21 - 08 - 2024, 12:25 PM
|
رقم المشاركة : ( 171025 )
|
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصليب فداء وخلاص:
4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا. 5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7 ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8 مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9 وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. 10 أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحَزَنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلًا تَطُولُ أَيَّامُهُ، وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. 11 مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. 12 لِذلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ.
بعد أن تحدث عن الصليب من الخارج دخل بنا إلى الأعماق لنكتشف سره وقوته كذبيحة أثم وكفارة عن خطايانا، إذ يقول:
"لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصابًا مضروبًا من الله ومذلولًا" [4]. ما حمله ليس أحزانه ولا أوجاعه إنما هي أحزاننا وهمومنا وجراحاتنا...
ما يحمله إنما هو ثقل خطايانا التي انحنى بإرادته ليحملها بحبه في جسده عنا.
*لقد حمل خطايانا واحتمل أمراضنا، ومع هذا لم يُعانِ من شيء يحتاج إلى علاج، فقد جُرب في كل شيء مثلنا ولم يكن فيه خطية. من يضطهد النور الذي يضيء في الظلمة لا يقدر أن يغلبه.
* لقد سُحق وجُرح لكنه شَفي كل مرض وكل ضعف.
القديس غريغوريوس النزنيزي * لا تخجل من المصلوب بل بالحري تفتخر به قائلًا: خطايانا حملها، أحزاننا تحملها وبجراحاته شُفينا.
حمل السيد المسيح أحزاننا كما شاهدناه في بستان جثسيماني وهو يشرب كأسنا حتى النهاية، في كل مرارتها، إذ صلى لأبيه قائلًا: "يا أبتاه إن لم يكن أن تعبر عني هذه الكأس إلا أن أشربها فلتكن مشيئتك" (مت 26: 42).
. لقد أخذ بطرس وابني زبدي ليروه قد ابتدأ يحزن ويكتئب، قائلًا لهم: "نفسي حزينة جدًا حتى الموت" (مت 26: 38).
"الذي لم يعرف خطية صار خطية لأجلنا" (2 كو 5: 21)، إذ قدم نفسه ذبيحة إثم يحمل خطايانا وآثامنا ويكفر عنها. "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه [لولا احتماله التأديب عنا لما تمتعنا بالسلام] وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" [5-6].
* سلم الرب جسده للموت لكي نتقدس خلال مغفرة الخطايا التي تتحقق برش دمه...
يلزمنا أن نشكر الرب من الأعماق لأنه أخبرنا عن الأمور الماضية، وأعطانا حكمة بخصوص الأمور الحاضرة، ولم يتركنا بغير فهم بخصوص الأمور المستقبلة.
* إننا نتنقى بدمه الثمين الذي يُطهرنا من كل خطية، دمه الذي لا يصرخ للنقمة مثل دم هابيل (عب 12: 24).
*ليتنا نُذكّرِ أنفسنا نفع الإيمان الحقيقي. فإنه من المفيد ليّ أن أعرف أن المسيح حمل ضعفاتي لأجلي، وخضع لآلام جسدي؛ حتى أنه من أجلي -أي لأجل كل واحد- صار خطية ولعنة (2 كو 5: 21؛ غل 3: 13).
من أجلي اتضع وخضع...!
صار لعنة -لا من جهة لاهوته بل من جهة ناسوته- إذ هو مكتوب "ملعون كل من عُلق على خشبة" (غلا 3: 13).
بالجسد علق، ولهذا صار لعنة، ذاك الذي حمل لعنتنا!
بكى حتى لا تبكي أيها الإنسان كثيرًا!
يا له من علاج مجيد! أن تكون لنا تعزية المسيح.
لقد احتمل هذه الأمور بصبر عجيب من أجلنا... ونحن حقًا لا نقدر أن نحتمل الصبر العادي من أجل أسمه.
هوذا دموعه تغسلنا وبكاؤه يُنظفنا!
* بالموت أقام الموتى من الموت، إذ حمل اللعنة مخلصًا إيانا منها.
* بموت البار الذي تم بمحض اختياره، نزع موت الخطاة الذي حدث بالضرورة كحكم نستحقه.
"ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه" [7].
يتحدث النبي هنا في صيغة الماضي وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [هذه هي عادة الأنبياء في القديم أن يتحدثوا عن المستقبل كما عن الماضي].
* بالتأكيد تتحدث النبوة بأكثر وضوح عن الرب يسوع عندما قيل "مثل حمل سيق إلى الذبح" [7] (بكونه فصحنا).
لقد مُسحت جبهتك بعلامة (دمه) وأيضًا القائمتان، إذ حمل كل المسيحيين ذات العلامة.
* عندما دخل (بيلاطس ورجال الدين) في حوار الواحد مع الآخرين كان في سلامة، محققًا قول النبي: "لم يفتح فاه، وفي اتضاعه انتزع حكمه" [7-8] (الترجمة السبعينية).
* لاق به أن يكون صامتًا أثناء آلامه، ولكنه لا يكون صامتًا في الدينونة.
جاء لكي يُحاكَم، ذاك الذي يأتي بعد ذلك ديانًا، لهذا سيأتي بسلطان ليدين، ذاك الذي في اتضاع عظيم حُكم عليه.
* لقد احتمل الشر بصبر، إذ كان يجلب البر فيما بعد.
* إذ أُقتيد كذبيحة "أمام جازيه لم يفتح فاه"، وعندما صُلب ودفن كان دائمًا إله الآلهة الخفي.
* ما جُلد صمت! ولما صُلب صلى لأجل صالبيه! بماذا أكافئ الرب عن كل ما أعطانيه؟! كأس الخلاص آخذ وأدعو اسم الرب.
يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح صمت أثناء محاكمته والاستهزاء به لأنه أخفى لاهوته حتى يتمموا ما أرادوه، أما في مجيئه الأخير ليُدين "فيُعطي صوته صوت قوة" (مز 68: 33) "لا يصمت" (مز 50: 3)، إذ يعلن لاهوته.
"وفي جيله من كان يظن أنه قُطع من أرض الأحياء، أنه ضُرب من أجل ذنب شعبي" [8].
* "في جيله من يقصه" [8]. لقد وُلد أزليًا... وُلد من الآب بلا زمن، ووُلد من البتول في ملء الأزمنة.
"وجُعل مع الأشرار قبره ومع غنى عند موته، على أنه لم يعمل ظلمًا ولم يكن في فمه غش" [9].
* صلبوه مع لصوص، محققين النبوة لا إراديًا. ما فعلوه لإهانته حسب للحق لكي تدرك قوة النبوة العظيمة...
حاول الشيطان أن يلقي بحجاب على ما حدث لكنه عجز، لأنه الثلاثة صلبوا أما يسوع فوحده تمجّد حتى نُدرك سلطانه على الكل. لقد حدثت معجزات عندما سُمر الثلاثة على الصلبان، لكن أحدًا ما لم ينسب ما حدث للاثنين الآخرين بل ليسوع وحده. هكذا أُحبطت خطة الشيطان تمامًا وارتد الكل على رأسه فقد خلص واحد من اللصين، هذا الذي لم يسيء إلى مجد الصليب بل ساهم فيه ليس بقليل. فإن تغيير لص وهو على الصليب وجذبه إلى الفردوس ليس بأقل من زلزلة الصخور.
يرى القديس أغسطينوس أن النبوة "وجُعل مع الأشرار قبره" قد تحققت بإقامة حراس أشرار عند قبر السيد المسيح قبلوا رشوة ليكذبوا قائلين "إن تلاميذه أتوا وسرقوه ونحن نيام" (مت 28: 13). لقد نطقوا كذبًا فشهدوا عن قيامته، إذ ما داموا نيامًا فكيف عرفوا أن تلاميذه سرقوه؟!. لقد شهدوا أن جسده ليس في القبر أما اتهامهم سرقة الجسد فهو أمر لا يقبله العقل.
"من أجل أنه سكب للموت نفسه وأُحصى مع أثمه وهو حمل خطية كثيِريِن وشفع في المذنبين" [12].
* إن كان من أجلك ومن أجل خطاياك أُحصى مع أثمة فلتكن حافظًا للناموس لأجله. اعبد ذاك الذي عُلق من أجلك حتى وإن كنت أنت معلقًا... أشترِ خلاصك بموتك وأدخل مع يسوع إلى الفردوس لتعرف من أين سقطت (رؤ 2: 5).
القديس غريغوريوس النزينزي * إنه يشفع فينا كل يوم غاسلًا أقدامنا، ونحن أيضًا نحتاج إلى غسل أقدامنا يوميًا بسلوكنا بالحق بخطوات روحية، فنعرف الصلاة الربانية، قائلين:
"واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا" (مت 6: 12).
|
|
|
|