14 - 05 - 2012, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
335 - يتحدثون هذه الايام عن جرائم قتل الاسرى وقت الحروب ، أسرى عاجزين يُقتلون ، والأسير عاجز مقيد اليدين والقدمين محجوز خلف جدران سميكة وقضبان حديدية ؟ الأسير غير السجين ، الأسير جندي يحارب انهزم وفقد سلاحه واقتنصه العدو . يخرج من صفوف الجيش ، يُلغى ، يُصبح بلا فائدة لا حول له ولا قوة ولا مكان . لا مكان له في جيشه أو في بلده أو في وطنه ، أسير ٌ حبيس ٌ في أرض الاعداء . يصوّر المزمور 137 حال الأسير في أرض أسره ، يقول : " عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا ، بَكَيْنَا أَيْضًا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ .عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا........ كَيْفَ نُرَنِّمُ تَرْنِيمَةَ الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ ؟ إِنْ نَسِيتُكِ يَا أُورُشَلِيمُ ، تَنْسَى يَمِينِي " . الأسر ليس أسر الجسد فقط . الجسد إن غاب وقتا ً يأتي يومٌ ويعود . أسير الجسد أسير القلب حزين منكسر عاجز عن الفرح والغناء والراحة ، يعلّق عوده على الصفصاف ، يصمت العود ويخرس ، أوتاره ساكتة ٌ مشلولة ، وينظر الأسير الى بلده وأرضه بشوق ويصلي كل يوم ٍ طالبا ً العودة ، وينفطر القلب وتدمع العين وترتجف الشفتان بالحزن واللوعة في الأرض الغريبة . ويقف المسيح ويعلن : " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ." ( لوقا 4 : 18 ، 19 ) . جاء المسيح الى العالم ليخلّص . اعلن ملاك الرب عن مولده للرعاة وللعالم : " فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ : أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. " ( لوقا 2 : 10 ، 11 ) . المخلّص المسيح مجيئه فرح ، فرح الخلاص ، الخلاص من الأسر ، أسر الخطية " كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ " ( يوحنا 8 : 34 ) . منسحق ومنكسر القلب . الخطية تسلب الحرية . الخطية تسلب الكرامة . الخاطي مسلوب الارادة ، مسلوب الراحة والسلام ، والمسيح يعرض على هؤلاء عمله ، مهمته ، سلامه وخلاصه ، تحريره . جاء ليحرر ويخلّص ويطهّر ويبرر " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. " ( يوحنا 8 : 36 ) . لن يتحرر الاسير للخطية الا بالخلاص بدم يسوع المسيح ، هو وحده الذي يحرر . الخطية تقيد العقل والقلب والفكر والارادة . قيود الخطية ثقيلة ٌ قاسية ، لو حاولت التخلّص منها لن تقدر فليست لديك القدرة على كسر قيودها . واحد ٌ فقط هو الذي يقدر ، ذاك الذي حمل خطايانا على الصليب . كل خطايا البشر أخذها معه وعلقها معه ودخل القبر بها وقام تاركا ً إياها . المسيح يعرض عليك الحرية الحقيقية ، الحرية من الخطية ومن سلطانها . حين تأتي اليه يمد يده ويكسر قيودك ويحررك من عبودية الخطية .
|
||||
14 - 05 - 2012, 06:59 PM | رقم المشاركة : ( 162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
336 - فشل الاول وهو يندفع نحو اتباع المسيح دون تحسب للمستقبل وفشل الثاني وهو يتابطأ في اتباع المسيح لتحسبه واهتمامه بالمستقبل ، وجاء الثالث ولعله قد كان سمع ورأى ما تم لصاحبيه الاولين ، قال : " أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ ، وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي . " ( لوقا 9 : 61 ) لم يندفع فلا يرى الا تحت قدميه ولم يتدبر بحرص ليرى ما وراء الافق لكن فكر بقلبه وقلبه ُ يميل لاتباع المسيح وبعقله وعقلهُ متعلق بمن في بيته . ائْذَنْ لِي فانت من اليوم سيدي لكن اولا ً اودع أهل بيتي . أنت يا رب ، لكنهم هم أيضا ً يا سيد . قبل أن آتي ورائك أودعهم ، طريقان يجذبانه ، رأيان يأسرانه ، " رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ." ( يعقوب 1 : 8 ) . قدمٌ تتجه يمينا ً والقدم الاخرى تتجه يسارا ً ، لا يمكن السير والاتباع هكذا . اتبعك يا رب ولكن ، كيف اعترف به ربا ً وأضع شروطا ً لاتباعه ، لكن الاعتذار أشرف ، التراجع أفضل أما امساك العصا من الوسط فهو خداع . وحينما نظرت امرأة لوط خلفها الى ما يجب ان تتركه ، تحولت الى عمود ملح . تمسكنا بما يجب ان نتركه يعوق تقدمه للامام في اتباع المسيح . نظرت امرأة لوط الى ما اراد الله ان يحرقه ويهلكه فتجمدت وهلكت .
حين ننظر الى ما يريد الله ان نتركه ونحمله معنا ونحن نتبعه ، نتثقل به . وإن تثقلنا بهموم العالم واهتمامه ، بأضواء العالم وكنوزه لا نستطيع التحرك . هل لديك ما تفضله عن اتباع المسيح ؟ هل يوجد ما يستحق أن تتشبث به ؟ ماذا يستحق أي مجد في العالم ، كل ما في العالم هالك زائل . اتباع المسيح مجدٌ باق ٍ أزلي . اتباع المسيح يقود الى الحياة الابدية . قد تبدو مطالب اتباع المسيح صعبة ، هي فعلا ً صعبة ، صعبة على من يتردد ويقارن ، صعبة على من لا يتحد بالمسيح ويرتبط به . التبعية مكلفة . التبعية قد تكلف كل شيء قد تكلفك كل ما لك في العالم . عدم التبعية لا يكلف شيئا ً ، قد لا يكلف شيئا ً الآن لكن فيما بعد يكلفك الحياة الابدية التي لا تنتهي وهذه تكلفة غالية ، غالية ٌ جدا ً . حين دعا الله النبي اليشع لكي يتبعه ذهب اليه ايليا النبي في حقله ، كان يحرث حقوله وابقاره ومواشيه أمامه وطرح ايليا ردائه عليه يدعوه للتبعية . طلب ان يقبّل اباه وامه لكن الدعوة أسَرتْه فترك الحقول والابقار وترك حقه في توديع والديه وأخذ البقر وذبحه للرب وتبع ايليا النبي . تكلفة ٌ كبيرة ثقيلة لكن مكافأة اتباع الله مجيدة عظيمة . وقال المسيح للرجل : " لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ".( لوقا 9 : 62 ) . |
||||
14 - 05 - 2012, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
337 - أيا ً كنت وكيفما كنت واينما كنت أود ان اخبرك عن شيء واحد وهو انك لا بد وأن تقابل الله . كلنا نعلم علم اليقين انك تؤمن بذلك ولا نتصور انك تنكر هذه الحقيقة ولكن هل انت تثق حقا ً انك كخاطئ لا بد ان تتقابل مع اله قدوس ويا لها من مقابلة ، ان كل صغيرة وكبيرة صدرت منك سوف تُكشف وتستعلن حينئذ ٍ بصورتها ، كل خفي سيظهر وكل شيء سيكون عريانا ُ ومكشوفا ُ لعيني الله الفاحصتين ، والآن هل تشعر بقلق اذا تصورت مقابلة الله ؟ هل ترغب ان تتحاشى هذه المقابلة باية وسيلة ؟ وهل ترتبك ان علمت ان وقت المقابلة قريب ؟ أم انك تستطيع ان تفكر في هذا الامر بلا خوف ؟ ان حقيقة الامر هي انك اذا كنت غير مخلّص فما ارهب تلك المقابلة وطالما ان الخلاص ميسور لك وفي متناولك بواسطة الايمان بدم الحمل فانه من واجبك ان تمتلك هذا الخلاص لكي لا تدعى لمقابلة الله وانت غير مخلّص وغير مغفورة لك خطاياك . ان الله قد قرر امرا ً لا ينقض ابدا ً وهو ان كل واحد لا بد ان يعطي حسابا ً عن نفسه امام المسيح أما المؤمن بيسوع فهو الآن بعيد عن الموت الابدي وعن الدينونة ، يا له من مركز مجيد يحصل عليه المؤمن بالنعمة كثمرة لعمل المسيح على الصليب . لقد تألم المسيح مرة لاجل الخطايا ، فكر في كلمة مرة أنه لن يتألم مرةً اخرى مهما صليت أو طلبت فإنه لن يأتي ليموت مرة اخرى على الجلجثة ، كلا فانه لم تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا . الا ترى ايها الشخص غير المؤمن ان العمل الذي به يمكن ان تخلص قد عُمل . ان صلواتك واصوامك واعمالك الصالحة لا يمكن لأي شيء منها أو جميعها مجتمعة أن تكمل ذلك العمل فأنه قد أُكمل . لقد سُر وشبع بمن اكمل هذا العمل ويسوع نفسه لك إن كنت تؤمن به . لقد أعطاك الله اياه فهل تقبل عطية الله التي لا يعبر عنها أم انت مُصر على رفضها .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
338 - متى نتكلم مع الله ومتى نصمت أمامه ؟ اختبر كثيرون الحديث مع الله الذي نسميه الصلاة ولكن لا أدري كم منا قد اختبروا الصمت أمام الله . قال سليمان في سفر الجامعة 5 : 2 " لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ ، لأَنَّ اللهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ ، فَلِذلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً." . عندما تركع أو تحني رأسك أمام الله لتصلي لا تتعجل ، اصمت قليلا ً ، تصور نفسك ساجدا ً أمام الاله القدير ورغم انه يحبك ويقبل منك أي كلام الا انه لا يليق بك أن تقول له كلاما ً تافها ً ، ثم من فينا يحسن الكلام أمام الله ؟ ولا واحد . اننا نحتاج الى الروح القدس الذي يرشدنا الى ما يجب أن نقوله في الصلاة . قال الرسول بولس في رسالته الى اهل رومية 8 : 26 " لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا." فقبل أن تبدأ في الصلاة انتظر ارشاد الروح القدس . ثم وانت تصلي لا ترص طلباتك رصا ً ، اسأل نفسك : هل فعلا ً تحتاج الى هذا الشيء الذي طلبته أم انك تطلب لمجرد الكلام ولا تنتظر ان يعطيك الله ما طلبت ؟. عندما تصلي من اجل مريض هل تعتقد فعلا ً ان الله يسمع صلاتك ويشفيه ؟ قال يسوع : " كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ ، فَيَكُونَ لَكُمْ " ( مرقس 11 : 24 ) . ليس هذا فقط ولكن بعد ان تنتهي من الصلاة اصمت قليلا ً واستمع الى صوت الرب . ان الصلاة ليست رسالة من طرف واحد فالطرف الآخر يريد أن يرد عليك فالله يريد ان يعطيك ما طلبت أو ان يخبرك كيف تحصل عليه أو ان يصحح لك خطأ في طلبك . لا تتعجل في الانصراف من أمام الله ، انتظر قليلا ً ، قال داود : " اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي " ( مزمور 40 : 1 ) إن كنت محتاج الى طبيب وذهبت اليه وشرحت له حالتك وكل ما يؤلمك فهل تكتفي بذلك وتشكره وتخرج ؟ أم تصمت وتصغي لتعليماته وارشاده لك وكيف تستعمل الدواء الذي سيصفه لك لهذا فالصلاة هي حوار مع الله ، انت تتكلم وتصمت ليتكلم هو وهذا طبعا ً لا يحصل ان لم تكن مملوءا ً من الروح القدس ، لذلك اطلب كل يوم الامتلاء من روح الله القدوس لتقضي فترة ممتعة في حضرة الرب وتأكد انك ستتلذذ بالرب .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
339 - لا تجعل مركزك أو انشغالاتك تمنعك عن مساعدة الآخرين ، هذا العمل النبيل ، لا تتأخر عن تقديم المساعدة لكل محتاج وتذكّر مثلك الاعلى في ذلك . لقد قال الرب يسوع عن نفسه لتلاميذه : " أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ " ( متى 20 : 28 ) . عندما اراد المسيح ان يعلّم تلاميذه عن الخدمة بتواضع حسب انجيل يوحنا 13 " أَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا " ثم غسل أرجل جميعهم . إن كان هناك شخصا ً في الوجود يحق له أن لا يَخدم الناس بل أن يُخدم من الناس هو الرب يسوع المسيح ، لكنه فعل عكس ذلك وترك لنا اعظم وأنبل وارفع مثال ٍ لكي نقتدي ونقتفي آثاره المباركة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:00 PM | رقم المشاركة : ( 166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
340 - ينتظر الانسان الرب ، يدعوه وينتظره حتى يحل ببركته عليه . عاش داود النبي يرنم بانتظاره الرب ويدعو الجميع لينتظروه مثله يقول " انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي " الرب . " نَفْسِي تَنْتَظِرُ الرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ." ( مزمور 130 : 5 ، 4 ) . يرسل نظره ويصيغ بسمعه وينتظر الرب بخشوع ورجاء وأمل وايمان ودائما ً يأتي الرب ويكافئ منتظريه " اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ . ثَبَّتَ خُطُوَاتِي ، وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً ، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا .... طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي جَعَلَ الرَّبَّ مُتَّكَلَهُ " ( مزمور 40 : 1 – 4 ) . ويعد الوحي المقدس في سفراشعياء النبي منتظري الرب بالقوة والبأس " اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا.وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ . يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ." (اشعياء 40 : 30 ، 31 ) . وليس نحن فقط الذين ننتظر ، الله نفسه أيضا ً ينتظر ، ينتظرنا ، الله ينتظر ليرحمنا ، الله ينتظر ليستجيب لنا ، الله ينتظر ليأتي الينا . يقول اشعياء النبي : " وَلِذلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَاءَفَ عَلَيْكُمْ. وَلِذلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ حَقّ. طُوبَى لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ." ( اشعياء 30 : 18 ) ونتسائل إن كنا ننتظره نحن وإن كان ينتظرنا هو فلماذا تأجيل الاستجابة ، اذا كان انتظارنا محمودا ً فلماذا انتظاره وهو القادر على كل شيء ؟ لله قصد ، لله توقيت ، لله تخطيط وترتيب . الله ينفذ في وقته . الله يعد الفرصة السانحة ليرحم ويترأف ويستجيب ويأتي . في حكمته ينتظر حتى تنضج الثمرة وتصبح صالحة ً للأكل ويحين وقت قطافها . في رحمته ينتظر فلا يأتي قبل الأوان ولا ينفذ حتى يحل الزمان المناسب تماما ً . لو قدم لنا الثمر قبل نضجه لكان فجا ً مالحا ً مرا ً ضارا ً يمرضنا ويضرس اسناننا . لو جاء الينا قبل ان نستعد للقائه لأحرجنا واخجلنا وأربكنا وآلمنا . ينتظر الربُ حتى نمر في أيام مظلمة وتجارب معتمة واختبارات متنوعة فنتقوى وتتقوى سواعدنا وتشدد نفوسنا ويتزكى ايماننا وتتضاعف بركاته لنا . الله ينتظر منك أن تنتظره ، في انتظارك ينتظر هو حتى يحل ملء الزمان فيجيء . انتظرته الأجيال وترقبته الانظار آلاف السنين ، وحل الموعد وجاء ملء الزمان وارسل الله ابنه لخلاص العالم . في وقته ، في حينه ، بعد انتظارك وانتظاره يأتي ، يأتي اليك بالخير والرحمة ، بالرأفة والبركة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
341 - اختار الله جدعون لينقذ به شعبه من ظلم المديانيين واعتدائهم المتكرر عليهم ، وكان جدعون الأصغر في بيت ابيه وكانت عشيرته " هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى " ( قضاة 6 : 15 ) . وداهمه الشك ولم يصدق كلام الله وتردد في طاعته . وفي مواجهته لله قال له : إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي شعبك كَمَا تَكَلَّمْتَ فها انا اضع جزة الصوف فان كان طل عليها وجفاف على الارض حولها أصدق وترك جزة الصوف امام الله وفي الصباح وجد الجزة مبتلة والارض جافة ، لكن ذلك لم يجعله يؤمن فعاد يقول لله : " لاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ " وكانت المرة الثانية وطلب من الله ان تكون الجزة الصوفية جافة والارض مبتلة وفي الصباح وجد الارض مبتلة بالطل والجزة جافة فآمن واطاع الله . الايمان مراحل . ايمان جدعون كان ايمانا ً حسيا ً ، آمن بعد أن تحسس الجزة ، مرتان ينتظر علامة ً من الله ، مرتان يطلب أن يؤكد الله قوله حتى يؤمن . الايمان الحسي ، ايمان جدعون وايمان توما ايمان حقيقي ولكنه ناقص لذلك قال المسيح لتوما بعد ما صاح " رَبِّي وَإِلهِي ...لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا " . هذا هو الايمان غير الحسي ، الايمان المجرّد . ونراه عندما كان بولس الرسول في السفينة وهاجمتها العاصفة بعنف وشدة حتى رموا كل حمولة السفينة ثم آثاثها ، ويقول بولس الرسول : " وَإِذْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّامًا كَثِيرَةً ، وَاشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيل ، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا." ( اعمال الرسل 27 : 20 ) . وسط ذلك اليأس كله لا ضوء من الشمس نهارا ً ولا تظهر النجوم ليلا ً ، وسط ذلك كله يقول بولس الرسول " سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ " ( اعمال الرسل 27 : 25 ) . يؤمن بالله الذي له والذي يعبده والذي وعده بأن يخلّصه . برغم الظروف يؤمن بولس بالله ، وسط الظلام والعاصفة ، وسط خطر الموت يؤمن بدون ان يرى بارقة أمل ولا طريق خلاص ، يؤمن ايمانا ً مطلقا ً ، يؤمن بالله الذي بيده السفينة والعاصفة والشمس والنجوم ، يؤمن به ، هذا هو الايمان الحقيقي المجرّد المطلق الذي لا تهزه عاصفة ٌ أو خطر ، ايمان ٌ راسخ قوي لا تهزه اهتزازات السفينة تحت ضربات الامواج ، ايمان شامخ ٌ سام ٍلا تحنيه ضربات الزوابع ولا صخب الرعد ، هو الله وسط العاصفة ، هو الله في اعماق الظلام .
حين تهاجمك مخاطر الحياة لا تفزع ، انظر اليه بايمان ٍ حقيقي . حين يتخلى عنك الجميع ، حين تتصور نفسك وحيدا ً مُد يدك له بثقة . تمسّك بايمانك ، تمسك بالله ، أمسك يده فيده ممدودة لك دائما ً ، يده دائما ً في متناولك . |
||||
14 - 05 - 2012, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
342 - قال المسيح : " سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ . وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا . وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ .مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. ( متى 5 : 38 – 42 ) . ويترجم البعض هذا انه دعوة للضعف والخنوع والاستسلام والجبن ، وهذا خطأ ، المسيح يدعو للسلام ، نعم لكن من موقع القوة . حين دعا أن نبتعد عن الشر فلم يقصد أن نكون جبناء . المسيح يدعو للحب ، الحب الواعي العاقل البالغ القوي . المؤمن ليس هو المسالم جدا ً المتقوقع على نفسه الذي يتنازل عن حقوقه ، لا فالمسيح قال في موضع آخر في الانجيل " مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا." ( متى 10 : 34 ) لا السلام المبني على الضعف والاستسلام والتخاذل بل السلام المبني على القوة . السلام الذي يصدر من انسان ٍ قوي ٍ قادر ٍ على اتخاذ القرارات الصعبة . المسيح يدعو الانسان ان يكون قادرا ً على الصراع مع الذات ومع العالم ومع الشيطان . المسيحي محارب يعيش صراعات ٍ وحروباً روحية تحتاج الى جبار بأس . السيف الذي يقدمه المسيح ليس سيف عدوان بل سيف حق ٍ وسلام . المسيح يرفض الانسان الضعيف الذي يتنازل عن الحق هربا ً من الحرب . المسيح يريد الانسان ان يكون ناضجا ً قادرا ً على الفصل بين الفكر والعاطفة . يريده انسانا ً ايجابيا ً لا سلبيا ً ، قويا ً لا مستكينا ً ، رأيه وتصرفه حاسمان كالسيف ، تحويل الخد والتنازل عن الرداء واعطاء السائل عمل ٌ ايجابي قوي . المسيحية لا تسعى للألم ولا تستعذب العذاب وتنادي بالاستسلام والاستشهاد ، لكنها تنادي باحتمال الألم وتحمّل العذاب وتقبّل الاستشهاد . الذي يبحث عن الحق والذي يسعى للعدالة والذي يدعو للسلام يقاسي ويتألم ، والذي يتبع الله ويعبده يواجه هجوم ابليس وجنده ويتعذب وقد يستشهد وهذا الألم يحتاج الى انسان ٍ قوي وهذا الاضطهاد لا يواجهه الا الابطال . صاحب الرأي يحارب لأجله والمنادي بالحق يواجه الموت في سبيل دعوته . المؤمن يموت عن اشياء يحبها . المسيحي يموت مع المسيح ليحيا أيضا ً معه . الانسان الذي يصارع ويتألم ويواجه الموت لاجل ايمانه ، قوي . المسيحي الذي يعيش ويحوّل الخد ولا يقاوم الشر بالشر مارد ٌ جبار ، ليس خانعا ً مستسلما ً قانطا ً بل محارب ٌ شجاع ومصارع ٌ عفي ، ليس صاحب العزيمة الهزيلة والاذرع المطوية العاجزة بل هو المسالم من موقع القوة والمتنازل من مكان القدرة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:01 PM | رقم المشاركة : ( 169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
343 - حياة الانسان تعب ، تعب ٌ وشقاء وجهاد وصراع ٌ وارهاق ، وفي كل ايامه يسعى الانسان ليستريح ، يبحث ُ دائما ً عن الراحة . الراحة ُ مطلب ٌ هام ، الله نفسه استراح ، استراح في اليوم السابع كقول الكتاب . يوم الرب راحة وفي بيت الرب نجد الراحة ، الراحة يوم الرب في بيت الرب . كثيرون يرون في عبادة الرب واجبا ً وطقسا ً وعملا ً صالحا ً يؤدونه له . الله يدعونا للراحة في بيته ، في حضرة الله راحة ، في وجودنا معه راحة . حين ندخل بيت الرب ، كنيسة الله تستريح نفوسنا وارواحنا واجسادنا . سار شعب الله في البرية يخبّون في الرمال يحملون الهموم والاثقال ، ساروا سنة وراء سنة ، اربعين سنة يسيرون في برية الصحراء ، وكان يدفعهم الى السير أمل الراحة في كنعان ، ارض الموعد ارض الراحة . والذين اطاعوا الله وعملوا وصاياه اراحهم وادخلهم الى ارض الراحة . أما الذين لم يطيعوه بل عصوه وعاندوه فاقسم ان لن يدخلوا راحته . فحين تدخل بيت الرب ، كنيسته ، في يوم الرب لتعبده تجد الراحة . راحة ُ عبادة الله راحة ٌ حقيقية للروح والنفس والجسد معا ً . ويقول المسيح الينا : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." ( متى 11 : 28 ) . عند المسيح وحده الراحة ، الراحة من التعب ، الراحة من الاحمال والاثقال . حين نأتي الى المسيح ، حين نُلقي بأنفسنا بين ذراعيه نجد راحة ً لنفوسنا . المؤمن بالمسيح مستريح النفس ومستريح الروح ، هذه راحة الخلاص . كما نجد الراحة في بيت الرب ونحن نترك على بابه اتعابنا واثقالنا هكذا نجد الراحة في حضن المسيح ونحن نلقي تحت قدميه خطايانا وآثامنا . المسيح وحده هو القادر ان يرفع عنا ذنوبنا ويريحنا منها راحة ً كاملة فلا يثقل قلوبنا ذنب ٌ ولا شعور ٌ بالذنب . راحة الخلاص تامة ٌ نهائية ، وراحة الخلاص وراحة التواجد في بيت الرب تقودنا الى الراحة الابدية في السماء . المؤمن يعيش على رجاء الوصول الى مكان الراحة حيث ينتهي التعب ، هناك لا يكون تعب ، لا تكون حروب ٌ ، لا يكون صراع ، لا يكون بكاء لأن الله نفسه هناك . يقول الرسول يوحنا في رؤياه " وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً لِي : اكْتُبْ: طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ. نَعَمْ يَقُولُ الرُّوحُ: لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ ." ( رؤيا 14 : 13 ) . هل تسعى الى الراحة ؟ انا اسعى الى الراحة ، كلنا نبغي الراحة . إن كنت تريد الراحة الحقيقية تجدها في المسيح يسوع مصدر كل راحة وسوف تجدها قطعا ً في بيت الرب ، تجدها في بيت الرب مكان كل راحة ، انتظرها ، انتظر الراحة الابدية في السماء فهي الرجاء المبارك للراحة .
|
||||
14 - 05 - 2012, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
344 - يهاجمنا الشرير ويزعجنا ، يرسل سهامه علينا ويوجه طعناته الينا ونحن نعلم ذلك ونتوقعه فقد اعلن لنا ذلك الهنا وانذرنا وحذرنا ، قال : " لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ." ( يوحنا 15 : 19 ) . ويقول الرسول يوحنا : " لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ." ( 1 يوحنا 3 : 13 ) . ويقول بطرس الرسول : " إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." ( 1 بطرس 5 : 8 ) . اعداء ٌ في كل مكان وكل زمان ، اعداء حولنا من كل اتجاه يستعدون للانقضاض ، لكن لا تخف الله معك ، الله حولك يحيط بك ويحميك ويحفظك . كما ان الجو والهواء يحيطان بك وأي سهم ٍ طائر طائش لا بد ان يخترقهما هكذا الله يحيط بك من كل جانب وأي شر موجه اليك سيمر به وقبل ان يصل اليك تتلقفه يده وتمنعه عنك وتحميك منه ويحول الله الشر خيرا ً لك ويبدل الله الخطر حماية ً وعونا ً ويخرج من الآكل أكلا ً ويجعل لك الجافي حلاوة ( قضاة 14 : 14 ) . فكن شاكرا ً له دائما ً . يقول بولس الرسول : " شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ " ( افسس 5 : 20 ) . نشكر وقت الخطر ووقت الأمان ، نشكر وقت الفشل ووقت النجاح ووسط الظلمة ووسط النور ، نشكر في اعماق الهاوية وفي اعلى القمة . كاتب الالحان الموسيقية يملأ صفحته بنقاط ٍ سوداء متفرقة غير مرتبة ثم يرسم خطوطا ً بين النقط السوداء ويضيف اشارات ٍ ويخرج لحن أغنية ٍ . كم من نقاط سوداء يسمح الله أن تمر في حياتك ، نقاط متفرقة غير مرتبة الا ان الله سرعان ما يمد يده ويرسم الخطوط والاشارات ، ليجعل حياتك نغما ً رائعا ً . لا تحزن لوجود بقع سوداء على صفحة حياتك ، لا تفزع ، اشكره ، انتظر في رجاء وايمان فاصابع لله ستضيف او تمحو ليخرج لحنا ً موسيقيا ً . اصابع البيانو بعضها اسود وبعضها أبيض متجاورة متلاصقة وتمتد يد العازف الحكيم الحاذق فتلمسها بترتيب معين لتعزف لحنا ً خالدا ً . اشكر على الاصابع السوداء كما تشكر على الاصابع البيضاء ، كلها منه ،ولكي يخرج اللحن جميلا ً يجب ان تتجاور وتتلاصق وتتتابع وتتلاحق . العذوبة في حياتك تجاور المرارة ، اشكر للعذوبة وللمرارة . النجاح والفرج في حياتك يرافق الفشل والضيق ، اشكر لأجلها جميعا ً . اشكر في كل حين على كل شيء في اسم المسيح .
|
||||
|