لأَنَّ بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى لِكُلِّ الشُّعُوبِ». 8 يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ جَامِعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ: «أَجْمَعُ بَعْدُ إِلَيْهِ، إِلَى مَجْمُوعِيهِ». في الأصحاح السابق كانت الدعوة لجميع العطاش (إش 55: 1)؛ لليهود والأمم، للعطاش والجياع، للعمي والصم إلخ... لكي ينهلوا من ينابيع إنجيل الخلاص المجاني وعطية الروح المقدمة لكنيسة العهد الجديد. الآن إذ خشى أن يتراجع أحد عن العطية حاسبًا نفسه غريبًا ابن غريب لأنه ولد من عائلة وثنية جاحدة للإيمان، أو لأنه عقيم بالطبيعة لكونه خصيًا أو شجرة يابسة، لهذا أخذ يُشجع الكل للدخول من أبواب مراحم الله المتسعة: أ. خلاص الرب ليس ببعيد، "لأنه قريب مجيء خلاصي واستعلان بري" [1]. فمن جهة الزمن لم يكن باقيًا سوى سبعة قرون لمجيء السيد المسيح مخلص العالم، أي حوالي 700 سنة، وألف سنة عند الرب كيوم واحد (مز 90: 4). أما ما هو أهم فإن خلاص الرب قريب من كل أحد، لأن الكلمة في داخل القلب، وصليب الرب ممكن إعلانه في كل نفس. وكما قال القديس أغسطينوس: [لغباوتي كنت أبحث عنك خارجًا... وكنت أنت في داخلي عميقًا أعمق من عمقي وعاليًا أعلى من علوي]. طريق خلاصنا في أعماقنا لأنه وهب لنا روح الله القدس وعضويتنا في جسد واحد السيد المسيح خلال المعمودية... فصرنا مسكنًا لله وهيكلًا له، لهذا يقول الرسول: "الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك" (رو 10: 8). عندما يتحدث مار افرام السرياني عن ميلاد رب المجد يسوع يوجه أنظارنا إلى داخلنا حيث اقترب الرب إلينا وجاء ليحل بالإيمان في قلوبنا (أف 3: 17). * ليزين كل إنسان أبواب قلبه في هذا العيد، فإن الروح القدس يشتاق أن يدخل ويسكن في القلب ويقدسه. إنه يطوف على كل الأبواب لكي يرى أين يدخل! لتبتهج أبواب القلب في هذا العيد مع أبواب الكنائس، حتى يفرح الإله القدوس في الهيكل المقدس، وتتهلل أفواه الأطفال بالتسبيح، ويبتهج المسيح في عيده كجبار. مار إفرام السرياني الفضيلة عند القديس يوحنا كاسيان [هي التي خلالها نُقدم ملكوت القلب للمسيح]. إننا نسلمه القلب لكي يعمل فيه فيحولنا إلى شبهه ومثاله. يقول العلامة أوريجانوس: [إننا خُلقنا على صورة المسيح، لهذا فالفضائل في نظره هي أن نصير واحدًا معه، هو نفسه الفضائل التي نقتنيها]. [هو العدل والحكمة والحق في ذات الوقت. لذلك فمن يُمارس هذه الفضائل بحق يكون شريكًا حقيقيًا في الطبيعة الإلهية)]. يقول القديس غريغوريوس النزينزي: [يُدعى الله حبًا وسلامًا، بهذه الأسماء يحثنا أن نتشكل حسب هذه الفضائل التي هي سماته]. الفضيلة هي عمل الله في مؤمنيه قابلي دعوته والمتجاوبين مع محبته: * ألا نلاحظ أنه ليس شيء ما نفعله بدون المسيح. * لا نقدر أن نجري في طريق الله إلاَّ محمولين على أجنحة الروح. * ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي، كما أنه ليس أضعف من الذي يُحرم منه. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس سبتنا الحقيقي هو ربنا يسوع الذبيح القائم من الأموات، فيه يجد الآب راحته (سبته) من جهتنا إذ نتبرر فيه ونحسب أولادًا له؛ وفيه نجد راحتنا إذ نجد فيه موضعًا في حضن الآب. * نصير نحن أنفسنا اليوم السابع (سبتًا) عندما نمتلئ ببركات الله وتقديسه ونُفعم بها. القديس أغسطينوس ماذا يعني قبول الغرباء كأبناء بيت الرب والتمسك بالعهد الإلهي؟ أنه تمتع بالاتحاد مع السيد المسيح، للدخول إلى المقادس السماوية بلا عائق، كأبناء مقدسين فيه وكأعضاء جسده، لهم حق الاتحاد مع الآب بالروح القدس خلال دم العهد، دم السيد المسيح الكفاري. انفتاح باب الخلاص أمام الغرباء لكي يصيروا أبناء الله، لهم حق العبادة، كما الخدمة يُعطي رجاء للجميع وكما يقول القديس هيبوليتس: [يظهر "الكلمة" حنوه مع عدم محاباته للوجوه... يحب أن يُعلّم الجاهل، وأن يرد المخطئ إلى الطريق الحقيقي. بسهولة يجده الذين يعيشون في الإيمان، والذين لهم العين الطاهرة والقلب المقدس، الذين يرغبون أن يقرعوا الباب؛ فانه يفتح الباب سريعًا. انه لا يطرد أحدًا من خدامه كمن هو غير مستحق للأسرار الإلهية. لا يكرم الغني أكثر من الفقير، ولا يحتقر الفقير بسبب فقره. لا يزدري بالبربري ولا يرفض الخَصِىّ كمن هو ليس برجل [3-4]. لا يبغض الإناث بسبب عصيان المرأة في البداية (حواء)، ولا يرفض الذكور بسبب عصيان الرجل. إنه يطلب الجميع، ويرغب في خلاص الكل، مشتاقًا أن يجعل الكل أبناء الله، داعيًا كل القديسين كرجل واحد كامل]. ه. يهب الخصيان أبناء: "ولا يقل الخَصِيّ: ها أنا شجرة يابسة" [3]. لم يكن يُسمح للخصيان جسديًا أن يُضموا إلى الكهنوت (لا 21: 20) ولا أن يشتركوا مع الشعب في المحافل... (تث 23: 1). الآن إذ انفتحت أبواب مراحم الله لا يوجد في كنيسة الله خصي روحي، إذ ليس بينهم عقيم بل الكل مُتئم (نش 4: 2)... الكل يشهد لله ويأتي بأبناء له. كأن التقاءنا بالرب لا يقف عند حقنا في دخول بيته والتمتع بعهده إنما يهبنا قوة الشهادة له والإثمار. لقد وعد الله شعبه إن أطاع "مباركًا تكون فوق جميع الشعوب. لا يكن عقيم ولا عاقر فيك ولا في بهائمك" (تث 7: 14). و. يقيم المؤمنين أبطالًا وتبقى ذكراهم خالدة أبديًا حتى في السماء. "إني أعطيهم في بيتي وفي أسواري نُصبا واسمًا أفضل من البنين والبنات، وأعطيهم اسمًا أبديًا لا ينقطع" [5]. يا للعجب فقد جاء الرب إلينا متجسدًا لكي يموت في أرضنا ويقوم ليرفعنا إلى بيته السماوي خالدين لا يقدر الموت أن يُحطمنا، بل تصير أسماؤنا منقوشة في كتاب الله وعلى كفه أبديًا. سرّ خلود اسمنا في البيت الإلهي السماوي هو اتحادنا بالسيد المسيح، بكوننا الحجارة الحية القائمة على حجر الزاوية. "مبنيين كحجارة حية، بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح، لذلك يتضمن أيضًا في الكتاب هأنذا أضع في صهيون حجر زاوية مختارًا كريمًا، والذي يؤمن به لن يخزى" (1 بط 2: 5-6). ز. التمتع بعبادة مفرحة لنا وموضع سرور الآب: "وآتى بهم إلى جبل قدسي وأفرحهم في بيت صلاتي، وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لأن بيتي بيت الصلاة يُدعى لكل الشعوب" [7]. ماذا يعني هذا إلاَّ تمتعنا بالعبادة لا كواجب نلتزم به أو شكليات وإنما كارتفاع مفرح على جبل الرب المقدس وابتهاج ببيت الرب السماوي، كبيت صلاة نقدم حياتنا محرقة حب وذبيحة مقدسة ملتحمة بذبيحة المسيح القدوس، نتهلل نحن ويقبلها الآب بكونها حاملة رائحة المسيح الذكية، موضع سروره. يقول العلامة ترتليان: [تخرج هذه الذبيحة من كل قلب، وتتغذى على الإيمان، وتراعي الحق. تدخل في براءة ونقاوة، في عفة، وتتزين بالحب. يلزمنا أن نحرسها بعظمة الأعمال الصالحة، مقدمين مزامير وتسابيح على مذبح الله لننال كل الأشياء منه]. ح. انفتاح بيت الرب أمام كل الشعوب من بينهم منفيو إسرائيل. ربما قصد بالمنفيين هنا عودة الساقطين أيضًا من المسيحيين (إسرائيل الجديد)، فإن أبواب بيت الرب مفتوحة للكل حتى بالنسبة للمؤمنين الذين سقطوا أو انحرفوا، إذ رفضت بعض الهراطقة قبولهم. وقد كتب القديس كبريانوسرائعين في هذا الأمر تحت عنوان التوبة. هكذا يُقدم لنا هذا الأصحاح صورة حية عن كنيسة العهد الجديد، سماتها: إنها بيت صلاة أي موضع التقاء الله مع الناس حيث ننعم بشركة حيَّة مع الله القريب منا، الذي يُقيم مسكنه فينا [1]. هي مسكن الحق والعدل، مادمنا نتحد بمسيحنا البار والقادر أن يُبرر الفجّار، مقدمًا لهم نفسه حقًا وعدلًا وبرًا وحبًا [1]. سمة هذا البيت تقديس الإرادة الحرة: أبوابه مفتوحة للجميع بلا استثناء لكن دون قهر أو إلزام [2-3]، من يدخله يُنزع عنه التغرب عن الله ويصير من أهل بيت الله، أما من يرغب في البقاء خارجًا فليس من يلزمه بالدخول. داخل هذا البيت يصير الكل كأشجار مثمرة لا تعرف اليبوسة [3]، لأنه بيت الرب وفردوسه المثمر. من يسكنه يحيا مع مخلصه في أمجاده إلى الأبد فيُنقش اسمه في السماء ويُقام له نصب تذكاري لا يتحطم [5]. في الداخل فرح أبدي لا ينقطع وعبادة مقدسة علوية ملائكية (إش 57: 7). أخيرًا فانه بيت الرحمة، من خرج منه لا تُغلق الأبواب في وجهه بل تبقى أحضان الرب تنتظر عودته. |
||||
26 - 08 - 2024, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 171570 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أغسطينوس: [لغباوتي كنت أبحث عنك خارجًا... وكنت أنت في داخلي عميقًا أعمق من عمقي وعاليًا أعلى من علوي]. |
||||