09 - 08 - 2024, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 169691 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشعياء يعود فيطمئن حزقيا: 21 فَأَرْسَلَ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ: 22 هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ: اِحْتَقَرَتْكَ. اسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ. نَحْوَكَ أَنْغَضَتِ ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. 23 مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ، وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا، وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ؟ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ! 24 عَنْ يَدِ عَبِيدِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلُوِّ الْجِبَالِ، عِقَابِ لُبْنَانَ، فَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ، وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلُوِّهِ، وَعْرَ كَرْمَلِهِ. 25 أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا، وَأُنَشِّفُ بِبَطْنِ قَدَمِي جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. 26 أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ. مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ. الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. 27 فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا. صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ، كَحَشِيشِ السُّطُوحِ، وَكَالْمَلْفُوحِ قَبْلَ نُمُوِّهِ. 28 وَلكِنَّنِي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. 29 لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ، أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَشَكِيمَتِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. 30 «وَهذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ: تَأْكُلُونَ هذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً، وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ، وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 31 وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا الْبَاقُونَ يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَلَ، وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. 32 لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ بَقِيَّةٌ، وَنَاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا. 33 «لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. 34 فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. 35 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي». صلى حزقيا إلى الله فجاءت الإجابة سريعة عن طريق إشعياء النبي، مضمونها الآتي: أ. إن كان سنحاريب قد جدف على الله وسخر به، فقد وجه الرب حديثه إلى سنحاريب يسخر به قائلًا: "احتقرتك، استهزأت بك ابنة صهيون، نحوك انغضت ابنة أورشليم رأسها..." [22] إلخ.... وكأنه يقول له: إن كنت قد هجت عليّ كحيوان مفترس فإنني أعرف أن اضبطك وأسخر بك خلال العذراء ابنة صهيون ابنة أورشليم... أو كأنه يقول له: أنت تأتيني بجيشك الضخم وأنا أُحطمك بفتاة عذراء تحتقرك. أنت تفتخر بكثرة مركباتك، إذ صعدت إلى الجبال العالية وقطعت أرز لبنان وسروه وتعمقت إلى وعر الكرمل ولم تدرك قدرتي، فإنني إذ أحفر في الجبال بيدي أبعث ماءً للشرب وإذ أطأ الأنهار بقدميّ اُجففها، في يدي مفاتيح الطبيعة... أذكر ما فعلته بفرعون أيام موسى النبي [24-26]. أذكر ما فعلته بالأمم حين وهبت أرض الموعد لشعبي! تعلَّم من التاريخ خلال وقائع عملية حتى لا تتحطم! يعلن الله لسنحاريب أنه ضابط الكل والعارف بالسرائر، ليس محتاجًا أن يبعث إليه رسائل للتجديف عليه، فأنه يعرف جلوسه وخروجه ودخوله وهيجانه عليه... ويستطيع أن يشكمه كالحيوانات فيضع خزامة في أنفه وشكيمة (لجامًا) في شفتيه، ويديره كحيوان مُقاد ليعود من حيث جاء. بمعنى آخر سخر الله به من جوانب عدة: يستطيع أن يهينه خلال فتاة عذراء تحتقره؛ يُثير الطبيعة ضده، يضبط تحركاته ويقوده إلى حيث لا يشاء! بمعنى آخر الله يذل عدو الخير خلال كنيسته العذراء البتول، مسخرًا الطبيعة لحساب ملكته، ومحطمًا كل إمكانيات وخطط عدو الخير. جاء في سيرة القديسة ميلانية أن عدو الخير قد أدرك أن كل صراعاته ضدها قد باءت بالفشل، شعر بالهزيمة واستسلم ولم يعد قادرًا على مقاومتها. ويرى العلامة أوريجانوس أنه يليق بنا أن نلوم أنفسنا عندما نخطئ ولا نحسب أن الشيطان هو علة خطأنا كما يظن العامة البسطاء. لقد أعطينا بالمسيح يسوع قدرة على تحطيم العدو إن أردنا. ب. أعطى الله لحزقيا علامة مجيدة لينزع عنه الرعب من المصاعب التي تحل عليه بسبب غزو سنحاريب [30-32]. إن كان العدو قد استولى على الحصاد حتى لم تبق بذار للزرع الأمر الذي يقود إلى حدوث مجاعة أو على الأقل إلى عجز في الطعام، فإن الزرع يخرج في تلك السنة دون حاجة إلى بذار (ربما من البواقي التي سقطت عفوًا)؛ وهكذا في السنة التالية، وأما في السنة الثالثة حيث يسترد الشعب طاقته فتعود الحياة طبيعية. كأن الله يعمل معهم عجبًا ما داموا عاجزين وإمكانياتهم معدمة، حتى متى صاروا في وضعهم الطبيعي يعمل بهم خلال الحياة الطبيعية وخلال قوانين الطبيعة. كانت هذه العلامة رمزًا للبقية الناجية من يهوذا فإن نجاتهم هي عطية من الله بالرغم من مقاومة الأعداء وعنفهم، إذ يقول: "يتأصلون إلى أسفل ويصنعون ثمرًا إلى ما فوق" [31]، كأن العدو قد استأصلهم تمامًا، فصاروا كمن هم بلا جذور، كلن الله يُقيمهم ويهبهم ثمرًا كما فعل بالزرع في السنتين الأولى والثانية من غزو سنحاريب... "غيرة رب الجنود تصنع هذا" [32]. أي أن هذا الخلاص لا يتحقق عن استحقاق بشري إنما عن حب الله لشعبه وغيرته عليه بكونه العريس السماوي الغيور على عروسه لتصير مقدسة له لا يغتصبها آخر. "هكذا قال رب الجنود: غرت إلى أورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة" (زك 1: 14). "لأن الرب اسمه غيور، إله غيور هو" (خر 34: 14). خلال هذه العلامة يعلن الله بركات نحو شعبه، وهي: أولًا: خلاص الشعب من الدينونة فلا يحل بهم القحط بل يتمتعون بثمر وفير [30]. ثانيًا: تُزرع البقية من جديد في أورشليم [32] إشارة إلى تجديد الطبيعة البشرية ورعاية الله لكنيسته. ثالثًا: يصنعون ثمرًا إلى فوق [31]، أي يحملون طبيعة سماوية علوية. رابعًا: انتشار الكرازة من أورشليم [32]. خامسًا: سّر هذا العمل الخلاصي هو نار محبة الله وغيرته المتقدة [32]. ج. تأكيد الله أن سنحاريب لن يدخل أورشليم [33-35]؛ لن يصّوِب نحوها سهمًا واحدًا ولا يتقدم عليها بترس، ولا يقيم عليها مترسة... إنما يعود في خزي من حيث جاء. هكذا يستخدم الله -في محبته لأولاده- كل وسيلة لينزع عنهم القلق، مؤكدًا لهم حمايته ورعايته ومحبته العملية نحوهم. د. سرّ حمايته لشعبه ليس بَّرهم الذاتي وإنما غيرته على مجده وعهوده مع أولاده المحبوبين مثل داود. فإنه ليس من أجل يهوذا ولا من أجل صلوات حزقيا المثيرة يتدخل الله وإنما كما قال: "وأحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [35]. لقد مات داود لكن حياته مستمرة خلال صلواته المرفوعة التي من أجلها يحامي الله عن مدينة أورشليم. |
||||
09 - 08 - 2024, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 169692 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ضرب جيش آشور: "فَخَرَجَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. فَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيِّتَةٌ." [36]. غالبًا ما يقصد بملاك الرب كلمة الله قبل التجسد، وقد تحقق ذلك في ذات الليلة التي تلت حديث النبي إشعياء مع حزقيا (2 مل 19: 35). لقد هُزم سنحاريب في المرة مع أنه سبق أن حاصر حزقيا وأذله، فقد جاء في إحدى الحفريات التي وجدت في خرائب نينوى كلمات على لسان سنحاريب أنه هاجم حزقيا وأخذ 46 حصانًا ومدنًا صغيرة كما سَبَى 150 و200 شخصًا من كبار والصغار، من الذكور والإناث، وعدد كبير من الحيوانات؛ كما أغلق على حزقيا في أورشليم كعصفور في قفص ووضع سدودًا أمام مدينته وفرض عليه جزية مضاعفة إلخ... |
||||
09 - 08 - 2024, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 169693 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مرض حزقيا وشفاؤه يقدم لنا إشعياء النبي قصة مرض حزقيا حتى الموت وشفائه بعدما عرض قصة خلاص أورشليم من حصار سنحاريب، ربما لأنه أراد تأكيد أن الله يهتم بكل عضو في الجماعة (حزقيا) كما يهتم بالجماعة ككل (خلاص أورشليم). يرعى كنيسته المقدسة بكونها جسده الواحد ولا يتجاهل عضوًا واحدًا في الجماعة. الله لا يتخلى عن مؤمنيه، فقد دافع عن حزقيا الملك عندما التجأ إليه في بيته المقدس وخلال نبيه إشعياء ولم يلجأ إلى الذراع البشري والخطط الزمنية. والآن إذ مرض حزقيا للموت لم يكن ممكنًا أن يذهب إلى بيت الرب فوجه وجهه إلى الحائط وصلى وبكى بكاءً مرًا حاسبًا أن مرضه هزيمة لشعب الله وتقاعدًا عن رعايته لهم، مشتاقًا أن يكمل رسالته، فوهبه الله 15 عامًا. |
||||
09 - 08 - 2024, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 169694 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوصِي بيتك لأنك تموت: 1 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا لِلْمَوْتِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَوْصِ بَيْتَكَ لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ». 2 فَوَجَّهَ حَزَقِيَّا وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ 3 وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِالأَمَانَةِ وَبِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَفَعَلْتُ الْحَسَنَ فِي عَيْنَيْكَ». وَبَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً عَظِيمًا. 4 فَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى إِشَعْيَاءَ قَائِلًا: 5 «اذْهَبْ وَقُلْ لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ. هأَنَذَا أُضِيفُ إِلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً. 6 وَمِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ أُنْقِذُكَ وَهذِهِ الْمَدِينَةَ. وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ. 7 وَهذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ يَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: 8 هأَنَذَا أُرَجِّعُ ظِلَّ الدَّرَجَاتِ الَّذِي نَزَلَ فِي دَرَجَاتِ آحَازَ بِالشَّمْسِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ». فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ فِي الدَّرَجَاتِ الَّتِي نَزَلَتْهَا. "في تلك الأيام مرض حزقيا للموت" [1]. واضح من هذه العبارة ومن عدد [6] أن مرض حزقيا كان في أيام غزو سنحاريب. يرى بعض الدارسين أنه بسبب وباء حلَّ في المدينة بسبب الحصار، ويرى آخرون أنه انهيار نفسي وجسدي بسبب ما حلَّ ببلده. جاء إليه إشعياء ينتزع عنه كل رجاء في البقاء في هذا العالم، قائلًا له: "أوصِي بيتك لأنك تموت ولا تعيش" [1]. كان خبر موته صدمة له ربما لأحد الأسباب التالية: أ. كان كمعلمنا بولس الرسول مشتاقًا إلى الرحيل لكنه شعر بالتزام نحو خدمة الآخرين. ب. لعله كغيره من رجال العهد القديم الذين كانوا يخافون الموت، إذ ارتبط في ذهنهم بالخطية وغضب الله على الإنسان. ج. ربما كان يتوقع أن يرى في أيامه مسيح الرب، آدم الثاني، ممثل كل البشرية كما جاء في مزموره [11]. د. لعل السبب الرئيسي أنه لم يكن بعد قد وُلد منسى (2 مل 21: 1)، فلم يوجد من يخلفه على العرش، الأمر الذي أربكه، إذ كيف يتحقق الوعد لبيت داود أنه يبقى إلى الأبد. في هذا يضعف حزقيا جدًا على خلاف إبراهيم الذي قدم ابنه ذبيحة دون خوف واثقًا أن وعد الله يتحقق حتمًا، مؤمنًا بالله القادر أن يُقيمه من الأموات. لقد أنجب حزقيا بعد ذلك "منسى" محب عبادة الأوثان الذي أثار غضب الله على يهوذا (2 مل 23: 26). على أي الأحوال كان حزقيا رجل صلاة، لم يُفقد الخبر رجاءه في الرب، عرف كيف يُصلي ويُصارع. لقد وجه وجهه إلى الحائط، ربما متجهًا نحو الهيكل كعادة اليهود، ليُصلي إلى الرب قائلًا: "آه يا رب أذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلب سليم (كامل) وفعلت الحسن في عينيك" [3]. تطلع حزقيا إلى حياته بكونها رحلة خلالها سار مع الله (تك 5: 24؛ 1 مل 9: 4) بإخلاص لا في كمال مطلق وإنما هادفًا نحو الكمال (مت 5: 45)، بفكر واحد غير متردد ولا منحرف. لقد بكى حزقيا بكاءً عظيمًا [3]. صدر الأمر الإلهي إلى إشعياء أن يذهب إلى الملك ليخبره: "هكذا يقول الرب إله داود أبيك، قد سَمعتُ صلاتك، قد رأيت دموعك. هأنذا أُضيف إلى أيامك خمس عشرة سنة" [5]. جاءت الإجابة سريعة جدًا (2 مل 20: 4)؛ ربما تحدث الله مع إشعياء فمًا لفم قبل خروجه من القصر الملكي بينما كان يُعطي نصائح روحية لرجال القصر لتهيئة الجو بعد موت الملك. سمع الله لصلاة حزقيا، وتطلع إلى دموعه، وتذكر وعده مع داود أبيه، إذ يذكر الله عهده مع الأب لدى أبنائه (خر 20: 5، مز 89: 28-29). أعطاه سؤال قلبه، ما نطق به بلسانه وما تحدث به بقلبه: وهبه طول العمر، وخلاصًا من ملك آشور، وحماية عن مدينته أو عاصمة ملكه أورشليم. أعطاه الرب علامة كطلبه [22]، فقد اختلف حزقيا عن أبيه الشرير الذي رفض أن يطلب علامة من الله (إش 7: 10). جاءت العلامة الإلهية لتأكيد تحقيق الوعد الإلهي هكذا: رجوع الشمس عشر درجات [8]. يرى البعض أنها مجرد تراجع للظل على الدرجات التي تقود إلى "بلكونة" في القصر أو تقود إلى العلية. ويرى البعض أنها كسوف للشمس حدث في 11 يناير 689 ق.م.(381) الشمس هي المقياس الصادق للزمن، وهي في يد الله محرك التاريخ والأحداث والزمن نفسه، استخدمها علامة في أيام يشوع (يش 10: 12)، وأيضًا في أيام حزقيا، وعند صُلب رب المجد، وقبل مجيئه الأخير حيث تظلم الشمس... الله أب كل الأنوار يُحرك الشمس ويوجهها لأجل بنياننا. ربما يتساءل البعض: هل غيّر الله رأيه بإطالة عمر حزقيا؟ يرى القديس أغسطينوس أن حزقيا كان يجب أن يموت خلال المسببات الطبيعية مثل المرض، لكنه أضاف 15 عامًا إلى حياته، هذه الإضافة يعرفها الله قبل تأسيس العالم، محتفظًا بها في إرادته. ما فعله من إضافة حقق ما في خطة الله إذ يعلم ما كان سيفعله حزقيا وما كان يهبه الله إياه. ما يشغل ذهننا ليس البحث في هل الله كان قد سبق فحدد عمر حزقيا ثم تراجع عنه بإضافة 15عامًا إليه، وإنما إدراك قوة الصلاة في حياتنا، فقد وهبته حياة بعدما كان يجب أن يموت حسب قوانين الطبيعة. الصلاة بكونها التصاق بالله واهب الحياة قادرة على كل شيء، وغالبة للموت، موت الخطية. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إننا بالصلاة من أجل غفران الخطايا، نتمم إرادة الله وبالتالي نتأكد أنها مستجابة]. * خلال الصلاة قُبلت التقدمات؛ الصلاة هي التي حوّلت الطوفان عن نوح؛ الصلاة شفت العقم، وطرحت جيوشًا؛ الصلاة أعلنت أسرارًا؛ الصلاة شقت البحر وأوجدت طريقًا في الأردن؛ الصلاة أرجعت الشمس وأوقفت القمر، حطمت الدنسين، وأنزلت نارًا. الصلاة أغلقت السماء، وأخرجت (أناسًا) من الجب، وأنقذت من النار، وخلصت من البحر. قوة الصلاة كقوة الصوم الطاهر عظيمة للغاية... * صلى حزقيا، فغلبت صلاته 185.000 شخصًا، بواسطة ملاك عمل كقائد للجيش (1 مل 19: 15، 35)... * دانيال صلى، فسدت صلاته أفواه الأسود... * حمل كل واحد من آبائنا الأبرار سلاح الصلاة عندما قابلتهم الأحزان فخلصوا منها. الأب أفراهات * طوبى للإنسان الذي يقبل أن يكون صديقًا حميمًا للإيمان والصلاة، فإنه يعيش في فكر واحد... * الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح لنا باب السماء... * تُقيم الصلاة سلامًا مع غضب الله... القديس مار أفرام السرياني * تستطيع الصلاة أن تضغط على الشيطان الذي يضغط على الجنس البشري. إنها تقدر أن تخلص من يده، وتحرر من كل تجارب في العالم. لهذا السبب حسنًا أمَرَنا ربنا أن نسهر ونصلي لئلا ندخل في تجربة (مت 26: 41). الأب مرتيروس |
||||
09 - 08 - 2024, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 169695 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل غيّر الله رأيه بإطالة عمر حزقيا؟ يرى القديس أغسطينوس أن حزقيا كان يجب أن يموت خلال المسببات الطبيعية مثل المرض، لكنه أضاف 15 عامًا إلى حياته، هذه الإضافة يعرفها الله قبل تأسيس العالم، محتفظًا بها في إرادته. ما فعله من إضافة حقق ما في خطة الله إذ يعلم ما كان سيفعله حزقيا وما كان يهبه الله إياه. ما يشغل ذهننا ليس البحث في هل الله كان قد سبق فحدد عمر حزقيا ثم تراجع عنه بإضافة 15عامًا إليه، وإنما إدراك قوة الصلاة في حياتنا، فقد وهبته حياة بعدما كان يجب أن يموت حسب قوانين الطبيعة. الصلاة بكونها التصاق بالله واهب الحياة قادرة على كل شيء، وغالبة للموت، موت الخطية. |
||||
09 - 08 - 2024, 05:19 PM | رقم المشاركة : ( 169696 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا الذهبي الفم: [إننا بالصلاة من أجل غفران الخطايا، نتمم إرادة الله وبالتالي نتأكد أنها مستجابة]. |
||||
09 - 08 - 2024, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 169697 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* خلال الصلاة قُبلت التقدمات؛ الصلاة هي التي حوّلت الطوفان عن نوح؛ الصلاة شفت العقم، وطرحت جيوشًا؛ الصلاة أعلنت أسرارًا؛ الصلاة شقت البحر وأوجدت طريقًا في الأردن؛ الصلاة أرجعت الشمس وأوقفت القمر، حطمت الدنسين، وأنزلت نارًا. الصلاة أغلقت السماء، وأخرجت (أناسًا) من الجب، وأنقذت من النار، وخلصت من البحر. قوة الصلاة كقوة الصوم الطاهر عظيمة للغاية... الأب أفراهات |
||||
09 - 08 - 2024, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 169698 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* صلى حزقيا، فغلبت صلاته 185.000 شخصًا، بواسطة ملاك عمل كقائد للجيش (1 مل 19: 15، 35)... * دانيال صلى، فسدت صلاته أفواه الأسود... * حمل كل واحد من آبائنا الأبرار سلاح الصلاة عندما قابلتهم الأحزان فخلصوا منها. الأب أفراهات |
||||
09 - 08 - 2024, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 169699 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* تستطيع الصلاة أن تضغط على الشيطان الذي يضغط على الجنس البشري. إنها تقدر أن تخلص من يده، وتحرر من كل تجارب في العالم. لهذا السبب حسنًا أمَرَنا ربنا أن نسهر ونصلي لئلا ندخل في تجربة (مت 26: 41). الأب مرتيروس |
||||
09 - 08 - 2024, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 169700 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مزمور شكر: 9 كِتَابَةٌ لِحَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا إِذْ مَرِضَ وَشُفِيَ مِنْ مَرَضِهِ: 10 أَنَا قُلْتُ: «فِي عِزِّ أَيَّامِي أَذْهَبُ إِلَى أَبْوَابِ الْهَاوِيَةِ. قَدْ أُعْدِمْتُ بَقِيَّةَ سِنِيَّ. 11 قُلْتُ: لاَ أَرَى الرَّبَّ. الرَّبَّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. لاَ أَنْظُرُ إِنْسَانًا بَعْدُ مَعَ سُكَّانِ الْفَانِيَةِ. 12 مَسْكِنِي قَدِ انْقَلَعَ وَانْتَقَلَ عَنِّي كَخَيْمَةِ الرَّاعِي. لَفَفْتُ كَالْحَائِكِ حَيَاتِي. مِنَ النَّوْلِ يَقْطَعُنِي. النَّهَارَ وَاللَّيْلَ تُفْنِينِي. 13 صَرَخْتُ إِلَى الصَّبَاحِ. كَالأَسَدِ هكَذَا يُهَشِّمُ جَمِيعَ عِظَامِي. النَّهَارَ وَالَّلَيْلَ تُفْنِينِي. 14 كَسُنُونةٍ مُزَقْزِقةٍ هكَذَا أَصِيحُ. أَهْدِرُ كَحَمَامَةٍ. قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَايَ نَاظِرَةً إِلَى العَلاَءِ. يَا رَبُّ، قَدْ تَضَايَقْتُ. كُنْ لِي ضَامِنًا. 15 بِمَاذَا أَتَكَلَّمُ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي وَهُوَ قَدْ فَعَلَ. أَتَمَشَّى مُتَمَهِّلًا كُلَّ سِنِيَّ مِن أَجْلِ مَرَارَةِ نَفْسِي. 16 أَيُّهَا السَّيِّدُ، بِهذِهِ يَحْيَوْنَ، وَبِهَا كُلُّ حَيَاةِ رُوحِي فَتَشْفِينِي وَتُحْيِينِي. 17 هُوَذَا لِلسَّلاَمَةِ قَدْ تَحَوَّلَتْ لِيَ الْمَرَارَةُ، وَأَنْتَ تَعَلَّقْتَ بِنَفْسِي مِنْ وَهْدَةِ الْهَلاَكِ، فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ. 18 لأَنَّ الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ. 19 الْحَيُّ الْحَيُّ هُوَ يَحْمَدُكَ كَمَا أَنَا الْيَوْمَ. الأَبُ يُعَرِّفُ الْبَنِينَ حَقَّكَ. 20 الرَّبُّ لِخَلاَصِي. فَنَعْزِفُ بِأَوْتَارِنَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِنَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ». أ. كثيرًا ما نذكر الله في وقت الضيق والشدة لكننا ننساه في وقت الفرج والبهجة، أما حزقيا فقد أظهر أنه رجل صلاة ودموع وسط الآلام ورجل تسبيح عند الفرج يعرف كيف يشكر الله على إحساناته. في هذا المزمور أظهر أنه رجل صلاة، رجل تسبيح، شاعر ومرنم، غريب في العالم، مملوء رجاءً في الرب المخلص من الموت وواهب الحياة المفرحة. ب. حسن أن يُقدم حزقيا هذا المزمور كذبيحة شكر لله واهب الحياة، وكان أفضل أن يُقدم حياته ذاتها ذبيحة شكر له؛ لكن للأسف قدم تسبحة شكر دون حياة شكر، إذ قيل: "لكن لم يُرَدَّ حزقيا حسبما أُنعم عليه لأن قلبه ارتفع فكان غضب عليه وعلى يهوذا وأورشليم" (2 أي 32: 25). يليق بنا أن نُسبح الله ليس فقط بألسنتنا فننطق بمزامير حمدٍ له، وإنما أيضًا بكل أعضاء جسدنا ومشاعرنا وأحاسيسنا كما بسلوكنا العملي فتتحول كل حياتنا إلى قيثارة ذات أوتار متباينة تعزف سيمفونية حب لله خالقنا ومخلصنا. ج. يظهر من مزمور حزقيا كيف عانى في البداية من روح اليأس، إذ قال: "أنا قلت في عز أيامي أذهب إلى أبواب الهاوية. قد أُعدِمتُ بقية سِنىَّ" [10]. كان حزقيا قد بلغ حوالي تسعة وثلاثين عامًا من عمره؛ شعر أنه في عز شبابه قد قُطعت أيامه السعيدة وحرم من خدمة الله وشعبه التي كان قد وضع في قلبه أن يكملها عبر سنوات حياته. كأنه يردد كلمات داود الملك: "وأنا قلت في حيرتي إنيّ قد انقطعت من قدام عينيك" (مز 31: 22). د. ربما كان يتوقع حزقيا أن يرى المسيح الرب في أيامه، أو كان يترجى مجيئه متجسدًا من نسله وها هو يموت بلا نسل، لذلك يصرخ في يأس: "قلت لا أرى الرب؛ الرب في أرض الأحياء، لا أنظر إنسانًا بعد مع سكان الفانية" [11]. هكذا كان يترقب أن يرى المسيح الرب هنا أو ينعم بمجد الرب في الحياة الأخرى، لكن اليأس حطمه. "قلت لا أرى الرب"... أي رجاء لنا في هذا العالم أو في العالم الآتي ما لم ننعم برؤية الرب، هنا خلال عيني القلب بالإيمان، وهناك وجهًا لوجه! * طوبى، مثلث الطوبى، بل ومتعدد التطويبات للذين يُحسبون أهلًا لمعاينة ذلك المجد. عن هذا يقول النبي: "لينتزع الشرير فلا يرى مجد الرب" (إش 36: 10 الترجمة السبعينية). ليت الله يهبنا ألا يُنتزع أحد منّا ولا يُستبعد عن معاينة (الرب)... فإنه لماذا نحن نعيش؟ ولماذا نتنفس؟ ماذا يكون حالنا إن فشلنا في معاينة ربنا ولم نُمنح هذا؟! إن كان الذين لا يعاينون نور الشمس يحسبون الحياة أقسى من الموت، فماذا يكون حال من يحرمون من ذاك النور؟! القديس يوحنا الذهبي الفم * قبل أن أريك إلهنا أرنيّ إنسانك؛ واعطني البرهان على أن عيني نفسك تستطيع أن ترى وأن أذني قلبك تستطيع أن تسمع. على العكس من كانت أعينهم مصابة بسحابة الخطية لا يقدرون على معاينة الله... عندما تُنزع من طبيعتك الفاسدة وتلبس عدم الفساد سترى الله إذ تتأهل لذلك. فإن الله سيُحيي جسدك ويجعله مع نفسك غير المائت، حينئذ سترى العديم الموت وحده، إن كنت تؤمن به الآن. القديس ثيؤفيلس الأنطاكي ه. يُقدم عدة تشبيهات يُعبر بها عن حياته الزمنية: التشبيه الأول: خيمة الراعي السريعة التنقل [12]، هذا يخلق الإحساس بالغربة، ليس لنا موضع في العالم نستقر فيه، فنكون كأبينا إبراهيم الذي لا يتوقف عن السير في رحلة حياته... نبقى في هذه الخيمة المتنقلة حتى نعبر إلى مسكن أبدي ليس من صنع يد بشرية. وقد استخدم هذا التشبيه معلمنا بولس الرسول (2 كو 5: 1) وأيضًا القديس بطرس (2 بط 1: 14). التشبيه الثاني: النسيج، "لفقت كالحائك حياتي، من النول يقطعني، النهار والليل تفنيني" [12]. هكذا يحيك الله حياتنا كثوب مقطوع من النول يُحاك حسب حجم جسد كل واحد منا، لا يدم كثيرًا بل إلى حين، كمن يلبسه يومًا واحدًا وليلة واحدة ثم يُخلع. وكما يقول أليفاز التيماني: "يُسحقون مثل العث، بين الصباح والمساء يُحطمون" (أي 4: 19-20]. التشبيه الثالث: الفريسة التي يُحطمها الأسد جميع عظامها بين نهار وليلة واحدة [13]. التشبيه الرابع: كسنونة مزقزقة يصيح في ضعف، إذ خَفتَ صوته بسبب المرض أو بالحري بسبب يأسه من الشفاء، صار صوته كهدير حمامة [14]، وصارت عيناه عاجزتين عن التطلع إلى العلاء [14]. و. نجد تحوُّلًا سريعًا من الشعور بمرارة النفس اليائسة [15] إلى خبرة الحياة الجديدة، إذ يقول بلا مقدمات: "أيها السيد بهذه يحيون وبها كل حياة روحي فتشفيني وتحيني" [16]... ينتقل من الموت إلى الحياة ومن المرارة إلى السلامة [17]؛ سرّ ذلك تدخل السيد المسيح، واكتشاف عمله الإلهي الخلاصي، إذ يقول: "فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي... الرب لخلاصي، فنعزف بأوتارنا كل أيام حياتنا في بيت الرب" [17، 20]. ماذا وجد في مخلصه؟ أولًا: تحولت حياته من رحلة مرعبة للغاية ومرُّة النفس إلى حياة هادئة مملوءة سلامًا، خلالها لا يخاف المؤمن حتى من الهاوية [17]. ثانيًا: تتهلل نفسه لا من أجل شفائه من المرض وطول عمره وإنما من أجل غفران خطاياه كلها [17]. ثالثًا: صار مشتاقًا أن يُسلم الأجيال القادمة هذه الحياة الجديدة، أو حق الله [19]. رابعًا: تحولت كل بقية حياته إلى مزمور فرح لا ينقطع [20]، يترنم به كما في بيت الرب، لذلك يحدثنا القديس أثناسيوس الرسولي عن العيد (أو الفرح) بكونه هو "المسيح" كسِرّ بهجتنا الدائمة. كما قال: [الذين يعيشون في المسيح هم وحدهم يستطيعون أن يمجدوا الله ويباركوه، بهذا يصعدون إلى العيد]. على أي الأحوال المؤمن الذي يعيش في المسيح ينعم بحياة فرح دائم وأيضًا شكر دائم، في وسط آلامه وأفراحه. * ليس وقت أنسب للإنسان أن يحمل فيه مشاعر شكر نحو الله مثلما عندما يكون في تجارب ومتاعب. وليس وقت أفضل لتقديم التشكرات مثلما عندما يأتي إلى الراحة بعد صراعات وتجارب. القديس أثناسيوس الرسولي * الصلاة فرح تعّبر عن نفسها في الشكر. الأب أوغريس * بالصلاة الروحية ومنطوقات الشكر نرتفع عن الأرض إلى الأعالي. الأب مرتيروس |
||||