منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 26 - 08 - 2024, 08:57 AM   رقم المشاركة : ( 171491 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





تبرع أم تضحية؟


كان الرب يسوع جالسًا في الهيكل، يُراقب الناس وهم يُلقون بأموالهم في الخزانة، وهو الوحيد الذي يحق له ذلك، لأنه «فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَانِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ» (أمثالظ،ظ¥: ظ£)، فرأى الأغنياء يرمون بمبالغ كبيرة، رنينها يطنّ في آذان السامعين. ثم جاءت أرملة فقيرة، وألقت بفلسين فقط لم يسمع طنينها أحد سوى الرب يسوع وحده. فنادى تلاميذه وقال لهم: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا» (مرقسظ،ظ¢: ظ¤ظ£-ظ¤ظ¤).

وكان أحد المُرسَلين يتكلَّم عن تلك الحادثة في إحدى عظاته، وميَّز بين التبرّع والتضحية، فأشار إلى أن أولئك الأغنياء أعطوا تبرعات، ولكن تلك الأرملة ضَحِّت إذ أعطت من إعوازها. وعلَّق قائلاً:“ لا أدري إن كنت قد قمت - أنا وزوجتي – بتضحية في العطاء يومًا ما! لقد خطر ذلك في بالنا إذ قدَّمنا يومًا شيئًا من المال كنا قد ذخرناه لتنفيذ مشروع ما، ولكن لم يؤثر عطاؤنا مُطلقًا على حياتنا أو على عيشتنا. وأستطيع أن أقول بأننا لا نعرف معنى التضحية بعطائنا إذ كنا نُقدِّم تبرعات فقط!”

وإنني أُقدّر ما قاله ذلك المُرسَل في تمييزه وصدقه، وأتساءل كيف عليَّ أن أعمل لأساند الكنيسة في خدمتها وجهودها ومساعيها التبشيرية في العالم؟

دعونا نعود إلى تلك الأرملة التي أتت إلى صناديق العطاء، وحيدة. والأرملة تعطينا دائمًا الفكر بالحرمان من كل سَنَد أرضي وعائل طبيعي. ويصفها الكتاب بأنها فقيرة. على أن الفقر والحزن لم يفسدا قلب هذه المرأة، ولم تجف منها ينابيع الشكر لله، فهي لم تتخلَّ عن لذة العطاء لله، فذهبت إلى بيت الله بتقدمتها، وألقت في الصندوق الكبير فلسيها الصغيرين، ثم خرجت خالية الوفاض من كل الوسائل المنظورة للمعيشة والإعالة في المستقبل. لقد ألقت كل معيشتها، وفي الحقيقة أنها ألقت بنفسها على مراحم يهوه الذي أعطت له ما عندها، والذي هو: «قَاضِي الأَرَامِلِ» (مزمورظ¦ظ¨: ظ¥؛ ظ،ظ¤ظ¦: ظ©). ولقد برهنت هذه الأرملة بتقدمتها، ليس فقط على حبها العظيم للرب، ولكن أيضًا على ثقتها الكاملة في إلهها الذي في مقدوره أن يسدد أعوازها.

ولكن لماذا اهتم الروح القدس أن يقول: «أَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ»؟ (مرقسظ،ظ¢: ظ¤ظ¢)، ولماذا لم يكتفِ بأن يقول “أَلْقَتْ رُبْعًا”؟

لقد قصد الروح القدس أن يُبيِّن تكريس قلبها الكامل، فلو أنه كان عندها قطعة واحدة قيمتها رُبْع، لكان عليها إما أن تضع الكل، أو لا تضع شيئًا. لكن إذا كان لها قطعتان فأمامها فرصة الاحتفاظ بواحدة لمعيشتها. وبالحقيقة معظمنا يعتبره تكريسًا غير عادي أن يعطي الواحد لعمل الرب نصف ما يمتلك. لكن هذه الأرملة الفقيرة كان لها قلب كامل لله. إن تقدمتها المُجزّأة برهنت على قلبها غير المُجزّأ؛ هذا هو لُب الموضوع. إنها لم تحتفظ لنفسها بأي احتياطي بالمرة. لم تنظر إلى نفسها وما يلزمها قط، وأَلْقَتْ كُلَّ مَعِيشَتِهَا لأجل ما يراه قلبها خاصًا بإلهها. ليت الرب يمنحنا شيئًا من هذه الروح.

وماذا يعلِّمنا درس الفلسين؟!

أولاً: يُذكّرنا أن عين الرب تُراقبنا عند العطاء: «وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ»: كانت عينا الرب على هذه الأرملة، وقد لاحظ ما فعلته. إنه يقدِّر كل ما يصدر من القلب، مهما كان صغيرًا جدًا، وهو يستعرض دوافعنا ومدى إمكانياتنا، وهو يقدِّر عطايانا عندما نُعطيها، ويُحدِّد قيمتها النسبية بدون خطأ.

ثانيًا: الرب لا ينظر إلى ما نُعطي، بل ينظر كيف نعطي: إنه يُلاحظ الكيفية، وليس الكمية. فذاك الذي جلس تجاه الخزانة «نَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ» (مرقسظ،ظ¢: ظ¤ظ،). وهنا تنفتح أعيننا على حقيقة ثانية خطيرة أن عين الرب تلاحظ كيف نُعطي. إن عيناه الفاحصتان ليست على كيس نقودنا، لكن على قلب كل مِنا. إنه يَزِن ليس المبلغ، لكن الدافع والمحرِّك والطاقة للعطاء «لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ» (ظ¢كورنثوسظ©: ظ§)، ولأنه «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمالظ¢ظ*: ظ£ظ¥).

وفي رومية ظ،ظ¢: ظ¨ يتكلَّم الرسول عن الكيفية التي يجب يؤدي بها العطاء، فيقول: «الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ». “السخاء” هنا معناه بساطة وسماحة القلب ونقاوة الدوافع ومخافة الله. إن كلمة الله فاحصة حقًا، فهي تحفظ من حب الظهور والمديح، ومن الدوافع الخاطئة والأغراض غير اللائقة، ومن الجهة الأخرى تحذرنا من أعذار التخلُّص الواهية مثل “ليست عندي فرصة مناسبة، فالتزاماتي كثيرة ولا أستطيع أن أعطي”.

ثالثًا: الله يحكم على قيمة العطاء لا بمقدار ما قُدِّم، بل بمقدار ما تبقَّى: كان هناك أغنياء كثيرون يلقون كثيرًا. لم يذكر الكتاب كم ألقوا. وكانت هناك أرملة فقيرة وألقت فلسين. ولكن كفة الأغنياء ارتفعت إلى فوق لأن الرب نظر إلى ما احتجزوه لأنفسهم بعد الذي ألقوه في الخزانة. ولم يكن ذلك في صالحهم، أما كفة هذه الأرملة فقد ثقلت لأنها ألقت الفلسين ولم تحتجز شيئًا. والله لا يرفض تقدمات الفقراء القليلة، ولكنه لا يُسرّ بتقدمات الأغنياء الشحيحة (ملاخيظ،: ظ،ظ£).

إن الاختبار العملي لنوع عطايانا هو أن يسأل الواحد نفسه: هل عطاياي لله تكلفني حقيقةً؟ أم أنني أعطي فقط القليل مما يتبقى بعد أن قمت بشراء كل ما أحتاجه؟ هل أنا أشعر بهذه العطية؟ أي، هل هذه العطية حقًا تؤثر في ميزانيتي؟ فإن لم يكن الجواب بالإيجاب، فينبغي أن أزيد عطائي.

رابعًا: أننا أحيانًا نطبِّق مدح الرب لعمل هذه الأرملة تطبيقًا خاطئًا: فبعض الأفراد يقولون إنهم يُعطون عطاءً بسيطًا، مجرد فلس، أقل مما كان ينبغي أن يُعطى، ويقولون إن الرب الذي مدح فلس الأرملة، لا بد أن يمدح عطيتهم القليلة. ولكنهم قبل أن يطالبوا بمديح الرب لهم، يجب أن يتذكروا أن المرأة لم تُعطِ واحدًا فقط من فلسيها، ولكن كليهما معًا، فهي لم تُعطِ“ نصف أموالها” مثل زكَّا، بل أعطت «كُلَّ مَعِيشَتِهَا»، فهي لم تقف عند حد العشور أو النصف، أو ما هو أكثر من النصف، إذ أعطت كل شيء دون تحفظ، أو اضطرار، أو شكوى، أو ضيق.

وأخيرًا: أسأل نفسي: هل أقوم بتبرعات ما، أم أنني أقوم حقًا بتضحيات كتلك الأرملة التي مدحها الرب؟ لهذا يجب علينا أن نفحص قلوبنا وأفكارنا ونوايانا، فهل نحن مستعدون لذلك؟ ولنتفكَّر في كم يساوي التكريس القلبي في موازين الأقداس، وكم هو مُسرّ لقلب الله، ولنتذكَّر أن إخلاصنا وتكريسنا إنما يُمتحنان ساعة العطاء ليس بمبلغ ما نعطي، بل بمبلغ ما نحجز لأجل أغراضنا الخاصة، وهذا تشجيع عظيم لمَن عنده القليل، ولكن عنده رغبة عظيمة في العطاء لله.

 
قديم 26 - 08 - 2024, 08:58 AM   رقم المشاركة : ( 171492 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ماذا يعلِّمنا درس الفلسين؟!

أولاً: يُذكّرنا أن عين الرب تُراقبنا عند العطاء: «وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ»: كانت عينا الرب على هذه الأرملة، وقد لاحظ ما فعلته. إنه يقدِّر كل ما يصدر من القلب، مهما كان صغيرًا جدًا، وهو يستعرض دوافعنا ومدى إمكانياتنا، وهو يقدِّر عطايانا عندما نُعطيها، ويُحدِّد قيمتها النسبية بدون خطأ.

ثانيًا: الرب لا ينظر إلى ما نُعطي، بل ينظر كيف نعطي: إنه يُلاحظ الكيفية، وليس الكمية. فذاك الذي جلس تجاه الخزانة «نَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ» (مرقسظ،ظ¢: ظ¤ظ،). وهنا تنفتح أعيننا على حقيقة ثانية خطيرة أن عين الرب تلاحظ كيف نُعطي. إن عيناه الفاحصتان ليست على كيس نقودنا، لكن على قلب كل مِنا. إنه يَزِن ليس المبلغ، لكن الدافع والمحرِّك والطاقة للعطاء «لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ» (ظ¢كورنثوسظ©: ظ§)، ولأنه «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمالظ¢ظ*: ظ£ظ¥).

وفي رومية ظ،ظ¢: ظ¨ يتكلَّم الرسول عن الكيفية التي يجب يؤدي بها العطاء، فيقول: «الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ». “السخاء” هنا معناه بساطة وسماحة القلب ونقاوة الدوافع ومخافة الله. إن كلمة الله فاحصة حقًا، فهي تحفظ من حب الظهور والمديح، ومن الدوافع الخاطئة والأغراض غير اللائقة، ومن الجهة الأخرى تحذرنا من أعذار التخلُّص الواهية مثل “ليست عندي فرصة مناسبة، فالتزاماتي كثيرة ولا أستطيع أن أعطي”.

ثالثًا: الله يحكم على قيمة العطاء لا بمقدار ما قُدِّم، بل بمقدار ما تبقَّى: كان هناك أغنياء كثيرون يلقون كثيرًا. لم يذكر الكتاب كم ألقوا. وكانت هناك أرملة فقيرة وألقت فلسين. ولكن كفة الأغنياء ارتفعت إلى فوق لأن الرب نظر إلى ما احتجزوه لأنفسهم بعد الذي ألقوه في الخزانة. ولم يكن ذلك في صالحهم، أما كفة هذه الأرملة فقد ثقلت لأنها ألقت الفلسين ولم تحتجز شيئًا. والله لا يرفض تقدمات الفقراء القليلة، ولكنه لا يُسرّ بتقدمات الأغنياء الشحيحة (ملاخيظ،: ظ،ظ£).

إن الاختبار العملي لنوع عطايانا هو أن يسأل الواحد نفسه: هل عطاياي لله تكلفني حقيقةً؟ أم أنني أعطي فقط القليل مما يتبقى بعد أن قمت بشراء كل ما أحتاجه؟ هل أنا أشعر بهذه العطية؟ أي، هل هذه العطية حقًا تؤثر في ميزانيتي؟ فإن لم يكن الجواب بالإيجاب، فينبغي أن أزيد عطائي.

رابعًا: أننا أحيانًا نطبِّق مدح الرب لعمل هذه الأرملة تطبيقًا خاطئًا: فبعض الأفراد يقولون إنهم يُعطون عطاءً بسيطًا، مجرد فلس، أقل مما كان ينبغي أن يُعطى، ويقولون إن الرب الذي مدح فلس الأرملة، لا بد أن يمدح عطيتهم القليلة. ولكنهم قبل أن يطالبوا بمديح الرب لهم، يجب أن يتذكروا أن المرأة لم تُعطِ واحدًا فقط من فلسيها، ولكن كليهما معًا، فهي لم تُعطِ“ نصف أموالها” مثل زكَّا، بل أعطت «كُلَّ مَعِيشَتِهَا»، فهي لم تقف عند حد العشور أو النصف، أو ما هو أكثر من النصف، إذ أعطت كل شيء دون تحفظ، أو اضطرار، أو شكوى، أو ضيق.

وأخيرًا: أسأل نفسي: هل أقوم بتبرعات ما، أم أنني أقوم حقًا بتضحيات كتلك الأرملة التي مدحها الرب؟ لهذا يجب علينا أن نفحص قلوبنا وأفكارنا ونوايانا، فهل نحن مستعدون لذلك؟ ولنتفكَّر في كم يساوي التكريس القلبي في موازين الأقداس، وكم هو مُسرّ لقلب الله، ولنتذكَّر أن إخلاصنا وتكريسنا إنما يُمتحنان ساعة العطاء ليس بمبلغ ما نعطي، بل بمبلغ ما نحجز لأجل أغراضنا الخاصة، وهذا تشجيع عظيم لمَن عنده القليل، ولكن عنده رغبة عظيمة في العطاء لله.
 
قديم 26 - 08 - 2024, 09:10 AM   رقم المشاركة : ( 171493 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





بطرس وإقامة طابيثا


سمع المؤمنون الذين في يافا أن بطرس في لُدَّة، وكانت المسافة قريبة، وعندما ماتت طابيثا أرسلوا إليه رجلين، يطلبان ألا يتوانى عن أن يجتاز إليهم، فقام بطرس وجاء معهما، وأقام طابيثا، فآمن كثيرون بالرب.

«وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ». ونجد في طابيثا عدة أمور مباركة:

من مدينة يافا، وهي مدينة ساحلية تطل على البحر المتوسط، وبها ميناء حيوي، ومعناها “جمال”، وجمال المرأة ليس فقط في شكلها، لكن في الجمال الداخلي (أمثالظ£ظ،: ظ£ظ*). وليافا أهمية تاريخية فعندما طلب الملك سليمان من حورام ملك صور خشبًا لبناء الهيكل في أورشليم، أرسل له الخَشَبَ مِنْ لُبْنَانَ، عَلَى الْبَحْرِ إِلَى يَافَا، ثم أصْعِدُهُ سليمان إِلَى أُورُشَلِيمَ (ظ¢أخبارظ¢: ظ،ظ¦)، ونفس الأمر تكرَّر أيام عزرا الكاتب (عزراظ£: ظ§)، ويونان النبي ذهب إلى يافا وأخذ سفينة متجة إلى ترشيش (يونانظ،: ظ£)، وفي يافا تلقى بطرس الرسول الدعوة لكي يذهب إلى الأمم (أعمالظ،ظ*).

تلميذة: أي مؤمنة بالرب يسوع المسيح. وهي الأخت الوحيدة في كل الكتاب التي ذُكر عنها أنها تلميذة. ويجب على التلميذ أن يُحب الرب من كل قلبه (لوقاظ،ظ¤: ظ¢ظ¦)، وينكر نفسه ويحمل الصليب ويتبع الرب (متىظ،ظ¦: ظ¢ظ¤)، ويترك جميع أمواله (لوقاظ،ظ¤: ظ£ظ£)، ويثبت في الكلمة (يوحناظ¨: ظ£ظ،)، ويحب بقية المؤمنين (يوحناظ،ظ£: ظ£ظ¥)، ويأتي بثمر كثير (يوحناظ،ظ¥: ظ¨).

اسْمُهَا طَابِيثَا ومعناها “غزالة”. والغزال من الحيوانات الطاهرة لأنه يجتر ويشق الظلف (لاويينظ،ظ،)، صورة للمؤمن الذي صار طاهرًا بدم المسيح (ظ،يوحناظ،: ظ§)؛ وأيضًا جميل الشكل (نشيدظ¢: ظ©، ظ،ظ§)، والمؤمن صار جميلاً في المسيح (نشيدظ¤: ظ§؛ أفسسظ،: ظ¤). وكانت طابيثا جميلة القلب والروح، جمالاً داخليًا (ظ،بطرسظ£: ظ¤).

كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً: وهذا دليل الإيمان الحقيقي بالمسيح، لأن: «الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ» (يعقوبظ¢: ظ¢ظ*). صحيح أن الخلاص بالإيمان فقط بدون أعمال، لكن الأعمال الصالحة هي ثمر الإيمان (أفسسظ¢: ظ¨-ظ،ظ*).

مُمْتَلِئَةً إِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا: كانت ممتلئة بعواطف المسيح، لذلك اتصفت بحب العطاء للمحتاجين، فكانت تَعْمَلُ أَقْمِصَةً (الملابس الداخلية) وَثِيَابًا (الملابس الخارجية والمزركشة)، وهذا يتطلب جهدًا ووقتا طويلاً، وصبرًا. كانت متأثرة بكلمة الله والتي تُعلن اهتمامه بالفقراء: «افْتَحْ يَدَكَ لأَخِيكَ الْمِسْكِينِ وَالْفَقِيرِ فِي أَرْضِكَ» (تثنيةظ،ظ¥: ظ،ظ،).

وَهِيَ مَعَهُنَّ: هذه العبارة تُرينا أنها كانت في شركة وعلاقة محبة مع جميع الأرامل في يافا، وهذا يُعلن عن اتضاعها. أتوقع أنها وهي تخيط الأقمصة والثياب، كانت تتكلم معهن عن الرب يسوع ومحبته، وأيضًا عن رعايته واهتمامه.

مَرِضَتْ وَمَاتَتْ: ثم بعد ذلك غَسَّلُوهَا، كان من عادة اليهود والشعوب الشرقية عادة تغسيل الميت، وذلك لنظافته من الأتربة والعرق، ثم يُدهن بالطيب.

كان المعتاد بعد موت الشخص أن يذهبوا به مباشرة إلى المقابر ليدفنوه، ولكن التلاميذ وضعوها في العلّية، انتظارًا لمجيء الرسول بطرس. «كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا، وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا، أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ». بالتأكيد سمِعَت الكنيسة في يافا عن الآيات التي صنعها الرب بواسطة بطرس في أورشليم، وكذلك شفاء إينياس في لُدة، الذي كان مفلوجًا لمدة ثماني سنين (أعمالظ©: ظ£ظ£-ظ£ظ¥).

كان للمؤمنين في يافا إيمان بأن الله سوف يستخدم بطرس في إقامة طابيثا، ليس أن يحضر إليهم ليقدِّم كلمة الله في الجنازة ويشجعهم فقط، بل يستخدمه الرب في عمل عظيم لمجد اسمه المبارك. «فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا». هنا نجد أمانة بطرس في الخدمة، فلم يتكاسل، بل تحرك مباشرة مع الرجلين متوجهًا من لُدة إلى يافا، وبالتأكيد كان يصلي طول الطريق ليرشده الرب ماذا يفعل في هذا الموقف الصعب والحرج. وفي هذا رسالة لكل من يخدم الرب ألا يتوانى عن مساعدة القديسين، ولا سيما في الظروف الصعبة والمؤلمة.

«فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ». يَبْكِينَ حزنًا على رحيلها، وَيُرِينَ لبطرس أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. تأثر بطرس مما شاهد من التأثير الذي تركته امرأة مكرسة للرب. «فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجًا» لأنه كان يريد هدوءًا وانفرادًا ليستطيع أن يصلي إلى الرب بتركيز، ودون إزعاج أو تشويش. بعد أن جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى بلجاجة للرب، الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: «يَا طَابِيثَا، قُومِي!» وهنا نجد إيمان بطرس وثقته في الرب الذي سمع صلاته.

«فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا» لقد فتحت يديها، قبل ذلك، بالعطاء للأرامل والفقراء، والآن فتحت عينيها بعد أن أُغلقت بالموت، ولكنها قامت بقوة الرب ورجعت روحها إلى جسدها، وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَت.

«فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا» كما لو كان يرحب بعودتها إلى الحياة ثانية، وأيضًا ليساعدها في النهوض.

قيامتها كانت سببًا لتعزية القديسين: «ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً» ليعلن لهم عن قوة الرب الذي أقامها، وكانت قيامتها سببًا لتعظيم الرب، ومكافأة لإيمانهم، وتحوُّل حزنهم إلى فرح، ووجعهم إلى تعزية، وخسارتهم إلى مكسب، وبكائهم إلى ترنيم.

قيامتها كانت سبب لإيمان الكثيرين بالرب: «فَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا فِي يَافَا كُلِّهَا». انتشر خبر موت وقيامة طابيثا في يافا كلها، فآمن كثيرون بالرب، وقاموا من قبور خطاياهم، لأنهم رأوا في قيامتها سلطان المسيح المُقام من الأموات. طابيثا في حياتها أحبت الرب وشعبه، فخدمت الأرامل بكل طاقتها ومالها، وعندما ماتت بكت عليها كل الأرامل في يافا، وشهدوا عما عملته لأجلهم، وعند قيامتها آمن الكثيرون بالرب.

شكرًا للرب كثيرًا لأننا نجد في كل عصر وجيل أن طابيثا متكررة، فيضع الرب على قلب بعض الأخوات المكرسات الاهتمام بالأرامل (يعقوبظ،: ظ¢ظ§)، وتعتبر خدمة طابيثا واحدة من طرق نشر الإنجيل في كل مكان، وذلك عن طريق مساعدة المحتاجين.

نرى في معجزة إقامة طابيثا، أن الرسول بطرس كان نشيطًا في خدمة الرب، ويتعب من أجله، متاحًا للتحرك لأي مكان، متضعًا، ومستمعًا جيدًا للأرامل، ومشاهدًا لما عملته طابيثا، ورجل صلاة وإيمان، وهو أول رسول يُقيم ميت بعد تأسيس الكنيسة، ولم يكن يبحث عن مجد نفسه، بل مجد المسيح، فيا ليتنا نتعلم من هذا الخادم الأمين.
 
قديم 26 - 08 - 2024, 09:35 AM   رقم المشاركة : ( 171494 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






اختزال الرومانسية


الرومانسية من الكلمات المحبَّبة للبشر، وكثيرًا ما كُتبت فيها أشعار وروايات، وتحولت إلى أفلام ومسلسلات، وبقيت حلمًا كبيرًا للشباب، وخصوصًا الفتيات.

ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن أصل كلمة رومانسية من الكلمة اللاتينية رومانيكاس Romanicus ولم يكن مقصودًا بها مشاعر الحب، لكنها كانت تصف الملاحم الشعبية وبطولات القرون الوسطى، وارتبطت بمشاعر الإنسان الثورية كرد فعل على الثورة الصناعية التي كانت تستعبد البشر وتعتبرهم مجرد آلات.

ومن هنا بدأت الرومانسية (أو الرومانتيكية) تنتشر في كل فروع الحياة، فتُعلي من أهمية الحسّ والعاطفة والخيال على حساب العقل والمنطق، وقد اختزلها البعض في طرق محددة للتعبير عنها (ورود أو دباديب)، ولغات محددة (الهدايا والمشاركة والكلام وتقضية الوقت والتلامس)، وفي يوم محدد (valentine day)، حتى أصبحت الرومانسية تجر تجارة هائلة لكُبرى الشركات، والتي تستغل احتياج البشر المشروع للحب في ترويج منتجاتها، ففي عام ظ¢ظ*ظ¢ظ¢ أنفق الأمريكان ظ¢ظ£.ظ© مليار دولار على هدايا عيد الحب.

ولكن نتساءل وهل في الحب مشكلة؟ وما دخل إبليس في هذا الأمر الجميل؟

مصدر الحب

أول ما يفعله إبليس في هذا الأمر هو قلب الحقائق، فهو يروِّج أن الله ضد الحب والرومانسية، وأنه – أي إبليس- هو الراعي الرسمي لكل المُحبين، ولذا فإذا أردت أن تستمتع بقصة حُب ابعد عن الله.

وهذا هو الكذب بعينه، لأن الحُب قبل أن يكون احتياجًا إنسانيُا مُلحًا، فهو أصلاً طبيعة الله «وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» (ظ،يوحناظ¤: ظ¨)، وقد وضع الله الخالق نماذج طبيعية من محبته، بدءًا من الأب الذي يسدد احتياجات أسرته ويوفر لهم الأمان، والأم التي تتحنن على صغارها وتعزيهم، والصديق الذي يشارك ويدعم ويسند، وصولاً إلى حتى الحيوانات التي تترفق بُحب على صغارها.

وبما أن إبليس هو عدو الله (متىظ،ظ£: ظ£ظ©)، فهو لا يعرف الحب؛ لأنه على النقيض من الله مصدر الحب، بل هو «قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ» (يوحناظ¨: ظ¤ظ¤)، ولم يُمارس لغات الحب الخمسة، لكنه يُمارس لغات البُغضة الثلاث فهو «يَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ» (يوحناظ،ظ*: ظ،ظ*)، ولهذا لا عجب أن يرتكب بعض البشر أبشع الجرائم (اغتصاب وقتل وسرقة وابتزاز وغيرها)، تحت ستار الحُب “الإبليسي” طبعًا.

ولا يكتفي إبليس بتشويه مصدر الحب، لكنه يشوهِّ مفهومه في أذهان الكثيرين -وخصوصًا الشباب - فجعله مجرد حالة هيام دون أي التزام، ومجرد شعور دون أي وعي، واستخدم في ذلك وسيلتين عصريتين؛ الأولى هي تسليط الضوء على قصص حُب المشاهير، سواء في الماضي أو الحاضر، وتصديرها على أنها نموذج الحُب الحقيقي، ويخفي ما بداخلها من صنوف الخيانة والغدر والأنانية، والتي تنتهي غالبًا بالفشل. والثانية هي السوشيال ميديا، عبر مُجاهرة البعض المستمرة بالحب لأحبائهم “عمَّال على بطال”، وفي رأيي أنها وسيلة دفاعية لإخفاء المشاكل الحقيقية في العلاقات، لأن المشاعر العميقة غالبًا تَخجَل من الصعود للعَلَن.

مفهوم الحب

لكن شكرًا للرب من أجل كلمته، التي شرحت لنا مفهوم الحُب الحقيقي، سواء عَبْرَ ذِكر بعض النماذج السيئة للحُب دون أي حرج أو مجاملة، مثل حُب أمنون لثامار الذي كان هيامًا مرضيًا استولى على عقله وأمرَض جسده، وتحول في النهاية إلى جريمة اغتصاب مقذِّذة، ثم ثأر وقتل من أخ لأخيه (ظ¢صموئيل ظ،ظ£)، ومثل حُب المرأة الأجنبية الشريرة الهادف فقط للذة الحسية وهي قائلة لضحيتها الشاب: «هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدًّا إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ» (أمثالظ§: ظ،ظ¨)، وتحوَّلت إلى مرار وحصاد وجروح بلا شفاء.

أو عَبرَ ذِكر الكتاب المقدس لقصة حب حقيقية أشرف عليها وأسسها الله، وأثمرت أول قصيدة رومانسية في التاريخ «فَقَالَ آدَمُ: هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ» (تكوينظ¢: ظ¢ظ£)، فالحب الحقيقي عطاء وليس أخذ، خروج عن الذات وليس أنانية وتمحورًا حولها، بذل للغالي وليس إهداءً شكليًا للرخيص، اهتمام برضا الطرف الآخر وليس بالطرف الثالث (لايكات السوشيال ميديا).

ولا يمكن أن نتكلم عن الحب الحقيقي إلا ونذكر أعظم وأكمل مثال له، وهو ما فعله المسيح (العريس) معنا نحن (عروسته ومحبوبته)، فلم يُحبنا بلغات المحبة المعروفة بالكلام أو المشاركة أو الهدايا، مع أن هذه الأمور كانت نعمة كبيرة لا نستحقها، لكن المسيح عبَّر عن حُبه بتقديم نفسه لنا، كما قال: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحناظ،ظ¥: ظ،ظ£)، وعلى من يرغب في الحب الحقيقي أن يتعرف به ويشبع من نبعه، وإلا فلن يرويه أي حب آخر.

 
قديم 26 - 08 - 2024, 10:42 AM   رقم المشاركة : ( 171495 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما يفعله إبليس هو قلب الحقائق، فهو يروِّج أن الله ضد الحب والرومانسية، وأنه – أي إبليس- هو الراعي الرسمي لكل المُحبين، ولذا فإذا أردت أن تستمتع بقصة حُب ابعد عن الله.

وهذا هو الكذب بعينه، لأن الحُب قبل أن يكون احتياجًا إنسانيُا مُلحًا، فهو أصلاً طبيعة الله «وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» (ظ،يوحناظ¤: ظ¨)، وقد وضع الله الخالق نماذج طبيعية من محبته، بدءًا من الأب الذي يسدد احتياجات أسرته ويوفر لهم الأمان، والأم التي تتحنن على صغارها وتعزيهم، والصديق الذي يشارك ويدعم ويسند، وصولاً إلى حتى الحيوانات التي تترفق بُحب على صغارها.

وبما أن إبليس هو عدو الله (متىظ،ظ£: ظ£ظ©)، فهو لا يعرف الحب؛ لأنه على النقيض من الله مصدر الحب، بل هو «قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ» (يوحناظ¨: ظ¤ظ¤)، ولم يُمارس لغات الحب الخمسة، لكنه يُمارس لغات البُغضة الثلاث فهو «يَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ» (يوحناظ،ظ*: ظ،ظ*)، ولهذا لا عجب أن يرتكب بعض البشر أبشع الجرائم (اغتصاب وقتل وسرقة وابتزاز وغيرها)، تحت ستار الحُب “الإبليسي” طبعًا.

ولا يكتفي إبليس بتشويه مصدر الحب، لكنه يشوهِّ مفهومه في أذهان الكثيرين -وخصوصًا الشباب - فجعله مجرد حالة هيام دون أي التزام، ومجرد شعور دون أي وعي، واستخدم في ذلك وسيلتين عصريتين؛ الأولى هي تسليط الضوء على قصص حُب المشاهير، سواء في الماضي أو الحاضر، وتصديرها على أنها نموذج الحُب الحقيقي، ويخفي ما بداخلها من صنوف الخيانة والغدر والأنانية، والتي تنتهي غالبًا بالفشل. والثانية هي السوشيال ميديا، عبر مُجاهرة البعض المستمرة بالحب لأحبائهم “عمَّال على بطال”، وفي رأيي أنها وسيلة دفاعية لإخفاء المشاكل الحقيقية في العلاقات، لأن المشاعر العميقة غالبًا تَخجَل من الصعود للعَلَن.
 
قديم 26 - 08 - 2024, 10:45 AM   رقم المشاركة : ( 171496 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






بدون كلمة واحدة


يُعد الشاب الإيطالي من أصل سنغالي - خابي لام - واحد من أشهر وأغنى الشباب على مستوى العالم وهو لم يتحاوز ظ¢ظ¥ عامًا؛ إذ استطاع دخول عالم السوشيال ميديا من أوسع أبوابه بدون النطق بكلمة واحدة!

كان موظفًا بسيطًا في مصنع بإيطاليا، تم تسريحه من عمله بسبب اجتياح فيروس الكورونا بصورة مرعبة، أدت إلى حالة من الذعر والإغلاق العام، بل والانفصال التام في كل مجالات الحياة، مما أدى إلى متابعة الكثيرين لوسائل التواصل الاجتماعي والنشرات الإخبارية لمتابعة آخر الأخبار.

استغل خابي تلك الفرصة للتغلب على فراغه، فقام بتسجيل فيديوهات قصيرة، صامتة وساخرة عن الأشخاص الذين يُعقِّدون المهام البسيطة دون أي سبب، ثم يوضِّح كيفية إتمام المهمة بسهولة وسلاسة وسرعة، وبعدها يشير بحركة يديه الشهيرة معبِّرًا عن بساطة الأمر بسخرية صامتة!

حقَّقت تلك الفيديوهات انتشارًا واسعًا جدًا على وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح أحد أشهر الشباب حول العالم وهو لم يتعدَّ الـ ظ¢ظ¢ عامًا من عمره، محقِّقًا ثروة طائلة بدون النطق “بكلمة واحدة”، مستخدمًا المنطق وابتسامة رقيقة، لإدخال البسمة على وجوه الملايين حول العالم.

أحبائي، لنا في قصة خابي لام بعض الدروس العملية ومنها:

مواجهة التحديات

كان خابي مجرد موظف بسيط تم فصله من العمل بسبب قلة الإنتاج أثناء جائحة الكورونا، فواجه تحدي قلة الإمكانيات المادية، بالإضافة لحالة الذعر العام من الجائحة، لكنه لم يستسلم للملل والتذمر، لكنه استغل إمكانياته البسيطة المتاحة وتفوَّق من خلالها.

أصدقائي، قد يسمح الله لنا بتحديات مختلفة أثناء رحلة الحياة، لكن، دعونا لا نستسلم لضعفنا وظروفنا، بل نواجهها استنادًا على رحمة الرب ونعمته. ولنا في الكتاب المقدس نماذج رائعة لشباب واجهوا تحديات مختلفة، لكنهم ثَبّتوا نظرهم على الله فكان النجاح من نصيبهم. على سبيل المثال لا الحصر:

+
يوسف وتحدي الظلم، سواء من أهله أو أرباب العمل، وفي السجن، لكنه ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه لإكرام سيده، فصار ثاني رجل في مصر.

+
موسى وتحدي بريق العالم: فبالرغم من نشأته داخل القصر الملكي وانتسابه إلى بنت فرعون، إلا إنه رفض خزائن مصر ليحرِّر شعب الله من العبودية ويقودهم في البرية.

+
دانيال وتحدي السلطة: واجهة دانيال تحديًا صعبًا جدًا وهو السبي من وطنه والأوامر ملكية، لكنه وضع في قلب أن لا يتنجس بأطايب الملك، لكن الله أعطاه نعمة وصار من المسؤولين في دولة هو مسبي فيها!

+
داود وتحدي أعداء الله: كان شعب الله يواجه مُعايرة الفلسطيني جليات العملاق، إلا أن داود قرَّر مواجهة هذا العملاق فأوقعه قتيلًا بحجر أملس، وصار مَلكًا على شعب الله.

أهمية الكلمات

بالفعل، نجح خابي في انتشار مُحتواه بدون كلمة واحدة، لكن، مما لا شك فيه أن الكلام من أهم وسائل التواصل ما بين البشر. صدق من قال: “تكلم لأعرف من أنت!!” قد يستطيع المرء أن يتخفى وراء ستائر كثيرة مثل المال، الجمال، الثروة، السلطة، الموهبة، المكانة الاجتماعية. لكن من كلامه تستطيع أن تعرف جيدًا حقيقته.

لذا، أعطي الرب يسوع مكانة خاصة عن أهمية الكلام أثناء تعاليمه هنا على الأرض. «كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ... وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ... لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ». (متى ظ،ظ¢: ظ£ظ¤- ظ£ظ¨). ليساعدنا الرب أن نتحذر من كلماتنا التي قد تكون سبب بركة لنا أو دينونة علينا، فالكلمة المقولة في وقتها ومكانها لها قيمة وثِقل كبير «تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا» (الأمثال ظ¢ظ¥: ظ،ظ،).

ازدواجية التأثيرات

دعونا نصلي مع داود «اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ» (المزامير ظ،ظ¤ظ،: ظ£)، فكلامك قد يكون سبب بركة وتشجيع للكثيرين من حولك، كما إنه قد يكون سبب هدم وتحطيم الآخرين «وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا!» (يعقوب ظ£: ظ¨-ظ،ظ*)، وعلينا ألا نتغافل نصيحة سليمان الحكيم الذهبية «كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ. لِسَانُ الصِّدِّيقِ فِضَّةٌ مُخْتَارَةٌ... شَفَتَا الصِّدِّيقِ تَهْدِيَانِ كَثِيرِينَ، أَمَّا الأَغْبِيَاءُ فَيَمُوتُونَ مِنْ نَقْصِ الْفَهْمِ. (الأمثال ظ،ظ*: ظ،ظ©-ظ¢ظ،)

أغلى كلام

آخر كلام لأي حديث عادة ما يحتوي على مُلخص لأهم نقاط الحديث، هذا بالضبط ما حدث من كلام الله مع أسمى مخلوقاته - الإنسان- إذ تكلم معه بصور عديدة ومختلفة مثل الرؤي والأحلام كيوسف، ظهورات شخصية كجدعون، عُليقة مُحترِقة كموسى، مُعجزات خاصة كإبراهيم، وكثير من التعاملات الشخصية على مدار العصور.

حتى تكلم أخيرًا من خلال الرب يسوع المسيح: «اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي» (العبرانيين ظ،: ظ،-ظ£). أحبائي إن أعظم وأروع كلام الله للإنسان هو من خلال ذاك الذي قيل عنه: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.» (يوحنا ظ،: ظ،، ظ¢)، ليساعدنا الرب أن نلهج في كلامه ونحول نظرنا إلى شخصه الكريم نهارًا وليلًا كل يوم، فالشبع الحقيقي للنفس هو من خلال كلمة الله الحية، الكتاب المقدس «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (إرميا ظ،ظ¥: ظ،ظ¦).

 
قديم 26 - 08 - 2024, 10:47 AM   رقم المشاركة : ( 171497 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يوسف وتحدي الظلم

سواء من أهله أو أرباب العمل، وفي السجن،
لكنه ثبتت بمتانة قوسه
وتشددت سواعد يديه لإكرام سيده،
فصار ثاني رجل في مصر.
 
قديم 26 - 08 - 2024, 10:48 AM   رقم المشاركة : ( 171498 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



موسى وتحدي بريق العالم
فبالرغم من نشأته داخل القصر الملكي
وانتسابه إلى بنت فرعون،
إلا إنه رفض خزائن مصر ليحرِّر شعب الله
من العبودية ويقودهم في البرية.
 
قديم 26 - 08 - 2024, 10:50 AM   رقم المشاركة : ( 171499 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


دانيال وتحدي السلطة
واجهة دانيال تحديًا صعبًا جدًا
وهو السبي من وطنه والأوامر ملكية،
لكنه وضع في قلب أن لا يتنجس بأطايب الملك،
لكن الله أعطاه نعمة وصار من المسؤولين
في دولة هو مسبي فيها!
 
قديم 26 - 08 - 2024, 10:51 AM   رقم المشاركة : ( 171500 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


داود وتحدي أعداء الله

كان شعب الله يواجه مُعايرة
الفلسطيني جليات العملاق،
إلا أن داود قرَّر مواجهة هذا العملاق
فأوقعه قتيلًا بحجر أملس،
وصار مَلكًا على شعب الله.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024