26 - 08 - 2024, 10:53 AM | رقم المشاركة : ( 171501 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعطي الرب يسوع مكانة خاصة عن أهمية الكلام أثناء تعاليمه هنا على الأرض. «كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ... وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ... لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ». (متى ظ،ظ¢: ظ£ظ¤- ظ£ظ¨). ليساعدنا الرب أن نتحذر من كلماتنا التي قد تكون سبب بركة لنا أو دينونة علينا، فالكلمة المقولة في وقتها ومكانها لها قيمة وثِقل كبير «تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا» (الأمثال ظ¢ظ¥: ظ،ظ،). |
||||
26 - 08 - 2024, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 171502 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليساعدنا الرب أن نلهج في كلامه ونحول نظرنا إلى شخصه الكريم نهارًا وليلًا كل يوم، فالشبع الحقيقي للنفس هو من خلال كلمة الله الحية، الكتاب المقدس «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (إرميا ظ،ظ¥: ظ،ظ¦). |
||||
26 - 08 - 2024, 11:11 AM | رقم المشاركة : ( 171503 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحميا بوصولنا لهذه الموقعة نكون قد وصلنا لختام هذا الجزء المُبَارك من كلمة الله. وإن كنا نتلهف الوصول للحظات الانتصار، فدعونا لا ننسى أن هذه اللحظات ما هي إلا تتويج لسنوات من العمل الشاق! هكذا عمل نحميا جاهدًا - ولكنه عمل مع الله - في صدّ هجمات العدو من الخارج وإصلاح أمور شعبه من الداخل. وبينما قضى أقل من شهرين بقليل (ظ¥ظ¢ يومًا) في بناء سور المدينة بأكملها، فلقد قضى أكثر من أثني عشر عامًا ليعيد بناء حياة الشعب المنهدمة! لقد عمل نحميا أفضل ما عنده لخير الملك وقت أن كان يخدمه، وكأن لسان حاله: “أحبك أيها الملك... لكن قلبي ليس معك!”. فما أن سمع بأخبار المدينة وشعبها، صلى وصام وناح، وهكذا وضع إلهه في قلبه العمل، فقام على الفور مُلقيًا تبر شوشن وذهبها على تراب أورشليم وحصاها، فكان القدير تبره وفضة أتعاب له. وبينما بدأت رحى هذه الموقعة الأخيرة تدور، لم تبدأ وقائعها في ذلك الوقت، إنما قبل ذلك بكثير! إذ لم تكن هذه الموقعة سوى لدغة الحية الأخيرة، والتي فيها غرزت أنيابها عميقًا، تاركة العنان لسمّها الفتّاك بالتوغل والانتشار، لكن ليس قبل العبث معها لوقتٍ طويل! وهنا أتوقف لأسألك يا صديقي، هل تعلم كيفية عمل بعض الأنواع من سم الحيات؟ إنه أشبه ما يكون بصراع على احتلال أماكن المُستقبِلات الحيوية بالجهاز العصبي اللاإرادي المسؤول عن أكثر العمليات حيوية في الجسم. والتي عندما يشغلها السم، تتعطل الإشارات الكيميائية للناقلات العصبية المُرسلَة بين الخلايا وبعضها، مما ينتج عنه شلل بالعضلات المسؤولة عن بعض العمليات الهامة، كالتنفس مثلًا، ومن ثم يؤدي إلى الموت! كان هذا هو ملخص الصراع الدائر في هذه الموقعة الأخيرة، صراع على احتلال الأماكن الحيوية! وترى ماذا احتل العدو في هذه الموقعة؟ لقد احتل العدو مخدعًا عظيمًا وسط ديار بيت الرب! ولقد كانت تلك المخادع مكانا للتقدمات والبخور والآنية، وكذا الأعشار التي يُعال منها اللاويين الخادمين، والبوابين، والحارسين، والمغنين. وعندما احتلها العدو، لم يبقَ مكانًا لأنصبة اللاويين الخادمين كل أنواع الخدمة والحراسة، فتركوا عمل بيت الرب، وانشغلوا بأعمالهم الزمنية كيما يقيتوا بيوتهم! «وَعَلِمْتُ أَنَّ أَنْصِبَةَ اللاَّوِيِّينَ لَمْ تُعْطَ، بَلْ هَرَبَ اللاَّوِيُّونَ وَالْمُغَنُّونَ عَامِلُو الْعَمَلِ، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى حَقْلِهِ» (نحميا ظ،ظ£: ظ،ظ*). وبكل أسف، كان المتورط في هذه الكارثة ألياشيب الرأس، إذ كان قد ارتبط بروابط عائلية مع أشرس عدوين لشعب الله، سنبلط الحوروني وطوبيا العبد العموني! «وَقَبْلَ هذَا كَانَ أَلْيَاشِيبُ الْكَاهِنُ الْمُقَامُ عَلَى مِخْدَعِ بَيْتِ إِلهِنَا قَرَابَةُ طُوبِيَّا، قَدْ هَيَّأَ لَهُ مِخْدَعًا عَظِيمًا حَيْثُ كَانُوا سَابِقًا يَضَعُونَ التَّقْدِمَاتِ وَالْبَخُورَ وَالآنِيَةَ، وَعُشْرَ الْقَمْحِ وَالْخَمْرِ وَالزَّيْتِ، فَرِيضَةَ اللاَّوِيِّينَ وَالْمُغَنِّينَ وَالْبَوَّابِينَ، وَرَفِيعَةَ الْكَهَنَةِ... وَكَانَ وَاحِدٌ مِنْ بَنِي يُويَادَاعَ بْنِ أَلْيَاشِيبَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ صِهْرًا لِسَنْبَلَّطَ الْحُورُونِيِّ...» (نحميا ظ،ظ£: ظ¤، ظ¥،، ظ¢ظ¨) ترى كيف تصرَّف نحميا في هذه الموقعة؟ أتذكر عزيزي الموقعة الأولى، التي فيها سمع العدو، فساءه مساءة عظيمة! هنا في الموقعة الأخيرة نحميا هو الذي سمع - بما فعله ألياشيب الكاهن العظيم - فساءه مساءة عظيمة! وعندها - بلا تردد - ترك قصر الملك، وعاد عودته النهائية إلى أورشليم. «وَأَتَيْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفَهِمْتُ الشَّرَّ الَّذِي عَمِلَهُ أَلْيَاشِيبُ لأَجْلِ طُوبِيَّا، بِعَمَلِهِ لَهُ مِخْدَعًا فِي دِيَارِ بَيْتِ اللهِ. وَسَاءَنِي الأَمْرُ جِدًّا…» لم يُطَق نحميا أن يكون للعدو وطأة قدم في مخادع بيت الرب، فطهَّر مخادع بيت الله من كل ما يخص العدو، وعاد وَرَدَّ إليها كل ما يخص الله، كيما تصعد من هذه المخادع روائح سرور لله. ثم شدَّد عليها الحراسة مجددًا. «وَطَرَحْتُ جَمِيعَ آنِيَةِ بَيْتِ طُوبِيَّا خَارِجَ الْمِخْدَعِ. وَأَمَرْتُ فَطَهَّرُوا الْمَخَادِعَ، وَرَدَدْتُ إِلَيْهَا آنِيَةَ بَيْتِ اللهِ مَعَ التَّقْدِمَةِ وَالْبَخُورِ … وَكَانَ وَاحِدٌ مِنْ بَنِي يُويَادَاعَ بْنِ أَلْيَاشِيبَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ صِهْرًا لِسَنْبَلَّطَ الْحُورُونِيِّ، فَطَرَدْتُهُ مِنْ عِنْدِي … فَطَهَّرْتُهُمْ مِنْ كُلِّ غَرِيبٍ، وَأَقَمْتُ حِرَاسَاتِ الْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ، كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى عَمَلِهِ» (نحميا ظ،ظ£: ظ¤-ظ،ظ*، ظ¢ظ¨-ظ£ظ*). لقد أقام نحميا أُناسًا على هذه المخادع قبل سفره إلى بابل ليهتموا بهذا الأمر بالذات. «وَتَوَكَّلَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُنَاسٌ عَلَى الْمَخَادِعِ لِلْخَزَائِنِ وَالرَّفَائِعِ وَالأَوَائِلِ وَالأَعْشَارِ، لِيَجْمَعُوا فِيهَا مِنْ حُقُولِ الْمُدُنِ أَنْصِبَةَ الشَّرِيعَةِ لِلْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ…» (نحميا ظ،ظ¢: ظ¤ظ¤، ظ¤ظ¥). وربما كان هؤلاء الناس أكفَاء، لكنهم لم يكونوا أمناء، فجبنوا أمام ألياشيب وأقربائه! ولذا عاد واستبدلهم بخَزَنة كان مؤهلهم الوحيد هو أنهم أمناء. «وَأَقَمْتُ خَزَنَةً عَلَى الْخَزَائِنِ … لأَنَّهُمْ حُسِبُوا أُمَنَاءَ …» (نحميا ظ،ظ£: ظ،ظ£). ألم تكن هذه هي وصية بولس لتلميذه تيموثاوس، أن يُودع الأمور المقدسة لأُناس يكونون أولاً أمناء، ثم أكفَاء! «وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا.» (ظ¢تيموثاوس ظ¢: ظ¢) وفي الختام، انتهت حياة هذا الرجل تمامًا كما بدأت. فلقد بدأ واقفًا، صامدًا، مصليًا، وهكذا انتهى منتظرًا (كمعنى اسم أبيه، حَكَلْيَا: انتظار يهوه). فلقد كان - مع جموع الأتقياء - ينتظر تعزية يهوه (كمعنى اسمه، نَحَمْيَا). وربما صلى مرارًا مع كاتب المزمور: «كَلَّتْ عَيْنَايَ مِنَ النَّظَرِ إِلَى قَوْلِكَ، فَأَقُولُ: مَتَى تُعَزِّينِي؟» (مزمور ظ،ظ،ظ©: ظ¨ظ¢) وبينما كان يتمتم بكلماته الأخيرة «فَاذْكُرْنِي يَا إِلهِي بِالْخَيْرِ»، كان ستار الصمت الإلهي يُسدَل ببطء، ليفتح من جديد - بعد ظ¤ظ*ظ* سنة - على رجل آخر ينتظر ذات التعزية في ذات المكان! وها قد سمع الله (كمعنى اسم هذا الرجل، سمعان)، وأتت التعزية - التي طال انتظارها - بأروع وأبهى وأكمل ما تكون، متمثلة في المشهد الأخير لحياة هذا الرجل! «وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ اسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ … وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ... أَخَذَهُ عَلَى ذِرَاعَيْهِ وَبَارَكَ اللهَ وَقَالَ: الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ...» (لوقا ظ¢: ظ¢ظ¥، ظ¢ظ¨- ظ£ظ*). «الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مزمور ظ،ظ¢ظ¦: ظ¥، ظ¦). حربُ قصيرُ الزمنِ فَاغلب ولا تجزع، فالآن دمع الحَزَنِ لكن غدًا يُنزَع ولما تنتهي الحرب نُكلَّل، نعم نُكلَّل في الموطن السعيد. |
||||
26 - 08 - 2024, 11:14 AM | رقم المشاركة : ( 171504 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة الصلاة في معناها البسيط هي صِلة وتواصل بيننا وبين الله أبينا، فهو يريدنا أن نقترب منه ويسمع أصواتنا. ونحن كأبناء نريد أن نقترب منه ونتحدث إليه. ربما تفكِّر عزيزي القارئ: طالما الرغبة في الحديث مشتركة فلماذا نعاني في صلاتنا، وبشق الأنفس نقضي الوقت في الصلاة أحيانًا. وسنتطرق في هذا المقال لبعض الأسباب التي تجعل الصلاة عملًا صعبًا على النفس وممِلًا بعض الشيء. الاعتماد على الرغبة وليس الشعور بالالتزام تجاه الصلاة الروح القدس، في كلمة الله، يحرضنا ويحثنا على الصلاة، فقال الرب يسوع مثالنا الأعظم: «اِسْهَرُوا وَصَلُّوا» (مرقسظ،ظ¤: ظ£ظ¨)، ويقول أيضًا: «يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ» (لوقاظ،ظ¨: ظ،). لا يقول: متى جاءتكم الرغبة أن تصلوا فصلوا، أو إن أردتم أن تصلوا فصلوا، بل يقول: اسهروا؛ أي كونوا يقظين ومستعدين وصَلّوا، وحتى إن شعرتم بالملل فلا تتوقفوا عن الصلاة. الأمر ذاته يؤكده الرسول بولس فيكتب: «صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ» (ظ،تسالونيكيظ¥: ظ،ظ§)، «وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ» (كولوسيظ¤: ظ،). فهو يدعو المؤمنين أن يُصلّوا في كل وقت وكل مكان، وأن تكون الصلاة عادة لديهم لا يتوقفون عنها. فعندما أستيقظ في الصباح، أو قبل أن أخلد للنوم، أو إن كنت سأخدم أي نوع من الخدمة، أو كنت أواجه الصعوبات، أو أمام اتخاذ قرار؛ الصلاة في كل المواقف ليست Blan B، بل هي Blan A. وهي ليست طقسًا أفعله ليرضى الله عني، أو أُرضي ضميري؛ لكنني أشعر بضعفي وأريد أن أشارك أبي السماوي الأقوى، تفاصيل يومي وحياتي بكل تحدياتها. سأطلب رأيه ومشورته، سأصلي إذا كانت هناك رغبة، وسأصلي إن لم تكن هناك رغبة في الصلاة؛ فالروح القدس يلزمنا في الكلمة ألا نتوقف عن الصلاة. الشعور بأن لا أحد هناك يسمعنا واحدة من العقبات الكبيرة التي تواجهنا أثناء الصلاة أن ينتابنا شعورٌ أنَّ لا أحد يسمعنا، وهذا نتيجة تعاملنا مع الله بالعيان وليس بالإيمان. ولكن لا بد أن تكون مرجعيتنا في تعاملنا مع الرب هي كلمة الله وليس مشاعرنا أو عادات وتقاليد المجتمع – وإن كان يجب أن نحترم الكل. أما عن موقف الله تجاه صلاتنا؛ يقول كاتب المزامير: «يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ» (مزمورظ¦ظ¥: ظ¢). الله يسمع صلواتنا، لكن تختلف الاستجابة حسب مشيئته في حياة كل واحد من أولاده. ليت هذا اليقين يملأنا: أن الله يسمع. والله لا يكتفي بالسمع فقط فيقول الكتاب: «يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ» (عبرانيينظ،ظ،: ظ¦). لا يقول إن الذي يأتي إلى الله: يشعر أنه موجود، بل يقول: يؤمن أنه موجود، وهذا ما يجب أن نتسلح به عندما نصلي. ولتتشبع أرواحنا بهذا اليقين أنه حاضر وفاعل ويجازي الذين يطلبونه. الصلاة تحتاج لجهاد من ضمن التوقعات الخاطئة عن الصلاة، ربما نتوقع أن نهيم دائمًا في حالة من الفرح والشعور بالبهجة عندما نصلي لله وهذا، يحدث أحيانًا، لكن الرسول بولس يخبرنا بصورة مختلفة : «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَبَفْرَاسُ، الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ، عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ، مُجَاهِدٌ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ بِالصَّلَوَاتِ». وفي اللغة اليونانية كلمة «مُجاهد» من ضمن معانيها “يقاتل من أجل أن يفوز بجائزة”، وأكيد من يصارع يبذل كل الجهد لكي يفوز. نحتاج أن نتحلى بتلك الروح في صلاتنا: أن نثابر ونجاهد ونجمع شتات النفس والفكر الذي بسهولة يقع في فخ الزيغان، ونحصر أفكارنا أمام الرب في الصلاة، ولا ندعها تذهب هنا وهناك، لكي تسير في طريق الصلاة. وقد يحتاج هذا الأمر إلى تدريب، وهو تدريب شاق؛ لكن طوبى لمن يتدرب ليصل لتلك البهجة التي يختبرها عندما يضع نفسه بالكامل بين يدي الله في الصلاة. وقد فعل هذا بعينه المسيح في البستان في وقت من أصعب الأوقات عليه، جاهد في الصلاة وسكب نفسه أمام الأب: «وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.... وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً:“يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي، بَلْ إِرَادَتُكَ”. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. فَقَالَ لَهُمْ: “لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ”» (لوقاظ¢ظ¢: ظ£ظ©- ظ¤ظ¦). ففي وسط معمعة الضغط النفسي والجسدي، بين مرارة الخيانة وجحود النكران من الأحباء، صارع كل ذلك وذهب ليصلي وينال المعونة من الأب. زعل الله والضمير الناموسي من ضمن التشوهات التي لدينا في نظرتنا للصلاة هي أنه لم نُصلِّ فالله “هيزعل” مننا؛ فنذهب للصلاة لأجل إرضاء ضميرنا الناموسي، فنتمتم ببعض الكلمات التي لا روح فيها، ونخلد للنوم. لكن الله الآب لا يريد هذا الاقتراب الأجوف، بل يريد الاقتراب الواعي لشخصه والإدراك الشامل لحضوره ونعمته؛ فيصير القُرب في الصلاة حُبًّا وصداقة وليس خوفًا وخشية من رد فعل الله. التمحور حول الذات عندما علّم المسيح تلاميذه الصلاة أعطاهم النموذج الموجود في متى ظ¦، ووضع «الله» في طليعة الصلاة؛ لكننا في الأغلب نعكس هذا النموذج وتكون كل صلاتنا لأجل نفوسنا وطلباتنا وننسى أن نطلب ما يخص الله، فأجد نفسي محصورًا في نفسي صباحًا ومساءً وبالتالي لن يكون هناك جديد في صلاتي إلا التكرار الممل. أصلي لك لأجل نمو في حياة الصلاة الخاصة وتقدُّم أكثر وعيًا ونضوجًا لعرش النعمة لتدرك عظمة الإله الذي تتعامل معه فيحدث تغييرًا جذريًا في صلاتك. |
||||
26 - 08 - 2024, 11:16 AM | رقم المشاركة : ( 171505 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاعتماد على الرغبة وليس الشعور بالالتزام تجاه الصلاة الروح القدس، في كلمة الله، يحرضنا ويحثنا على الصلاة، فقال الرب يسوع مثالنا الأعظم: «اِسْهَرُوا وَصَلُّوا» (مرقسظ،ظ¤: ظ£ظ¨)، ويقول أيضًا: «يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ» (لوقاظ،ظ¨: ظ،). لا يقول: متى جاءتكم الرغبة أن تصلوا فصلوا، أو إن أردتم أن تصلوا فصلوا، بل يقول: اسهروا؛ أي كونوا يقظين ومستعدين وصَلّوا، وحتى إن شعرتم بالملل فلا تتوقفوا عن الصلاة. الأمر ذاته يؤكده الرسول بولس فيكتب: «صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ» (ظ،تسالونيكيظ¥: ظ،ظ§)، «وَاظِبُوا عَلَى الصَّلاَةِ سَاهِرِينَ فِيهَا بِالشُّكْرِ» (كولوسيظ¤: ظ،). فهو يدعو المؤمنين أن يُصلّوا في كل وقت وكل مكان، وأن تكون الصلاة عادة لديهم لا يتوقفون عنها. فعندما أستيقظ في الصباح، أو قبل أن أخلد للنوم، أو إن كنت سأخدم أي نوع من الخدمة، أو كنت أواجه الصعوبات، أو أمام اتخاذ قرار؛ الصلاة في كل المواقف ليست Blan B، بل هي Blan A. وهي ليست طقسًا أفعله ليرضى الله عني، أو أُرضي ضميري؛ لكنني أشعر بضعفي وأريد أن أشارك أبي السماوي الأقوى، تفاصيل يومي وحياتي بكل تحدياتها. سأطلب رأيه ومشورته، سأصلي إذا كانت هناك رغبة، وسأصلي إن لم تكن هناك رغبة في الصلاة؛ فالروح القدس يلزمنا في الكلمة ألا نتوقف عن الصلاة. |
||||
26 - 08 - 2024, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 171506 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشعور بأن لا أحد هناك يسمعنا واحدة من العقبات الكبيرة التي تواجهنا أثناء الصلاة أن ينتابنا شعورٌ أنَّ لا أحد يسمعنا، وهذا نتيجة تعاملنا مع الله بالعيان وليس بالإيمان. ولكن لا بد أن تكون مرجعيتنا في تعاملنا مع الرب هي كلمة الله وليس مشاعرنا أو عادات وتقاليد المجتمع – وإن كان يجب أن نحترم الكل. أما عن موقف الله تجاه صلاتنا؛ يقول كاتب المزامير: «يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ» (مزمورظ¦ظ¥: ظ¢). الله يسمع صلواتنا، لكن تختلف الاستجابة حسب مشيئته في حياة كل واحد من أولاده. ليت هذا اليقين يملأنا: أن الله يسمع. والله لا يكتفي بالسمع فقط فيقول الكتاب: «يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ» (عبرانيينظ،ظ،: ظ¦). لا يقول إن الذي يأتي إلى الله: يشعر أنه موجود، بل يقول: يؤمن أنه موجود، وهذا ما يجب أن نتسلح به عندما نصلي. ولتتشبع أرواحنا بهذا اليقين أنه حاضر وفاعل ويجازي الذين يطلبونه. |
||||
26 - 08 - 2024, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 171507 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة تحتاج لجهاد من ضمن التوقعات الخاطئة عن الصلاة، ربما نتوقع أن نهيم دائمًا في حالة من الفرح والشعور بالبهجة عندما نصلي لله وهذا، يحدث أحيانًا، لكن الرسول بولس يخبرنا بصورة مختلفة : «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَبَفْرَاسُ، الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ، عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ، مُجَاهِدٌ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ بِالصَّلَوَاتِ». وفي اللغة اليونانية كلمة «مُجاهد» من ضمن معانيها “يقاتل من أجل أن يفوز بجائزة”، وأكيد من يصارع يبذل كل الجهد لكي يفوز. نحتاج أن نتحلى بتلك الروح في صلاتنا: أن نثابر ونجاهد ونجمع شتات النفس والفكر الذي بسهولة يقع في فخ الزيغان، ونحصر أفكارنا أمام الرب في الصلاة، ولا ندعها تذهب هنا وهناك، لكي تسير في طريق الصلاة. وقد يحتاج هذا الأمر إلى تدريب، وهو تدريب شاق؛ لكن طوبى لمن يتدرب ليصل لتلك البهجة التي يختبرها عندما يضع نفسه بالكامل بين يدي الله في الصلاة. وقد فعل هذا بعينه المسيح في البستان في وقت من أصعب الأوقات عليه، جاهد في الصلاة وسكب نفسه أمام الأب: «وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.... وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى قَائِلاً:“يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي، بَلْ إِرَادَتُكَ”. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. ثُمَّ قَامَ مِنَ الصَّلاَةِ وَجَاءَ إِلَى تَلاَمِيذِهِ، فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا مِنَ الْحُزْنِ. فَقَالَ لَهُمْ: “لِمَاذَا أَنْتُمْ نِيَامٌ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ”» (لوقاظ¢ظ¢: ظ£ظ©- ظ¤ظ¦). ففي وسط معمعة الضغط النفسي والجسدي، بين مرارة الخيانة وجحود النكران من الأحباء، صارع كل ذلك وذهب ليصلي وينال المعونة من الأب. |
||||
26 - 08 - 2024, 11:19 AM | رقم المشاركة : ( 171508 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
زعل الله والضمير الناموسي من ضمن التشوهات التي لدينا في نظرتنا للصلاة هي أنه لم نُصلِّ فالله “هيزعل” مننا؛ فنذهب للصلاة لأجل إرضاء ضميرنا الناموسي، فنتمتم ببعض الكلمات التي لا روح فيها، ونخلد للنوم. لكن الله الآب لا يريد هذا الاقتراب الأجوف، بل يريد الاقتراب الواعي لشخصه والإدراك الشامل لحضوره ونعمته؛ فيصير القُرب في الصلاة حُبًّا وصداقة وليس خوفًا وخشية من رد فعل الله. |
||||
26 - 08 - 2024, 11:20 AM | رقم المشاركة : ( 171509 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التمحور حول الذات عندما علّم المسيح تلاميذه الصلاة أعطاهم النموذج الموجود في متى ظ¦، ووضع «الله» في طليعة الصلاة؛ لكننا في الأغلب نعكس هذا النموذج وتكون كل صلاتنا لأجل نفوسنا وطلباتنا وننسى أن نطلب ما يخص الله، فأجد نفسي محصورًا في نفسي صباحًا ومساءً وبالتالي لن يكون هناك جديد في صلاتي إلا التكرار الممل. أصلي لك لأجل نمو في حياة الصلاة الخاصة وتقدُّم أكثر وعيًا ونضوجًا لعرش النعمة لتدرك عظمة الإله الذي تتعامل معه فيحدث تغييرًا جذريًا في صلاتك. |
||||
26 - 08 - 2024, 11:30 AM | رقم المشاركة : ( 171510 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يارب هب لي أن أقدِّم لك كل حياتي محرقة حب لا تنقطع آمين |
||||