منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 03 - 2017, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 17031 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل الكتاب المقدس قصة خيالية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: إن الإتهام بأن الكتاب المقدس ليس سوى قصة خيالية أو كتاب من القصص اللطيفة ليس إتهاماً جديداً. كما ان الكتاب المقدس، بلا شك، هو أكثر الكتب التي عرفها العالم تأثيراً، وقد غير حياة عدد لا يحصى من الناس. لماذا، إذاً، يوجد تساؤل في قلوب الكثيرين حول ما إذا كان الكتاب المقدس قصة أسطورية؟

نقرأ قصة تدبير الله الأزلى لفداء العالم الساقط من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا. ولكون الكتاب المقدس موحى به من الله فهو أعظم عمل أدبي عرفه العالم، وقد أمضى الآلاف عبر العصور حياتهم في إعلان حقه. وفي الحقيقة، لقد ضحى الكثيرين بحياتهم حتى يستطيع آخرين أن يمسكوا بأيديهم نسخة من صفحاته. ومع هذا، لم يوجد أبداً كتاب واجه هجوماً ضارياً مثل الكتاب المقدس. فقد تمت مصادرة الكتاب المقدس وحرقه والتهكم عليه والسخرية منه والإفتراء عليه. وقد أعدم كثيرين لمجرد إمتلاكهم الكتاب المقدس. ومع هذا تظل فكرة كونه قصة خيالية موجودة.

إن "رئيس هذا العالم" (الشيطان) كان يعمي الناس عن الحقيقة منذ بداية الزمان. لقد بدأ "عمله" على الأرض بالتشكيك في كلمة الله (تكوين 3: 1-5)، وإستمر في هذا منذ ذلك الوقت. فأينما نظرنا، نجد تعاليم كاذبة – على التلفاز والراديو، في الكتب والمجلات، في المدارس والجامعات، وللأسف في بعض الكنائس والجامعات المسيحية، التي هي الأماكن التي يجب إعلان كلمة الله فيها والدفاع عنها بشدة. عندما يتم تعليم أولادنا أن اسلافنا خرجوا زاحفين من المحيط منذ عصور مضت، ألا نكون بهذا نهبط بالخليقة وآدم وحواء إلى مرتبة القصة الخيالية؟ ونفس الشيء عندما يقول لنا العلماء والأكاديميين أننا نضيع وقتنا بالبحث عن فلك نوح "الأسطوري".

في الواقع، عندما يسمح الكثيرين، في الكنيسة، بإعادة تفسير سفر التكوين في ضوء الفكر التطوري الحديث، بهدف إسترضاء العالم الأكاديمي، فإن الرسالة التي تصل إلى العالم هي أنه من الواضح أن الكتاب المقدس يعني شيئاً مخالفاً لما تعنيه كلماته البسيطة العادية. عندما يقول علماء الطبيعة أن الأحداث الكتابية الفائقة للطبيعة هي مجرد رموز، يمكننا أن ندرك كيف أن الذين لم يسبق لهم دراسة الكتاب المقدس يحتارون بالنسبة لمصداقيته. فكيف يستطيع الذين لا يعرفون حق كلمة الله أن يصدقوا أن حماراً يتكلم (عدد 22) أو أن حوتاً يبتلع إنسان ثم يقذفه على الشاطيء (سفر يونان) أو أن تتحول إمرأة إلى عامود ملح (تكوين 19)؟

ولكن، الكتاب المقدس ليس قصة خيالية بكل تأكيد. فهو "موحى به من الله" (تيموثاوس الثانية 3: 16)، وهذا يعني بالضرورة أن الله هو من كتبه. وقد قام البشر بتدوينه مسوقين من الروح القدس (بطرس الثانية 1: 21). لذلك، فإن هذا النص الذي يتكون من تقريباً ثلاث أرباع مليون كلمة، تمت صياغته في إنسجام تام من البداية إلى النهاية ولا توجد به أية تناقضات، رغم أن أسفاره الستة والستين كتبت بواسطة أربعين كاتباً من مختلف مناحي الحياة، وقد كتبت أسفاره بثلاث لغات مختلفة وإستغرق إكتماله حوالي ستة عشر قرناً. فكيف يتحقق لدينا هذا القدر العجيب من الإنسجام إن لم يكن الله هو الممسك بيد من كتبوه؟ إنه أمر غير ممكن، ببساطة. إن الإله البار لا يمكن أبداً أن يوحي بالخطأ. ولا يمكن أن يقول الإله العادل عن نص به أخطاء، أنه "مقدس وصادق". كما لا يمكن أن يقول الإله الرحيم أن كلمته كاملة إن لم تكن كذلك؛ الإله كلى المعرفة فقط هو الذي يستطيع أن يكتبها بطريقة تتناسب معنا اليوم كما كانت منذ آلاف السنين.

لقد أثبت علوم الأحياء والجيولوجيا والفلك صحة الكتاب المقدس التاريخية مرة ومرات. ورغم أن الكتاب المقدس قد لا يتفق دائماً مع الفرضيات الطبيعية، إلا أنه لا يتعارض مع أية حقائق علمية مثبتة. وفي مجال الحفريات، جاءت المئة سنة الأخيرة بكنوز تثبت الحقائق الكتابية التي تشكك فيها الباحثين لقرون عديدة، مثل مخطوطات البحر الأحمر، حجر البازلت المحفور عليه "بيت داود"، ومخطوطة القرن السابع ق.م. التي تحتوي إسم الله، وحجر عليه إسم ولقب بيلاطس البنطي حاكم اليهود الذي أمر بصلب المسيح. إن الكتاب المقدس بلا شك أفضل الكتب القديمة توثيقاً، حيث توجد أكثر من 24000 مخطوطة كاملة أو جزئية. فلا توجد أية وثيقة قديمة لها هذا القدر من الأدلة التي تؤكد مصداقيتها.

إن شهادة أخرى على المصدر الإلهي للكناب المقدس هي العدد الكبير من النبوءات الكتابية التفصيلية التي تحققت بالضبط كما تم التنبؤ بها. فنرى كاتب المزامير، على سبيل المثال، يتنبأ بصلب المسيح قبل حدوثه بألف عام تقريباً (مزمور 22)، بل وحتى قبل إختراع عقوبة الصلب بمئات السنين! الأمر ببساطة هو أنه يستحيل أن يكون البشر قد رأوا ما سيحدث بعد فترات زمنية طويلة بهذه الدقة والتحديد مئات المرات. بالتأكيد، إنه أمر غير منطقي أن نؤمن أن هذه النبؤات المثبتة هي أي شيء غير عمل الله. الأمر المدهش العجيب هو أن خبراء الإحتماليات يخبروننا أن الإحتمالات الحسابية لتحقيق فقط ثمانية وأربعون نبوة خاصة بشخص واحد (المسيح) بالضبط كما تم التنبؤ بها هي واحد من العشرة في قوة 157 (أي مليارات المليارات)!

ولكن أعظم دليل أن الكتاب المقدس ليس قصة خيالية هو العدد الذي لا يحصى من الناس الذين تغيرت حياتهم بسبب الحق الموجود بين صفحاته. لقد إستخدم روح الله الحقائق المقدسة في الكتاب المقدس لتحويل ملايين الخطاة إلى قديسين. فقد شفى سلطانه مدمنى مخدرات وحرر الكثيرين من الشذوذ الجنسي، كما غير المجرمين العتاة، وبكَّت الخطاة، وحول الكراهية إلى محبة. لا يستطيع أي قدر من قراءة القصص الخيالية أن يحدث هذا التغيير في نفس الإنسان. يمتلك الكتاب المقدس قوة ديناميكية مغيرة فقط لأنه هو فعلاً كلمة الله.

في ضوء ما سبق، يكون السؤال الأهم، كيف يمكن ألا يؤمن شخص في هذه الحقائق المقنعة الموحاة من الله والخالية من الخطأ والمغيرة للحياة؟ للأسف من السهل اجابة هذا السؤال. قال الله أنه إن كنا لا نفتح قلوبنا له، لن يفتح هو أعيننا على الحق. وعد المسيح أن الروح القدس سوف يعلمنا (يوحنا 17: 17). لهذا، فإن هذه الكلمات المقدسة هي الحياة نفسها لمن يؤمنون، ولكن الكتاب المقدس ما إلا حماقة بالنسبة لمن ليس لهم الروح القدس (كورنثوس الأولى 2: 14).
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 17032 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي الأناجيل الغنوسية؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: الأناجيل الغنوسية هي كتابات الغنوسيين "المسيحيين" الأوائل. بعد القرن الأول للمسيحية، ظهر قسمين رئيسيين – المسيحيين الأرثوذكس والغنوسيين. وقد تمسك المسيحيين الأرثوذكس بالأسفار التي لدينا في الكتاب المقدس اليوم وما يعتبر اليوم اللاهوت الأرثوذكسي. أما المسيحيين الغنوسيين، إن كان يمكن أن نسميهم فعلاً مسيحيين، كانت لهم نظرة مختلفة تماماً للكتاب المقدس والمسيح والخلاص بل وكل العقائد المسيحية الهامة. ولكن، لم يكن لديهم أية كتابات من الرسل تدعم معتقداتهم أو تمنحها مصداقية.

هذا هو السبب، وهذه هي الطريقة التي وجدت بها الأناجيل الغنوسية. فقد قام الغنوسيون بالإحتيال لإلصاق أسماء مشاهير المسيحيين بكتاباتهم مثل إنجيل توما وإنجيل فيلبس وإنجيل مريم...الخ. وكان إكتشاف مكتبة نجع حمادي في صعيد مصر عام 1945 بمثابة إكتشاف هام للأناجيل الغنوسية. وتتم الإشارة إلى هذه الأناجيل الغنوسية غالباً بأنها "الأسفار المفقودة من الكتاب المقدس".

فكيف نتعامل مع الأناجيل الغنوسية؟ هل يجب ضم بعضها أو كلها إلى الكتاب المقدس؟ كلا، لا يجب أن نفعل ذلك. أولاً، وكما ذكرنا سابقاً، إن الأناجيل الغنوسية مزيفة، وتم الإحتيال لوضع أسماء الرسل عليها لإكسابها مصداقية لدى الكنيسة الأولى. ولكن، نشكر الله أن آباء الكنيسة الأولى كانوا متفقين بالإجماع في تمييز التعاليم الكاذبة التي تروج لها الأناجيل الغنوسية. فتوجد تناقضات لا تحصى بين الأناجيل الغنوسية والأناجيل الحقيقية التي كتبها متى ومرقس ولوقا ويوحنا. يمكن أن تكون الأناجيل الغنوسية مصدر جيد لدراسة الهرطقات في العصور الأولى للمسيحية، ولكن يجب رفض كونها جزء من الكتاب المقدس بصورة قاطعة لأنها لا تمثل الإيمان المسيحي الحقيقي.
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 17033 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما معنى أن الكتاب المقدس موحى به من الله؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يقول الرسول بولس في رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ". وهنا نجد المرة الوحيدة التي يستخدم فيها الأصل اليوناني للكتاب المقدس كلمة theopneustos التي تعني "نسمة من الله، موحى من الله، من وحي الله"، ولكن توجد مقاطع كتابية أخرى تدعم الفرضية الأساسية في كون الكتاب المقدس موحى به من الله.

إن قوة نسمة الله في الوحي الإلهي تتغلغل في كل الكتاب المقدس. فقد نفخ الله "نسمة الحياة" في آدم (تكوين 2: 7)، أما يسوع فقد "نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ" (يوحنا 20: 22). وفي رسالة بطرس الثانية 1: 21 نقرأ أنه "لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ". وهنا نرى أن الحق الكتابي جاء مباشرة من الله وليس بمشيئة الكتاب الذين إستخدمهم لتدوينه.

يذكر بطرس أن بولس كتب رسائله "بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ" وأن عدم إهتمام القراء برسائله يكون لهلاك أنفسهم (بطرس الثانية 3: 15-16). جاءت الكلمة المقدسة من الروح القدس أي "بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ" (كورنثوس الأولى 2: 13). وفي الواقع إستخدم المؤمنين في بيرية كلمة الله بأمانة لفحص مصداقية الرسول بولس: "فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هَذِهِ الْأُمُورُ هَكَذَا؟" (أعمال الرسل 17: 11).

إن الإيمان هو أساس قبول أي شخص مصداقية أو قيمة كلمة الله الموحى بها. "وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً" (كورنثوس الأولى 2: 14). إن "الشخص الروحي" هو الذي أعطي هبة الإيمان (أفسس 2: 8-9) من أجل خلاص نفسه. تقول رسالة العبرانيين 11: 1 "وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى". يوجد بر في الإنجيل أعلنه الله في الكلمة المقدسة، ولكن برنا نحن يأتي ويستمر بالإيمان وحده. " أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا" (رومية 1: 17).

ربما تكون رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 هي الموضع الوحيد في الكتاب المقدس الذي تستخدم فيه عبارة "موحى من الله" لوصف كلمة الله، إلا أن الكتاب المقدس يمتليء بأقوال مماثلة. وهذه في الواقع هي أقوال الله التي تذكرنا بأننا نجد حقه ومحبته في الكتاب المقدس لكي ترشدنا في كل نواحي الحياة. ويمكن أن تنطبق كلمات الرسول يعقوب على طبيعة الكلمة المقدسة (بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة) عندما يقول: "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ" (يعقوب 1: 17).
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 17034 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي النظريات المختلفة حول نظريات الوحي؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الجواب: إن عقيدة وحي الكتاب المقدس هي التعليم بأن الكتاب المقدس موحى به من الله ولهذا فهو القاعدة المعصومة للإيمان والحياة. فإذا كان الكتاب المقدس ببساطة نتاج العقل/الخيال الإنساني، فلا يوجد سبب يلزمنا بإتباع تعاليمه وقواعده الأخلاقية. إن الكتاب المقدس يقول بوضوح أنه موحى به من الله: "كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ" (تيموثاوس الثانية 3: 16-17). وهنا نلاحظ أمرين بشأن كلمة الله في هذه الآية: 1) أنها "موحى بها من الله"، و 2) أنها "نافعة" للحياة المسيحية.

توجد أربع آراء حول الوحي الإلهي:
1) الرأي المحافظ الحديث
2) إملاء الوحي
3) الوحي المحدود
4) الوحي اللفظي الكامل

يؤكد الرأي المحافظ الحديث بالنسبة للوحي سمو الله. فيقول بأن الله يختلف تماماً عنا وأن الطريقة الوحيدة لمعرفته هي من خلال الإعلان المباشر. إن هذه النظرة عن سمو الله تنكر مفاهيم اللاهوت الطبيعي (أي أننا يمكن معرفة الله من خلال خليقته). كما أن هذا الرأي المحافظ الحديث ينكر أن الكتاب المقدس هو كلمة الله. بل يقول بأن الكتاب المقدس شهادة، أو وسيط يوصلنا إلى كلمة الله الذي هو المسيح. ويقول أيضاً أن كلمات الكتاب المقدس ليست هي كلمات الله، بل هي كلمات غير معصومة كتبها أناس غير معصومين. وكون الكتاب المقدس موحى من الله يعني، بالنسبة لهذا الرأي، أن الله يستطيع أحياناً أن يستخدم المكتوب ليتكلم من خلاله إلى البشر.

إن النظرية المحافظة الجديدة هي أن الوحي ليس وحياً إطلاقاً. فإذا كان الكتاب المقدس عمل غير معصوم أنتجه أناس غير معصومين، فلا قيمة حقيقية له، أو على الأقل لا تزيد قيمته عن أي كتاب آخر. فيستطيع الله أن "يكلمنا" من خلال أعمال قصصية كما يكلمنا من خلال الكتاب المقدس.

أما نظرية إملاء الوحي فتقول أن الله هو مؤلف الكلمة المقدسة والبشر الذين دونوها بمثابة سكرتارية يتلقون إملاؤه. فتكلم الله وقام البشر بالتدوين. إن هذه النظرة لها قدر من المصداقية حيث أننا نعلم أنه توجد أجزاء من الكتاب المقدس يقول فيها الله "أكتب الكلام..." (مثال: إرميا 30: 2)، ولكن لم تكتب الكلمة المقدسة كلها بهذه الطريقة. فإن أسفار موسى الخمسة هي أساساً تاريخ الشعب اليهودي قبل إستقرارهم في أرض الموعد. وفي حين أن موسى هو الكاتب الرئيسي، إلا أنه لابد قد بذل جهداً تحريرياً كبيراً في مراجعة وثائق سابقة لبعض الأحداث التاريخية. ويقول لوقا في مقدمة إنجيله أنه قام بالبحث والتدقيق في أحداث حياة المسيح قبل أن يكتب إنجيله (لوقا 1: 1-4). كما أن الكثير من الأسفار النبوية كتبت وكأنها مذكرات حياة أولئك الأنبياء. المهم هنا هو أن نظرية الإملاء تنطبق على أجزاء معينة فقط من الكتاب المقدس ولكن ليس كلها أو حتى الجزء الأكبر منها.

إن نظرية الوحي المحدود هي عكس نظرية إملاء الوحي. ففي حين أن الأخيرة ترى أن الكتاب المقدس هو عمل الله مع القليل من المساهمة البشرية، فإن الأولى ترى أن الكتاب المقدس أساساً هو عمل البشر مع مساعدة محدودة من الله. تقول نظرية الوحي المحدود أن الله أرشد البشر ولكنه سمح لهم بحرية التعبير عن أنفسهم من خلال ما يكتبونه، إلى حد السماح ببعض الأخطاء الواقعية والتاريخية. ولحسن الحظ، فقد عمل الروح القدس على منع الأخطاء التعليمية/العقائدية. والمشكلة في هذه النظرية هي أنه لو أن الكتاب المقدس معرض لوجود أخطاء في أحداثه التاريخية فكيف يمكن أن نثق بتعاليمه؟ لهذا تصبح مصداقية الكتاب المقدس في ضوء نظرية الوحي المحدود موضع شك. كما يبدو أن هذه النظرية تتجاهل حقيقة أن قصة الفداء يقدمها الكتاب المقدس من التكوين إلى الرؤيا على خلفية التاريخ البشري - فيتم نسج التعاليم مع التاريخ. ولا نستطيع أن نقول إعتباطاً أن التاريخ غير دقيق ثم نقول أنه يحتوي ذرة من العقيدة السليمة.

إن النظرية الأخيرة، ورؤية المسيحية المحافظة، هي نظرية الوحي اللفظي الكامل. تعني كلمة الكامل "التام/المكتمل" ويقصد بكلمة اللفظي "نفس كلمات الكتاب المقدس". فالوحي اللفظي الكامل يعني القول بأن كل كلمة في الكتاب المقدس هي من الله. فلم يوحي الله بالأفكار فقط بل الكلمات نفسها أيضاً موحاة من الله. تستخدم رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16-17 كلمة يونانية فريدة هي theopneustos والتي تعني حرفياً "تنسم بها الله". فالكلمة المقدسة هي "نسمة خرجت" من فم الله. وكلمات الكتاب المقدس هي كلمات الله نفسه.

وفوق هذا فإنه "لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (بطرس الثانية 1: 21). إن هذه الآية تقدم لنا دليلاً للطريقة التي أوحى بها الله بكلمته إلى البشر. فقد تكلم أناس الله (أو كتبوا) "مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ". إن كلمة "مسوقين" تستخدم في الحديث عن إمتلاء الشراع بالرياح وتوجيه السفينة على الماء. فعندما كان البشر الذين كتبوا يضعون القلم على الورقة، كان الروح القدس "يسوقهم" حتى يكتبوا الكلمات التي "تنسم بها" الله. لهذا فإنه مع كون الكتابات تحمل بصمة شخصية الكاتب (فقد إستخدم بولس أسلوباً مختلفاً عن يعقوب أو بطرس أو يوحنا)، إلا أن الكلمات نفسها هي بالضبط ما أرادهم الله أن يكتبوا.

إن النظرة الصحيحة للوحي الكتابي هي النظرة المحافظة في الكنيسة التي تقول أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الكاملة الموحى بها لفظياً من الله.
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 17035 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل ما زال الكتاب المقدس الأصلي موجوداً؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الجواب: إن إجابة هذا السؤال هي "لا" وأيضاً "نعم". فبالمعنى الحرفي الضيق، كلا، إن الوثائق الأصلية التي تكون الستة والستين سفراً في الكتاب المقدس – والتي تسمى أحياناً "المخطوطات الأصلية" – ليست في حيازة أي هيئة. ولكن، في الحقيقة، نعم، يمتلك البشر الكلمات الفعلية والأسفار التي تتكون منها كلمة الله. فكيف يمكن ذلك؟ لكي نفهم كيفية كتابة الكتاب المقدس الأصلي ومقارنته مع ما نقرأه اليوم، من المهم أن نعرف الخطوات التي نتج عنها تجميع الأصل وماذا حدث منذ ذلك الوقت.

خلفية الكتاب المقدس الأصلي
يقول المتشككين أنه لم يكن هناك قط كتاب مقدس "أصلي" حقيقي. ويؤمنون أن الكتاب المقدس هو نتاج عمل البشر وليس الله، وأنه تم "تطويره" عبر قرون من المراجعات.

صحيح أنه قد تمت كتابة الكتاب المقدس عبر فترة طويلة من الزمن. وقد كتبه 40 كاتباً على مدى فترة 1500 سنة تقريباً، ويتكون من 66 سفراً – 39 في العهد القديم و 27 في العهد الجديد. وعادة ما يتم تقسيم العهد القديم إلى ثلاث أقسام: (1) أسفار موسى الخمسة، وتسمى أحياناً "الناموس/الشريعة"، وهي أول خمسة أسفار من الكتاب المقدس؛ (2) الأنبياء، وتضم كتابات الأنبياء الكبار والصغار؛ (3) الكتابات، وتضم المزامير والأمثال وعدد من الأسفار الأخرى.

كما ينقسم العهد الجديد أيضاً إلى ثلاث أقسام: (1) الأناجيل؛ (2) تاريخ الكنيسة، الذي يضم أساساً سفر أعمال الرسل فقط؛ (3) كتابات الرسل، وتشمل باقي العهد الجديد.

جمع العهد القديم الأصلي
كيف تم تجميع الكتاب المقدس الأصلي؟ يمكننا تتبع تجميعه من خلال الكلمة المقدسة بدقة إلى حد كبير. بعد أن كتب موسى الأسفار الخمسة (خروج 17: 14؛ 24: 4، 7؛ 34: 27؛ عدد 33: 2؛ يشوع 1: 8؛ متى 19: 8؛ يوحنا 5: 46-47؛ رومية 10: 5)، تم وضعها في تابوت العهد لحفظها (تثنية 31: 24). ومع الوقت أضيفت إليها نصوص أخرى موحى بها من الله. وفي وقت داود وسليمان، كانت الأسفار التي تم تجميعها بالفعل موضوعة في خزانة الهيكل (ملوك الأول 8: 6) تحت عناية الكهنة الذين يخدمون في الهيكل (ملوك الثاني 22: 8). أضيفت أسفار أخرى أثناء حكم الملك حزقيا – عبارة عن ترانيم داود، وأمثال سليمان، وأسفار نبوية مثل إشعياء وهوشع وميخا (أمثال 25: 1). وبصورة عامة، عندما تكلم أنبياء الله، تم تدوين كلماتهم، ثم تضمين ما تم تدوينه في ما يعرف اليوم بالعهد القديم.

في وقت سبي شعب إسرائيل في القرن السادس ق.م. تشتتت الأسفار لكنها لم تفقد. وحوالي عام 538 ق.م. رجع اليهود من السبي البابلي، وبعد ذلك قام عزرا الكاهن بإعادة تجميع كل الأسفار القديمة وتمت إضافة أسفار أخرى إليها. وتم حفظ نسخة منها في التابوت الذي صنع للهيكل الثاني، ومن خلال عملية دقيقة، تم عمل نسخ أخرى لحفظ الكتابات الموحى بها من الله. إن هذه المجموعة من أسفار العهد القديم، والمكتوبة باللغة العبرية، هي ما يعرفه اليهود بإسم "الكتاب المقدس العبري".

وفي القرن الثالث ق.م. تمت ترجمة أسفار العهد القديم إلى اللغة اليونانية بواسطة فريق من 70 عالم يهودي، وتمت تسمية نتاج عملهم LXX (التي تعني "70")، أو الترجمة السبعينية (أي الترجمة التي أنجزها سبعون مترجماً"). وقد إستخدم الرسل بمن فيهم بولس الترجمة السبعينية وإقتبسوا عنها في كتاباتهم. تضم أقدم مخطوطات الترجمة السبعينية بعض الأجزاء التي تعود إلى القرن الأول والثاني قبل الميلاد.

في عام 1947 تم إكتشاف لفائف/مخطوطات البحر الميت في منطقة قمران في إسرائيل. وترجع العديد من المخطوطات إلى ما بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي. ويعتقد المؤرخين أن الكتبة اليهود حافظوا على هذا الموقع بهدف حفظ كلمة الله وحماية الكتابات أثناء دمار أورشليم عام 70 م. تمثل مخطوطات البحر الميت كل أسفار العهد القديم تقريباً، وتبين مقارنتها مع المخطوطات الأحدث زمنياً بأنها تتطابق معها تماماً – الإختلاف الرئيسي كان في تهجئة بعض الأسماء والأرقام المستخدمة في الكلمة المقدسة.

إن مخطوطات البحر الميت تشهد عن دقة حفظ العهد القديم وتؤكد أن العهد القديم الذي لدينا اليوم هو نفس العهد القديم الذي إستخدمه المسيح. في الواقع، يسجل لوقا عبارة قالها المسيح بخصوص تجميع العهد القديم: "لِذَلِكَ أَيْضاً قَالَتْ حِكْمَةُ اللهِ: إِنِّي أُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلاً فَيَقْتُلُونَ مِنْهُمْ وَيَطْرُدُونَ - لِكَيْ يُطْلَبَ مِنْ هَذَا الْجِيلِ دَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ الْمُهْرَقُ مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا الَّذِي أُهْلِكَ بَيْنَ الْمَذْبَحِ وَالْبَيْتِ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُطْلَبُ مِنْ هَذَا الْجِيلِ!" (لوقا 11: 49-51). لقد أكد المسيح أسفار العهد القديم التسعة والثلاثون في هذه الآيات. فمقتل هابيل موجود في سفر التكوين، وموت زكريا في سفر أخبار الأيام الثاني – أي أول وآخر أسفار الكتاب المقدس العبري.

جمع العهد الجديد الأصلي
تم إقرار لائحة العهد الجديد رسمياً في مجمع قرطاجة عام 397 م. ولكن، الجزء الأكبر من العهد الجديد تم قبول مصداقيته قبل ذلك بكثير. قام رجل يدعى ماركيون بتقديم أول مجموعة من أسفار العهد الجديد عام 140 م. وكان ماركيون من الدوسيتيين (الفرقة الدوسيتية هي نظام عقائدي يقول أن الروح صالح وكل ما هو مادي هو شر)، فقام ماركيون بحذف أي سفر يقول أن المسيح إله وإنسان في نفس الوقت، وكذلك قام بتحرير رسائل بولس حتى تتوافق مع فلسفته الخاصة.

المجموعة التالية المسجلة من أسفار العهد الجديد كانت اللائحة الموراتورية التي تعود إلى عام 170 م. وتضمنت الأناجيل الأربعة، سفر أعمال الرسل، و 13 من رسائل بولس، ورسائل يوحنا الأولى والثانية والثالثة، رسالة يهوذا، وسفر الرؤيا. تم تحديد اللائحة الأخيرة لأسفار العهد الجديد بواسطة القديس أثناسيوس، أحد آباء الكنيسة، عام 367 م. وتم التصديق عليها في مجمع قرطاجة عام 397 م.

ولكن يبين التاريخ أن العهد الجديد الموجود في الكتب المقدسة الحديثة تم الإعتراف به قبل ذلك بكثير وهو صورة دقيقة لما تحتويه "المخطوطات". أولاً، تبين كلمة الله نفسها أن كتابات العهد الجديد موحى بها من الله وتعتبر معادلة للعهد القديم. فيكتب الرسول بولس مثلاً: "لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: لاَ تَكُمَّ ثَوْراً دَارِساً، وَالْفَاعِلُ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ" (تيموثاوس الأولى 5: 18). وهذا إقتباس من لوقا 10: 7، مما يبين أن الرسول بولس إعتبر إنجيل لوقا "الكتاب". ويتضمن مثال آخر عبارة قالها الرسول بطرس: "وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصاً، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضاً بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ، كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ" (بطرس الثانية 3: 15-16). من الواضح أن الرسول بطرس إعتبر أن رسائل بولس موحى بها من الله مثل أسفار العهد القديم.

ثانياً، يمكن من خلال تجميع إقتباسات آباء الكنيسة الأوائل إعادة تركيب العهد الجديد كله تقريباً كما نعرفه اليوم. فمثلاً، يقتبس القديس كليمندس (95م) من 11 سفر من العهد الجديد، ويقتبس القديس إغناطيوس (107 م.) من كل أسفار العهد الجديد تقريباً، ويقتبس القديس بوليكاربوس (أحد تلاميذ يوحنا، 110 م) من 17 سفر من أسفار العهد الجديد. ويمكن بإستخدام أقوال آباء الكنيسة الأولى تجميع العهد الجديد بكامله فيما عدا 20-27 آية غالبيتها من رسالة يوحنا الثالثة. إن هذه الأدلة تشهد عن حقيقة الإعتراف بالعهد الجديد قبل مجمع قرطاج عام 397 م بكثير، وأن العهد الجديد الذي لدينا اليوم هو نفسه كما كتب منذ 2000 عام.

ثالثاً، لا يوجد عمل أدبي قديم ينافس العهد الجديد في عدد المخطوطات المبكرة. فيوجد اليوم 5300 نسخة يونانية، و 10000 نسخة لاتينية، و 9000 نسخة متنوعة من مخطوطات العهد الجديد، ولا زالت الحفريات الأثرية تكتشف المزيد منها. إن قدم تاريخ مخطوطات العهد الجديد وكثرة عددها جعلت أحد المؤرخين الخبراء مثل السير فريدريك كنيون (المدير الأسبق، والأمين الأول لمكتبة المتحف البريطاني) يقول: "إن الفارق الزمني بين تاريخ الكتابة الأصلية وأقدم الأدلة الموجودة يصبح صغير جداً لدرجة لا تذكر في الواقع، وقد أزيل آخر أساس يقوم عليه الشك في أن الكلمة المقدسة وصلت إلينا كما كتبت بشكل أساسي. ويمكن إعتبار أن صحة ومصداقية أسفار العهد الجديد قد تم التثبت منها بصورة نهائية."

الكتاب المقدس الأصلي – خلاصة
بإختصار، في حين لا يمتلك أحد المخطوطات الأصلية، إلا أننا لدينا العديد من النسخ الدقيقة، كما أن عمل المؤرخين من خلال علم النقد النصي للكتاب المقدس يؤكد لنا أن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا اليوم هو نسخة دقيقة وصحيحة من الكتابات الأصلية.
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 17036 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي أشهر/أهم الأسئلة في الكتاب المقدس؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الجواب: توجد أسئلة كثيرة جداً في الكتاب المقدس. ومن الصعب تحديد عددها لأن اللغة العبرية واللغة اليونانية القديمة لا تستخدمان علامات الترقيم – فلا نستطيع أن نأخذ مخطوطات البحر الميت ونقوم بإحصاء علامات الإستفهام! وأحياناً يكون من الصعب تحديد ما إذا كان المقصود أن تكون الجملة إستفهاماً. ولكن يقدِّر علماء الكتاب المقدس وجود حوالي 3300 سؤال في الكتاب المقدس.

وبالتأكيد إن القائمة التالية من الأسئلة الواردة في الكتاب المقدس ليست قائمة كاملة. إنها ببساطة دراسة سريعة لبعض من أهم وأشهر الأسئلة الواردة في الكتاب المقدس.

"أحَقّا قَالَ اللهُ...؟" (تكوين 3: 1)
هذا هو أول سؤال في الكتاب المقدس وهو أيضاً أول مرة يشكك فيها أحد في كلمة الله. هنا يجرب الشيطان حواء بأن تشك في كلمة الله. وترد عليه حواء بإضافة كلمات الله: "... ولا تَمَسَّاهُ..." قال الله ألا يأكلا من الشجرة. ولكنه لم يقل ألا يمسا الشجرة أو ثمارها. فقد إستجاب آدم وجواء لسؤال الشيطان بعصيانهما لكلمة الله. وقد بدأ كل شيء بسؤال صغير.

"أيْنَ انْتَ؟" (تكوين 3: 9)
هذا هو أول سؤال يطرحه الله في الكتاب المقدس. بالطبع، كان الله يعرف بالضبط مكان آدم وحواء. وكان السؤال لصالحهما. كان الله في الواقع أساساً يسأل: "لقد عصيتماني. فهل سارت الأمور كما أردتما أم حسب ما توقعت أنا؟" كذلك يبين هذا السؤال قلب الله، الذي هو قلب الراعي الذي يبحث عن الخراف الضالة لكي يحضرها إلى القطيع. وجاء المسيح بعد ذلك لكي "يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10).

"أحَارِسٌ انَا لاخِي؟" (تكوين 4: 9)
كان هذا سؤال قايين رداً على سؤال الله عن مكان هابيل. بالإضافة إلى حقيقة أن قايين كان قد قتل أخيه للتو، فإنه كان يعبر عن مشاعرنا جميعاً عندما لا نريد الإهتمام بالآخرين أو رعايتهم. أحارس أنا لأخي؟ نعم، نحن حراس لإخوتنا. هل يعني هذا أننا يجب أن نعرف أين هم أو ماذا يفعلون طوال الوقت؟ كلا. بل يجب أن نهتم بالآخرين بحيث نلاحظ حدوث شيء خطأ في حياتهم. ويجب أن نهتم بقدر كافٍ للتدخل إذا لزم.

"أدَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟" (تكوين 18: 25)
نعم، إن ديان كل الأرض يصنع العدل دائماً. لقد طرح إبراهيم هذا السؤال في تضرعه للرب أن ينقذ الأبرار ويحميهم من الدينونة. إذا بدا أن الله يفعل شيئاً غير عادل، نكون نحن الذين لم نفهمه بصورة صحيحة. وعندما نشك في عدل الله، يكون السبب هو أن إحساسنا بالعدل مشوه. عندما نقول "أنا لا أفهم كيف أن إلهاً صالحاً وعادلاً يسمح بهذا"، يكون السبب أننا لا نفهم معنى صلاح وعدل الله بطريقة صحيحة. يعتقد الكثير من الناس أنهم يفهمون العدل أفضل من الله.

"أنْتَ مُتَمَسِّكٌ بَعْدُ بِكَمَالِكَ؟ جَدِّفْ عَلَى اللهِ وَمُتْ!" (أيوب 2: 9)
إن سفر أيوب كله يردد صدى هذا السؤال الذي طرحته زوجة أيوب. فقد حافظ أيوب على كماله بالرغم من كل ما أصابه. قال "أصدقاء" أيوب مراراً "يا أيوب، لا بد أنك فعلت شيئاً ردياً حتى يفعل الله هذا بك." وينتهر الله أصدقاء أيوب لمهاجمتهم أيوب وهجومهم على إرادة الله السامية. ثم ينتهر الله أيوب بأن يذكره أن الله وحده هو الكامل في كل طرقه. ويتضمن كلام الله عن عظمته عدة أسئلة منها: "أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟" (أيوب 38: 4)

"إِنْ مَاتَ رَجُلٌ أَفَيَحْيَا؟" (أيوب 14: 14)
ما لم يأتي المسيح ثانية أثناء حياتنا، فإننا جميعنا سنموت بوماً ما. هل توجد حياة بعد الموت؟ يفكر الجميع في هذا السؤال في وقت ما. نعم، توجد حياة بعد الموت، وسوف يختبرها الجميع. الموضوع ببساطة هو أين سنكون. فهل تقود جميع الطرق إلى الله؟ من جهة، يمكن أن نقول نعم. سوف نقف جميعنا أمام الله بعد الموت (عبرانيين 9: 27). وأياً كان الطريق الذي يختاره الإنسان فسوف يتقابل مع الله بعد الموت. "وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ هَؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ وَهَؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلاِزْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ" (دانيال 12: 2).

"بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟" (مزمور 119: 9)
الإجابة هي: بأن يعيش حسب كلمة الله. عندما "نخبيء" كلمة الله في قلوبنا، فإن الكلمة تحفظنا من الخطية (مزمور 119: 11). إن الكتاب المقدس لا يخبرنا كل شيء. إنه لا يحتوي إجابة لكل سؤال. ولكنه يخبرنا كل ما نحتاج أن نعرفه لكي نحيا الحياة المسيحية (بطرس الثانية 1: 3). تخبرنا كلمة الله ما هو هدف حياتنا، وتعلمنا كيف نحقق هذا الهدف. يقدم لنا الكتاب المقدس الوسيلة والهدف. فكلام الله "نَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ" (تيموثاوس الثانية 3: 16-17).

"مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟" (إشعياء 6: 8)
يقدم إشعياء الإجابة الصحيحة: "هاأنذا. إرسلني!" أحياناً كثيرة تكون إجابتنا "هاأنذا – ولكن إرسل شخص غيري." إن إشعياء 6: 8 آية مشهورة الإستخدام في مجال العمل المرسلي الدولي. ولكن في سياق هذه الآية لم يكن الله يطلب من شخص أن يسافر إلى الجهة الأخرى من كوكب الأرض. بل كان الله يطلب شخص لتوصيل رسالته إلى شعب إسرائيل. أراد الله أن يعلن إشعياء الحق للناس الذين يراهم كل يوم، أي شعبه وعائلته وجيرانه وأصدقاؤه.

"يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟" (متى 18: 21)
إن الغفران أمر صعب. ربما بدا إقتراح بطرس بالغفران سبع مرات كريماً إلى حد كبير، بالنسبة له. وقد أظهرت إجابة المسيح مدى ضعف غفراننا في العادة. يجب أن نغفر للآخرين لأن الله قد غفر لنا أكثر بكثير (كولوسي 3: 13). ونحن نغفر ليس لأن الشخص "يستحق" الغفران. فإن "الإستحقاق" لا علاقة له بالنعمة. بل نحن نغفر لأن هذا هو الأمر الصواب. قد لا يستحق الآخرين غفراننا لهم، ولكن نحن أيضاً غير مستحقين لغفران الله، ومع هذا فقد غفر لنا خطايانا.

"فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ؟" (متى 27: 22)
كان هذا سؤال بيلاطس للجمهور الموجودين في محاكمة المسيح. وكانت إجابتهم: "إصلبه!" كان هتافهم قبل ذلك بأيام قليلة مختلفاً: "أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!" (متى 21: 9). ومن المدهش كيف أن خيبة الآمال وضغط الزملاء يمكن أن يغير الرأي العام. في أورشليم في القرن الأول، قام الناس الذين كانت لهم رؤية خاطئة عن المسيح ورسالته برفضه؛ واليوم إن من يأتون إلى الإيمان المسيحي دون فهم صحيح بشأن من هو المسيح سوف يتركونه في النهاية. يجب أن نتأكد من تقديم المسيح والمسيحية بطريقة صحيحة عندما نخبر الآخرين عن إيماننا.

"وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟" (متى 16: 15)
إن هذا السؤال الذي طرحه المسيح ربما يكون أهم سؤال يجيب عنه الإنسان. فهو معلم صالح بالنسبة لغالبية الناس. وهو نبي بالنسبة للبعض. وأسطورة بالنسبة لآخرين. أما إجابة بطرس: "أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ" (متى 16: 16) فهي الإجابة الصحيحة.

"مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟" (مرقس 8: 36)
لو كان الثمن هو نفس الإنسان، فإن أياً كان الذي يربحه – حتى إن كان العالم كله – لا فائدة منه. وللأسف، إن غالبية الناس يسعون وراء "لا شيء" – أي أشياء العالم. إن خسارة نفس الإنسان تعني شيئين. أولاً، المعنى الواضح هو خسارة النفس للأبد، أي الموت الأبدي في الجحيم. ولكن السعي إلى ربح العالم كله سوف يجعلك تخسر نفسك بطريقة أخرى، في هذه الحياة. سوف لا تختبر الحياة الأفضل المتاحة لك من خلال المسيح يسوع (يوحنا 10: 10). لقد سعى سليمان وراء الملذات، ولم يحرم نفسه من شيء، لكنه قال: "...الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ وَلاَ مَنْفَعَةَ..." (جامعة 2: 11)

"أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟" (لوقا 18: 18) وأيضاً: "مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟" (أعمال الرسل 16: 30)
من المثير للإهتمام أن نرى الإجابات المختلفة تماماً من المسيح وبولس لنفس السؤال. إن المسيح، وهو يعلم عقلية البر الذاتي لدى الشاب الغني قال له أن يحفظ الوصايا. كان الشاب يظن فقط أنه بار؛ وقد عرف المسيح أن المادية والطمع كانا يمنعان الشاب من طلب الخلاص فعلاً. فقد كان يجب أن يدرك أنه خاطيء بحاجة إلى مخلص. أما بولس، فإنه أدرك أن سجان فيلبي كان مستعداً للخلاص، وقال له: "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص." لقد آمن السجان، وتبعته عائلته في قبول المسيح كمخلص. لهذا فإن إدراك حالة الشخص في رحلته الروحية يمكن أن يؤثر على إجابتنا للأسئلة ويغير نقطة البداية في تقديمنا لرسالة الإنجيل.

"كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟"(يوحنا 3: 4)
طرح نيقوديموس هذا السؤال عندما قال له المسيح أنه يجب أن يولد ثانية. وما زال الناس اليوم يسيئون فهم معنى الولادة الثانية. يدرك غالبية الناس أن الولادة الثانية لا يقصد بها ولادة ثانية بالجسد. ولكن يفشل الكثيرين في فهم المعنى الكامل لهذه الكلمات. عندما يصبح الشخص مؤمناً – أي عندما يولد ثانية – هذه بداية حياة جديدة تماماً. إنها إنتقال من حالة الموت الروحي إلى الحياة الروحية (يوحنا 5: 24). أي أن نصبح خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17). الولادة الثانية ليست إضافة شيء إلى حياتك الحالية؛ إنها إستبدال جذري لحياتك القديمة.

"أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟" (رومية 6: 1)
نحن ننال الخلاص بالنعمة (أفسس 6: 8). عندما نضع ثقتنا في يسوع المسيح، يتم غفران كل خطايانا ولنا ضمان الحياة الأبدية في السماء. الخلاص هو عطية نعمة الله. هل يعني هذا أن المؤمن يمكن أن يعيش كيفما شاء ومع هذا يخلص؟ نعم. ولكن المؤمن الحقيقي لا يعيش "كيفما يشاء". فالمؤمن له سيد جديد ولا يعود يخدم نفسه. كما أن المؤمن ينمو روحياً بالتدريج في الحياة الجديدة التي أعطاه إياها الله. فالنعمة ليست تصريحاً بالخطية. إن الخطية الإرادية دون توبة في حياة الشخص تسخر من النعمة وتجعل إيمان الشخص موضع شك (يوحنا الأولى 3: 6). نعم، توجد أوقات من الفشل والتمرد في حياة المؤمن. وأيضاً كلا، الكمال بلا خطية غير ممكن في هذه الحياة. ولكن يجب على المؤمن أن يعيش في إمتنان لنعمة الله، وألا يستبيحها. ونجد التوازن في كلمات المسيح للمرأة التي أمسكت في زنا. فإنه بعد أن رفض المسيح إدانتها قال لها: "اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً" (يوحنا 8: 11).

"إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا؟" (رومية 8: 31)
سوف يواجه أولاد الله المقاومة في هذا العالم (يوحنا 15: 18). إن الشيطان وأعوانه يحاربوننا. كما أن أناساً كثيرين في العالم يقاوموننا. وتقف ضدنا فلسفات وقيم وأولويات العالم. ومن منظور حياتنا الأرضية، قد تتم الغلبة علينا وهزيمتنا بل وقد نقتل. ولكن من منظور الأبدية، لقد وعد الله أننا سنكون غالبين (يوحنا الأولى 5: 4). ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لنا في هذا العالم؟ الموت. وبالنسبة لمن هم مولودين من الله، ماذا يحدث بعد الموت؟ الأبدية هي أمجد مكان يمكن تخيله.

توجد أسئلة أخرى كثيرة عظيمة في الكتاب المقدس. أسئلة من باحثين، وأسئلة من رافضين، وأسئلة من مؤمنين محبطين، وأسئلة من الله. لا تخشى أن تطرح أسئلتك، ولكن كن مستعداً لقبول إجابة الله عندما يعطيك إياها.
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 17037 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي قصة العهد القديم؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: في البدء كان الله. وقام الله لمسرته بخلق الزمن والكون بسلطان كلمته وصنع شيء من لا شيء. وفي اليوم السادس من الخليقة، خلق الله شيئاً فريداً: وهو الإنسان – رجل وإمرأة – مخلوقين على صورته. وعندما خلق الله أول شخصين ذكراً وأنثى، فإنه أسس بهذا عهد الزواج (تكوين 1-2).

وضع الله الإنسان وزوجته في جنة عدن، وهي بيئة مثالية، وأعطاهما مسئولية العناية بالجنة. وسمح لهما الله أن يأكلا من كل ثمر الجنة ماعدا شجرة معرفة الخير والشر التي كانت محرمة بالنسبة لهما. وكان لهما الخيار، إما طاعة الله أو عصيانه، ولكن الله حذرهما أن الموت سيكون نتيجة العصيان (تكوين 2: 15-17).

وفي ذات الوقت، تمرد ملاك عظيم إسمه لوسيفر ضد الله في السماء. وتم طرده مع ثلث الملائكة من السماء. جاء لوسيفر إلى الجنة حيث كان آدم وإمرأته. وهناك أخذ شكل حية وأغرى حواء، المرأة الأولى، بعصيان الله وأكل الثمرة المحرمة. قال لها أنها لن تموت وأن الثمر في الواقع مفيد لها. صدقت حواء الأكاذيب وأكلت من الثمر. ثم أعطت زوجها، آدم، وأكل منها هو أيضاً. على الفور عرف الزوجين أنهما إرتكبا خطأ. وشعرا بخجل وضعف وعري. وإختبئا عندما جاء الله للبحث عنهما (إشعياء 14: 12-15: تكوين 3).

بالطبع وجدهما الله. وأصدر حكمه. فقد لعن الأرض بسبب الإنسان: فلا تعود تعطي ثمرها بسهولة؛ بل يجب أن يتعب الإنسان لإنتاج المحاصيل. وقد لعن المرأة بآلام الولادة. ولعن الحية بالزحف في التراب من ذلك الوقت. ثم أعطى الله وعداً: في يوم ما، سيولد من إمرأة من يحارب الحية. وسوف يسحق رأس الحية، رغم أنه سوف يجرح أثناء ذلك. ثم قام الله بذبح حيوان وصنع ملابس من جلده للزوجين الخاطئين قبل أن يطردهما من جنة عدن (تكوين 3: 15-19، 21).

إستمر الصراع بين الخير والشر في العائلة الأولى. فقام قايين أحد الأبناء، بقتل هابيل أخيه، ولعنه الله بسبب ما فعله. وولدت حواء إبناً آخراً إسمه شيث (تكوين 4: 8، 25).

بعد عدة أجيال إمتلأت الأرض بالشر. وتفشى العنف وعدم إحترام الله. فقرر الله أن يدمر شر الإنسان ويبدأ من جديد. نال شخص إسمه نوح، من سلالة شيث، نعمة من الله (بركة الله لغير المستحقين). وأعلن الله لنوح أنه سوف يرسل طوفاناً عظيماً لتدمير الأرض، وأعطى نوح تعليمات لبناء فلك للنجاة من الطوفان. قام نوح ببناء الفلك، وعندما جاء الوقت، جعل الله كل أنواع الحيوانات تدخل إلى الفلك. وتم إنقاذ هذه الحيوانات مع نوح وعائلته. ودمر الطوفان كل الكائنات الحية الأخرى على الأرض (تكوين 6-8).

بعد الطوفان، بدأ نوح وعائلته في إعادة إعمار الأرض. وعندما بدأ نسلهم في بناء برج لأنفسهم في تحدي لله، قام الله ببلبلة ألسنتهم. فتفرق سكان الأرض وفقاً للغاتهم وإنتشروا على وجه الأرض (تكوين 11: 1-8).

جاء الوقت لكي يبدأ الله في تنفيذ خطته بمجيء من يسحق الحية إلى العالم. كانت الخطوة الأولى هي خلق شعب خاص لنفسه. فإختار رجلاً إسمه إبراهيم وزوجته سارة لكي يكونا بداية جنس جديد من البشر. دعا الله إبراهيم ليترك بيته وقاده إلى أرض كنعان. ووعد الله إبراهيم أن يعطيه نسلاً لا يحصى يمتلكون أرض كنعان. كما وعد أن يبارك ذرية إبراهيم، ومن خلالهم يبارك كل أمم الأرض. ولكن كانت المشكلة تكمن في كبر سن إبراهيم وعقم سارة. ولكن إبراهيم صدّق وعد الله فحسب الله له إيمانه براً (تكوين 12: 1-4؛ 15: 6).

وفي الوقت المعين، بارك الله إبراهيم وسارة بولادة إسحق إبنهما. وكرر الله وعده بكثرة النسل والبركة لإسحق. ولد لإسحق توأمين، عيسو ويعقوب. إختار الله يعقوب لكي يرث البركة الموعودة وغيَّر إسمه إلى إسرائيل. كان ليعقوب/إسرائيل إثنا عشر إبناً صاروا رؤساء أسباط إسرائيل الإثني عشر (تكوين 21: 1-6؛ 25: 19-26؛ 28: 10-15؛ 35: 23-26).

إنتقل يعقوب وكل عائلته من كنعان إلى مصر نتيجة حدوث مجاعة عظيمة. وأعطى يعقوب أبناءه بركة نبوية قبل موته. فوعد يهوذا بأنه سيأتي ملك من نسله تكرمه كل أمم العالم. وزاد عدد عائلة يعقوب في مصر، وظلوا هناك 400 سنة. بعد ذلك خشي ملك مصر أن يزيد عددهم إلى حد لا يعود يستطيع السيطرة عليهم، فإستعبدهم. ثم أقام الله نبياً إسمه موسى، من سبط لاوي، لكي يخرج شعب إسرائيل من مصر ويعيدهم إلى الأرض التي وعد بها الله إبراهيم (تكوين 46؛ 49؛ خروج 1: 8-14؛ 3: 7-10).

صاحب الخروج من مصر معجزات عديدة عظيمة، بما فيها شق البحر الأحمر. وبعد أن خرج شعب إسرائيل من مصر بسلام، نصبوا خيامهم عند جبل سيناء، حيث أعطى الله موسى الناموس. وكان الناموس الذي يتلخص في الوصايا العشر هو أساس عهد صنعه الله مع شعب إسرائيل: سوف يباركهم إذا حفظوا وصاياه، ولكن إذا كسروا وصاياه سوف تحل عليهم اللعنات. وقد وافق شعب إسرائيل على إتباع ناموس الله (خروج 7-11؛ 14: 21-22؛ 19-20).

بالإضافة إلى وضع قانون أخلاقي، فإن الناموس حدد دور الكاهن ورسم كيفية تقديم الذبائح كفارة عن الخطايا. فالكفارة تكون فقط عن طريق سفك دم ذبيحة بلا عيب. كذلك وصف الناموس بالتفصيل كيفية بناء خيمة الإجتماع المقدسة حيث يسكن حضور الله ويتقابل مع شعبه (لاويين 1؛ خروج 25: 8-9).

بعد أن تسلم موسى الشريعة، قاد شعب إسرائيل حتى حدود أرض الموعد. ولكن الشعب خافوا من سكان كنعان المحاربين وتشككوا في مواعيد الله فرفضوا الدخول إليها. فأرجعهم الله إلى البرية عقاباً لهم، حيث أجبروا على التوهان مدة 40 سنة. في هذه الفترة دبر الله، في نعمته، الطعام والشراب للشعب كله (عدد 14: 1-4، 34-35؛ خروج 16: 35).

مات موسى في نهاية الأربعين سنة. وكانت واحدة من نبواته الأخيرة تتعلق بمجيء نبي آخر مثل موسى يجب أن يسمع له الشعب. إستخدم الله يشوع، خليفة موسى، لقيادة شعب إسرائيل في دخولهم إلى أرض الموعد. فدخلوا إليها بناء على وعد الله بألا يقف في وجههم أي من أعداءهم. وأظهر الله قوته في أريحا، التي كانت أول مدينة يصلون إليها، وجعل أسوار المدينة تنهار أمامهم. وقد أنقذ الله، في نعمته ورحمته، زانية آمنت به إسمها راحاب، من الدمار الذي أصاب أريحا (تثنية 18: 15؛ يشوع 6).

على مدى السنوات التالية نجح يشوع وشعب إسرائيل في طرد غالبية الكنعانيين، وتم تقسيم الأرض على الأسباط الإثني عشر. ولكن إحتلال الأرض لم يكن كاملاً. فبسبب عدم الإيمان والعصيان، فشلوا في إتمام المهمة وظلت مجموعات متفرقة من الكنعانيين في الأرض. كان لهؤلاء الوثنيين تأثير على شعب إسرائيل إذ بدأوا في تبني عبادة الأوثان في إنتهاك صريح لشريعة الله (يشوع 15: 63؛ 16: 10؛ 18: 1).

بعد موت يشوع، إجتاز شعب إسرائيل في أوقات مضطربة. كانت الأمة تنجرف إلى عبادة الأوثان، وكان الله ينزل عليهم الدينونة في شكل إستعبادهم لأعدائهم. وكان شعب الله يتوب ويدعو الرب طلباً للمعونة. فيقيم الله قاضياً لتدمير الأوثان، ويجمع الشعب، ويهزم الأعداء. ويسود السلام لفترة، ولكن بعد موت القاضي، كان الشعب يعود إلى عبادة الأوثان، وتتكرر الدورة من جديد (قضاة 17: 6).

كان صموئيل هو آخر القضاة، وكان نبياً في نفس الوقت. وفي زمنه، طالب شعب إسرائيل أن يكون لهم ملك يحكم عليهم مثل باقي الأمم. وأعطاهم الله ما طلبوه وقام صموئيل بمسح شاول كأول ملك على إسرائيل. ولكن شاول كان مخيباً للآمال. ولأنه عصى الله، أزاله الله من السلطة. ثم إختار الله داود من سبط يهوذا لكي يملك بعد شاول. ووعد الله داود أن يأتي من نسله من يملك على عرشه إلى الأبد (صموئيل الأول 8: 5؛ 15: 1، 26؛ أخبار الأيام الأول 17: 11-14).

ملك سليمان إبن داود على أورشليم بعد موت داود. وفي أثناء ملك إبن سليمان حدثت حرب أهلية وتم تقسيم المملكة: وسميت المملكة الشمالية إسرائيل، والمملكة الجنوبية يهوذا. وحكمت سلالة داود مملكة يهوذا (ملوك الأول 2: 1؛ 12).

كان لمملكة إسرائيل سلسلة متصلة من الملوك الأشرار. فلم يحاول أي منهم أن يطلب الرب أو أن يقود الأمة وفقاً لشريعة الله. فأرسل الله الأنبياء لتحذيرهم، ومنهم إيليا وأليشع صانعي المعجزات، ولكن أصر الملوك على شرهم. وأخيراً، جلب الله الأمة الأشورية ليدين بواسطتها مملكة إسرائيل. قام الآشوريين بترحيل غالبية شعب إسرائيل، وكانت تلك نهاية المملكة الشمالية (ملوك الأول 17: 1؛ ملوك الثاني 2؛ 17).

كان لمملكة يهوذا نصيبها من الملوك الأشرار، ولكن من فترة لأخرى كان بينهم ملك يتقي الله ويحبه ويسعى لكي يحكم وفقاً لشريعة الله. وكان الله أميناً لوعوده وبارك الشعب عندما تبعوا وصاياه. وقد حفظ الله الأمة أثناء الغزو الآشوري وفي مواجهة التهديدات والمخاطر الأخرى. في ذلك الوقت، كان النبي إشعياء يعظ ضد خطايا يهوذا وتنبأ بالغزو البابلي. تنبأ إشعياء أيضاً بمجيء خادم الرب – الذي يتألم من أجل خطايا شعبه ويتمجد ويجلس على عرش داود. وتنبأ النبي ميخا بميلاد المسيا في بيت لحم (إشعياء 37؛ 53: 5؛ ميخا 5: 2).

بعد ذلك، سقطت أمة يهوذا في عبادة الأوثان. فجلب الله البابليين ليدين يهوذا بواسطتهم. شهد النبي إرميا سقوط أورشليم وتنبأ بعودة الأسرى اليهود من بابل إلى أرض الموعد بعد 70 سنة. تنبأ إرميا ايضاً بعهد مستقبلي لا تكون الشريعة فيه مكتوبة على ألواح حجرية، بل في قلوب شعب الله. هذا العهد الجديد ستكون نتيجته غفران الله للخطايا (ملوك الثاني 25: 8-10؛ ارميا 29: 10؛ 31: 31-34).

إستمر السبي البابلي 70 سنة. وقد خدم الأنبياء دانيال وحزقيال في تلك الفترة. تنبأ دانيال بقيام وسقوط أمم عديدة. كذلك تنبأ بمجيء المسيا، أو مختار الله، الذي يموت من أجل الآخرين (دانيال 2: 36-45؛ 9: 26).

بعد سقوط بابل في أيدي فارس، تم إطلاق اليهود لكي يعودوا إلى يهوذا. وقد رجع الكثير من اليهود إلى بلادهم لإعادة بناء أورشليم والهيكل. قاد نحميا وعزرا هذه المجهودات بتشجيع من الأنبياء حجي وزكريا. وتضمنت إحدى نبوات زكريا وصفاً لملك يأتي في المستقبل ويدخل إلى أوررشليم متواضعاً، وراكباً على حمار (نحميا 6: 15-16؛ عزرا 6: 14-15؛ زكريا 9: 9).

ولكن لم يرجع كل اليهود إلى يهوذا. فقد إختار الكثيرين البقاء في بلاد فارس، حيث إستمر الله في رعايتهم. وصارت فتاة يهودية إسمها إستير ملكة فارس وكان لها دور رئيسي في إنقاذ حياة كل اليهود في المملكة (إستير 8: 1).

كتب ملاخي السفر الأخير في العهد القديم. وتنبأ أن الرب سيأتي إلى هيكله، ولكن قبل مجيئه سوف يقوم رسول آخر بإعداد طريق الرب. هذا الرسول سيكون مثل إيليا في القديم. وقد مرت 400 سنة بعد نبوة ملاخي قبل أن يتكلم الله مباشرة مع الإنسان مرة أخرى (ملاخي 3: 1؛ 4: 5).

إن العهد القديم هو قصة خطة الله لفداء الإنسان. وفي نهاية العهد القديم، صار لله شعب فريد مختار يدرك أهمية الذبائح ويؤمن بالوعود التي أعطيت لإبراهيم وداود وينتظر مجيء المخلص. بإختصار، كانوا مستعدين لقبول من يسحق رأس الحية حسب سفر التكوين، والذي هو نبي مثل موسى، وأيضاً الخادم المتألم في سفر إشعياء، وإبن داود، والمسيا في سفر دانيال، والملك المتواضع في سفر زكريا – في شخص واحد هو يسوع المسيح.
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 17038 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي قصة العهد الجديد؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: بعد أن كلم الله النبي ملاخي بأربعمئة عام، تكلم الله مرة أخرى. وكانت الرسالة هي أن نبوة ملاخي 3: 1 سوف تتحقق سريعاً، وأن نبياً سوف يعد طريق الرب. فقد كان المسيا آتٍ.

كان إسم ذلك النبي يوحنا. وإسم المسيا يسوع، وقد ولد من عذراء إسمها مريم. وقد كبر يسوع كيهودي ملتزم. وعندما كان في حوالي الثلاثين من عمره، بدأ خدمته العلنية في إسرائيل. كان يوحنا يعظ عن مجيء ملكوت المسيا ويعمد من آمنوا برسالته وتابوا عن خطاياهم. عندما جاء المسيح لكي يتعمد تكلم الله بصوت مسموع ونزل الروح القدس في صورة مرئية على المسيح معلناً أنه المسيا المنتظر. من ذلك الوقت تضاءلت خدمة يوحنا، إذ كان قد تمم الغرض منها وهو تقديم المسيح إلى العالم (متى 3).

دعا المسيح تلاميذه من مناحي مختلفة في الحياة، وأعطاهم القوة للخدمة، وبدأ يدربهم. وكان المسيح يجول ويعظ ويشفي المرضى ويصنع معجزات كثيرة أخرى أكدت مصداقية رسالته. شهدت خدمة المسيح المبكرة نمواً كبيراً. وتبعته جموع كثيرة إنبهروا بتعاليمه ومعجزاته (لوقا 9: 1؛ متى 19: 2).

ولكن لم يكن الجميع مأخوذين بالمسيح. فإن القادة السياسيين والدينيين في المجتمع اليهودي غضبوا من تعاليم المسيح بأن قواعدهم وتقاليدهم ليست هي السبيل إلى الخلاص. وقد واجهوا المسيح مرات عديدة، وقال المسيح علناً أنهم منافقين. لاحظ الفريسيين معجزات المسيح ولكنهم قالوا أنها من عمل الشيطان بدلاً من تقديم المجد لله (متى 12: 24؛ 15: 3؛ متى 23).

أخذ عدد الجموع التي تبعت المسيح يقل شيئاً فشيئاً إذ أدركوا أن المسيح لن يجعل من نفسه ملكاً ولن يطرد المحتلين الرومان. وتم القبض على يوحنا وإعدامه في السجن. ثم بدأ المسيح يركز أكثر على تلاميذه الإثني عشر الذين إعترف غالبيتهم بأنه إبن الله. واحد فقط هو الذي لم يؤمن، وكان إسمه يهوذا، الذيى بدأ يبحث عن طريقة لكي يسلم المسيح إلى السلطات (يوحنا 6: 66؛ متى 16: 16؛ 26: 16).

إحتفل المسيح بالفصح مع تلاميذه في رحلته الأخيرة إلى أورشليم. وفي تلك الليلة، وأثناء وقت الصلاة، قاد يهوذا جماعة مسلحة إلى المسيح. تم القبض على المسيح وإجتاز سلسلة من المحاكمات الصورية. وتم الحكم عليه بالموت صلباً بواسطة الحاكم الروماني الذي أعلن مع ذلك أن يسوع كان شخصاً بريئاً. تم صلب المسيح. وفي لحظة موته وقع زلزال عظيم. بعد ذلك، تم إنزال جسد المسيح من على الصليب ودفن على عجل في قبر قريب (لوقا 22: 14-23، 39-53؛ مرقس 15: 15، 25؛ متى 27: 51؛ يوحنا 19: 42).

في اليوم الثالث بعد موت المسيح، وجد قبره فارغاً، وأعلنت الملائكة أنه قام من الموت. ثم ظهر المسيح بالجسد لتلاميذه وقضى معهم وقتاً في الأربعين يوماً التالية. وفي نهاية تلك الفترة، قام المسيح بتكليف الرسل ثم صعد إلى السماء وهم يشاهدونه (لوقا 24: 6، 24؛ يوحنا 21: 1، 14؛ أعمال الرسل 1: 3-9).

بعد صعود المسيح إلى السماء بعشرة أيام، كان 120 من التلاميذ مجتمعين في أورشليم يصلون وينتظرون الروح القدس الذي وعدهم المسيح بمجيئه. وفي يوم الخمسين، ملأ الروح القدس التلاميذ، ومنحهم القدرة على الكلام بلغات لم يكونوا قد تعلموها قبل ذلك. قام بطرس والآخرين بالوعظ في شوارع أورشليم وآمن 3000 شخص بأن الرب يسوع قد مات وقام مرة ثانية. وقد إعتمد من آمنوا بإسم يسوع. وهكذا بدأت الكنيسة (أعمال الرسل 2).

إستمرت كنيسة أورشليم في النمو وكان الرسل يصنعون المعجزات ويعلمون بسلطان عظيم. ولكن سرعان ما واجه المؤمنين الجدد الإضطهاد بقيادة شاب فريسي إسمه شاول. إضطر الكثير من المؤمنين إلى ترك أورشليم، وبهذا نشروا الأخبار السارة عن يسوع المسيح في مدن أخرى. وبدأت تظهر تجمعات من المؤمنين في مجتمعات أخرى (أعمال الرسل 2: 43؛ 8: 1، 4).

كانت السامرة أحد الأماكن التي وصلتها رسالة الإنجيل. أرسلت كنيسة أورشليم بطرس ويوحنا إلى السامرة للتحقق مما سمعوه عن الكنيسة هناك. وعندما وصل بطرس ويوحنا شهدوا حلول الروح القدس على أهل السامرة كما سبق وأن حل عليهم. ودون شك، كانت الكنيسة قد إمتدت إلى السامرة. بعد ذلك بوقت قصير شهد بطرس حلول الروح القدس على قائد مئة روماني وأهل بيته؛ وهكذا كانت الكنيسة تمتد إلى أمم العالم أيضاً (أعمال الرسل 8: 14-17؛ 10: 27-48).

إستشهد يعقوب، وهو واحد من التلاميذ الإثني عشر، في أورشليم. وكان شاول يخطط أن يحمل كراهيته للمسيحيين إلى دمشق ولكن المسيح ظهر له في رؤيا. وتحول مضطهد الكنيسة إلى كارز متحمس للمسيح. وبعد سنوات قليلة أصبح شاول/بولس معلماً في كنيسة أنطاكية. وأثناء وجوده هناك، إختاره الروح القدس هو وبرنابا ليصبحا أول "مرسلين أجانب" وذهبا إلى قبرص وآسيا الصغرى. عانى بولس وبرنابا من الإضطهاد والصعاب في رحلتهما، ولكن تم خلاص كثيرين – بمن فيهم شاب صغير يدعى تيموثاوس – وتم تأسيس كنائس هناك (أعمال الرسل 9: 1-22؛ 12: 1-2؛ 13-14).

أما في أورشليم، فقد ظهر تساؤل حول قبول الأمم في الكنيسة. فهل كان يعطى للمؤمنين من الأمم (الوثنيين سابقاً) نفس المكانة مثل المؤمنين من اليهود، الذين حفظوا الناموس طوال حياتهم؟ وبتحديد أكثر، هل كان يجب ختان المؤمنين من الأمم لكي يخلصوا؟ إجتمع مجلس في أورشليم لدراسة هذه المشكلة. وقد شهد كل من بطرس وبولس كيف أن الله أعطى الروح القدس للمؤمنين من الأمم دون طقس الختان. وكان قرار المجلس أن الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان وأن الختان ليس ضرورياً للخلاص (أعمال الرسل 15: 1-31).

قام بولس برحلة رسولية أخرى، ورافقه سيلا هذه المرة. وفي الطريق إنضم إليهما تيموثاوس، وكذلك طبيب إسمه لوقا. وبإرشاد الروح القدس، ترك بولس ومجموعته آسيا الصغرى ورحلوا إلى اليونان حيث تم تأسيس المزيد من الكنائس في فيلبي وتسالونيكي وكورنثوس وأفسس ومدن أخرى. فيما بعد، قام بولس برحلة رسولية ثالثة. وكان دائماً يستخدم نفس الأسلوب في العمل تقريباً – فكان يعظ أولاً في مجمع المدينة ويقدم الإنجيل لليهود في المجتمع. وعادة ما كان يتم رفضه في المجامع، فكان يأخذ الرسالة إلى الأمم (أعمال الرسل 15: 40-21: 17).

قام بولس برحلة إلى أورشليم بالرغم من تحذيرات أصدقائه. وهناك هاجمه جمهور ليقتلوه. قام قائد روماني بإنقاذه من أيديهم ولكنه تحفظ عليه في السجن. تمت محاكمة بولس أمام السنهدريم في أورشليم، ولكن المحاكمة إنتهت بالفوضى، وأخذ بولس إلى قيصرية لمحاكمته أمام قاضي روماني. بعد عدة سنوات في قيصرية، قدم بولس دعواه إلى القيصر كما يحق له في ظل القانون الروماني (أعمال الرسل 21: 12، 27-36؛ أعمال ارسل 23: 1-25: 12).

أخذ بولس إلى روما على سفينة كسجين، وكان لوقا بصحبته. وفي الطريق دمرت عاصفة شديدة السفينة، ولكن جميع من كانوا عليها وصلوا سالمين إلى جزيرة مالطا. وهناك صنع بولس معجزات جذبت إنتباه حاكم الجزيرة. ومرة أخرى تم إمتداد الإنجيل (أعمال الرسل 27: 1-28: 10).

عندما وصل بولس إلى روما وضع قيد الإقامة الجبرية. وأمكن لأصدقائه أن يقوموا بزيارته، وكان له قدر من الحرية في التعليم. كما تم تجديد بعض من الحراس الرومان، بل إن بعض من أهل بيت قيصر آمنوا بالمسيح (أعمال الرسل 28: 16، 30-31؛ فيلبي 4: 22).

وفي أثناء إحتجاز بولس في روما، إستمر عمل الله حول منطقة البحر المتوسط. فقد خدم تيموثاوس في أفسس؛ وأشرف تيطس على العمل في كريت؛ وخدم أبللوس في كورنثوس؛ ومن المرجح أن بطرس ذهب إلى روما (تيموثاوس الأولى 1: 3؛ تيطس 1: 5؛ أعمال الرلس 19: 1؛ بطرس الأولى 5: 13).

لقد إستشهد غالبية الرسل بسبب إيمانهم بالمسيح. وقد تم نفي يوحنا، آخر رسول، وهو شيخ إلى جزيرة بطمس. وهناك أعطاه الرب يسوع رسائل إلى الكنائس ورؤيا عن الأيام الأخيرة والتي قام بتدوينها في سفر الرؤيا (رؤيا 1: 9، 4، 19).
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 17039 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو النقد النصي؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: النقد النصي ببساطة هو أسلوب مستخدم لتحديد محتوى المخطوطات الأصلية للكتاب المقدس. إن المخطوطات الأصلية للكتاب المقدس إما أنها فقدت أو مخبأة أو لم تعد موجودة. وما لدينا هو عشرات الآلاف من النسخ من المخطوطات الأصلية التي ترجع إلى ما بين القرن الأول والقرن الخامس عشر الميلادي (بالنسبة للعهد الجديد)، ومن القرن الرابع إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد (بالنسبة للعهد القديم). وتحتوي هذه المخطوطات الكثير من الإختلافات الثانوية وبعض الإختلافات الرئيسية. والنقد النصي هو دراسة هذه المخطوطات في محاولة لتحديد ما تقوله المخطوطات الأصلية بالفعل.

توجد ثلاث أساليب رئيسية للنقد النصي. الأول هو النص المتلقى(Textus Receptus). والنص المتلقى هو أحد مخطوطات الكتاب المقدس التي قام بتجميعها شخص إسمه أراسمس عام 1500 م. حيث أخذ عدد محدود من المخطوطات التي كانت متاحة لديه وقام بتجميعها في ما صار يسمى "النص المتلقى".

الأسلوب الثاني يسمى "نص الأغلبية" (Majority Text). ويأخذ نص الأغلبية كل المخطوطات المتاحة اليوم، ويقارن الإختلافات بينها، ويختار أكثرها صحة بناء على أكثرها تكراراً. فمثلاً، إذا ورد في 748 مخطوطة كلمة "قال" في موضع ما، وفي 1429 مخطوطة "قالوا"، فإن نص الأغلبية يختار "قالوا" على أنها الأصح. ولا توجد أية ترجمات للكتاب المقدس على اساس نص الأغلبية.

الأسلوب الثالث يسمى الأسلوب النقدي أو الإنتقائي. ويتضمن الأسلوب الإنتقائي وضع الأدلة الخارجية والداخلية في الإعتبار عند تحديد النص الأصلي. تجعلنا الأدلة الخارجية نطرح هذه الأسئلة: ما عدد المخطوطات التي تكرر فيها النص؟ ما هي تواريخ هذه المخطوطات؟ في أي منطقة من العالم وجدت هذه المخطوطات؟ وتفرض الأدلة الداخلية هذه الأسئلة: ما السبب في تنوع النصوص؟ أي النصوص يمكن أن يفسر أصل النصوص الأخرى؟

فأي هذه الأساليب هو الأكثر دقة؟ هنا يبدأ الجدال. عندما يتم شرح هذه الأساليب لشخص ما، فإنه للوهلة الأولى يختار نص الغالبية كأسلوب يجب إستخدامه. فهو أساساً أسلوب "سيطرة الأغلبية" "الديمقراطي". ولكن، توجد مشكلة هنا. ففي القرون الأولى للكنيسة، كان غالبية المؤمنين يتحدثون ويكتبون اليونانية. وبداية من القرن الرابع الميلادي بدأت اللاتينية تصبح أكثر اللغات شيوعاً خاصة في الكنيسة. وبداية من الفولجاتا اللاتينية، صار العهد الجديد ينسخ باللاتينية بدلاً من اليونانية.

ولكن، في العالم المسيحي الشرقي، ظلت اللغة اليونانية هي السائدة في الكنيسة لأكثر من 1000 عام أخرى. ونتيجة لذلك، فإن الغالبية العظمى للمخطوطات اليونانية هي من المنطقة الشرقية/البيزنطية. وهذه المخطوطات البيزنطية تتشابه جميعها إلى حد كبير. ومن المرجح أنها جميعها جاءت من نفس المخطوطات اليونانية القليلة. وفي حين تتشابه المخطوطات البيزنطية مع بعضها، إلا أنه توجد فروقات كثيرة بينها وبين المخطوطات الموجودة في المناطق الغربية والوسطى في الكنيسة. بإختصار: إذا بدأت بثلاث مخطوطات، وتم نسخ إحداها 100 مرة، والأخرى 200 مرة، والثالثة 5000 مرة، فأي مجموعة يكون لها سيطرة الأغلبية؟ المجموعة الثالثة بالطبع. ولكن، المجموعة الثالثة لا يرجح أنها تمتلك النص الأصلي أكثر من المجموعة الأولى او الثانية. بل لديها عدد أكبر من النسخ. إن الأسلوب الإنتقائي/النقدي للنقد النصي يمنح "ثقلاً" متساوياً للمخطوطات من المناطق المختلفة، رغم كون المخطوطات الشرقية لها الأغلبية العظمى.

فكيف يتم تطبيق الأسلوب النقدي/الإنتقائي بطريقة عملية؟ إذا قارنت يوحنا 5: 1-9 في ترجمات مختلفة، سوف تلاحظ أن الآية 4 غير موجودة في الترجمات القائمة على النص النقدي. ففي النص المتلقى يقول يوحنا 5: 4 "لأَنَّ ملاَكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ." فلماذا لا توجد هذه الآية في ترجمات الكتاب المقدس التي تستخدم النص النقدي؟ السبب هو أن الأسلوب الإنتقائي يعمل هكذا: (1)إن نص يوحنا 5: 4 غير موجود في غالبية المخطوطات القديمة. (2) إن نص يوحنا 5: 4 موجود في كل المخطوطات البيزنطية، ولكن ليس في الكثير من المخطوطات غير الشرقية. (3) من المرجح أن يضيف الكاتب شرحاً لا أن يحذف شرحاً. إن يوحنا 5: 4 يوضح أكثر سبب رغبة الرجل المريض في النزول إلى البركة. فلماذا يحذف الكاتب هذه الآية؟ هذا ليس أمراً منطقياً. ولكن من المنطقي إضافة شرح لسبب رغبة الرجل المريض في النزول إلى البركة. ولهذا، فإن النص الإنتقائي/النقدي لا يتضمن يوحنا 5: 4.

أياً كان أسلوب النقد النصي الذي تعتقد بصحته، فإن هذا أمر يجب مناقشته بالنعمة والإحترام واللطف. فيمكن أن يختلف المؤمنين حول هذا الموضوع، وهم يختلفون بالفعل. ويمكن أن نتجادل حول الأساليب، ولكن لا يجب أن نهاجم دوافع وأشخاص من نختلف معهم حول هذا الموضوع. فكلنا لدينا نفس الهدف – وهو تحديد الصياغة الأصلية للكتاب المقدس. ويستخدم البعض أساليب مختلفة للوصول إلى هذه الغاية.
 
قديم 24 - 03 - 2017, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 17040 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تؤثر عملية الترجمة على وحي وعصمة الكتاب المقدس من الخطأ؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجواب: يناقش هذا السؤال ثلاث موضوعات هامة جداً: الوحي والحفظ والترجمة.

إن عقيدة وحي الكتاب المقدس تقول أن الكلمة المقدسة "موحى بها" من الله؛ أي أن الله بنفسه أشرف على عملية الكتابة، وأرشد البشر الذين قاموا بكتابته حتى يتم تسجيل رسالته الكاملة لنا. إن الكتاب المقدس بالفعل هو كلمة الله. وفي أثناء عملية الكتابة، سمح الله بالتعبير عن شخصية وأسلوب كل كاتب؛ ولكن أرشد الله من كتبوا حتى أن الأسفار الستة والستين تمت كتابتها خالية من الأخطاء وهي بالضبط ما أراد الله أن يعطينا. أنظر تيموثاوس الثانية 3: 16 وبطرس الثانية 1: 21.

بالطبع، عندما نتحدث عن "الوحي" فإننا نتحدث فقط عن عملية كتابة المخطوطات الأصلية. بعد ذلك يأتي دور عقيدة حفظ الكتاب المقدس. فإذا كان الله قد فعل كل هذا ليعطينا كلمته، فإنه بالتأكيد يضمن أن تظل كلمته دون تغيير. وما نراه عبر التاريخ هو أن الله قد فعل ذلك بالفعل.

إن النصوص العبرية للعهد القديم تم نسخها بعناية ودقة بواسطة الكتبة اليهود. فقد كانت مجموعات الكتبة أمثال السوفريم والزجوث والتانايم والماسورتس تحمل إحترام عميق تجاه النصوص التي ينسخونها. بالإضافة إلى القواعد الصارمة التي تحكم عملهم: فقد كان نوع الرقائق، وحجم الأعمدة، ونوع الحبر، والمسافات بين الكلمات كلها محددة. وكان يمنع تماماً كتابة أي شيء من الذاكرة، كما كان يتم عد السطور والكلمات بل وحتى الحروف كنوع من إعادة تأكيد دقة النسخ. وكانت نتيجة كل هذا أن الكلمات المكتوبة بقلم إشعياء ما زالت موجودة حتى اليوم. وتؤكد إكتشافات مخطوطات البحر الميت بكل وضوح دقة النص العبري.

ونفس الأمر صحيح بالنسبة للنص اليوناني للعهد الجديد. فتوجد آلاف من النصوص اليونانية، بعضها يعود حتى عام 117 م. إن الإختلافات الطفيفة بين النصوص – والتي لا يؤثر أي منها على أسس الإيمان – يسهل التوفيق بينها. وقد إنتهى الدارسين إلى أن العهد الجديد الذي بين أيدينا اليوم لا يختلف عن الكتابات الأصلية. قال خبير النصوص السير فريديريك كنيون عن الكتاب المقدس: "من المؤكد أن القراءة الصحيحة لكل مقطع قد حفظت...ولا يمكن أن نقول هذا بشأن أي كتاب قديم آخر في العالم."

وهذا يأتي بنا إلى ترجمة الكتاب المقدس. الترجمة هي عملية تفسيرية إلى حد ما. ويجب القيام بإختيارات عند الترجمة من لغة إلى أخرى. فهل تستخدم كلمات أكثر دقة، حتى وإن كان معنى تلك الكلمات غير واضح بالنسبة للقاريء اليوم؟ أم هل تستخدم فكرة مماثلة للتوضيح على حساب حرفية النص؟

مثال لهذا، تشير بعض الترجمات في كولوسي 3: 12 إلى "احْشَاءَ رَأْفَاتٍ". إن الكلمة اليونانية المترجمة "أحشاء" والتي تعني حرفياً "أمعاء"، تأتي من أصل كلمة معناها "طحال". وقد إختار مترجمين آخرين ترجمة غير حرفية مثل: "قلب رأفة" (لكون "القلب" هو ما يرى قاريء اليوم أنه أساس المشاعر) أو "رحمة ورأفة رقيقة القلب" أو ببساطة "رأفة".

وهكذا فإن بعض المترجمين يلتزمون بالترجمة الحرفية أكثر من غيرهم، ولكنهم جميعاً يلتزمون بمعنى الآية. فإن الوصية الجوهرية في كولوسي 3: 12 هي أن تكون لدينا مشاعر رأفة.

إن غالبية ترجمات الكتاب المقدس تتم عن طريق لجان. وهذا يضمن ألا يؤثر تحيز شخصي أو عقائدي على إختيار الكلمات...الخ. فإن وجود ترجمة جيدة وصادقة للكتاب المقدس أمر شديد الأهمية. لهذا فإن فريق الترجمة الماهر يلتزم بالمهنية ويسمح للكتاب المقدس أن يعبر عن نفسه.

وكقاعدة عامة، فإن الترجمات الحرفية تحتوي جهداً "تفسيرياً" أقل. أما الترجمات "الأكثر تحرراً" فإنها تقدم بالضرورة "تفسير" أكثر للنص، ولكنها بصورة عامة أسهل في القراءة. ثم توجد الشروح وهي ليست ترجمة في الواقع بل إعادة صياغة ما يقوله الكتاب المقدس.

وفي ضوء كل ما سبق، فهل ترجمات الكتاب المقدس موحى بها ومعصومة من الخطأ؟ الإجابة هي كلا. فإن الله لم يعد في أي مكان بإمتداد الوحي إلى ترجمة كلمته. وفي حين أن الكثير من الترجمات الموجودة اليوم هي فائقة الجودة ولكنها ليس موحى بها من الله وليست مثالية. فهل يعني هذا أننا لا نستطيع أن نثق في الترجمة؟ مرة أخرى الإجابة هي كلا. فإننا نستطيع من خلال الدراسة المتأنية للكلمة المقدسة وبإرشاد الروح القدس نستطيع أن نفهم ونفسر ونطبق الكلمة المقدسة بطريقة صحيحة. ومرة أخرى نقول أنه بفضل مجهودات المترجمين المؤمنين الأمناء والمكرسين (وبالطبع تحت إشراف الروح القدس)، فإن الترجمات الموجودة اليوم هي رائعة وجديرة بالثقة. إن حقيقة كوننا لا نستطيع الزعم بعصمة الترجمة يجب أن تدفعنا إلى دراسة الكتاب المقدس بأكثر دقة وبعيداً عن التعصب الأعمى لأي ترجمة بعينها.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024