منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 08 - 2024, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 169671 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما هو الغرض من الجنس ومعناه في إطار الزواج؟



هبة الحياة الجنسية في الزواج هي سر قوي يعكس حب الله ذاته. ولفهم هدفها ومعناها، يجب أن ننظر إلى ما هو أبعد من مجرد الوظيفة البيولوجية أو المتعة الشخصية لنرى كيف تشارك في الخطة الإلهية للحب والازدهار البشري.

من المفترض أن تكون العلاقة الحميمة الجنسية في الزواج تعبيرًا قويًا عن الحب الكامل الواهب للذات بين الزوج والزوجة. في العناق الزوجي، يجدد الزوجان عهود زواجهما بطريقة جسدية، قائلين بأجسادهما ما وعدا به في يوم زفافهما: "أعطيك نفسي لكِ بالكامل وبحرية وإخلاص وإثمار". هذه الهبة الذاتية المتبادلة تقوي الرابطة الزوجية وتساعد الزوجين على النمو في الألفة والوحدة.

ثانيًا، إن الحياة الجنسية الزوجية هي بطبيعتها واهبة للحياة. حتى عندما لا يحدث الحمل، يبقى الفعل الجنسي موجهاً نحو خلق حياة جديدة. هذا الانفتاح على الحياة يعكس حب الله الخلاق، ويدعو الأزواج إلى أن يكونوا شركاء في الخلق مع الله. إنه يذكّرنا بأن الحب يسعى دائمًا إلى التوسّع إلى ما هو أبعد من نفسه، ليأتي بحياة جديدة بطرق مختلفة.

يرتبط الجانب التوحيدي والجانب الإنجابي في الحياة الجنسية الزوجية ارتباطًا وثيقًا. عندما نحاول الفصل بينهما - إما باستخدام وسائل منع الحمل لتجنب الإنجاب أو باستخدام تقنيات الإنجاب التي تزيل الجانب التوحيدي - فإننا نقلل من المعنى الكامل وجمال الفعل الجنسي كما صممه الله.

في إطار الزواج، تعمل العلاقة الحميمة الجنسية أيضًا كمصدر للراحة والمتعة والبهجة. يحتفل نشيد الإنشاد في الكتاب المقدس بفرح الحب الجسدي بين الزوجين. هذه المتعة ليست غاية في حد ذاتها، بل هي انعكاس للفرح الموجود في الحب الكامل المعطاء للذات. إنه يوجهنا نحو الفرح النهائي للاتحاد مع الله.

وللحياة الجنسية الزوجية أيضًا قوة شفاء ومصالحة. في أوقات النزاع أو التباعد، يمكن أن يساعد التعبير الجسدي عن الحب في استعادة الألفة العاطفية والوحدة. يمكن أن يكون التعبير الجسدي عن الحب طريقة لا تحتاج إلى كلمات للتعبير عن "ما زلت أحبك" أو "أنا أسامحك".

بالنسبة للأزواج المسيحيين، يمكن أن تكون العلاقة الحميمة الجنسية أيضًا شكلاً من أشكال الصلاة والشركة الروحية. من خلال تقديم اتحادهما إلى الله والاعتراف بحضوره في حبهما، يمكن للزوجين أن يختبرا إحساسًا قويًا بالمقدس في علاقتهما الجسدية.

إن معنى الحياة الجنسية الزوجية لا يتضاءل بالنسبة للأزواج غير القادرين على الإنجاب أو الذين تجاوزوا سنوات الإنجاب. يظل الجانب التوحيدي للجنس تعبيرًا قويًا عن الحب والالتزام.

أقول للمتزوجين اعتزوا بنعمة حياتكم الجنسية. تعاملوا معها بوقار وفرح وامتنان. تواصلا بصراحة مع بعضكما البعض بشأن احتياجاتكما ورغباتكما، ودائمًا باحترام وحساسية. تذكروا أن الحب الحقيقي يبحث دائمًا عن مصلحة الآخر.

إلى الذين يستعدون للزواج، أشجعكم على التفكير بعمق في معنى الحياة الجنسية في الزواج. استعدوا ليس فقط لليلة زفافكم، ولكن لمدى الحياة من النمو في الحب والحميمية. ابحثوا عن مصادر جيدة ومرشدين يمكنهم إرشادكم في فهم خطة الله الجميلة للحب الزوجي.

 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 169672 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كيف يمكن للشباب الاستعداد لعلاقة جنسية صحية في الزواج؟



أنا أشجعكم على تعميق حياتكم الروحية، سواء بشكل فردي أو كزوجين. إن الأساس القوي في الإيمان سيوفر سياقًا لفهم الحياة الجنسية كهبة من الله. صلوا معًا، وادرسا الكتاب المقدس، وتأملا في تعاليم الكنيسة حول الزواج والجنس. وكلما نمت علاقتكما مع الله، كلما زادت قدرتكما على رؤية زوجك المستقبلي من خلال عينيه - كطفل محبوب من الله يستحق أقصى درجات الاحترام والحنان.

التواصل هو المفتاح في التحضير لعلاقة جنسية صحية. يجد العديد من الأزواج صعوبة في مناقشة الحياة الجنسية بصراحة، ولكن من الضروري تطوير هذه المهارة قبل الزواج. تحدثا عن توقعاتكما ومخاوفكما وآمالكما فيما يتعلق بالعلاقة الحميمة الجسدية. ناقشا أي تجارب أو جروح سابقة قد تؤثر على علاقتكما الجنسية في المستقبل. إذا وجدت أن هذه المحادثات صعبة، ففكر في طلب الإرشاد من زوجين موثوق بهما أو مستشار مؤهل يشارككما نفس القيم.

التعليم هو أيضًا جزء مهم من الإعداد. خذ الوقت الكافي للتعرف على الحياة الجنسية البشرية من منظور مسيحي. ادرسي جمال تصميم الله لأجسادنا وهبة الخصوبة. تعرفي على طرق تنظيم الأسرة الطبيعية، والتي يمكن أن تساعدك على اتخاذ قرارات تنظيم الأسرة بطريقة تحترم طبيعة الحياة الجنسية وتبقى منفتحة على الحياة.

أثناء الاستعداد، من المهم وضع حدود واضحة للعلاقة الحميمية الجسدية أثناء الخطوبة. قررا معًا ما هو مستوى المودة الجسدية المناسب، وتذكرا دائمًا أن العلاقة الحميمية محجوزة للزواج. ومن خلال ممارسة ضبط النفس والاحترام المتبادل الآن، فإنكما تضعان الأساس لعلاقة من الثقة والحب المتبادل في الزواج.

فكر في حضور دورة إعداد للزواج تتضمن مكونًا عن الحياة الجنسية. تقدم العديد من الأبرشيات برامج ممتازة يمكن أن تزودك برؤى وأدوات قيمة لبناء علاقة جنسية صحية. غالبًا ما تغطي هذه الدورات مواضيع مثل لاهوت الجسد ومهارات التواصل والجوانب العملية للعلاقة الزوجية الحميمة.

تذكري أن العلاقة الجنسية السليمة في الزواج تتعلق بما هو أكثر بكثير من مجرد الأسلوب الجسدي. فالأمر يتعلق بخلق جو من الحب والثقة والعطاء الذاتي المتبادل في علاقتكما ككل. ركزي على بناء العلاقة الحميمية العاطفية من خلال المحادثات العميقة والخبرات المشتركة وأعمال الخدمة لبعضكما البعض. تعلما التعبير عن المودة بطرق غير جنسية، مما سيثري علاقتكما الحميمة الجسدية عندما تتزوجان.

من المهم أيضًا أن يكون لديك توقعات واقعية. العلاقة الجنسية في الزواج شيء ينمو ويتطور بمرور الوقت. فهي تتطلب الصبر والتفاهم والاستعداد للتعلم معًا. لا تضغطوا على أنفسكم للحصول على علاقة جنسية "مثالية" منذ البداية. بل اقتربا منها بروح الاكتشاف والرعاية المتبادلة.

بالنسبة لأولئك الذين يحملون جروحًا من تجارب جنسية سابقة أو عانوا من مشاكل مثل استخدام المواد الإباحية، أشجعكم على السعي للشفاء قبل الزواج. قد يشمل ذلك التوجيه الروحي أو الاستشارة أو مجموعات الدعم. إن تسليط الضوء على هذه المشكلات الآن يمكن أن يمنعها من أن تلقي بظلالها على علاقتك الزوجية الحميمة فيما بعد.

أخيرًا، أحثكم على تنمية روح الكرم ونكران الذات في علاقتكم. الحب الحقيقي يسعى دائمًا إلى خير الآخر. في الزواج، يمتد هذا الأمر إلى العلاقة الجنسية، حيث يُدعى كل من الزوجين إلى الاهتمام باحتياجات ورغبات الآخر.

 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 169673 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل وجود صديقة قبل الزواج مقبول كتابيًا؟


يمس هذا السؤال قلوب العديد من الشباب المؤمنين الذين يسعون إلى إكرام الله في علاقاتهم. في حين أن الكتاب المقدس لا يستخدم صراحةً مصطلح "صديقة"، إلا أنه يقدم مبادئ لتوجيه سلوكنا في العلاقات العاطفية قبل الزواج.

أولاً، يجب أن نتذكر أن الله خلقنا ككائنات علائقية، مع القدرة على التواصل العاطفي والروحي العميق. الرغبة في الرفقة والحب الرومانسي هي هبة جميلة من خالقنا. ولكن مثل كل المواهب، يجب أن تُدار بحكمة وتقديس لتصميم الله.

نرى في الكتاب المقدس أمثلة لأزواج أقاموا علاقات قبل الزواج، مثل يعقوب وراحيل، أو راعوث وبوعز. تُظهر لنا هذه القصص أنه من الممكن متابعة علاقة عاطفية بطريقة تكرم الله. المفتاح لا يكمن في ما إذا كان للمرء حبيبة من عدمه، بل في كيفية تصرف المرء داخل تلك العلاقة.

يقدم الرسول بولس الرسول إرشادات يمكن أن تنطبق على العلاقات العاطفية: "لا توبخوا الرجل الأكبر بقسوة، بل عظوه كما لو كان أباكم. وعاملوا الرجال الأصغر سناً كإخوة، والنساء الأكبر سناً كأمهات، والنساء الأصغر سناً كأخوات، بطهارة مطلقة" (1 تيموثاوس 1:5-1-2). هذه الدعوة إلى الطهارة والاحترام يجب أن تشكل نهجنا في العلاقات العاطفية.

يمكن أن تكون العلاقة مع صديقة مسيحية قبل الزواج مقبولة إذا كانت العلاقة متجذرة في الإيمان المتبادل والاحترام والالتزام بإكرام الله. يجب أن تكون علاقة تشجع على النمو الروحي، وتدعم مسيرة كل منهما مع المسيح، وتحافظ على الحدود الجسدية والعاطفية التي تحمي نقاء الشخصين.

ولكن يجب أن نكون حذرين. إن الإغراء بالتنازل عن قيمنا أو وضع العلاقة فوق علاقتنا مع الله موجود دائمًا. وكما ينصحنا نشيد سليمان بحكمة: "لا تثيروا أو توقظوا الحب حتى يشتهي" (نشيد سليمان 2: 7). هذا يذكرنا بأن نحرس قلوبنا ولا نتسرع في العلاقة الحميمة العاطفية أو الجسدية قبل الوقت المناسب.

لا ينبغي أن يُنظر إلى وجود صديقة كغاية في حد ذاته، بل كخطوة محتملة نحو تمييز إرادة الله للزواج. إنه وقت للتعرف على بعضنا البعض، والنمو معًا في الإيمان، والتفكير بصلاة فيما إذا كان الله يدعوكما إلى التزام مدى الحياة.

إذا اخترت الدخول في علاقة، فافعل ذلك بنية وصلاة. اطلبوا الحكمة من المؤمنين الناضجين وحافظوا على علاقتكم متجذرة في إيمانكم المشترك. تذكروا أن الهدف ليس فقط العثور على شريك، بل النمو في القداسة وعكس محبة المسيح لبعضكم البعض وللعالم.

في كل شيء، لتكن المحبة هي دليلك في كل شيء - محبة الله أولاً، ثم محبة الآخرين. بينما تخوضين رحلة العلاقات العاطفية، عسى أن تسعي دائمًا إلى إكرام الرب ومعاملة صديقتك بالاحترام والكرامة اللائقين بابنة الله.

 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 169674 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما الذي يجب أن أبحث عنه في الصديقة المسيحية؟


ابحث عن المرأة التي تكرس قلبها للرب حقًا. هذا هو الأساس الذي ترتكز عليه كل الصفات الأخرى. وكما يخبرنا الكتاب المقدس: "الْجَمَالُ خَادِعٌ وَالْجَمَالُ زَائِلٌ، أَمَّا الْمَرْأَةُ الَّتِي تَخَافُ الرَّبَّ فَهِيَ مَمْدُوحَةٌ" (أمثال 31:30). إن المحبة الحقيقية لله ستظهر في جوانب مختلفة من حياتها - شخصيتها وأولوياتها وعلاقاتها مع الآخرين.

ابحث عن امرأة تُظهر ثمار الروح في حياتها اليومية: "الْمَحَبَّةُ وَالْفَرَحُ وَالسَّلاَمُ وَالسَّلاَمُ وَالصَّبْرُ وَاللُّطْفُ وَالصَّلاَحُ وَالإِخْلاَصُ وَالْوَدَاعَةُ وَضَبْطُ النَّفْسِ" (غلاطية 22:5-23). هذه الصفات هي دليل على حياة متحوّلة بالمسيح وستساهم في علاقة صحية ومكرمة من الله.

ابحث عن امرأة ملتزمة بالنمو في إيمانها. هذا يعني أنها يجب أن تشارك بنشاط في مجتمع الكنيسة، وتدرس كلمة الله بانتظام، وتسعى لتطبيق مبادئ الكتاب المقدس في حياتها. وكما يشحذ الحديد بالحديد، يجب أن تكون علاقتكما علاقة تشجعان فيها بعضكما البعض وتتحديان بعضكما البعض للنمو أكثر قربًا من المسيح.

فكر في شخصيتها ونزاهتها. هل تُظهر الصدق والموثوقية والاتساق في أقوالها وأفعالها؟ هل هي شخص يفي بالتزاماته ويتحمل مسؤولية أخطائه؟ هذه الصفات ضرورية لبناء الثقة وأساس قوي لمستقبل محتمل معاً.

لاحظوا كيف تعامل الآخرين، خاصة أولئك الذين لا يستطيعون أن ينفعوها. لقد علّمنا يسوع أن نحب جيراننا كأنفسنا، والمرأة التي تتبع المسيح حقًا ستُظهر الشفقة والعطف والاحترام لجميع الناس، بغض النظر عن مكانتهم أو ما يمكنهم تقديمه في المقابل.

ابحث عن شخص يشاركك قيمك ورؤيتك للحياة. في حين أنكما لستما بحاجة إلى الاتفاق على كل شيء، إلا أن التوافق في القضايا الأساسية مثل الإيمان والأسرة وأهداف الحياة أمر مهم للتوافق على المدى الطويل. هل يمكنكما تصور خدمة الله معًا ودعم دعوات بعضكما البعض؟

انتبه إلى كيفية تعاملها مع النزاعات والصعوبات. المسيحي الناضج سيتعامل مع التحديات بنعمة وتواضع ورغبة في السعي للمصالحة. إن القدرة على التواصل بصراحة، والتسامح بسهولة، والعمل على حل المشاكل معًا أمر ضروري لعلاقة صحية.

النظر في نضجها العاطفي والروحي. هل هي واعية بذاتها وقادرة على التفكير في مجالات نموها؟ هل تتحمل مسؤولية عواطفها وأفعالها بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين؟ ستسهم الصديقة الناضجة عاطفيًا في علاقة أكثر استقرارًا وإشباعًا مع علاقة حميمة حقيقية.

أخيرًا، ابحث عن شخص يلهمك لتكون تابعًا أفضل للمسيح. يجب أن تكون علاقتكما مفيدة للطرفين، وتشجع كلاكما على النمو في إيمانكما وعيش دعوتكما بشكل أكمل.

تذكر أنه لا يوجد شخص كامل، ورحلة الإيمان مستمرة لنا جميعًا. الأهم هو القلب الذي يسعى بصدق لإتباع المسيح والرغبة في النمو معًا في المحبة والإيمان.



 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 169675 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




هل من الخطيئة أن تكون لديك مشاعر عاطفية تجاه شخص لست متزوجاً به؟


أولاً، يجب أن ندرك أن المشاعر الرومانسية جزء طبيعي من التجربة الإنسانية. خلقنا الله مع القدرة على الحب والانجذاب والتواصل العاطفي. هذه المشاعر، في حد ذاتها، ليست خاطئة. في الواقع، يمكن أن تكون انعكاسًا لمحبة الله لنا والمحبة التي دُعينا أن نحملها لبعضنا البعض.

يحتفي سفر نشيد سليمان، وهو سفر في العهد القديم، بالحب الرومانسي والانجذاب بين شخصين غير متزوجين. إنه يصور هذه المشاعر على أنها مشاعر جميلة وموهوبة من الله، ويبين لنا أن الحب الرومانسي له مكان في خطة الله للعلاقات الإنسانية.

ولكن مثل كل جوانب حياتنا، يجب أن تخضع مشاعرنا الرومانسية لحكمة الله وإرشاده. المفتاح لا يكمن في وجود هذه المشاعر، بل في كيفية اختيارنا للتصرف بناءً عليها. وكما يذكرنا الرسول بولس الرسول: "كل شيء مباح لي، ولكن ليس كل شيء نافعًا" (1كورنثوس 6:12).

عندما نسمح لمشاعرنا الرومانسية أن تقودنا إلى أفكار أو أفعال تسيء إلى الله أو لا تحترم الآخرين ندخل في عالم الخطيئة. يعلمنا يسوع أنه حتى النظر إلى شخص ما بقصد شهواني هو شكل من أشكال الزنا في القلب (متى 5: 28). هذا يعلمنا أن علينا أن ننتبه ليس فقط لأفعالنا ولكن أيضًا لأفكارنا ونوايانا.

فكيف يمكننا أن نتعامل مع هذه المشاعر بطريقة تكرم الله؟ أولاً، يجب أن نعترف بها أمام الله. اعرض مشاعرك عليه في الصلاة طالبًا إرشاده وحكمته. الله يعرف قلوبنا ويفهم صراعاتنا. إنه لا يفاجأ أو يُصدم بمشاعرنا، ويرغب في مساعدتنا على اجتيازها بطريقة تؤدي إلى نمونا ومجده.

ثانيًا، يجب أن نمارس ضبط النفس، وهو ثمرة الروح (غلاطية 22:5-23). وهذا يعني أن نكون متعمدين بشأن أفكارنا وأفعالنا، وأن نضع حدودًا مناسبة في علاقاتنا، وأن نكون مسؤولين أمام أصدقاء أو مرشدين موثوقين.

إذا كنت تشعر بمشاعر رومانسية تجاه شخص لست متزوجًا منه، ففكر فيما إذا كان السعي لإقامة علاقة مع هذا الشخص قد يكون مناسبًا ومكرّمًا من الله. إذا كان الأمر كذلك، فتعامل مع الموقف بالصلاة والحكمة واحترام الشخص الآخر. إذا كانت العلاقة غير مناسبة أو ممكنة، فاطلب من الله القوة لإعادة توجيه مشاعرك والتركيز على جوانب أخرى من حياتك وإيمانك.

تذكر أن خطة الله لحياتنا، بما في ذلك علاقاتنا العاطفية، هي في النهاية لخيرنا ومجده. إنه يرغب في أن نختبر الحب والرفقة، ولكن بطرق تعكس شخصيته وتوقيته.

دعونا لا ننسى أيضًا أهمية تنمية محبة الأغابي - المحبة غير الأنانية والتضحية التي أظهرها المسيح من أجلنا. بينما ننمو في هذا النوع من المحبة، يمكن أن يساعدنا على وضع مشاعرنا العاطفية في منظورها الصحيح، ويوجهنا في معاملة الآخرين باحترام وكرامة، بغض النظر عن ارتباطاتنا العاطفية.

في كل شيء، دعونا نسعى إلى إكرام الله بقلوبنا وعقولنا وأجسادنا. فلتكن مشاعرنا العاطفية، عندما تنشأ، فرصة لنا لنتقرب إلى الله، ولننمو في ضبط النفس والحكمة، ولنعامل الآخرين بالمحبة والاحترام اللذين يليقان بأبناء الله.

 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 169676 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القدوس واهب الغلبة



في الأصحاحات السابقة كشف النبي عما وصل إليه كل بشر، وما بلغت إليه كل الأمم، الآن يعلن أن الإنسان الساقط الذي تُحطمه الخطية ويهدده الموت يمكن أن يعيش غالبًا ومنتصرًا بالله القدوس، يغلب الأعداء، كما يهزم الموت، إن نال نصرة داخلية في أعماقه.
يقدم لنا النبي معاملات الله مع الملك حزقيا كنموذج حيّ للتمتع بالله القدوس واهب الغلبة، كما يقدمه نموذجًا واقعيًا لمن يفقد غلبته ونصرته على الأعداء إن تجاهل شركته بالقدوس.
لقد جاءت الأحداث الواردة هنا [إش 36-39] في (2 مل 18: 13-20؛ 19؛ 2 أي 32)، وقد حاول بعض الدارسين البحث في أيهما اعتمد على الآخر: إشعياء النبي (أو كاتبه) أم كاتب سفر ملوك الثاني وأخبار الأيام الثاني؟ لكن كما يقول بعض المفسرين إننا نؤمن بوحي الروح القدس الذي يستطيع أن يهب ذات الأمر لأشخاص متعددين دون أن يعتمد الواحد على كتابات الآخر.

إثارة سنحاريب للشعب

أرسل سنحاريب ملك آشور ربشاقى ليُثير الشعب ضد حزقيا ملك يهوذا، مطالبًا إياهم ألا يتكلوا على فرعون ولا ينخدعوا بكلمات ملكهم المتكل على إلهه بل يعقدوا معه صلحًا حتى لا يُخّرِب بلادهم، وأن يقبلوا الذهاب إلى أرض السبي برِضا.
لكي نفهم هذه الحادثة التاريخية يلزمنا دراسة (2 أي 32، 2 مل 18: 13-20؛ 19).



1. سنحاريب يستولي على مدن يهوذا:

"وَكَانَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا أَنَّ سَنْحَارِيبَ مَلِكَ أَشُّورَ صَعِدَ عَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْحَصِينَةِ وَأَخَذَهَا." [1].

ورد غزو سنحاريب على يهوذا هنا في (إش 36) وأيضًا في (2 مل 18: 13-20)، وبمقارنة النصين يُلاحظ الآتي:
أ. جاء في (2 مل 18) أن حزقيا أرسل إلى ملك آشور يعتذر له ويقول: "قد أخطأت، ارجع عني ومهما جعلت عليّ حملته"، وبالفعل فرض عليه جزية ثلاث مئة وزنة من الفضة وثلاثين من الذهب دفعها حزقيا من بيت الرب ومن خزائن بيت الملك... لكن سنحاريب خان العهد وعاد يرسل جيشًا ليقتحم أورشليم. وقد جاء تاريخ آشور يؤكد ذلك فقد حُسب حزقيا كعصفور في قفص لم يكن قادرًا على الخروج من أورشليم، وأنه دفع الجزية كما أن 200.000 شخصًا من شعبه سقطوا أسرى.
لم يذكر إشعياء النبي أمر الجزية، لأنه لم يهدف إلى تاريخ حياة حزقيال، إنما أراد إبراز معاملات الله معه لتأكيد إمكانية الله للخلاص عندما يبدو الأمر مستحيلًا.
ب. يرى بعض الدارسين أن سنحاريب قام بحملتين للغزو على يهوذا، الأولى سنة 701 ق.م. والأخرى سنة 688 ق.م. أيام تُرْهَاقَة ملك مصر وكوش (إش 37: 9).
ج. جاء في (2 مل 18: 17) أن سنحاريب أرسل مع ربشاقى قائدين هما ترتان وربساربس؛ كانت الإرسالية تضم ثلاثة قواد وكان ربشاقى هو المتكلم الوحيد بينهم.
يرى البعض أن ربشاقى ليس اسمًا لشخص إنما هو لقب يعادل "رئيس سقاة" يتذوق الخمر قبل أن يشرب منه الملك حتى لا يتعرض الملك للتسمم، كما كان يقوم بأدوار أخرى رئيسية في القصر الملكي.
لقد سمح الله بهذا الضيق في أيام حزقيا الذي قام بإصلاحات كثيرة وسط الشعب وإن كان كثيرون -خاصة من القادة الدينيين والمدنيين- اهتموا بالإصلاح الخارجي دون الداخلي، فاهتموا بالشكليات دون الحياة القدسية، وقد أراد الله أن يزكي حزقيا ويحول الضيق إلى تمجيده. هذا ومن جانب آخر أراد أن يكشف ضعف حزقيا أمام نفسه فقد خانته شجاعته ولم يكن اتكاله على الله كاملًا... بالتجربة اعترف بضعفه وزاد إيمانه بالله وثقته فيه.




2. إرساله ربشاقى إلى أورشليم:

2 وَأَرْسَلَ مَلِكُ أَشُّورَ رَبْشَاقَى مِنْ لاَخِيشَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا بِجَيْشٍ عَظِيمٍ، فَوَقَفَ عِنْدَ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا فِي طَرِيقِ حَقْلِ الْقَصَّارِ. 3 فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ، وَشَبْنَةُ الْكَاتِبُ، وَيُوآخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ. 4 فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «قُولُوا لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ مَلِكُ أَشُّورَ: مَا هُوَ هذَا الاتِّكَالُ الَّذِي اتَّكَلْتَهُ؟ 5 أَقُولُ إِنَّمَا كَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ هُوَ مَشُورَةٌ وَبَأْسٌ لِلْحَرْبِ. وَالآنَ عَلَى مَنِ اتَّكَلْتَ حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ؟ 6 إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ. 7 وَإِذَا قُلْتَ لِي: عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ الَّذِي أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ. 8 فَالآنَ رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ! 9 فَكَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَال وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي الصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟ 10 وَالآنَ هَلْ بِدُونِ الرَّبِّ صَعِدْتُ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ لأُخْرِبَهَا؟ الرَّبُّ قَالَ لِي: اصْعَدْ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ وَاخْرِبْهَا».

أرسل سنحاريب ربشاقى من لاخيش (لخيش)، وهي مدينة محصنة تقع في سهول يهوذا (يش 15: 33، 39)، كانت تُعرف سابقًا بتل الحصى التي تبعد 16 ميلًا شمال شرقي غزة وأحد عشر ميلًا جنوب غربي مدينة جبرين، يُرجَّح الآن أنها تقع في تل الدوير على بعد خمسة أميال جنوب غربي بيت جبرين؛ حاصرها سنحاريب ومن المعسكر الذي أمامها أرسل ربشاقى إلى أورشليم لكي يسلمها الملك ورجاله.



وقف ربشاقى ومعه جيش عظيم عند قناة البركة العليا في طريق حقل القصار [2]، أي حقل مبيض الثياب، خارج أورشليم وقريب منها جدًا حيث كان الذين على سور المدينة يسمعون من يتكلم في حقل القصار. يرى البعض أنه في وادي قدرون، وأن القناة المشار إليها هي النفق الموصل ينبوع العذراء ببركة سلوام، وإن كان البعض يرى أنه كان شمال المدينة، حيث كان الشمال هو الجانب الطبيعي الذي يقع الهجوم منه.
خرج إليه الياقيم خلف شبنا المتولي على بيت الملك (إش 22: 15-20) أشبه برئيس الوزارة، وشبْنا الكاتب الذي يُسجل للملك أهم الأحداث للتذكرة ويقوم بدور المؤرخ لحياة الملك، وأيضًا يوآخ المسجل.
سخر ربشاقى بحزقيا الملك أمام عظمائه إذ دعى سنحاريب "الملك العظيم ملك آشور" بينما لم يعطِ لقبًا لحزقيا [4]. هزأ به لأنه اتكل على فرعون مصر قائلًا: "أنك قد اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة، على مصر، التي إذا أتكأ أحد عليها دخلت في كفه وثقبته" [6]. وقد صدق في هذا أن مَنْ يتكل على ذراع بشر إنما يتكئ على قصبة مرضوضة لا تقدر أن تسنده بل وتثقب يده.

كما سخر به لأنه اتكل على الله إلهه، قائلًا: "أفليس هو الذي أزال حزقيا مرتفعاته ومذابحه، وقال ليهوذا وأورشليم: أمام هذا المذبح تسجدون...؟! لا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلًا: إنقاذًا ينقذنا الرب، لا تُدفع هذه المدينة إلى يد ملك آشور... هل أنقذ آلهة الأمم كل واحد أرضه من يد ملك آشور...؟! مَنْ مِن كل آلهة هذه الأراضي أنقذ أرضهم من يدي حتى ينقذ الرب أورشليم من يدي؟!" [7، 15، 20].
في ذات الموقع الذي فيه سخر آحاز بالرب رافضًا التعامل مع الله متكلًا على الذراع البشري (إش 7)، صار ربشاقى يسخر بالله، وكأن بني يهوذا صاروا يشربون من الكأس التي قدمها لهم آحاز ملكهم من قبل! في ذات الموقع الذي جاء فيه إشعياء إلى آحاز يسأله أن يطلب آية من الرب لتأكيد إمكانية الله للخلاص فيرفض، جاء ربشاقى يسخر بيهوذا وملكهم وإلههم!
لقد اتكل حزقيا أيضًا على معاهدات بشرية مع فرعون، وبخه الله عليها على لسان رجل وثني، إذ دعاها كلام شفتين، مشورة كلامية [5] لا قوة لها ولا فاعلية. الآن يراهنه أنه يُقدم له ألفين فرس إن جاء بألفين فارس من شعبه قادرين على استخدامها. وكأنه يقول له: لماذا تتكل على فرس مصر وفرسانها، ها نحن نقدم لك الخيل قدم لنا رجالك.؟!

3. ربشاقى يُثير الشعب:

11 فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ وَشَبْنَةُ وَيُوآخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ». 12 فَقَالَ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَم؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ، لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟». 13 ثُمَّ وَقَفَ رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِالْيَهُودِيِّ وَقَالَ: «اسْمَعُوا كَلاَمَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. 14 هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: لاَ يَخْدَعْكُمْ حَزَقِيَّا لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْقِذَكُمْ، 15 وَلاَ يَجْعَلْكُمْ حَزَقِيَّا تَتَّكِلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلًا: إِنْقَاذًا يُنْقِذُنَا الرَّبُّ. لاَ تُدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. 16 لاَ تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا. لأَنَّهُ هكَذَا يَقُولُ مَلِكُ أَشُّورَ: اعْقِدُوا مَعِي صُلْحًا، وَاخْرُجُوا إِلَيَّ وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ تِينَتِهِ، وَاشْرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ مَاءَ بِئْرِهِ 17 حَتَّى آتِيَ وَآخُذَكُمْ إِلَى أَرْضٍ مِثْلِ أَرْضِكُمْ، أَرْضِ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، أَرْضِ خُبْزٍ وَكُرُومٍ. 18 لاَ يَغُرَّكُمْ حَزَقِيَّا قَائِلًا: الرَّبُّ يُنْقِذُنَا. هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ؟ 19 أَيْنَ آلِهَةُ حَمَاةَ وَأَرْفَادَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ سَفَرْوَايِمَ؟ هَلْ أَنْقَذُوا السَّامِرَةَ مِنْ يَدِي؟ 20 مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ هذِهِ الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟». 21 فَسَكَتُوا وَلَمْ يُجِيبُوا بِكَلِمَةٍ لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ قَائِلًا: «لاَ تُجِيبُوهُ».

إذ استخدم ربشاقى حرب الأعصاب لإثارة الشعب ضد الملك ورجاله، ودَفْعِهم إلى اليأس وتحطيم إيمانهم بالله المخلص، طلب رجال حزقيا من ربشاقى أن يتحدث بالآرامية -السريانية- التي كان ينطق بها سكان شمال وشرق فلسطين، ويفهمها الآشوريون إذ تنتمي إلى ذات عائلة لغاتهم، وهي لغة لا يفهمها عامة الشعب اليهودي، لكن ربشاقى أصّر على الحديث بالعبرية، لإثارة الشعب وإحداث نوع من الانشقاق، لعله يستطيع أن يشعل حربًا أهلية وسط الشعب والقيادات.
هذا هو عمل عدو الخير، يستخدم اللغة التي تثير ضعفنا، والتي تسبب انشقاقًا وانقسامات.



أراد ربشاقى أن يُثير الشعب فذكّرِهم بما سيحل بهم من دمار عوض تمتعهم بالخيرات في آشور لإظهار أن حزقيا يخدعهم وأن إلههم لن ينقذهم. أنه يستخدم ذات الأسلوب الذي يستخدمه عدو الخير عبر كل الأجيال، إذ نرى حاليًا اتباع "كنيسة الشيطان" في أمريكا ينادون بأنهم يعبدونه لأنه يستجيب لهم ويهبهم طلباتهم التي لا يُقدمها لهم الله.
عمل عدو الخير الرئيسي هو إثارة الرعب في حياة الإنسان وتشكيكه في قوة الإيمان. فمن جانب يُحطم نفسيتهم بالإرهاب والرعب، ومن الجانب الآخر يُريد أن يعزلهم عن الله ملكهم ومخلصهم ليستفرد بهم. لذلك يصرخ داود النبي قائلًا: "كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه" (مز 3: 2)، "كل الذين يرونني يستهزئون بيّ، يغفرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فليُنجه، لينقذه لأنه سُرّ به!" (مز 22: 7-8)؛ "لأن أعدائي تقاولوا عليّ، والذين يرصدون نفسي تآمروا معًا، قائلين أن الله قد تركه، ألحقوه وامسكوه لأنه لا منقذ له" (مز 71: 10-11). هذه هي صورة حرب عدو الخير الذي يسخر بالمؤمنين ويهينهم محطمًا نفوسهم حتى يفقدوا رجاءهم في الرب إلههم فيلحق بهم وينحدر بهم معه حتى الهاوية. وقد أراد العدو أن يمارس ذات الحرب مع ممثل البشرية ومخلصهم، إذ قيل له: "خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها، إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 42).
"فسكتوا ولم يجيبوا بكلمة لأن أمر الملك كان قائلًا لا تجيبوه" [21] (2 مل 18: 36). كان من المتوقع أن يعلنوا عن ثورتهم وعصيانهم على الملك، لكنهم صمتوا علامة الطاعة والثقة منتظرين أمر الملك وتعليماته. أطاعوا الملك الذي سألهم ألا يجيبوه، أي لا يدخلوا في حوار معه لئلا يسقطوا في الضعف كما سقطت حواء بحوارها مع الحية القديمة.
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كان يجب عليها أن تصمت؛ كان يلزمها ألا تُبادلها الحديث، ولكن في غباء كشفت قول السيد، وبذلك قدمت للشيطان فرصة عظيمة... انظروا أي شر هذا أن نسلم أنفسنا في أيدي أعدائنا والمتآمرين علينا].
كما يقول: [إذ لم يكن الشيطان قادرًا على تقديم شيء عمليًا قدم بالأكثر وعودًا في كلمات. هكذا هي شخصية المخادعين].
ويقول القديس أغسطينوس: [الله هو قائدنا والشيطان هو مهلكنا، القائد يُقدم وصيته وأما المهلك فيقترح خدعة، فهل نصغي إلى الوصية أم إلى الخداع؟!].




4. عودة المسئولين إلى حزقيا:

22 فَجَاءَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشَبْنَةُ الْكَاتِبُ وَيُوآخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ إِلَى حَزَقِيَّا وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ، فَأَخْبَرُوهُ بِكَلاَمِ رَبْشَاقَى.

جاء الرجال إلى حزقيا وثيابهم ممزقة فأخبروه بكلام ربشاقى [22]... جاءوا في حزن ومرارة إلى الملك.
ليتنا نحن أيضًا إذ نشعر بالمرارة لا نشق ثيابنا بل نمزق قلوبنا بالتوبة ملتجئين إلى المسيح الملك القادر وحده أن يهبنا المشورة الصالحة والعامل فينا بروحه القدوس.







التجاء حزقيا إلى الرب

إذ سمع حزقيا الملك تعييرات سنحاريب وجد في الرب وحده ملجأ له؛ مزق ثيابه ولبس المسوح ودخل بيت الرب وبعث رسلًا إلى إشعياء النبي يطلب الصلاة من أجله ومن أجل تمجيد اسم الرب. تدخل الله في المعركة بذراعه الرفيعة، فضرب ملاك الرب جيش آشور ومات 185 ألفًا، كما مات سنحاريب وابنه شرآصر ليملك ابنه آسرحدون.


1. التجاء حزقيا إلى الله وإلى نبيه:

1 فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ حَزَقِيَّا ذلِكَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَدَخَلَ بَيْتَ الرَّبِّ. 2 وَأَرْسَلَ أَلِيَاقِيمَ الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ وَشَبْنَةَ الْكَاتِبَ وَشُيُوخَ الْكَهَنَةِ مُتَغَطِّينَ بِمُسُوحٍ إِلَى إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ النَّبِيِّ. 3 فَقَالُوا لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ حَزَقِيَّا: هذَا الْيَوْمُ يَوْمُ شِدَّةٍ وَتَأْدِيبٍ وَإِهَانَةٍ، لأَنَّ الأَجِنَّةَ دَنَتْ إِلَى الْمَوْلِدِ وَلاَ قُوَّةَ عَلَى الْوِلاَدَةِ. 4 لَعَلَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يَسْمَعُ كَلاَمَ رَبْشَاقَى الَّذِي أَرْسَلَهُ مَلِكُ أَشُّورَ سَيِّدُهُ لِيُعَيِّرَ الإِلهَ الْحَيَّ، فَيُوَبِّخَ عَلَى الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعَهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. فَارْفَعْ صَلاَةً لأَجْلِ الْبَقِيَّةِ الْمَوْجُودَةِ».

اختلفت الآراء حول تقدير سلوك حزقيا، فالبعض رأى فيه الإنسان الورع التقي والمتواضع لذا اغتصب مراحم الله وإن كان فيما بعد سقط في الكبرياء فهلك، ويرى البعض أن ما فعله حزقيا ليس عن تقوى ولا عن إيمان لأنه بعد قليل قدم خزائن الهيكل لسنحاريب (2 مل 18: 14-16) وقال له: "أخطأت". هذا وقد لحق الملك رعبًا وخوفًا، وعند حديثه كرر العبارة "الرب إلهك" [4]، وليس "الرب إلهنا" أو "إلهي".


نعود إلى الملك لنراه عند سماعه كلمات ربشاقى "مزق ثيابه وتغطى بمسح ودخل بيت الرب" [1]. كان ذلك علامة حزنه مع اتضاعه أمام الله .
أرسل حزقيا الياقيم وشبْنا وشيوخ الكهنة متغطين بمسوح إلى إشعياء النبي [2]. لقد تغير الحال، فبعد أن كانت القيادات المدنية والدينية تسخر بإشعياء حين كان يسير حافيًا وعريانًا منذرًا إياهم أن فرعون ورجاله لن يستطيعوا إنقاذهم (إش 21)، الآن ها هم يأتون إليه لابسين المسوح في مرارة يعلنون حاجتهم إلى صلواته ومشورته. أدركوا أنه "يوم شدة وتأديب وإهانة" [3]، فليكن يوم توبة وصلاة. شعروا "أن الأجِّنة دنت إلى المولد ولا قوة على الولادة" [3]، من يستطيع أن يعين إلاَّ الله خلال الصلاة؟! لا يقدر فرعون بكل إمكانياته أن يهب المرأة الحامل قدرة على الولادة حتى متى حان وقت الطلق... الصلاة هي "المولِّدة" للرحمة التي تحقق الولادة.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ليس شيء يُعادل الصلاة! إنها تجعل المستحيل ممكنًا، والصعب سهلًا. لا يمكن للإنسان الذي يُصلي أن يسقط في خطية].
ويقول الأب ثيوفان الناسك: [الصلاة هي كل شيء؛ هي موجز كل شيء: الإيمان، الحياة حسب الإيمان، الخلاص إلخ...] كما يقول أن الصلاة هي [نسمة الروح]، هي [مقياس الحياة الروحية]، الكنيسة كلها [تتنسم خلال الصلاة ].
لقد تشامخ ربشاقى وعيرّ الإله الحيّ، لذا يحتاج الأمر إلى تدخل هذا الإله لإعلان مجده وقدرته، ولأجل خلاص البقية الأمينة له. يقول المرتل: "حتى متى يا الله يُعيّر المقاوم؟!" (مز 74: 10).




2. إشعياء يطمئن حزقيا:

5 فَجَاءَ عَبِيدُ الْمَلِكِ حَزَقِيَّا إِلَى إِشَعْيَاءَ. 6 فَقَالَ لَهُمْ إِشَعْيَاءُ: « هكَذَا تَقُولُونَ لِسَيِّدِكُمْ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: لاَ تَخَفْ بِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَهُ، الَّذِي جَدَّفَ عَلَيَّ بِهِ غِلْمَانُ مَلِكِ أَشُّورَ. 7 هأَنَذَا أَجْعَلُ فِيهِ رُوحًا فَيَسْمَعُ خَبَرًا وَيَرْجعُ إِلَى أَرْضِهِ، وَأُسْقِطُهُ بِالسَّيْفِ فِي أَرْضِهِ».

سخر إشعياء بملك آشور ورجاله، إذ حسب رجال حربه وقواده غلمانًا، ليس لهم فهم ولا قدرة؛ فلا يليق بحزقيا أن يخافهم [6].
ما فعله سنحاريب خلال رجاله يُفعل به؛ فقد حاول رجاله أن يملأوا آذان الشعب بكلمات تجديف كما هددوا بالقتل، لهذا امتلأت آذان ملك آشور بخبر يزعجه [7] ويسقط بالسيف في أرضه. نطق بكلمات قاسية وهدد بالقتل، فارتدت الكلمات عليه وقُتل. أما قوله: "هانذا اجعل فيه روحًا" [7]، فيعني أن الله يتركه لروح الشر الذي قبله بمحض اختياره، يسلمه له، فيمارس شره الذي يرتد عليه.
3. ملك آشور يُعيرّ الرب:

8 فَرَجَعَ رَبْشَاقَى وَوَجَدَ مَلِكَ أَشُّورَ يُحَارِبُ لِبْنَةَ، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُ ارْتَحَلَ عَنْ لَخِيشَ. 9 وَسَمِعَ عَنْ تِرْهَاقَةَ مَلِكِ كُوشَ قَوْلًا: «قَدْ خَرَجَ لِيُحَارِبَكَ». فَلَمَّا سَمِعَ أَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: 10 «هكَذَا تُكَلِّمُونَ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَائِلِينَ: لاَ يَخْدَعْكَ إِلهُكَ الَّذِي أَنْتَ مُتَوَكِّلٌ عَلَيْهِ، قَائِلًا: لاَ تُدْفَعُ أُورُشَلِيمُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. 11 إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ مَا فَعَلَ مُلُوكُ أَشُّورَ بِجَمِيعِ الأَرَاضِي لِتَحْرِيمِهَا. وَهَلْ تَنْجُو أَنْتَ؟ 12 هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي، جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصَفَ وَبَنِي عَدَنَ، الَّذِينَ فِي تَلَسَّارَ؟ 13 أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفَرْوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟»

رجع ربشاقى إلى سنحاريب ليجده قد ترك لخيش وذهب إلى لبنة ليُحاربها.
"لبنة" اسم معناه "بياض"، وهي مدينة بين لخيش ومقيدة (يش 10: 39؛ 12: 15)، في نصيب يهوذا خصصت لبني هرون (يش 21: 13). يُرجَّح أنها في المكان المسمى تل بورناط على مسافة ميلين شمال غربي من بيت جبرين، يُظن أنها تل الصافي أو الصافية.
سمع الملك أن ترهاقة ملك مصر وكوش [9] قد خرج ليحاربه فأرسل إلى حزقيا مرة أخرى يُهدده طالبًا خضوع أورشليم واستسلامها له، مجدفًا على الله الذي يتكل حزقيا عليه.


يتساءل البعض لماذا كرر سنحاريب تهديده؟ ربما لأنه كان محاطًا بأمم معادية وقد خشى من ترهاقة ملك مصر وكوش القوي، لهذا أراد الاستيلاء على أورشليم دون سفك دماء لتكون سندًا له.
مع ما حملته الرسالة من تجديف على الله لكنها مختصرة عن الأولى وأخف بكثير في لهجتها ربما لأنه أراد أن يكسب حزقيا ويستميله دون إثارة. لقد أظهر له أن لا يوجد عداء شخصي ضده، إنما هي معركة بين إله سنحاريب الغالب لكل آلهة الأمم الأخرى وإله حزقيا...
معركتنا الروحية في حقيقتها معركة بين الله وإبليس؛ نحن لسنا طرفًا فيها، ولا نقدر أن نكون طرفًا. إن اختفينا في الله نلنا النصرة به وفيه، مهما حاول العدو أن يُعيرنا! هذا ما أدركه داود النبي حينما رأى جليات الجبار يقاوم شعبه إذ قال: "لأنه من هو هذا الفلسطيني الأغلف حتى يُعيّر صفوف الله الحيّ؟! (1 صم 17: 26)، "أنت تأتي إليّ بسيف وبرمح وبترس، وأنا آتيّ إليك باسم رب الجنود..." (1 صم 17: 45).

4. صلاة حزقيا:

14 فَأَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ يَدِ الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ، 15 وَصَلَّى حَزَقِيَّا إِلَى الرَّبِّ قَائِلًا: 16 «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِلهَ إِسْرَائِيلَ الْجَالِسَ فَوْقَ الْكَرُوبِيمِ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 17 أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَاسْمَعِ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كُلَّ كَلاَمِ سَنْحَارِيبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ اللهَ الْحَيَّ. 18 حَقًّا يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا كُلَّ الأُمَمِ وَأَرْضَهُمْ، 19 وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي النَّاسِ، خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. 20 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ».

أخذ حزقيا رسالة سنحاريب المكتوبة من يد الرسل وقرأها ثم صعد إلى بيت الرب ونشرها أمام الرب ثم صلى [14-15].
إن كان سنحاريب حسب أنه لا يحمل عداوة شخصية مع حزقيا إنما هي معركة بين الآلهة، فقد أنطلق حزقيا إلى إلهه يعرض عليه الأمر في بيته المقدس. ولعل من أجمل سمات حزقيا أنه رجل صلاة، ففي خمس مناسبات نسمع عنه أنه يتمتع بقوة خلال الصلاة.
يلاحظ في صلاته الآتي:
أ. انفتاح قلبه في الصلاة مع خشوعه واتضاعه... لم يبرر نفسه في شيء بل اختفي تمامًا عارضًا في صراحة كاملة الأمر بين يديّ الله .
ب. يدعو الله "رب الجنود"، بكونه قائد المعركة القدير، جنوده علويون قادرون على النصرة والغلبة ضد العدو.
يروي لنا القديس جيرومعن راهب مصري يُدعى أبا آبان [إن أحد العاملين في الحقول التي بحوار النهر سأله أن يطرد عنهم "بهيموت" (أحد أنواع التماسيح المصرية) كان يؤذيهم بعنفه، فإذا به بصوت رقيق يأمر الحيوان: "أُناشدك باسم يسوع المسيح أن ترحل"، فأخذ الحيوان ينسحب كما بواسطة ملاك، ولم يعد يظهر بعد في هذه المنطقة].


بالمسيح يسوع ربنا ننعم بالنصرة الأكيدة.
لقد سأل العلامة أوريجانوس: [إن كان بالحق قد تحطم الشيطان وقواته معه، فكيف نعتقد أنه لا يزال هكذا صاحب سلطان ضد خدام الله؟ ويجيب قائلًا: إن نشاط الشيطان العنيف له أثره على الأشرار وحدهم، لكنه لم يعد ذا سلطان على من هم في المسيح]
ج. دعوة الله بالجالس على الكاروبيم، إذ هو غير محتاج إلى عرش زمني، بل عرشه سماوي... لذا ففي عمله لا يطلب ما لذاته إنما ما لبنيان شعبه ومؤمنيه.
د. دعوة الله "إله كل ممالك الأرض" وليس إله إسرائيل؛ في يده كل الأمم، يُحرك العالم كله بإرادته المقدسة.
ه. حقا لقد غلب سنحاريب الأمم المجاورة وألقى بآلهتها في النار لتحترق وتبيد... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). لكنه ماذا يقدر أن يفعل بالخالق؟!
و. قدم ختامًا رائعًا للصلاة: "والآن أيها الرب إلهنا خلصنا من يده فتعلم ممالك الأرض كلها أنك أنت الرب وحدك" [20]. كأن ما تقدمه لنا من نصرة إنما هو شهادة في العالم على صدق إيماننا بك وأنت أنت الإله وحدك ولا آخر غيرك.




5. إشعياء يعود فيطمئن حزقيا:

21 فَأَرْسَلَ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ: 22 هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ: اِحْتَقَرَتْكَ. اسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ. نَحْوَكَ أَنْغَضَتِ ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. 23 مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ، وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا، وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ؟ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ! 24 عَنْ يَدِ عَبِيدِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلُوِّ الْجِبَالِ، عِقَابِ لُبْنَانَ، فَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ، وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلُوِّهِ، وَعْرَ كَرْمَلِهِ. 25 أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا، وَأُنَشِّفُ بِبَطْنِ قَدَمِي جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. 26 أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ. مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ. الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. 27 فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا. صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ، كَحَشِيشِ السُّطُوحِ، وَكَالْمَلْفُوحِ قَبْلَ نُمُوِّهِ. 28 وَلكِنَّنِي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. 29 لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ، أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَشَكِيمَتِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. 30 «وَهذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ: تَأْكُلُونَ هذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً، وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ، وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 31 وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا الْبَاقُونَ يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَلَ، وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. 32 لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ بَقِيَّةٌ، وَنَاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا. 33 «لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. 34 فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. 35 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي».

صلى حزقيا إلى الله فجاءت الإجابة سريعة عن طريق إشعياء النبي، مضمونها الآتي:
أ. إن كان سنحاريب قد جدف على الله وسخر به، فقد وجه الرب حديثه إلى سنحاريب يسخر به قائلًا: "احتقرتك، استهزأت بك ابنة صهيون، نحوك انغضت ابنة أورشليم رأسها..." [22] إلخ.... وكأنه يقول له: إن كنت قد هجت عليّ كحيوان مفترس فإنني أعرف أن اضبطك وأسخر بك خلال العذراء ابنة صهيون ابنة أورشليم...

أو كأنه يقول له: أنت تأتيني بجيشك الضخم وأنا أُحطمك بفتاة عذراء تحتقرك. أنت تفتخر بكثرة مركباتك، إذ صعدت إلى الجبال العالية وقطعت أرز لبنان وسروه وتعمقت إلى وعر الكرمل ولم تدرك قدرتي، فإنني إذ أحفر في الجبال بيدي أبعث ماءً للشرب وإذ أطأ الأنهار بقدميّ اُجففها، في يدي مفاتيح الطبيعة... أذكر ما فعلته بفرعون أيام موسى النبي [24-26]. أذكر ما فعلته بالأمم حين وهبت أرض الموعد لشعبي! تعلَّم من التاريخ خلال وقائع عملية حتى لا تتحطم!
يعلن الله لسنحاريب أنه ضابط الكل والعارف بالسرائر، ليس محتاجًا أن يبعث إليه رسائل للتجديف عليه، فأنه يعرف جلوسه وخروجه ودخوله وهيجانه عليه... ويستطيع أن يشكمه كالحيوانات فيضع خزامة في أنفه وشكيمة (لجامًا) في شفتيه، ويديره كحيوان مُقاد ليعود من حيث جاء.
بمعنى آخر سخر الله به من جوانب عدة: يستطيع أن يهينه خلال فتاة عذراء تحتقره؛ يُثير الطبيعة ضده، يضبط تحركاته ويقوده إلى حيث لا يشاء! بمعنى آخر الله يذل عدو الخير خلال كنيسته العذراء البتول، مسخرًا الطبيعة لحساب ملكته، ومحطمًا كل إمكانيات وخطط عدو الخير.


جاء في سيرة القديسة ميلانية أن عدو الخير قد أدرك أن كل صراعاته ضدها قد باءت بالفشل، شعر بالهزيمة واستسلم ولم يعد قادرًا على مقاومتها. ويرى العلامة أوريجانوس أنه يليق بنا أن نلوم أنفسنا عندما نخطئ ولا نحسب أن الشيطان هو علة خطأنا كما يظن العامة البسطاء. لقد أعطينا بالمسيح يسوع قدرة على تحطيم العدو إن أردنا.
ب. أعطى الله لحزقيا علامة مجيدة لينزع عنه الرعب من المصاعب التي تحل عليه بسبب غزو سنحاريب [30-32]. إن كان العدو قد استولى على الحصاد حتى لم تبق بذار للزرع الأمر الذي يقود إلى حدوث مجاعة أو على الأقل إلى عجز في الطعام، فإن الزرع يخرج في تلك السنة دون حاجة إلى بذار (ربما من البواقي التي سقطت عفوًا)؛ وهكذا في السنة التالية، وأما في السنة الثالثة حيث يسترد الشعب طاقته فتعود الحياة طبيعية. كأن الله يعمل معهم عجبًا ما داموا عاجزين وإمكانياتهم معدمة، حتى متى صاروا في وضعهم الطبيعي يعمل بهم خلال الحياة الطبيعية وخلال قوانين الطبيعة.
كانت هذه العلامة رمزًا للبقية الناجية من يهوذا فإن نجاتهم هي عطية من الله بالرغم من مقاومة الأعداء وعنفهم، إذ يقول: "يتأصلون إلى أسفل ويصنعون ثمرًا إلى ما فوق" [31]، كأن العدو قد استأصلهم تمامًا، فصاروا كمن هم بلا جذور، كلن الله يُقيمهم ويهبهم ثمرًا كما فعل بالزرع في السنتين الأولى والثانية من غزو سنحاريب... "غيرة رب الجنود تصنع هذا" [32]. أي أن هذا الخلاص لا يتحقق عن استحقاق بشري إنما عن حب الله لشعبه وغيرته عليه بكونه العريس السماوي الغيور على عروسه لتصير مقدسة له لا يغتصبها آخر.
"هكذا قال رب الجنود: غرت إلى أورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة" (زك 1: 14).
"لأن الرب اسمه غيور، إله غيور هو" (خر 34: 14).
خلال هذه العلامة يعلن الله بركات نحو شعبه، وهي:
أولًا: خلاص الشعب من الدينونة فلا يحل بهم القحط بل يتمتعون بثمر وفير [30].
ثانيًا: تُزرع البقية من جديد في أورشليم [32] إشارة إلى تجديد الطبيعة البشرية ورعاية الله لكنيسته.
ثالثًا: يصنعون ثمرًا إلى فوق [31]، أي يحملون طبيعة سماوية علوية.
رابعًا: انتشار الكرازة من أورشليم [32].
خامسًا: سّر هذا العمل الخلاصي هو نار محبة الله وغيرته المتقدة [32].


ج. تأكيد الله أن سنحاريب لن يدخل أورشليم [33-35]؛ لن يصّوِب نحوها سهمًا واحدًا ولا يتقدم عليها بترس، ولا يقيم عليها مترسة... إنما يعود في خزي من حيث جاء. هكذا يستخدم الله -في محبته لأولاده- كل وسيلة لينزع عنهم القلق، مؤكدًا لهم حمايته ورعايته ومحبته العملية نحوهم.
د. سرّ حمايته لشعبه ليس بَّرهم الذاتي وإنما غيرته على مجده وعهوده مع أولاده المحبوبين مثل داود. فإنه ليس من أجل يهوذا ولا من أجل صلوات حزقيا المثيرة يتدخل الله وإنما كما قال: "وأحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [35].
لقد مات داود لكن حياته مستمرة خلال صلواته المرفوعة التي من أجلها يحامي الله عن مدينة أورشليم.



6. ضرب جيش آشور:

"فَخَرَجَ مَلاَكُ الرَّبِّ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. فَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيِّتَةٌ." [36].

غالبًا ما يقصد بملاك الرب كلمة الله قبل التجسد، وقد تحقق ذلك في ذات الليلة التي تلت حديث النبي إشعياء مع حزقيا (2 مل 19: 35).
لقد هُزم سنحاريب في المرة مع أنه سبق أن حاصر حزقيا وأذله، فقد جاء في إحدى الحفريات التي وجدت في خرائب نينوى كلمات على لسان سنحاريب أنه هاجم حزقيا وأخذ 46 حصانًا ومدنًا صغيرة كما سَبَى 150 و200 شخصًا من كبار والصغار، من الذكور والإناث، وعدد كبير من الحيوانات؛ كما أغلق على حزقيا في أورشليم كعصفور في قفص ووضع سدودًا أمام مدينته وفرض عليه جزية مضاعفة إلخ...
7. موت سنحاريب وابنه شرآصَّر:

37 فَانْصَرَفَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَذَهَبَ رَاجِعًا وَأَقَامَ فِي نِينَوَى. 38 وَفِيمَا هُوَ سَاجِدٌ فِي بَيْتِ نِسْرُوخَ إِلهِهِ ضَرَبَهُ أَدْرَمَّلَكُ وَشَرْآصَرُ ابْنَاهُ بِالسَّيْفِ، وَنَجَوَا إِلَى أَرْضِ أَرَارَاطَ. وَمَلَكَ أَسَرْحَدُّونَ ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.

قُتل سنحاريب وابنه وهو ساجد في بيت نسروخ إلهه، الذي كان يظن أنه قادر على حمايته وأنه سرّ غلبته على كل الأمم وآلهتهم...




مرض حزقيا وشفاؤه



يقدم لنا إشعياء النبي قصة مرض حزقيا حتى الموت وشفائه بعدما عرض قصة خلاص أورشليم من حصار سنحاريب، ربما لأنه أراد تأكيد أن الله يهتم بكل عضو في الجماعة (حزقيا) كما يهتم بالجماعة ككل (خلاص أورشليم). يرعى كنيسته المقدسة بكونها جسده الواحد ولا يتجاهل عضوًا واحدًا في الجماعة.

الله لا يتخلى عن مؤمنيه، فقد دافع عن حزقيا الملك عندما التجأ إليه في بيته المقدس وخلال نبيه إشعياء ولم يلجأ إلى الذراع البشري والخطط الزمنية. والآن إذ مرض حزقيا للموت لم يكن ممكنًا أن يذهب إلى بيت الرب فوجه وجهه إلى الحائط وصلى وبكى بكاءً مرًا حاسبًا أن مرضه هزيمة لشعب الله وتقاعدًا عن رعايته لهم، مشتاقًا أن يكمل رسالته، فوهبه الله 15 عامًا.


1. أوصِي بيتك لأنك تموت:

1 فِي تِلْكَ الأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا لِلْمَوْتِ، فَجَاءَ إِلَيْهِ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ النَّبِيُّ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: أَوْصِ بَيْتَكَ لأَنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ». 2 فَوَجَّهَ حَزَقِيَّا وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ 3 وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، اذْكُرْ كَيْفَ سِرْتُ أَمَامَكَ بِالأَمَانَةِ وَبِقَلْبٍ سَلِيمٍ وَفَعَلْتُ الْحَسَنَ فِي عَيْنَيْكَ». وَبَكَى حَزَقِيَّا بُكَاءً عَظِيمًا. 4 فَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى إِشَعْيَاءَ قَائِلًا: 5 «اذْهَبْ وَقُلْ لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ. قَدْ رَأَيْتُ دُمُوعَكَ. هأَنَذَا أُضِيفُ إِلَى أَيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً. 6 وَمِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ أُنْقِذُكَ وَهذِهِ الْمَدِينَةَ. وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ. 7 وَهذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ يَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: 8 هأَنَذَا أُرَجِّعُ ظِلَّ الدَّرَجَاتِ الَّذِي نَزَلَ فِي دَرَجَاتِ آحَازَ بِالشَّمْسِ عَشَرَ دَرَجَاتٍ إِلَى الْوَرَاءِ». فَرَجَعَتِ الشَّمْسُ عَشَرَ دَرَجَاتٍ فِي الدَّرَجَاتِ الَّتِي نَزَلَتْهَا.



"في تلك الأيام مرض حزقيا للموت" [1]. واضح من هذه العبارة ومن عدد [6] أن مرض حزقيا كان في أيام غزو سنحاريب. يرى بعض الدارسين أنه بسبب وباء حلَّ في المدينة بسبب الحصار، ويرى آخرون أنه انهيار نفسي وجسدي بسبب ما حلَّ ببلده.

جاء إليه إشعياء ينتزع عنه كل رجاء في البقاء في هذا العالم، قائلًا له: "أوصِي بيتك لأنك تموت ولا تعيش" [1].

كان خبر موته صدمة له ربما لأحد الأسباب التالية:

أ. كان كمعلمنا بولس الرسول
مشتاقًا إلى الرحيل لكنه شعر بالتزام نحو خدمة الآخرين.

ب. لعله كغيره من رجال العهد القديم الذين كانوا يخافون الموت، إذ ارتبط في ذهنهم بالخطية وغضب الله على الإنسان.

ج. ربما كان يتوقع أن يرى في أيامه مسيح الرب، آدم الثاني، ممثل كل البشرية كما جاء في مزموره [11].

د. لعل السبب الرئيسي أنه لم يكن بعد قد وُلد منسى (2 مل 21: 1)، فلم يوجد من يخلفه على العرش، الأمر الذي أربكه، إذ كيف يتحقق الوعد لبيت داود أنه يبقى إلى الأبد. في هذا يضعف حزقيا جدًا على خلاف إبراهيم الذي قدم ابنه ذبيحة دون خوف واثقًا أن وعد الله يتحقق حتمًا، مؤمنًا بالله القادر أن يُقيمه من الأموات. لقد أنجب حزقيا بعد ذلك "منسى" محب عبادة الأوثان الذي أثار غضب الله على يهوذا (2 مل 23: 26).


على أي الأحوال كان حزقيا رجل صلاة، لم يُفقد الخبر رجاءه في الرب، عرف كيف يُصلي ويُصارع. لقد وجه وجهه إلى الحائط، ربما متجهًا نحو الهيكل كعادة اليهود، ليُصلي إلى الرب قائلًا: "آه يا رب أذكر كيف سرت أمامك بالأمانة وبقلب سليم (كامل) وفعلت الحسن في عينيك" [3]. تطلع حزقيا إلى حياته بكونها رحلة خلالها سار مع الله (تك 5: 24؛ 1 مل 9: 4) بإخلاص لا في كمال مطلق وإنما هادفًا نحو الكمال (مت 5: 45)، بفكر واحد غير متردد ولا منحرف.

لقد بكى حزقيا بكاءً عظيمًا [3].

صدر الأمر الإلهي إلى إشعياء أن يذهب إلى الملك ليخبره: "هكذا يقول الرب إله داود أبيك، قد سَمعتُ صلاتك، قد رأيت دموعك. هأنذا أُضيف إلى أيامك خمس عشرة سنة" [5]. جاءت الإجابة سريعة جدًا (2 مل 20: 4)؛ ربما تحدث الله مع إشعياء فمًا لفم قبل خروجه من القصر الملكي بينما كان يُعطي نصائح روحية لرجال القصر لتهيئة الجو بعد موت الملك.

سمع الله لصلاة حزقيا، وتطلع إلى دموعه، وتذكر وعده مع داود أبيه، إذ يذكر الله عهده مع الأب لدى أبنائه (خر 20: 5، مز 89: 28-29). أعطاه سؤال قلبه، ما نطق به بلسانه وما تحدث به بقلبه: وهبه طول العمر، وخلاصًا من ملك آشور، وحماية عن مدينته أو عاصمة ملكه أورشليم.

أعطاه الرب علامة كطلبه [22]، فقد اختلف حزقيا عن أبيه الشرير الذي رفض أن يطلب علامة من الله (إش 7: 10).

جاءت العلامة الإلهية لتأكيد تحقيق الوعد الإلهي هكذا: رجوع الشمس عشر درجات [8]. يرى البعض أنها مجرد تراجع للظل على الدرجات التي تقود إلى "بلكونة" في القصر أو تقود إلى العلية. ويرى البعض أنها كسوف للشمس حدث في 11 يناير 689 ق.م.(381) الشمس هي المقياس الصادق للزمن، وهي في يد الله محرك التاريخ والأحداث والزمن نفسه، استخدمها علامة في أيام يشوع (يش 10: 12)، وأيضًا في أيام حزقيا، وعند صُلب رب المجد، وقبل مجيئه الأخير حيث تظلم الشمس...

الله أب كل الأنوار يُحرك الشمس ويوجهها لأجل بنياننا.

ربما يتساءل البعض: هل غيّر الله رأيه بإطالة عمر حزقيا؟

يرى القديس أغسطينوس
أن حزقيا كان يجب أن يموت خلال المسببات الطبيعية مثل المرض، لكنه أضاف 15 عامًا إلى حياته، هذه الإضافة يعرفها الله قبل تأسيس العالم، محتفظًا بها في إرادته. ما فعله من إضافة حقق ما في خطة الله إذ يعلم ما كان سيفعله حزقيا وما كان يهبه الله إياه.




ما يشغل ذهننا ليس البحث في هل الله كان قد سبق فحدد عمر حزقيا ثم تراجع عنه بإضافة 15عامًا إليه، وإنما إدراك قوة الصلاة في حياتنا، فقد وهبته حياة بعدما كان يجب أن يموت حسب قوانين الطبيعة. الصلاة بكونها التصاق بالله واهب الحياة قادرة على كل شيء، وغالبة للموت، موت الخطية.

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إننا بالصلاة من أجل غفران الخطايا، نتمم إرادة الله وبالتالي نتأكد أنها مستجابة].

* خلال الصلاة قُبلت التقدمات؛ الصلاة هي التي حوّلت الطوفان عن نوح؛ الصلاة شفت العقم، وطرحت جيوشًا؛ الصلاة أعلنت أسرارًا؛ الصلاة شقت البحر وأوجدت طريقًا في الأردن؛ الصلاة أرجعت الشمس وأوقفت القمر، حطمت الدنسين، وأنزلت نارًا.

الصلاة أغلقت السماء، وأخرجت (أناسًا) من الجب، وأنقذت من النار، وخلصت من البحر. قوة الصلاة كقوة الصوم الطاهر عظيمة للغاية...

* صلى حزقيا، فغلبت صلاته 185.000 شخصًا، بواسطة ملاك عمل كقائد للجيش (1 مل 19: 15، 35)...

* دانيال صلى، فسدت صلاته أفواه الأسود...

* حمل كل واحد من آبائنا الأبرار سلاح الصلاة عندما قابلتهم الأحزان فخلصوا منها.

الأب أفراهات

* طوبى للإنسان الذي يقبل أن يكون صديقًا حميمًا للإيمان والصلاة، فإنه يعيش في فكر واحد...

* الصلاة التي ترتفع في قلب إنسان تفتح لنا باب السماء...

* تُقيم الصلاة سلامًا مع غضب الله...

القديس مار أفرام السرياني

* تستطيع الصلاة أن تضغط على الشيطان الذي يضغط على الجنس البشري. إنها تقدر أن تخلص من يده، وتحرر من كل تجارب في العالم. لهذا السبب حسنًا أمَرَنا ربنا أن نسهر ونصلي لئلا ندخل في تجربة (مت 26: 41).

الأب مرتيروس


2. مزمور شكر:

9 كِتَابَةٌ لِحَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا إِذْ مَرِضَ وَشُفِيَ مِنْ مَرَضِهِ: 10 أَنَا قُلْتُ: «فِي عِزِّ أَيَّامِي أَذْهَبُ إِلَى أَبْوَابِ الْهَاوِيَةِ. قَدْ أُعْدِمْتُ بَقِيَّةَ سِنِيَّ. 11 قُلْتُ: لاَ أَرَى الرَّبَّ. الرَّبَّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ. لاَ أَنْظُرُ إِنْسَانًا بَعْدُ مَعَ سُكَّانِ الْفَانِيَةِ. 12 مَسْكِنِي قَدِ انْقَلَعَ وَانْتَقَلَ عَنِّي كَخَيْمَةِ الرَّاعِي. لَفَفْتُ كَالْحَائِكِ حَيَاتِي. مِنَ النَّوْلِ يَقْطَعُنِي. النَّهَارَ وَاللَّيْلَ تُفْنِينِي. 13 صَرَخْتُ إِلَى الصَّبَاحِ. كَالأَسَدِ هكَذَا يُهَشِّمُ جَمِيعَ عِظَامِي. النَّهَارَ وَالَّلَيْلَ تُفْنِينِي. 14 كَسُنُونةٍ مُزَقْزِقةٍ هكَذَا أَصِيحُ. أَهْدِرُ كَحَمَامَةٍ. قَدْ ضَعُفَتْ عَيْنَايَ نَاظِرَةً إِلَى العَلاَءِ. يَا رَبُّ، قَدْ تَضَايَقْتُ. كُنْ لِي ضَامِنًا. 15 بِمَاذَا أَتَكَلَّمُ، فَإِنَّهُ قَالَ لِي وَهُوَ قَدْ فَعَلَ. أَتَمَشَّى مُتَمَهِّلًا كُلَّ سِنِيَّ مِن أَجْلِ مَرَارَةِ نَفْسِي. 16 أَيُّهَا السَّيِّدُ، بِهذِهِ يَحْيَوْنَ، وَبِهَا كُلُّ حَيَاةِ رُوحِي فَتَشْفِينِي وَتُحْيِينِي. 17 هُوَذَا لِلسَّلاَمَةِ قَدْ تَحَوَّلَتْ لِيَ الْمَرَارَةُ، وَأَنْتَ تَعَلَّقْتَ بِنَفْسِي مِنْ وَهْدَةِ الْهَلاَكِ، فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ. 18 لأَنَّ الْهَاوِيَةَ لاَ تَحْمَدُكَ. الْمَوْتُ لاَ يُسَبِّحُكَ. لاَ يَرْجُو الْهَابِطُونَ إِلَى الْجُبِّ أَمَانَتَكَ. 19 الْحَيُّ الْحَيُّ هُوَ يَحْمَدُكَ كَمَا أَنَا الْيَوْمَ. الأَبُ يُعَرِّفُ الْبَنِينَ حَقَّكَ. 20 الرَّبُّ لِخَلاَصِي. فَنَعْزِفُ بِأَوْتَارِنَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِنَا فِي بَيْتِ الرَّبِّ».



أ. كثيرًا ما نذكر الله في وقت الضيق والشدة لكننا ننساه في وقت الفرج والبهجة، أما حزقيا فقد أظهر أنه رجل صلاة ودموع وسط الآلام ورجل تسبيح عند الفرج يعرف كيف يشكر الله على إحساناته.

في هذا المزمور أظهر أنه رجل صلاة، رجل تسبيح، شاعر ومرنم، غريب في العالم، مملوء رجاءً في الرب المخلص من الموت وواهب الحياة المفرحة.

ب. حسن أن يُقدم حزقيا هذا المزمور كذبيحة شكر لله واهب الحياة، وكان أفضل أن يُقدم حياته ذاتها ذبيحة شكر له؛ لكن للأسف قدم تسبحة شكر دون حياة شكر، إذ قيل: "لكن لم يُرَدَّ حزقيا حسبما أُنعم عليه لأن قلبه ارتفع فكان غضب عليه وعلى يهوذا وأورشليم" (2 أي 32: 25).

يليق بنا أن نُسبح الله ليس فقط بألسنتنا فننطق بمزامير حمدٍ له، وإنما أيضًا بكل أعضاء جسدنا ومشاعرنا وأحاسيسنا كما بسلوكنا العملي فتتحول كل حياتنا إلى قيثارة

ذات أوتار متباينة تعزف سيمفونية حب لله خالقنا ومخلصنا.

ج. يظهر من مزمور حزقيا كيف عانى في البداية من روح اليأس، إذ قال: "أنا قلت في عز أيامي أذهب إلى أبواب الهاوية. قد أُعدِمتُ بقية سِنىَّ" [10]. كان حزقيا قد بلغ حوالي تسعة وثلاثين عامًا من عمره؛ شعر أنه في عز شبابه قد قُطعت أيامه السعيدة وحرم من خدمة الله وشعبه التي كان قد وضع في قلبه أن يكملها عبر سنوات حياته. كأنه يردد كلمات داود الملك: "وأنا قلت في حيرتي إنيّ قد انقطعت من قدام عينيك" (مز 31: 22).

د. ربما كان يتوقع حزقيا أن يرى المسيح الرب في أيامه، أو كان يترجى مجيئه متجسدًا من نسله وها هو يموت بلا نسل، لذلك يصرخ في يأس: "قلت لا أرى الرب؛ الرب في أرض الأحياء، لا أنظر إنسانًا بعد مع سكان الفانية" [11]. هكذا كان يترقب أن يرى المسيح الرب هنا أو ينعم بمجد الرب في الحياة الأخرى، لكن اليأس حطمه.

"قلت لا أرى الرب"... أي رجاء لنا في هذا العالم أو في العالم الآتي ما لم ننعم برؤية الرب، هنا خلال عيني القلب بالإيمان، وهناك وجهًا لوجه!

* طوبى، مثلث الطوبى، بل ومتعدد التطويبات للذين يُحسبون أهلًا لمعاينة ذلك المجد. عن هذا يقول النبي: "لينتزع الشرير فلا يرى مجد الرب" (إش 36: 10 الترجمة السبعينية). ليت الله يهبنا ألا يُنتزع أحد منّا ولا يُستبعد عن معاينة (الرب)... فإنه لماذا نحن نعيش؟ ولماذا نتنفس؟ ماذا يكون حالنا إن فشلنا في معاينة ربنا ولم نُمنح هذا؟! إن كان الذين لا يعاينون نور الشمس يحسبون الحياة أقسى من الموت، فماذا يكون حال من يحرمون من ذاك النور؟!

القديس يوحنا الذهبي الفم

* قبل أن أريك إلهنا أرنيّ إنسانك؛ واعطني البرهان على أن عيني نفسك تستطيع أن ترى وأن أذني قلبك تستطيع أن تسمع. على العكس من كانت أعينهم مصابة بسحابة الخطية لا يقدرون على معاينة الله...

عندما تُنزع من طبيعتك الفاسدة وتلبس عدم الفساد سترى الله إذ تتأهل لذلك. فإن الله سيُحيي جسدك ويجعله مع نفسك غير المائت، حينئذ سترى العديم الموت وحده، إن

كنت تؤمن به الآن.

القديس ثيؤفيلس الأنطاكي

ه. يُقدم عدة تشبيهات يُعبر بها عن حياته الزمنية:

التشبيه الأول:
خيمة الراعي السريعة التنقل [12]، هذا يخلق الإحساس بالغربة، ليس لنا موضع في العالم نستقر فيه، فنكون كأبينا إبراهيم الذي لا يتوقف عن السير في رحلة حياته... نبقى في هذه الخيمة المتنقلة حتى نعبر إلى مسكن أبدي ليس من صنع يد بشرية. وقد استخدم هذا التشبيه معلمنا بولس الرسول (2 كو 5: 1) وأيضًا القديس بطرس (2 بط 1: 14).

التشبيه الثاني: النسيج، "لفقت كالحائك حياتي، من النول يقطعني، النهار والليل تفنيني" [12]. هكذا يحيك الله حياتنا كثوب مقطوع من النول يُحاك حسب حجم جسد كل واحد منا، لا يدم كثيرًا بل إلى حين، كمن يلبسه يومًا واحدًا وليلة واحدة ثم يُخلع. وكما يقول أليفاز التيماني: "يُسحقون مثل العث، بين الصباح والمساء يُحطمون" (أي 4: 19-20].

التشبيه الثالث: الفريسة التي يُحطمها الأسد جميع عظامها بين نهار وليلة واحدة [13].

التشبيه الرابع: كسنونة مزقزقة يصيح في ضعف، إذ خَفتَ صوته بسبب المرض أو بالحري بسبب يأسه من الشفاء، صار صوته كهدير حمامة [14]، وصارت عيناه عاجزتين عن التطلع إلى العلاء [14].

و. نجد تحوُّلًا سريعًا من الشعور بمرارة النفس اليائسة [15] إلى خبرة الحياة الجديدة، إذ يقول بلا مقدمات: "أيها السيد بهذه يحيون وبها كل حياة روحي فتشفيني وتحيني" [16]... ينتقل من الموت إلى الحياة ومن المرارة إلى السلامة [17]؛ سرّ ذلك تدخل السيد المسيح، واكتشاف عمله الإلهي الخلاصي، إذ يقول: "فإنك طرحت وراء ظهرك كل خطاياي... الرب لخلاصي، فنعزف بأوتارنا كل أيام حياتنا في بيت الرب" [17، 20].

ماذا وجد في مخلصه؟

أولًا:
تحولت حياته من رحلة مرعبة للغاية ومرُّة النفس إلى حياة هادئة مملوءة سلامًا، خلالها لا يخاف المؤمن حتى من الهاوية [17].

ثانيًا: تتهلل نفسه لا من أجل شفائه من المرض وطول عمره وإنما من أجل غفران خطاياه كلها [17].

ثالثًا: صار مشتاقًا أن يُسلم الأجيال القادمة هذه الحياة الجديدة، أو حق الله [19].

رابعًا: تحولت كل بقية حياته إلى مزمور فرح لا ينقطع [20]، يترنم به كما في بيت الرب، لذلك يحدثنا القديس أثناسيوس الرسولي عن العيد (أو الفرح) بكونه هو "المسيح" كسِرّ بهجتنا الدائمة.

كما قال: [الذين يعيشون في المسيح هم وحدهم يستطيعون أن يمجدوا الله ويباركوه، بهذا يصعدون إلى العيد].

على أي الأحوال المؤمن الذي يعيش في المسيح ينعم بحياة فرح دائم وأيضًا شكر دائم، في وسط آلامه وأفراحه.

* ليس وقت أنسب للإنسان أن يحمل فيه مشاعر شكر نحو الله مثلما عندما يكون في تجارب ومتاعب. وليس وقت أفضل لتقديم التشكرات مثلما عندما يأتي إلى الراحة بعد صراعات وتجارب.

القديس أثناسيوس الرسولي

* الصلاة فرح تعّبر عن نفسها في الشكر.

الأب أوغريس

* بالصلاة الروحية ومنطوقات الشكر نرتفع عن الأرض إلى الأعالي.

الأب مرتيروس


3. علاجه بقرص التين:

21 وَكَانَ إِشَعْيَاءُ قَدْ قَالَ: «لِيَأْخُذُوا قُرْصَ تِينٍ وَيَضْمُدُوهُ عَلَى الدَّبْلِ فَيَبْرَأَ». 22 وَحَزَقِيَّا قَالَ: «مَا هِيَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَصْعَدُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ؟».



طلب إشعياء النبي من حزقيا أن يضع قرص تين [كعكة من التين المضغوط] على الجزء الملتهب من جسمه فيبرأ... لماذا؟ لكي يعلن الله أنه وإن كان هو الطبيب الشافي لكنه يستخدم الأدوية والوسائط المادية التي خلقها لإشباع احتياجاتنا، وقد كانوا في ذلك الحين يضعون قرصًا من التين المضغوط على الأماكن الملتهبة في الجسم كعلاج. ومن جانب آخر فإن الشفاء هو عطية إلهية مجانية يُقدمه الله من عندياته.

قرص التين كعنقود العنب كلاهما يُشيران للحياة الكنسية الحية، فالتينة تحمل عددًا لا حصر له من البذار الرفيعة جدًا، لا قيمة للبذرة الواحدة ولا طعم ما لم تجتمع ببقية البذار تحت غلاف واحد يجمعهم معًا كما بعذوبة الحب والوحدة. هذا هو سرّ عذوبة الكنيسة. وهذا هو علة شفائنا، مع ما لكل واحد منا من علاقته الشخصية الخفية مع الله نجتمع معًا كتينة حلوة في فم الله. لذلك قال حزقيا عن علامة شفائه "إنيّ أصعدُ إلى بيت الرب" [22] ليجتمع مع شعب الله خلال الرب نفسه.



حزقيا يكشف ذخائره

أُختتم الجزء الأول من سفر إشعياء بهذا الأمر الصعب: سقوط حزقيا الملك في الكبرياء وكشف كل ذخائره وذخائر آبائه لسفراء ملك بابل من باب الاستعراض لغناه ومجده، لذا صدر الأمر بسحبها جميعًا إلى بابل.
لقد ارتفع نجم أورشليم بعد هزيمة ملك آشور الذي أرعب جميع الأمم وابتدأ الغرور يتسلل إلى قلب حزقيا ليدفع به إلى الهاوية.


1. استعراض الذخائر:

1 فِي ذلِكَ الزَّمَانِ أَرْسَلَ مَرُودَخُ بَلاَدَانَ بْنُ بَلاَدَانَ مَلِكُ بَابِلَ رَسَائِلَ وَهَدِيَّةً إِلَى حَزَقِيَّا، لأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُ مَرِضَ ثُمَّ صَحَّ. 2 فَفَرِحَ بِهِمْ حَزَقِيَّا وَأَرَاهُمْ بَيْتَ ذَخَائِرِهِ: الْفِضَّةَ وَالذَّهَبَ وَالأَطْيَابَ وَالزَّيْتَ الطَّيِّبَ، وَكُلَّ بَيْتِ أَسْلِحَتِهِ وَكُلَّ مَا وُجِدَ فِي خَزَائِنِهِ. لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ لَمْ يُرِهِمْ إِيَّاهُ حَزَقِيَّا فِي بَيْتِهِ وَفِي كُلِّ مُلْكِهِ.

ارتفع نجم حزقيا بسبب هزيمة سنحاريب ملك آشور، وقدم حزقيا مزمور شكر لله خاصة بعد ما وهبه الله 15 عامًا على عمره، لكنه لم يمارس الشكر بحياته إذ ارتفع قلبه وتشامخ (2 أي 32: 26)، وصار له "غنى وكرامة كثيرة جدًا وعمل لنفسه خزائن للفضة والذهب والحجارة الكريمة والأطياب والأتراس وكل آنية ثمينة... وعمل لنفسه أبراجًا ومواشي غنم وبقر بكثرة لأن الله أعطاه أموالًا كثيرة جدًا" (2 أي 32: 27-29).
تركه الله في وسط هذا الغنى والمجد إلى حين وأراد أن يكتشف قلبه (2 أي 32: 31) فسمح أن يرسل مردوخ بلادان ملك بابل رسائل وهدية بعد شفائه. كان يليق بحزقيا أن يُمجد الله ويعرض نعمة الله لا أن يكشف عن خزائنه. لقد سقط في الاعتداد بذاته والإعلان عن مجده كما سبق أن سقط شمشون الذي أعلن عن سرّ قوته للزانية فانهار.
"مردوخ" لقب حمله أشخاص كثيرون، وهم اسم ملك الآلهة مذكور مع بيل (إر 50: 2)، ويرمز إليه بالسيار المريخ، كثيرًا ما يكون اسمه جزءًا من اسم ملك من ملوك بابل، أما "بلادان" فمعناها: "قد أُعطى ابناُ".
يقول القديس هيبوليتس: [دُهش مردوخ الكلداني ملك بابل في ذلك الحين إذ درس الفلك وقاس هذه الأجرام وعرف السبب فارسل خطابًا وهدايا كما فعل المجوس الذين من المشرق مع المسيح].
اندفع حزقيا بكبرياء قلبه وحبه للمجد الزمني الباطل ليكشف كل ما لديه لرسل مردوخ بلادان: "لم يكن شيء لم يرهم إياه حزقيا في بيته وفي كل ملكه" [2]. لم يختبر حزقيا كلمات داود أبيه" مجد ابنه الملك من الداخل" (مز 45).
* المجد الباطل ذو سلطان أن يعمي أذهان الذين يؤسرون به حتى عن الحقائق الواضحة، ويقودهم إلى النزاع حتى في الأمور المتعارف عليها...
* من يُستعبدون بغيرة لمجد هذا العالم الحاضر لا يقدرون أن ينالوا المجد الذي من عند الله. لهذا يوبخهم السيد: "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدًا من الناس والمجد الذي من الإله (الواحد) لستم تطلبونه؟ (راجع يو 5: 44).
هذا الألم هو نوع من السكر الشديد، من يخضع له يصعُب علاجه. يفصل نفوس أسراه عن السمويات، ويُسمِرّها في الأرض، ولا يدعها تتطلع إلى النور الحقيقي بل يحثها على التمرغ في الوحل؛ يُقيم عليها سادة عنفاء يسيطرون عليها حاجة إلى إصدار أوامر.
من يُصاب بهذا المرض يعمل حسب هواه...
القديس يوحنا الذهبي الفم
2. الأمر الإلهي بسحب الذخائر:

3 فَجَاءَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا قَالَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ، وَمِنْ أَيْنَ جَاءُوا إِلَيْكَ؟» فَقَالَ حَزَقِيَّا: «جَاءُوا إِلَيَّ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، مِنْ بَابِلَ». 4 فَقَالَ: «مَاذَا رَأَوْا فِي بَيْتِكَ؟» فَقَالَ حَزَقِيَّا: «رَأَوْا كُلَّ مَا فِي بَيْتِي. لَيْسَ فِي خَزَائِنِي شَيْءٌ لَمْ أُرِهِمْ إِيَّاهُ». 5 فَقَالَ إِشَعْيَاءُ لِحَزَقِيَّا: «اسْمَعْ قَوْلَ رَبِّ الْجُنُودِ: 6 هُوَذَا تَأْتِي أَيَّامٌ يُحْمَلُ فِيهَا كُلُّ مَا فِي بَيْتِكَ، وَمَا خَزَنَهُ آبَاؤُكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، إِلَى بَابِلَ. لاَ يُتْرَكُ شَيْءٌ، يَقُولُ الرَّبُّ. 7 وَمِنْ بَنِيكَ الَّذِينَ يَخْرُجُونَ مِنْكَ الَّذِينَ تَلِدُهُمْ، يَأْخُذُونَ، فَيَكُونُونَ خِصْيَانًا فِي قَصْرِ مَلِكِ بَابِلَ».

أرسل الله نبيه إشعياء إلى حزقيا لتأديبه، فسأله:
* ماذا قال هؤلاء الرجال؟
* ومن أين جاءوا إليك؟
* ماذا رأوا في بيتك؟
لم يجب على أهم سؤال: "ماذا قال هؤلاء الرجال؟".
ظن أنهم جاءوا من أرض بعيدة من بابل [3] فلا خطر عليه منهم، لذلك صدر الحكم الإلهي بالعقاب خلال بابل.
جاءت العقوبة قاسية لأن الكبرياء داء خطير للغاية، يعني شركة في طبيعة الشيطان. لم يفقد حزقيا الخزائن التي كشفها فحسب وإنما يفقد حرية أولاده إذ يصيرون خصيانًا في بيت ملك بابل [7].
يرى العلامة أوريجانوس أن الكبرياء هي خطية الشيطان الرئيسية.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ما كان للشيطان أن ينحدر ويصير شيطانًا لو لم يُصب بهذا المرض. لقد طرحه خارج الثقة (بالله)، وأتى به إلى هُوّة النار، وهو علة كل الويلات. أنه كفيل بتحطيم كل صلاح للنفس، سواء وجد عطاء (تقديم صدقة) أو صلاة أو صومًا أو أي شيء آخر... ليس أَغْبَى من الإنسان المتكبر، حتى وإن أحاط به الغِنى أو نال الكثير من حكمة هذا العالم، أو وُجد في قصر ملوكي...].



3. اعتراف حزقيا بالخطأ:

"فَقَالَ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ: «جَيِّدٌ هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ». وَقَالَ: «فَإِنَّهُ يَكُونُ سَلاَمٌ وَأَمَانٌ فِي أَيَّامِي»." [8].

في الظاهر نطق الملك بكلمات تحمل تسليمًا، لكننا لا نعرف ما هي اتجاهاته ودوافعه، ربما يكون استسلامًا دون توبة وثقة في الله القادر على غفران الخطايا.
لقد اعترف أنه أخطأ لكنه لم يقدم توبة، دليل ذلك أنه عوض الصراخ إلى الله بدموع من أجل الرجوع إليه شعر بطمأنينة أن التأديب سيحل بعد موته في أيام أولاده. لقد حمل نوعًا من الأنانية، فقد أهتم أن يقضي أيامه في طمأنينة دون المبالاة بما سيحل بالشعب وبنسله فيما بعد.



 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 169677 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إثارة سنحاريب للشعب

أرسل سنحاريب ملك آشور ربشاقى ليُثير الشعب ضد حزقيا ملك يهوذا، مطالبًا إياهم ألا يتكلوا على فرعون ولا ينخدعوا بكلمات ملكهم المتكل على إلهه بل يعقدوا معه صلحًا حتى لا يُخّرِب بلادهم، وأن يقبلوا الذهاب إلى أرض السبي برِضا.
لكي نفهم هذه الحادثة التاريخية يلزمنا دراسة (2 أي 32، 2 مل 18: 13-20؛ 19).



سنحاريب يستولي على مدن يهوذا:

"وَكَانَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا أَنَّ سَنْحَارِيبَ مَلِكَ أَشُّورَ صَعِدَ عَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْحَصِينَةِ وَأَخَذَهَا." [1].

ورد غزو سنحاريب على يهوذا هنا في (إش 36) وأيضًا في (2 مل 18: 13-20)، وبمقارنة النصين يُلاحظ الآتي:
أ. جاء في (2 مل 18) أن حزقيا أرسل إلى ملك آشور يعتذر له ويقول: "قد أخطأت، ارجع عني ومهما جعلت عليّ حملته"، وبالفعل فرض عليه جزية ثلاث مئة وزنة من الفضة وثلاثين من الذهب دفعها حزقيا من بيت الرب ومن خزائن بيت الملك... لكن سنحاريب خان العهد وعاد يرسل جيشًا ليقتحم أورشليم. وقد جاء تاريخ آشور يؤكد ذلك فقد حُسب حزقيا كعصفور في قفص لم يكن قادرًا على الخروج من أورشليم، وأنه دفع الجزية كما أن 200.000 شخصًا من شعبه سقطوا أسرى.
لم يذكر إشعياء النبي أمر الجزية، لأنه لم يهدف إلى تاريخ حياة حزقيال، إنما أراد إبراز معاملات الله معه لتأكيد إمكانية الله للخلاص عندما يبدو الأمر مستحيلًا.
ب. يرى بعض الدارسين أن سنحاريب قام بحملتين للغزو على يهوذا، الأولى سنة 701 ق.م. والأخرى سنة 688 ق.م. أيام تُرْهَاقَة ملك مصر وكوش (إش 37: 9).
ج. جاء في (2 مل 18: 17) أن سنحاريب أرسل مع ربشاقى قائدين هما ترتان وربساربس؛ كانت الإرسالية تضم ثلاثة قواد وكان ربشاقى هو المتكلم الوحيد بينهم.
يرى البعض أن ربشاقى ليس اسمًا لشخص إنما هو لقب يعادل "رئيس سقاة" يتذوق الخمر قبل أن يشرب منه الملك حتى لا يتعرض الملك للتسمم، كما كان يقوم بأدوار أخرى رئيسية في القصر الملكي.
لقد سمح الله بهذا الضيق في أيام حزقيا الذي قام بإصلاحات كثيرة وسط الشعب وإن كان كثيرون -خاصة من القادة الدينيين والمدنيين- اهتموا بالإصلاح الخارجي دون الداخلي، فاهتموا بالشكليات دون الحياة القدسية، وقد أراد الله أن يزكي حزقيا ويحول الضيق إلى تمجيده. هذا ومن جانب آخر أراد أن يكشف ضعف حزقيا أمام نفسه فقد خانته شجاعته ولم يكن اتكاله على الله كاملًا... بالتجربة اعترف بضعفه وزاد إيمانه بالله وثقته فيه.



 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 169678 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إرساله ربشاقى إلى أورشليم:

2 وَأَرْسَلَ مَلِكُ أَشُّورَ رَبْشَاقَى مِنْ لاَخِيشَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْمَلِكِ حَزَقِيَّا بِجَيْشٍ عَظِيمٍ، فَوَقَفَ عِنْدَ قَنَاةِ الْبِرْكَةِ الْعُلْيَا فِي طَرِيقِ حَقْلِ الْقَصَّارِ. 3 فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا الَّذِي عَلَى الْبَيْتِ، وَشَبْنَةُ الْكَاتِبُ، وَيُوآخُ بْنُ آسَافَ الْمُسَجِّلُ. 4 فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: «قُولُوا لِحَزَقِيَّا: هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ مَلِكُ أَشُّورَ: مَا هُوَ هذَا الاتِّكَالُ الَّذِي اتَّكَلْتَهُ؟ 5 أَقُولُ إِنَّمَا كَلاَمُ الشَّفَتَيْنِ هُوَ مَشُورَةٌ وَبَأْسٌ لِلْحَرْبِ. وَالآنَ عَلَى مَنِ اتَّكَلْتَ حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ؟ 6 إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هذِهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ. 7 وَإِذَا قُلْتَ لِي: عَلَى الرَّبِّ إِلهِنَا اتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ الَّذِي أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هذَا الْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ. 8 فَالآنَ رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ! 9 فَكَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَال وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي الصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟ 10 وَالآنَ هَلْ بِدُونِ الرَّبِّ صَعِدْتُ عَلَى هذِهِ الأَرْضِ لأُخْرِبَهَا؟ الرَّبُّ قَالَ لِي: اصْعَدْ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ وَاخْرِبْهَا».

أرسل سنحاريب ربشاقى من لاخيش (لخيش)، وهي مدينة محصنة تقع في سهول يهوذا (يش 15: 33، 39)، كانت تُعرف سابقًا بتل الحصى التي تبعد 16 ميلًا شمال شرقي غزة وأحد عشر ميلًا جنوب غربي مدينة جبرين، يُرجَّح الآن أنها تقع في تل الدوير على بعد خمسة أميال جنوب غربي بيت جبرين؛ حاصرها سنحاريب ومن المعسكر الذي أمامها أرسل ربشاقى إلى أورشليم لكي يسلمها الملك ورجاله.



وقف ربشاقى ومعه جيش عظيم عند قناة البركة العليا في طريق حقل القصار [2]، أي حقل مبيض الثياب، خارج أورشليم وقريب منها جدًا حيث كان الذين على سور المدينة يسمعون من يتكلم في حقل القصار. يرى البعض أنه في وادي قدرون، وأن القناة المشار إليها هي النفق الموصل ينبوع العذراء ببركة سلوام، وإن كان البعض يرى أنه كان شمال المدينة، حيث كان الشمال هو الجانب الطبيعي الذي يقع الهجوم منه.
خرج إليه الياقيم خلف شبنا المتولي على بيت الملك (إش 22: 15-20) أشبه برئيس الوزارة، وشبْنا الكاتب الذي يُسجل للملك أهم الأحداث للتذكرة ويقوم بدور المؤرخ لحياة الملك، وأيضًا يوآخ المسجل.
سخر ربشاقى بحزقيا الملك أمام عظمائه إذ دعى سنحاريب "الملك العظيم ملك آشور" بينما لم يعطِ لقبًا لحزقيا [4]. هزأ به لأنه اتكل على فرعون مصر قائلًا: "أنك قد اتكلت على عكاز هذه القصبة المرضوضة، على مصر، التي إذا أتكأ أحد عليها دخلت في كفه وثقبته" [6]. وقد صدق في هذا أن مَنْ يتكل على ذراع بشر إنما يتكئ على قصبة مرضوضة لا تقدر أن تسنده بل وتثقب يده.

كما سخر به لأنه اتكل على الله إلهه، قائلًا: "أفليس هو الذي أزال حزقيا مرتفعاته ومذابحه، وقال ليهوذا وأورشليم: أمام هذا المذبح تسجدون...؟! لا يجعلكم حزقيا تتكلون على الرب قائلًا: إنقاذًا ينقذنا الرب، لا تُدفع هذه المدينة إلى يد ملك آشور... هل أنقذ آلهة الأمم كل واحد أرضه من يد ملك آشور...؟! مَنْ مِن كل آلهة هذه الأراضي أنقذ أرضهم من يدي حتى ينقذ الرب أورشليم من يدي؟!" [7، 15، 20].
في ذات الموقع الذي فيه سخر آحاز بالرب رافضًا التعامل مع الله متكلًا على الذراع البشري (إش 7)، صار ربشاقى يسخر بالله، وكأن بني يهوذا صاروا يشربون من الكأس التي قدمها لهم آحاز ملكهم من قبل! في ذات الموقع الذي جاء فيه إشعياء إلى آحاز يسأله أن يطلب آية من الرب لتأكيد إمكانية الله للخلاص فيرفض، جاء ربشاقى يسخر بيهوذا وملكهم وإلههم!
لقد اتكل حزقيا أيضًا على معاهدات بشرية مع فرعون، وبخه الله عليها على لسان رجل وثني، إذ دعاها كلام شفتين، مشورة كلامية [5] لا قوة لها ولا فاعلية. الآن يراهنه أنه يُقدم له ألفين فرس إن جاء بألفين فارس من شعبه قادرين على استخدامها. وكأنه يقول له: لماذا تتكل على فرس مصر وفرسانها، ها نحن نقدم لك الخيل قدم لنا رجالك.؟!
 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 169679 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ربشاقى يُثير الشعب:

11 فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ وَشَبْنَةُ وَيُوآخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ». 12 فَقَالَ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَم؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ، لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟». 13 ثُمَّ وَقَفَ رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِالْيَهُودِيِّ وَقَالَ: «اسْمَعُوا كَلاَمَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. 14 هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: لاَ يَخْدَعْكُمْ حَزَقِيَّا لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْقِذَكُمْ، 15 وَلاَ يَجْعَلْكُمْ حَزَقِيَّا تَتَّكِلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلًا: إِنْقَاذًا يُنْقِذُنَا الرَّبُّ. لاَ تُدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. 16 لاَ تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا. لأَنَّهُ هكَذَا يَقُولُ مَلِكُ أَشُّورَ: اعْقِدُوا مَعِي صُلْحًا، وَاخْرُجُوا إِلَيَّ وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ تِينَتِهِ، وَاشْرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ مَاءَ بِئْرِهِ 17 حَتَّى آتِيَ وَآخُذَكُمْ إِلَى أَرْضٍ مِثْلِ أَرْضِكُمْ، أَرْضِ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، أَرْضِ خُبْزٍ وَكُرُومٍ. 18 لاَ يَغُرَّكُمْ حَزَقِيَّا قَائِلًا: الرَّبُّ يُنْقِذُنَا. هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ؟ 19 أَيْنَ آلِهَةُ حَمَاةَ وَأَرْفَادَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ سَفَرْوَايِمَ؟ هَلْ أَنْقَذُوا السَّامِرَةَ مِنْ يَدِي؟ 20 مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ هذِهِ الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟». 21 فَسَكَتُوا وَلَمْ يُجِيبُوا بِكَلِمَةٍ لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ قَائِلًا: «لاَ تُجِيبُوهُ».

إذ استخدم ربشاقى حرب الأعصاب لإثارة الشعب ضد الملك ورجاله، ودَفْعِهم إلى اليأس وتحطيم إيمانهم بالله المخلص، طلب رجال حزقيا من ربشاقى أن يتحدث بالآرامية -السريانية- التي كان ينطق بها سكان شمال وشرق فلسطين، ويفهمها الآشوريون إذ تنتمي إلى ذات عائلة لغاتهم، وهي لغة لا يفهمها عامة الشعب اليهودي، لكن ربشاقى أصّر على الحديث بالعبرية، لإثارة الشعب وإحداث نوع من الانشقاق، لعله يستطيع أن يشعل حربًا أهلية وسط الشعب والقيادات.
هذا هو عمل عدو الخير، يستخدم اللغة التي تثير ضعفنا، والتي تسبب انشقاقًا وانقسامات.



أراد ربشاقى أن يُثير الشعب فذكّرِهم بما سيحل بهم من دمار عوض تمتعهم بالخيرات في آشور لإظهار أن حزقيا يخدعهم وأن إلههم لن ينقذهم. أنه يستخدم ذات الأسلوب الذي يستخدمه عدو الخير عبر كل الأجيال، إذ نرى حاليًا اتباع "كنيسة الشيطان" في أمريكا ينادون بأنهم يعبدونه لأنه يستجيب لهم ويهبهم طلباتهم التي لا يُقدمها لهم الله.
عمل عدو الخير الرئيسي هو إثارة الرعب في حياة الإنسان وتشكيكه في قوة الإيمان. فمن جانب يُحطم نفسيتهم بالإرهاب والرعب، ومن الجانب الآخر يُريد أن يعزلهم عن الله ملكهم ومخلصهم ليستفرد بهم. لذلك يصرخ داود النبي قائلًا: "كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه" (مز 3: 2)، "كل الذين يرونني يستهزئون بيّ، يغفرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فليُنجه، لينقذه لأنه سُرّ به!" (مز 22: 7-8)؛ "لأن أعدائي تقاولوا عليّ، والذين يرصدون نفسي تآمروا معًا، قائلين أن الله قد تركه، ألحقوه وامسكوه لأنه لا منقذ له" (مز 71: 10-11). هذه هي صورة حرب عدو الخير الذي يسخر بالمؤمنين ويهينهم محطمًا نفوسهم حتى يفقدوا رجاءهم في الرب إلههم فيلحق بهم وينحدر بهم معه حتى الهاوية. وقد أراد العدو أن يمارس ذات الحرب مع ممثل البشرية ومخلصهم، إذ قيل له: "خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها، إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 42).
"فسكتوا ولم يجيبوا بكلمة لأن أمر الملك كان قائلًا لا تجيبوه" [21] (2 مل 18: 36). كان من المتوقع أن يعلنوا عن ثورتهم وعصيانهم على الملك، لكنهم صمتوا علامة الطاعة والثقة منتظرين أمر الملك وتعليماته. أطاعوا الملك الذي سألهم ألا يجيبوه، أي لا يدخلوا في حوار معه لئلا يسقطوا في الضعف كما سقطت حواء بحوارها مع الحية القديمة.
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كان يجب عليها أن تصمت؛ كان يلزمها ألا تُبادلها الحديث، ولكن في غباء كشفت قول السيد، وبذلك قدمت للشيطان فرصة عظيمة... انظروا أي شر هذا أن نسلم أنفسنا في أيدي أعدائنا والمتآمرين علينا].
كما يقول: [إذ لم يكن الشيطان قادرًا على تقديم شيء عمليًا قدم بالأكثر وعودًا في كلمات. هكذا هي شخصية المخادعين].
ويقول القديس أغسطينوس: [الله هو قائدنا والشيطان هو مهلكنا، القائد يُقدم وصيته وأما المهلك فيقترح خدعة، فهل نصغي إلى الوصية أم إلى الخداع؟!].


 
قديم 09 - 08 - 2024, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 169680 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا يدخلوا في حوار معه لئلا يسقطوا في الضعف
كما سقطت حواء بحوارها مع الحية القديمة.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم:

[كان يجب عليها أن تصمت؛ كان يلزمها ألا تُبادلها الحديث،
ولكن في غباء كشفت قول السيد، وبذلك قدمت للشيطان فرصة
عظيمة... انظروا أي شر هذا أن نسلم أنفسنا
في أيدي أعدائنا والمتآمرين علينا].
كما يقول: [إذ لم يكن الشيطان قادرًا على تقديم شيء عمليًا
قدم بالأكثر وعودًا في كلمات. هكذا هي شخصية المخادعين].
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024