08 - 05 - 2014, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا كيرلس السادس (116) من شخصيات القرن العشرين 3- البابا كيرلس السادس (116) من شخصيات القرن العشرين ما أكثر ما كتب عن هذا البابا القديس في حياته كما بعد نياحته: فقد عرف أنه رجل الله، رجل صلاة وصنع المعجزات. عاش كراهب متوحد في طاحونة بمصر القديمة بعد تركه دير البراموس، يقضى أغلب يومه في التسبيح والصلاة، يصلى القداس الإلهي كل يوم، محب للنفوس فوهبه الله صنع الآيات، وقد اجتذب الكثيرين لحياة التكريس. كون صداقة عجيبة مع القديسين خاصة مارمينا، فكثيرا ما كان يظهر له، وكان سندا له في خدمته، لذلك أنشأ دير مارمينا بمريوط بجوار الآثار القديمة. إذ سيم بطريركًا علم الكهنة والشعب صلاة القداس الإلهي يوميا، كان بابه مفتوحا للكل، مرحا لكنه مهوب للغاية. وهبه الله القدرة على كشف الكثير من الأسرار، حتى كان ينادى الكثيرين بأسمائهم دون سابق معرفة. مرت الكنيسة في أيامه بفترة عصيبة، وإذ لجأ للصلاة والخلوة مع الله صار صديقا شخصيا للرئيس جمال عبد الناصر فاستراحت الكنيسة. في عهده أهدى بابا روما بابا الإسكندرية جزءا من رفات القديس مارمرقس، وفى عهده ظهر تجلى السيدة العذراء علانية على قباب كنيسة العذراء بالزيتون لساعات طويلة لفترة سنوات. في عهده سيم أول أسقف عام للتعليم الكنسي للكنيسة (نيافة الأنبا شنودة) وأول أسقف للخدمات العامة والمسكونية (نيافة الأنبا صموئيل)، بعد ذلك سيم أول أسقف عام للدراسات والمعاهد القبطية (نيافة الأنبا غريغوريوس). تبقى سيرته العطرة تملأ بيت كل قبطي في مصر والخارج... صلواته فعالة! |
||||
08 - 05 - 2014, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
البابا شنودة الثالث (117) من شخصيات القرن العشرين 4- البابا شنودة الثالث (117) من شخصيات القرن العشرين نشأ قداسة البابا شنودة الثالث أدام لنا الله حياته خادما للتربية الكنسية منذ شبابه المبكر، اتسم بحب الدراسة والاطلاع بروح نسكي، وكان قائدًا روحيًا حيًا يتسم بمرحه وبشاشته وجاذبية كلماته. إذ سيم أسقفا على التعليم الكنسي والتربية الكنسية أقام اجتماعًا أسبوعيًا للوعظ يحضره الآلاف، بقى هذا الاجتماع حتى بعد إقامته بطريركا، نال هذا الاجتماع شهرة حتى في خارج مصر. يمتاز في عظاته كما في كتاباته بالحديث البسيط المتجدد والشيق مع روحانية ودقة في اللاهوتيات، لا يترك اتجاها غريبا يتسلل إلى الكنيسة بل يحاوره بقوة فكر إنجيلي. قام بزيارات كثيرة رعوية داخل مصر وخارجها، زار بطاركة وأساقفة الكنائس الشرقية، وزار بابا روما في الفاتيكان، كما زار رؤساء الكنائس بالغرب وألقى محاضرات في كثير من جامعات أوروبا وأمريكا وكندا، وكان في طريقه لافتتاح مؤتمر مجلس الكنائس العالمي سنة 1980 بملبورن، استراليا لولا تصدع العلاقة بينه وبين السادات. في عهده قدمت كنيسة روما ورفات البابا أثناسيوس الرسولي لمصر. أنشأ الكثير من الكنائس القبطية في المهجر، وقام بزيارة أمريكا وكندا وانجلترا عام 1977 ومن المتوقع زيارته الثانية هذا العام (1987). اهتم بخدمة أفريقيا بوجه عام فزار إثيوبيا، وإن كانت العلاقة قد انقطعت وقتيا لإقامة جاثليق لإثيوبيا في حياة الجاثليق الأول، وذلك لظروف أثيوبيا السياسية. زار قداسة البابا ليبيا والسودان وكينيا وجنوب أفريقيا... وأقام أسقفا عاما لخدمة شؤون أفريقيا. أنشأ مطبعة حديثة بمبنى الأنبا رويس، وأقام مركزا لوسائل الإيضاح. أعاد فتح الكلية اللاهوتية بالإسكندرية، كما نشأت كليات لاهوتية في طنطا وشبين الكوم والبلينا. عرف منذ شبابه المبكر بدوره الإيجابي في الحركات الوطنية، وكان دائما داعية لمصر في زياراته في الخارج ولقاءاته مع القيادات الأجنبية... لكن السادات الذي كثيرا ما مدحه وشكره على عمله الوطني اتهمه بالخيانة... وقام بعزله وسجن القيادات الكنسية، فتجمعت قلوب الأقباط حول راعيهم، في مصر والخارج، بل ودافع بعض عقلاء المسلمين عن وطنية البابا. لقد عين السادات لجنة باباوية من خمسة أساقفة، وبالرغم من اختياره لشخصيات لها سمعتها وشعبيتها لكن الشعب ككل مع الغالبية العظمى من رجال الكهنوت رفضوا كل تعاون مع اللجنة الباباوية، إذ لم يقبلوا لباباهم بديلًا، أيًا كان هذا البديل! ولاء الأقباط لباباهم بقوة وشجاعة إنما هو رمز لولائهم للكنيسة ذاتها. في عهده أيضا ظهرت القديسة مريم علانية في كنيسة القديسة دميانة بشبرا، ولا تزال تظهر حتى اليوم. الرب يديم لنا حياته سنينا كثيرة لبنيان كنيسة الله روحيًا. * في السنوات الخمس الأخيرة بعد صدور الطبعة التحضيرية لهذا الكتاب سنة 1987، قام قداسة البابا شنوده الثالث بعدة زيارات رعوية في أمريكا الشمالية وأوربا وأستراليا، كما أنشئت كنائس متعددة في هذه البلاد. اختير قداسة البابا أحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كنيسة عابدة تعرف الكنيسة القبطية ككنيسة عابدة، عبادتها تكاد لا تنقطع، ليتورجياتها غنية في لاهوتياتها وطقوسها، عميقة للغاية ومبهجة، يمكن للطفل أن يشترك فيها ببهجة قلب، أعيادها مستمرة كل يوم بجانب العيد الأسبوعي (الأحد) والأعياد الشهرية والسنوية، ألحانها المتنوعة ممتعة، قادرة بالروح الهادئ الوديع والفعال أن تتدخل إلى أعماق النفس وتهز كل كيان القلب ومشاعره لحساب ملكوت الله، فرحها ممتزج بنسكياتها، أصوامها تزيد عن نصف أيام السنة. هذا والعبادة في الكنيسة تمثل جزءًا حيًا من حياتها الكنسية، تتفاعل مع متعتها بالكتاب المقدس وإيمانها العقيدي وحياتها النسكية ونظرتها القدسية للإنسان بكل كيانه إلخ... هذه جميعها تعمل بكونها "الحياة في المسيح". هذه الحياة التعبدية ليست حكرا على الكهنة والرهبان وإنما هي من صميم عمل كل عضو في الكنيسة، الكل يشترك في العبادة ويعمل، خلال تدبير كنسي منظم بلا تشويش، في روحانية وعذوبة وليس خلال حرف جامد قاتل، بروح جماعي دون انفرادية، هذا الروح التعبدي الجماعي يمارسه المؤمن حتى في مخدعه، إذ يمارس عبادته الشخصية كعضو في الجماعة، يشكر ويسبح ويطلب باسم الكل... لأن الجميع في أعماق قلبه. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الكتاب المقدس والعبادة الكنسية
|
||||
08 - 05 - 2014, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الكتاب المقدس وكنيسة الإسكندرية اشتهرت كنيسة الإسكندرية منذ بدء نشأتها، خاصة من القرن الثاني بمدرستها التي ركزت على الكتاب المقدس وتفسيره رمزيا، هذا المنهج الذي تسلمه العلامة أوريجانوس عن معلمه القديس إكليمندس وسابقيه. وقد قام أوريجانوس بوضعه في منهج محدد مظهرا غايته وكيفية التمتع به، حتى صار التفسير الرمزي للكتاب المقدس في العالم كله منسوبا إليه، لقد بالغ أوريجن في استخدامه لهذا المنهج لكنه تلمذ الكثيرين من قادة الفكر الكنسي مباشرة أو خلال كتاباته، وبقى أثره واضحًا حتى على مقاوميه. لست هنا في مجال الحديث عن أخطاء أوريجن إذ سبق لي عرضها، إنما أود توضيح دور الكتاب المقدس في كنيسة الإسكندرية ومدرستها، خاصة في علاقته بالعبادة. 1- مع اهتمام مدرسة الإسكندرية منذ نشأتها بالفلسفة والعلم، فلم تأخذ موقف العداء ضد الفلاسفة، بل بالعكس تتلمذ بعض رجال الكنيسة في مدرسة إسكندرية الفلسفية "الموزيم" وكسبوا الكثير من قادتها للإيمان، فان نظرتها للكتاب المقدس أنه ليست فلسفة فكر للإشباع العقلي البحت، أو للحوار والجدل، وإنما هو خبرة لقاء مع الله الكلمة وتمتع حق بعمل الثالوث القدوس في حياة الجماعة كما في حياة كل عضو فيها. ففي المنهج الإسكندري تدخل النفس بروح الصلاة والتقوى إلى حضرة الله لكي يرفعها فوق كل حرف قائل، ويصعد بها كما إلى حِجاله السماوي ويكشف لها عن أسراره الإلهية التي لا يعبر عنها بلغة بشرية. بهذا فالكتاب المقدس في جوهره اكتشاف لكلمة الله المتجسد ربنا يسوع المسيح المختفي وراء الحروف. والذي يحملنا إلى خبرة الشركة مع الآب فيه بالروح القدس. بمعنى آخر، الكتاب المقدس هو عبادة روحية ومتعة حياة مع الثالوث القدوس، فنختبر بنوتنا للآب أو أبوته لنا وثبوتنا في الابن وحيد الجنس وبلوغنا ثمر الروح القدس. 2- إن كان الكتاب المقدس في جوهره لقاء مع الله وتجاوب معه بروح تعبدي تقوى، فالعبادة الكنسية سواء العامة الجماعية أو الخاصة في البيت والمخدع في جوهرها تعبير عن حب متدفق لقلوب تلاقت مع الله وتشتهى الدخول إلى أعماق جديدة لتبقى معه أبديا في أحضانه تنعم بأسراره وأمجاده: بمعنى آخر العبادة أيضا في جوهرها هي متعة بالحياة الإنجيلية، وإدراك لجوهر الكتاب المقدس، واكتشاف لأسرار الكلمة. هنا نقف أمام الحياة الكنسية الملتهبة حبا فنجدها حياة واحدة لا يمكن تجزئتها إلى حياة تعبدية وحياة دراسية للكتاب المقدس، فالعبادة هي دخول عملي في الإنجيل، والدراسة هي ممارسة حقة للعبادة. كل عبادة خارج روح الكتاب باطلة، وكل دراسة للكتاب بدون روح العبادة محطمة للنفس. إذن لا حاجة لنا الآن للقول بأن العبادة الكنسية العامة والخاصة مرتبطة بالكتاب المقدس ليس فقط لأنها تحوى الكثير من الاقتباسات عن الكتاب المقدس، وإنما تحمل روحه مع كل نسمة حب نتنسمها في حضرتنا مع الله بروح تعبدي خاشع. العبادة مستوحاة من روح الكتاب وفى نفس الوقت تكشف عن روحه وأعماق أسراره. كما أن الكتاب يرفعنا لروح العبادة على مستوى سماوي. 3- في كل ليتورجيات الكنيسة والعبادة الأسرية والخاصة نجد فصولا من العهدين خاصة المزامير، رسائل معلمنا بولس، رسائل الجامعة، الأناجيل الأربعة الخ... كما في قداس الموعوظين، ليتورجيا تقديس الماء (اللقان)، صلوات سر الزواج، تقديس مياه المعمودية، الجنازات، صلاة حميم الأطفال في اليوم الثامن من ميلادهم، صلوات تبريك المنازل، صلوات أو تسابيح السواعي (الأجبية)... وكأن الكنيسة في كل مناسبة تتقدم لله بالشكر بروح تعبدي خلال كلماته الإلهية وفى نفس الوقت تحث الشعب للجلوس مع كلمة الله للتمتع بها والتأمل فيها. 4- الحياة الكنسية في مفهومنا ليست فقط حياة تعبدية بروح الإنجيل أو حياة إنجيلية بروح العبادة، إنما هي حياة واحدة شاملة لا يمكن تجزئتها، تضم السلوك الحي العملي اليومي والممارسة النسكية والتهاب القلب للشهادة والكرازة، بمعنى آخر دراستنا للإنجيل هي عبادة وسلوك عملي ونسك وكرازة. حقا، قد يوهب بعض الأعضاء أعماقا في جوانب معينة، فالبعض يميل للدراسة المستمرة في الكلمة بلا انقطاع، والآخر للحياة النسكية التقوية، والآخر للخدمة والكرازة... لكن كل عضو حي في الكنيسة يلزمه أن يحيا بهذا الروح المتكامل معا حتى لا ينحرف عن غاية الإنجيل وروح الكنيسة. 5- مع اهتمام كنيسة الإسكندرية بدراسة الكتاب المقدس أدركت أن سر الإنجيل يكتشف بثلاثة أمور جوهرية متلازمة معا. أ] الدراسة والبحث، فنرى العلامة أوريجانوس يجمع نصوص الكتاب المقدس وترجماته لينسقها في ستة أنهر (السداسيات)، فإذا غمض نص يمكن الرجوع إلى النصوص الأخرى ومقارنتها مع بعضها البعض... بهذا سبق أوريجانوس من رجال القرن الثاني زمانه. ب] بجانب البحث يلزم الصلاة والحياة التقوية، فكان الدارسون الإسكندريون رجال صلاة ونساك... يؤمنون بالحاجة إلى الإعلان الإلهي للنفس خلال النقاوة في المسيح والالتجاء إليه. ج] اهتمت مدرسة الإسكندرية بالتلمذة، فلا يقدر الدارس أن ينعم بروح الإنجيل خلال حياته الفردية ودراساته الخاصة، إنما يجلس لدى أب يتتلمذ عليه، فينعم بالفكر الإنجيلي المسلم، بجانب تلمذته أيضا خلال كتابات الآباء الأولين فلا ينحرف. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
العبادة الليتورجية في الكنيسة القبطية
|
||||
08 - 05 - 2014, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
كلمة "ليتورجية" كلمة "ليتورجية" في اليوناني الكلاسيكي تعنى خدمة عامة تؤدى لأجل الجماعة، إذ هي مشتقة من كلمتين: 1- "ليوو" أو "ليؤس"، وتعنى "الجماعة". 2- أرجيا" أو "أرجيؤو" وتعنى "عمل". وردت نفس الكلمة في سفر العبرانيين بمعنى "خدمة المذبح أو "الخدمة الكهنوتية" (عب 8: 6، 9: 21). استخدمت الكنيسة هذه الكلمة منذ العصر الرسولي للتعبير عن العبادة التي نظمتها الكنيسة قانونيا، والتي يقدمها جميع أعضائها أو تقدم باسمهم جميعا. وبمرور الزمن صارت كلمة "ليتورجية" تطلق على سر الأفخارستيا وحده (القداس الإلهي)، بالرغم من وجود ليتورجيات أخرى مثل ليتورجية العماد، ليتورجية الزواج الخ... |
||||
08 - 05 - 2014, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
العبادة الليتورجيا والحياة اللتورجيا الليتورجيا ليست ساعات محددة يقضيها المؤمنون معًا كهنةً وشعبًا سواء للاشتراك في القداس الإلهي ورفع بخور عشية وباكر، أو في مناسبة ما قبل عماد إنسان أو زواجه... إنما هي فكر يعيشه كل عضو في الجماعة، يذوقه ويختبره كل أيام حياته، ليس فقط حين يجتمع مع إخوته للعبادة الجماعية في أية صورة من صورها، وإنما بحمله في قلبه حتى في لحظات انفراده في مخدعه، بمعنى آخر "الليتورجيا" هي حياة تعيشها الكنيسة، خلالها تتعرف على طبيعتها، وتحقق غايتها، وتنعم بكيانها وحياتها ونموها في المسيح يسوع. أن كنا نطلق كلمة "ليتورجيا" على العبادة الجماعية، إنما لأن المؤمن في هذه الفترة يختبر ارتباطه بالجماعة المقدسة كعضو فيها، هذه العضوية حية وفعالة في حياته، بل هي جزء لا يتجزأ من كيانها؛ يحمل عضويته حتى في لحظات انفراده مع الله في مخدعه، الجماعة في أعماق قلب كل مؤمن حقيقي، والمؤمن الحقيقي محمول في أعماق الكنيسة أو الجماعة. بمعنى آخر، إذ ما دخل المؤمن مخدعه للصلاة حمل كل الكنيسة في قلبه ليصلى باسمها فينادى: "أبانا" بصيغة الجمع، لا "أبى الذي في السموات" بروح الانفرادية؛ وإذ ما وقفت الجماعة للعبادة حملت بالحب كل عضو حاضرا أم غائبا عنها بالجسد لتصلى من أجله. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
ملامح الليتورجيات القبطية 1- تتميز اللتورجيات القبطية عن غيرها في تأكيد أنها ليست حِكرًا على الكهنة بل هي ليتور جيات الكنيسة ككل، يشترك فيها الشعب مع الكهنة، فللشعب ألحانه الطويلة ومرداته ودوره للاشتراك وليس مجرد الاستماع، لذا وجب على الكهنة الصلاة بلغة مفهومة وبنطق واضح يتمشى مع عذوبة اللحن حتى يجد الشعب طريقه في الشركة الحقة. هنا نقصد بالشعب شركة الكل: الرجال والنساء مع الشيوخ والشباب والأطفال؛ كل عضو يجد له موضعا في العبادة الليتورجية. فلا تعرف الكنيسة القبطية عزل الأطفال مثلًا أثناء خدمة القداس الإلهي أو عند ممارسة أية عبادة ليتورجيا. ولعل هذا أحد أسباب قوة الكنيسة في مصر، إذ يشعر الطفل بعضويته الايجابية وحقه في الشركة في اللتورجيات الكنسية، يسنده في ذلك الطقس الممتع واللحن العذب الذي يبهجه فلا يشعر بملل بالرغم من طول فترة الخدمة الكنسية. 2- الليتورجيات القبطية ليست فقط تحقق وحدة الكنيسة حيث تتناغم الجماعة كلها من كهنة وشعب، ومن كبار وصغار لكنها أيضا تحقق غاية الكنيسة ألا وهو الكشف عن الحياة السماوية كحياة ليست بغريبة عنا ولا بعيدة! فكل الليتورجيات القبطية تتسم بالفكر السماوي الأخروي (الاسخاتولوجى)، ترفع المشتركين فيها إلى شركة التسبيح مع السمائيين، وتنير بصيرتهم لإدراك أسرار السماء الخفية والتمتع بعذوبتها في أعماق القلب. أذكر على سبيل المثال ليتورجية الزواج التي توجه النظر نحو العرس السماوي وإكليل القديسين بوضوح وقوة. 3- ترتبط الليتورجيات القبطية بالعقائد الكنسية، فبطقوسها ونصوصها قادرة على تعليم حتى الأطفال عن إيمان الكنيسة ومفاهيمها وعقائدها الخاصة بالله وعلاقتنا به، وعلاقتنا بالسمائيين والقديسين، ونظرتنا القدسية للعالم والجسد، وجهادنا ضد إبليس وجنوده الخ... اللتورجيات مدرسة الشعب، تفتح أبوابها بالبساطة للطفل وبالأعماق اللاهوتية للدارس المخلص في بحثه. اللتورجيات القبطية تعلن العقيدة بعد أن تنزع عنها الجفاف العقلاني، كما تعطى العقائد الليتورجيات مفاهيم لاهوتية أصيلة يعيشها المؤمن في لحظات تعبده. 4- ترتبط الليتورجيات القبطية بحياة الكنيسة النسكية، فان كان للنسك أثره الفعال على الليتورجيات يظهر في طول فترة العبادة وكثرة السجود والمطانيات، فان للتورجيات أثرها أيضًا على النسك فتعطيه عذوبة خاصة، تظهر بوضوح في خدمة أسبوع الآلام والجمعة الكبيرة، فمع تشديد المؤمنين على فترة الانقطاع عن الأكل وعدم الترف فيه تجد الكل في تعزية حقيقية قلما ينعمون بها خلال السنة. أيضا ممارسة القداسات الالهية في الصوم الكبير يجعل منها فترة مبهجة في الداخل وفى وسط ممارسة الصوم. 5- تمتاز الليتورجيات القبطية بسمتها الكتابية، فكل ليتورجية في حقيقتها كشف عن كلمة الله وتمتع بالحياة الإنجيلية، لهذا حرصت كل اللتورجيات ليس فقط أن تضم قراءات كثيرة من الكتاب المقدس بعهديه، خاصة من أسفار المزامير ورسائل معلمنا بولس الرسول ورسائل الجامعة والأناجيل، إنما تقدم صلواتها وتسابيحها تضم عبارات كتابية وتحمل الفكر الإنجيلي، حتى يمكننا القول بأن اللتورجيات تقدم تفسيرًا مبسطًا لروح الإنجيل. 6- يمكننا القول بأن اللتورجيات القبطية تمس حياة المؤمنين اليومية والأسرية، بكونها الدينمو المحرك لهم في حياتهم الواقعية، فلا يوجد فصل بين العبادة الجماعية والحياة الواقعية... بمعنى آخر لا يشعر المؤمنون أن العبادة الليتورجية هي واجب يلتزمون به بجانب أعمالهم الخاصة، وإنما هي جزء لا يتجزأ من حياتهم ككل، تسندهم في كل أيام حياتهم. لكي نوضح ارتباط الحياة الليتورجية والعبادة الجماعية بالحياة اليومية عند الأقباط، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: أ] يشعر الكاهن مع الشعب أن القداس الإلهي (ليتورجيا الإفخارستيا) هو تمتع بصليب ربا يسوع، ودخول إلى الجلجثة ليجلس الكل تحت ظله، لهذا عند رفع الحمل يضع الكاهن يديه على الحمل ليذكر أسرته حسب الجسد وأولاده الروحيين بل وكل الشعب، يطلب عن النفوس الساقطة لأجل توبتها وعن المشاكل الكنسية والأسرية ومشاكل الذين في ضيق حتى يتدخل الرب بنعمته، ويصلى من أجل المسافرين والمرضى والراقدين الخ... اعتاد الشعب القبطي في كل مشاكله العملية أن يطلب من الكاهن أن يذكرهم بأسمائهم ويعرض مشاكلهم على مذبح الرب، ويشتركون هم بقلوبهم معه في الطلب. هكذا يجد الأقباط سر راحتهم في القداس الإلهي، حيث يجدون دم ربنا يسوع المسيح شفيعا كفاريًا عن خطاياهم، وسر سلامهم الداخلى. ب] خلال اللتوجيات المتنوعة يشعر المؤمن بأمومة الكنيسة الحانية، وأبوة الكاهن كعلامة وظل لأبوة الله... لهذا في كل صغيرة وكبيرة يلجأ الأقباط إلى الكنيسة بكل ثقة وحب. يلجأون في كل الظروف المؤلمة والمفرحة، فإن أنعم الله على أسرة بطفل تمارس الكنيسة ليتورجيا (إن صح التعبير) حميم الطفل. فيشترك الكاهن مع الشمامسة وأفراد الأسرة والأحباء في تقديم تسابيح شكر لله، طالبين أن يعمل في الطفل لينمو عطوا حيا مقدسا في الكنيسة. وأن تحقق نجاح في عمل ما يقومون تمجيدًا لله أثناء القداس الإلهي؛ وإذ حدث مرض تمارس ليتوجيا سر مسحة المرضى، وأن حدث رقاد تشترك الكنيسة في خدمة التجنيز وفى اليوم الثالث تمارس صلاة جماعية في المنزل لإعلان تعزية الله خلال قيامة السيد المسيح في اليوم الثالث، وفى كل ذكرى لراقد يذكره الكاهن في القداس الإلهي (الترحيم). هكذا لا تقحم الكنيسة نفسها في حياة أولادها بل تحنو بالحب لتشاركهم في كل دقائق حياتهم، فيشعر المؤمنون بأمومة الكنيسة ومشاركتها مشاعر أولادها. |
||||
08 - 05 - 2014, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية القمص تادرس يعقوب ملطي
الأعياد القبطية
|
||||
|