17 - 08 - 2024, 11:34 AM | رقم المشاركة : ( 170581 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انهيار بابل: 1 «اِنْزِلِي وَاجْلِسِي عَلَى التُّرَابِ أَيَّتُهَا الْعَذْرَاءُ ابْنَةَ بَابِلَ. اجْلِسِي عَلَى الأَرْضِ بِلاَ كُرْسِيٍّ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ نَاعِمَةً وَمُتَرَفِّهَةً. 2 خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِي دَقِيقًا. اكْشِفِي نِقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِي الأَنْهَارَ. 3 تَنْكَشِفُ عَوْرَتُكِ وَتُرَى مَعَارِيكِ. آخُذُ نَقْمَةً وَلاَ أُصَالِحُ أَحَدًا». 4 فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ. 5 «اجْلِسِي صَامِتَةً وَادْخُلِي فِي الظَّلاَمِ يَا ابْنَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ، لأَنَّكِ لاَ تَعُودِينَ تُدْعَيْنَ سَيِّدَةَ الْمَمَالِكِ. "انزلي واجلسي على التراب أيتها العذراء ابنة بابل، اجلسي على الأرض بلا كرسي يا ابنة الكلدانيين لأنك لا تعودين تُدعين ناعمة ومترفهة" [1]. دُعيت بابل "العذراء"؛ هذا التشبيه في الكتاب المقدس بخصوص المدن (إش 1: 8؛ 37: 22؛ إر 31: 21؛ 46: 11، مرا 1: 15). هذه العذراء إما تُخطب لله كعروس مقدسة له مثل أورشليم أو تخطب لعدو الخير فتصير عروسه، متحدة به، تحمل مملكة الظلمة التي له. إذ تمثل بابل النفس الساقطة خلال الكبرياء مع الترف والفرح الزمني وطلب الشهوات الأرضية فان ما حلَّ بها يكشف عما يُصيب الإنسان بسبب الخطية. ماذا حلَّ ببابل؟ أو ما هي ثمار الخطية؟ أ. بكونها عاصمة أكبر دولة في ذلك الحين مالت إلى الاهتمام بمظاهر البهرجة مع ممارسة الفساد، لها صورة الفرح الخارجي، فحّل بها الحزن الشديد لتنزل إلى التراب [1] كأنها فقدت رجلها أو أحد أحبائها (يش 7: 6؛ أي 2: 12؛ 10: 9، مز 22: 15؛ مرا 3: 29). عمل الخطية الأول هو فقدان الفرح الداخلي وسلام العقل الفائق، فتمتلئ النفس مرارة ويأسًا مع شعور بالعزلة والحرمان. * نعم يا إلهي... في غياب نورك ظهور للموت، أو بالحري مجيء للعدم.... يا لشقائي... أصابتني جراحات كثيرة، ومع أنك أنت المعزي واهب السلام، غير أنني ابتعدت عنك. يا لشقائي... لقد انتابتني حماقات جمة، ومع أنك أنت هو الحق، غير أنني لم أطلب منك المشورة... شروري سببت ليّ جراحات عميقة، إذ لم أسلك في الطريق الضيق؛ فمع كونك أنت الحياة، إلاَّ أنني لم أكن معك. القديس أغسطينوس لقد خلق الله الإنسان سيدًا على الأرض، وهبه كرامة وسلطانًا، لكن الكبرياء نزل به إلى الهاوية. صار الإنسان في مذلة العبيد، ينحني للخطية وينقاد وراء شهوات الجسد كعبد بعدما كان ملكًا يعرف كيف يوجه مشاعره وأحاسيسه وكل طاقاته لحساب ملكوت الله، لذلك قيل: "مالك روحه خير ممن يأخذ مدينة" (أم 16: 32). يُحذرنا الكتاب المقدس من الكبرياء؛ "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح؛ تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم الغنيمة مع المتكبرين" (أم 16: 18-19). * المجد الزمني يشبه صخرة مختفية في البحر، لا يعرفها البحَّار قبل أن تصطدم بها سفينة ويتمزق قاعها وتمتلئ ماء. مار إسحق السرياني إذ يتحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن صعودنا إلى السموات في المسيح يسوع الصاعد يكشف لنا كيف انحدرت حياتنا وطبيعتنا فصرنا أقل من الحيوانات، لكن مسيحنا رفعنا من هذه المذلة بصعوده ووهبنا التمتع بسمواته، إذ يقول: [انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول إلى أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح... ويوضح بولس ذلك إذ يقول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا". أين نزل؟ "إلى أقسام الأرض السفلي"؛ وصعد إلى "فوق جميع السموات" (أف 4: 10-9)... إننا لم نكن سوى ترابًا ورمادًا.... لقد صرنا أكثر غباء من الحيوانات غير العاقلة، فقد صار الإنسان يُقارن بها وصار مثلها (مز 48: 21؛ إش 1: 3)... انظروا كيف صرنا أكثر غباءً من الحمار والثور (إش 1: 3)، ومن طيور السماء واليمامة والسنونة (إر 8: 7)... صرنا تلاميذ للنمل (أم 6: 6)... أكثر جمودًا من الحجارة (إش 6: 2)، نشّبه بالأفاعي (مز 58: 5)... نُدعى أبناء إبليس (يو 8: 44)... هكذا صار انحطاطنا وعدم استحقاقنا... لكن اليوم ارتفعت طبيعتنا فوق كل خليقة. اليوم استعاد الملائكة من فقدوهم منذ زمن طويل! اليوم رأى رؤساء الملائكة أولئك الذين يشتاقون إلى رؤيتهم منذ زمن بعيد! اليوم رأوا طبيعتنا في العرش الإلهي تتلألأ في جمال أبدي ومجد سرمدي!]. ه. "اكشفي نقابك، شمري الذيل" [2]؛ وهو أمر غير لائق بالفتيات الصغيرات الشريفات في ذلك الحين، أن يكشفن وجوههن أو يشمرن ذيل ثيابهن. بعد أن كانت تبحر بسفنها التجارية أو الحربية المزينة الكثيرة الثمن بكونها ملكة العالم، يُقال لها: "اكشفي الساق، اعبري الأنهار، تنكشف عورتك وتُرى معاريك. آخذ نقمة ولا أصالح أحدًا" [3]. لقد حطمت كثيرين وأساءت إلى الأمم كثيرة لهذا استحقت أن يرتد إليها عملها فتحمل ذات العار. وكأن الخطية تدخل بالإنسان إلى العار والخزي. لقد أفقدتنا الخطية ثياب النعمة الإلهية فصرنا عراة، لكن مسيحنا الحامل خطايانا تعرَّى من أجلنا ليُقدم نفسه لباسًا يستر خزينا. * عرّاه الصالبون من لباسه كالجزارين، أما هو فصمت يشبه النعجة قدام الجزار! ترك لباسه حين فرح (في عرس الصليب)، حتى يلبس الذين خرجوا من الفردوس عرايا! يلبسهم ثيابه ويبقى هو في هزء، لأنه عرف أنها تصلح لآدم المفضوح! عروا ثيابه وألبسوه ثوبًا قرمزيًا لون الدم، حتى يتزين به العريس المقتول (الذبيح)! ماريعقوب السروجي |
||||
17 - 08 - 2024, 11:35 AM | رقم المشاركة : ( 170582 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* نعم يا إلهي... في غياب نورك ظهور للموت، أو بالحري مجيء للعدم.... يا لشقائي... أصابتني جراحات كثيرة، ومع أنك أنت المعزي واهب السلام، غير أنني ابتعدت عنك. يا لشقائي... لقد انتابتني حماقات جمة، ومع أنك أنت هو الحق، غير أنني لم أطلب منك المشورة... شروري سببت ليّ جراحات عميقة، إذ لم أسلك في الطريق الضيق؛ فمع كونك أنت الحياة، إلاَّ أنني لم أكن معك. القديس أغسطينوس |
||||
17 - 08 - 2024, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 170583 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* المجد الزمني يشبه صخرة مختفية في البحر، لا يعرفها البحَّار قبل أن تصطدم بها سفينة ويتمزق قاعها وتمتلئ ماء. مار إسحق السرياني |
||||
17 - 08 - 2024, 11:37 AM | رقم المشاركة : ( 170584 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الذهبي الفم عن صعودنا إلى السموات في المسيح يسوع الصاعد يكشف لنا كيف انحدرت حياتنا وطبيعتنا فصرنا أقل من الحيوانات، لكن مسيحنا رفعنا من هذه المذلة بصعوده ووهبنا التمتع بسمواته، إذ يقول: [انظروا إلى طبيعتنا كيف انحطت ثم ارتفعت. فإنه ما كان يمكن النزول إلى أكثر مما نزل إليه الإنسان، ولا يمكن الصعود إلى أكثر مما ارتفع إليه المسيح... ويوضح بولس ذلك إذ يقول: "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا". أين نزل؟ "إلى أقسام الأرض السفلي"؛ وصعد إلى "فوق جميع السموات" (أف 4: 10-9)... إننا لم نكن سوى ترابًا ورمادًا.... لقد صرنا أكثر غباء من الحيوانات غير العاقلة، فقد صار الإنسان يُقارن بها وصار مثلها (مز 48: 21؛ إش 1: 3)... انظروا كيف صرنا أكثر غباءً من الحمار والثور (إش 1: 3)، ومن طيور السماء واليمامة والسنونة (إر 8: 7)... صرنا تلاميذ للنمل (أم 6: 6)... أكثر جمودًا من الحجارة (إش 6: 2)، نشّبه بالأفاعي (مز 58: 5)... نُدعى أبناء إبليس (يو 8: 44)... هكذا صار انحطاطنا وعدم استحقاقنا... لكن اليوم ارتفعت طبيعتنا فوق كل خليقة. اليوم استعاد الملائكة من فقدوهم منذ زمن طويل! اليوم رأى رؤساء الملائكة أولئك الذين يشتاقون إلى رؤيتهم منذ زمن بعيد! اليوم رأوا طبيعتنا في العرش الإلهي تتلألأ في جمال أبدي ومجد سرمدي!]. |
||||
17 - 08 - 2024, 11:38 AM | رقم المشاركة : ( 170585 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* عرّاه الصالبون من لباسه كالجزارين، أما هو فصمت يشبه النعجة قدام الجزار! ترك لباسه حين فرح (في عرس الصليب)، حتى يلبس الذين خرجوا من الفردوس عرايا! يلبسهم ثيابه ويبقى هو في هزء، لأنه عرف أنها تصلح لآدم المفضوح! عروا ثيابه وألبسوه ثوبًا قرمزيًا لون الدم، حتى يتزين به العريس المقتول (الذبيح)! ماريعقوب السروجي |
||||
17 - 08 - 2024, 11:39 AM | رقم المشاركة : ( 170586 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خطايا بابل: 6 «غَضِبْتُ عَلَى شَعْبِي. دَنَّسْتُ مِيرَاثِي وَدَفَعْتُهُمْ إِلَى يَدِكِ. لَمْ تَصْنَعِي لَهُمْ رَحْمَةً. عَلَى الشَّيْخِ ثَقَّلْتِ نِيرَكِ جِدًّا. 7 وَقُلْتِ: إِلَى الأَبَدِ أَكُونُ سَيِّدَةً! حَتَّى لَمْ تَضَعِي هذِهِ فِي قَلْبِكِ. لَمْ تَذْكُرِي آخِرَتَهَا. 8 فَالآنَ اسْمَعِي هذَا أَيَّتُهَا الْمُتَنَعِّمَةُ الْجَالِسَةُ بِالطُّمَأْنِينَةِ، الْقَائِلَةُ فِي قَلْبِهَا: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. لاَ أَقْعُدُ أَرْمَلَةً وَلاَ أَعْرِفُ الثَّكَلَ. 9 فَيَأْتِي عَلَيْكِ هذَانِ الاثْنَانِ بَغْتَةً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ: الثَّكَلُ وَالتَّرَمُّلُ. بِالتَّمَامِ قَدْ أَتَيَا عَلَيْكِ مَعَ كَثْرَةِ سُحُورِكِ، مَعَ وُفُورِ رُقَاكِ جِدًّا. 10 وَأَنْتِ اطْمَأْنَنْتِ فِي شَرِّكِ. قُلْتِ: لَيْسَ مَنْ يَرَانِي. حِكْمَتُكِ وَمَعْرِفَتُكِ هُمَا أَفْتَنَاكِ، فَقُلْتِ فِي قَلْبِكِ: أَنَا وَلَيْسَ غَيْرِي. 11 فَيَأْتِي عَلَيْكِ شَرٌّ لاَ تَعْرِفِينَ فَجْرَهُ، وَتَقَعُ عَلَيْكِ مُصِيبَةٌ لاَ تَقْدِرِينَ أَنْ تَصُدِّيهَا، وَتَأْتِي عَلَيْكِ بَغْتَةً تَهْلُكَةٌ لاَ تَعْرِفِينَ بِهَا. 12 «قِفِي فِي رُقَاكِ وَفِي كَثْرَةِ سُحُورِكِ الَّتِي فِيهَا تَعِبْتِ مُنْذُ صِبَاكِ، رُبَّمَا يُمْكِنُكِ أَنْ تَنْفَعِي، رُبَّمَا تُرْعِبِينَ. 13 قَدْ ضَعُفْتِ مِنْ كَثْرَةِ مَشُورَاتِكِ. لِيَقِفْ قَاسِمُو السَّمَاءِ الرَّاصِدُونَ النُّجُومَ، الْمُعَرِّفُونَ عِنْدَ رُؤُوسِ الشُّهُورِ، وَيُخَلِّصُوكِ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْكِ. 14 هَا إِنَّهُمْ قَدْ صَارُوا كَالْقَشِّ. أَحْرَقَتْهُمُ النَّارُ. لاَ يُنَجُّونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ يَدِ اللَّهِيبِ. لَيْسَ هُوَ جَمْرًا لِلاسْتِدْفَاءِ وَلاَ نَارًا لِلْجُلُوسِ تُجَاهَهَا. 15 هكَذَا صَارَ لَكِ الَّذِينَ تَعِبْتِ فِيهِمْ. تُجَّارُكِ مُنْذُ صِبَاكِ قَدْ شَرَدُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى وَجْهِهِ، وَلَيْسَ مَنْ يُخَلِّصُكِ. صدر الأمر بانهيار بابل لكن ليس بدون حيثيات لهذا الحكم، فإن الله في محبته دائمًا يعلن لمن يسقط تحت دينونة أسباب الحكم لكي يتعظ الآخرون ولا يسقطون في ذات الخطايا. أما خطايا بابل فهي: أ. العنف وعدم الرحمة، فقد سمح الله بتسليم شعبه لبابل لأجل التأديب، لكن بابل استغلت الموقف ومارست العنف حتى على الشيوخ، دون تقدير لعجزهم بسبب كبر سنهم [6]. كان الله ينتظر منها ترفقًا بشعبه، الذين يحبهم حتى في لحظات تسليمهم للتأديب. ب. ظنت أنها فوق القانون؛ ففي استخدامها للعنف لم تدرك أن ما تصنعه بالغير يحل بها، وبالكيل الذي تكيل به يُكال لها به. ظنت أنها سيدة الكل لم تذكر آخرتها [7]. ج. تمسكها بالطمأنينة المخادعة أو السلام الكاذب [8] الذي لا يقوم على لقاء النفس مع الله مصدر السلام وإنما على اعتقاد الإنسان أنه لن يحل به شيء من أجل عظمته الباطلة أو مركزه أو غناه. حَسبت أنها لن تصير أرملة ولا ثكْلي، معتمدة على السحر والرُقى فانخدعت وبغتها الترمل والثكل في يوم واحد [9]. صارت أرملة لأنها فقدت الملك، وصارت ثكلى بقتل سكانها كأولاد وبنات لها. د. تجاهلها رؤية الله لها ومعرفته لأسرارها: "وأنتِ اطمأننتِ في شّرِك. قلتِ ليس من يراني" [10]. ه. اتكالها على الحكمة البشرية المجردة [10]، مع الالتجاء إلى السحر والرقى، إذ حسبت أن راصدي النجوم يقدرون أن يخلصوها وقت الشدة بمشورتهم ومعرفتهم للغيب، فإذا بهم هم أنفسهم يحترقون كالقش ولا ينجون من اللهيب [11-15]. لم تكن هناك دولة في العالم تعرف بالسحرة والمنجمين مثلها (راجع سفر دانيال)، وها هو النبي يسخر بهم. |
||||
17 - 08 - 2024, 11:40 AM | رقم المشاركة : ( 170587 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله يعاتب شعبه: 1 «اِسْمَعُوا هذَا يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، الْمَدْعُوِّينَ بِاسْمِ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِيَاهِ يَهُوذَا، الْحَالِفِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَالَّذِينَ يَذْكُرُونَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ، لَيْسَ بِالصِّدْقِ وَلاَ بِالْحَقِّ! 2 فَإِنَّهُمْ يُسَمَّوْنَ مِنْ مَدِينَةِ الْقُدْسِ وَيُسْنَدُونَ إِلَى إِلهِ إِسْرَائِيلَ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 3 بِالأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ زَمَانٍ أَخْبَرْتُ، وَمِنْ فَمِي خَرَجَتْ وَأَنْبَأْتُ بِهَا. بَغْتَةً صَنَعْتُهَا فَأَتَتْ. 4 لِمَعْرِفَتِي أَنَّكَ قَاسٍ، وَعَضَلٌ مِنْ حَدِيدٍ عُنُقُكَ، وَجَبْهَتُكَ نُحَاسٌ، 5 أَخْبَرْتُكَ مُنْذُ زَمَانٍ. قَبْلَمَا أَتَتْ أَنْبَأْتُكَ، لِئَلاَّ تَقُولَ: صَنَمِي قَدْ صَنَعَهَا، وَمَنْحُوتِي وَمَسْبُوكِي أَمَرَ بِهَا. 6 قَدْ سَمِعْتَ فَانْظُرْ كُلَّهَا. وَأَنْتُمْ أَلاَ تُخْبِرُونَ؟ قَدْ أَنْبَأْتُكَ بِحَدِيثَاتٍ مُنْذُ الآنَ، وَبِمَخْفِيَّاتٍ لَمْ تَعْرِفْهَا. 7 الآنَ خُلِقَتْ وَلَيْسَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَقَبْلَ الْيَوْمِ لَمْ تَسْمَعْ بِهَا، لِئَلاَّ تَقُولَ: هأَنَذَا قَدْ عَرَفْتُهَا. 8 لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَعْرِفْ، وَمُنْذُ زَمَانٍ لَمْ تَنْفَتِحْ أُذُنُكَ، فَإِنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَغْدُرُ غَدْرًا، وَمِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِيًا. في الأصحاح السابق فضح الله بابل العذراء سيدة الممالك التي انجرفت إلى حياة اللهو مع التشامخ والعنف فانهارت تمامًا، الآن قبل أن يعلن عن خروج شعبه أو تحريره من السبي في عتاب أبوي، صريح يكشف عن ضعفاتهم وخطاياهم وأيضًا عن مقاصده من السماح بسبيهم حتى لا يعودوا إلى خطاياهم مرة أخرى. لعل أخطر خطية تواجه المؤمنين أصحاب المعرفة الروحية هو الرياء مع الشكلية في العبادة. الله لا يريد إذلالهم إنما رفعهم إلى مركز ساٍم وأعطاهم إمكانيات روحية للحياة معه، أهمها: أ. دعاهم "إسرائيل" [1]، بكونهم شعبه المختار. ب. شعب ملوكي "خرجوا من بيت يهوذا" [1]. ج. دُعِيَ عليهم اسم الله: "الحالفين باسم الرب والذين يذكرون إله إسرائيل"، لكنهم يصنعون هذا "ليس بالصدق ولا بالحق" [1] مع إدراكهم أنه هو الله الواحد الحقيقي الذي يتعبدون له لكن في شكلية وبحرفية دون روح. د. تمتعوا بمدينة القدس [2] كمدينة الله المقدسة التي تضم هيكله. ه. "يُسْنَدون إلى إله إسرائيل" [2]، يفتخرون بمواعيده ويعترفون بعهده ويتكئون عليه (مي 3: 11).. و. تمتعوا بالنبوات الإلهية، إذ كان الله يخبرهم بالآتيات، أي بالأمور المقبلة [3]. أما سرّ تقديم هذه النبوات فهو تثبيتهم في الإيمان به وتصديق كلماته ومواعيده. لقد عرف أنهم قساة القلوب، عنقهم من حديد وجباههم من نحاس، يصعب عليهم تصديق الكلمات النبوية لذا قدم لهم نبوات تتحقق في المستقبل القريب حتى يصدقوا النبوات، وأيضًا للتمييز بين الله والأوثان [5]. مع كل ما قدمه الله لشعبه من هذه الإمكانيات عاشوا في شكلية العبادة بروح فريسية مملوءة رياء، كما خلطوا بين عبادة الله والأوثان، وتجاهلوا الكلمات النبوية واحتقروها ولم يفهموا أسرارها، لذا يوبخهم قائلًا: "لم تسمع ولم تعرف ومنذ زمان لم تنفتح أذنك، فإني علمت أنك تغدر غدرًا ومن البطن سميت عاصيًا" [8]. لقد انشغل إشعياء النبي بالحديث عن البصيرة الروحية والأذن الداخلية المقدسة، فإن حديثه عن المخلص يبدو لكثيرين في عصره أو للغالبية أمرًا يكاد يكون مستحيلًا. لقد جاء المخلص ومع ذلك يرفضه كثيرون بالرغم من تحقيق النبوات التي وردت في العهد القديم في شخصه وخلال أعماله الخلاصية، لذا فالعالم لا زال يحتاج إلى البصيرة الحقة والأذن المقدسة. حتى الذين آمنوا به وقبلوه يحتاجون إلى ذلك للتمتع بأسرار أعمق وإدراك الأمجد السماوية الداخلية الخفية. نحتاج جميعًا أن يرافقنا رب المجد ويتحدث معنا ليُقدس أعماقنا فنقول مع تلميذيّ عمواس: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟!" (لو 24: 32). * إلهي... أنت نوري، افتح عن عيني فتُعاينا بهاءك الإلهي، لأستطيع أن أسير في طريقي بغير تعثر في فخاخ العدو. * أنت النور، الذي أنار عقل يعقوب، فكسف لأولاده عن الأمور المختلفة. القديس أغسطينوس |
||||
17 - 08 - 2024, 11:41 AM | رقم المشاركة : ( 170588 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إلهي... أنت نوري، افتح عن عيني فتُعاينا بهاءك الإلهي، لأستطيع أن أسير في طريقي بغير تعثر في فخاخ العدو. * أنت النور، الذي أنار عقل يعقوب، فكسف لأولاده عن الأمور المختلفة. القديس أغسطينوس |
||||
17 - 08 - 2024, 11:42 AM | رقم المشاركة : ( 170589 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قصد الله من السبي: 9 مِنْ أَجْلِ اسْمِي أُبَطِّئُ غَضَبِي، وَمِنْ أَجْلِ فَخْرِي أُمْسِكُ عَنْكَ حَتَّى لاَ أَقْطَعَكَ. 10 هأَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ. اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ. 11 مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، مِنْ أَجْلِ نَفْسِي أَفْعَلُ. لأَنَّهُ كَيْفَ يُدَنَّسُ اسْمِي؟ وَكَرَامَتِي لاَ أُعْطِيهَا لآخَرَ. 12 «اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، 13 وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعًا. 14 اِجْتَمِعُوا كُلُّكُمْ وَاسْمَعُوا. مَنْ مِنْهُمْ أَخْبَرَ بِهذِهِ؟ قَدْ أَحَبَّهُ الرَّبُّ. يَصْنَعُ مَسَرَّتَهُ بِبَابِلَ، وَيَكُونُ ذِرَاعُهُ عَلَى الْكَلْدَانِيِّينَ. 15 أَنَا أَنَا تَكَلَّمْتُ وَدَعَوْتُهُ. أَتَيْتُ بِهِ فَيَنْجَحُ طَرِيقُهُ. 16 تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هذَا: لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ» وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ. 17 هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ، وَأُمَشِّيكَ فِي طَرِيق تَسْلُكُ فِيهِ. 18 لَيْتَكَ أَصْغَيْتَ لِوَصَايَايَ، فَكَانَ كَنَهْرٍ سَلاَمُكَ وَبِرُّكَ كَلُجَجِ الْبَحْرِ. 19 وَكَانَ كَالرَّمْلِ نَسْلُكَ، وَذُرِّيَّةُ أَحْشَائِكَ كَأَحْشَائِهِ. لاَ يَنْقَطِعُ وَلاَ يُبَادُ اسْمُهُ مِنْ أَمَامِي. يقدم الله لشعبه أسباب السماح بسبيهم: أ. "من أجل اسمي أُبطئ غضبي، ومن أجل فخري أمسك عنك حتى لا أقطعك" [9]... بمعنى آخر كان يلزم أن يهلك هذا الشعب تمامًا ويُقطع، لكن الله في غيرته على اسمه ومجده قدمهم للتأديب لعلهم يرجعون إليه فلا يهلكون. وكأن السبي هو "عطية" بكونه تأديب إلهي يقدم للمحبوبين بالرغم من عدم استحقاقهم لهذا الحب الأبوي التأديبي. هذه نظرة روحية رائعة نحو التأديب، خلالها يدرك المؤمن أنه ليس أهلًا لهذا التأديب بكونه علامة حب أبوي. يقول الرسول: "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله؛ إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين" (عب 12: 6-7). * إن كان عدم التأديب علامة خاصة بالنغول (عب 12: 8)، إذن يليق بنا أن نفرح بالتأديب كعلامة على شرعية بنوتنا! القديس يوحنا الذهبي الفم القديس جيروم إنها رحمة (الله) ليس فقط أن يدعوهم وإنما أيضًا أن يؤدبهم ويجلدهم. لتكن يّد أبيك عليك، فإن كنت ابنًا صالحًا لا تتذمر على التأديب... ليؤدبه ما دام لم ينزع رحمته عنه؛ ليضربه عندما يخطئ ما دام لا يمنعه من أن يرث. إن كنت تدرك مواعيد أبيك حسنًا لا تخف من جلداته بل خف لئلا لا ترثه... ليت الأبناء الأتقياء لا يقولون: "إن كنت تأتينا بعصا فلا تأتِ قط. فانه من الأفضل أن تتعلم بعصا الآب عن أن تهلك باهتمام اللص بك. * الرب الحافظ الصغار (مز 116: 6) يجلد هؤلاء الذين عندما يصيرون ناضجين، يطلب أن يكونوا ورثة (له)... لقد أعانني إذ كنت في ضيق، فان الألم الذي يسببه الطبيب بمشرطه ليس للعقوبة بل للتكريم. القديس أغسطينوس * مغبوط هو الإنسان الذي يؤدب في هذه الحياة مرتين، فإن الرب لا يُعاقب عن شيء مرتين (نا 1: 9) LXX. القديس جيروم ما يحققه كورش ليس من عندياته بل من قبل الله مخلص شعبه: "أنا أنا تكلمت ودعوته، أتيت به فينجح طريقه" [15]... منذ وجوده أنا هناك، والآن السيد الرب أرسلني وروحه" [6]. أُرسل كورش بواسطة الرب وبروح الله القدوس، كرمز للسيد المسيح الذي جاء بإرادته وفي نفس الوقت مرسلًا من الآب والروح القدس... كيف؟ هنا وحدة عمل الثالوث القدوس؛ الثالوث القدوس كأقانيم غير منفصلة جوهر إلهي واحد يعمل لخلاص البشرية. الآب يحب البشرية، وفي حبه أرسل كلمته غير المنفصل عنه، حاسبًا ذبيحة المسيح عطاء من جانب الآب، وكما قال السيد المسيح نفسه: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16). الآب محب البشر أرسل ابنه ذبيحة حب. الابن من جانبه قدم نفسه للبذل في طاعة للآب، وأيضًا بكامل إرادته، إذ يقول الرسول: "الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غل 2: 20). أما الروح القدس فلم يقف في دور سلبي بل كان له دوره الايجابي في كل العمل الخلاصي؛ به تحقق التجسد الإلهي في أحشاء البتول (لو 1: 35)، وهو الذي أصعد يسوع ليُجرب، وهو الذي يشهد للسيد المسيح (يو 15: 26). و. لممارسة الطاعة لله، فان السبي لم يحدث مصادفة ولا قضاءً وقدرًا إنما هو ثمرة طبيعية للعصيان، بدونه ما سقطوا تحت السبي. لهذا وجب عليهم عند عودتهم أن يمارسوا الطاعة فيتمتعوا ببّر الله وخيراته. "ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر. وكان كالرمل نسلك وذرية أحشائك كأحشائه، لا ينقطع ولا يُباد اسمه من أمامي" [18-19]. لو أنهم أطاعوا الله ليس فقط لم يسقطوا تحت السبي البابلي، وإنما لأفاض سلام الله كنهر متسع وعميق ودائم الجريان ومُروي للكثيرين. |
||||
17 - 08 - 2024, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 170590 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إن كان عدم التأديب علامة خاصة بالنغول (عب 12: 8)، إذن يليق بنا أن نفرح بالتأديب كعلامة على شرعية بنوتنا! القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||