08 - 08 - 2024, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 169541 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجانوس: [إن الفضيلة هي أن نكون واحدًا مع المسيح، أنه هو الفضائل التي تملأه] هو العدل والحكمة والحق، فمن يمارس الفضيلة إنما يشترك في الطبيعة الإلهية، وهذا هو كمال المكافأة. الرذيلة هي تشبيه بعدو الخير واشتراك معه في سماته مع حرمان من التمتع بالمخلص والتشبه به... وهذا فيه ثمر الخطية وجزاؤها. |
||||
08 - 08 - 2024, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 169542 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الملك ومملكته: 15 السَّالِكُ بِالْحَقِّ وَالْمُتَكَلِّمُ بِالاسْتِقَامَةِ، الرَّاذِلُ مَكْسَبَ الْمَظَالِمِ، النَّافِضُ يَدَيْهِ مِنْ قَبْضِ الرَّشْوَةِ، الَّذِي يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ سَمْعِ الدِّمَاءِ، وَيُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ 16 هُوَ فِي الأَعَالِي يَسْكُنُ. حُصُونُ الصُّخُورِ مَلْجَأُهُ. يُعْطَى خُبْزَهُ، وَمِيَاهُهُ مَأْمُونَةٌ. 17 اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً. 18 قَلْبُكَ يَتَذَكَّرُ الرُّعْبَ: « أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ الْجَابِي؟ أَيْنَ الَّذِي عَدَّ الأَبْرَاجَ؟» 19 الشَّعْبَ الشَّرِسَ لاَ تَرَى. الشَّعْبَ الْغَامِضَ اللُّغَةِ عَنِ الإِدْرَاكِ، الْعَيِيَّ بِلِسَانٍ لاَ يُفْهَمُ. 20 اُنْظُرْ صِهْيَوْنَ مَدِينَةَ أَعْيَادِنَا. عَيْنَاكَ تَرَيَانِ أُورُشَلِيمَ مَسْكِنًا مُطْمَئِنًّا، خَيْمَةً لاَ تَنْتَقِلُ، لاَ تُقْلَعُ أَوْتَادُهَا إِلَى الأَبَدِ، وَشَيْءٌ مِنْ أَطْنَابِهَا لاَ يَنْقَطِعُ. 21 بَلْ هُنَاكَ الرَّبُّ الْعَزِيزُ لَنَا مَكَانُ أَنْهَارٍ وَتُرَعٍ وَاسِعَةِ الشَّوَاطِئِ. لاَ يَسِيرُ فِيهَا قَارِبٌ بِمِقْذَافٍ، وَسَفِينَةٌ عَظِيمَةٌ لاَ تَجْتَازُ فِيهَا. 22 فَإِنَّ الرَّبَّ قَاضِينَا. الرَّبُّ شَارِعُنَا. الرَّبُّ مَلِكُنَا هُوَ يُخَلِّصُنَا. 23 ارْتَخَتْ حِبَالُكِ. لاَ يُشَدِّدُونَ قَاعِدَةَ سَارِيَتِهِمْ. لاَ يَنْشُرُونَ قِلْعًا. حِينَئِذٍ قُسِمَ سَلَبُ غَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ. الْعُرْجُ نَهَبُوا نَهْبًا. 24 وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ. إن كان الله في عدله نارًا آكلة تلتهم الشر الحامل الفساد في داخله وتمجد المؤمنين الحاملين برّ المسيح فيهم، فإنه يُدين الأشرار المصرّين على شرهم ويحمي أبراره من أيديهم. يُقدم لنا النبي سمات الإنسان البار وهي: أ. يسلك بالحق والبر، أي يسلك في المسيح يسوع الطريق والحق، وهو برّنا. ب. يتحدث بالاستقامة [15]، كلماته تعلن عن إنجيله المخفي في قلبه. ج. يحتقر مكسب المظالم. د. باستخفاف ينفض يديه عن قبول الرشوة. ه. يسد أذنيه عن الاستماع للخطط الدافعة إلى سفك الدماء. و. يغمض عينيه عن التطلع إلى الشر. ز. يرتفع بقلبه إلى الأعالي ليسكن مع مخلصه في السمويات [16]. ح. يلجأ دومًا إلى مسيحه كحصون صخور تحميه من الشر. ط. سخي في العطاء حتى من أعوازه: الخبز والماء. مثل هذا الإنسان الذي يتقدس بالسيد المسيح ليعيش بكل أحاسيسه طاهرًا، ويرتفع بأعماقه إلى الأعالي، ويمارس حياة الشركة مع الله والعطاء المستمر، يستحق التمتع برؤية السيد المسيح في أمجاده، إذ قيل: "الملك ببهائه تنظر عيناك" [17]. هذه هي أعظم هبة للبار أن يُعاين المسيا في بهائه! يظن البعض أن الحديث هنا عن الملك حزقيا الذي تمتع ببهاء خاص عندما تهلل في قلبه عند رؤيته هلاك جيش سنحاريب، لكن النص واضح هنا أنه يتحدث بالأكثر عن السيد المسيح الذي تمجد على الصليب جاذبًا إليه الأمم، واهبًا إياهم طبيعة جديدة، عوض العداوة حملوا حبًا وصداقة، وعوض الشراسة صاروا ودعاء، وعوض لغة الشر الغريبة صاروا ينطقون بلهجة سماوية، إذ قيل: صاروا ودعاء، وعوض لغة الشر الغريبة صاروا ينطقون بلهجة سماوية، إذ قيل: "أين الكاتب؟ أين الجابي؟ أين الذي عدّ الأبراج؟" [18]. أين الكاتب الذي يعدّ الجيش ويسجل أسماء الجند؟ وأين الجابي الذي يُحدد الجزية التي تُدفع للعدو؟ أين الذي يُعد الأبراج لكي يُقيم حراسًا عليها ورقباء يلاحظون العدو وينبهون إلى المعركة؟ لقد تحولت كل هذه الطاقات من العمل للحرب والمقاومة إلى طاقات هادئة مسالمة للعمل لحساب ملكوت الله، خلال قبولهم الإيمان بالسيد المسيح. " الشعب الشرس لا ترى" [19]، إذ نُزعت أعمال الإنسان القديم العنيف لنحمل سمات خالقنا بتمتعنا بالإنسان الجديد الذي يتجدد كل يوم. "الشعب الغامض اللغة عن الإدراك، الغبي بلسان لا يفهم" [19]؛ نالوا لسانًا جديدًا هو لغة الروح، لسان الحب والوحدة مع الفهم والحكمة. والآن ما هو عمل الملك المسيا في حياة الأمم القادمة إليه بالإيمان به؟ أ. "انظر صهيون مدينة أعيادنا" [20]. عوض الرعب القديم من الكاتب مسجل الجيش والجابي تصير صهيون مدينة أعياد مفرحة، يجتمع فيها الشعب ببهجة دائمة للعبادة الجماعية والالتقاء مع الله نفسه عيدنا غير المنقطع. ب. "خيمة لا تنتقل لا تُقلع أوتادها إلى الأبد وشيء من أطنابها لا ينقطع" [20]، أي ثابتة وراسخة لا يحطمها حتى الموت إذ تبقى أبدية. ج. محاطة بالأنهار والترع من كل اتجاه [21] مما يجعلها مثمرة بالروح. د. لا يمكن الاقتراب إليها أو محاربتها؛ إذ لا تسير في المياه المحيطة بها سفن صغيرة للتجسس عليها ولا سفن عظيمة حربية [21]. ه. المسيح الرب نفسه هو القاضي والمشرع والملك والمخلص [22]، قدم دستور الإنجيل وملك على الصليب وخلصنا ولا يزال يشفع فينا كفاريًا بدمه الثمين. و. يصير عدوها كسفينة منكسرة وسط المياه لا يقدر أن يرفع العدو ساريتها ولا ينشر قلعها [23]. ز. يهزمون العدو بقوة حتى أن العرج يستطيعون نهبه نهبًا [23]. ح. ليس فيها مريض [24]. ط. ينال سكانها غفران الخطايا [24]. هذه هي صورة النفس التي ترتبط بالسيد المسيح: تصير صهيون مدينة الله المفرحة، مملوءة بهجة وسلامًا، ثابتة في الرب، يحوط بها روح الله القدوس ليحولها إلى فردوس مثمر، لا يقدر الشيطان أن يهزمها ولا عدو الخير أن يُحطمها، يعلن السيد المسيح مملكته فيها بكونه ملكها والقاضي والمشرع ومخلصها، تغلب عدو الخير وتُحطمه، لا يمكن لمرض روحي أن يصيبها وأخيرًا فإنها تتمتع بغفران الخطايا خلال التوبة الدائمة. |
||||
08 - 08 - 2024, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 169543 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إدانة الأعداء مقاومي الحق الأصحاحان 34، 35 يمثلان نبوة واحدة، الأول يمثل الجانب السلبي حيث يدعو الله الأمم مجتمعة معًا ليروا دينونة جماعية لمقاومي الحق ولمضطهدي شعب الله الممثلين في أدوم بصفة خاصة. لقد شمت الأدوميون لما حلّ بالشعب بواسطة آشور، بل وقاموا بالسلب والنهب، وكانوا يساعدون الأعداء ضدهم، وإن فلت أحد أمسكوه وباعوه للعدو، وأخيرًا جاءوا بأغنامهم لترعى في مدن يهوذا وحقولها بعدما صارت خرابًا، لذلك استحقوا حلول غضب الله عليهم. أما الأصحاح التالي فيحمل الجانب الإيجابي الخاص بإقامة الشعب وتمتعه بمراحم الله . الأصحاح الأول (34) يكشف عما يحل بعدو الكنيسة الحقة من غضب إلهي، وبالتالي عما يحل بالكنيسة نفسها من بركات. دعوة جماعية: 1 اِقْتَرِبُوا أَيُّهَا الأُمَمُ لِتَسْمَعُوا، وَأَيُّهَا الشُّعُوبُ اصْغَوْا. لِتَسْمَعِ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ نَتَائِجِهَا. 2 لأَنَّ لِلرَّبِّ سَخَطًا عَلَى كُلِّ الأُمَمِ، وَحُمُوًّا عَلَى كُلِّ جَيْشِهِمْ. قَدْ حَرَّمَهُمْ، دَفَعَهُمْ إِلَى الذَّبْحِ. 3 فَقَتْلاَهُمْ تُطْرَحُ، وَجِيَفُهُمْ تَصْعَدُ نَتَانَتُهَا، وَتَسِيلُ الْجِبَالُ بِدِمَائِهِمْ. 4 وَيَفْنَى كُلُّ جُنْدِ السَّمَاوَاتِ، وَتَلْتَفُّ السَّمَاوَاتُ كَدَرْجٍ، وَكُلُّ جُنْدِهَا يَنْتَثِرُ كَانْتِثَارِ الْوَرَقِ مِنَ الْكَرْمَةِ وَالسُّقَاطِ مِنَ التِّينَةِ. يقدم النبي دعوة عامة إلى جميع الأمم لكي ينصت العالم ويرى ويصمت لأن الرب تكلم، إنه يعلن دينونة الله للأمم المتمسكة بالشر لعلها تعود فتُراعي أحكامه بعدما أطال الله أناته عليها زمانًا. إنها أشبه بدعوة موجهة ضد العالم كله يدخل فيها الرب نفسه طرفًا في المعركة، معلنًا سخطه وحمو غضبه على كل جيوشهم [2]، فقد تعرضت بسبب الشر إلى القتل وطرح الجثث حتى تنتن؛ تجري الدماء على الجبال كمياه. يعود النبي فيؤكد أن الله لا يعني بني البشر، إنما المعركة قائمة بين الله وملائكته وإبليس وملائكته. لذلك يقول: "ويفني كل جند السموات" (جنود الشر في السموات أف 6: 12، رؤ 12: 7-9؛ 20: 1-8). ماذا يعني بقوله: "ويفني كل جند السموات وتلتف السموات كدرج وكل جندها ينتثر كانتثار الورق من الكرمة والسقاط من التينة" [3]. أ. يحاول بعض المفسرين الألفيين أن يروا في ذلك إشارة إلى زوال السماء القديمة لكي يتحقق في الحكم الألفي قيام أرض جديدة وسماء جديدة. ب. يرى القديس أغسطينوس أن السموات التي تلتف هنا كدرج (كتاب) هي الكتاب المقدس، إذ يقول: [أسفار العهدين تُدعى "السموات"... إنني أدرك وأفهم الكتب المقدسة التي كتبها خدامك بعمل الروح القدس]. وكأن أحد تأديبات الله للأشرار المصرّين على شرهم هو فقدانهم إمكانية التمتع بجند السموات أي بقوة الكتاب المقدس، فيصير بالنسبة لهم كتابًا مغلقًا لا يدركون أسراره في حياتهم، أو يكون بالنسبة لهم كأوراق كرمةٍ قد سقطت وانتثرت وكسقاط من تينة. أما بالنسبة لأولاد الله فيفتح الروح القدس عقولهم وقلوبهم وكل طاقاتهم ليدركوا قوة الكلمة عاملة في أعماقهم كما في سلوكهم. يقول العلامة أوريجانوس: [كُتبت الكتب المقدسة بواسطة روح الله؛ وهي لها معانٍ ليس كما تظهر لأول وهلة بل معانٍ أخرى لا يدركها كثيرون. فإن هذه (الكلمات) المكتوبة هي أشكال لأسرار معينة وصور للاهوتيات. لذلك يوجد رأي واحد في كل الكنيسة أن القضية بأكملها روحية حقًا وأن المعنى الروحي الذي يحويه الناموس لا يعرفه الكل وإنما يعرفه الذين وهبت لهم نعمة الروح القدس في كلمة الحكمة والمعرفة وحدهم]. ج. يمكننا القول بأن الأرض والسماء يرمزان إلى جسد الإنسان ونفسه. فالأشرار يخسرون قدسية وسلامة أجسادهم كما نفوسهم. تصير أجسادهم كجبال جبارة لكن الدماء تسيل منها [3]، لهم منظر القوة الجسدية وربما الجمال الجسدي والبهاء الخارجي لكنها كأجساد ملطخة بالدماء تحمل رائحة موت ونتانة. وتصير نفوسهم كسموات فقدت كل طاقاتها (جندها) مغلقة ككتاب مختوم... لهم مظهر الشجاعة وربما الشهامة وقوة الشخصية لكنك إذ تحتكّ بهم عن قرب تجدهم نفوسًا ضيّقة حطمها اليأس وأفسدها الغم الداخلي مع الإحساس بالعزلة والحرمان. هذه هي صورة الشرير، له مظهر قوي من الخارج لكنه يحمل كل ضعف في أعماقه. وكما يقول المرتل: "لا تغر من الأشرار ولا تحسد عمال الإثم، فأنهم مثل الحشيش سريعًا يُقطعون ومثل العشب الأخضر يَذبلون" (مز 37: 1-2). |
||||
08 - 08 - 2024, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 169544 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أغسطينوس أن السموات التي تلتف هنا كدرج (كتاب) هي الكتاب المقدس، إذ يقول: [أسفار العهدين تُدعى "السموات"... إنني أدرك وأفهم الكتب المقدسة التي كتبها خدامك بعمل الروح القدس]. وكأن أحد تأديبات الله للأشرار المصرّين على شرهم هو فقدانهم إمكانية التمتع بجند السموات أي بقوة الكتاب المقدس، فيصير بالنسبة لهم كتابًا مغلقًا لا يدركون أسراره في حياتهم، أو يكون بالنسبة لهم كأوراق كرمةٍ قد سقطت وانتثرت وكسقاط من تينة. أما بالنسبة لأولاد الله فيفتح الروح القدس عقولهم وقلوبهم وكل طاقاتهم ليدركوا قوة الكلمة عاملة في أعماقهم كما في سلوكهم. |
||||
08 - 08 - 2024, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 169545 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجانوس: [كُتبت الكتب المقدسة بواسطة روح الله؛ وهي لها معانٍ ليس كما تظهر لأول وهلة بل معانٍ أخرى لا يدركها كثيرون. فإن هذه (الكلمات) المكتوبة هي أشكال لأسرار معينة وصور للاهوتيات. لذلك يوجد رأي واحد في كل الكنيسة أن القضية بأكملها روحية حقًا وأن المعنى الروحي الذي يحويه الناموس لا يعرفه الكل وإنما يعرفه الذين وهبت لهم نعمة الروح القدس في كلمة الحكمة والمعرفة وحدهم]. |
||||
08 - 08 - 2024, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 169546 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دمار آدوم: 5 لأَنَّهُ قَدْ رَوِيَ فِي السَّمَاوَاتِ سَيْفِي. هُوَذَا عَلَى أَدُومَ يَنْزِلُ، وَعَلَى شَعْبٍ حَرَّمْتُهُ لِلدَّيْنُونَةِ. 6 لِلرَّبِّ سَيْفٌ قَدِ امْتَلأَ دَمًا، اطَّلَى بِشَحْمٍ، بِدَمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ، بِشَحْمِ كُلَى كِبَاشٍ. لأَنَّ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةً فِي بُصْرَةَ وَذَبْحًا عَظِيمًا فِي أَرْضِ أَدُومَ. 7 وَيَسْقُطُ الْبَقَرُ الْوَحْشِيُّ مَعَهَا وَالْعُجُولُ مَعَ الثِّيرَانِ، وَتَرْوَى أَرْضُهُمْ مِنَ الدَّمِ، وَتُرَابُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ يُسَمَّنُ. 8 لأَنَّ لِلرَّبِّ يَوْمَ انْتِقَامٍ، سَنَةَ جَزَاءٍ مِنْ أَجْلِ دَعْوَى صِهْيَوْنَ. 9 وَتَتَحَوَّلُ أَنْهَارُهَا زِفْتًا، وَتُرَابُهَا كِبْرِيتًا، وَتَصِيرُ أَرْضُهَا زِفْتًا مُشْتَعِلًا. 10 لَيْلًا وَنَهَارًا لاَ تَنْطَفِئُ. إِلَى الأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ تُخْرَبُ. إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ لاَ يَكُونُ مَنْ يَجْتَازُ فِيهَا. 11 وَيَرِثُهَا الْقُوقُ وَالْقُنْفُذُ، وَالْكَرْكِيُّ وَالْغُرَابُ يَسْكُنَانِ فِيهَا، وَيُمَدُّ عَلَيْهَا خَيْطُ الْخَرَابِ وَمِطْمَارُ الْخَلاَءِ. 12 أَشْرَافُهَا لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَدْعُونَهُ لِلْمُلْكِ، وَكُلُّ رُؤَسَائِهَا يَكُونُونَ عَدَمًا. 13 وَيَطْلَعُ فِي قُصُورِهَا الشَّوْكُ. الْقَرِيصُ وَالْعَوْسَجُ فِي حُصُونِهَا. فَتَكُونُ مَسْكِنًا لِلذِّئَابِ وَدَارًا لِبَنَاتِ النَّعَامِ. 14 وَتُلاَقِي وُحُوشُ الْقَفْرِ بَنَاتِ آوَى، وَمَعْزُ الْوَحْشِ يَدْعُو صَاحِبَهُ. هُنَاكَ يَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ وَيَجِدُ لِنَفْسِهِ مَحَّلًا. 15 هُنَاكَ تُحْجِرُ النَّكَّازَةُ وَتَبِيضُ وَتُفْرِخُ وَتُرَبِّي تَحْتَ ظِلِّهَا. وَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشَّوَاهِينُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ. كانت العادة أن تُدهن السيوف قبل المعركة بالشحوم حتى لا تحتاج إلى تنظيف بعد قتل كل شخص من الأعداء، إذ يمنع الدهن الدماء من الالتصاق بها أما سيف الرب الرمزي فيُدهن كما بالغضب السماوي: "لأنه قد رَوِىَ في السموات سيفي" [5]. حل سيف الرب على آدوم أشبه بسكين كاهنٍ تذبح القطيع العاجز عن المقاومة؛ عمل في العاصمة "بصرة" [6] كما في بقية أدوم، ليقدم ذبائح لا للمصالحة إنما ذبائح محرقة للدينونة [5]، حالة عليها اللعنة الإلهية. هذا السيف اجتاز الكل: البقر الوحشي والعجول مع الثيران... أي رجال الحرب العنفاء (البقر الوحشي) كما العامة؛ الكبير مع الصغير، إذ هي دينونة عامة، لأن الجميع اشتركوا معًا في الإثم. "تُروى أرضهم من الدم، وترابهم من الشحم يُسمَّن" [7]؛ إن كان اسم "أدوم" معناه "تراب" (آدم) وأيضًا "دم"، هكذا يختلط دمهم المسفوك بترابهم. لقد عاشوا كتراب محبين للأرضيات والزمنيات فهلكوا بدمهم. يصنع الله هذا كله من أجل صهيونه، شعبه المحبوب، الذي يكرهه آدوم. أخيرًا يؤكد أن دمار أدوم تام [9-15]. "وتتحول أنهارها زفتًا، وترابها كبريتًا، وتصير أرضها زفتًا مشتعلًا، ليلًا ونهارًا لا تنطفئ، إلى الأبد يصعد دخانها، من دور إلى دور تخرب..." [9-10] بمعنى تتحول إلى أتون نار، لا تحتاج إلى وقود من الخارج، إذ تتحول أنهارها إلى قار، وترابها إلى كبريت، فتصير أرضها نارًا متقدة لا تنطفئ نهارًا ولا ليلًا، دخانها يصعد رائحة دنسة كدخان قاتم، يبقى خرابها مستمرًا عبر الأجيال. تتحول من مسكن للبشر إلى مسكن للحيوانات والطيور الجارحة [10، 11، 13، 14]. عوض البناء يمد خيط الخراب ومطمار الخلاء [11]. تُفقد القيادات، ليس فيها أشراف ولا رؤساء. عوض الثمار تنبت شوكًا حتى في قصورها، وقريصًا وعوسجًا في حصونها [13] علامة هجر القصور وعدم استخدام الحصون زمانًا طويلًا. "هناك تُحْجِرُ النّكَّازَة وتَبيض وتُفرخ وتربِّى تحت ظلها" [15]. النّكَّازَة حيَّة من أخبث أنواع الحيات، صغيرة الحجم لكنها سامة، تعيش في مناطق بأفريقيا والعربية. غير أن ما ورد هنا يُناسب طائرًا لا حية، لهذا يرى بعض الدارسين أن ما ورد هنا هو وصف شعري يشير إلى سكنى الأرواح الشريرة القاتلة في النفوس المقاومة لله. "هناك تجتمع الشَّواهين بعضها ببعض" [15]، وهي طيور جارحة تُثير رعبًا.. آدوم إذن تُشير إلى النفس الجاحدة للإيمان والمقاومة للحق، تسقط تحت الغضب الإلهي فتصير هي نفسها أتونًا لذاتها، ليس من يطفئ لهيبها الداخلي ولا من يهبها راحة أو تعزية، تتحول إلى خراب فتفقد تفكيرها المتزن. تصير مأوى للأفكار الدنسة والعواطف المنحرفة، تلهو بها الخطايا، وتلعب بها الشياطين. تصير حياتها جافة كالشوك وعقيمة بلا ثمر، تفقد جمالها وحصانتها، كما تتحول إلى ظلمة ليل دائم بلا نهار أو نور [13] . |
||||
08 - 08 - 2024, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 169547 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأكيد عن تحقيق ذلك: 16 فَتِّشُوا فِي سِفْرِ الرَّبِّ وَاقْرَأُوا. وَاحِدَةٌ مِنْ هذِهِ لاَ تُفْقَدُ. لاَ يُغَادِرُ شَيْءٌ صَاحِبَهُ، لأَنَّ فَمَهُ هُوَ قَدْ أَمَرَ، وَرُوحَهُ هُوَ جَمَعَهَا. 17 وَهُوَ قَدْ أَلْقَى لَهَا قُرْعَةً، وَيَدُهُ قَسَمَتْهَا لَهَا بِالْخَيْطِ. إِلَى الأَبَدِ تَرِثُهَا. إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ تَسْكُنُ فِيهَا. "فتشوا في سفر الرب واقرأوا؛ واحدة من هذه لا تُفقد" [16]. لا يقصد هنا سفر الحياة أو سفر الدينونة (حز 32: 32؛ مز 56: 8؛ 69: 28؛ دا 7: 10؛ ملا 3: 16؛ رؤ 3: 5؛ 20: 12؛ 21: 27)، إنما يقصد النبوات التي أعلنها عن آدوم بخصوص خرابها. يلاحظ البعض أنه نادرًا ما يصدر النبي أمرًا، لكنه هنا يأمر "فتشوا... واقرأوا"، لأن الأمر كان في أيامه يبدو مستحيلًا وغير معقول. وقد تحققت هذه النبوة جزئيًا بعد خراب أورشليم بواسطة نبوخذنصَّر... ولا تزال تتحقق في كل يوم بالنسبة لمقاومي الحق، حتى تتم بالكمال في مجيء الرب الأخير حيث يهلك إبليس وكل جنوده. |
||||
08 - 08 - 2024, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 169548 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بركات مملكة المسيح يعتبر هذا الأصحاح تتمه للأصحاح السابق، فإن كان الله يُدين الأمم المقاومة له في حياة مؤمنيه، إنما يفعل ذلك لأجل بنيان شعبه ونموهم وتمجيدهم، الأمر الذي يتحقق بمجيء المسيا مخلص العالم، الذي بالصليب حطّم قوات الظلمة وفتح باب بركاته الإلهية أمام الراجعين إليه مهما بلغ ضعفهم. تحويل البرية إلى فردوس: 1 تَفْرَحُ الْبَرِّيَّةُ وَالأَرْضُ الْيَابِسَةُ، وَيَبْتَهِجُ الْقَفْرُ وَيُزْهِرُ كَالنَّرْجِسِ. 2 يُزْهِرُ إِزْهَارًا وَيَبْتَهِجُ ابْتِهَاجًا وَيُرَنِّمُ. يُدْفَعُ إِلَيْهِ مَجْدُ لُبْنَانَ. بَهَاءُ كَرْمَلَ وَشَارُونَ. هُمْ يَرَوْنَ مَجْدَ الرَّبِّ، بَهَاءَ إِلهِنَا. 3 شَدِّدُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ، وَالرُّكَبَ الْمُرْتَعِشَةَ ثَبِّتُوهَا. 4 قُولُوا لِخَائِفِي الْقُلُوبِ: «تَشَدَّدُوا لاَ تَخَافُوا. هُوَذَا إِلهُكُمُ. الانْتِقَامُ يَأْتِي. جِزَاءُ اللهِ. هُوَ يَأْتِي وَيُخَلِّصُكُمْ». يرى بعض الدارسين أن ما ورد هنا إنما يخص حال بني إسرائيل بعد عودتهم من السبي البابلي، غير أن الكثيرين يرون في ذلك وصفًا لحال كنيسة العهد الجديد المتمتعة بالسيد المسيح رأسًا لها، يسكب مجده وبهاءه فيها. هذا هو رأي أغلب الدارسين من الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت وإن كان اتباع المُلك الألفي يحسبون هذا الأصحاح نبوة عنه لم تتحقق بعد. يستطيع المؤمن الحقيقي الذي يختبر الحياة الجديدة في المسيح يسوع أن يختبر مجد الكنيسة مُعلنًا في حياته الداخلية وهو: أ. تحويل البرية والأرض اليابسة إلى جنة مثمرة؛ فبدخول الرب إلى القلب وحلول الروح القدس فيه يُنتزع العقم الداخلي وتغرس جنة الرب المثمرة التي تفرح قلب الله [1-2]. * واضح أنه لا يتحدث هنا عن أماكن خارج النفس والحواس، بل يعلن عن أخبار سارة مفرحة خاصة بالنفس الظمآنة. غير المزينة خلال رمز البرية. وكما يقول داود: "صارت نفسي نحوك كأرض يابسة" (مز 143: 6 الترجمة السبعينية). نفسي عطشانة إلى القدير إذ هو الله الحيّ (مز 42: 2). القديس غريغوريوس النيسي "تفرح البرية والأرض اليابسة ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس، يزهر أزهارًا ويبتهج ابتهاجًا ويرنم" [1-2]. فرح وبهجة وترنم! * من نظر في ذاته إلى ربنا، وامتزجت نفسه بنوره، فليغل قلبه بالفرح. الشيخ الروحاني * النفس دائمًا تتربى بهذا الفرح وتسعد به، وبه تصعد إلى السماء، فهي كالجسد لها غذاؤها الروحي. القديس أنطونيوس الكبير يتحدث القديس مقاريوس الكبيرعن هذا المجد الخفي الذي يملأ حياة المؤمن ليعلن في يوم الرب العظيم، قائلًا: [بتجديد العقل (رو 12: 3) وسلام الأفكار (في 4: 7) ومحبة الرب السماوية (أف 3: 19) تتميز خلقة المسيحيين الجديدة (2 كو 5: 17) عن باقي البشر... كل أحد بقدر ما يُحسب أهلًا لشركة الروح القدس بالإيمان والاجتهاد بقدر ذلك يتمجد جسده في ذلك اليوم، لأن كل ما خزنته النفس في داخلها في هذه الحياة الحاضرة سوف يعلن يومئذ، ويُكشف ظاهرًا في الجسد... كل ما للنفس الآن سوف يظهر في الجسد في ذلك اليوم]. يقول الرسول: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2 كو 3: 7-18). ج. يصير الإنسان سندًا لإخوته الضعفاء؛ "شددوا الأيادي المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها، قولوا لخائفي القلوب تشددوا لا تخافوا، هوذا إلهكم، الانتقام يأتي، جزاء الله، هو يأتي ويخلصكم" [3-4]. إن كانت الحياة مع الله تمثل علاقة شخصية خفية بين الله والمؤمن لكنها ليس في فردية منعزلة، إنما هي خلال حياة الشركة بين الله وكنيسته الواحدة؛ كل عضو يسند أخاه في الرب لكي يتشدد الكل معًا كعروس واحدة. كل مساندة من جانبك لأخيك إنما هي مساندة لك أنت شخصيًا لأنه يمثل يديك وركبك. * ليس شيء يجعل البشر منهزمين سريعًا في التجارب ومنهارين مثل العزلة. اخبرني؛ بَعْثِر فرقة في حرب، فإن العدو لا يقلق في سبيهم وأسرهم كفرادى. القديس يوحنا ذهبي الفم |
||||
08 - 08 - 2024, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 169549 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحويل البرية والأرض اليابسة إلى جنة مثمرة؛ فبدخول الرب إلى القلب وحلول الروح القدس فيه يُنتزع العقم الداخلي وتغرس جنة الرب المثمرة التي تفرح قلب الله * واضح أنه لا يتحدث هنا عن أماكن خارج النفس والحواس، بل يعلن عن أخبار سارة مفرحة خاصة بالنفس الظمآنة. غير المزينة خلال رمز البرية. وكما يقول داود: "صارت نفسي نحوك كأرض يابسة" (مز 143: 6 الترجمة السبعينية). نفسي عطشانة إلى القدير إذ هو الله الحيّ (مز 42: 2). القديس غريغوريوس النيسي |
||||
08 - 08 - 2024, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 169550 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* من نظر في ذاته إلى ربنا، وامتزجت نفسه بنوره، فليغل قلبه بالفرح. الشيخ الروحاني |
||||