منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 03 - 2017, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 17091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفر ملوك الثاني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الكاتب: لا يذكر سفر ملوك الأول إسم كاتبه بصورة محددة. يقول التقليد الكنسي أن النبي إرميا هو كاتب سفري ملوك الأول والثاني.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر ملوك الثاني مع سفر ملوك الأول ما بين عامي 560 ق. م و 540 ق. م.

غرض كتابة السفر: إن هذا السفر هو تتمة لسفر ملوك الأول وهو يكمل قصة الملوك في المملكة المنقسمة (إسرائيل ويهوذا). ينتهي سفر ملوك الثاني بسبي شعب إسرائيل ويهوذا إلى آشور وبابل.

آيات مفتاحية: ملوك الثاني 17: 7-8 "وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمِ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَاتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أَقَامُوهُمْ".

ملوك الثاني 22: 1-2 "كَانَ يُوشِيَّا ابْنَ ثَمَانِ سِنِينٍ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ... وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَلَمْ يَحِدْ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً".

ملوك الثاني 24: 2 "فَأَرْسَلَ الرَّبُّ عَلَيْهِ غُزَاةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَغُزَاةَ الأَرَامِيِّينَ وَغُزَاةَ الْمُوآبِيِّينَ وَغُزَاةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى يَهُوذَا لِيُبِيدَهَا حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ".

ملوك الثاني 8: 19 "وَلَمْ يَشَإِ الرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِهِ، كَمَا قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ سِرَاجاً وَلِبَنِيهِ كُلَّ الأَيَّامِ".

ملخص: يسجل سفر ملوك الثاني سقوط المملكة المنقسمة. إستمر الأنبياء في تحذير الشعب بأن دينونة الله قريبة، ولكنهم لم يتوبوا. وقد حكم مملكة إسرائيل عدد من الملوك الأشرار، وبالرغم من كون بعض ملوك يهوذا صالحين إلا أن غالبيتهم قادوا الشعب بعيداً عن عبادة يهوه. لم يستطع هؤلاء الصالحين القلائل مع أليشع وأنبياء آخرين إيقاف تدهور الأمة. في النهاية تم تدمير مملكة إسرائيل الشمالية بواسطة الآشوريين وبعد حوالي 136 سنة قام البابليون بتدمير مملكة يهوذا الجنوبية.

يوجد ثلاث موضوعات أساسية في سفر ملوك الثاني. أولاً، الرب سوف يدين شعبه عندما يعصونه ويديرون ظهرهم له. وقد ظهرت عدم أمانة شعب إسرائيل في شر عبادة الأوثان من قبل الملوك مما أدى إلى غضب الله المقدس على تمردهم. ثانياً، إن كلمة أنبياء الله الصادقين دائماً ما تتحقق. لأن الله دائماً يحقق كلمته فكذلك أيضاً كلمات أنبيائه صادقة دائماً. ثالثاً، الله أمين. لقد تذكر وعده لداود (صموئيل الثاني 7: 10-13) وبالرغم من عصيان الشعب والملوك الأشرار الذين حكموهم إلا أن الله لم يفني عائلة داود.

إشارات للمستقبل: إستخدم الرب يسوع قصة أرملة صرفة الواردة في ملوك الأول وقصة نعمان الواردة في ملوك الثاني لتوضيح حقيقة عطف ومحبة الله تجاه أولئك الذين إعتبرهم اليهود غير مستحقين لنعمة الله – الفقراء والضعفاء والمظلومين والعشارين والسامريين والأمم. بالإشارة إلى مثال الأرملة الفقيرة والأبرص فإن يسوع أظهر نفسه بأنه الطبيب الأعظم الذي يشفي ويخدم الذين في حاجة إلى النعمة الإلهية. هذه الحقيقة ذاتها كانت أساس سر جسد المسيح، الكنيسة، التي تأتي من كل مستويات المجتمع، ذكوراً وإناث، أغنياء وفقراء، يهود وأمم (أفسس 3: 1-6).

إن كثير من معجزات إليشع كانت إشارات إلى معجزات المسيح نفسه. أقام أليشع إبن المرأة الشونمية (ملوك الثاني 4: 34-35)، وشفى نعمان من البرص (ملوك الثاني 5: 1-19)، وضاعف أرغفة الخبز لإطعام مائة شخص وبقي منها فائض (ملوك الثاني 4: 42-44).

التطبيق العملي إن الله يبغض الخطية ولن يسمح بإستمرارها إلى الأبد. إذا كنا نحن ملك له فلنا أن نتوقع تأديبه لنا عندما لا نطيعه. إن الآب المحب يؤدب أولاده لفائدتهم ولإظهار أنهم بالفعل ينتمون إليه. قد يستخدم الله غير المؤمنين أحياناً لتأديب أبنائه، وهو يحذرنا قبل أن يعاقبنا. إننا كمؤمنين لدينا كلمته لإرشادنا وتحذيرنا عندما نضل عن طريقه. إن كلمته جديرة بثقتنا وتقدم لنا الحق دائماً كما كان الأنبياء في القديم. إن أمانة الرب تجاه شعبه لا تسقط أبداً حتى عندما نفشل نحن.

إن قصتي الأرملة، والأبرص هما مثال لنا كجسد المسيح. فكما أشفق إليشع على حثالة المجتمع علينا نحن أن نرحب بكل من ينتمون للمسيح في كنائسنا. الله "لا يحابي الوجوه" (أعمال الرسل 10: 34) وكذلك يجب علينا نحن أيضاً.
 
قديم 25 - 03 - 2017, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 17092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفر أخبار الأيام الأول

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الكاتب: لا يذكر سفر أخبار الأيام الأول إسم كاتبه بصورة محددة. ولكن يقول التقليد الكنسي أن كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني هو عزرا النبي.

تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر أخبار الأيام الأول ما بين عامي 450 و 425 ق.م.

غرض كتابة السفر: يغطي سفري أخبار الأيام الأول والثاني تقريباً نفس المعلومات التي يغطيها سفري صموئيل الأول والثاني وسفري الملوك الأول والثاني. ولكن يركز سفري أخبار الأيام الأول والثاني على الجانب الكهنوتي لنفس الحقبة الزمنية. تمت كتابة سفر أخبار الأيام الأول بعد السبي لمساعدة العائدين إلى إسرائيل في فهم كيف يعبدون الله. وقد ركز التاريخ على المملكة الجنوبية، أي أسباط يهوذا وبنيامين ولاوي. فهذه الأسباط كانت أمينة لله إلى حد كبير.

آيات مفتاحية: أخبار الأيام الأول 11: 1-2 "وَاجْتَمَعَ كُلُّ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ إِلَى دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ قَائِلِينَ: هُوَذَا عَظْمُكَ وَلَحْمُكَ نَحْنُ. وَمُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ حِينَ كَانَ شَاوُلُ مَلِكاً كُنْتَ أَنْتَ تُخْرِجُ وَتُدْخِلُ إِسْرَائِيلَ, وَقَدْ قَالَ لَكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ: أَنْتَ تَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَأَنْتَ تَكُونُ رَئِيساً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ".

أخبار الأيام الأول 21: 13 "فَقَالَ دَاوُدُ لِجَادٍ: قَدْ ضَاقَ بِيَ الأَمْرُ جِدّاً. دَعْنِي أَسْقُطْ فِي يَدِ الرَّبِّ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ كَثِيرَةٌ, وَلاَ أَسْقُطُ فِي يَدِ إِنْسَانٍ".

أخبار الأيام الأول 29: 11 "لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ, لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ, وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْساً عَلَى الْجَمِيعِ".

ملخص: تختص الإصحاحات التسعة الأولى من أخبار الأيام الأول بتسجيل قوائم وسلاسل أنساب. كما نجد المزيد من القوائم وسلاسل الأنساب في مواضع متفرقة من السفر. وفيما بين هذه القوائم يسجل السفر إعتلاء داود العرش وما عمله بعد ذلك. يختم السفر بصيرورة سليمان إبن داود ملكاً على إسرائيل. إن مخطط السفر بإختصار هو كالتالي: الإصحاحات 1: 1 – 9: 23 سلاسل أنساب مختارة؛ الإصحاحات 9: 24-12: 40 داود يصبح ملكاً؛ الإصحاحات 13: 1-20: 30 سنوات حكم/ملك داود.

إشارات للمستقبل: يشير داود في أنشودة الشكر في أخبار الأيام الأول 16: 33 إلى وقت يأتي فيه الله "ليدين الأرض". وفي هذا إشارة إلى متى 25 حيث يصف الرب يسوع وقتاً سيأتي فيه ليدين الأرض. ومن خلال مثلي العذارى العشرة والوزنات العشرة يحذر الذين لا يغطي دم المسيح خطاياهم بأنهم سوف يلقون إلى "الظلمة الخارجية". ويشجع شعبه أن يكونوا مستعدين عند مجيئه لأنه في دينونته سوف يفصل بين الخراف والجداء

إن جزء من العهد الداوودي الذي يكرره الله في الإصحاح 17 يشير إلى مستقبل المسيا الذي سيأتي من نسل داود. تصف الآيات 13 – 14 الإبن الذي يثبت في بيت الله والذي يثبت عرشه إلى الأبد. وهذه الإشارة تنطبق على يسوع المسيح فقط.

تطبيق عملي: قد تبدو سلاسل الأنساب جافة بالنسبة لنا، ولكنها تذكرنا أن الله يعرف كل واحد من أبنائه بصورة شخصية، بل يعرف حتى عدد شعر رؤوسنا (متى 10: 30). فيمكننا أن نطمئن عالمين أننا وما نفعله معروفين إلى الأبد لدى الله. إنا كنا نحن ملك المسيح، فإن أسماؤنا مكتوبة إلى الأبد في سفر حياة الحمل (رؤيا 13: 8).

الله أمين تجاه شعبه وهو يفي بوعوده لهم. إننا نرى في سفر أخبار الأيام الأول تحقيق وعد الله لداود عندما صار ملكاً على إسرائيل (أخبار الأيام الأول 11: 1-3). فيمكن لنا أن نثق أنه يحقق وعوده لنا نحن أيضاً. لقد وعد أن يبارك من يتبعونه، الذين يأتون إلى المسيح بتوبة قلبية ويطيعون وصاياه.

إن الطاعة تجلب البركة؛ وعدم الطاعة تجلب الدينونة. إن سفر أخبار الأيام الأول وكذلك أسفار صموئل الأول والثاني وملوك الأول والثاني هي تسجيل لنموذج الخطية والتوبة والغفران والإسترداد لشعب إسرائيل. وبنفس الكيفية، يطيل الله أناته تجاهنا ويغفر خطايانا عندما نأتي إليه بتوبة حقيقية (يوحنا الأولى 1: 9). فيمكن أن نطمئن بمعرفة أنه يسمع صلاة توبتنا، ويغفر خطايانا، ويردنا إلى حياة الشركة معه وبذلك يضعنا على طريق الإبتهاج والفرح.
 
قديم 25 - 03 - 2017, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 17093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفر أخبار الأيام الثاني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الكاتب: لا يذكر سفر أخبار الأيام الثاني إسم كاتبه بالتحديد. يقول التقليد الكنسي أن عزرا هو كاتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني.

تاريخ كتابة السفر: تمت كتابة سفر أخبار الأيام الثاني ما بين عامي450 و 425 ق. م.

غرض كتابة السفر: يغطي سفري أخبار الأيام الأول والثاني تقريباً نفس معلومات سفري صموئيل الأول والثاني وسفري ملوك الأول والثاني. يركز سفري أخبار الأيام الأول والثاني على الجانب الكهنوتي لنفس الفترة بصورة أكبر. إن سفر أخبار الأيام الثاني هو بمثابة تقييم لتاريخ الأمة الروحي.

آيات مفتاحية: أخبار الأيام الثاني 2: 1 " وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لاِسْمِ الرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ".

أخبار الأيام الثاني 29: 1-3 "مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ وَاسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا. وَعَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. هُوَ فِي السَّنَةِ الأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ الرَّبِّ وَرَمَّمَهَا".

أخبار الأيام الثاني 36: 14 "حَتَّى أَنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشَّعْبِ أَكْثَرُوا الْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ وَنَجَّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ الَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ".

أخبار الأيام الثاني 36: 23 "هَكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ إِنَّ الرَّبَّ إِلَهَ السَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ الأَرْضِ وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ الرَّبُّ إِلَهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ".

ملخص: يسجل سفر أخبار الأيام الثاني تاريخ مملكة يهوذا الجنوبية، من وقت ملك سليمان حتى نهاية السبي البابلي. إن تدهور مملكة يهوذا مخيب للأمل، ولكن التركيز هنا على المصلحين الروحيين الذين سعوا بغيرة وشغف لإعادة الشعب إلى الرب. التركيز هنا على ما هو صالح، ولا يذكر سوى القليل عن الملوك الطالحين أو إخفاقات الملك الصالحين. بما أن سفر أخبار الأيام الثاني يتبنى وجهة نظر كهنوتية، فإن مملكة إسرائيل الشمالية لا تذكر إلا نادراً بسبب العبادة الزائفة ورفضهم الإعتراف بهيكل أورشليم. ينتهي سفر أخبار الأيام الثاني بدمار أورشليم والهيكل.

إشارات مستقبلية: كما هو الحال بالنسبة للإشارات إلى الملوك والهياكل في العهد القديم، فإننا نراها كصورة لملك الملوك الحقيقي – الرب يسوع المسيح – وهيكل الروح القدس – أي شعبه المؤمنين به. حتى أفضل ملوك شعب إسرائيل كانت له نفس أخطاء كل الخطاة وكانت قيادتهم للشعب معيبة. ولكن حين يأتي ملك الملوك ليعيش ويملك على الأرض في الملك الألفي، فإنه سوف يثبت ذاته على عرش الأرض كلها كالوريث الحقيقي لداود الملك. عند ذاك فقط يكون لنا ملك كامل يملك بالبر والقداسة، الأمر الذي لم يستطع أفضل ملوك إسرائيل سوى أن يحلم به.

وبالمثل، فإن الهيكل العظيم الذي بناه سليمان الملك لم يكن مصمماً ليبقى إلى الأبد. فإنه بعد مرور 150 سنة فقط كان بحاجة ماسة للترميم والإصلاح من الخراب الذي حل به نتيجة تحول الأجيال التالية إلى عبادة الأوثان مرة أخرى (ملوك الثاني 12). ولكن هيكل الروح القدس – أي الذين ينتمون إلى المسيح – سوف يعيشون إلى الأبد. إن المؤمنين بالمسيح هم ذلك الهيكل، المصنوع ليس بأيدي بشرية بل بمشيئة الله (يوحنا 1: 12-13). الروح الساكن فينا لن يتركنا أبداً وسوف يسلمنا بأمان إلى يدي الله في يوما ما (أفسس 1: 13؛ 4: 30). ولا يتمتع أي هيكل أرضي بذلك الوعد.

التطبيق العملي: إن قاريء سفري أخبار الأيام مدعو لتقييم كل الأجيال الماضية لمعرفة أيها نال البركة نتيجة الطاعة أو العقاب نتيجة الشر. ولكن علينا أيضاً مقارنة مآزق هذه الأجيال مع مصاعبنا كأفراد أو جماعات. إذا كنا نحن أو كنيستنا أو بلادنا نمر بمصاعب، فإنه من مصلحتنا أن نقارن ما نؤمن به وسلوكنا المبني عليه بمعتقدات وخبرات شعب إسرائيل تحت قيادة الملوك المختلفين. الله يكره الخطية ولا يحتملها أبداً. ولكن إن كنا نتعلم أي شيء من سفري أخبار الأيام فهو أن الله يريد أن يغفر لمن يصلون بإتضاع وتوبة ويشفيهم (يوحنا الأولى 1: 9).

إن كان بإمكانك الحصول على أي شيء تريده من الله، فماذا تطلب؟ هل تطلب الغنى العظيم؟ أم الصحة الكاملة لك ولمن تحبهم؟ أم تطلب القوة أمام الحياة أو الموت؟ إنه أمر عجيب أن نفكر بهذا، أليس كذلك؟ ولكن الأعجب منه هو أن الله قدّم هذا العرض لسليمان ولم يختار أي من هذه الأشياء. بل طلب الحكمة والمعرفة لإتمام المهمة التي أوكله الله بها بصورة جيدة. الدرس الذي نتعلمه هنا هو أن الله كلف كل منا بمهمة معينة، وأعظم بركة يمكن أن نسعى للحصول عليها من الله هي القدرة على إتمام مشيئته لحياتنا. لهذا فنحن بحاجة إلى "الحكمة النازلة من فوق" (يعقوب 3: 17) لكي نميز مشيئته، وأيضاً الفهم والمعرفة الحميمة لشخصه حتى تدفعنا للتشبه بالمسيح في العمل وإتجاه القلب (يعقوب 3: 13).
 
قديم 25 - 03 - 2017, 05:39 PM   رقم المشاركة : ( 17094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفر عزرا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الكاتب: لا يذكر سفر عزرا إسم كاتبه. ويقول التقليد أن النبي عزرا هو كاتب السفر. من المثير للإنتباه ملاحظة أنه ما أن يظهر النبي عزرا في الأحداث في الإصحاح 7، فإن كاتب السفر يتحول من الكتابة بصيغة الغائب إلى صيغة المتكلم. وهذا يعزز القول بأن عزرا هو كاتب السفر.

تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر عزرا ما بين عامي 460 و 440 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن سفر عزرا يتناول الأحداث التي وقعت في أرض إسرائيل في فترة العودة من السبي البابلي والسنوات التالية له، وهو يغطي فترة تمتد إلى قرن من الزمان تبدأ عام 538 ق. م. ويركز سفر عزرا على إعادة بناء الهيكل. ويحتوي السفر على سجلات أنساب مفصلة، بهدف تأكيد الحق في الكهنوت من جهة أبناء هارون بصورة أساسية.

آيات مفتاحية: عزرا 3: 11 "وَغَنُّوا بِالتَّسْبِيحِ وَالْحَمْدِ لِلرَّبِّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَكُلُّ الشَّعْبِ هَتَفُوا هُتَافاً عَظِيماً بِالتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ لأَجْلِ تَأْسِيسِ بَيْتِ الرَّبِّ".

عزرا 7: 6 "عَزْرَا هَذَا صَعِدَ مِنْ بَابِلَ وَهُوَ كَاتِبٌ مَاهِرٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَعْطَاهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ. وَأَعْطَاهُ الْمَلِكُ حَسَبَ يَدِ الرَّبِّ إِلَهِهِ عَلَيْهِ كُلَّ سُؤْلِهِ".

ملخص: يمكن تقسيم هذا السفر كالتالي: الإصحاحات 1-6 العودة الأولى تحت زربابل وبناء الهيكل الثاني. الإصحاحات 7-10 خدمة عزرا. حيث أنه مر أكثر من نصف قرن بين الإصحاح 6 و7 فإن شخصيات الجزء الأول من السفر كانوا قد ماتوا حين بدأ عزرا خدمته في أورشليم. عزرا هو الشخصية الرئيسية في سفري عزرا ونحميا. وينتهي كلا السفرين بصلوات إعتراف (عزرا 9؛ ونحميا 9) يليها إبتعاد الشعب عن الممارسات الشريرة التي سقطوا فيها. يمكن أيضاً تكوين فكرة عن رسائل حجي وزكريا المشجعة، حيث يتم تقديمهما في هذه الرواية (عزرا 5: 1)، والتي نجدها في الأسفار النبوية التي تحمل إسميهما.

يغطي سفر عزرا العودة من السبي لبناء الهيكل بحسب أمر أرتحشستا الملك، وهو الحدث الذي يغطيه الجزء الأول من سفر نحميا. وكان حجي هو النبي الرئيسي في أيام عزرا، أما زكريا فكان نبياً في أيام نحميا.

إشارات مستقبلية: نرى في سفر عزرا إستمرار لموضوع البقية الباقية. فكلما تقع كارثة أو تأتي دينونة، فإن الله يحفظ بقية صغيرة لنفسه – مثل حفظ نوح وعائلته من الطوفان؛ وعائلة لوط في سدوم وعمورة؛ والـ 7000 نبي في إٍسرائيل رغم إضطهاد آخاب وإيزابل للأنبياء. عندما إستعبد شعب إسرائيل في مصر حفظ الله بقية وأخرجها إلى أرض الموعد. في عزرا 2: 64-67 رجع حوالي خمسة آلاف شخص إلى أرض يهوذا، ولكن عندما قارنوا عددهم بتعداد شعب إسرائيل في أيام الإزدهار تحت حكم الملك داود قالوا: "لقد بقينا بقية لهذا اليوم". ويمتد موضوع البقية الباقية إلى العهد الجديد حيث يخبرنا بولس أنه "قَدْ حَصَلَتْ بَقِيَّةٌ حَسَبَ اخْتِيَارِ النِّعْمَةِ" (رومية 11: 5). بالرغم من أن أغلب الناس في زمن المسيح قد رفضو، ولكن بقيت مجموعة من الناس إحتفظ بهم الله وحفظهم في إبنه، وفي عهد نعمته. وفي كل الأجيال منذ وقت المسيح توجد بقية من الأمناء الذين ظلت أقدامهم على الطريق الضيق الذي يقود إلى الحياة الأبدية (متى 7: 14-14). هذه البقية الباقية ستحفظ بقوة الروح القدس الذي قد ختمهم والذي يأتي بهم بأمان إلى اليوم الأخير (كورنثوس الثانية 1: 22؛ أفسس 4: 30).

التطبيق العملي: إن سفر عزرا هو رواية رجاء وإسترداد. بالنسبة للمؤمن الذي جرحت حياته بالخطية والتمرد على الله، يوجد رجاء عظيم في إن إلهنا هو إله غفران، إله ل يدير ظهره عنا عندما نطلبه في توبة وإنكسار (يوحنا الأولى 1: 9). إن عودة شعب إسرائيل إلى أورشليم وإعادة بناء الهيكل تتكرر في حياة كل مؤمن يرجع من أسر الخطية والتمرد على الله ويجد لديه ترحيب دافيء بعودته. مهما طال إبتعادنا، فهو يغفر لنا ويقبلنا ثانية إلى عائلته. إنه مستعد أن يعلمنا كيف نعيد بناء حياتنا وينهض قلوبنا التي هي هيكل للروح القدس. وكما حدث في إعادة بناء هيكل أورشليم فإن الله يشرف على تجديد وإعادة تكريس حياتنا لخدمته.

إن المعارضة من جانب أعداء الله في إعادة بناء الهيكل تقدم نموذجاً مألوفاً لدى عدو نفوسنا. يستخدم الشيطان من يبدو أنهم متفقين مع أهداف الله ليخدعنا ويحاول أن يعطل خطط الله. عزرا 4: 2 يصف الخطاب الخادع لمن يدَّعون أنهم يعبدون المسيح بينما غرضهم الحقيقي هو الهدم، وليس البناء. يجب أن نحذر من أمثال هؤلاء الخادعين، ونجيبهم كما فعل شعب إسرائيل، ونرفض أن ننخدع بكلامهم المعسول وإيمانهم الكاذب.
 
قديم 25 - 03 - 2017, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 17095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفر نحميا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاتب: لا يذكر سفر نحميا إسم كاتبه. ولكن يقر التقليد اليهودي والمسيحي أن عزرا هو كاتب السفر. وهذا يقوم على حقيقة أن سفري عزرا وحميا كانا في الأصل سفر واحد.

تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر نحميا ما بين عامي 445 و420 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن سفر نحميا، وهو أحد الأسفار التاريخية في الكتاب المقدس، يستكمل قصة رجوع شعب إسرائيل من السبي البابلي وإعادة بناء الهيكل في أورشليم.

آيات مفتاحية: نحميا 1: 3 "فَقَالُوا لِي: إِنَّ الْبَاقِينَ الَّذِينَ بَقُوا مِنَ السَّبْيِ هُنَاكَ فِي الْبِلاَدِ هُمْ فِي شَرٍّ عَظِيمٍ وَعَارٍ. وَسُورُ أُورُشَلِيمَ مُنْهَدِمٌ وَأَبْوَابُهَا مَحْرُوقَةٌ بِالنَّارِ".

نحميا 1: 11 "يَا سَيِّدُ لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَصَلاَةِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ مَخَافَةَ اسْمِكَ. وَأَعْطِ النَّجَاحَ الْيَوْمَ لِعَبْدِكَ وَامْنَحْهُ رَحْمَةً أَمَامَ هَذَا الرَّجُلِ".

نحميا 6: 15-16 "وَكَمِلَ السُّورُ فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ فِي اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً. وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى جَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ حَوَالَيْنَا سَقَطُوا كَثِيراً فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلَهِنَا عُمِلَ هَذَا الْعَمَلُ".

ملخص: كان نحميا شخص يهودي في بلاد فارس عندما وصل إليه خبر إعادة بناء الهيكل في أورشليم. وقد شعر بالقلق لعلمه بعدم وجود سور لحماية المدينة. وقد دعا نحميا الله أن يستخدمه لإنقاذ المدينة. وأجاب الله صلاته بأن ليَّن قلب أرتحشستا ملك فارس، الذي لم يكتفي بأن يمنحه موافقته بل أعطاه الأدوات اللازمة للبناء. أعطى الملك غلإذن لنحميا بالعودة إلى أورشليم حيث صار حاكماً للمدينة.

بالرغم من المعارضة والإتهامات تم بناء السور وإسكات الأعداء. وقدم الناس، بإلهام من نحميا، عشور أموال كثيرة، وأدوات ورجال للعمل لإنهاء بناء السور في 52 يوماً مذهلة، رغم كثرة المعارضين. ولكن هذا العمل المشترك كان قصير الأمد، حيث سقطت أورشليم في الإرتداد عندما غادرها نحميا لوقت قصير. وبعد 12 عاماً عاد ليجد الأسوار قوية ولكن الشعب ضعيفاً. فبدأ مهمة تعليم الناس الأخلاق الحميدة ولم يجمِّل كلماته. "فَخَاصَمْتُهُمْ وَلَعَنْتُهُمْ وَضَرَبْتُ مِنْهُمْ أُنَاساً وَنَتَفْتُ شُعُورَهُمْ...". أعاد تأسيس العبادة الحقيقية من خلال الصلاة وتشجيع الناس على النهوض عن طريق قراءة كلمة الله والتمسك بها.

إشارات للمستقبل: كان نحميا رجل صلاة، وكان يصلي بحرارة من أجل شعبه (نحميا 1). ويشير تشفعه الغيور من أجل شعب الله إلى شفيعنا الأعظم، الرب يسوع المسيح، الذي صلى بحرارة من أجل شعبه في صلاته كرئيس الكهنة الأعظم في يوحنا 17. كان لكل من نحميا والرب يسوع محبة مشتعلة لشعب الله سكباها في صلاة لله، متشفعين من أجل الشعب أمام العرش.

التطبيق العملي: قاد نحميا شعب إسرائيل إلى إحترام ومحبة كلمة الله. بسبب محبة نحميا لله ورغبته أن يرى الله يكرم ويمجد فقد قاد شعب إسرائيل نحو الإيمان والطاعة التي أرادها منهم الله لوقت طويل. وبنفس الكيفية، يجب على المؤمنين أن يحبوا ويحترموا تعاليم الكتاب المقدس، ويحفظوها في قلوبهم، ويتأملوا بها ليلاً ونهاراً ويلجأوا إليها لإشباع كل إحتياج روحي. تقول رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ". إذا كنا نتوقع أن نختبر النهضة الروحية التي إختبرها شعب إسرائيل (نحميا 8: 1-8) علينا أن نبدأ بكلمة الله.

يجب أن يكون لدى كل منا عطف ومحبة حقيقية تجاه المتألمين روحياً أو جسدياً. ولكن المحبة دون تقديم يد المساعدة ليست أمر كتابي بالمرة. أحياناً يجب أن نتخلى عن راحتنا الشخصية لكي نخدم الآخرين بصورة صحيحة. يجب أن نؤمن تماماً بأية قضية/موضوع قبل أن نعطي من وقتنا أو أموالنا بقلب صالح. عندما نسمح لله أن يخدم الآخرين من خلالنا، سيعرف حتى غير المؤمنين أن هذا هو عمل الله.

 
قديم 25 - 03 - 2017, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 17096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفر إستير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الكاتب: لا يذكر سفر إستير إسم كاتبه. التقليد الشائع هو أنه إما مردخاي (وهو شخصية أساسية في سفر إستير) أو عزرا أو نحميا (واللذين كانا على دراية بالعادات الفارسية).

تاريخ كتابة السفر: يرجح أنه تمت كتابة سفر الخروج ما بين عامي 460 و 350 ق.م.

غرض كتابة السفر: إن الغرض من كتابة سفر إستير هو إظهار تدبير الله، خاصة بشأن إسرائيل شعبه المختار. يسجل سفر إستير تأسيس عيد الفوريم وفرض الإلتزام به دائماً. تمت قراءة سفر إستير في عيد الفوريم تذكاراً للخلاص العظيم للأمة اليهودية الذي حققه الله من خلال إستير. لا يزال اليهود حتى اليوم يقرأون سفر إستير في عيد الفوريم.

آيات مفتاحية: إستير 2: 15 "وَلَمَّا بَلَغَتْ نَوْبَةُ أَسْتِيرَ ... لِلدُّخُولِ إِلَى الْمَلِكِ لَمْ تَطْلُبْ شَيْئاً إِلاَّ مَا قَالَ عَنْهُ هَيْجَايُ خَصِيُّ الْمَلِكِ حَارِسُ النِّسَاءِ".

إستير 4: 14 "لأَنَّكِ إِنْ سَكَتِّ سُكُوتاً فِي هَذَا الْوَقْتِ يَكُونُ الْفَرَجُ وَالنَّجَاةُ لِلْيَهُودِ مِنْ مَكَانٍ آخَرَ وَأَمَّا أَنْتِ وَبَيْتُ أَبِيكِ فَتَبِيدُونَ. وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هَذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ!"

إستير 6: 13 "إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ الَّذِي ابْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ الْيَهُودِ فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطاً".

إستير 7: 3 "[إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْتُعْطَ لِي نَفْسِي بِسُؤْلِي وَشَعْبِي بِطِلْبَتِي".

ملخص: يمكن تقسيم سفر إستير إلى ثلاث أقسام رئيسية. الإصحاحات 1: 1- 2: 18 إستير تحل محل وشتي الملكة؛ 2: 19 – 7: 10 مردخاي ينتصر على هامان؛ 8: 1 – 10: 3 شعب إسرائيل ينجو من محاولة هامان إبادتهم. لقد خاطرت إسنير النبيلة بحياتها عندما أدركت مقدار الخطر. وقد قامت عن طيب خاطر بما كان من الممكن أن يؤدي إلى موتها متحدية بهذا هامان الرجل الثاني في مملكة زوجها. لقد أثبتت أنها خصم حكيم قوي مع إحتفاظها بتواضعها وإحترامها لمكانة زوجها الملك.

وفي شبه كبير بقصة يوسف في تكوين 41: 34-37، فإن كلتا القصتين تشملان ملكاً غريباً يتحكم بمصير اليهود. وكلتيهما تظهران بطولة إفراد من شعب إسرائيل يصبحون وسيلة لخلاص شعبهم وأمتهم. إن يد الله واضحة في أن ما يبدو كوضع سيء هو في الواقع تحت سيطرة الله القدير الكاملة والذي يعمل في النهاية لصالح الشعب. نجد في قلب هذه القصة الإنقسام المستمر بين اليهود وعماليق والذي تسجل بدايته في سفر الخروج. إن هدف هامان هو العمل الأخير المسجل في فترة العهد القديم للإبادة الكاملة لليهود. تنتهي خطته بموته هو وإرتفاع عدوه مردخاي ليحتل مكانه وأيضاً خلاص اليهود من مؤامرته.

إن العيد والإحتفال هو موضوع رئيسي في هذا السفر، فيسجل عشرة ولائم، وكثير من الأحداث تم تخطيطها أو كشفها في هذه الولائم. رغم ان إسم الله لم يذكر في هذا السفر، إلا أنه من الواضح أن يهود شوشن طلبوا تدخله بصلاتهم وصومهم ثلاث أيام (إستير 4: 16). على الرغم من حقيقة كون الشريعة التي تسمح بتدميرهم كانت مكتوبة وفقاً لشريعة مادي وفارس مما يجعلها غير قابلة للتغيير، إلا أن الطريق كان مفتوحاً لإستجابة صلواتهم. لقد خاطرت إستير بحياتها بدخولها، ليس مرة واحدة بل مرتين، أمام الملك (إستير 4: 1-2؛ 8: 3). وهي لم تكتفي بتدمير هامان؛ بل كانت تهدف لإنقاذ شعبها. لقد تم تسجيل تأسيس عيد الفوريم وقد حفظ لكي يعرفه الجميع ومازال محفوظاً حتى اليوم. إن شعب الله، دون أي ذكر واضح لإسمه، قد نجوا من حكم بالإعدام من خلال حكمة وإتضاع إستير.

إشارات للمستقبل: نجد في سفر إستير لمحة وراء الكواليس على الصراع المستمر من جهة الشيطان ضد خطط الله وخاصة ضد المسيا المنتظر. كان مجيء المسيح إلى الجنس البشري معتمداً على وجود الشعب اليهودي. وكما تآمر هامان ضد اليهود لكي يدمرهم كذلك وقف الشيطان ضد المسيح وشعب الله. وكما هزم هامان على الخشبة التي أقامها لمردخاي، كذلك إستخدم المسيح السلاح ذاته الذي إبتدعه العدو ليقضي عليه وعلى نسله الروحي. لأن الصليب الذي خطط الشيطان أن يستخدمه للقضاء على المسيا كان هو الوسيلة التي إستخدمها المسيح "إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ، إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ" (كولوسي 2: 14-15). وكما علِّق هامان على الخشبة التي أقامها لمردخاي، كذلك سحق الشيطان بالصليب الذي أقامه للقضاء على المسيح.

التطبيق العملي: إن سفر إستير يوضح الإختيار الذي نتخذه بأن نرى يد الله في ظروف حياتنا أو إعتبار الأمور مجرد مصادفة. الله هو الحاكم والسيد على الكون كله ويمكن لنا أن نثق أن خططه لا تتأثر بأفعال الأشرار. رغم أن إسمه لم يذكر في هذا السفر، إلا أن عنايته وتدبيره لشعبه كأفراد أو كأمة، واضحين خلال السفر بأكمله. فمثلاً لا يسعنا إلا أن نرى تأثير العلي في توقيت قلق وعدم قدرة الملك أرتحشستا على النوم. ومن خلال مثال مردخاي وإستير فإن لغة الحب الصامتة التي كثيراً ما يستخدمها الآب للتواصل مع أرواحنا واضحة في هذا السفر.

أثبتت إستير أنها تمتلك روحاً نقية وقابلة للتعليم وأظهرت قوة عظيمة وطاعة تلقائية. كان إتضاع إستير مختلفاً بصورة كبيرة عمن كانوا حولها، وهذا كان سبب إرتفاعها لتصبح ملكة. إنها ترينا كيف أن التمسك بالإحترام والتواضع، حتى وسط الظروف الصعبة أو المستحيلة، كثيراً ما يؤهلنا لنكون أدوات بركة لا توصف لأنفسنا وللآخرين. ونصنع حسناً بأن نتمثل بإتجاه قلبها النقي في كل نواحي الحياة، وخاصة في التجارب. إننا لا نجد أي تذمر أو إتجاه قلب رديء ولو مرة واحدة في السفر كله. وكثيراً ما نقرأ أنها وجدت "نعمة" لدى المحيطين بها. وهذه النعمة أنقذت شعبها في النهاية. يمكننا أن نحصل على نعمة كهذه عندما نرضى حتى بالإضطهاد ونتبع مثال إستير في التمسك بالتوجه الإيجابي مضافاً إليه التواضع والتصميم على الإتكال على الله. فمن يعلم ربما وضعنا الله في وضع كهذا لوقت مثل هذا؟
 
قديم 25 - 03 - 2017, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 17097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سفر أيوب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الكاتب: لا يذكر سفر أيوب إسم كاتبه. الإحتمالات المرجحة هي أن يكون كاتبه إما أيوب أو إلياهو أو موسى أو سليمان.

تاريخ كتابة السفر: إن تاريخ كتابة السفر يحدده شخصية كاتب سفر أيوب. إذا كان موسى هو كاتبه، يكون تاريخ كتابته حوالي عام 1440 ق. م. أما إذا كان سليمان هو الكاتب، فيكون تاريخه حوالي 950 ق. م. وحيث أننا لا نعرف الكاتب فلا يمكن أن نعرف تاريخ الكتابة.

غرض كتابة السفر: يساعدنا سفر أيوب على فهم ما يلي: لا يستطيع الشيطان أن يصيبنا بأذى مادي أو جسدي إلا بسماح من الله. الله له سلطان على ما يمكن أو لا يمكن أن يفعله الشيطان. إن الأمر يفوق قدرتنا البشرية على فهم "الأسباب" وراء كل المعاناة في العالم. سوف ينال الأشرار عقابهم. لكن لا يمكننا أن نفسر معاناتنا وخطايانا بأسلوب حياتنا. قد يسمح الله بالمعاناة في حياتنا أحياناً لتطهيرنا، أو إختبارنا، أو تعليمنا، أو تقوية نفوسنا. يظل الله فيه الكفاية لنا، ويستحق بل ويطلب محبتنا وتسبيحنا في كل ظروف الحياة.

آيات مفتاحية: أيوب 1: 1 "كَانَ رَجُلٌ فِي أَرْضِ عُوصَ اسْمُهُ أَيُّوبُ. وَكَانَ هَذَا الرَّجُلُ كَامِلاً وَمُسْتَقِيماً يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ".

أيوب 1: 21 "عُرْيَاناً خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي وَعُرْيَاناً أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً".

أيوب 38: 1-2 "فَقَالَ الرَّبُّ لأَيُّوبَ مِنَ الْعَاصِفَةِ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُظْلِمُ الْقَضَاءَ بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ؟"

أيوب 42: 5-6 "بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي. لِذَلِكَ أَرْفُضُ وَأَنْدَمُ فِي التُّرَابِ وَالرَّمَادِ".

ملخص: يبدأ هذا السفر بمشهد في السماء حيث يأتي الشيطان ليشتكي ضد أيوب أمام الله. ويصر أن أيوب يخدم الله فقط لأن الله يحميه ويطلب الشيطان الإذن من الله ليختبر إيمان وولاء أيوب. ويسمح له الله ولكن في حدود معينة. لماذا يتألم الأتقياء؟ هذا هو السؤال الذي يطرأ بعد أن يخسر أيوب عائلته وثروته وصحته. يأتي أصدقاء أيوب الثلاثة أليفاز وبلدد وصوفر "لتعزيته" ومناقشة سلسلة مصائبه الساحقة. أصروا أن آلامه هي عقاب خطية ما في حياته. ولكن أيوب يظل مخلصاً لله في هذا كله ويقول أن حياته لم تكن حياة خطية. ويقول رجل رابع هو إلياهو لأيوب أنه يجب أن يتضع ويخضع لإستخدام الله للتجارب لتنقية حياته. أخيراً، يسأل أيوب الله نفسه ويتعلم دروساً ثمينة عن سيادة الله وحاجته أن يثق ثقة كاملة في الله. بعد هذا يرد الله أيوب إلى الصحة والسعادة والإزدهار بما يفوق ما كان عليه سابقاً.

إشارات للمستقبل: بينما كان أيوب يتفكر في سبب بؤسه، طرأ على ذهنه ثلاثة أسئلة إجاباتها كلها في الرب يسوع وحده. هذه الأسئلة ترد في الإصحاح 14. أولاً، في عدد 4 يسأل أيوب قائلاً: "مَنْ يُخْرِجُ الطَّاهِرَ مِنَ النَّجِسِ؟ لاَ أَحَدٌ!" يخرج سؤال أيوب من قلب يدرك أنه لا يستطيع أن يرضي الله أو أن يتبرر أمامه. الله قدوس؛ أما نحن فلا. لذلك توجد هوة عظيمة بين الإنسان والله بسبب الخطية. ولكن إجابة السؤال الذي إعتصر أيوب توجد في الرب يسوع المسيح الذي دفع عقاب خطايانا وإستبدلها ببره وبذلك جعلنا مقبولين في نظر الله (عبرانيين 10: 14؛ كولوسي 1: 21-23؛ كورنثوس الثانية 5: 17).

سؤال أيوب الثاني " أَمَّا الرَّجُلُ فَيَمُوتُ وَيَبْلَى. الإِنْسَانُ يُسْلِمُ الرُّوحَ فَأَيْنَ هُوَ"! (الآية 10)، وهو سؤال عن الأبدية والحياة والموت إجابته في المسيح. مع المسيح فإن إجابة سؤال: "فأين هو؟" هي الحياة الأبدية في السماء. بدون المسيح تكون الإجابة "في الظلمة الخارجية حيث البكاء وصرير الأسنان" (متى 25: 30).

يوجد سؤال أيوب الثالث في الآية 14 "إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟" ومرة أخرى نجد الإجابة في المسيح. بالفعل نحن نحيا ثانية إن كنا فيه. "وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ. أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (كورنثوس الأولى 15: 54-55).

التطبيق العملي: يذكرنا سفر أيوب بوجود "صراع كوني" يحدث وراء الستار ولا نعلم عنه شيء في العادة. أحياناً نتساءل عن سبب سماح الله بحدوث شيء ما، ونشك في صلاح الله دون أن نرى الصورة كاملة. يعلمنا سفر ايوب الثقة في الله في كل الظروف. يجب أن نثق في الله، ليس فقط متى كنا لا نفهمه ولكن لأننا لا نفهمه. يقول كاتب المزامير "اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ" (مزمور 18: 30). إذا كانت طرق الله "كاملة" فيجب أن نثق أن مهما كان ما يفعله – أو يسمح به – فهو أيضاً كامل. قد يبدو هذا غير ممكن بالنسبة لنا، ولكن أفكارنا ليست هي فكر الله. صحيح أننا لا نقدر أن نتوقع أن نفهم أفكاره بالكامل كما يذكرنا هو: "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ" (إشعياء 55: 8-9). ومع هذا، فإن مسئوليتنا تجاه الله هي أن نطيعه، ونثق به، ونخضع لمشيئته سواء كنا نفهمها أم لا.
 
قديم 27 - 03 - 2017, 03:17 PM   رقم المشاركة : ( 17098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذا من إستَحَقَ أن يكون المسيح مسيحه !!
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


على خلفية ما صرح به أحد الأباء الكهنة بميت غمر في محاولة منه إقصاء شعب كنيسته عن الذهاب لكنائس البروتستانت وحرمان من يحضر إجتماعاتهم من التناول .. وختم كلامه .. مسيحنا غير مسيحهم وإيماننا غير إيمانهم !!!
فبالصدفة أو ربما يكون ترتيب إلهى أننى شاهدت الفيلم الأمريكي الحربى Hacksaw Ridge "هاكسو ريدج " وهو من إخراج ميل جيبسون إنتاج عام 2016 فقد شاهدت الفيلم في نفس توقيت إنتشار فيديو الأب الكاهن والذى كان حديث الساعة ،
وقصة الفيلم مأخوذة عن قصة حقيقية لجندى أمريكى يُدعى desmond Doss "ديزموند دوس" ولد بولاية فيرجينيا في 17 يناير 1919 ، وتوفى 23 مارس عام 2006 عن عمر يناهز 87 عام ، وقعت أحداثها أثناء الحرب العالمية الثانية بعد أن إنضمت الولايات المتحدة الأمريكية للحرب وفى عام 1942 تطوع الأمريكي دوس لجبهة القتال بالجيش الأمريكي وهو من طائفة السبتيين " الأدفنتست " وهم طائفة بروتستانتية مُتطوعاً كمُسعف لينقذ الجنود المُصابين قدر إستطاعته أي كعمل خيرى وليس كمُقاتل !! وبدأ التدريبات بالفعل في كتيبته وأتى اليوم الذى وجب عليه أن يتسلم سلاحه ولكنه رفض أن يتسلمه !! وبدأ رؤسائه في مُناقشته لماذا يرفض حمل سلاحه ، فقال لهم أننى تطوعت للجيش برغبتى كى أسعف المُصابين وليس لأقتل نفوس فأنا أتمسك بوصية الرب الذى قال " لا تقتل " فبدأ قائد كتيبته في إضطهاده ومُعاقبة الكتيبة بأكملها بسببه مما أدى إلى هجوم زملائه في الكتيبة عليه وإنتهاره وتعييره بالجُبن تارة وضربه ضرب مُبرح تارة !! وبعدها قاموا بمُحاكمته عسكرياً الى أن كان الحكم في النهاية لصالحه بأن يعمل في الحرب كمُسعف وليس كمُقاتل ، وفى عام 1944 بُعثت كتيبته لساحة الحرب في معركة جوام وشارك فيها دوس كمُسعف دون أن يحمل سلاح ، فكان سلاحه هو إنجيله الذى لم يكن يحمل سواه بل لم يفارقه لحظة واحدة ، أصيب خلال المَعَارك ثلاث مرات، دافع فيها عن زملائه المُحاربين بكل شجاعة وإخلاص ، وفى عام 1945 شارك في معركة أوكيناوا وخلالها حاولت كتيبته إحتلال الجزيرة التي سُميت " مُرتفع المنشار " وبعد أن تسلقوا المُرتفع واجهوا القوات اليابانية العنيفة ، فأصيب عدد كبير من جنود الكتيبة بإصابات بالغة حيث تفرقوا في أنحاء الجزيرة خلال أيام معدودة ورغم تقهقر وإنسحاب الجنود الأصحاء إلى موقع كتيبتهم وإنقطاع الغطاء النارى عنه إلا أنه بإصراره وإيمانه أستطاع أن ينقذ من المُصابين 75 جندي بعد إسعافهم وإخراجهم من الجزيرة إلى كتيبتهم فكان طوال الليل يُخاطر بحياته لإنقاذهم لعدة أيام بل الأدهى أنه أنقذ عدد من الجنود اليابانيين بعد أن قام بإسعافهم .. وكان يُحدث الله ويقول له كما جاء على لسانه شخصياً في حوار له كنت أنقذ جندى وأقول يارب ساعدنى أن أنقذ واحد آخر وبعد أن أنقذه أكرر رجائى إلى الله مرة آخرى إلى أن إستَطَعت إنقاذ واحد تلو الآخر إلى أن وصل عددهم 75 جندي .. فقد تعرض "دوس" للموت المُحقق أكثر من مرة لكن كان الله سنداً جباراً له ، فأنقذه كل مرة من الموت بأعجوبة وكم ظهرت عناية الله لدوس ولم تتخلى عنه قط .. فحقاً كان رجل الله فلم يخذله الله .
شجاعته لم يكن لها مثيل وهو من وُصِمَ بالجُبن عندما علموا برفضه حَمل السلاح .. لا لم تكن شجاعة بل كان إيمان .. بل كان حب لله وللبشر .. بل كان إصرار على حفظ الوصية ، وتنفيذها دون الخوف من الموت ومخاطر ما قبل الموت ، وهو الذى تطوع في الجيش بمَحض إرادته لينقذ نفوس من الموت لا ليقتل نفوس خلقها الله .. تعرض للموت والإصابة عدة مرات وهو أعزل دون سلاح يدافع به عن نفسه إيماناً منه أن الذى نهاه عن قتل إنسان قادر أن يحرسه ويحميه ويعينه في إسعاف الجنود سواء من جيشه الأمريكى أو من جيش العدو اليابانى !!
فهل هذا الرجل البروتستانتى لا يستحق لقب قديس بجدارة ؟!!
فهل هذا الرجل البروتستانتى مسيحه غير مسيحنا الأرثوذكسى ؟!!
تكريما لعمله الكبير توج بجائزة الشرف على يد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هارى ترومن في أكتوبر 1945 ... فالرجل توج في الأرض من البشر فما بالنا بتتويجه السمائى !! .. فألا يستحق؟!!
فأرى أن هذا الرجل المُسالم هو من أستحق أن يكون المسيح مسيحه .. فهو من عرف من هو المسيح حقاً دون تعصب .. فهو من أسعف العدو قبل الصديق ونفذ الوصية الصعبة علينا جميعاً الا وهى كما قالها السيد المسيح " أحبوا أعداءكم .. باركوا لاعينكم .. صلوا إلى مبغضيكم .. الرجل لم يَكتفِ بمحبة العدو فحسب وهو الذى كان من حقه قتل العدو دفاعاً عن النفس لأنه ببساطة في حرب ، في ساحة قتال ، وكل شيء مُباح في الحرب ، فإن لم يَقتِل عدوه فَسَيَقُتله عدوه .. لكنه بذل نفسه من أجل العدو قبل الصديق ، .. لكن الطامة الكبرى أننا لسنا في ساحة حرب أو في حالة دفاع عن النفس ويخرج علينا رجل دين مُعلناً أن مسيح الطائفة الأرثوذكسية غير مسيح الطائفة البروتستانتية ؟!!
وبالمناسبة أنا أرثوذكسية صميمة ودرست بالكلية الإكليريكية ودرست مادة اللاهوت المقارن على يد قداسة البابا شنودة الثالث .
آخيراً .. سؤال أطرحه عليكم .. ما تصوركم لمكانة هذا الرجل الآن عند المسيح .. فهل هذا الرجل الذى ينتمى لطائفة السبتيين التابعة للبروتستانت ذهب للسماء أم ذهب للجحيم لأنه بروتستانتى؟!! فإن كان ذهب إلى الجحيم لأجل طائفته بعد كل ما فعل من خير غير عادى وتمسكه بالوصية .. وبالطبع مستحيل أن يتخلى الله عنه لأن هذا ضد عدل الله وحاشا أن يكون الله غير عادل فيلقى به بجهنم رغم كل ما فعله لمجرد أنه ينتمى لطائفة البروتستانت .. غير مُبالِ بالمخاطر والإصابات والرعب وهو الذى كان يستطيع أن ينقذ نفسه ويهرب مع من هربوا من الجنود الغير مصابين ولكنه فضل الموت أعزل حتى ينقذ نفوس من الهلاك فربما بسببه مد الله في أعمارهم حتى ينالوا فرصة للتوبة أي أنقذهم من الموت مرتين ، الموت الأرضى والموت الأبدى ... وما تصوركم على سبيل المثال لأرثوذكسى لا يصنع رحمة ويرتكب المعاصى والخطايا فهل هذا هو من سيذهب الفردوس لأن كل مؤهلاته أنه أرثوذكسى ؟!! .. هل هذا يعقل أن مسيحنا الواحد نقسمه حسبما يحلو لنا وحسب تطلعاتنا .. هل نمزق جسد المسيح .. هل المسيح يرضيه هذا الكلام الساذج .. هل المسيح هو إله لطائفة بعينها دون غيرها .. هل المسيح العادل سيهلك هذا الرجل البروتستانتى الذى صار حسب الوصية حباً في المسيح ويكتشف بعد ذلك أنه مرفوض من المسيح لأنه فقط بروتستانتى .. هل يعقل ما وصلنا له من تعصب نشكو منه الآخر عندما نعانى من تعصبه ضدنا فنتعصب نحن ضد بعضنا البعض .. فالمسيح مسيح لمن يعرفه وينفذ وصاياه في مخافة وإتضاع دون كبرياء وتعالى .. ألم يقل السيد المسيح ليوحنا عندما قال له
يا معلِّم رأينا واحدًا يُخرج الشيَّاطين باسمك،
فمنعناه لأنه ليس يتبعنا.
فقال له يسوع: لا تمنعوه،
لأن من ليس علينا فهو معنا ...
فالمسيح مسيح المحبة والسلام والعطاء .. مسيح الإنسان الذى يفعل ما مشيئته فليس لنا سوى مسيح واحد ... مسيحنا إله الكل ... يحب الجميع ومن يستحقه هو كل صانع سلام كما صنع هو وليس كل من يصنع الفُرقة .. من يستحقه أن يكون المسيح مسيحه كل من يجول يصنع خيراً كما كان يفعل هو.. من يستحقه هو كل من يهدأ ولا يعلو صوته بإهانات وجرح مشاعر الآخر ليربح النفوس كسيده الذى جاء من أجل جميع الأمم وكيف كان يعامل السامريين .. فإن رابح النفوس حكيم .. من يستحقه لابد أن يكون وديعاً مُتعقلاً مثله والذى قال عنه الكتاب "لا يصيح ولا يصرخ ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ، قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مُدخنة لا يُطفئ .
 
قديم 27 - 03 - 2017, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 17099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف انتقل بيت العذراء مريم من الناصرة إلى لوريتو؟
معجزات لم يتمكن العلم من تفسيرها حتى اللحظة!
حتى إن القديس فرنسيس تنبأ بها
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لم يتمكن العلماء الذين درسوا هذه الظاهرة من تفسيرها يوماً!
بدأ الناس بتكريم سيدة لوريتو انطلاقاً من الأعجوبة التي تروي نقل بيت السيدة العذراء من الناصرة.
بيتٌ صغير من الحجارة، تحوّل الى ذخيرة يحميها الكاثوليك في الأراضي المقدسة خاصةً وانه البيت حيث بشر الملاك مريم وزارها الروح القدس. وتُشير بعض التقاليد الى أن العائلة المقدسة عاشت أيضاً في هذا المنزل.

وبعد قرون من الزمن، في العام 1291، خلال فترة التوّسع الإسلامي الكبير وقبل وصول الصليبيين الى الناصرة، اختفى منزل العائلة المقدسة بطريقةٍ لا يمكن تفسيرها ليظهر، بطريقة لا يمكن تفسيرها أيضاً، في مدينة تيرزاز، في دالماتيا القديمة، في منطقة البلقان وفي ما يُعرف اليوم بكرواتيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود.

وتجدر الإشارة الى ان الكاهن المحلي كان مريضاً جداً وشُفي بأعجوبة قبل أن تظهر عليه العذراء وتقول له: “هذا هو البيت حيث نما يسوع في أحشائي بفضل الروح القدس وحيث عاشت العائلة المقدسة في الناصرة.”
وقد نُقل منزل العائلة المقدسة كما هو من الناصرة الى تيرزاز.

بدأ الشعب بالحج الى المكان وبالحصول على النعم والشفاءات. أرسل الحاكم المحلي، الذي أدهشته الظاهرة، أربعة علماء الى الأراضي المقدسة ليتأكدوا ما إذا كان هذا هو فعلاً منزل العذراء.

لم يجد العلماء في الناصرة سوى أساسات البيت ودهشة أبناء الناصرة باختفائه. وكانت الاساسات تُناسب تماماً مقاسات أساسات البيت في تيرزاز وهي لا تزال موجودة اليوم في كنيسة البشارة في الناصرة.
وحصلت أعجوبة أخرى بعد ثلاث سنوات: ففي 10 ديسمبر 1294، ارتفع بيت العذراء فوق البحر المتوسط وحطّ في غابات لوريتو في ريكاناتي، في إيطاليا.

تذكر المؤمنون حينها نبوءة القديس فرنسيس الأسيزي: “ستكون لوريتو من أكثر المواقع قداسةً في العالم وستُبنى هنا كنيسة على شرف سيدة لوريتو.” وفي الواقع، سرعان ما أصبحت الكنيسة التي بُنيّت على مقربة من البيت من أبرز مزارات أوروبا.
طلبت الكنيسة من عدد كبير من المهندسين وعلماء الفيزياء والآثار والخبراء إجراء دراسات وتحليل هذه الظاهرة فأجمعوا جميعاً على انه من غير الممكن تفسير انتقال المنزل:

– ارتفع من الأرض دون أي قاعدة دعم ومن الممكن إسناد أسفله بقضيب حديدي دون أي عائق.
– لا يمكن إيجاد حجارة البناء في إيطاليا: فقط في الناصرة، في الأرض المقدسة.
– إن باب البيت من خشب الأرز وهو خشب لا نجده كذلك في إيطاليا بل فقط في فلسطين.
– قد تمّ بناء الجدران بواسطة إسمنت مصنوع من كبريت الكالسيوم والفحم وهو خليط كان يُستخدم في فلسطين في ايام يسوع لكنه لم يكن معروفاً في إيطاليا عندما ظهر المنزل في لوريتو.
– تتناسب عواميد المنزل بشكل تام مع القاعدة التي لا تزال في الناصرة.
– يتميّز المنزل الصغير والمتواضع بالطابع النصراني الخاص بحقبة يسوع.
لم يتمكن العلماء يوماً من تفسير ظاهرة انتقال بيت السيدة العذراء الى لوريتو. ولا عجب في أن تكون عذراء لوريتو هي شفيعة الطيران تأكيداً على اعجوبة الإنتقال هذه.
 
قديم 27 - 03 - 2017, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 17100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,336,068

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مريض بركة بيت حسدا
«هذا رآه يسوع مضطجعًا وعلم أن له زمان كثيرً فقال له أتريد أن تبرأ»
(يو 5 : 6)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقدمة

جاء في قصة خيالية، أن رجلاً أدنى إلى أذنه بذرة من بذور أشجار البلوط، وسمعها تقول: يومًا من الأيام سأكون ألواحًا قوية تمخر عباب البحر، ولا تبالي بالأمواج العاتية، أو أكون سقفًا يحمل الثقل فوقه بصلابة كاملة، أو سأدخل في إقامة الكثير من المؤسسات والمنشآت وغيرها مما يحتاج إليه الإنسان، وقال لها الرجل السامع: ما هذا الذي تقولين أيتها الحبة الصغيرة، وكيف يمكن أن يكون هذا؟ وجاء الجواب: أنا والله نفعل هذا كله!! هذه هي الحقيقة التي نبصرها كبشر وهي جديرة بالتأمل العميق الصحيح!! إن الإنسان في حد ذاته، لا يزيد عن بذره البلوط، التي لا تستطيع أن تصنع شيئًا من ذاتها، حتى ترتبط بالقدرة الإلهية التي تصنع كل شيء، أو هو في لغة أخرى أشبه بعصا موسى التي ظلت حتى بلغ الثمانين من عمره لا تصنع إلا ما يصنعه بها الإنسان العادي، لكنها تحولت مع القدرة الإلهية إلى عصا المعجزات، وأضحت هي موسى، الذي أصبح عصا الله وأداته في العمل الجبار العظيم، ولعل موسى أدرك في كل ما فعل، أنه لا يزيد عن كونه العصا التي تحركها اليد الإلهية، عندما نذكر هذه الحقيقة، يظهر أمامنا سؤال من أضخم الأسئلة التي تواجهها الحياة البشرية، وهي ما هي الرابطة بين إرادة الله وحرية الإنسان، وكيف نربط هذه بتلك!!؟ إذا أردنا أن يأتي إنسان إلى العالم، إن هذا لا يمكن بأي حال من الأحوال بغير الإرادة الإلهية!!؟ لكن هذه الإرادة في جلالها ومجدها العظيم لا يمكن أن تحقق هنا الأمر دون أن يكون هناك رجل وامرأة تربطهما الإرادة الإلهية معًا، وتحقق بهما ومعهما هذا!! هنا مريض وجه إليه السيد المسيح السؤال - يرغب أن يصنع المعجزة العظيمة في حياته - : «أتريد أن تبرأ»!!؟ وقد أراد السيد بذلك أن يربط الإرادتين معًا ليصنع المعجزة والأعجوبة!! وقصة الرجل - من هذه الزاوية - تعطينا ثراء كبيرًا لو أحسنا التأمل فيها.. ولعلنا نستطيع أن نراها فيما يلي:



المسيح يثير في الرجل إرادة الشفاء

قال المسيح للرجل: «أتريد أن تبرأ»!!؟ وهو سؤال يبدو غريبًا عجيبًا إذ أن وجود الرجل في ذلك المكان دليل على رغبته في أن يبرأ!! غير أن السيد المسيح أثار هذا السؤال لأنه أهم سؤال كان الرجل يحتاج إليه، ويلزم أن يتبلور في ذهنه، ويشد أعصاب إرادته بكل ما يمكن أن تكون عليه هذه الأعصاب من قوة وتحفز!! قد نقول إن كل مريض يرغب أساسًا في الشفاء، وكل مريض يتمنى أن تنتهي آلامه وتعاساته ومتاعبه التي تأتي من المرض الذي يعانيه، ولكننا نحب أن نفرق بين «الإرادة» وبين «الرغبة» أو «التمني» أو ما أشبه.. كل إنسان يرغب أن يكون غنيًا أو قويًا أو مبتهجًا أو سعيدًا، ولا نظن أن إنسانًا يرغب العكس أو يتمنى أن يعيش على ما هو عليه من آلام ومتاعب، ولكن شتان بين الرغبة والإرادة، إن الرغبة في الخيال البدائي، هي الصور التي ترسمها أحلام اليقظة، والتي تقص على الأطفال، أو يقرؤها المعذبون في خيالات ألف ليلة وليلة، هي ذلك الخاتم السحري الذي يدعكه الإنسان، فإذا بالعبد العملاق الجبار طوع البنان ورهن الإشارة، ينقل الطالب في دقيقة واحدة إلى آخر الدنيا أو يأتي له بالمائدة الحافلة، أو ينجز طلباته بيسر ما بعده يسر، وهي خيالات في الحقيقة يمليها عذاب الإنسان الذي أسره الواقع البغيض، والذي لا يجد منه نجاة أو فكاكاً، أما الإرادة فهي شيء آخر، هي الخيال والأمل والرغبة مضافًا إليها الجهد والحركة وبذل كل ما يمكن عمله، حتي يتحول الخيال إلى واقع، والتمني إلى حقيقة ملموسة فإذا حللنا مريض بركة بيت حسدا، تبين لنا أنه كان يملك الرغبة، ولكنه لم يكن يملك الإرادة، وكان لابد أن يسأل السيد: أتريد أن تبرأ!!؟ كانت أول صفة - على الأغلب - عند الرجل، أنه الإنسان الذي لا يبالي، هو بعض أولئك الذين يعيشون في الحياة ولا فرق عندهم أطابت أم ضاعت.

بدأ الرجل حياته بخلاعة وتهتك لا يعرف شيئًا اسمه الاعتدال، وقد جاء مرضه نتيجة إدمانه الشر وعدم الاحتراس منه، ومن ثم احتاج إلى قول السيد: «ها أنت قد برئت فلا تخطيء أيضًا لئلا يكون لك أشر» (يو 5 : 14) وهي كلمات لا يمكن أن تقال إلا للمستهتر الذي لا يبالي بالنتائج على الإطلاق، ويظهر هذا بوضوح في موقف الرجل من المسيح، الذي شفاه، ومع ذلك قيل عنه: «أما الذي شفى فلم يكن يعلم من هو. لأن يسوع اعتزل إذ كان في الموضع جمع» (يو 5 : 13) وشتان بين هذا الرجل، وبين المقعد الذي شفاه بطرس عند باب الجميل: «وبينما كان الرجل الأعرج الذي شفى متمسكًا ببطرس ويوحنا تراكض إليهم جميع الشعب إلى الرواق الذي يقال له رواق سليمان وهم مندهشون» (أع 3 : 11).. كلا الرجلين نال الشفاء، ولكن مريض بيت حسدا نال الشفاء دون أن يتمسك أو يتلق بشافيه، ومهما كانت رغبة المسيح في الاعتزال إلا أن المخلص الذي أنقذه بعد ثمان وثلاثين سنة، كان لا يمكن أن يفلت بعيدًا عن عينيه، لولا أنه كان من الصنف الذي لا يبالي بالمنقذ أو المخلص أو الصديق... بعد أن نال الشفاء وقام إلى الحياة والحركة بين الناس، كان من أبسط ما نتوقعه أن يتمسك هذا الرجل بالسيد كما تمسك الآخر بالرسولين! بل من المتصور جدًا أن الرجل كان وصوليًا، وعندما عرف المسيح ذهب وأخبر عن السيد لا لأنه يريد أن يعطيه مجدًا بل لعله كان خائفًا من كسر السبت، ويريد أن يحمل المسئولية كلها ليسوع المسيح!! وهو رجل يمكن أن تضيف إلى هذا كله أنه ربما يأس من فرط المرض الطويل الذي استمر ثماني وثلاثين سنة، وهو رقم مخيف، ليس من السهل تصوره، وهو مثل لتعاسة الإنسان في الأرض، هذا المرض كان لابد أن يترك أثره العميق الغائر في ذهن الرجل وطباعه، إذ يقتل فيه الإرادة الحرة المتحركة النشطة، ويستبدلها بذهن متبلد، يركن إلى التواكل والضعة، فهو يعيش على الفتات الساقط من أيدي المحسنين، أو الذي يزورنه إلى جانب المرضى الآخرين، بهذا يجد لقمته التي تمسك عليه رمق الحياة، إن كان وجوده في الدنيا على هذا الوضع يمكن أن يوصف بالحياة، وفي الأغلب إن عذابات الرجل جلعته يضيق بالحياة نفسها أو يعيش حاقدًا على كل شيء، على الحياة، والناس، والنفس فهو منبوذ مكروه من الناس، وهو يكره الناس جميعًا، ولا سيما عندما يرى غيره يهبط إلى البركة مغتنمًا تحريك الماء، وهو ليس له إنسان يلقيه فيها، إذ هو المشلول الذي فقد الحركة فلم يستطع منافسة الآخرين فيها، مثل هذا الإنسان الذي ران عليه صدأ الحياة، وانهال عليه ترابها من كل جانب. كان حاجته الأولى الملحة، قبل الشفاء، إيقاظ معنى الشفاء في نفسه، إذ كان لابد أن يكون السؤال الصحيح: أيها التعس المريض، هل تحولت تعاستك إلى «عادة التعاسة» إن صح التعبير، وهل بكيت في الحياة، إلى أن يتحول البكاء «نغمة الحياة» عندك، وهل ركنت إلى الأرض، إلى أن أصبحت الأرض فراشك الذي لا يتغير، ولا تروم عنه تحركًا أو بديلاً، أو بعبارة أخرى هل تجمدت الحياة عندك، فأصبحت كتلة جامدة في الحياة انترعت منها إرادة الحياة، فلم تعد سوى الوجود بلا إرادة!! نحن لا نستطيع أن نعرف الحقيقة الرجل قبل أن ندرك أنه الصورة المخيفة التي تفعلها الخطية، عندما تميت الحياة وتترك صاحبها بليد الذهن والعاطفة والإرادة،

رسم هوجارت المصور صورة أطلق عليها «البيت اللاعب» وفيها نرى جماعة من الناس جالسين بوجوه كالحة يلعبون القمار حول المائدة الخضراء، بعضهم أخذته سكرة الربح، والبعض الآخر يأس الخسارة وقنوطها، وإذا بالنار تشب في المنزل، وترتفع ألسنتها إلى السقف، وإذا بحارس الليل يقول: النار النار!! وإذا بهم جميعًا - مع ذلك - لا يرعوون أو يتحركون!! أيتها النفس التي استبد بها المرض، وسيطر عليها اليأس، إن سؤال المسيح الأول لك : «أتريد أن تبرأ»!!؟ أم أنت مستكين إلى وضعك، كما يستكين الميت إلى حفرة في الأرض، لا ينتقل أو يتحرك منها لأنه لم يعد يعرف معنى كلمة الانتقال أو الحركة، بل لم يعد يسمعها!!



المسيح يبين للرجل استحكام الداء

لم يكن المسيح يقصد فقط تحريك إرادة الرجل نحو الشفاء، بل أراد أيضًا أن ينهض أمام ذهنه وخياله استحكام الداء، إن الرجل تحول بسنواته الثماني والثلاثين إلى صورة مرعبة لما يمكن أن يفعله المرض في حياة أي إنسان، بل لعل الرجل في هذه السنوات الطويلة أضحى رمزًا ناطقًا في كل التاريخ شاهدًا على ما يفعله الشر، وقدرة السيد الظاهرة عليه، ومن ثم أخذ بعض المفسرين الذين يعمدون إلى الرمزية لا يرون في مرضه رمزًا لما هو أعتي وأقسى وأشد، ... وقيل إن الرجل كان يمثل الأمة الإسرائيلية بأكملها، والأروقة الخمسة في بيت حسدا، هي أسفار موسى الخمسة، أسفار الناموس، وفي هذه الأروقة ينطرح المرضى المعذبون المفلوجون العاجزون، وهم لا يجدون في الناموس شفاء من ضربة الخطية، ولعنة الأثم لأن بالناموس معرفة الخطية، ولكنه لا قوة فيه على الشفاء من ضربة القلب، إن الناموس في الواقع أشبه بالقانون في الأمة، ولا يمكن لأمة أن تعيش بغير قانون، وكلما كان القانون صادقًا وعادلاً ودقيقًا كلما كان أقل الناس في الحياة أجمل وأكمل وأقوى، لكن القانون في أي مكان في الأرض لم يمنع الجريمة يومًا من الأيام، فالناس رغم علمهم بالقانون، يكسرونه، ورغم معرفتهم بالعقوبة يرتكبون الجريمة!! ويذهب المفسرون الرمزيون أيضًا إلى أن الثماني والثلاثين سنة، تشير إلى السنوات التي قضاها الإسرائيليون في البرية بعد خروجهم من أرض مصر، أو لعلها تشير إلى عدد القرون التي انتظرتها البشرية حتى يأتي المسيح مخلص العالم!!

وعلى أي حال لسنا نظن أنه كان بين المرضى الموجودين عند بركة بيت حسدا من يصلح أن يكون نموذجًا لقسوة المرض والداء، مثل هذا الرجل، وقد أخذه المسيح كأسوأ مثل لما يمكن أن تتركه الخطية في حياة الناس، وأتعس حالة تحتاج للعلاج، ومن عادة المسيح أن يكشف للضعيف ضعفه العميق، قبل أن ينقذه مما به من وهن وضعف وشقاء، فالمرأة المنحنية من ضعفها قال لها السيد: «يا امرأة إنك محلولة من ضعفك» (لو 13 : 12) والولد الذي جاء به أبوه في أسفل جبل التجلي سأله المسيح عن مدة المرض، لكي يوقفه أمام الحقيقة الرهيبة حقيقة استحكام الداء..

على أن ما هو أسوأ من العجز نفسه، أن الرجل فقد الناس والملائكة معًا: «أجابه المريض يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء بل بينما أنا آت ينزل قدامي آخر» (يو 5 : 7) وليس المجال الآن بحث الماء المتحرك الشافي الذي يحركه الملاك متى نزل، وقد تمكنت هذه العقيدة من الذين يذهبون إلى المكان لنيل الشفاء، ومن المتصور أن حوادث معجزية كثيرة حدثت في بركة بيت حسدا أو «بيت الرحمة» وكان الناس يسرعون بمرضاهم إلى البركة متى تحرك الماء، ولكن هذا البائس لم يكن له «إنسان» ليلقيه في البركة متى جاء «الملاك» فلا إنسان ليسنده، ولا ملاك ليسعفه، وفقد الرجل رجاءه في الناس والملائكة معًا، ولعله فقد الرجاء في الله أيضًا تحت وطأة المرض القاسي الطويل، ويعتقد أن الرجل عندما استمع إلى كلام المسيح، كان أقصى ما يتصوره، أن الشخص الرحيم الذي يناقشه بلواه وشكواه، يمكن أن يكون هو الرجل الذي يهتم به، عندما يأتي الملاك إلى البركة!! إنها مأساة قاسية يمر بها ملايين الناس في هذه الأرض، في رحلتهم المجهدة تجاه الأبدية، وإنها لمأساة محزنة ولا شك أن لا يجد الإنسان على الدرب الممتد الطويل إنسانًا أو ملاكًا يمد له يد المعونة والمساعدة والتعضيد، ولكن الطريق الخالي من الإنسان والملاك نجد فيه صديق البؤساء ورفيق المتألمين الرب يسوع المسيح!!

إن السؤال الذي ما يزال يطوف بالذهن، لماذا طال المرض إلى هذا الحد من الزمن!! ولماذا خلت طريق الرجل من الناس أو الملائكة!!؟ هل يرجع الأمر إلى الارتباط الدائم بين الشر والجزاء، وأن الرجل يمكن أن ينهض مثالاً حياً لنفسه وللآخرين، ليؤكد أنهم لا يمكن أن يجتنوا من الحسك أو الشوك تينًا أو عنبًا، وأن آلام البشر الدائمة لمن يدرك أو يتأمل هي العظة الشاهدة بهذه الحقيقة في كل الأجيال والعصور، وأن منبر الله ليس في داخل الكنائس وحدها، بل أنه ينتصب في كل منعطف وطريق وموقف ومكان صارخًا في الجميع: «هذه هي نتيجة الخطية»

أم يمكن أن تكون هناك الصورة الأخرى التي رسمتها بركة بيت حسدا، في تزاحم الناس وتسابقهم إلى الشفاء، وكيف يمكن أن يدوس بعضهم بعضًا في حلبة هذا السباق: «بل بينما آت ينزل قدامي آخر»..!؟ عندما يركض الراكضون، ويتسابق المتسابقون مهما بذلوا من الجهد، فإن الكثيرين سيخرجون من الجهاد، وقد قالوا الكلمة المؤسفة التي قالها مريض بيت حسدا!! لقد سبقني آخر!؟ يستعد الشاب للوظيفة التي يحلم بها ويجهز كافة مؤهلاته وأوراقه لها، وفي اللحظة الأخيرة يعود محطم القوى زائغ البصر، وعندما يسأل لماذا هو هكذا؟ يقول : لقد سبقني آخر! يخترع المخترع اختراعه الذي يجند له كل ما عنده من جهد ومال، وقبل أن يعلن عن هذا الاختراع أو يظهره للناس، يأخذه الرعب أو الضيق، وعندما تسأل عن السبب يقول: «لقد سبقني آخر» يذهب الشاب المحب مدفوعًا بالأمل وقد عقد رجاءه على خطبة فتاة، هي غاية أحلامه ومناه، ثم يرجع ممتلئًا بالأسى والأحزان، يكاد يبكي وينتحب، وعندما يسأل لماذا يفعل هكذا... يأتي الجواب: «لقد سبقني آخر» كانت الصورة المروعة التي أبصرها الكابتن سكوت ودونها في مذكراته عن رحلاته إلى القطب الجنوبي، وأفزعته أيما فزع، أن أبصر من على بعد في التيه البعيد علمًا فذهب ليرى هناك علماً أسود لمجموعة قد سبقته، وهلكت في التية العظيم، وكان العلم الأسود صورة لضياع إنسان قد سبقه إلى المكان وما أكثر ما يرفع الرافعون هذا العلم عند الفشل والحاجة والضياع والهلاك، وهم يشبهون المريض القديم في بيت حسدا وقد ذهبت أمالهم على كر السنين، وفوق سريرهم ومضطجعهم العلم الأسود: «لقد سبقني آخر»..

على أن الأمر قد يكون مرده إلى صورة أخرى هي أن اليأس قد يطول حتى لا يلتفت الإنسان إلى إنسان أو ملاك مهما كان صديقًا أو رحيمًا، ولم يعد له رجاء في آخر غير الله، لقد إنحنى الشاعر هوتيمن على الأبطال المتعثرين في الطريق وهو يقول : هناك الأغاني الكافية للناجحين، والذين لمعت أسماؤهم أمام العيون، ولكني أريد أن أغني للمصدوم والساقط، الذي لم يبلغ حظه أو ينته إلى مناه، وهو عند الشاعر يستحق أن نقف لنبكي معه حظه العاثر وصدمته القاسية، وما أكثر الذين يبلغون بيت حسدا بعد الجهد النبيل، والصبر القاسي، ليصرخوا الصرخة المؤلمة القاسية لقد بذلت أكثر مما في طوق الإنسان، وها أنا مقطوع الأمل في النجاح لأنه ليس لي إنسان أو ملاك!!..

لست أعلم بأيه صورة نطق مريض بيت حسدا بقوله للسيد المسيح، ولكني أود لو أن موسيقيًا حول كلماته إلى لحن بكل ما يشتمل عليه اللحن من الحزن والمرارة والتعاسة والبكاء.



المسيح يعطي للرجل الشفاء الكامل



لم يكن يعلم الرجل عندما فقد «الإنسان» و«الملاك» أنه أمام ابن الإنسان، ابن الله، وهي الحقيقة التي تعطيها لنا القصة لنهتف بها في أذن المتألمين والتعساء والمرضى والمقطوعين والمنكوبين، ولعله من اللازم أن ندرك أن الرجل لم يذهب إلى المسيح، بل المسيح هو الذي ذهب إليه، وأنه عندما تضعف إرادتنا أو تتلاشى، فإن السيد هو الذي يأتي إلينا لكي ينهضها ويحركها، وكلنا أشبه ببطرس النائم في سجنه، ويداه مقيدتان بالسلسلة، وهو غائب عن نفسه، وما قد يواجهه في الغد من مصير، ولكن السيد يرسل ملاكه ليضرب جنب بطرس، ويسقط السلسلتين ويفتح أبواب السجن، ويدفعه إلى الطريق، قبل أن يثوب بطرس إلى رشده، ويعرف ماذا فعل الرب به، وكلنا في وهن إرادتنا وضعفها وترددها، تأتي دائمًا الإرادة الأقوى والأعظم والأقدر، لتنتصر على كل شيء، وتأسر كل شيء لطاعة المسيح!!



قال السيد للرجل:« قم إحمل سريرك وإمش»، ولم يقف الرجل ليناقش الأمر ويسأل كيف يمكن أن يكون هذا، وأنا لا أستطيع الحركة. ولم يتردد ليزن الأمر بالموازين الذهنية التي يمكن أن تقول له إن الفراش هو الذي يحمله، وهو لا يستيع أن يحمل الفراش، كما أنه لم يجادل في أن البركة لم يتحرك ماؤها، وبالتالي لم يأت ملاكها، وكيف يمكن أن ينال الشفاء بعيدًا عن المعتقد أو المتعارف عليه بين المرضى، إن الوجه الكريم الذي أطل عليه، والابتسامة المشجعة المنظورة بين الناس، إذ أنها في الواقع تفتح قلبه وذهنه إلى عالم آخر غير منظور، يتحكم في كل ما هو ظاهر ومنظور، إنها تفتح لها باب القدرة الإلهية التي تحكمها نواميس أعلى من النواميس المعروفة للإنسان، وهي تدعوه إلى الإيمان بهذا الباب والدخول منه إلى الصحة والقوة والحياة!!



لقد أدرك الرجل أن غير المستطاع عند الناس مستطاع لدى الله، وأن المفتاح الوحيد للوصول إلى ما يراه الناس مستحيلاً على الاطلاق، هو الإيمان، ولم يتردد في استخدام هذا المفتاح، وانتقل به إلى عالم جديد يختلف تمامًا عن عالمه القديم المليء بالعجز والضياع والكساح والمأساة والشقاء!!



هل انتهت قصة مريض بيت حسدا!! وهل لا توجد نماذج أخرى يمكن أن تنهض في كل العصور والأجيال لتؤكد أن يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد!! إن كتب الدنيا لا تتسع لعمل المسيح المتكرر مهما اعتقد الناس أنه من المستحيل أن يبرأ هذا الإنسان أو ذاك من المرض الذي أقعده وأشله وقتل حياته وآدميته، طالما أن لنا الإيمان بمحبة السيد الذي يطل على آلام الناس، وبقدرته العجيبة في إبرائهم وشفائهم!! وربما نستطيع أن نعطي صورة أو نموذجًا من واقع قارتنا الأفريقية، عندما جاء روبرت موفات المرسل العظيم إلى هذه القارة، امتلأت حياته بالمعجزات التي صنعها المسيح على يديه ولعل قصة: «أفريكانر» تعد من أعظم الصور للقدرة الإلهية!! قال روبرت موفات ذات يوم لأحد أصدقائه المضيفين: «إني ذاهب إلى مضارب أفريكانر»!! وارتفعت صيحات السامعين إذ قال المضيف: «إنه سيجعلك هدفًا لغلمانه لكي يصوبوا اسهامهم إليك» وقال آخر: «ويسلخ جلدك ويصنع منه طبلاً يرقصون عليه» وقال ثالث: «وسيصنع طاسا للشرب من جمجمتك» وقالت امرأة وهي تتنهد: «لو كنت طاعنًا في السن لكان الخطب هينًا، لكنك شاب تقدم نفسك فريسة للوحش» ولم يعبأ موفات بكل هذا الكلام!... وذهب،... وحدثت المعجزة العجيبة، إذ أن أفريكانر لم يسمح فقط لموفات بالعمل بين شعبه، بل جاء هو إلى المسيح، وتحول الوحش قديسًا، وفي سنة 1819م ذهب موفات إلى مدينة رأس الرجاء الصالح ليرسل تقريرًا إلى جمعية لندن التي أرسلته، ويتلقى تعليمات جديدة منها، ... ورأى أنه لخير العمل أن يصطحب أفريكانر معه، ولكن ذاك كان طريد الحكومة وكانت الجائزة ألف ريال، فلما عرض عليه موفات أمر الذهاب صمت ثم قال: «دعني أفكر وألقي حملي على الرب فإنه لا يتركني» ثم عاد وقال : «أنا مستعد أن أذهب معك والرب معنا». وكانت مسألة مروره في أرض البوير عقدة صعبة الحل، لأن الجرائم التي ارتكبها في الماضي ضدهم تفوق الحصر والوصف. ولكنه أرتدى شيئًَا من ملابس موفات، وذهب معه كتابع بسيط، وإذ وصلا إلى قرية معروفة استضافهما رجل من البوير وسأل الرجل موفات : «من أنت؟!» قال: «أنا موفات» .. «هل أنت خياله؟» «لست خيالاً بل أنا انسان حقيقي» «لا تقترب مني فأنت قد قتلت وقد قتلك أفريكانر من زمن طويل كما قال شاهد عيان رأي عظامك بعينيه» «لست أنا فقط حيًا، بل أن افريكانر قد تجدد بحيث لا يوجد الآن رجل سلام نظيره بين كل القبائل»... «وإن كان ما تقوله صحيحًا، فكم أرجو أن أراه قبل أن أموت، أنا مستعد أن أسافر إلى أية جهة بالرغم من أنه قتل عمي..!»... «لا لزوم للسفر الطويل.. فهذا أفريكانر الجالس بجانبي» فقفز الرجل من مكانه كأنه بوغث بصاعقة «أحقًا أنت أفريكانر» فوقف الزعيم الأفريقي على قدميه وانحنى بكل أدب : «نعم أنا هو» فقال البويري بكل خشوع: «يا إلهي ما أعظم أعمالك، وأي شيء يعجز أمام قوة نعمتك» وقد وصف أحد خدام الله أيام أفريكانر الأخيرة إذ قال: «لما وجد الرئيس أن النهاية قد دنت دعا إليه قومه وحدثهم: أننا لسنا كما كنا متوحشين بل نعترف أننا تعلمنا مباديء الإنجيل فلنسلك بسلام بحسبها، ونحن نعيش مع الجميع.. اتحدوا وكونوا مخلصين لأي معلم يرسله الله إليكم. إن حياتي الماضية ملوثة بالدم، ولكن يسوع سامحني، وأنا الآن ذاهب إليه في السماء.. احترزوا من أن تسقطوا ثانية في الشرور التي تبتم عنها... بل اطلبوا الله فيوجد منكم»



إن المسيح مازال إلى اليوم يتحرك ليواجه أقسى حالات المرض الإنساني بما يصاحبها من أوصاب وأوجاع.. ولكن السؤال الأساسي الهام الذي يضعه أمام كل مريض وقبل كل شيء: «أتريد أن تبرأ»
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025