البابا شنودة الثالث
لكي تستطيع في توبتك أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك حسب الوصية (تث 6: 5). وكيف يكون الحب من كل القلب، إن لم يكن القلب منفصلًا عن كل شعور خاطئ، وليست له خلطة بأفكار العالم وشهواته. وكلما يحاربك في توبتك فكر من أمور العالم ومحبته وملاذه، أذكر قول الرسول:
لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم (1 يو 2: 5).
وقوله "إن أحب احد العالم، فليست فيه محبة الآب"، "والعالم يمضي وشهوته معه" (1 يو 2: 15، 17).. ولكي تبعد عن محبة العالم، ابعد عن التفكير فيه وفي شهواته. أنت لا يمكنك حاليًا أن تنفصل عنه مكانيًا، فانفصل عنه فكريًا وشعوريًا., وقل للرب كما نقول في صلاة القسمة في القداس الإلهي:
كل فكر لا يرضي صلاحك، فليبعد عنا.. وكن دقيقًا جدًا، وسريعًا جدًا، في فصل ذاتك عن الأفكار الخاطئة.. لأن الخطية يمكن أن تدخل إلي قلب الإنسان، ولو من ثقب بسيط. وتظل توسع لها مكانًا فيه حتى تضيعه. فاجلس إلي نفسك وأفحصها وأسأل: هل مازالت في داخلي أية خلطة مع أسباب الخطية، ومع أفكارها ومشاعرها. وإن وجدت شيئًا من ذلك فيك، انتهره وأطرده وقل له: لقد فصل الله بين النور والظلمة..