13 - 08 - 2024, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 170221 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث لا تكن في توبتك حرفيًا ولا تهتم بالمظهرية. لأنك إن فعلت هذا سترتد ونفقد توبتك. إنما اهتم بالروح قبل كل شيء. اهتم بمحبة الله. ولتكن كل روحياتك صادرة عن هذه المحبة. بهذا تحفظ توبتك. وبهذا تضمن انك سوف لا تعرج بين الفرقتين. إن بلعام كان يهمه أن يكون مظهره من الخارج سليما، لا تمسك عليه خطية ولا كلمة خاطئة، بينما قلبه من الداخل لم يكن مع الله (عدد 24، 25، يه 11). كان يريد أن يتمتع بالخطية، دون أن يظهر بمظهر الخطية. ولكن الله هو فاحص القلوب.. قلب بلعام لم يكن سليما أمام الله. كان يعرج بين الفرقتين. يجب أموال بالاق ويريد أن يرضيه. وفي نفس الوقت لا يقول بلسانه كلمة تُغضِب الرب. وهلك بلعام. |
||||
13 - 08 - 2024, 05:07 PM | رقم المشاركة : ( 170222 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث إن الذي يعرج بين الفرقتين قد يصل إلى هذا الوضع: قد يرتكب الخطية، إن وجد بابًا للهروب من مسئوليتها. الذي تشغله هي المسئولية، وليست نقاوة القلب، وليست محبة الله. لذلك هو يعبد عن حياة التوبة. فلا تكن أنت كذلك. ليكن قلبك ثابتا في محبة الله، لا يعرج على طريق الخطية. ولكي يكون قلبك ثابتًا في محبة الله، اهتم بغذاء روحك.. |
||||
13 - 08 - 2024, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 170223 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث إن كنت قد تبت ودخل نور الله إلى قلبك: فلكي تحتفظ بتوبتك، افصل نفسك عن كل أعمال الظلمة. إنها قاعدة وضعها الله لنا منذ البدء، يرويها سفر التكوين بقوله "ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة" (تك 1: 4). وتستمر القاعدة في العهد الجديد إذ يقول "أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو 6: 14). لا يمكن أن يجمع إنسان روحي بين الاثنين في حياته. لذلك فكل من يسير في طريق الله: لا بد أن يفصل ذاته عن كل أسباب الخطية والعثرة. فهكذا أراد الله منذ بدء الخليقة. ولكن القاعدة كسرت فسببت الخطية. أول كسر لهذه القاعدة كان عندما جلست حواء مع الحية (تك 3)، ورأينا كيف طغت الظلمة على النور. ويحدثنا الكتاب عن كسر آخر خطير لهذه القاعدة، حينما يروى قبيل الطوفان أن "أولاد الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا" (تك 6: 2). وكانت النتيجة أن شر الإنسان قد كثر واضطر الله إلى تطهير الأرض من الفساد بالطوفان. إذ أن الظلمة للمرة الثانية طغت على النور. |
||||
13 - 08 - 2024, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 170224 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث أن الظلمة للمرة الثانية طغت على النور. وعاد الله ففصل بين النور والظلمة، بواسطة الفلك. اختار جماعة مقدسة هي نوح وأسرته، وفصلهم عن العالم الشرير، حتى يستبقى له مجموعة بارة لا يفسد بفساد العالم. وبالوقت لما دخل الفساد في أولاد نوح، اختار الله إبرآم وفصله عن العالم الشرير، فقال له "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك.. وتكون بركة" (تك 12: 1، 2). وكأن الله يقول لعبده إبرآم: اترك مكان الخطية، لتحفظ بنقاوة قلبك، بعيدا عن الشر. |
||||
13 - 08 - 2024, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 170225 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث يجب أن يفصل النور الذي فيك عن الظلمة التي فيهم. وبنفس الوضع أمر الرب شعبه أن لا يصنعوا عهدا مع شعوب الأرض، ولا يتزاوجوا معهم (خر 34: 15، 16). ومنعهم من النساء الغريبات والأجنبيات (أم 2: 16). إن الله يريد لأولاده أن يبعدوا عن كل خلطة شريرة (مز 1) وأمر الرسول أن لا يؤاكلوا ولا يخالطوا الخطاة (1كو 6: 11). وأن يعزلوا الخبيث من بينهم. وبنفس المنهج قال القديس يوحنا الحبيب "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو 10، 11). |
||||
13 - 08 - 2024, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 170226 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث يجب الانفصال عن الخطية والخطاة سلوكا ومعرفة. إن كانت التأثيرات الخارجية قد أسقطت شمشون وداود وسليمان، فليحترس بالحرى الضعفاء، وليبعدوا فهذا أسلم لهم.. وهكذا كانت الكنيسة في العصر الرسولي، وفي القرون الأربعة الأولى للمسيحية بوجه خاص، تعزل الخطاة خارج الكنيسة، ويبقى المؤمنون كلهم كجماعة مقدسة منفصلة عن الشر والشرار. كما حدث في قصة حنانيا وسفيرا (أع 5). وخاطئ كورنثوس (1كو 5: 5). |
||||
13 - 08 - 2024, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 170227 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث أول اعتزال يعتزله الإنسان عن الشر هو في المعمودية. حيث يجحد الشيطان معتزلا عنه وعن كل أعماله الرديئة وشروره القبيحة، وعن كل جنده وحيله وسلطانه. وكما يعتزل عن الشيطان، يعتزل عن الإنسان العتيق الذي يدفن في المعمودية، ليولد بدله إنسان جديد على صورة الله. ويضع أمامه طول حياته أن يعيش منفصلا عن الخطية والخطاة. ولعل إنسانًا يسأل: وكيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ إن لم تستطع أن تنفصل عن الخطاة مكانيًا، فانفصل عنهم عمليًا. انفصل عنهم فكرًا وأسلوبًا ومنهج حياة. |
||||
13 - 08 - 2024, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 170228 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث أنت لا تقوى على عدم مخالطة كل الخطاة الذين في العالم، وإلا كان عليك أن تترك العالم كما قال بولس الرسول (1كو 5: 10). ولكن لتكن خلطتك في حدود الضرورة فقط. وفكرك منفصل عن أفكارهم، وأسلوبك غير أساليبهم. وحياتك غير حياتهم. بل ألفاظك أيضًا غير ألفاظهم، كما يقول الكتاب "لغتك تظهرك" (متى 26: 73). لهذا يقول القديس يوحنا الرسول: أولاد الله ظاهرون (1يو 3: 10). إذا جلسوا مع أهل العالم، يظهر الفاصل تمامًا: ليس الفاصل في المكان، وإنما في نوع الحياة، وفي التعامل، بل حتى في شكلهم وملامحهم ونظراتهم وحركاتهم.. روحهم تميزهم. وترى عمليًا كيف أن الله قد فصل بين النور والظلمة. و لكنى أحب أن يكون هذا الفصل عن غير كبرياء. |
||||
13 - 08 - 2024, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 170229 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث لا نريد لإنسان من الذي يحيا حياة التوبة، منفصلا عن الخطاة، أن يكون انفصاله عن تشامخ وتعال وكبرياء، كأنه أفضل منهم..! مثلما كان الفريسيون والكتبة يفعلون.. ويلومون المسيح على مجالسته للعشارين والخطاة. إنما نقصد ألا توجد شركة معهم في أي عمل خاطئ. و لا توجد مجاراة للأخطاء، أو تقليد للطباع، أو مجاملة على حساب الحق فالرسول يقول "لا تشاكلوا هذا الدهر" (رو 12: 2). أي لا تصيروا شكلهم.. |
||||
13 - 08 - 2024, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 170230 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا شنودة الثالث التائب لا يجارى الخطاة في أخطائهم. وفي نفس الوقت لا يدينهم، بل يشفق عليهم، ويصلى لأجل خلاصهم. ويقول من جهة عدم خلطته بهم: أنا من أجل ضعفي، لا أقوى على هذه الخلطة. إنني ابعد، لأنني سريع التأثر، سهل الانجذاب. تستطيع العوامل الخارجية أن تقوى على إرادتي. لذلك البعد لي أضمن، والهروب أليق. وليس الأمر تعاليا، لأنني لا أنسى خطاياي القريبة العهد. وهكذا يختلف عن موقف الرعاة، الذين يزورون الخطاة ويفتقدونهم. ويفعلون هذا لكي يجذبوهم إلى التوبة، ويصلحوهم مع الله. على شرط أن يكون الرعاة في أمثال هذه اللحظة، متحفظين، لا يفقدون هيبتهم الروحية، ولا يندمجون مع الخطاة في لهوهم وعبثهم. بل يكونون شهودا للحق، وسفراء للرب، وقدرة أمام هؤلاء.. |
||||