منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 19 - 08 - 2024, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 170801 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أأَنا الخبزُ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد. والخُبزُ الَّذي سأُعْطيه أَنا هو جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العَالَم
تشير عبارة "أَنا الخبزُ الحَيُّ" إلى شخص يسوع نفسِهِ، جَسَده ودمِه، الذي فيه الحَياة. ويُعلق الواعظ سيدلو باكستر الواعظ المشهور: "إنَّ يسوع لم يأتِ لتقديم خُبز الحَياة لنا، بل ليقِّدم نفسه، لأنَّه قال: "أنا هو خُبز الحَياة"، يُقدِّم نفسه بصفة على أنَّه خُبز الحَياة. يسوع هو خبز الحياة، لأنَّه يحيا بالآب (يوحنا 6: 57). إنه مبدأ حياة حيث يجد فيه المؤمن إشباع جوعه الدَّاخلي؛ فكما أن الإنسان حين يأكل الخُبزِ العادي يتحوّل الخُبزِ لأنسجة ودَمَ وتكون له حياة كذلك حين يتناول جَسَد المسيح ويتَّحد به تكون له حياةً أبديَّة. ويُعلق كاهن سِستِرسياني بودوان دو فورد: "يُدْعى يسوع الخُبزِ الحَيُّ، لأنّه يملك في ذاته الحَياة الّتي تدوم، ولأنّه يمكن أن ينجِّي من الموت الرُّوحيّ وأن يعطي الحَياة" (سرّ المذبح، الجزء الثَّاني العدد 3). أمَّا عبارة" الخُبزِ الحَيُّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء" تشير إلى يسوع الخُبزِ الذي يُعطي حياة أبدية للإنسان مُقارنة مع المَنَّ الذي أعطي لبني العهد القديم الجائعين في البرِّية؛ فالمَنَّ الذي نَزَلَ من السَّماء لم يكن إلاّ رمزًا نبويًا إلى يسوع خبز الحَياة النَّازل من السَّماء، الذي يُعطي العَالَم الحَياة الأَبدِيَّة. لم يستطع المَنَّ أن يمنع الموت عن بني العهد القديم (يوحنا 6: 49) أمَّا من يأكل من خُبز الحَياة الذي يُعطيه يسوع لن يموت أبدأ (يوحنا 6: 50-51). الخُبزِ الحَيُّ أعظم من المَنَّ الذي هو مادة لا حَياة فيها، وإذا تُركت فسدتْ سريعًا، ولا يكفي آكله سوى يوم ٍ واحدٍ. أمَّا يسوع فليس مجرد خبز، بل هو جوهر حياة الله ذاته الذي قدّم نفسه لنا لكي نحيا فيه دائمًا. أمَّا عبارة "مَن يَأكُلْ مِن هذا الخُبزِ يَحيَ لِلأَبَد" فتشير إلى يسوع الذي يُقدِّم جَسَده في هيئة خبز نأكله ونتَّحد به لنيل الحَياة الأَبدِيَّة، لأنَّه حيٌ ومُحيي، والحَياة موجودة في شخصه، كما صرَّح لتلاميذه "لِأَنِّي حَيٌّ ولأنَّكُم أَنتُم أَيضًا سَتَحيَون" (يوحنا 14: 19). وهذه الحَياة تشتمل على كمال القداسة والسَّعادة، فالذي ينالها لا يدخل في الدَّينونة، لأنَّه يتبرَّر، ثم يتقدّس ثم يتمجّد. لكنَّه لا ينجو من مَوت الجَسَد، لكنَّ هذا المَوت سيُهزم، كما يصرِّح بولس الرَّسول:" ابتَلَعَ النَّصْرُ المَوت" (1قورنتس 15: 54).
 
قديم 19 - 08 - 2024, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 170802 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"الخُبزِ الَّذي سأُعْطيه أَنا" فتشير إلى الخُبزِ الذي يُعطيه يسوع بتقديم جَسَده، وهذا ما ندعوه سرَّ القربان الأقدس أو الإفخارستيا. والإفخارستيا كلمة يونانية خµد…د‡خ±دپخ¹دƒد„خ¯خ± صدرت عن رسالة بولس في كلامه عن يسوع في تأسيس سر القربان " وهو أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها أخَذَ خُبْزًا وشَكَرَ خµل½گد‡خ±دپخ¹دƒد„ل½µدƒخ±د‚، ثُمَّ كَسَرَه وقال: هذا هو جَسَدي، إِنَّه مِن أَجْلِكُم. اِصنَعوا هذا لِذِكْري" (1 قورنتس 11: 24). اختار يسوع أكثر السبل طبيعية وبشرية وسهلة المنال لكي يهبنا الله حياته ونحيا بها، إذ أصبح خبزًا، مقدِّمًا نفسه قوتًا للبشرية جمعاء. لا يقتصر الخبز على تناول الإفخارستيا فحسب، إنَّما علينا أن نعيش علاقة عميقة معه. أمَّا عبارة "سأُعْطيه أَنا" فتشير إلى كلمات يسوع " أَبي يُعطيكُم خُبزَ السَّماء الحَقّ" (يوحنا 6: 32) مِمَّا يدل على إرادة الآب والابن أن يحيا الجميع أبديًا وليس موقتًا، كما حدث مع بني العهد القديم الذي حصل على مَنْ السَّماء فأكلوه وعاشوا أيامًا على الأرض ثم ماتوا أبديًا (خروج 16: 35). أمَّا عبارة "هو جَسَدي" في الأصل اليوناني دƒل½±دپخ¾ (معناه لحم ودَمَ) فتشير إلى ما يكوّن حقيقة الإنسان، بما فيه من إمكانيات وضعف بالوهن والفناء والزوال والّتي تتسم نهايتها بالموت (يوحنا 1: 14)، وتقابلها كلمة "بشر" في اللُّغة العربية، أي المخلوق الضَّعيف إزاء الخالق القوي الكبير. وهذه اللَّفظة أطلقت على تجسُّد كلمة الله "الكَلِمَةُ صارَ بَشَرًا" دƒل½°دپخ¾ (يوحنا 1: 14)، أي أنّ يسوع شارك بشكل كامل في بُعد المحدوديّة والفقر والموت الّذي يُميز الطبيعة البشريّة. لقد تولى البداية لاستكمالها في جسده، هذا هو إذن الواقع البشري الملموس والهش والمحدود الّذي تتخذه كلمة الله. ومن هذه الزَّاوية تدل اللَّفظة "بشر" على قيمة التَّجَسُّد من أجل الخلاص، لآنَّ يسوع منح طبيعته البشرية ليكون قوتًا للإنسان، واستخدم الجَسَد مجازيًا بدل الخُبزِ كونه ذبيحة.
 
قديم 19 - 08 - 2024, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 170803 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"جَسَدي أَبذِلُه لِيَحيا العَالَم" فتشير إلى البُعد الفدائي الذي يمتاز به موت يسوع. لم يُحببنا الله بالكلام بل بالعمل، إذ أخذ جَسَدًا حقيقيًا. "احتاج" المسيح إلى جَسَد كي يبذل نفسه من أجل الإنسانية وخلاصها. وهكذا كشف المسيح هنا عن نيَّته في بذل جَسَده على الصَّليب كفارة عن الخطايا. فالمسيح لم يُخلَّص النَّاس بمجرّد تجسُّده بل بموته على الصَّليب بدلًا عنهم لكي ينالوا الغفران والمصالحة مع الله وموهبة الحَياة الأَبدِيَّة. ويتفق هذا الأمر مع ما أنبأ به أشعيا (فصل 53) ويوحنا المعمدان أن المسيح هو "حمل الله" (يوحنا 1: 36)، والفصح الحقيقي "فقَد ذُبِحَ حَمَلُ فِصْحِنا، وهو المسيح" (1 قورنتس 5: 7)؛ وما الإفخارستيا إلاَّ ذبيحة المسيح نفسها على الصَّليب لكي نأكل خبز الحَياة ـ وما خبز الحَياة إلاَّ تناول جَسَد الرَّبّ ودَمَه؛ ومن هذا المنطلق، هناك صلة بين يسوع، مصدر الحَياة وبين موته، كما صرّح: "الرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف (يوحنا 10: 11). أمَّا عبارة " العَالَم " فتشير في إنجيل يوحنا إلى اليهود والأمم الوثنية، لأنَّ ذبيحة المسيح كافية للجميع ومعروضة على الجميع "إِنَّه كَفَّارةٌ لِخَطايانا لا لِخَطايانا وحْدَها بل لِخَطايا العَالَم أَجمع" (1 يوحنا 2: 2)؛ ويُعلق القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 -373): " المَنُّ (خبز موسى) لم يكن كاملًا فقد أعطي فقط للشَّعب العبراني. أمّا ربّنا، فقد أراد أن يكون عطاؤه أشمل من عطاء موسى، وأن تكون دعوة الشُّعّوب أكمل من دعوة موسى" (عظة في شرح للإنجيل). وأمَّا في إنجيل لوقا فتشير لفظة العَالَم إلى التلاميذ "هذا هو جَسَدي يُبذَلُ مِن أَجلِكُم (22: 19)، كذلك في رسالة بولس " إِنَّه مِن أَجْلِكُم" (1 قورنتس 11: 24). أمَّا هنا يوجّه يسوع كلامه توجيهًا مباشرة إلى الحاضرين من المؤمنين المُشتركين في الإفخارستيا، وأمَّا في إنجيل متى (26: 28) وفي إنجيل مرقس 14: 24) فيُراق دَمَ يسوع " مِن أَجْلِ جَماعةِ النَّاس. هدف الحَياة هو الحَياة الحقيقية هي التي يعطيها الكلمة المُتجَسِّد يسوع المسيح بذبيحة جَسَده ودَمِه. إن الخُبزِ الوحيد الذي يُغذّي ويمنح الحَياة هو جَسَده، وأن الطَّريقة الوحيدة للوصول إلى حبِّ الله تتمّ من خلال هذا الجَسَد. يدعونا يسوع أن نجسَّد هذه الحياة في داخلنا.
 
قديم 19 - 08 - 2024, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 170804 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فخاصَم اليَهودُ بَعضُهم بَعضًا وقالوا: كَيفَ يَستَطيعُ هذا أَن يُعطِيَنا جَسَده لِنأكُلَه؟



تشير عبارة "خاصَمَ اليَهودُ بَعضُهم بَعضاً" إلى جدال بين اليهود بسبب الاختلاف في فهمهم كلام يسوع، حيث فهم البعض الكلام على المستوى الرُّوحي، والبعض الآخر فهم الكلام على المستوى الجَسَدي، لذلك رفضه حيث أنَّ شرب الدَمَ كان مُحرَّمًا لدى اليهود (التكوين 9: 4)، لأنَّ الرُّوح موجود في الدَمَ، لكن ذبيحة المسيح تختلف عن باقي الذبائح حيث أنه يُعطينا حياته التي في دَمِه لتقديسنا، كما جاء في الرِّسالة إلى العبرانيِّين "ما أَولى دَمَ المسيحِ، الَّذي قَرَّبَ نَفْسَه إلى اللهِ بِروحٍ أَزَلِيٍّ قُرْبانًا لا عَيبَ فيه، أَن يُطَهِّرَ ضَمائِرَنا مِنَ الأَعمالِ المَيْتَة لِنَعبدَ اللهَ الحَيّ !"(العبرانيِّين 9: 13 – 14)؛ لقد أخطأ اليهود فهم معنى كلام المسيح، كما أخطأه قبلًا نيقوديموس (يوحنا 3: 4) والمرأة السَّامرية (يوحنا 4: 11)؛ أمَّا عبارة "كَيفَ يَستَطيعُ هذا أَن يُعطِيَنا جَسَده لِنأكُلَه" فتشير إلى استفسار إنكاري، أي لا يقدر أَن يُعطِيَنا جَسَده لِنأكُلَه. ويتضمن هذا السُّؤال نبرة من الاستهزاء والسُّخرية بكلام يسوع، لأنَّ هذا الأمر هو مخالفٌ للشَّريعة، إذ أنَّ الشَّريعة الموسويَّة تُحرم شرب الدَمَ كما امر الرَّبّ موسى: "أَنقَلِبُ على آكِلِ الدَّمِ وأَفصِلُه مِن وَسْطِ شَعْبِه. لأَنَّ نَفْسَ الجَسَدِ هي في الدَّم، وأَنا جَعَلتُه لَكم على المَذبَحِ لِيُكَفَّرَ بِه عن نُفوسِكُم، لأَنَّ الدَّمَ يُكَفِّرُ عنِ النَّفْس" (الأحبار 17: 10-11). ويُعلق القديس كيرلس الكبير مُندهشا "اليهود الذين آمنوا أنَّه بأكلِ لحم خروف الفصح وبنضحِ دَمَه على الأبواب يهرب الموتُ منهم، ويُحسبون نفسهم مُقدَّسين، ولن يعبر بهم المُهلك، وكيف لا يؤمنون بأن تناول جَسَد حمل الله ودَمَه يهبهم الحَياة الأَبدِيَّة؟". ولذلك فإن سبب جدال اليهود ومنازعتهم هو عدم الإيمان، كما يقول أشعيا "إن كنتم لا تؤمنون فلن تفهموا"(أشعيا 7: 9). لهذا كان من الصَّواب أن يتأصل فيهم الإيمان أولا، ثم يأتي بعد ذلك الفهم للأمور التي يجهلونها. استخدم بولس الرَّسول تعبير الجَسَد والدَمَ في حديثه عن التناول: "أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها أخَذَ خُبْزًا وشَكَرَ، ثُمَّ كَسَرَه وقال: ((هذا هو جَسَدي، إِنَّه مِن أَجْلِكُم. اِصنَعوا هذا لِذِكْري)). وصَنَعَ مِثلَ ذلكَ على الكَأسِ بَعدَ العَشاءِ وقال: ((هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلُّمَا شَرِبتُم فاصنَعوه لِذِكْري" (1 قورنتس11: 23-26). ونحن نسأل اليوم نفس سؤال اليهود، ولكن بصيغة ثانية وهي: كيف يمكن أن يمنحنا يسوع الخبز الأساسي لحياتنا؟


 
قديم 19 - 08 - 2024, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 170805 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم" إلى الأهمية والتأكيد الذي اعتاد المسيح أن يصرِّح بهما أنَّ ما ظهر لليهود مُحالًا ومُضحكًا هو شرط ضروري للخلاص. أمَّا عبارة "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ" فتشير إلى شرط ضروري للخلاص. وأمَّا عبارة "دَمَه" في الأصل اليوناني د€خ¯خ·د„خµ خ±ل½گد„خ؟ل؟¦ د„ل½¸ خ±ل¼·خ¼خ± فتشير إلى لفظ "مقدس" في الـمفهوم الإنساني للّاهوت الكتاب المقدس، لأنَّه يُمثل الحياة نفسها كون الدَّم ينتمي لله وحده، إذ يبثّ الدم في كل إنسان. يدعو يسوع تلاميذه، ليشربوا من دمه أي مشاركتهم في حياته، دون أي استحقاق منهم. إنَّه تعالى يمنح حياته للجميع بحبّ وبمجانيّة. ولا يمكن أن تكون هناك مصطلح أكثر ملائمة للوليمة، (الأكل والشُّرب)، للتَّعبير عن سر تقدمة يسوع حياته واتحاده بنا. ومن هنا يدل ههنا على الدَّم الذي سفكه من خلال بذلِ حياته في ذبيحة الجلجلة على الصَّليب، وإلى الموت الذي يهب الحَياة. ويدلُّ هذا الإعلان عن قرار يسوع بإعطائه جَسَده ذبيحة من أجل حياة العَالَم. وكلُّ قداس هو نفس الذَّبيحَة. ولذلك فإن سر الإفخارستيا الذي نأكل فيه جَسَد المسيح ونشرب دَمَه هو امتداد لذبيحة الصَّليب. السِّر معناه نوال نعمة غير منظورة تحت أعراض الخُبزِ والخَمر المنظورة، فما نتناوله هو خبز وخمر، وفي الحقيقة يقول لنا إيماننا أنَّ الخبز والخمر أصبحا جَسَد ودَم المسيح. وأشار يسوع المسيحَ مخلِّصَنا إلى هذا الخُبزِ وهذه الخمرةِ إلى ما ورد في سفرِ الأمثال، حيث جاء: "هَلُمُّوا كُلُوا مِن خُبزِي وَاشرَبُوا مِنَ الخَمرِ الَّتِي مَزَجْتُ" (أمثال 9: 5).


 
قديم 19 - 08 - 2024, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 170806 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"وتَشرَبوا دَمَه " فتشير إلى الدُّخول في علاقة حميمة عميقة معه، وهذا يعني الدُّخول في قلب وجوهر حياة يسوع والتمتُّع بحياة الشَّركة معه. أمَّا عبارة "ابنِ الإِنسانِ" فتشير إلى المسيح كونه ابن الله المُتجسِّد، لأنَّه لا يستطيع أن يموت يسوع دون التَّجسد. أمَّا عبارة" فلَن تَكونَ فيكُمُ الحَياة" فتشير إلى عدم نيل اليهود حياة روحية والرَّجاء للحياة الأَبدِيَّة إلاَّ بإيمانهم بالمسيح. لا يكفي لليهود أن يروا أعمال المسيح ويسمعوا كلامه لكي ينالوا الحَياة إنْ لم يتَّخذوا المسيح بالإيمان قوتًا لنفوسهم. أمَّا عبارة "الحَياة" في الأصل اليوناني خ¶د‰ل½´خ½ فتشير في ضوء إنجيل يوحنا إلى الكلمة المتجسدة، وهذه الحياة هي نور البشر (يوحنا 1: 4). أي أن ابن الله المتجسِّد يمتلك في ذاته جوهر الحياة الإلهية الأبدي. يسوع جاء ليهب لنا حياة تفيض فينا (يوحنا 10: 10). يتحدث إنجيل يوحنا بأكمله عن الحياة: ترتبط كافة المعجزات التي صنعها يسوع ارتباطًا وثيقًا بموضوع الحياة: الماء الذي قُدِّمَ للمرأة السامرية (يوحنا 4)، والنُّور الذي أُعطي للرجل الأعمى منذ مولده (يوحنا 9)، والحياة التي أعيدت لإحياء أليعازر (يوحنا 11)، وخاصة في الفصول الفصحية. ففي خاتمة الإنجيل يقول يوحنا أن الإنجيل كُتب لكي نؤمن، ولكي تكون لنا الحياة إذا آمنا (يوحنا 20: 31). وقد تكرَّرت كلمة "الحياة" ثماني مرات في هذا النص الإنجيلي حيث أن الخبز يدل أيضًا على الحياة كما ورد في الآية التالية “وكما أَنَّ الآبَ الحَيَّ أَرسَلَني وأَنِّي أَحْيا بِالآب فكَذلِكَ الَّذي يأكُلُني سيَحْيا بي" (يوحنا 6: 57). فعل يسوع كل شيء لكي نحيا.
 
قديم 19 - 08 - 2024, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 170807 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




تشير الآية "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" إلى تأكيد الآية السَّابقة "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ وتَشرَبوا دَمَه فلَن تَكونَ فيكُمُ الحَياة" لأنَّهما بمعنى واحد سوى أنَّ الآية الأولى تنفي الحَياة لغير المؤمن والآية الثَّانية تعطي الحَياة، ولأنّ المسيح هو مصدر الحَياة، والمؤمن يتَّحد به بالإيمان فيشترك في الحَياة الأَبدِيَّة. وتبدأ تلك الحَياة في الإنسان عندما يقتات بجسد والمسيح ودمه بالإيمان به. أمَّا عبارة " أَكل" في الأصل اليوناني د„دپل½½خ³د‰ (معناه مضغ، قضم) فتشير إلى استعمال يوحنا الإنجيلي مفرد حسِّي لوصف الاشتراك في الإفخارستيا، وهو شبيه بأكل العشاء الفصحى حيث كانت العادة الجارية عند اليهود أن يُحسِنوا مضغ أطعمة عشاء الفصح خاصة خروف الفصح. ونلاحظ هنا أن يوحنا الإنجيلي يُشدّد على واقعيَّة جَسَد يسوع ضِدَّ البدعة الظَّاهرية القائلة أنَّ يسوع لم يأخذ جَسَدًا حقيقيًا من مريم. أمَّا عبارة "مَن أَكل جَسَدي" فتشير إلى صيغة المُتكلم. فالانتقال من صيغة الغائب: "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ" (يوحنا 6: 53) إلى صيغة المتكلم "مَن أَكل جَسَدي" (يوحنا 6: 54) دليل على معادلة بين ابن الإنسان وبين يسوع. لذلك يشير جسد يسوع إلى عطيَّة حياته وعطيَّة الشَّركة مع الله التي يُحقِّقها في نفسه (يوحنا 6: 57). لذلك يدعونا يسوع للدُّخول في الشَّركة القويَّة والحميمة مع يسوع من خلال تبنِّي أسلوب حياة مُشابه لأسلوب حياته.
 
قديم 19 - 08 - 2024, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 170808 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"مَن أَكل جَسَدي" فتشير إلى صيغة المُتكلم. فالانتقال من صيغة الغائب: "إِذا لم تَأكُلوا جَسدَ ابنِ الإِنسانِ" (يوحنا 6: 53) إلى صيغة المتكلم "مَن أَكل جَسَدي" (يوحنا 6: 54) دليل على معادلة بين ابن الإنسان وبين يسوع. لذلك يشير جسد يسوع إلى عطيَّة حياته وعطيَّة الشَّركة مع الله التي يُحقِّقها في نفسه (يوحنا 6: 57). لذلك يدعونا يسوع للدُّخول في الشَّركة القويَّة والحميمة مع يسوع من خلال تبنِّي أسلوب حياة مُشابه لأسلوب حياته. أمَّا عبارة "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي" في الأصل اليوناني ل½پ د„دپل½½خ³د‰خ½ خ¼خ؟د… د„ل½´خ½ دƒل½±دپخ؛خ± خ؛خ±ل½¶ د€ل½·خ½د‰خ½ خ¼خ؟د… (معناها الأكل الدَّائم والشُّرب بمعنى الشَّركة الدَّائمة) فتشير إلى الاشتراك في حياة يسوع وموته الذي ينتج عنه نيل الحَياة الأَبدِيَّة والقيامة في المستقبل. أمَّا عبارة "فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة" فتشير إلى حياة الآب السَّماوي، "فكَما أَنَّ الآبَ له الحَياةُ في ذاتِه فكذلِكَ أَعْطى الِابنَ أَن تَكونَ له الحَياةُ في ذاتِه" (يوحنا 5: 26) ويعطى الابن الحَياة الأَبدِيَّة للذين يأكلون جَسَده ويشربون دَمَه. فقد قال يسوع "أنا خُبزُ الحَياة" (يوحنا 6: 48). وحيث أنَّ يسوع "خبز الحَياة" يُعطي لمن يأكل جَسَده أن يحيا به، كما هو يحيا بالآب (6: 27-28). وقد أوصى يسوع بالأكل من هذا الخُبزِ "خُذوا كُلوا! إنَّ هذا الخُبزِ هو جَسَدي للحياة الأَبدِيَّة"(متّى 36:26). أمَّا عبارة "أُقيمُه اليَومِ الأَخير" فتشير إلى الوعد بالقيامة للمرَّة الرَّابعة في هذا النَّص (يوحنا 6: 39، 40، 44). والقيامة هي ملحق لعَطيِّة "حياة أبديَّه ". إنَّ نفس المؤمن لا تنال كمال الحَياة الأَبدِيَّة إلاّ متى قام الجَسَد وشارك الرُّوح في السَّعادة، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول "نحنُ الَّذينَ لَنا باكورةُ الرُّوحِ نَئِنُّ في البَاطِن مُنتظِرينَ التَّبَنِّي، أَيِ افتِداءَ أَجسادِنا" (رومة 8: 23)، فالقيامة هي حياة مع الله في الحَياة الحاضرة، ولكن القيامة لا تتحقَّق في كمالها إلاّ في اليوم الأخير. القيامة تبدأ الآن، وتكتمل في اليوم الأخير، كما قالت مرتا ليسوع "َعلَمُ أَنَّه سيَقومُ في القِيامَةِ في اليَومِ الأَخير (يوحنا 11: 24). والإفخارستيا هي خميرة القيامة للمؤمنين (يوحنا 6: 39-40). وكما أنَّ الخُبزِ المادي يسدُّ جوع الحَياة الجَسَدية، كذلك الخُبزِ الرُّوحي يسدُّ جوع الحَياة الرُّوحية. الخُبزِ النَّازل من السَّماء الذي أعطاه موسى (عدد 11: 7) يقوت ليوم ٍواحدٍ ولا يمنع الموت، أمَّا المسيح فهو يُقدِّم ذاته خبزًا روحيًا نازلًا من السَّماء، خُبزًا يقود إلى الحَياة الأَبدِيَّة.
 
قديم 19 - 08 - 2024, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 170809 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يُعلن يسوع هنا أنَّ الاشتراك في حياته وموته ينتج عنه الحصول على الحَياة الأَبدِيَّة والقيامة في المستقبل. والجدير بالذكر أنَّ هناك تشابه، بين آية " مَشيئةُ أَبي هيَ أَنَّ كُلَّ مَن رأَى الِابنَ وآمَنَ بِه كانَت له الحَياة الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" (يوحنا 6: 40) التي تتكلم عن الإيمان، وبين آية (يوحنا 6: 54) التي تتكلم عن سر الإفخارستيا بوضوح، وهذا التشبيه يُشدِّد على أهمية الإفخارستيا والإيمان. الإيمان وحده فقط لا يكفي فلا بُد من التناول من جَسَد ودَمَ سيدنا يسوع المسيح في سرِّ الإفخارستيا. فأكْلنا جسد يسوع وشُربنا دمه، يعني أنّ نتقبل حياة يسوع ذاتها، وبالتالي فنحن مدعوون أن نحيا على مثاله كما قال بولس: "ومِن أَجْلِهِم جَميعًا ماتَ، كَيلا يَحْيا الأَحياءُ مِن بَعدُ لأَنْفُسِهِم، بل لِلَّذي ماتَ وقامَ مِن أَجْلِهِم" (2 قورنتس 5: 15).
 
قديم 19 - 08 - 2024, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 170810 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ حَق" إلى جَسَد المسيح ودَمه، وهما غِذَاء حقيقي للنَّفس كما جاء في العشاء الأخير. واستخدم بولس الرَّسول تعبير الجَسَد والدَم في حديثه عن التناول" كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبزِ وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إلى أن يَأتي" (1 قورنتس 11: 26). أمَّا عبارة "حَقّ " في الأصل اليوناني ل¼€خ»خ·خ¸ل½µد‚ (معناه حقيقي) فتشير إلى أمر حقيقي غير مزيَّف بل يختص بحاجة الإنسان الحقيقيَّة، والحاجة الحقيقيَّة تختص بالرُّوح والحَياة الأَبدِيَّة وليس مجرد عمل إعجازي دنيوي مظهري كما يطلب اليهود "أَيُّ آيةٍ تَأتينا بِها أَنتَ فنَراها ونَؤمِنَ بكَ؟ ماذا تَعمَل؟" (يوحنا 6: 30). لم يفصح المسيح هنا عن السِّر الذي سيتم بالخُبزِ والخمر، إنَّما تركه ليصنعه أمام التلاميذ ليلة الخميس المقدسة في العشاء الأخير مع تلاميذه. أمَّا عبارة " طَعامٌ حَقّ وشَرابٌ حَقّ" فتشير إلى العشاء الأخير حيث الخُبزِ (الطَّعام) والخمر (الشَّراب)، هما جَسَد المسيح ودَمه، وهما يُحققان غاية الطَّعام والشَّراب. وغاية الطَّعام والشَّراب هي ضمان الحَياة. وهذه الحَياة هي مشاركة مع الآب والابن. فالمسيح الذي تجَسَد (يوحنا 1: 14) ألا يستطيع أن يكون حاضرا تحت أعراض الخُبزِ والخمر؟ ويسوع الذي كثّر الخُبزِ والسَّمك (يوحنا 6: 1-15) ألا يستطيع أن يكثِّر حضوره تحت أعراض الخُبزِ والخمر؟ إنَّه سرُّ الإيمان. وقد أكَّد القديس أوغسطينوس على الإيمان بالحضور الحقيقي بقوله: "هذا الخُبزِ الذي ترونه على المذبح، وقد قدسه كلام الله، هو جَسَد المسيح؛ وهذه الكأس، أو بالحري ما في هذه الكأس، وقد قدَّسه كلام الله، هو دَم المسيح" (العظة 227).

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024